المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مناظرة حوار مع مسلم - 4 - أوامر الله : لا تستوجب معرفة الحكمة منها لنطيعها



إلى حب الله
09-22-2010, 07:49 AM
الإخوة الكرام ..
أعتذر عن تأخير هذا الفصل للانشغال ....

(ملحوظة : مَن يرغب مِن الإخوة الأعضاء في قراءة الكتاب بأكمله مرة ًواحدة :
حتى قبل أن أقوم ببعض التنقيحات كما أفعل الآن : فليُراسلني على الخاص : وأنا
أ ُرسل له الكتاب كاملا ًبملف وورد) ......

ونواصل على بركة الله :

1)) الندوة ..
2)) الحديث عن الصدفة ..
3)) بيان ان شرع الله : لا يُعارض الفطرة السليمة ..


4)) أوامر الله : لا تستوجب معرفة الحِكمة منها لنطيعها ..

أدار الشيخ (محمد) بصره في الحاضرين .. ثم قال :
دعونا نختار شخصا ًآخرا ًمن الصفوف الأخيرة البعيدة هذه المرة ... ثم أشار لأحدهم بيده وقال :
أنت .. نعم .. الشخص في وسط الصف الأيمن الأخير ..
نعم .. تفضل ....

وهنا انتقل ميكروفون المنضدة للشخص المُختار .. والذي أمسكه بتمكن وقال :
مرحبا ًبالجميع .. اسمي (برايان) .. والحقيقة : أنه كان لدي العديد مِن الأسئلة .. ولكني قد أستبدلتها جميعا ًالآن بسؤال ٍواحدٍ فقط : وهو الذي قفز إلى ذهني أثناء إجابتك وتعليقك السابق أيها الشيخ !!!.. وهذا السؤال هو :
لماذا سيُعاقبنا الله (كما تسميه) : إذا لم نفعل بعض الأشياء التي أمر بها :
وذلك برغم أننا : لم نكن نعرف الحكمة منها مثلا ً؟؟؟!!...
وذلك مثل هذا (السواك) الصغير الذي ذكرته أنت الآن !!!.. فلماذا سيعاقبنا الله مثلا ًعلى عدم استخدامه :
ونحن لم نكن نعرفه أصلا ً!.. ناهيك عن فائدته كما تقول ؟؟؟.. أليس في هذا نوع مِن أنواع الظلم ؟؟...
وشكرا ً....

وهنا .. ضحك الشيخ (عبد الله) في هدوء وتعجب مِن السؤال !!!.. ثم قال :

مستر (برايان) .. يبدو أنه هناك (سوء فهم) لما قلته لكم منذ قليل !!!... فإن أوامر الدين : ليست كلها على سبيل (الوجوب) !!!... بل لقد قلت لكم في حديثي عن (السواك) : أن رسولنا الخاتم (محمد) : قد (نصحنا) باستخدامه .. ولم أقل أنه (أوجب) ذلك علينا وجوبا ً: يستحق العقاب لتاركه !!!..
ولسوف أشرح لك ...

لا شك أننا جميعا ً: ندرك (اختلاف) البشر اختلافا ًكثيرا ًفيما بينهم !!!... وذلك في كل ٍمن :
(القدرات) !.. و(الأفكار) !.. و(الطاقات) !...
ولذلك .. فإنه مِن الغير المعقول أن نجد عندهم جميعا ً: (نفس الاستجابات) لأوامر الدين المختلفة !!!... كما مِن الصعب أيضا ًأن نجد لديهم : (نفس القدرة) على إتيانها !!!..
ولذلك : فإن الله تعالى لم يُلزم الناس بأشياء معينة : إلا التي يتساوون كلهم في قدرتهم بالفعل على القيام بها !!!!..
وهذه الحقيقة : يؤكدها الله تعالى في كتابه (القرآن الكريم) دوما ًحيث يقول :
" لا يُكلف الله نفسا ً: إلا وسعها " !!!.. البقرة – 286 ..

