مشاهدة النسخة كاملة : من مقالات الملحدين : ابليس يدافع عن نفسه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اكمل معكم بإذن الله نقل بعض مقالات الملحدين للرد عليها , وهذا المقال اسمه : إبليس يدافع عن نفسه ويفند التهم المنسوبة له ويكشف الظلم الالهى الذى تعرض له
اليكم الجزء1
//////////////////////////////
بحسب الديانة الاسلامية لعن الله ابليس واعتبره من الكافرين لانه رفض ان يسجد لادم المخلوق !! رفض ان يشرك بالله وان يسجد لغيره !! ابليس كافر لانه لم يكفر ولم يعبد ولم يسجد لاحد الا لله !!
طلب " الله " من ابليس , وقد كان ملاكا تقيا بل من اتقى الملائكة وكبيرهم , ان يسجد لادم , اى يسجد لغير الله , فما كان من ابليس الا انه رفض ان يسجد لاحد غير الله , فما كان جزائه على هذا الموقف النبيل الا اللعن والهلاك الابدى وتجريده من حالته الملائكية الى وضعه الشيطانى , ووضعه بصفته عدو الله بالرغم من انه لم يعادى الله وانما جريمته كانت فى اخلاصه وولائه له وارادته القوية فى عدم الشرك به .
ان مأساة ابليس تكمن فى انه كان مخلصا لله ولم يشا ان يشرك به احدا.
كثيرا من المفكرين لم يجدوا فى تصرف ابليس اى نقيصة او كفر او انكار للاله , بل وجدوا فيه مثالا لمن يحترم مبادئه حتى لو كلفته اللعنة والهلاك.
////////////////////////////////
يتبع
أبو مريم
10-30-2004, 08:57 AM
هل كلما أحدث مخبول حدثا تطلب منا جوابا .
أرجو أن توضع كاملة حتى نريق عليها ذنوبا من ماء ولا داعى لاستثارة امتعاضنا لفترة أطول .
aspirine
10-30-2004, 12:07 PM
السلام عليكم ,
على رأى الأخ ابو مريم ,
لكن عموماً هرد ,
كما قال الشيخ الجندى بارك الله فيه على القناة الثانية اوربت ) ان أبليس كفر ليس لأنه لم يرد السجود لغير الله , لو كان ذلك صحيحا لكان أبليس ممدوحا لا مذموما ,
ولكنه كفر لأنه لم يستجيب لأمر الله .
و هنا قد تتساءل لماذا يعصى المسلمون أوامر الله عن علمهم و لا يحاسبون عن ذلك ,
و أقول أنه الله سيحاسب كل نفس يوم القيامة و هو أعلم بكل واحدة .
كما ان المسلمون الذين يعاندون أوامر الله تكبرا هم كفار لا جدال فى ذلك ماداموا مقتنعين بأنها أوامر الله و موقنون من ذلك .
و قد كان أبليس يرى الله و هو يأمره بالسجود و لم يسجد لا تكاسلا منه بل تكبرا على أوامر الله .
أرجو ان تكون أجابتى وضحت لك الأمور عزيزى بلال .
سيف الكلمة
10-31-2004, 07:22 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
تم الرد تفصيلا على هذه القضية فى ردى الأول على موضوع
( أسئلة ثلاثة)
لجورجيوس
ليست لدى مهارات القص واللصق
وألتمس ممن يجيد ذلك أو من إدارة المنتدى
نقل الجزء من الرد المختص بهذه القضية إلى هنا
وشكر الله لكم
السلام عليكم
ساضع ردك اخى سيف الكلمة ثم اضع باقى الشبهة كاملة كما طلب الاخ ابو مريم
رد اخونا سيف الكلمة
////////////////////
قضية أثرتها للمناقشة:
قال الله تعالى:
(وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين)34 سورة البقرة
عندما يأمر الله فلا خيرة للعباد وعليهم تنفيذ الأمر
وعندما يأمر الله بالسجود لآدم فهو ليس سجود عبادة
فلم يأمر الله الملائكة بعبادة آدم ولكنه أمرهم بالسجود له
ليس لأن آدم مستحق للسجود له بذاته
ولكنه مستحق للسجود بأمر الله
فالسجود هنا سجود طاعة لأمر الله
وكانت معصية إبليس وأخطاءه فى أكثر من موضع
:::::::::::::::::::::::::::::::::::
الخطأ الأول معصية الله
.........................
