حسن المرسى
09-23-2010, 09:02 PM
ولتستبين سبيل الملحدين
حاولت أن أستقصى ما يدعيه الملحدون من العلم
وما يحاولون أن يصادموا به الدين
ولأنى أردت أن أظهر عوار إدعائهم للعلم
ومحاولتهم نصب التعارض بينه وبين وجود الله
ثم محاولاتهم نصب التعارض بينه وبين دين الإسلام .
الذى هو الحق .
فربما يجدون تناقضا بين العلم والنصرانية أو اليهودية .
أو غيرهما من الديانات الشركية .
لكن أمام الإسلام هم مفلسون.......
وبعد إستقراء دعاويهم وبحث مذاهبم ...
وجدت أن دعاويهم يمكن إجمالها فى أربعة محاور أساسية
1_تفسيرات أخرى لوجود العالم غير أن يكون الله هو من أوجده .
2_ إدعاء تناقض الدين والعلم .
3_ موقف الدين من العلم .
4_ علوم يظن مناقضتها للدين كأصل مثل ما يسمى بعلم التاريخ البيولوجى ونظريات فى علم النفس .
وهذه القضايا رتبتها حسب الأهمية
وحسب التدرج فى الإقناع
مقدمات بين يدى البحث
مقدمة 1::
فى البداية
لا يسع أى منصف إلا أن يقر
أن وجود دين باطل لايعنى أن باقى الأديان باطلة .
وأن الحق واحد لايمكن أن يتنوع .
وأن مسألة وجود الخالق لايمكن نفيها بإثبات وجود تناقض أو خلل فى دين ما ...
مثال :
بما أن اليهود يقولون أن الله خلق السماء رقعة من الجلد .
وأن نهر النيل ينبع من السماء فى جنة عدن شرق الكروبيم .
إذا الله غير موجود ولم يخلق السماء ولم يجرى النيل .
هذه نتيجة باطلة لمقدمة باطلة أيضا .
وإنما منطقيا القول يكون هكذا ......
بما أن السماء ليست رقعة من الجلد ..
وبما أن النيل ينبع من هضاب أثيوبيا وأوغندا ...
إذا ما يذكره اليهود غير صحيح
وكتابهم هذا غير صحيح فى هذه النقطة
وربما يكونون كاذبين تماما فى مسألة أن هناك وحى نزل إليهم.
أو ربما يكون كلام المسلمين بأنهم حرفوا كتابهم صحيح ..
ولكن لا يمكن لعاقل أن يجزم من المقدمة السابقة بالنتيجة التى تلتها
وهذه قاعدة أردت تأصيلها
لا تستدل على عدم وجود الخالق بكون هذا الدين أو ذاك فيه خـلـل
هذه قضية مستقلة.
مقدمة2::
. هذه المسائل ليست علمية تجريبية تماما
أى لا يمكن إدخالها المختبر لإثبات كونها صحيحة أم لا .
وإنما هى مسائل عقلية .
كلفنا الله بها بعد أن أعطانا العقل .
ومن إدعى أنها لا يمكن إدراكها بالعقل فهو واحد من إثنين .
إما غير عاقل فعلاً
.......... أى مجنون وهذا معذور غير مكلف فى الدنيا
فمن شروط التكليف عند المسلمين العقل
وإما كاذب وهو الراجح عندى
لأن البعض يظن أن الدليل على وجود الله
هو أن يخرج أحد الملائكة فى المذياع ليذيع بيانا عن ذلك
أو يطلب أن يظهر الله على شاشات التلفاز ليعلن عن نفسه
فسبحان الله
وَكَأَيِّنْ مِنْ آَيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ
فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ
والأن نناقش هذه القضايا التى يثيرها الملحدون
الأولى
.. نظريات أخرى لوجود العالم ..
ولنتحلى بالانصاف ونسأل ثم نجيب
هل الملاحدة على يقين بأى من هذه النظريات ..؟؟!!
وهل أى منها وصل لمرتبة الاقناع
بالطبع لا
لذلك كل من يقول أنا مستيقن تماما أنه لا يوجد خالق وأن هذا الكون لا يحتاج إليه .
كاذب فى إدعائه هذا
إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغنى من الحق شيئاً
والملاحدة الأن يتخلون عن القول بأزلية العالم لصالح نظرية الإنفجار الضخم
وإن كان البعض يحاول إيجاد بديل لها عن طريق نظرية الكون المتذبذب
وكلها نظريات لا تثبت صحتها ولا سبيل الى إثباتها ..
وثبوتها لا يعنى أننا عرفنا سبب وجود العالم
وإنما وصف لما حدث
أما من أحدث ولماذا فلا تقدم هذه النظريات تفسير
وكذلك لن أسهب فى نقض نظرية التطور
وإختلاف العلماء حولها
وأن مناصريها غايتهم أن يثبتوا أنها ليست مستحيلة .
وأنها يمكن أن تكون صحيحة ولو بنسبة واحد على الملايير .
وإن كنا نثبت أنها خرافة لاتصدق .
عند التحلى بالانصاف.
ولا يستدل عليها بكلام المورفولوجيين ولا البيولوجيين .
ولا علماء ما يسمى بالتاريخ البيولوجى .
.... الذين يصبحون فى شرحهم للتطور مثل كهنة العصور الوسطى .
متنبأين بالماضى بناء على وحى من شياطين عقولهم.
يأخذ معلومة علمية ويضيف اليها .
ألف كذبة ..
وألف خيال...
وألف تصور....
وألف صورة .....
وعشرة أفلام كارتونية مفبركة .....
وجمجمة مزورة نصفها قرد ونصفها إنسان ......
وضرس دب قطبى .....
يساندهم فى ذلك ألة إعلامية جبارة ..
ثم يخرجون علينا فى زينتهم ..
موشحين بالالقاب العلمية والاسماء الرنانة ..
فرحين بما عندهم من العلم ..
