هارون
09-16-2010, 11:33 PM
ما الفرق بين الروح والعقل
كنت اتصفح الأنترنيت عثرت على هذا الموضوع التبس علي فيه تعريف الروح والعقل اردت ان استفسر بشكل علمي
هل للعقل تفسير علمي وللروح كذلك غير هذا التفسير امامكم ام هو شيء واحد
الدليل الاوّل :
تجديد الخلايا وبقاء الذكريات
يـقـول هـؤ لاء :
إ نّ عـلمـاء الطـبـيـعـة يـعـتـقـدون بـاءنّ خلايا جسم الانسان من الذرّات والمواد الرطبة ، وحتّى العظام الصـلبـة فـى كـافـّة انـحـاء الجـسـم بـمـا فيها الخلايا العصبية والدماغية تتاءثّر بدوّامة الحياة المهمّة ، يعنى تـحـويـل المـواد الغـذائيـة التـى يـتـنـاولهـا الانـسان الى طاقة . فالجسم يكون بعد بضع سنين عرضة لتغيير كـامـل ؛ إ ذ تـسـتـهـلك كـثـيـر مـن خـلايـا البـدن وتـبـلى ذرّاتـه واجـزاؤ ه ، فـتـحـلّ مـحـلّهـا خـلايـا جـديـدة بفعل الغذاء .
وقـال الطـبـيـعيّون ايضا فى معرض ردّهم على بعض المادّيين :
إ نّ نظرية التجديد السريع للخلايا فى جميع انـحـاء الجـسـم لاشـبهة فيها ، إ لاّ انّ خلايا الدماغ بمعزل عن حوزة هذه النظرية . وعلّلوا ذلك بقولهم :
إ نّ خلايا الدماغ تحصل على مؤ ونتها ، وتاءخذ حاجتها من الغذاء من الخارج ، ومن الطبيعى انّها تقوم بطرد المواد المستهلكة ؛ لكى تبقى على قيد الحياة سالمة لسنوات اخرى ، فهى - إ ذا - غير مستثناة من هذه القاعدة الكلّية .
وهـب انّ خـلايـا البـدن تـتـجـدّد كـمـا اثـبـتـت هـذه النـظـريـة ، فـمـا هـو تـعـليـل بـقـاء الخـواطـر فـى الذاكـرة مـنـذ الطـفـولة حـتـّى الكـبـر ؟ ومـا الذى يحول دون نسيانها ؟ إ ن قـلت :
إ نّ خـلايـا الدمـاغ هـى التـى تـحـتـفـظ بـالذكـريـات ، كـالتـى وقـعـت قبل خمسين سنة .
قـلنـا :
إ نّ هـذه الخـلايـا قـد اسـتـبـدلت بـاءخـرى عـشـرات المـرّات ،
الدليل الثانى :
تركيز الفكر
يـقـول عـلمـاء الطـبـيـعـة :
إ نّ كـلّ منطقة فى الدماغ تتعلّق بحاسّة من حواسّ الانسان ، فقسم منها يتعلّق مثلا بحاسّة السمع ، وقسم آخر يتعلّق بحاسّة الذوق وهكذا دواليك ؛ فكلّ حاسّة من الحواسّ تتعلّق بنشاط قسم من خلايا الدماغ . إ لاّ انـّه يـحـدث احـيـانـا ان تـتـلقَّ الاذن او العين او الانامل او غيرها من الحواسّ إ يعازا من الدماغ ، ولكنّها لاتعكس ما سمعت اورات او لمست ، ولاتؤ دّى مهمّتها .
فـإ ذا كـنـت مثلا تناقش صديقك فى موضوع علمى ، او جلست وحيدا منكبّا على حلّ مساءلة علمية فإ نّك ترى فى هذا الحـال انّ حـاسـّة السـمـع سـالمة ، ولكنّها لاتؤ دّى مهمّتها ؛ إ ذ لاتسمع الاصوات المنبعثة حولك ، وإ نّ الاصابع وسـائر اعضاء البدن متحفّزة للا حساس بحالة الطقس من حرارة وبرودة ، إ لاّ انّها لاتدرك ذلك ابدا ، وكذا الامرمع سائر حواسّ الانسان .
