المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تأملات فى الكون (ميل محور الارض)



ابن النعمان
09-27-2010, 07:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تأملات فى الكون (ميل محور الارض)
ميل محور الأرض من أقوى الأدلة التي تدل على وجود الخالق وعنايته بمخلوقاته وقيامه عليهم وبالتالي هو دليل يجمع بين دليلين العناية والاختراع كما اثر عن منهاج أهل السلف في الدلالة على الخالق ويأخذ هذا الدليل أهميته في أن النتائج المترتبة عليه - التوزيع العادل لعدد ساعات الليل والنهار على كل جزئية من جزيئات سطح الأرض - لا يمكن أن تأتى مصادفة , أو اتفاقا , لان الصدفة لا يمكن أن ينتج عنها هذه الدقة المتناهية المقصود منها التوزيع العادل لساعاتهما على كلا من نصفي الكرة الأرضية وأقطابها, وجميع أجزائها مع التباين حسب الفصول واختلاف المناطق بين أقطاب وخط استواء وخطوط عرض وطول . فلابد من إرادة تعضدها القوة والقدرة على الفعل مع الحكمة وشمولية العلم .
فهذا الميل ينتج عنه تمتع كل بقعة على وجه الأرض بكميات من الإنارة والظلام لا تزيد أو تنقص عن أي بقعة أخرى على وجهها مهما اختلفت درجات عرضها أو طولها بالرغم من وجود التباين في طولهما الذي يتفاوت ويختلف بين كل منطقة وأخرى فيصل إلى عدة شهور عند القطبين وبين عدة ساعات في نصفيها (بمعنى آخر عدد ساعات الليل والنهار المتعاقبان على أي بقعة من وجه الأرض يتساوى مع عدد ساعات الليل والنهار المتعاقبان على أي بقعة أخرى كلا منهم على حدة في نفس الوقت الذي تتساوى فيه عدد ساعات الليل مع عدد ساعات النهار لنفس البقعة )
يقول الدكتور زغلول النجار : "إن التبادل المنتظم بين الليل المظلم والنهار المنير على نصفى الكرة الأرضية هو من الضرورات اللازمة للحياة الأرضية , ولاستمرارية وجودها بصورها المختلفة حتى يرث الله الأرض ومن عليها , فبهذا التبادل بين الظلمة والنور يتم التحكم في ما يصل إلى الأرض من الطاقة الشمسية , وبالتالي يعين على التحكم في درجات الحرارة , والرطوبة , وكميات الضوء في مختلف البيئات الأرضية , كما يعين على التحكم في العديد من الأنشطة الحياتية وغير الحياتية " (الإعجاز في القرآن الكريم – الدكتور زغلول النجار)
و لو أننا فرضنا أن محور الأرض غير مائل على مستوى مدارها، بل عمودي عليه , لكان طول الليل و طول النهار متساويين باستمرار على مدار السنة , لأن أشعة الشمس ستصل عمودية على الأرض في مختلف مراحل تحركها على المدار مع حرمان بعض المناطق من وصول الشعاع إليها ولما كان من الطبيعي أن يكون محور الأرض غير مائل على مستوى مدارها إلى الدرجة التي ينتج عنها هذه الدقة في التوزيع ، بل يمكن أن يكون عمودي عليه,إذن هناك أكثر من احتمال فلابد أن يكون هذا الميل حدث بفعل فاعل وعن قصد وحكمة , لا عن فعل صدفة أو اتفاق. وإذا قارنا بين ميل الأرض والكواكب وعلاقة ذلك بالتوزيع العادل لعدد ساعات الليل والنهار المتمتع به كوكب الأرض فقط بالبحث نجد أن الكواكب هى الأخرى "تختلف أيضًا فيما بينها في درجة ميل محورها، فهي تشكل زاوية مع مستوى خطوط استواء النجوم الخاصة بها. وهذا من شأنه أن يغير من كمية الضوء الواصل إلى كل نصف من الكوكب على مدار السنة. فعندما يكون نصف الكرة الشمالي بعيدًا عن النجم، يكون النصف الجنوبي في مواجهته والعكس بالعكس. وهكذا، نقول إن لكل كوكب فصول تتغير فيها ظروف الطقس على مدار السنة. ويعرف الوقت الذي يكون فيه نصف الكوكب في مواجهة النجم أو بعيدًا عنه باسم "الانقلاب". وكل كوكب يمر بفترتي انقلاب على مدار دورته في مداره: انقلاب صيفي ويكون فيه النهار طويلاً وانقلاب شتوي ويكون فيه النهار قصيرًا. كذا، تحدث تغييرات سنوية في الطقس على الكوكب حسب كمية الضوء والحرارة الواصلة لكل نصف منه. يتميز ميل محور كوكب المشترى بصغره، وبالتالي لا تحدث تغييرات موسمية جوهرية. أما أورانوس، فيميل محوره بدرجة كبيرة لدرجة أنه يدور على جانبه ـ الأمر الذي يعني أن نصفه يكون مظلمًا أو منيرًا على الدوام خلال فترة الانقلاب الصيفي أو الشتوي كلها. وفيما يتعلق بالكواكب التي تقع خارج المجموعة الشمسية، فإن ميل محورها غير معلوم بشكل أكيد، على الرغم من أنه من المعروف أن كواكب المشترى الحارة لا يميل محورها مطلقًا أو يميل بدرجة لا تذكر نتيجة اقترابها من النجوم التي تتبعها" (الموسوعة الحرة) وبذلك نجد أن بالتوزيع العادل لعدد ساعات الليل والنهار يتمتع به كوكب الأرض فقط لذلك فإن ميل محور الأرض على مستوى مدارها المسئول عن التباين الذي نعرفه في طول الليل و النهار في كل العروض مع تساوى العدد الكلى على مدار العام لعدد ساعات الليل المقابل لعدد ساعات النهار لكل جزئية من جزئيات الأرض مع كرويتها ودورانها حول محورها هو من أفضل أدلة العناية والاختراع ويكفى التفكر فيه للوصول إلى اليقين.
وهذا موضوع منقول يمكن منه ان نفهم الكلام السابق عمليا






بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
حركة الأرض حول الشمس
في الوقت الذي تدور فيه الأرض حول نفسها تنتقل و تتحرك حول الشمس. و تتم دورتها في 365 يوما و 5 ساعات و 48 دقيقة و 51 ثانية أي تقريبا في حوالي 365 يوما و ربع . و هو ما اصطلح على تسميته بـ : "السنة".
و اتجاه دوران الأرض حول الشمس هو مثل سائر كواكب المجموعة الشمسية من الغرب إلى الشرق ، إلا أننا لا ندرك هذه الحركة بحقيقتها و لكن بظاهرها العكسي ،فيخيل لنا أن الشمس هي التي تدور في اتجاه معاكس. و يسمى المسار الذي تسلكه الأرض في انتقالها حول الشمس فلك الأرض أو مدار الأرض . و هذا المدار ليس على شكل دائرة بمعنى الكلمة و إنما على شكل بيضاوي أي اهليليجي ELLIPSE .
و لا تدور الأرض على مدارها الإهليليجي بشكل عمودي أي بتعامد محورها القطبي على مستوى هذا المدار و إنما بشكل مائل بحيث ينحرف محور القطبين عن وضعه العمودي بمقدار 23° و 27َ و ينحرف عن مستوى مدار الأرض بمقدار 66° و 32َ و45ً
الشكل رقم (4) مدار الأرض حول الشمس