وماهو إلا دجل وخيال مريض يسعى للشهرة
لذلك هؤلاء حين يتكلمون عن التطور يتكلمون بصورة منفصلة عن العلم
يتكلمون بالعقل لأنها نظرية مفترضة عقلا وليست علما تجريبيا
وإلا فالعلم التجريبى يحيلها إلى المحالات
وإلا فنحن نعطى هؤلاء العلماء ..
أحدث المعامل
وأكثر التكنولوجيا تطوراً
وأحسن الظروف المتخيلة
ومليونا من القرود
وعشرة من القرون
ونطلب منهم أن يصنعوا ما فعله التطور الأعمى
الذى توجده الصدفة ويوجهه نظام الغابة
البقاء للأغشم للأظلم
ولن نطلب منهم أن يطوروا لنا إنسانا
وإنما نطلب منهم فقط إحدى الحلقات بين الانسان والقرد .
ولعل من يحتج لنا بكلام البيولوجيين على التطور .
وهو كما قلت نظرية غير قابلة للإثبات
ليس لها علاقة بالعلم التجريبى
القائم على المشاهدة والتدوين والمعامل
والبعض يقول التطور نظرية علمية فى طريقها للإثبات
وكل الحقائق العلمية بدأت كنظريات تم إثباتها بعد ذلك
والصحيح أن هذا قياس مع الفارق
مثال
سقوط الاشياء من أعلى لأسفل بسرعة واحدة وفى إتجاه واحد
تم تفسير هذه الظاهرة عن طريق الجاذبية
كفرضية علمية ثم كحقيقة
مع أننا لم نر الجاذبية قط لكن هذا هو التفسير المقبول الموافق للعقل
ولم يقل أحد أنا لا أرى الجاذبية لذلك هى غير موجودة .
كذلك السيارة هذه جميلة ومنظمة ومتقنة إذا لابد من صانع لها
تفكير منطقى وإستنتاج مقبول.
لكن التطوريون يلزمهم القول أنها يمكن أن تتكون من عوامل مناسبة فى ظروف مليارات السنين ..
ولا يصح ما يمكن أن يستدلوا به أن هذا لا يحدث فى السيارات
لأنها ليست من المركبات الحيوية التى يصلح فيها التطور
فبلا شك أن السيارة أبسط وأقل تعقيداً من أصغر كائن حى .
ووجودهامن الصدفة أكثر معقولية من وجود الكائن الحى.
وللعلم الرد على التطوريين فى منتهى السهولة بهذه الامثلة .
وكلما حاولوا الهروب أو التفسير فإنهم يغرقون أكثر ويصبحون مثارا للشفقة ..
فالحجة التى يحاولون بها الهروب من هذه الامثلة هى
الانتخاب الطبيعى للطفرات
** والنظرة المنصفة أيضا تقول**
........ أنه ليتم تثبيت طفرة ......
بفرض أن هناك طفرة صالحة تؤدى نتيجت تطورية حسنة
..... يلزم صدفة أخرى نادرة جداً فى حدوثها
فى مجال ضيق جداً من الكائنات تعداده واحد فقط
لأن الطفرة الاولى لن تحدث فى جميع أبناء الجنس وإنما فى فرد واحد فقط .
وهذا يهدم نظرية الكومبيوتر الموجه التى تغنى بها دوكينز فى صانع الساعات الأعمى .
ولو كان منصفا لسماه صانع الساعات الأخرق أو الأبله أو المعدوم
فبلا شك الأعمى يستطيع السمع والحس والحركة وعنده عقل وتفكير ومنطق وقدرة .....الخ
وإن صنع ساعة فسيكون هذا عجيباً حقا لكن ليس مناقضا للعقل
لكن كم أعمى فعل ذلك أو هل فعل ولو لمرة واحدة حتى..؟؟
لكن لو كان منصفا وقال الأخرق عديم العقل والتوجيه والإرادة لرأى العجب من صنعة يدي هذا الصانع الذى إفترضه ..
والله المستعان
وأتمنى من الله وبمساعدة الإخوة فى المنتدى أن نخرج فيلما للرد على هذه الأفلام المليئة بالمغالطات المنطقية والعلمية مثل صانع الساعت هذا وكتابه
وأظن أنه سيلقى رواجا كبيراً لأنه سيكون كوميديا بالدرجة الأولى حين تفضح منطقهم وإستدلالاتهم الواهية .
نعود للكلام ...
شئ أخر أراه منطقيا جداً ولا أدرى هل تطرق إليه أحد قبلى أم لا ..
لماذا نفترض أن الحلقات الوسطى التى نطالبهم بها أحافير ؟؟؟؟
يعنى
هناك بلا شك فى منطق التطوريين حلقات وسطى بين الانسان والقرد الشمبانزى أو أيا كان أباهم المزعوم
نحن لا نقول لاثبات النظرية لا بد من وجود أحافير لهذه الحلقات الوسطى
بل يلزم وجودها على قيد الحياة وبأعداد هائلة أيضا ..
لانها بلا شك أكثر رقيا من القرد لذلك يفترض بها أن تحافظ على حياتها ..
لأنها أصلح وهذا منطقى جدا ..
ولا بد من وجود أعداد غفيرة ..
لأن الطفرات التى ستنقلها من طور القرد ..
الى الانسان لا بد لها من عدد كبير جدا من الإحتمالات لكى تحدث ..
وكلنا يعلم أن أيا من هذه المعطيات البدهية لا توجد لمناصرى الفرضية .
ولا أدرى أى علم بعد ذلك يدعيه هؤلاء ..
ووالله الذى خلقنى ما لهؤلاء عذر يحتجون به عند الله ..
وقفوهم إنهم مسؤلون ..
نعم سيسألون
أم خلقوا من غير شئ أم هم الخالقون .
إن الكون ملئ بعلامات العجز ودلائل الافتقار.