ومن هذا المنطلق .. فقد جعل الله تعالى مجموعة متدرجة مِن الأوامر في الدين :

الأولى : وهي (الواجب فعله) : وهي التي سيعاقبنا الله تعالى إذا تركناها أو تهاونا فيها .. وذلك مثل : وجوب الإيمان بالله تعالى : وتوحيده وعدم الإشراك به (وذلك أصل الدين) .. ومثل : الصلاة والصيام وأداء الزكاة والحج لمن استطاع إليه سبيلا ً.. وأيضا ً: وجوب الإيمان بوجود الملائكة والجنة والنار والأنبياء والرسل وكتبهم من قبل .. كما يجب أيضا ً: الرضا بقضاء الله تعالى وقدره .. ووجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ......
إلى آخر ذلك من الأوامر : الثابت (وجوب فعلها) : أو الإيمان بها على الجميع بلا استثناء ..

الثانية : وهي (الواجب تركه) : وهي التي سيعاقبنا الله تعالى إذا ما فعلناها .. وذلك مثل : نهي الله تعالى عن الشرك به .. وعن التحاكم لشرع غير شرعه .. ونهيه لنا عن : الزنا والسحر وعقوق الوالدين والسرقة والخيانة والكذب .. إلى آخر ذلك مِن المنهيات الثابت (وجوب تركها) على الجميع بلا استثناء ..

الثالثة : وهي (المستحبات) : وهي التي لو فعلها المسلم : حاز على الأجر والثواب لاتباعه أمر الله ورسوله فيها .. وإن لم يفعلها : فليس عليه شيء .. ومنها : هذا (السواك) الصغير الذي سألت عنه مستر (برايان) !...

الرابعة : وهي (المكروهات) : وهي الأمور التي كره الله ورسوله للمؤمن أن يفعلها (لمصلحته طبعا ً) .. ولم يضعا لها عقابا ًشرعيا ًمُحددا ًعلى (تركها) ... وذلك مثل : نهي النبي الخاتم (محمد) عن (الأكل متكئا ً) .. أو (الشرب قائما ً) !!!.. وهي أمور : قد أثبت (العلم الحديث والطب) : ضررها بالفعل على صحة الإنسان !.. ولكننا كما قلنا : ليس هناك عقاب شرعي على تركها .. وإنما حكمها فقط أنها : (مكروه فعلها) !...

وأما الخامسة والأخيرة : فهي (المباحات) : وهي باقي أمور حياتنا التي لم يرد فيها شيء عن الله ورسوله ... ولذلك : فيستوي (فعلها) أو (تركها) على الفرد ... ولا يترتب عليها شيء ..

وهكذا : أردت فقط بهذه المعلومات أن أصحح نظرتك مستر (برايان) لموضوع : (الثواب) و(العقاب) في دين الله تعالى !...

وأما حديثك عن معرفة (الحكمة) مِن أوامر الله تعالى : لكي نطيعها :
فالحق أقول لك :
إذا كنت آمنت فعلا ًبالله تعالى ربا ً: عليما ً.. وحكيما ً.. وخبيرا ًبكل شيء :
فسوف تثق في كل أوامره بالتأكيد !!!...
وذلك لأنك تعلم يقينا ًأنه : لن يأمر إلا بخير !.. كما أنه : لن يُخطيء أبدا ًمثلنا !..
بل وسوف تثق كذلك برسوله أيضا ً!.. والذي لا ينطق مِن عند نفسه !..
وبهذه الطاعة لله ورسوله : فسوف تجني وتستفيد بثمارها : حتى وأنت لا تشعر !!!..

فأول هذه الثمار : هو الفوز بثواب (الطاعة) نفسه !...
وثانيها : هو الاستمتاع بـ (فوائد) ما أمرك الله تعالى به : حتى وإن كنت لا تعرفه على وجه التحديد !!!..
ولأضرب لك مثالين على ذلك ...

