المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مناظرة حوار مع مسلم - 2- الحديث عن الصدفة



إلى حب الله
09-16-2010, 06:40 AM
مِن كتاب حوار مع مسلم أو ندوة للحوار ...

2)) الحديث عن الصدفة ..

بدأ عدد كبيرٌ مِن الحاضرين يرفع يده في القاعة ..
ولاحظ الشيخ (محمد) : أن أشخاص الصف الأول : لم يرفع أحدهم يده .. وكأنهم يريدون دراسة خصمهم أولا ً.. وسماعه وسماع منطقه !!..
ولهذا .. فقد قام الشيخ (محمد) باختيار أحد الناس مِن وسط القاعة تقريبا ً..

وعلى الفور : تناقلت الأيدي الميكروفون المتحرك الذي على المنضدة : حتى وصل للشخص المطلوب ..
والذي قامت على الفور الشاشة الكبيرة الثانية خلف المنصة بعرض صورته للحاضرين ..
حيث سكت لحظة والميكروفون في يده ثم قال :

بداية : اسمي (جيمز) .. ولا أخفي عليك أيها الشيخ المسلم : فقد جئت مِن مدينة بعيدة لحضور هذه الندوة .. فأنا مهتم كثيرا ًبدراسة الأديان العالمية .. ولكني لا أعرف الكثير عن الدين الإسلامي إلا ما يصل إلينا عنه هنا ..
والغريب : أني لم أكن أنوي في هذه الندوة طرح أي سؤال ٍمِن أي نوع !!!..
وإنما رغبت في السماع والمشاهدة فقط !...
ولكن لفت نظري كثيرا ًاستخدامك لهذا الشيء الذي لا نعرفه في مسح وتنظيف فمك قبل الكلام .. والذي هو ليس سيجارا ًبالطبع !!.. فوددت أن أعرف ما هو ؟؟.. وما الذي دفعك لاستخدامه بهذه الصورة أمام الناس .. برغم مِن أنه قد يثير استنكار بعضهم ؟؟...
وصدقني : إنها لـ (صدفة) غريبة حقا ً: أن يكون أول سؤال في هذه الندوة هو مِن نصيب شخص :
لم يكن ينوي السؤال أصلا ً!!!..
وأرجو ألا أكون قد آذيتك بسؤالي عن هذا الشيء .. وشكرا ً...

وهنا : انتقلت أعين الحاضرين لوجه الشيخ (عبد الله) .. والذي سكت لحظة ثم قال :
شكرا ًمستر(جيمز) ..
وأشكر لك أسلوبك المهذب في طرح السؤال .. وأرجو مِن حضراتكم التركيز في إجابتي جيدا ً.. لأن مستر (جيمز) قد أثار نقطة ًهامة ًجدا ًفي سؤاله بدون قصدٍ منه .. ولكن : دعوني أولا ً(وقبل الإجابة) أوضح لك وللحاضرين شيئا ً ذكرته في كلامك .. ألا وهو : ذكرك للـ (صدفة) ..

حيث أقول لك :
الحق : أنه ما مِن إنسان ٍ(عاقل) في هذه الدنيا : ينبغي له أن يؤمن بهذه (الصدفة) !!!..
لأن كلمة (الصدفة) هذه التي ذكرت : هي الكلمة التي استبدل بها الملحدون اسم (الله) عز وجل مِن قاموس عقولهم المريضة !!!...

فادّعوا بذلك (عقلانية التفكير) !!!.. ولا يعلمون أنهم قد وقعوا في أكثر المناطق (تخلفا ً في التفكير) بالنسبة للعقل البشري !!!.. والتي هي حتى : لا يقبلها عقل طفل صغير !!!..
والذي لو رأى مركبا ًخشبيا ًصغيرا ًيسير في الماء : ثم أخبره أحد الأشخاص بأن هذا المركب الصغير : قد اجتمعت ألواحه (صدفة) !!.. ثم تقطعت بالطول والعرض حسب الشكل المطلوب للمركب (صدفة) !!!.. ثم قامت الحبال والمسامير بتربيطها بكل دقة (صدفة) :
لنظر الطفل الصغير إليه متعجبا ًوقال له عن يقين : أأنت مجنون ؟!!!..

فضحكت القاعة على الطريقة التي لفظ بها الشيخ (عبد الله) هذه الكلمة ...

فاستكمل الشيخ حديثه قائلا ً:
فإذا كان هذا الطفل الصغير قد أصدر (حكما ًواعيا ً) في مسألة (مركب صغير) نسبوا بنائه للـ (صدفة) !!!.. فما بالنا بهذا (الكون العظيم) ؟؟!!.. والذي يسير كل ما فيه : وفق نظام بديع ودقيق : تعجز عن وصفه الألسن !!!.. وذلك مِن أكبر أجرامه ونجومه وكواكبه : وحتى أصغر ذراته وجزيئاته وألكتروناته !!!...
بل : وهناك أيضا ًملايين الملايين مِن العمليات التي تتم في أجسادنا الآن : ولا نعلم عنها شيئا ً!!..
أليس كذلك ؟؟..
هضمٌ وتفكير !!!.. وتنفسٌ وضخ دم وتنظيف !!!.. وميلاد خلايا جديدة وموت أخرى !!!.... إلخ ..
كل ذلك في تناسق ونظام بديع كامل : لا يقدر عليه إلا (خالق) (قادر) (حكيم) (خبير) (مُبدع) !!!...
فهل (الصدفة) التي يعتبرها الناس دوما ًعنوانا ًللـ (عشوائية) : هل هي كذلك ؟؟!!!..