فنحن أفضل من فى هذا الكون وفضلنا الله على كثير ممن خلق الله تفضيلا
ونرى فى أنفسنا علامات العجز
ماتستطيع تنام إلا بمشيئة الله
لا تستطيع تحرك قلبك أو أمعائك
ماتستطيع توقف تنفسك
ما تستطيع أن تمنع روحك من الخروج
لاتختار شكلك ولا لونك ولا مكان ولادتك
عاجز ومفتقر فى كل شئ لكن أنت أكثر شئ جدلا
وهذا الكون كل مافيه أشد عجزا من الإنسان بلا شك
لا يقوم بنفسه ولا ينظم حركته ولا يعلم مصيره
والافتقار هذا يحتاج الى غنى مدبر
والله المستعان على عقول الملحدين
لذلك لا يحتج بهؤلاء العلماء على مسألة أصل الكون والخلق
وإلا نكون كمن يحتج بكلام عربجى عاشر الحمير ردحاً من الزمن
ثم جاء ليقول إن أصل الحمير هو الصراصير
فأنا لا أنكر أن العربجى على دراية كبيرة
بسلوك الحمير
و تصرفاتها
و طبيعتها
وأخلاقها
وطعامها
لكن النتيجة التى يقولها
لا إرتباط لها بعلمه بلا شك
وما الفارق بين العربجى والبيولوجى فى هذه الناحية
المقصود أن كلا من العربجى والبيولوجى يتوقف دورهم على الوصف فقط
ولا يستطيعون تقديم تفسير لما يحدث
هذا إن قلنا أن البيولوجيين قاطبة
يقولون بالتطور
وهذا بعيد جداً
فالبيولوجيين هنا مثلا فى مصر
مع تسليمى بأنهم ليس عندهم المعامل الموجودة فى الغرب مثلاً
وليسوا على نفس القدر من العلم التجريبى
وليس هذا إنقاصا من شأنهم
فمتى توفرت لهم الظروف
فإنهم يفوقون الغربيين
وأمثلة ذلك مشاهدة وكثيرة
إلا أننا لا نعرف فيهم ملحداً
فالمسألة مسألة بيئة وإقتناع وفكر سائد
وقد ذكرت سابقا سبب كثرة الملحدين فى علماء الغرب
وأن ذلك نتيجة لتعصبهم للنصرانية دين قومهم
لم يتصوروا وجود دين صحيح غيرها
ولما ناقضوها بالعلم
تركوها وتركوا الأديان جميعها
ولعل هناك سؤال أود طرحه
على جميع الملحدين
وجميع التطوريين
ما هو تفسيركم لكون النبات يتنفس ثانى أكسيد الكربون
ويخرج الاوكسجين فى عملية التمثيل الضوئى
والحيوان يفعل العكس
ليظل التوازن فى غازات الارض موجوداً
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
قسما بمن رفع السماء
ومن أجرى السحاب
أن من أجرى هذا التوازن يستحق أن يعبد
....... ولو كان التطور نفسه .
فأثبتوا لنا أنه من قام بهذا
معاشر الزملاء الملحدين
ووالله ثم والله
ما كان هذا التوازن ليوجد صدفة
إنه الله
الذى أحسن كل شئ خلقه
وخلاصة القول فى هذه المسألة
أى مسألة كون العالم له مسبب أخر غير الخالق
أنهم مفلسون فيها
وهاك بعض الامثلة
ماهى الروح وما الفرق بين إنسان حى وأخر ميت
ماهو أصل الحياة
ومن وهب البروتين الذى تكون صدفة
أن يكون فيه الحياة التى تحركه
من الذى شفر الدى إن إيه
ومن الذى أبدع نظام للثنى والتطبيق يقوم بلف محكم
لمئات ألاف الاميال من الدى إن أيه حتى تتوارى داخل النواة
وبين الحين والأخر يتم فكه لنسخ بروتينات وأر إن أيه
ثم إعادة اللف مرة أخرى ...
ووالله لنجدن أحد الحمقى المعتوهين يقول التطور الأعمى ..
ولنستطرد معه خذ هذا الحبل بطول 100 الف كيلو متر
وحاول ومعك عشرة الاف عامل وألف من المعدات الثقيلة
أن تقوم بتطبيقه وفرده يوميا بطريقة محكمة
ليس فيها أخطاء وبسرعة وبنظام
الجوانين بجوار الأدينين
والثايمين بجوار السيتوزين
القضية الثانية
وهى دعواهم المستمرة بأن الدين يتناقض مع العلم .