فإ ن لم يكن هناك روح فما مصدر تركيز الفكر يا ترى ؟ وطـبـق الحـسـابـات الطبيعية فإ ن كلّ منطقة من الدماغ تؤ دّى وظيفتها ولاتتلكّاء عن ذلك ابدا . ولكن يحدث احيانا ان تـتـحـشـّد جـمـيـع الحـواسّ فـى نـقـطـة مـعـيـّنـة ، وتـتـعـطـّل سـائر مـنـاطـق الدمـاغ عـن العـمـل . وهـذا خـيـر دليـل عـلى اسـتـقـلالية الروح ، فإ نّ الخلايا الدماغية تلبّى رغباتها انّى شاءت ، وتعبّى ء طاقاتها وتجنّدها لاجلها .
ويـستلزم فى هذه الحالة انمحاء الذكريات والخواطر . فلذا ينبغى الا ذعان بوجود شيى ء آخر فى كيان الانسان ، وهو دائم لايعتريه البلى ، وليس بمادّة ، وهو يختزن الذكريات ، وباقٍ بعد بلى الجسم او تلف الخلايا ، وله وجود ، ونطلق عليه اسم " الروح " .
الدليل الثالث :
سعة دماغ الانسان
هذا دليل آخر لاستقلالية الروح ، فقد افاد علماء الطبيعة طبق آخر تجربة علمية لهم باءنّ مخزن الدماغ يستطيع ان يحفظ عشرة آلاف مليار ذكرى بصورة منظّمة . ولو كتبت مجموعة واحدة من الذكريات لتكوّنت مكتبة تضمّ عدّة ملايين من الكـتـب . وإ ن ارتـاءى إ نـسـان يـومـا فـى كـتـابـة مـايـجـول فـى خـلده خلال حياته اليومية - كاءسماء الاشخاص او الاقوال التى سمعها والتجارب التى اكتسبها والمناظر التى رآها وآلاف الذكـريـات الاخـرى - فـسـتـتـملّكه الدهشة وتاءخذ بلبّه الحيرة ؛ إ ذ سيرى انّه لو جنّد كلّ قواه لهذه الغاية ليـل نـهـار فـسـيـحـتـاج الى وقـت يقدّر بالاف من السنين ((21))
؛ لانّ الدماغ يستلم من الباصرة يوميّا خمسين الف صـورة ، ومـن السـامـعـة خـمـسـيـن الف صـوت ، فـتـودع هـذه الافـلام والاشـرطـة فـى خـزانـة الدمـاغ .
وتـرسـل اللامـسـة اكـثـر من هذا العدد الى الدماغ ايضا . وتحفظ الروائح والطعوم التى ترسلها الشامّة والذائقة فى الدماغ . فالانسان يحفظ يوميّا مئات الا لاف من الذكريات فى دماغه ((22))
.
قـال البـروفـسـور " اشـتـايـن بـوخ " العـالم الشـهـير ، وخبير التقنية الكهربائية ( Technique Electro ) خـلال شـرحـه لجـهـاز الدمـاغ وقدرة حافظته :
لكى يمكن الحصول على جهاز يتمتّع بهذه المزايا ، ويستطيع حفظ جـمـيـع هـذه الذكـريات فإ نّ صناعته تستغرق مدّة تقدّر باءربعين سنة ؛ لانّ جهازا كهربائيّا ذى خمسة عشر مليار شعبة جهاز غاية فى التعقيد((23))
.
وقـال الدكـتـور " ويـلدريـن فـيـلد " :
نـحـن نـحـيـط تـقـريـبـا بـوظـائف الدمـاغ ومـدى فـعـّاليـتـه ، إ لاّ انـّنـا نجهل ماهية الضمير الانسانى وميدان عمله ((24))
.
