المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل يوجد مجاز في القرأن الكريم



كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
09-22-2010, 11:03 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم

المسألة خلافية كما هو مشهور عند أهل العلم فمنهم من نفاه ومنهم من أثبته

ومن الذين نفوه مطلقا في القرأن وغيره شيخ الإسلام وتلميذه وكذلك ابن العثيمين رحمة الله على الجميع ...

وقد سئل ابن العثيمين رحمه الله عن المجاز في القرأن (( وقد قرأت في شرحه لكتاب الأصول من علم الأصول أنه كان يقول به حتى إقتنع بكلام شيخ الإسلام ابن تيمية ))

يقول رحمه الله :

وأما قوله ليس في القرآن مجاز فنعم ليس في القرآن مجاز وذلك لأن من ابرز علامات المجاز كما ذكره أهل البلاغة صحة نفيه وليس في القرآن شيء يصح نفيه وتفسير هذه الجملة وتفسير هذه الجملة أن من أبرز علامات المجاز صحة نفيه أنك لو قلت رأيت أسداً يحمل سيفاً بتاراً فكلمة أسد هنا يراد بها الرجل الشجاع ولو نفيتها عن هذا الرجل الشجاع وقلت هذا ليس بأسد لكان نفيك صحيحاً فإن هذا الرجل ليس بأسد حقاً فإذا قلنا إن في القرآن مجازاً استلزم ذلك أن في القرآن ما يجوز نفيه ورفعه ومعلوم أنه لا يجرؤ أحد على أن يقول إن في القرآن شيء يصح نفيه وبذلك علم أنه ليس في القرآن مجاز بل إن اللغة العربية الفصحى كلها ليس فيها مجاز كما حقق ذلك شيخ الإسلام بن تيميه وابن القيم و أطنب في الكلام عليها على هذه المسألة شيخ الإسلام في الإيمان و ابن القيم في الصواعق المرسلة فمن أحب أن يراجعهما فليفعل وأما قوله تعالى واسأل القرية التي كنا فيها ما الذي يفهم السامع من هذا الخطاب سيكون الجواب سيكون الجواب يفهم منه أن المسألة أهل القرية كلها كلها ولا يمكن لأي عاقل أن يفهم من هذا الخطاب أن نسأل القرية التي هي مجتمع القرية التي هي مجتمع القوم ومساكنهم أبداً بل بمجرد ما يقول اسأل القرية ينصب الفهم والذهن أن المراد اسأل أهل القرية وعبر بالقرية عنهم كأنهم يقولون اسأل كل من فيها وكذلك قولهم أشربوا في قلوبهم العجل فإنه لا يمكن لأي عاقل أن يفهم من هذا الخطاب أن العجل نفسه صار في القلب وإنما يفهم منه أن حب هذا العجل أشرب في القلوب حتى كأن العجل نفسه حل في قلوبهم وهذا فيه من المبالغة ما هو ظاهر أعني في مبالغة هؤلاء في حبهم للعجل والأمر هذا والأمر ظاهر جداً فكل ما يفهم من ظاهر الكلام فهو حقيقته فلتفهم هذا أيها الأخ الكريم أن كل ما يفيده ظاهر الكلام فهو حقيقته ويختلف ذلك باختلاف السياق والقرائن فكلمة القرية مثلاً استعلمت في موضع نعلم أن المراد بها أهل القرية واستعملت في موضع نعلم أن المراد بها القرية التي هي مساكن القوم ففي قوله تعالى (وكم من قرية أهلكناها وهي ظالمة) لاشك أن المراد بذلك أهل القرية لأن القرية نفسها وهي المساكن لا توصف بالظلم وفي قوله تعالى (إنا مهلكوا أهل هذه القرية) لا شك أن المراد بالقرية هنا المساكن ولذلك أضيفت لها أهل فتأمل الآن أن القرية جاءت في السياق لا يفهم السامع منها أن المراد بها أهل القرية وجاءت في سياق أخر لا يفهم السامع منها ألا المساكن مساكن القوم وكل ما يتبادر من الكلام فإنه ظاهره وحقيقته وبهذا يندفع عنا ضلال كثير حصل بتأويل بل بتحريف الكلم عن مواضعه بادعاء المجاز فما ذهب أهل البدع في نفيهم لصفات الله عز وجل جميعها أو أكثرها بل بنفيهم حتى الأسماء إلا بهذا السلم الذي هو المجاز نعم

ماكـولا
09-24-2010, 02:18 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اعتقد ان الخلاف يكاد يكون لفظياً ! , فيسمونه مجازاً والاخرين يطلقون انه من استخدامات العرب واللغة ..الخ

والمجاز في القرآن والسنة واقع , ولكن لا بد ان يحتف بالقرائن لئلا يخرج اللفظ الحقيقي الى المجاز فكل وما يحتف به من القرائن
فمثلا قول الله " اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم .." فهذا يعرف في طريق الهداية لا على انه طريق معبد يسير عليه الماشي ومن المعلوم ان الطريق الى المسجد او الى الحج وغير به الكثير من التعرجات والالتواء .
والايات كثيرة , فالمجاز واقع لكن بشروط

وفقكم الله

نور الدين الدمشقي
09-24-2010, 07:20 PM
اعتقد ان الخلاف يكاد يكون لفظياً ! , فيسمونه مجازاً والاخرين يطلقون انه من استخدامات العرب واللغة
احسنت واوجزت. يبدوا ان شيخ الاسلام لا يقول بأي مجاز اصلا في اللغة العربية...وبذلك ما نعرفه نحن بالمجاز...يقول هو: انه من اصل طرق اللغة. فهل لشيخ الاسلام تعريف آخر للمجاز المنفي؟ يعني اذا نفى المجاز كلية في اللغة العربية....هل كلمة: "مجاز" عنده لها معنى؟