برفض تنفيذ أمر الله بالسجود
وقد يكون فى السجود زيادة فى مكانة هذا المخلوق الجديد
ولله الأمر كله فهو الذى يهب المكانة لمخلوقاته
الخطأ الثانى التكبر
..................
التكبر برفض مكانة أكثر تميزا من مكانته حيث قال خلقتنى من نار وخلقته من طين
فكان يرى مكانته أكثر تميزا ممن ميزه الله عليه
الخطأ الثالث الإصرار على الخطأ
....................................
بالرغبة فى الإنتقام والرغبة فى إثبات أن أمر الله وقضاءه بتمييز آدم عليه خطأ من الله فى حقه ومحااولة إثبات أنه على الحق فأدخل نفسه فى خصومة مع الله
وينبين ذلك من قوله خلقتنى من نار وخلقته من طين
ومن قوله لأقعدن لهم صراطك المستقيم
الخطأ الرابع النزوع بالفعل فى ارتكاب الجرم
...............................................
وذلك عندما قاسمهما كذبا (أى أقسم لهما)بالكذب أن الشجرة التى نهاهما الله عن الأكل منها هى شجرة الخلد ولم تكن كذلك فأغرى آدم وزوجه بمعصية الله
وهنا فقط بعد النزوع الفعلى وارتكاب الجرم
من إبليس بالمكيدة ومن آدم وزوجه بفعل المعصية
نفذ الله عليهم عقوبة الإنزال من الجنة
(وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم فى الأرض مستقر ومتاع إلى حين)
وأعطيت الفرصة لآدم للتوبة وهو على الأرض مع توقيع العقوبة مما لم يتوفر لإبليس لاختلاف حجم الجرم
هذا مما لدينا فى هذه القضية
واليكم باقى الشبهة كاملة
وقبل وضع الشبهة احب ان اقول لاخى ابو مريم انى لم اقصد ان اثير ضيقكم منى بسبب نقلى للشبهات
وتقسيمى للموضوع حتى لاتكون الشبهة طويلة فننسى بعض الاجزاء بدون رد.
وسافعل ماتريدمن وضع الشبهة كاملة :
باقى المقال
//////////////////////////////
ومن بين الذين دافعوا عن ابليس و تعاطفوا معه ومع وقضيته ورأوا فيها ظلم من الاله لابليس كان مؤرخ الاديان المسلم الشهرستانى صاحب كتاب " الملل والنحل ."
لم يجاهر الشهرستانى برأيه مباشرة خشية قتله لمخالفته صريح الدين الاسلامى من موقفه من ابليس , لذلك لجا لحيلة تمكنه من قول رايه وفى نفس الوقت تجنبه المتاعب .
بدلا من ان يقول : هذا رأيى فى ابليس ,قال اإنه ينقل آراء بعض الفرق والبدع المسيحية التى جاءت فى شرح الاناجيل الاربعة , وهكذا يجنب نفسه تهمة مخالفة القرآن , وهكذا فانه ينقل ما قاله غيره , اى ان ناقل الكفر ليس بكافر
وسواء كان ينقل فعلا من شروحات الاناجيل , والتى لم يحدد لنا اسمائها , والتى يبدو ان لا وجود لها , او انه ينقل رايه باسلوب غير مباشر , فان ما ذكره على لسان ابليس يعد دفاعا قويا ازاء الظلم الالهى لابليس .
لقد جعل ابليس باسلوب رمزى يقف فى ساحة القضاء ليدافع عن نفسه ويبين موقفه مما نسب اليه من كفر وضلال , وكان دفاعه عبارة عن كلمات قليلة , عبارة عن سبعة اسئلة تكشف كيف انه من الشخصيات المفترى عليها ومن الذين تعرضوا لابشع ظلم تعرض له مخلوق فى التاريخ الدينى للبشرية . كما تبين غياب الحكمة وتبين الرعونة والحماقة الالهية.