ومـمـّا يثير الانتباه هو انّ العلماء يعتقدون باءنّ دماغ الانسان لايعتريه النسيان ابدا ، ولكنّا نظنّ انّنا ننسى بعض الحوادث بعد مرور دقائق معدودة ، إ لاّ انّ الحقيقة خلاف ذلك ؛ إ ذ سرعان ما نتذكّرها ثانية وفق شروط معيّنة . فقد لوحـظ مـثـلا انّ اشـخـاصـا تـذكـّروا فـى ظـروف خـاصـّة حـوادث لفـّهـا النـسـيـان وقـعـت خلال زمان طفولتهم ، او تبادرت الى اذهانهم انشودة قديمة .
والاعـجـب انـّه إ ذا عـطـب جـانـب مـن الدمـاغ لايـخـتـلّ جـمـيـع اعـمـال ذلك القـسـم المـعـطـوب ، بل توكل هذه الاعمال على جانب آخر من الدماغ .
وقـد لاحـظ العلماء من خلال تجاربهم وبحوثهم العلمية انّ الذكريات لايطرا عليها تغيير فى حالة رفع قسم من الدماغ بواسطة عملية جراحية او تلفه .
ولعـلّ سـائلا يـقـول :
مـا حـجـم دمـاغ الانـسـان حـتـّى يـحـفـظ جـمـيـع هـذه الذكـريـات ولايـنـسـاهـا ابـدا ، بـل انـّه إ ذا اصـابـهـا التـلف يـسـتـنـسـخـهـا بـنـسـخـة اخـرى تـقـوم بـمـهـمـّتـهـا وتكمل مشوارها ؟ والجـواب :
إ نّ معدل وزن دماغ الانسان خمسون اوقية ، اى بحجم اترجة كبيرة ، ولكنّه يتكوّن من عشرة مليارات خلية ! وإ ذا قسّمنا ذكريات إ نسان واحد على ذلك العدد من الخلايا يكون نصيب كلّ واحدة منها عشرة آلاف ذكرى ، إ ضافة الى ذلك فإ نّ بعض الخلايا تؤ دّى احيانا عمل الخلايا التى اصابها العطب .
ولعـلّ هـنـاك مـن يـقـول :
" هـذا حـديـث خـرافـة "((25))
؛ إ ذ كيف يتاءتّى لخلية متناهية فى الصغر - بحيث انّ عشرة مـليـارات مـنـهـا تكون بحجم الاترجة - ان تختزن عشرة آلاف صورة او ذكرى ؟ ولاسيّما إ ن كان موضوع استنساخ الخلايا الاخرى صحيحا ، فيجب والحالة هذه ان نقول باءنّ كلّ خلية تحتفظ بصور لايمكن عدّها ؟! نـقـول - كـمـا يـقـول جـمـيـع عـلمـاء العـلوم النـفـسـيـة والطـبـيـعـيـة :
كـلاّ ، إ نّ ذلك مـحـال ؛ إ ذ كـيـف يـصـدق عـقـلا ان يـحـتـفـظ عـضـو مـادّى بـجـمـيـع الذكـريـات ذاتـيـا دون تـوجـيـه مـن قبل قوّة خارجية ؟ وإ ذا سبرنا كتب علماء العالم الفطاحل نراهم يخبطون خبط عشواء فى هذا الموضوع . وجاء فى مجلة " دانشمند " :
لو قـيـّض لانـسـان ان يـجـنـّد قـواه يـومـيـا فـى البـحـث داخـل المـخـتـبـرات العـلمـيـة المـجـهـّزة بـاءحـدث الوسائل ، وبإ شراف امهر العلماء فلاتعادل بحوثه هذه إ لاّ قطرة فى إ قيانوس .
امـّا الذيـن يـعـتـنـقون الاديان السماوية فهم فى مناءى عن الخوض فى هذا الموضوع على الرغم من اختلاف بعض آرائهم حوله ، فقد توصّلوا الى حلّ هذه المعضلة باتّباع ارشادات روّادهم .