http://www.imageno.com/thumbs/20100919/2m05dtbv65jy.jpg (http://www.imageno.com/2m05dtbv65jypic.html)
و يحافظ محور الأرض على ثبات ميله و اتجاهه أثناء دوران الأرض حول الشمس فيتجه أحد قطبي الأرض نحو الشمس بينما يتجه الآخر بعيدا عنها (أنظر الشكل رقم 4 أو 7 ). و عندما يكون القطب الشمالي متجها نحو الشمس يتعرض الجزء الأكبر من نصف الكرة الشمالي لضوء الشمس فيطول النهار و يقصر الليل و يحدث هذا في فصل الصيف .
أما في نصف الكرة الجنوبي حيث يتجه القطب الجنوبي بعيدا عن الشمس فيطول الليل و يقصر النهار و يحدث عكس ذلك في الشتاء.
تتابع الليل و النهار و تباين طولهما :
أن تتابع الليل و النهار هو النتيجة المباشرة لكروية الأرض و لدورانها حول محورها أمام الشمس مرة واحدة كل يوم .
و لكن لو فرضنا أن محور الأرض غير مائل على مستوى مدارها، بل عمودي عليه لكان طول الليل و طول النهار متساويين باستمرار على مدار السنة لأن أشعة الشمس ستصل عمودية على الأرض في مختلف مراحل تحركها على المدار . لذلك فإن ميل محور الأرض على مستوى مدارها هو المسؤول عن التباين الذي تعرفه في طول الليل و النهار في كل العروض ماعدا منطقة خط الاستواء الذي يتساوى فيه طولهما طوال السنة. فباستثناء هذه المنطقة نجد أن طول نهار الصيف يزيد دائما عن طول ليله بينما يزيد طول ليل الشتاء عن طول نهاره في كل العالم.
و يتزايد الفرق بينهما تدريجيا خلال الصيف كلما اقتربنا من يوم الانقلاب الصيفي و خلال الشتاء كلما اقتربنا من يوم الانقلاب الشتوي . ولذلك فإن أطول نهار و أقصر ليل في السنة يكونان في يوم 21 جوان في نصف الكرة الشمالي و هو تاريخ الانقلاب الصيفي ، بينما يكون أقصر نهار و أطول ليل في نفس نصف الكرة الشمالي في يوم 21 ديسمبر و هو تاريخ الانقلاب الشتوي .
و يتزايد الفرق بين الليل و النهار تدريجيا كلما بعدنا عن خط الاستواء نحو القطبين . ففي يوم الانقلاب الصيفي مثلا يكون طول النهار عند خط الاستواء 12 ساعة ثم يزيد إلى 15 ساعة عند خط عرض 40° شمالا و 20 ساعة عند خط عرض 63° ، و 24 ساعة عند الدائرة القطبية ، أي يكون هذا اليوم عندها كله نهار . ثم يتزايد عدد الأيام التي تكون كلها نهارا حتى تصل إلى شهر كامل عند خط عرض 67° و أربعة أشهرعند خط عرض 68° ثم ستة أشهر عند القطب الشمالي نفسه ، و في هذا الوقت يكون القطب الشمالي في أقرب وضع له إلى الشمس و يدور هو والمنطقة المحيطة به باستمرار في ضوء الشمس ، بينما يكون القطب الجنوبي في أبعد وضع له عنها فيدور هو و المنطقة المحيطة به باستمرار في المنطقة التي لا تصلها أشعة الشمس طوال الستة أشهر ، و يحدث عكس ذلك تماما في فصل الشتاء.
و مما سبق تتضح لنا الحقائق التالية :
- أن الليل و النهار يتساويان في طولهما عند خط الاستواء طول السنة.
- و هما يتساويان أيضا على جميع جهات الأرض عندما تتعامد الشمس على خط الاستواء.
- أن الاختلاف بين طوليهما قليل فيما بين المدارين