وها هى اسئلة ابليس السبعة التى تمثل دفاعه عن نفسه ازاء الظلم الذى تعرض له بلا وجه حق :
يقول الشهرستانى فى ( الملل والنحل ) الجزء الاول ص25 –28 المكتبة التوفيقية
" المقدمة الثالثة
في بيان أول شبهة وقعت في الخليقة ومن مصدرها فى الأول ومن مظهرها فى الآخر
اعلم أن أول شبهة وقعت في الخليقة شبهة إبليس لعنه الله ومصدرها استبداده بالرأى في مقابلة النص وإختياره الهوى في معارضة الأمر واستكباره بالمادة التى خلق منها وهى النار على مادة آدم عليه السلام وهى الطين.
وانشعبت من هذه الشبهة سبع شبهات , وسارت في الخليقة , وسرت فى أذهان الناس حتى صارت مذاهب بدعة وضلالة .
وتلك الشبهات مسطورة فى شرح الأناجيل الأربعة إنجيل لوقا ومارقوس ويوحنا ومتى ومذكورة فى التوراة متفرقة على شكل مناظرات بينه وبين الملائكه بعد الأمر بالسجود والامتناع منه.
قال كما نقل عنه :
إنى سلمت أن البارى تعالى إلهى وإله الخلق , عالم قادر , ولا يسأل عن قدرته ومشيئته.
وأنه مهما أراد شيئا قال له كن فيكون , وهو حكيم إلا أنه يتوجه على مساق حكمته أسئلة.
قالت الملائكة :
ما هي ؟ وكم هى ؟
قال لعنه الله : سبع
الأول منها :
أنه قد علم قبل خلقى أى شيء يصدر عنى ويحصل منى فَلِمَ خلقني أولا ؟
وما الحكمة في خلقه إياى ؟
والثاني :
إذ خلقنى على مقتضى إرادته ومشيئته فَلِمَ كلفنى بمعرفته وطاعته؟
وما الحكمة فى هذا التكليف بعد أن لا ينتفع بطاعة و لا يتضرر بمعصية؟
والثالث:
إذ خلقنى وكلفنى فالتزمت تكليفه بالمعرفة والطاعة فعرفت وأطعت , فَلِمَ كلفنى بطاعة آدم والسجود له؟
وما الحكمة في هذا التكليف على الخصوص بعد أن لا يزيد ذلك فى معرفتى وطاعتى إياه ؟
والرابع :
إذ خلقنى وكلفنى على الإطلاق , وكلفنى بهذا التكليف على الخصوص , فإذا لم أسجد لآدم , فَلِمَ لعننى وأخرجنى من الجنة ؟
وما الحكمة فى ذلك بعد أن لم أرتكب قبيحا إلا قولى لا أسجد إلا لك ؟
والخامس :
إذ خلقنى وكلفنى مطلقا وخصوصا , فلم أطع فلعننى وطردنى , فَلِمَ طرقنى ( اى جعل لى طريقا الى فتنته ) إلى آدم حتى دخلت الجنة ثانيا وغررته بوسوستى , فأكل من الشجرة المنهى عنها , وأخرجه من الجنة معى ؟
وما الحكمة فى ذلك بعد أن لو منعنى من دخول الجنة لاستراح منى آدم , وبقى خالدا فيها؟
والسادس :
إذ خلقنى وكلفنى عموما , وخصوصا , ولعننى , ثم طرقنى إلى الجنة , وكانت الخصومة بينى وبين آدم , فَلِمَ سلطنى على أولاده حتى أراهم من حيث لا يروننى , وتؤثر فيهم وسوستى ولا يؤثر فىَّ حولهم وقوتهم وقدرتهم واستطاعتهم ؟
وما الحكمة فى ذلك بعد أن لو خلقهم على الفطرة دون من يحتالهم عنها , فيعيشوا طاهرين سامعين مطيعين ,كان أحرى بهم , وأليق بالحكمة ؟
والسابع :