فأما المثال الأول :
فهو لأب : له ولدان .. كلما أمر الأول بأمر : قام على الفور بتنفيذه : حتى ولو لم يعلم الحكمة منه ... وذلك لأنه :
يثق دوما ًبأبيه وبحكمته !..
وأما الولد الثاني : فهو مُرهق جدا ًلوالده !!!.. بل ويتسبب له دوما ًفي تعطيل الكثير مِن أعماله .. وذلك لأنه :
دائم السؤال عن العلة والسبب والحكمة !!!... وكأنه يشك في صواب تصرفات أبيه وعقله !!!!..
فبالله عليكم : أي الولدين يكون أحب إلى أبيه ؟؟؟!!!...
أعتقد أنكم تتفقون معي في أن (الولد الطائع دوما ًلأبيه) : هو الأحب والأقرب له !..
أليس كذلك ؟؟؟...
فهكذا الأمر أيضا ًبين الله وبين عباده .. ولله المثل الأعلى ..

وأما المثال الثاني :
فلنفترض أن هذا الأب : يأمر ولده الطائع دوما ًبـ (شرب اللبن) وعدم (شرب الخمر) مثلا ً!.. وأن الولد بالفعل :
يطيع أباه في ذلك : حتى بدون أن يعلم السبب أو الحكمة منه !..
وذلك فقط لأنه (وكما قلت لكم) : يثق في أبيه وحكمته !.. ويعرف أنه يحبه !.. ولن يأمره أبدا ًبما يضره !..
فهل ستستوي (صحة وعقل) مثل هذا الولد : بـ (صحة وعقل) أخيه الذي لا يطيع أباه :
فلا يشرب (اللبن) .. بل ويُدمن (الخمر) ؟؟!!!..
أعتقد أن الفرق بينهما سيكون دوما ًواضحا ً.. حتى ولو لم يعلم الولد الطائع تفاصيل ذلك الفرق وسببه العلمي !!!..
ولكنه على كل حال : يعرف حتما ًأن ما به من خير : هو من نتاج (طاعته لأبيه) !!!..

وهذا أيضا ً: هو نفس الفرق بين الذين يطيعون الله عز وجل .. والذين لا يطيعونه !!!... ولله المثل الأعلى ....
فالذين (يطيعون) الله تعالى : يستمتعون بـ (حكمة أوامره وشرعه) لهم : حتى وإن لم يعرفوا تفاصيل ذلك !...
وأما الذين (لا يطيعون) الله عز وجل : فيعانون من ابتعادهم عن (حكمة الله وأوامره وشرعه) :
وهم لا يشعرون !!...

ولهذا .. فإنه يكفينا فخرا ًفي ديننا الإسلام : أن (العلم الحديث) يكشف لنا في كل يوم :
عن الجديد والجديد مِن مزايا ومنافع : (التشريعات والسنن) الإسلامية المختلفة !!!..
بل : ومعظم الذين يكتشفون هذه المزايا والمنافع ويؤكدونها : هم مِن (غير المسلمين) أنفسهم !!!!...

ومِن هنا : فأنا أدعوكم جميعا ًلقراءتها ومتابعتها مِن : (مواقع الإعجاز العلمي للإسلام) مِن على الإنترنت ..
والتي سوف يقوم الأخ الكريم الشيخ (محمد) ومجموعته الصغيرة : بإرفاق مجموعة مِن أشهر عناوينها على الإنترنت ... مع بعض الكتيبات الأخرى : والتي سيتم توزيعها عليكم في نهاية هذه الندوة إن شاء الله تعالى ...

((( وذلك مثل المواقع التالية بشتى اللغات المختلفة :
موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسُـنة : http://quran-m.com/

والهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسُـنة : http://www.eajaz.org )))

فأرجو أن تكون قد فهمت الآن مستر (بريان) : إجابة استفسارك وما سألت عنه !...
ولنأخذ سؤالا ًآخر ...

5)) لماذا خلق الله الإنسان ؟!..

يُـتبع إن شاء الله ...