- يعظم الاختلاف بين طوليهما كلما ذهبنا شمالا أو جنوبا بعيدا عن المدارين
- يتراوح أقصى طول الليل أو النهار في الأقاليم القطبية بين 24 ساعة عند الدائرتين القطبيتين و ستة أشهر عند القطبين .
الفصول الأربعة :
حينما ننظر للشكل رقم (4) الذي يبين أوضاع الأرض في مدارها حول الشمس في وقتي الاعتدالين و وقتي الانقلابين نلاحظ ما يأتي :
* في يوم 21 مارس تسقط أشعة الشمس عمودية على خط الاستواء فيتعادل ميل أشعتها على نصفي الكرة ، فيتساوى عليهما الليل و النهار ، كما تتعادل فيهما الحرارة . و حينئذ يبدأ الربيع في نصف الكرة الشمالي ، والخريف في نصفها الجنوبي .
* في يوم 23 سبتمبر تسقط أشعة الشمس مرة أخرى عمودية على خط الاستواء ، فيتعادل ميل أشعتها على نصفي الكرة ، و يتساوى عليهما الليل و النهار ، كما تتعادل فيهما الحرارة .، وحينئذ يبدأ الخريف في نصف الكرة الشمالي ، والربيع في نصفها الجنوبي . هذا و يعرف الربيع بفصل الانتقال من الصيف إلى الشتاء.
* في يوم 21 جوان تسقط أشعة الشمس عمودية على مدار السرطان ، الواقع على دائرة عرض 23° و 27َ شمال خط الاستواء و من ثمة تكون أشعة الشمس شديدة الميل على نصف الكرة الشمالي و ضعيفة الميل إلى نصفها الجنوبي ، فيطول النهار و ترتفع الحرارة في النصف الشمالي ، و يقصر النهار و تنخفض الحرارة في نصفها الجنوبي ، وتبعا لذلك يحل الصيف في نصف الكرة الشمالي ، و الشتاء في نصفها الجنوبي .
* في يوم 21 ديسمبر تسقط أشعة الشمس عمودية على مدار الجدي الواقع على دائرة عرض 23° و 27َ جنوب خط الاستواء ، ومن ثمة تسقط أشعتها بميل ضعيف على نصف الكرة الشمالي و بميل شديد على نصفها الجنوبي فيقصر النهار و تنخفض الحرارة في النصف الشمالي ، ويطول الليل و ترتفع الحرارة في النصف الجنوبي ، و بذلك يحل الشتاء في نصف الكرة الشمالي ، و الصيف في نصفها الجنوبي .
هذا و يبدأ الربيع من 21 مارس إلى 21 جوان ، والصيف من 21 جوان حتى 23 سبتمبر ، و الخريف من 23 سبتمبر حتى 21 مارس.
حزام تعامد أشعة الشمس نظرا لميل محور الأرض و عدم تعامده على مستوى مداره من جهة ، و دوران الأرض حول نفسها و حول الشمس من جهة أخرى ، فإن الأماكن التي تتعامد عليها أشعة الشمس لا تبقى ثابتة . و يكون هذا التعامد تدريجيا و منتظما خلال العام ، فينتقل من الجنوب إلى الشمال و من الشمال إلى الجنوب في منطقة أو حزام حده الشمالي هو مدار السرطان، و حده الجنوبي مدار الجدي ، و يقسم خط الاستواء هذا الحزام إلى قسمين متساويين. و من المعروف أن تعامد أشعة الشمس لا يمكن أن يحدث في أي مكان من سطح الأرض خارج هذا الحزام و يحدث تعامد أشعة الشمس على مدار السرطان و مدار الجدي مرة واحدة في السنة في حين يحدث مرتين في المنطقة المحصورة بينهما.
الشكل رقم ( 5 ) حزام تعامد أشعة الشمس
http://www.imageno.com/thumbs/20100919/hahkxdwn8jej.jpg (http://www.imageno.com/hahkxdwn8jejpic.html)