سلمت هذا كله , خلقنى وكلفنى مطلقا ومقيدا , وإذا لم أطع لعننى وطردنى , وإذا أردت دخول الجنة مكننى وطرقنى , وإذا عملت عملى إخرجنى ثم سلطنى على بنى آدم , فَلِمَ إذا استمهلته أمهلنى ؟
فقلت : أنظرني إلى يوم يبعثون ( الاعراف 14 ) قال فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم ( الحجر 37 – 38 ) ؟
وما الحكمة في ذلك بعد أن لو أهلكنى فى الحال استراح آدم والخلق منى وما بقى شر ما فى العالم؟
أليس بقاء العالم على نظام الخير خيرا من امتزاجه بالشر؟
قال: فهذه حجتى على ما ادعيته في كل مسألة
قال شارح الإنجيل : فأوحى الله تعالى إلى الملائكة عليهم السلام , قولوا له:
إنك فى تسليمك الأول أنى إلهك وإله الخلق غير صادق و لا مخلص , إذ لو صدقت أنى إله العالمين ما احتكمت على بِلِمَ , فأنا الله الذى لا اله إلا أنا , لا أسأل عما أفعل , والخلق مسئولون . وهذا الذى ذكرته مذكور فى التوراة , ومسطور فى الإنجيل على الوجه الذى ذكرته "
//////////////////////////////
أبو مريم
10-31-2004, 01:02 PM
الأخ الكريم بلال
كما تعلم فنحن لا ندخر وسعا فى رد أى شبهة وتشكيك فى دين الله تعالى حتى يظهر الله الحق ويزهق الباطل لكن وحتى نكون صريحين فإن إيراد الشبه بصفة عامة ليس من فعل السلف حتى ولو أتيت بالرد عليها وقد حذر الإمام أحمد رحمه الله تعالى من ذلك وهذا هو رأيى فى المسألة وإن كنت لا أفرضه عليكم ولا أحب أن أخالفكم وكم كنت أود أن يأتى صاحب هذا المقال لمحاورتنا بدلا من ذلك .
على العموم فلا بأس من رد تلك الشبهة والدفاع عن الشهرستانى وقد علمت أنه رجل من أئمة الأشعرية ومذهبهم فى القدر وإن كان أقرب إلى الجبر حتى سموا أنفسهم بالجبرية المتوسطة إلا أنه أبعد ما يكون عما حاول هذا المخبول إلصاقه به فهم يقولون بأن الأفعال تنسب إلى العبد اكتسابا وإن كانت من خلق الله تعالى بعكس المعتزلة الذين مالوا إلى القدر بينما توسط أهل السنة فأثبتو للعبد الإرادة الحرة التى يحاسبه الله تعالى عليها وأنها من خلق الله تعالى وما صنف الشهرستانى الملل والنحل إلا لعرض مذاهب ونحل مختلفة ولم يشترط على نفسه نقدها وتمحيصها وإظهار الحق من الباطل وإلا لما فرغ من هذا الكتاب فى حياته ولو سلمنا بما قاله هذا المخبول للزمنا أن ننسب للشهرستانى كل مله ونحله وهذا محال .
فالشهرستانى إذا وكذلك باقى الأشاعرة بل والمعتزلة والفرق الأخرى باستثناء غلاة الجبرية لم يذهبوا إلى هذا القول المرذول بتبرئة الشيطان الرجيم الذى عصى ربه عن كبر وعناد وغرور واتهام رب العالمين الذى له ملك السموات والأرض ويتصرف فى خالص ملكه بمقتضى إرادته الحرة فلا يعد ذلك ظلما على أية حال .
وقد أحسن هذا المخبول حين قدم لشبهته بالرد عليها وذيلها بما يفندها .