ورغم أنا فى المطلب الأول كنا نتكلم بصورة عامة عن وجود الخالق
دون التطرق للإسلام كدين
فهنا المسألة خاصة
فنحن لاننفى تعارض العلم مع مسلمات فى أديان أخرى غير الاسلام
وأن الحق مع العلم
فى هذه المسائل
لكن الإسلام لا يتعارض ولا يعارض العلم على الإطلاق
مع التسليم بأن الإسلام فيه ما تحار فيه العقول
ولكن ليس فيه ما تنكره العقول
أو ما يعارض العلم صراحة
وهناك مقدمات لا بد من تقريرها قبل الخوض فى هذا الأمر
أولا الغيب
كل الغيبيات لا تخضع للإثبات العلمى لذلك لا جدال حولها
ونحن نسلم أنها مما تحار فيه العقول ولا تخضع للموازين والقوانين التى تسير هذا الكون
لكن بلا شك الله قادر على كل شئ
والكل يعرف أننا المسلمون لا نحتج على أحد بالغيبيات التى لا يتصورها العقل المجرد
وإنما الغيب مما يؤمر بالايمان به بعد الايمان بالله ورسالته
ثانيا لا تعارض بين العقل والنقل
وهذه مسألة مهمة اننا نحن المسلمون نتعامل مع النقول
بالطريقة التى أثبتها إبن تيمية فى درء تعارض العقل والنقل
نبدأمن النص الشرعى ثم نتأمل معانيه ومقاصده ونتفكر فيه ثم يتبين لنا من الحكم والمعانى والعلوم مالا يتصوره العقل
ولا نبدأ بالعكس أن نقرر قواعد ثم نحكمها على الشرع
فهذه الطريقة قد تخطئ وقد تصيب أما الطريقة الاولى فلا تخطئ أبدا
ومثال ذلك طالبين فى منتهى الذكاء ويدخلان إمتحانات متتالية
فأحدهما يعتمد على عقله فيخطئ مرة ويصيب مرة والثانى يحل من كتاب أمثلة محلولة فلا يخطئ أبداً
لذلك لانقبل التفسيرات الظنية التى يقدمها البعض لنصوص الشرع أو الوحى
ولذلك عند تطبيق هذه القاعدة لن تجد أى تعارض بين الاسلام والعلم
والجميع يعلم أنه لا يمكنه القول أن هذا الكلام فى القرأن أو الحديث يخالف العلم
مثلا اليهود ويتبعهم النصارى أن الأرنب يجتر وهذا يخالف العلم كفاحا
لكن لا يمكنك أن تجد نصا يخالف العلم بمثل هذه الطريقة فى القرأن أو فى الحديث
ومع التسليم أن القرأن ليس بكتاب علمى إلا أن فيه الكثير والكثير من الاشارات العلمية
ولم يثبت أن فيها على كثرتها وتقادم زمن نزولها لم يثبت وجود مخالفة للعلم
وكثيرا ما تكون الاشارات العلمية هذه تدل على حقائق لم تكتشف إلا حديثا
لذلك أنا لا أرى على الاطلاق أى حجة لمن قال أن الاسلام يخالف العلم الحديث
كل هذا دون أن أحتاج الى الدخول به فى مسائل الاعجاز العلمى والتفاصيل الدقيقة
وإن أردنا أن نضرب لذلك مثالا فلننظر الى أشهر شبهة يقال أن القرأن يخالف فيها العلم
وهى قوله تعالى فى سورة الكهف
وجدها تغرب فى عين حمئة
ومن تحلى بالإنصاف يلزمه الاقرار أن الأية ليس فيها ما يشين
فنحن المسلمون نقول وجدها أى وجدها ذو القرنين .
تغرب عند المغيب فى داخل أرض سبخة
عين طينية بحر مائى مصب نهرى
فالقرأن يصف ما شاهده ذو القرنين فقط
وهذا هو قول المفسرين الذين فسروا الأية منذ أيام النبى
ولم يقل أحد منهم أبداً
أن الشمس تبيت الليل فى عين الطين وتستيقظ صباحا لتغسل الطين وتتنظف ثم تجرى لكى تدرك الشروق
ثم الجميع يعلم ان النبى هو أذكى أذكياء العالم وشخص فى غاية العبقرية
حتى عند من لا يعترفون بنبوته يقولون من أذكى أذكياء التاريخ وأعظم شخصيات البشرية ........الخ
هل يتصور هذا الخطأ منه وهو من إمتاز بالدقة والنظام والترتيب والذكاء الشديد
وحتى هذه المعلومة لم يقل بها أحد ممن كان فى زمانه ولا أهل الكتاب الذين يدعون أنه نقل عنهم
وكلنا يعلم أن مسألة كروية الارض منقولة عن علماء المسلمين منذ القديم
وقد نقل الاجماع عليها ابن حزم فى الفصل
ولم يجد أحد من العلماء مضادة فى ذلك
فالتناقض متصور من قبل باحث متعنت عن نقيصة أعياه أن يجدها هذا الكتاب المحكم
وهناك مسألة أخرى وهى أنه بالنظر فى هذه الشخصية ذو القرنين فهى شخصية كانت معروفة عند اليهود
وهناك من يرجح أنه كان قورش أو داريوس الملك الفارسى الذى كان فى عهد دانيال النبى
وإن كان كذلك فالمسألة محلولة لأن مسار ملك وفتوحات هذا الملك كانت موافقة لما وصفه القرأن
حيث أنه إنتهى الى أرض سبخة فى أوربا الشرقية فى أعالى روسيا حاليا
حيث إنتهت فتوحاته فى هذه المستنقعات
والقران كان يتحدث عن مشاهداته هناك
ولعل ذو القرنين كان غيره
لكن المقصود أن هذا التعارض وهمى كما هو ظاهر
ومتعنت فى تفسير النصوص على حسب الهوى وإهدار لجهود المفسرين
والعلماء المسلمين وإلزام بما لا يلزم
وهب أن هذه الشبهة صحيحة
هل يلغى هذا وجود الخالق....؟
لذلك لا ينبغى للملحدين أن يتكلموا فى هذه الشبهات المزعومة
الا بعد الاقرار بوجود الخالق والله المستعان
القضية الثالثة وهى موقف الدين من العلم
وأظن أن موقف الإسلام من العلم معروف جيداً
وأنه هو الدين الذى أخذ بيد الأعراب الجفاة والتتار الغلاظ والترك البدو والأسبان القرويين الى أعتاب المدنية والعلم
ولا أظن أن أحداً يقول أن الإسلام حجر على العلم التجريبى
أو تصدى للحقائق العلمية كما فغلت الكنيسة مثلا
وهذا المطلب قد يحتج به على النصارى أما المسلمون فلا ...
والقضية الرابعة هى وجود علوم تناقض الدين كأصل سوف نفرد لها موضوعا مستقلا إن شاء الله
ملخص ما سبق
هذا المقال عن الإلحاد والعلم ويناقش موقف الملحدين من العلم وموقفه منهم
وقد ناقشت ثلاث مسائل رئيسية
وهى
1_نظريات يدعيها الملاحدة لوجود الكون والانسان والحياة .
2_دعوى تناقض الإسلام تحديدا والعلم .
3_موقف الإسلام من العلم .
وقد وضعت رؤوس أقلام لهذه الموضوعات وفى إنتظار إثراء الاعضاء لها ..