وقـال المـحـقـّقـون الاسـلامـيـون وعـلمـاؤ هـم طـبـقـا لا راء الائمـّة العـظـام حـول هـذا المـوضـوع :
إ نّ للانـسـان روحـا ونفسا ، وهى جوهر لطيف ، وتعتورها موانع كالمكان والحركة والسكون والزمـان والحـدود والمـقدار وغير ذلك . وهى مجرّدة من العلم والكمال ، ومستقلّة عن البدن تماما ، وهى كالمرآة تعكس العلم والكمال ، ويمكنها الحلول فى هذا الجسم او فى القالب المثالى ( Prespirit ) .
وخـلاصـة القـول ، فـقـد اجـهـد عـلمـاء الطـبـيـعـة انـفـسـهـم ليـثـبـتـوا مـا ادّعـوه حـول الدمـاغ الصـغـيـر للانـسـان ، ولكـنـّهـم بـاءوا بـالفـشـل . واثـبـت العـلمـاء المـسـلمـون انّ ذلك الجـسـم السـيّال واللطيف الذى يتمتّع بقدرة فائقة على حفظ الذكريات ، وهو مصدر البصر والسمع والفهم والا دراك ما هو إ لاّ موجود اطلقوا عليه اسم " الروح " .
الدليل الرابع :
رؤ ية الاحلام
إ نّ الاحـلام والمـكـاشـفـات تـزيـح السـتـار عن الحقائق الغيبية ، ولايمكن مطلقا ربط هذه الحقائق بالخلايا المادّية للدمـاغ وعـزوهـا إ ليـهـا . وسـنـتـعـرّض الى هـذا المـوضـوع فـى هـذا الكـتـاب وخـصـوصـا فـى هـذا الفـصـل بـصـورة مـفـصـّلة ، كـمـا تـعـرّضـنـا فـى كتاب " بين يدى الاستاذ " الى المكاشفات المطابقة للقرآن والاحاديث النبوية المتواترة ، والتى تميط اللثام عن الحقائق الدينية والعلمية .
الدليل الخامس :
حضور الارواح وظهورها
اعـتـقـد انّ حـضـور الارواح وظـهـورهـا بـعـد المـوت خـيـر دليـل عـلى وجـود الروح واسـتـقـلالهـا ، وسـاءتـنـاول هـذا المـوضـوع فـى هـذا الكـتـاب بـحـثـا وتـفـصـيـلا . فـعـلى هـذا إ نّ ادلّة اسـتـقـلال الروح ثـابـتـة ، وانّ بـقـاءهـا بـعـد بـلى الجـسـم مـن اوضـح المسائل العلمية والفلسفية ، ولايتاءتّى لاحد ان يقدح فيها.
ومـن الجـديـر بـالذكـر هـو انّ مـسـاءلة الروح التـى جلبت اهتمام المادّيين انفسهم ، وشعوب اوربا وامريكا وسائر شعوب الدول المتقدّمة قد انجلت كثير من مسائلها . وقد آمن كثير من المادّيين بوجود اللّه وبالامور المتعلّقة بماوراء الطبيعة بعد إ ثبات وجود الروح وحلّ بعض مسائلها المستعصية .
قـال السـيـد " رسـل والاس " زمـيل " دارون " فى بحوثه حول قانون تنازع البقاء والانتخاب الطبيعى للاصلح فى كتابه الشهير "عجائب الارواح " :
كـنـت مـادّيـا مـتزمّتا ، وكنت اعزف من فكرة وجود الروح عزوفا تامّا ، إ لاّ انّى ادركت اخيرا انّ المشاهدات الموضوعية والاحـسـاسـات لايـمـكـن ان نـضـرب عـنـهـا صـفـحـا ونـرفـضـهـا اعـتـبـاطـا . ثـمّ اصـبـحـت هـذه المـشـاهـدات شـغـلى الشاغل شيئا فشيئا ، فلم استطع ان اجد لها عاملا سوى الروح .