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
09-24-2010, 09:20 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اعتقد ان الخلاف يكاد يكون لفظياً ! , فيسمونه مجازاً والاخرين يطلقون انه من استخدامات العرب واللغة ..الخ


وفقكم الله

نعم بارك الله فيك وقرأت أن هذا الرأي تبناه ابن قدامة رحمه الله

قال ابن قدامه رحمه الله بعد إثباته المجاز وتمثيله له : "ومن منع فقد كابر، ومن سلم وقال لا أسميه مجازا، فهو نزاع في عبارة، لا فائدة في المشاحنة فيه، والله أعلم"

أما شيخ الإسلام ابن تيمية فرأيه مخالف لما تقدم وأنكر كون الخلاف لفظيا

فقال رحمه الله : وتقسيم اللغة إلى حقيقة ومجاز تقسيم مبتدع، محدث لم ينطق به السلف، والخلف فيه على قولين وليس النزاع فيه لفظيا، بل يقال: نفس هذا التقسيم باطل، لا يتميز هذا عن هذا ...

مالك مناع
09-24-2010, 09:45 PM
المجاز لا يصار إليه إلا عند امتناع حمل اللفظ على الحقيقة، فمتى أمكن حمل اللفظ على الحقيقة امتنع حمله على المجاز، ووجب حمله على الحقيقة، ومتى امتنع حمله على الحقيقة حُمل على المجاز مع وجود القرينة الدالة على هذا الامتناع. ولأجل ذلك؛ يجب حمل آيات الصفات على الحقيقة ويمتنع حملها على المجاز، إذا لا يلزم منه محال.

والخلاف بين أهل السنة في إثبات المجاز ونفيه خلاف لفظي وقد صرح بذلك ابن قدامة في روضة الناظر، إذ لما صار المجاز طريقا لتأويل الصفات ونفيها، أراد بعض علماء السنة قطع هذا الطريق على المؤولة والنفاة، وقالوا بمنع وقوع المجاز مطلقًا في القرآن الكريم وفي اللغة، لذلك عد ابن القيم المجاز طاغوتًا، فقال: "فصل في كسر الطاغوت الثالث الذي وضعته الجهمية لتعطيل حقائق الأسماء والصفات وهو طاغوت المجاز". انظر: "الصواعق المرسلة" (2/632).

قال ابن رجب: "ومن أنكر المجاز من العلماء فقد ينكر إطلاق اسم المجاز لئلا يوهم هذا المعنى الفاسد، ويصير ذريعة لمن يريد جحد حقائق الكتاب والسنة ومدلولاتهما. ويقول: غالب من تكلم بالحقيقة والمجاز هم المعتزلة، ونحوهم من أهل البدع، وتطرفوا بذلك إلى تحريف الكلم من مواضعه، فيمتنع من التسمية بالمجاز، ويجعل جميع الألفاظ حقائق. ويقول: اللفظ إن دل بنفسه فهو حقيقة لذلك المعنى، وإن دل بقرينة فدلالته بالقرينة حقيقة للمعنى الآخر، فهو حقيقة في الحالين". انظر ذيل طبقات الحنابلة" (1/174، 175).

والصحيح أن الاعتراض على تقسيم اللفظ إلى حقيقة ومجاز اعتراض وجيه معتبر، إذ أن هذا التقسيم: "يستلزم أن يكون اللفظ قد وضع أولاً لمعنى ثم بعد ذلك قد يستعمل في موضوعه وقد يستعمل في غير موضوعه، وهذا كله إنما يصح لو ثبت أن الألفاظ العربية وضعت أولاً لمعانٍ ثم بعد ذلك استعملت فيها فيكون لها وضع متقدم على الاستعمال، وهذا إنما يصح على القول بأن اللغات اصطلاحية.

وهذا القول لا نعرف أحدًا من المسلمين قاله قبل أبي هاشم الجبائي فإنه لا يمكن أحدًا النقلُ عن العرب أو أمة غيرهم أنه اجتمع جماعة منهم فوضعوا جميع الأسماء الموجودة في اللغة ثم استعملوها بعد هذا الوضع، إلا أنه قد يقال: إن الله يلهم الحيوانات من الأصوات ما يعرف به بعضها مراد بعض، وكذلك الآدميون فالمولود يسمع من يربيه ينطق باللفظ ويشير إلى المعنى فصار يعلم أن هذا اللفظ يستعمل في ذلك المعنى، وهكذا حتى يعرف لغة القوم الذين نشأ بينهم دون أن يصطلحوا على وضع متقدم، فعلم أن الله ألهم النوع الإنساني التعبير عما يريده ويتصوره بلفظه، وأن أول من علم ذلك آدم، وأبناءه علموا كما علم، وإن اختلفت اللغات فهذا الإلهام كافٍ في النطق باللغات من غير مواضعة متقدمة وهذا قد يسمى توقيفًا، فمن ادعى وضعًا متقدمًا فقد قال ما لا علم له به، وإنما المعلوم هو الاستعمال" اﻫ. انظر"مجموع الفتاوى" لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (7/90 – 96).

نور الدين الدمشقي
09-24-2010, 10:07 PM
بارك الله فيكم جميعا واحسنتم. خفت ان قيل لا مجاز...انه لا يتبادر في الذهن من المجاز الا ما نعرفه. فيصبح وكأنه يبدوا من الخطأ الفادح. فوجب تبيان ذلك كما تفضلتم.