حاولت أن أستقصى ما يدعيه الملحدون من العلم
وما يحاولون أن يصادموا به الدين
ولأنى أردت أن أظهر عوار إدعائهم للعلم
ومحاولتهم نصب التعارض بينه وبين وجود الله
ثم محاولاتهم نصب التعارض بينه وبين دين الإسلام .
الذى هو الحق .
فربما يجدون تناقضا بين العلم والنصرانية أو اليهودية .
أو غيرهما من الديانات الشركية .
لكن أمام الإسلام هم مفلسون.......
وبعد إستقراء دعاويهم وبحث مذاهبم ...
وجدت أن دعاويهم يمكن إجمالها فى أربعة محاور أساسية
1_تفسيرات أخرى لوجود العالم غير أن يكون الله هو من أوجده .
2_ إدعاء تناقض الدين والعلم .
3_ موقف الدين من العلم .
4_ علوم يظن مناقضتها للدين كأصل مثل ما يسمى بعلم التاريخ البيولوجى ونظريات فى علم النفس .
وهذه القضايا رتبتها حسب الأهمية
وحسب التدرج فى الإقناع
مقدمات بين يدى البحث
مقدمة 1::
فى البداية
لا يسع أى منصف إلا أن يقر
أن وجود دين باطل لايعنى أن باقى الأديان باطلة .
وأن الحق واحد لايمكن أن يتنوع .
وأن مسألة وجود الخالق لايمكن نفيها بإثبات وجود تناقض أو خلل فى دين ما ...
مثال :
بما أن اليهود يقولون أن الله خلق السماء رقعة من الجلد .
وأن نهر النيل ينبع من السماء فى جنة عدن شرق الكروبيم .
إذا الله غير موجود ولم يخلق السماء ولم يجرى النيل .
هذه نتيجة باطلة لمقدمة باطلة أيضا .
وإنما منطقيا القول يكون هكذا ......
بما أن السماء ليست رقعة من الجلد ..
وبما أن النيل ينبع من هضاب أثيوبيا وأوغندا ...
إذا ما يذكره اليهود غير صحيح
وكتابهم هذا غير صحيح فى هذه النقطة
وربما يكونون كاذبين تماما فى مسألة أن هناك وحى نزل إليهم.
أو ربما يكون كلام المسلمين بأنهم حرفوا كتابهم صحيح ..
ولكن لا يمكن لعاقل أن يجزم من المقدمة السابقة بالنتيجة التى تلتها
وهذه قاعدة أردت تأصيلها
لا تستدل على عدم وجود الخالق بكون هذا الدين أو ذاك فيه خـلـل
هذه قضية مستقلة.
مقدمة2::
. هذه المسائل ليست علمية تجريبية تماما
أى لا يمكن إدخالها المختبر لإثبات كونها صحيحة أم لا .
وإنما هى مسائل عقلية .
كلفنا الله بها بعد أن أعطانا العقل .
ومن إدعى أنها لا يمكن إدراكها بالعقل فهو واحد من إثنين .
إما غير عاقل فعلاً
.......... أى مجنون وهذا معذور غير مكلف فى الدنيا
فمن شروط التكليف عند المسلمين العقل
وإما كاذب وهو الراجح عندى
لأن البعض يظن أن الدليل على وجود الله
هو أن يخرج أحد الملائكة فى المذياع ليذيع بيانا عن ذلك
أو يطلب أن يظهر الله على شاشات التلفاز ليعلن عن نفسه
فسبحان الله
وَكَأَيِّنْ مِنْ آَيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ
فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ
والأن نناقش هذه القضايا التى يثيرها الملحدون
الأولى
.. نظريات أخرى لوجود العالم ..
ولنتحلى بالانصاف ونسأل ثم نجيب
هل الملاحدة على يقين بأى من هذه النظريات ..؟؟!!
وهل أى منها وصل لمرتبة الاقناع
بالطبع لا
لذلك كل من يقول أنا مستيقن تماما أنه لا يوجد خالق وأن هذا الكون لا يحتاج إليه .
كاذب فى إدعائه هذا
إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغنى من الحق شيئاً
والملاحدة الأن يتخلون عن القول بأزلية العالم لصالح نظرية الإنفجار الضخم
وإن كان البعض يحاول إيجاد بديل لها عن طريق نظرية الكون المتذبذب
وكلها نظريات لا تثبت صحتها ولا سبيل الى إثباتها ..
وثبوتها لا يعنى أننا عرفنا سبب وجود العالم
وإنما وصف لما حدث
أما من أحدث ولماذا فلا تقدم هذه النظريات تفسير
وكذلك لن أسهب فى نقض نظرية التطور
وإختلاف العلماء حولها
وأن مناصريها غايتهم أن يثبتوا أنها ليست مستحيلة .
وأنها يمكن أن تكون صحيحة ولو بنسبة واحد على الملايير .
وإن كنا نثبت أنها خرافة لاتصدق .
عند التحلى بالانصاف.
ولا يستدل عليها بكلام المورفولوجيين ولا البيولوجيين .
ولا علماء ما يسمى بالتاريخ البيولوجى .
.... الذين يصبحون فى شرحهم للتطور مثل كهنة العصور الوسطى .
متنبأين بالماضى بناء على وحى من شياطين عقولهم.
يأخذ معلومة علمية ويضيف اليها .
ألف كذبة ..
وألف خيال...
وألف تصور....
وألف صورة .....
وعشرة أفلام كارتونية مفبركة .....
وجمجمة مزورة نصفها قرد ونصفها إنسان ......
وضرس دب قطبى .....
يساندهم فى ذلك ألة إعلامية جبارة ..
ثم يخرجون علينا فى زينتهم ..
موشحين بالالقاب العلمية والاسماء الرنانة ..
فرحين بما عندهم من العلم ..