الاستاذ السيّد حسن الابطحىّ ترجمة :
ناصر النجفى
كنت اتصفح الأنترنيت عثرت على هذا الموضوع التبس علي فيه تعريف الروح والعقل اردت ان استفسر بشكل علمي
هل للعقل تفسير علمي وللروح كذلك غير هذا التفسير امامكم ام هو شيء واحد
الدليل الاوّل :
تجديد الخلايا وبقاء الذكريات
يـقـول هـؤ لاء :
إ نّ عـلمـاء الطـبـيـعـة يـعـتـقـدون بـاءنّ خلايا جسم الانسان من الذرّات والمواد الرطبة ، وحتّى العظام الصـلبـة فـى كـافـّة انـحـاء الجـسـم بـمـا فيها الخلايا العصبية والدماغية تتاءثّر بدوّامة الحياة المهمّة ، يعنى تـحـويـل المـواد الغـذائيـة التـى يـتـنـاولهـا الانـسان الى طاقة . فالجسم يكون بعد بضع سنين عرضة لتغيير كـامـل ؛ إ ذ تـسـتـهـلك كـثـيـر مـن خـلايـا البـدن وتـبـلى ذرّاتـه واجـزاؤ ه ، فـتـحـلّ مـحـلّهـا خـلايـا جـديـدة بفعل الغذاء .
وقـال الطـبـيـعيّون ايضا فى معرض ردّهم على بعض المادّيين :
إ نّ نظرية التجديد السريع للخلايا فى جميع انـحـاء الجـسـم لاشـبهة فيها ، إ لاّ انّ خلايا الدماغ بمعزل عن حوزة هذه النظرية . وعلّلوا ذلك بقولهم :
إ نّ خلايا الدماغ تحصل على مؤ ونتها ، وتاءخذ حاجتها من الغذاء من الخارج ، ومن الطبيعى انّها تقوم بطرد المواد المستهلكة ؛ لكى تبقى على قيد الحياة سالمة لسنوات اخرى ، فهى - إ ذا - غير مستثناة من هذه القاعدة الكلّية .
وهـب انّ خـلايـا البـدن تـتـجـدّد كـمـا اثـبـتـت هـذه النـظـريـة ، فـمـا هـو تـعـليـل بـقـاء الخـواطـر فـى الذاكـرة مـنـذ الطـفـولة حـتـّى الكـبـر ؟ ومـا الذى يحول دون نسيانها ؟ إ ن قـلت :
إ نّ خـلايـا الدمـاغ هـى التـى تـحـتـفـظ بـالذكـريـات ، كـالتـى وقـعـت قبل خمسين سنة .
قـلنـا :
إ نّ هـذه الخـلايـا قـد اسـتـبـدلت بـاءخـرى عـشـرات المـرّات ،
الدليل الثانى :
تركيز الفكر
يـقـول عـلمـاء الطـبـيـعـة :
إ نّ كـلّ منطقة فى الدماغ تتعلّق بحاسّة من حواسّ الانسان ، فقسم منها يتعلّق مثلا بحاسّة السمع ، وقسم آخر يتعلّق بحاسّة الذوق وهكذا دواليك ؛ فكلّ حاسّة من الحواسّ تتعلّق بنشاط قسم من خلايا الدماغ . إ لاّ انـّه يـحـدث احـيـانـا ان تـتـلقَّ الاذن او العين او الانامل او غيرها من الحواسّ إ يعازا من الدماغ ، ولكنّها لاتعكس ما سمعت اورات او لمست ، ولاتؤ دّى مهمّتها .
فـإ ذا كـنـت مثلا تناقش صديقك فى موضوع علمى ، او جلست وحيدا منكبّا على حلّ مساءلة علمية فإ نّك ترى فى هذا الحـال انّ حـاسـّة السـمـع سـالمة ، ولكنّها لاتؤ دّى مهمّتها ؛ إ ذ لاتسمع الاصوات المنبعثة حولك ، وإ نّ الاصابع وسـائر اعضاء البدن متحفّزة للا حساس بحالة الطقس من حرارة وبرودة ، إ لاّ انّها لاتدرك ذلك ابدا ، وكذا الامرمع سائر حواسّ الانسان .