سيف الكلمة
11-02-2004, 05:02 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
أخى الحبيب أبا مريم
قولكم حق
أما وقد أتت الشبهة فوجب الرد
انا فى انتظار ردكم علىاحر من الجمر
واحب ان اوضح خطا قاله صاحب المقال
(طلب " الله " من ابليس , وقد كان ملاكا تقيا بل من اتقى الملائكة وكبيرهم , ان يسجد لادم , اى يسجد لغير الله , فما كان من ابليس الا انه رفض ان يسجد لاحد غير الله , فما كان جزائه على هذا الموقف النبيل الا اللعن والهلاك الابدى وتجريده من حالته الملائكية الى وضعه الشيطانى)
وفى قول هذا الشخص مخالفة ذلك لان ابليس لم يكن ملاك مطلاقا بل هو من الجن واظن على حد علمى مقولة ان ابليس كان ملاك واصبح شيطان هى من الاسرائليات
والدليل قول الله تعالى (واذ قلنا للملائكه اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس كان من الجن ففسق عن امر ربه افتتخذونه وذريته اولياء من دونى وهم لكم عدو بئس للظلمين بدلا)
وبما اننا وضحنا خطا قوله فى هذه النقطة فقد رددنا عليه هذه الجزئية ان شاء الله لانها مبنية على دليل خاطىء
والله اعلم
د. هشام عزمي
11-02-2004, 10:34 AM
حقيقة سجود الملائكة لآدم عليه السلام
لا شك أن سجود الملائكة لآدم ليس سجود عبادة لأن سجود العبادة لغير الله شرك بالله تعالى .
واختلف في حقيقة ذلك السجود على ثلاثة أقوال :
الأول :
أنه سجود تحية وسلام وإكرام وتعظيم .
الثاني :
أن السجود كان لله تعالى وآدم مجرد قبلة قالته المعتزلة وغيرهم .
الثالث :
أن المراد بذلك السجود هو الانقياد والخضوع لا حقيقة السجود والانحناء .
الراجح :
الأول : وهو أن السجدة كانت لآدم عليه السلام تعظيماً له وتحية كالسلام منهم عليه .
قال أبو جعفر الطبري : وكان سجود الملائكة لآدم تكرمة وطاعة لله لا عبادة لآدم .
وقال ابن تيمية : فسجود الملائكة لآدم عبادة لله وطاعة له وقربة يتقربون بها إليه وهو لآدم تشريف وتكريم وتعظيم وسجود إخوة يوسف له تحية وسلام ألا ترى أن يوسف لو سجد لأبويه تحية لم يكره له .
فسجود الملائكة لآدم كان سجود تشريف وتكريم لا سجود عبادة وقد كان السجود تحية مشروعة في الأمم الماضية ولكنه نسخ في ملتنا كما قال تعالى : ( ورفع أبويه على العرش وخروا له سجداً وقال يا أبت هذا تأويل رءياي من قبل قد جعلها ربي حقاً ) .
فكانت تحية الناس يومئذ سجود بعضهم لبعض .
امتناع إبليس عن الامتثال لأمر الله تعالى بالسجود لآدم عليه السلام :
سبب امتناعه :
ورد في آيات من كتاب الله تعالى أنه سبحانه أمر الملائكة بالسجود لآدم عليه السلام وكان هذا الأمر قبل أن يسوي الله خلقه وينفخ فيه من روحه .
بدليل قوله تعالى : " إني خالق بشراً من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين " .
امتثل الملائكة لأمر الله تعالى بالسجود لآدم عليه السلام إلا إبليس فإنه أبى وامتنع عن السجود وكانت شبهته وحجته في ذلك أنه خير من آدم لأنه خلق من نار وآدم خلق من طين .
قال تعالى " ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين " .
قال ابن كثير : وقول إبليس لعنه الله ( أنا خير منه ) من العذر الذي هو أكبر من الذنب ، يعني لعنه الله وأنا خير منه فكيف تأمرني بالسجود له ثم بين أنه خير منه بأنه خلق من نار والنار أشرف مما خلقته منه وهو الطين فنظر اللعين إلى أصل العنصر ولم ينظر إلى التشريف العظيم وهو أن الله تعالى خلق آدم بيده ونفخ فيه من روحه .
وقال عبد الرحمن بن سعدي : امتنع عن السجود واستكبر عن أمر الله ... إباء منه واستكباراً نتيجة الكفر الذي هو منطو عليه فتبينت حينئذ عداوته لله ولآدم وكفره واستكباره أبى أن يسجد له تكبراً عليه وإعجاباً بنفسه فوبخه الله على ذلك وقال : " ما منعك ألا تسجد لما خلقت بيدي " .