الشكل رقم ( 5 ) حزام تعامد أشعة الشمس : الأماكن التي تكون فيها الشمس عمودية مرة واحدة ا
( عند المدارين) أو مرتين ( في ما بين المدارين) خلال السنة

المناطق الإقليمية إن كروية الأرض و ميل محور القطبين على مدارها حول الشمس يحددان نظريا المناطق الإقليمية الكبرى. فبين خطي عرض 23° و 27َ شمالا و جنوبا تمتد منطقة تدعى المنطقة المدارية يقل فيها اختلاف مدة الليل و النهار كما يقل فيها اختلاف حرارة الجو.
و في شمال هذه المنطقة المدارية و جنوبها توجد المنطقتان المعتدلتان، و يكون اختلاف الليل و النهار فيهما كبيرا و لذلك تخضع حرارة الجو لتغيرات كبيرة جدا على مر السنة.
و تمتد هاتان المنطقتان المعتدلتان إلى غاية الدائرتين القطبيتين الشمالية من جهة و الجنوبية من جهة أخرى و في هاتين المنطقتين يمكن أن يصل الفرق بين طول النهار و الليل 24 ساعة و يتزايد عدد الأيام التي يصل فيها الفرق إلى هذا الحد تدريجيا كلما اتجهنا نحو القطبين الشمالي و الجنوبي أين تصل فيهما مدة النهار ستة أشهر و مدة الظلام ستة أشهر أخرى.
مدار الأرض و أثره على اختلاف مدة الفصول
بما أن مدار الأرض حول الشمس أقرب إلى الشكل البيضاوي منه إلى الشكل الدائري، فله مركزان أو (بؤرتان أو محرقان( شأنه في ذلك شأن أي شكل بيضاوي ( إهليلجي ) و لذلك فإن الشمس قد توجد في أحد المركزين في بعض الأوقات ثم تنتقل إلى المركز الآخر في أوقات أخرى ( هذه الأوقات تعد بمئات الآلاف من السنين) على حسب ما يفرضه دوران الأرض نفسها و ما يكتنف هذا الدوران من تغير.
و نتيجة لذلك فإن الأرض قد تكون أقرب إلى الشمس مرة و بعيدة عنها مرة أخرى في كل سنة على حسب موقعها بالنسبة للمركز الذي تتواجد فيه الشمس .
الشكل رقم (6) نقطتا الحضيض و الأوج
http://www.imageno.com/thumbs/20100919/eg5asqf3pbrh.jpg (http://www.imageno.com/eg5asqf3pbrhpic.html)
و من المعروف أن الشمس في الوقت الحاضر تكون في وقت الانقلاب الشتوي أي 21 ديسمبر واقعة في المركز الأقرب إلى الأرض ، و يبلغ البعد بينهما أدناه ليس في 21 ديسمبر بالضبط و إنما في أول جانفي حيث يبلغ 4, 146 مليون كيلومتر و يقال أن الشمس موجودة وقتئذ في نقطة الرأس أو الحضيض PERIHELION بينما يحدث العكس في وقت الانقلاب الصيفي ، 21 جوان ، حيث تكون الشمس في المركز الأبعد عن الأرض، و يبلغ البعد بينهما أقصاه في أول جويليا حيث يبلغ 2, 151 مليون كيلومتر و يقال أن الشمس عندئذ موجودة في نقطة

الذنب أو الأوج و على الرغم من أن الأرض تكون في
(APHELION)

فصل الشتاء أقرب إلىالشمس بحوالي 408 مليون كيلومتر مما تكون عليه في فصل الصيف و أن الأشعة الشمسية التي تصل إلى أعلى جو الأرض في هذا الفصل أكبر من التي تصل إليه في الصيف بحوالي 7 % فان هناك عوامل مختلفة أخرى تؤدي إلى إلغاء تأثير هذه الزيادة بل و إلى برودة الشتاء ، و من أهمها شدة ميل أشعة الشمس في هذا الفصل مع قصر النهار ، و خصوصا كلما اتجهنا نحو القطبين، و كثرة ما يرتد إلى الفضاء من أشعة الشمس بواسطة السحب و غيرها من المواد العالقة دون أن يستفيد به جو الأرض.
و مما سبق يتضح أن الخط الذي يصل بين الانقلابين (21 جوان و 21 ديسمبر) لا ينطبق على الخط الذي يصل نقطتي الأوج و الحضيض بل يتقاطعان تحت زاوية تساوي 11° تقريبا و من أوضاع نقطتي الانقلابين و نقطتي الاعتدالين تننتج أمور هامة و هي:
1 ـ أن الفصول تختلف في طولها (الشكل رقم 7)
http://www.imageno.com/thumbs/20100919/g86bi01zis9k.jpg (http://www.imageno.com/g86bi01zis9kpic.html)



فالربيع يساوي 92 يوما و 20 ساعة.
و الصيف يساوي 93 يوما و15 ساعة.
و الخريف يساوي 89 يوما و 19 ساعة
و الشتاء يساوي 89 يوما.
و يلاحظ من تعاكس الفصول في نصفي الكرة الأرضية و من شكل المدار الإهليلجي، ان مدة الصيف و الربيع معا تساوي 186 يوما في النصف الشمالي و 178 يوما في النصف الجنوبي فإذا أضفنا إلى هذا الاختلاف في مدة هذين الفصلين التفاوت في توزيع البر و البحر بين نصفي الكرة الأرضية، رأينا ان النصف الشمالي يستفيد في الواقع من الحرارة الشمسية أكثر من النصف الجنوبي ، و ان كانت كمية الحرارة التي يتلقاها من الشمس تساوي نظريا ما يتلقاه النصف الجنوبي من حرارة الشمس.
2 ـ يظهر أيضا أن الأرض تكون في الخريف و الشتاء أقرب إلى الشمس منها في بقية الفصول، مع أن هذين الفصلين هما أقصر الفصول، و يشكلان الفترة الباردة في النصف الشمالي. فاختلاف الفصول في طولها يعوض اختلاف القرب من الشمس أو البعد عنها. و في الحالة الراهنة نشاهد أن كمية الحرارة التي تتلقاها الأرض نظريا في نصفيها في السنة الواحدة تكاد تكون متساوية.