بل ولو افترضنا جدلا ً(وهذا مستحيل بالطبع) أن (الصدفة) أنشأت لنا في إحدى (خبطاتها العشوائية) : كل هذا (الكمال) في الكون مرة واحدة !!!!.. فالسؤال الجدير بالتفكير فيه هو :
لماذا لم نرى (خبطات عشوائية) أخرى في الكون حتى الآن ؟!!.. لماذا توقفت هذه (الصدفة) عن الخلق عند هذه النقطة بالذات ؟؟!!.. هل (الصدفة) تعقل : حتى نقول عنها أنها : قد رضيت بنتيجة ما خلقته : فتوقفت عن العمل والخلق (والخبطات العشوائية الجديدة) فجأة !!!!...
بل : ولماذا توقفت (عجلة الصدفة) عن إنتاج مخلوقات أخرى جديدة معنا في هذا الكون ؟؟!!!..
لماذا لا نراها تعمل إلى الآن : كما نرى (الله) عز وجل يخلق لنا في كل يوم ملايين الملايين مِن المخلوقات !!!!...
وصدق الله العظيم القائل لكل إنسان ٍعاقل في كتابه (القرآن الكريم) :
" وفي الأرض : آياتٌ للموقنين !!!.. وفي أنفسكم : أفلا تبصرون " ؟!!..
الذاريات 20-21 .. بل : وما أكثر الآيات مِن حولنا في الكون وفي كوكبنا : ولكن :
ما أكثر الجاحدين !.. يقول الله تعالى في (القرآن الكريم) أيضا ًمُخاطبا ًكل البشر :
" إن في خلق السماوات والأرض .. واختلاف الليل والنهار .. والفلك (أي السُـفن) التي تجري في البحر بما ينفع الناس (وهي إشارة لقوانين المياه) .. وما أنزل الله مِن السماء مِن ماء : فأحيا به الأرض بعد موتها .. وبث فيها مِن كل دابة .. وتصريف الرياح .. والسحاب المُسخر بين السماء والأرض : لآياتٍ لقوم ٍ يعقلون " !!..
البقرة 164 ..

أي أن الإنسان السوي العقل والفطرة : يكفيه فقط النظر في الكون مِن حوله .. ومن فوقه .. ومن أسفل مِنه : ليرى بديع صنع الله تعالى في كل ذرة !!.. بما في ذلك : (التوازن الكامل الدقيق) بين كل عناصر الكون وكوكب الأرض مِن : ماء .. وهواء .. وزرع .. وجماد .. وحيوان !!!..
بل ولو نظر الإنسان في نفسه كما أخبر الله تعالى : لوجد مثل ذلك (الإبداع) و(الإعجاز) أيضا ً!...
فكل شيء في أجسادنا : له وظيفة محددة يقوم بها على أكمل وجه !!!!... فهل (الصدفة) :
هي التي تخطط وتدير كل هذا ؟.. وتوحيه لكل إنسان ٍعند ولادته : بلا تغيير ؟؟؟!!!...
وهل هي أيضا ًالتي تأمر المياه أن تتصرف كمياه !.. والجبال كجبال !.. والطيور كالطيور ؟!...
فسبحان الله عمّا يقول المُـلحدون عبيد الصدفة !!!!...

ومن هنا مستر (جيمز) : ترى معي أن كل شيء في هذا الكون : يسير وفق مشيئة الله تعالى .. حتى أن ما يراه أكثر الناس (صدفة) : هو في الحقيقة : مِن تدبير الله عز وجل !!.. حيث كل فعل في الحقيقة : له سبب عند الله تعالى : سواءٌ علمناه : أو لم نعلمه !!!..
وهذا شيء ملموس في حياة كل منا جميعا ً!...
ولعل الله تعالى شاء بكلامنا الآن : أن يسمعه أحد الحاضرين مثلا ً: فيتعظ !!!.. ويراجع نفسه وعقله :
للتفكير في هذه المسألة من جديد !..
مَن يدري ؟؟...

كان منطق الشيخ حكيما ًبالفعل .. ولاحظ الحاضرون أن الكلمات : تخرج منه بتلقائية وسرعة كبيرة .. مما ينفي عندهم أي شعور باصطناعها أو تأليفها !.. بل استطاعت هذه الكلمات أن تجد طريقا ًفي قلوبهم : ينتفي معه أي شك في صحتها بعد ذلك !!!!..

وهنا .. وبعد أن وفق الله تعالى الشيخ في بيان هذه النقطة الهامة ..
انتقل الشيخ للإجابة على سؤال الرجل الأساسي فقال :


3)) بيان أن شرع الله : لا يُعارض الفطرة السليمة ..

يُـتبع إن شاء الله ....

soma19871
09-16-2010, 07:15 AM
يُـتبع إن شاء الله ....

اسجل متابعتى

ماجد
09-16-2010, 07:53 AM
جزاك الله خيرا علي مجهودك
تابع...

الحمدلله
09-16-2010, 09:02 AM
بارك الله فيك
رائع ..

تابع جزاك الله كل خير