وماهو إلا دجل وخيال مريض يسعى للشهرة
لذلك هؤلاء حين يتكلمون عن التطور يتكلمون بصورة منفصلة عن العلم
يتكلمون بالعقل لأنها نظرية مفترضة عقلا وليست علما تجريبيا
وإلا فالعلم التجريبى يحيلها إلى المحالات
وإلا فنحن نعطى هؤلاء العلماء ..
أحدث المعامل
وأكثر التكنولوجيا تطوراً
وأحسن الظروف المتخيلة
ومليونا من القرود
وعشرة من القرون
ونطلب منهم أن يصنعوا ما فعله التطور الأعمى
الذى توجده الصدفة ويوجهه نظام الغابة
البقاء للأغشم للأظلم
ولن نطلب منهم أن يطوروا لنا إنسانا
وإنما نطلب منهم فقط إحدى الحلقات بين الانسان والقرد .
ولعل من يحتج لنا بكلام البيولوجيين على التطور .
وهو كما قلت نظرية غير قابلة للإثبات
ليس لها علاقة بالعلم التجريبى
القائم على المشاهدة والتدوين والمعامل
والبعض يقول التطور نظرية علمية فى طريقها للإثبات
وكل الحقائق العلمية بدأت كنظريات تم إثباتها بعد ذلك
والصحيح أن هذا قياس مع الفارق
مثال
سقوط الاشياء من أعلى لأسفل بسرعة واحدة وفى إتجاه واحد
تم تفسير هذه الظاهرة عن طريق الجاذبية
كفرضية علمية ثم كحقيقة
مع أننا لم نر الجاذبية قط لكن هذا هو التفسير المقبول الموافق للعقل
ولم يقل أحد أنا لا أرى الجاذبية لذلك هى غير موجودة .
كذلك السيارة هذه جميلة ومنظمة ومتقنة إذا لابد من صانع لها
تفكير منطقى وإستنتاج مقبول.
لكن التطوريون يلزمهم القول أنها يمكن أن تتكون من عوامل مناسبة فى ظروف مليارات السنين ..
ولا يصح ما يمكن أن يستدلوا به أن هذا لا يحدث فى السيارات
لأنها ليست من المركبات الحيوية التى يصلح فيها التطور
فبلا شك أن السيارة أبسط وأقل تعقيداً من أصغر كائن حى .
ووجودهامن الصدفة أكثر معقولية من وجود الكائن الحى.
وللعلم الرد على التطوريين فى منتهى السهولة بهذه الامثلة .
وكلما حاولوا الهروب أو التفسير فإنهم يغرقون أكثر ويصبحون مثارا للشفقة ..
فالحجة التى يحاولون بها الهروب من هذه الامثلة هى
الانتخاب الطبيعى للطفرات
** والنظرة المنصفة أيضا تقول**
........ أنه ليتم تثبيت طفرة ......
بفرض أن هناك طفرة صالحة تؤدى نتيجت تطورية حسنة
..... يلزم صدفة أخرى نادرة جداً فى حدوثها
فى مجال ضيق جداً من الكائنات تعداده واحد فقط
لأن الطفرة الاولى لن تحدث فى جميع أبناء الجنس وإنما فى فرد واحد فقط .
وهذا يهدم نظرية الكومبيوتر الموجه التى تغنى بها دوكينز فى صانع الساعات الأعمى .
ولو كان منصفا لسماه صانع الساعات الأخرق أو الأبله أو المعدوم
فبلا شك الأعمى يستطيع السمع والحس والحركة وعنده عقل وتفكير ومنطق وقدرة .....الخ
وإن صنع ساعة فسيكون هذا عجيباً حقا لكن ليس مناقضا للعقل
لكن كم أعمى فعل ذلك أو هل فعل ولو لمرة واحدة حتى..؟؟
لكن لو كان منصفا وقال الأخرق عديم العقل والتوجيه والإرادة لرأى العجب من صنعة يدي هذا الصانع الذى إفترضه ..
والله المستعان
وأتمنى من الله وبمساعدة الإخوة فى المنتدى أن نخرج فيلما للرد على هذه الأفلام المليئة بالمغالطات المنطقية والعلمية مثل صانع الساعت هذا وكتابه
وأظن أنه سيلقى رواجا كبيراً لأنه سيكون كوميديا بالدرجة الأولى حين تفضح منطقهم وإستدلالاتهم الواهية .
نعود للكلام ...
شئ أخر أراه منطقيا جداً ولا أدرى هل تطرق إليه أحد قبلى أم لا ..
لماذا نفترض أن الحلقات الوسطى التى نطالبهم بها أحافير ؟؟؟؟
يعنى
هناك بلا شك فى منطق التطوريين حلقات وسطى بين الانسان والقرد الشمبانزى أو أيا كان أباهم المزعوم
نحن لا نقول لاثبات النظرية لا بد من وجود أحافير لهذه الحلقات الوسطى
بل يلزم وجودها على قيد الحياة وبأعداد هائلة أيضا ..
لانها بلا شك أكثر رقيا من القرد لذلك يفترض بها أن تحافظ على حياتها ..
لأنها أصلح وهذا منطقى جدا ..
ولا بد من وجود أعداد غفيرة ..
لأن الطفرات التى ستنقلها من طور القرد ..
الى الانسان لا بد لها من عدد كبير جدا من الإحتمالات لكى تحدث ..
وكلنا يعلم أن أيا من هذه المعطيات البدهية لا توجد لمناصرى الفرضية .
ولا أدرى أى علم بعد ذلك يدعيه هؤلاء ..
ووالله الذى خلقنى ما لهؤلاء عذر يحتجون به عند الله ..
وقفوهم إنهم مسؤلون ..
نعم سيسألون
أم خلقوا من غير شئ أم هم الخالقون .
إن الكون ملئ بعلامات العجز ودلائل الافتقار.