فإبليس قاس نفسه على أصله وهو النار وقاس آدم على أصله وهو الطين ثم زعم أن النار خير من الطين وبالتالي يكون هو خيراً من آدم على حد زعمه وهو قياس فاسد لأنه معارض لكلام رب العالمين .
فساد قياس إبليس :
حجة إبليس في امتناعه عن السجود بقوله : " أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين "
حجة باطلة لأنه عارض النص بالقياس ولهذا قال الحسن البصري في تفسير هذه الآية قاس إبليس وهو أول من قاس .
وقال ابن سيرين : أول من قاس إبليس وما عبدت الشمس والقمر إلا بالمقاييس .
فهو قاس قياساً فاسداً في مقابلة نص قوله تعالى : " فقعوا له ساجدين "
فشذ من بين الملائكة لترك السجود فأخطأ قبحه الله في قياسه ودعواه أن النار أشرف من الطين .
قال ابن سعدي : وهذا القياس من أفسد الأقيسة .
وهوباطل من وجوه :
1- أن الطين من شأنه الرزانة والحلم والثبات والأناة ولهذا نفع آدم عنصره بالرجوع والإنابة والانقياد والاستسلام لأمر الله تعالى وطلب التوبة والمغفرة .
== أما النار فمن شأنها الإحراق والطيش والحدة والاضطراب ولهذا خان إبليس عنصره فأبى واستكبر وشقي .
2- أن النار طبعها الفساد وإتلاف ما تعلقت به بخلاف التراب
3- أن التراب يتكون فيه ومنه أرزاق الحيوان وأقواتهم ولباس العباد وزينتهم وآلات معاشهم ومساكنهم
== والنار لا يتكون فيها شيء من ذلك .
4- أن التراب ضروري للإنسان والحيوان فالحيوان لا يستغني عنه البتة ولا عما يتكون فيه ومنه .
== والنار يستغني عنها الحيوان وقد يستغني عنها الإنسان الأيام والشهور فلا تدعوه إليها الضرورة .
5- أن التراب إذا وضع فيه القوت أخرجه أضعاف أضعاف ما وضع فيه فمن بركته يؤدي إليك ما تستودعه فيه مضاعفاً .
== ولو استودعته النار لخانتك وأكلته ولم تبق ولم تذر .
6- أن الطين قائم بنفسه فلا يحتاج إلى حامل .
== أما النار فإنها لا تقوم بنفسها بل هي مفتقرة إلى محل تقوم به يكون حاملاً لها فالطين أكمل منها لغناه وافتقارها .
د. هشام عزمي
11-02-2004, 10:36 AM
( إبليس ) حقيقته وأحواله .. دراسة عقدية (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=21321)
أبو مريم
11-03-2004, 01:41 AM
فى البداية أود أن أشكر الإخوة الكرام الأخ aspirine والأخ سيف الكلمة والأخ الدكتور هشام على ما تفضلا به من مداخلة لرفع هذه الشبهة وكم كنت أتمنى أن أعرض عن الخوض فى مسائل القدر فهى من الأمور الشائكة التى تسمو عن إدراك الكثير ولا يكاد يسلم فيها أحد من الميل لأحد الطرفين المذموين الجبر والقدر لكن على كل حال أخوض هنا مضطرا ودرءا لما قد يترتب على عرض الشبهة من مفاسد أكبر .
أعلم أن الأخ الفاضل بلال نقل تلك الشبهات من بعض مواقع الملاحدة واللادينيين وهى لبعض نشطائهم المشاركين فيها فماذا لو كان دعا أصصحابها كى نناقشه ونفضح جهله أمام الناس بدلا من عرض كلام غير معقول وغير منسوب لمصدره والذى هو فى حقيقته مغمور لا شك أن الرد عليه فى أحسن الأحوال لن يعود علينا بنفع ولا على صاحبه بضرر .