فإ ن لم يكن هناك روح فما مصدر تركيز الفكر يا ترى ؟ وطـبـق الحـسـابـات الطبيعية فإ ن كلّ منطقة من الدماغ تؤ دّى وظيفتها ولاتتلكّاء عن ذلك ابدا . ولكن يحدث احيانا ان تـتـحـشـّد جـمـيـع الحـواسّ فـى نـقـطـة مـعـيـّنـة ، وتـتـعـطـّل سـائر مـنـاطـق الدمـاغ عـن العـمـل . وهـذا خـيـر دليـل عـلى اسـتـقـلالية الروح ، فإ نّ الخلايا الدماغية تلبّى رغباتها انّى شاءت ، وتعبّى ء طاقاتها وتجنّدها لاجلها .
ويـستلزم فى هذه الحالة انمحاء الذكريات والخواطر . فلذا ينبغى الا ذعان بوجود شيى ء آخر فى كيان الانسان ، وهو دائم لايعتريه البلى ، وليس بمادّة ، وهو يختزن الذكريات ، وباقٍ بعد بلى الجسم او تلف الخلايا ، وله وجود ، ونطلق عليه اسم " الروح " .
الدليل الثالث :
سعة دماغ الانسان
هذا دليل آخر لاستقلالية الروح ، فقد افاد علماء الطبيعة طبق آخر تجربة علمية لهم باءنّ مخزن الدماغ يستطيع ان يحفظ عشرة آلاف مليار ذكرى بصورة منظّمة . ولو كتبت مجموعة واحدة من الذكريات لتكوّنت مكتبة تضمّ عدّة ملايين من الكـتـب . وإ ن ارتـاءى إ نـسـان يـومـا فـى كـتـابـة مـايـجـول فـى خـلده خلال حياته اليومية - كاءسماء الاشخاص او الاقوال التى سمعها والتجارب التى اكتسبها والمناظر التى رآها وآلاف الذكـريـات الاخـرى - فـسـتـتـملّكه الدهشة وتاءخذ بلبّه الحيرة ؛ إ ذ سيرى انّه لو جنّد كلّ قواه لهذه الغاية ليـل نـهـار فـسـيـحـتـاج الى وقـت يقدّر بالاف من السنين ((21))
؛ لانّ الدماغ يستلم من الباصرة يوميّا خمسين الف صـورة ، ومـن السـامـعـة خـمـسـيـن الف صـوت ، فـتـودع هـذه الافـلام والاشـرطـة فـى خـزانـة الدمـاغ .
وتـرسـل اللامـسـة اكـثـر من هذا العدد الى الدماغ ايضا . وتحفظ الروائح والطعوم التى ترسلها الشامّة والذائقة فى الدماغ . فالانسان يحفظ يوميّا مئات الا لاف من الذكريات فى دماغه ((22))
.
قـال البـروفـسـور " اشـتـايـن بـوخ " العـالم الشـهـير ، وخبير التقنية الكهربائية ( Technique Electro ) خـلال شـرحـه لجـهـاز الدمـاغ وقدرة حافظته :
لكى يمكن الحصول على جهاز يتمتّع بهذه المزايا ، ويستطيع حفظ جـمـيـع هـذه الذكـريات فإ نّ صناعته تستغرق مدّة تقدّر باءربعين سنة ؛ لانّ جهازا كهربائيّا ذى خمسة عشر مليار شعبة جهاز غاية فى التعقيد((23))
.
وقـال الدكـتـور " ويـلدريـن فـيـلد " :
نـحـن نـحـيـط تـقـريـبـا بـوظـائف الدمـاغ ومـدى فـعـّاليـتـه ، إ لاّ انـّنـا نجهل ماهية الضمير الانسانى وميدان عمله ((24))
.