فنحن أفضل من فى هذا الكون وفضلنا الله على كثير ممن خلق الله تفضيلا
ونرى فى أنفسنا علامات العجز
ماتستطيع تنام إلا بمشيئة الله
لا تستطيع تحرك قلبك أو أمعائك
ماتستطيع توقف تنفسك
ما تستطيع أن تمنع روحك من الخروج
لاتختار شكلك ولا لونك ولا مكان ولادتك
عاجز ومفتقر فى كل شئ لكن أنت أكثر شئ جدلا
وهذا الكون كل مافيه أشد عجزا من الإنسان بلا شك
لا يقوم بنفسه ولا ينظم حركته ولا يعلم مصيره
والافتقار هذا يحتاج الى غنى مدبر
والله المستعان على عقول الملحدين
لذلك لا يحتج بهؤلاء العلماء على مسألة أصل الكون والخلق
وإلا نكون كمن يحتج بكلام عربجى عاشر الحمير ردحاً من الزمن
ثم جاء ليقول إن أصل الحمير هو الصراصير
فأنا لا أنكر أن العربجى على دراية كبيرة
بسلوك الحمير
و تصرفاتها
و طبيعتها
وأخلاقها
وطعامها
لكن النتيجة التى يقولها
لا إرتباط لها بعلمه بلا شك
وما الفارق بين العربجى والبيولوجى فى هذه الناحية
المقصود أن كلا من العربجى والبيولوجى يتوقف دورهم على الوصف فقط
ولا يستطيعون تقديم تفسير لما يحدث
هذا إن قلنا أن البيولوجيين قاطبة
يقولون بالتطور
وهذا بعيد جداً
فالبيولوجيين هنا مثلا فى مصر
مع تسليمى بأنهم ليس عندهم المعامل الموجودة فى الغرب مثلاً
وليسوا على نفس القدر من العلم التجريبى
وليس هذا إنقاصا من شأنهم
فمتى توفرت لهم الظروف
فإنهم يفوقون الغربيين
وأمثلة ذلك مشاهدة وكثيرة
إلا أننا لا نعرف فيهم ملحداً
فالمسألة مسألة بيئة وإقتناع وفكر سائد
وقد ذكرت سابقا سبب كثرة الملحدين فى علماء الغرب
وأن ذلك نتيجة لتعصبهم للنصرانية دين قومهم
لم يتصوروا وجود دين صحيح غيرها
ولما ناقضوها بالعلم
تركوها وتركوا الأديان جميعها
ولعل هناك سؤال أود طرحه
على جميع الملحدين
وجميع التطوريين
ما هو تفسيركم لكون النبات يتنفس ثانى أكسيد الكربون
ويخرج الاوكسجين فى عملية التمثيل الضوئى
والحيوان يفعل العكس
ليظل التوازن فى غازات الارض موجوداً
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
قسما بمن رفع السماء
ومن أجرى السحاب
أن من أجرى هذا التوازن يستحق أن يعبد
....... ولو كان التطور نفسه .
فأثبتوا لنا أنه من قام بهذا
معاشر الزملاء الملحدين
ووالله ثم والله
ما كان هذا التوازن ليوجد صدفة
إنه الله
الذى أحسن كل شئ خلقه
وخلاصة القول فى هذه المسألة
أى مسألة كون العالم له مسبب أخر غير الخالق
أنهم مفلسون فيها
وهاك بعض الامثلة
ماهى الروح وما الفرق بين إنسان حى وأخر ميت
ماهو أصل الحياة
ومن وهب البروتين الذى تكون صدفة
أن يكون فيه الحياة التى تحركه
من الذى شفر الدى إن إيه
ومن الذى أبدع نظام للثنى والتطبيق يقوم بلف محكم
لمئات ألاف الاميال من الدى إن أيه حتى تتوارى داخل النواة
وبين الحين والأخر يتم فكه لنسخ بروتينات وأر إن أيه
ثم إعادة اللف مرة أخرى ...
ووالله لنجدن أحد الحمقى المعتوهين يقول التطور الأعمى ..
ولنستطرد معه خذ هذا الحبل بطول 100 الف كيلو متر
وحاول ومعك عشرة الاف عامل وألف من المعدات الثقيلة
أن تقوم بتطبيقه وفرده يوميا بطريقة محكمة
ليس فيها أخطاء وبسرعة وبنظام
الجوانين بجوار الأدينين
والثايمين بجوار السيتوزين
القضية الثانية
وهى دعواهم المستمرة بأن الدين يتناقض مع العلم .