أرجو أن يقرأ قولى هذا أصحاب هذه المقالات فانا أوجه لهم حتى ينفروا للدفاع عن آرائهم فى مناظرات علمية الغرض منها إظهار الحق وإبطال الباطل ؟
بالنسبة للشبهة فأعتقد أن غرض صاحبها ليس الدفاع عن إبليس بل هو فى الحقيقة لا يقر بالغيبيات وإنما غرضه عرض قضيه طالما تخطر على عقول الكثيرين من صغار السن وضعاف العقول : إذا كان الله قدر علنا المعصية فلم يحاسبنا عليها هذا هو بيت القصيد فى تلك الشبهة بعزل بقية التراهات والتى أجاب عنها الإخوة مشكورين من كون إبليس لم يعص بل امتنع عن السجود لغير الله تعالى إلى آخره من التراهات والتشويشات التى لا تصدر عن عاقل متزن يريد ان يصل إلى شىء .
اقول وبالله التوفيق:
الله تعالى حينما يتصرف فى خالص ملكه فلا يمكن أن يوصف بالظلم على أية حال وكل من ادعى خلاف تلك القضيه معاند مغرور هذا نعلمه من الشاهد وهو فى حق الله تعالى أبلغ فهو تعالى الخالق من العدم وله ملكوت كل شىء .
ثانيا طاعة الله تعالى تعنى الامتثال لأمره سواء ظهرت الحكمة الإلهية فيه للعقل أو لم تظهر فهذا هو ما يلزم العبد بمحض حق عبوديته لله تعالى .
ثالثا أن الله تعالى من صفات كماله التى يقرها العقل العدل فلا يأخذ أحد بذنب غيره ولا يعاقب عدا بمعصية لم قترفها وهذا ما أقر به العقل بالدليل القاطع فى حق المخلوق فالعدل صفة كمال ولو لم يتصف بها الله تعالى لكان المخلوق أكمل من الخالق وهذا محال فوجب أن يكون الرب تعالى عادلا عدلا مطلقا إذا ان صفة العدل قد قامت بها السموات والأرض ونطقت بها قوانين الكون كلها وكل ما خالف هذا القضية القاطعة فهو إما قضية مكذوبة أو وهمية حتى ولو أثرت فى النفس .
ولو تأملنا تلك المقدمات لعلمنا أنه لا مجال للاعتراض على الله تعالى فى حكمه لأنه يتصرف فى خالص ملكه وأن العبد عليه بمقتضى عبوديته أن يمتثل أمر الله تعالى سواء اتضح له وجه الحكمة فيه أم لم يتضح وأن منزلة الخلق تتفاوت بتفاوت تسليمهم وامتثالهم لأمر الله تعالى المخالف لهوى نفوسهم فى أغلب الأحوال فمن رضى فله الرضا ومن سخط فله السخط من الله تعالى ولهذا خلق الله الدنيا قال تعالى (( هو الذى خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا )) وقال تعالى (( أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين آمنوا وليعلمن الكاذبين ))
والفتنة تكون بالشر كما تكون بالخير قال تعالى (( ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون ))
ومن هنا يتضح لنا فساد ما نقله صاحب الشبهة من بعض المصادر من أسئلة تنسب للشيطان فكلها تؤول لأمر واحد هو الاعتراض على حكم الله تعالىوهو فى حد ذاته السبب الكافى لطرد أبليس ولعنه وليس مجرد معصية ترك السجود لآدم لقد كان آدم عليه السلام فتنة لإبليس أظهرت ما كمن فى نفسه الخبيثة من كبر وغرور فاستحق الهلاك عن بينة وكان إبليس لعنه الله تعالى فتنة أظهرت ما فى نفس آدم عليه السلام من خشوع وخضوع لله تعالى ورجوع وتوبة وإنابة فأدخله الله تعالى فى رحمته فظهر عدل الله تعالى وحكمته فى وضع كل فى موضعه الذى يستحقه وظهرت حجة الله تعالى فى إخراج ما بطن فى النفوس من خير وشر .