ومـمـّا يثير الانتباه هو انّ العلماء يعتقدون باءنّ دماغ الانسان لايعتريه النسيان ابدا ، ولكنّا نظنّ انّنا ننسى بعض الحوادث بعد مرور دقائق معدودة ، إ لاّ انّ الحقيقة خلاف ذلك ؛ إ ذ سرعان ما نتذكّرها ثانية وفق شروط معيّنة . فقد لوحـظ مـثـلا انّ اشـخـاصـا تـذكـّروا فـى ظـروف خـاصـّة حـوادث لفـّهـا النـسـيـان وقـعـت خلال زمان طفولتهم ، او تبادرت الى اذهانهم انشودة قديمة .
والاعـجـب انـّه إ ذا عـطـب جـانـب مـن الدمـاغ لايـخـتـلّ جـمـيـع اعـمـال ذلك القـسـم المـعـطـوب ، بل توكل هذه الاعمال على جانب آخر من الدماغ .
وقـد لاحـظ العلماء من خلال تجاربهم وبحوثهم العلمية انّ الذكريات لايطرا عليها تغيير فى حالة رفع قسم من الدماغ بواسطة عملية جراحية او تلفه .
ولعـلّ سـائلا يـقـول :
مـا حـجـم دمـاغ الانـسـان حـتـّى يـحـفـظ جـمـيـع هـذه الذكـريـات ولايـنـسـاهـا ابـدا ، بـل انـّه إ ذا اصـابـهـا التـلف يـسـتـنـسـخـهـا بـنـسـخـة اخـرى تـقـوم بـمـهـمـّتـهـا وتكمل مشوارها ؟ والجـواب :
إ نّ معدل وزن دماغ الانسان خمسون اوقية ، اى بحجم اترجة كبيرة ، ولكنّه يتكوّن من عشرة مليارات خلية ! وإ ذا قسّمنا ذكريات إ نسان واحد على ذلك العدد من الخلايا يكون نصيب كلّ واحدة منها عشرة آلاف ذكرى ، إ ضافة الى ذلك فإ نّ بعض الخلايا تؤ دّى احيانا عمل الخلايا التى اصابها العطب .
ولعـلّ هـنـاك مـن يـقـول :
" هـذا حـديـث خـرافـة "((25))
؛ إ ذ كيف يتاءتّى لخلية متناهية فى الصغر - بحيث انّ عشرة مـليـارات مـنـهـا تكون بحجم الاترجة - ان تختزن عشرة آلاف صورة او ذكرى ؟ ولاسيّما إ ن كان موضوع استنساخ الخلايا الاخرى صحيحا ، فيجب والحالة هذه ان نقول باءنّ كلّ خلية تحتفظ بصور لايمكن عدّها ؟! نـقـول - كـمـا يـقـول جـمـيـع عـلمـاء العـلوم النـفـسـيـة والطـبـيـعـيـة :
كـلاّ ، إ نّ ذلك مـحـال ؛ إ ذ كـيـف يـصـدق عـقـلا ان يـحـتـفـظ عـضـو مـادّى بـجـمـيـع الذكـريـات ذاتـيـا دون تـوجـيـه مـن قبل قوّة خارجية ؟ وإ ذا سبرنا كتب علماء العالم الفطاحل نراهم يخبطون خبط عشواء فى هذا الموضوع . وجاء فى مجلة " دانشمند " :
لو قـيـّض لانـسـان ان يـجـنـّد قـواه يـومـيـا فـى البـحـث داخـل المـخـتـبـرات العـلمـيـة المـجـهـّزة بـاءحـدث الوسائل ، وبإ شراف امهر العلماء فلاتعادل بحوثه هذه إ لاّ قطرة فى إ قيانوس .
امـّا الذيـن يـعـتـنـقون الاديان السماوية فهم فى مناءى عن الخوض فى هذا الموضوع على الرغم من اختلاف بعض آرائهم حوله ، فقد توصّلوا الى حلّ هذه المعضلة باتّباع ارشادات روّادهم .