ورغم أنا فى المطلب الأول كنا نتكلم بصورة عامة عن وجود الخالق
دون التطرق للإسلام كدين
فهنا المسألة خاصة
فنحن لاننفى تعارض العلم مع مسلمات فى أديان أخرى غير الاسلام
وأن الحق مع العلم
فى هذه المسائل
لكن الإسلام لا يتعارض ولا يعارض العلم على الإطلاق
مع التسليم بأن الإسلام فيه ما تحار فيه العقول
ولكن ليس فيه ما تنكره العقول
أو ما يعارض العلم صراحة
وهناك مقدمات لا بد من تقريرها قبل الخوض فى هذا الأمر
أولا الغيب
كل الغيبيات لا تخضع للإثبات العلمى لذلك لا جدال حولها
ونحن نسلم أنها مما تحار فيه العقول ولا تخضع للموازين والقوانين التى تسير هذا الكون
لكن بلا شك الله قادر على كل شئ
والكل يعرف أننا المسلمون لا نحتج على أحد بالغيبيات التى لا يتصورها العقل المجرد
وإنما الغيب مما يؤمر بالايمان به بعد الايمان بالله ورسالته
ثانيا لا تعارض بين العقل والنقل
وهذه مسألة مهمة اننا نحن المسلمون نتعامل مع النقول
بالطريقة التى أثبتها إبن تيمية فى درء تعارض العقل والنقل
نبدأمن النص الشرعى ثم نتأمل معانيه ومقاصده ونتفكر فيه ثم يتبين لنا من الحكم والمعانى والعلوم مالا يتصوره العقل
ولا نبدأ بالعكس أن نقرر قواعد ثم نحكمها على الشرع
فهذه الطريقة قد تخطئ وقد تصيب أما الطريقة الاولى فلا تخطئ أبدا
ومثال ذلك طالبين فى منتهى الذكاء ويدخلان إمتحانات متتالية
فأحدهما يعتمد على عقله فيخطئ مرة ويصيب مرة والثانى يحل من كتاب أمثلة محلولة فلا يخطئ أبداً
لذلك لانقبل التفسيرات الظنية التى يقدمها البعض لنصوص الشرع أو الوحى
ولذلك عند تطبيق هذه القاعدة لن تجد أى تعارض بين الاسلام والعلم
والجميع يعلم أنه لا يمكنه القول أن هذا الكلام فى القرأن أو الحديث يخالف العلم
مثلا اليهود ويتبعهم النصارى أن الأرنب يجتر وهذا يخالف العلم كفاحا
لكن لا يمكنك أن تجد نصا يخالف العلم بمثل هذه الطريقة فى القرأن أو فى الحديث
ومع التسليم أن القرأن ليس بكتاب علمى إلا أن فيه الكثير والكثير من الاشارات العلمية
ولم يثبت أن فيها على كثرتها وتقادم زمن نزولها لم يثبت وجود مخالفة للعلم
وكثيرا ما تكون الاشارات العلمية هذه تدل على حقائق لم تكتشف إلا حديثا
لذلك أنا لا أرى على الاطلاق أى حجة لمن قال أن الاسلام يخالف العلم الحديث
كل هذا دون أن أحتاج الى الدخول به فى مسائل الاعجاز العلمى والتفاصيل الدقيقة
وإن أردنا أن نضرب لذلك مثالا فلننظر الى أشهر شبهة يقال أن القرأن يخالف فيها العلم
وهى قوله تعالى فى سورة الكهف
وجدها تغرب فى عين حمئة
ومن تحلى بالإنصاف يلزمه الاقرار أن الأية ليس فيها ما يشين
فنحن المسلمون نقول وجدها أى وجدها ذو القرنين .
تغرب عند المغيب فى داخل أرض سبخة
عين طينية بحر مائى مصب نهرى
فالقرأن يصف ما شاهده ذو القرنين فقط
وهذا هو قول المفسرين الذين فسروا الأية منذ أيام النبى
ولم يقل أحد منهم أبداً
أن الشمس تبيت الليل فى عين الطين وتستيقظ صباحا لتغسل الطين وتتنظف ثم تجرى لكى تدرك الشروق
ثم الجميع يعلم ان النبى هو أذكى أذكياء العالم وشخص فى غاية العبقرية
حتى عند من لا يعترفون بنبوته يقولون من أذكى أذكياء التاريخ وأعظم شخصيات البشرية ........الخ
هل يتصور هذا الخطأ منه وهو من إمتاز بالدقة والنظام والترتيب والذكاء الشديد
وحتى هذه المعلومة لم يقل بها أحد ممن كان فى زمانه ولا أهل الكتاب الذين يدعون أنه نقل عنهم
وكلنا يعلم أن مسألة كروية الارض منقولة عن علماء المسلمين منذ القديم
وقد نقل الاجماع عليها ابن حزم فى الفصل
ولم يجد أحد من العلماء مضادة فى ذلك
فالتناقض متصور من قبل باحث متعنت عن نقيصة أعياه أن يجدها هذا الكتاب المحكم
وهناك مسألة أخرى وهى أنه بالنظر فى هذه الشخصية ذو القرنين فهى شخصية كانت معروفة عند اليهود
وهناك من يرجح أنه كان قورش أو داريوس الملك الفارسى الذى كان فى عهد دانيال النبى
وإن كان كذلك فالمسألة محلولة لأن مسار ملك وفتوحات هذا الملك كانت موافقة لما وصفه القرأن
حيث أنه إنتهى الى أرض سبخة فى أوربا الشرقية فى أعالى روسيا حاليا
حيث إنتهت فتوحاته فى هذه المستنقعات
والقران كان يتحدث عن مشاهداته هناك
ولعل ذو القرنين كان غيره
لكن المقصود أن هذا التعارض وهمى كما هو ظاهر
ومتعنت فى تفسير النصوص على حسب الهوى وإهدار لجهود المفسرين
والعلماء المسلمين وإلزام بما لا يلزم
وهب أن هذه الشبهة صحيحة
هل يلغى هذا وجود الخالق....؟
لذلك لا ينبغى للملحدين أن يتكلموا فى هذه الشبهات المزعومة
الا بعد الاقرار بوجود الخالق والله المستعان
القضية الثالثة وهى موقف الدين من العلم
وأظن أن موقف الإسلام من العلم معروف جيداً
وأنه هو الدين الذى أخذ بيد الأعراب الجفاة والتتار الغلاظ والترك البدو والأسبان القرويين الى أعتاب المدنية والعلم
ولا أظن أن أحداً يقول أن الإسلام حجر على العلم التجريبى
أو تصدى للحقائق العلمية كما فغلت الكنيسة مثلا
وهذا المطلب قد يحتج به على النصارى أما المسلمون فلا ...
والقضية الرابعة هى وجود علوم تناقض الدين كأصل سوف نفرد لها موضوعا مستقلا إن شاء الله
ملخص ما سبق
هذا المقال عن الإلحاد والعلم ويناقش موقف الملحدين من العلم وموقفه منهم
وقد ناقشت ثلاث مسائل رئيسية
وهى
1_نظريات يدعيها الملاحدة لوجود الكون والانسان والحياة .
2_دعوى تناقض الإسلام تحديدا والعلم .
3_موقف الإسلام من العلم .
وقد وضعت رؤوس أقلام لهذه الموضوعات وفى إنتظار إثراء الاعضاء لها ..