سيف الكلمة
11-03-2004, 03:50 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نسنعين
القول بأن إبليس لا يسجد إلا لله ولا يعبد غير الله
وأنه عوقب على موقف نبيل برفض السجود لغير الله
حق أريد به باطل
::::::::::::
فالعبادة لا تتوافق مع المعصية
والخضوع لله ببحب طاعته والنفور مما يغضبه
ورفض أمر الله بالسجود لآدم تكبرا من إبليس وضنا بتميز آدم على إبليس وليس ضنا بالسجود لغير الله
فإن كانت عبادة فهى مشوبة بمعصية التكبر ومعصية أمر الله والخلل بين
فليس فى عصيان إبليس إخلاص وولاء لعبادة الله وحده
بل إخلاص وولاء من إبليس لتكبره وعناده فى غير مراد الله وضد مشيئته
ويتعارض القول بقوة إرادة إبليس فى إخلاص العبادة لله مع دعوته المؤمنين للشرك والكفروالإلحاد وتبديل كلام الله
وقولهم كاذب
واستدلال إبليس بأفضليته لخلقه من نار وخلق آدم من طين
قضية باطلة
لاحتواء الطين على خواص النار والنوركامنة فيه
وعدم احتواء النار على كل خواص الطين
وقد تعلمنا من اشتعال المواد ذات الأصل الطينى خروج النار والنور منها
والإنفجارات الذرية فى العصر الحديث بينت ذلك بوضوح أكبر
ورغم ذلك لا يقول عباد الله المخلصين بأفضلية الطين أو النار أو النور
فالجميع من خلق الله ولم يخلق شيء عبثا
والأفضلية للمتقين
..................
ومن الجن من يشارك إبليس فى جهنم ومن بنى آدم من يكون معهم هناك
ومن الجن من يكون فى الجنة ومن الإنس من يكون معهم
والأفضلية للمتقين
.................
لم يأمر الله ملائكته بعبادة آدم من دون الله أو إشراكه معه فى العبادة
.................................................. .....................
ولكن أمرهم بالسجود لآدم طاعة لله
وتكريما لآدم بعد أن ملاحظة الملائكة عن تكليف آدم بالإستخلاف فى الأرض
ورؤية الملائكة للحظة أنهم أحق بذلك للأسباب التى بينوها والتى أشرت لها أعلاه
لم يكن أمرا بعبادة غير الله فأمر الله خال من النقصان
لم يكن إبليس من المتقين
:::::::::::::::::
لللأسباب الأربعة السابق الإشارة إليهم أعلاه فى مشاركة سابقة
والمعصية ليست من التقوى
ولم يكن إبليس من الملائكة بل كان من الجن
::::::::::::::::::::::::::::::
بدليل قول الله (كان من الجن ففسق عن أمر ربه)
كان من الجن وكان مع الملائكة عند أمر الله لهم بالسجود للآدم
وذكر الأمر بمسمى الملائكة لأن إبليس كان فردا وهم جماعة
ولكن أمر الله لم يستثن إبليس من السجود فكان معهم وقال الله اسجدوا لآدم
فأطاعوا وعصى إبليس
خلق الله الملائكة من نور وخلق الجان من النار
ولم يكن كناك تحويل لخلق إبليس
كما ادعى المتشدقون بالباطل من المسمين أنفسكم (مفكرون)
وهم من شياطين الإنس
وما يفكرون إلا فى الكفر والبطلان
أضلهم إبليس وجنوده وأطاعوا عدو الله وعدو أبيهم آدم وعدوهم
وقد أضلهم الشيطان
وسيصيبهم ويصيبه صغار يوم يقوم الناس لرب العالمين
إلا من تاب وأصلح منهم
اللعن لإبليس عقوبة على المعصية
ولفظ الشيطان يسمى به كل الداعين إلى معصية الله
فهناك شيطين الإنس وشياطين الجن ومنهم إبليس
ونعنى إبليس إذا قلنا الشيطان معرفة بالألف واللام
لأنه أول الداعين إلى المعصية وإمام الداعين إلى الكفر والعصيان
وكلهم أعداء الله وهو إمامهم فى جهنم وبئس المصير
إلا من تاب وأصلح فالله أعلم به ويتوب الله على التائبين المتقين
والله أعلم
Powered by vBulletin™ Version 4.2.1 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, ENGAGS © 2010