وقـال المـحـقـّقـون الاسـلامـيـون وعـلمـاؤ هـم طـبـقـا لا راء الائمـّة العـظـام حـول هـذا المـوضـوع :
إ نّ للانـسـان روحـا ونفسا ، وهى جوهر لطيف ، وتعتورها موانع كالمكان والحركة والسكون والزمـان والحـدود والمـقدار وغير ذلك . وهى مجرّدة من العلم والكمال ، ومستقلّة عن البدن تماما ، وهى كالمرآة تعكس العلم والكمال ، ويمكنها الحلول فى هذا الجسم او فى القالب المثالى ( Prespirit ) .
وخـلاصـة القـول ، فـقـد اجـهـد عـلمـاء الطـبـيـعـة انـفـسـهـم ليـثـبـتـوا مـا ادّعـوه حـول الدمـاغ الصـغـيـر للانـسـان ، ولكـنـّهـم بـاءوا بـالفـشـل . واثـبـت العـلمـاء المـسـلمـون انّ ذلك الجـسـم السـيّال واللطيف الذى يتمتّع بقدرة فائقة على حفظ الذكريات ، وهو مصدر البصر والسمع والفهم والا دراك ما هو إ لاّ موجود اطلقوا عليه اسم " الروح " .
الدليل الرابع :
رؤ ية الاحلام
إ نّ الاحـلام والمـكـاشـفـات تـزيـح السـتـار عن الحقائق الغيبية ، ولايمكن مطلقا ربط هذه الحقائق بالخلايا المادّية للدمـاغ وعـزوهـا إ ليـهـا . وسـنـتـعـرّض الى هـذا المـوضـوع فـى هـذا الكـتـاب وخـصـوصـا فـى هـذا الفـصـل بـصـورة مـفـصـّلة ، كـمـا تـعـرّضـنـا فـى كتاب " بين يدى الاستاذ " الى المكاشفات المطابقة للقرآن والاحاديث النبوية المتواترة ، والتى تميط اللثام عن الحقائق الدينية والعلمية .
الدليل الخامس :
حضور الارواح وظهورها
اعـتـقـد انّ حـضـور الارواح وظـهـورهـا بـعـد المـوت خـيـر دليـل عـلى وجـود الروح واسـتـقـلالهـا ، وسـاءتـنـاول هـذا المـوضـوع فـى هـذا الكـتـاب بـحـثـا وتـفـصـيـلا . فـعـلى هـذا إ نّ ادلّة اسـتـقـلال الروح ثـابـتـة ، وانّ بـقـاءهـا بـعـد بـلى الجـسـم مـن اوضـح المسائل العلمية والفلسفية ، ولايتاءتّى لاحد ان يقدح فيها.
ومـن الجـديـر بـالذكـر هـو انّ مـسـاءلة الروح التـى جلبت اهتمام المادّيين انفسهم ، وشعوب اوربا وامريكا وسائر شعوب الدول المتقدّمة قد انجلت كثير من مسائلها . وقد آمن كثير من المادّيين بوجود اللّه وبالامور المتعلّقة بماوراء الطبيعة بعد إ ثبات وجود الروح وحلّ بعض مسائلها المستعصية .
قـال السـيـد " رسـل والاس " زمـيل " دارون " فى بحوثه حول قانون تنازع البقاء والانتخاب الطبيعى للاصلح فى كتابه الشهير "عجائب الارواح " :
كـنـت مـادّيـا مـتزمّتا ، وكنت اعزف من فكرة وجود الروح عزوفا تامّا ، إ لاّ انّى ادركت اخيرا انّ المشاهدات الموضوعية والاحـسـاسـات لايـمـكـن ان نـضـرب عـنـهـا صـفـحـا ونـرفـضـهـا اعـتـبـاطـا . ثـمّ اصـبـحـت هـذه المـشـاهـدات شـغـلى الشاغل شيئا فشيئا ، فلم استطع ان اجد لها عاملا سوى الروح .
الاستاذ السيّد حسن الابطحىّ ترجمة :
ناصر النجفى