رد على الموضوع من الاخ محمد الدباغ
السلام عليكم
لقد لاحظت من المواضيع التي تنشروها هنا بأنكم ميالون لمتابعة كل ما من شأنه الخوض في مواضيع ظنية أو غيبية دونما الإتيان بدليل نقلي من القرآن والسنة. كلنا نحترم الدكتور زغلول النجار وجزاه الله عن المسلمين خير جزاء إذ أنه يبذل جهودا حثيثة في محاولته تفسير آيات الآيات الكونية تفسيرا علميا.

غير أنني بوصفي مراقب متواضع أرى بأنه من الواجب الابتعاد قدر الإمكان عن محاولة تطويع تفسير الآيات القرآنية بصورة تفسيرات علمية ضيقة، والسبب في ذلك ما نعرفه عن حدود العلم، وأنه من الإجحاف بمكان تحجيم الآيات القرآنية في تلك الحدود الضيقة جدا. لا بل انصحك أن تسأل الدكتور زغلول النجار: ما هو الزمن؟ فإن أجابك إجابة شافية وافية، (ولن يفعل ذلك حتى وأن استحضر كل ما آتاه الله من علم)، فعندئذ سيندم على أمور كثيرة قالها في تفسيرات تحتاج في أصل صحتها إلى أن يكون للزمن تعريف واضح وحقيقي.

بالمناسبة، فإن محور الأرض قد يتحرك من مكانه بفعل الزلازل العظيمة وعليه تكون الأرقام التي وردت في المقال المقتبس من قبلكم قد تغيرت نتيجة لذلك، وهذا هو المحظور الذي لا نريد أن نقع فيه. وعليه أنصحكم (وأنصح نفسي) بأنه وفي حال نشر معلومات فلكية علينا (وهو ما ينطبق على الدكتور زغلول النجار ايضا) أن نتحفظ فنقول مثلا: أن طول اليوم كذا وكذا ما لم يحصل في المستقبل زلزال عظيم يزيح محور الأرض وقد يطول اليوم تبعا لذلك. ولا بد هنا من الإشارة الضمنية الموضوعية الى أن الدكتور زغلول النجار قد رمى فيما شرحه الى حقيقة أن تغير قيمة ميلان المحور تؤثر في التغيرات المناخية وهو ما حصل بعد الزلزالين العظيمين في اندونيسيا وتشيلي وما حصل من تغير ملموس في درجات الحرارة، إذ شهدت بلادي العراق مثلا صيفا قائضا وصلت فيه درجات الحرارة الى 60 درجة مئوية، وهكذا الحال في العربية السعودية، وحيث أنني اعيش في اليمن (القريبة من خط الاستواء) فإن الدرجات لم تشهد تغيرا الا بشكل طفيف جدا. وهذا مصداقا لما ورد في المقال الذي اقتبستموه وعليه فالشكر موصول لكم.

محمد الدباغ
ردى عليه
سم الله الرحمن الرحيم
شكرا اخى محمد الدباغ
فى الحقيقة قصدى من هذا المقال ان ما ينتج عن هذا الميل (وقد ذكرت بعضه فى هذا المقال) ينبأ بان هذا الميل ودرجته لا يمكن ان يأتيا مصادفة او اتفاق وهذا يدل على العناية والاختراع (عنوان المقال) وبالتالى وجود صانع وغاية اما ان يحدث تغير فى درجة الميل او فيما ينتج عنها فلن يغير الحقيقة السابقة (كون هذا الميل وما يترتب عليه من متعلقات ارادة عليا) فانا لا اقصد الكلام فى الاعجاز العلمى للقرآن الذى يجب ان يكون فى اشياء معينة تغيرها يعنى النهاية وعلى ذلك يمكن ان نضع فى اعتبارنا حدوث التغيرات الطفيفة التى لن تؤدى الى الاضرار الجسيمة التى يترتب عليها نهاية كوكب الارض