المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ميركل: على المسلمين إطاعة الدستور لا الشريعة!!



د. هشام عزمي
10-09-2010, 03:38 AM
نص كلام ميركل على هذا الرابط :
http://www.islammemo.cc/akhbar/Africa-we-Europe/2010/10/07/108405.html

فلم يكد المسلمون نتفرج أساريرهم ، ولو لغير سبب ! ، فانتظار كلمات الإعجاب والتقدير من الخصم مئنة من الذلة والإفلاس ، لم يكد المسلمون تنفرج أساريرهم بتصريحات الرئيس الألماني حتى خرجت ميركل كعادتها ، ولا تنقصها الجرأة والصراحة ، فهي امرأة قوية ذات دين ولو باطل ، حتى خرجت بهذا التصريح الدقيق فبه وقعت المفاصلة بين الإسلام والعلمانية ، فهي تشيد بجذور ألمانيا النصرانية واليهودية ، وإقحام اليهودية كمكون رئيس في تاريخ الشخصية الألمانية ، تملق بارد ، رد عليه هتلر بشكل حاسم ، ولكن أحفاد النازي تنكروا لموروثهم الثقافي العنصري الذي جعل الجنس واللسان الألماني معدن السيادة آنذاك ، فلم يعد لألمانيا بعد هتلر من غاية إلا إرضاء يهود ، وهي غاية لا تدرك ، فبمحارق النازي يبتز يهود الغرب النصراني ويطوعه ليخوض بالنيابة عنه حربه الضروس ضد دين الإسلام ، كما فعل حيي بن أخطب لما حزب الأحزاب لحصار المدينة ، ولم يكن في تلك الحشود يهودي واحد ! كما يقول بعض الفضلاء المعاصرين .

ومع هذه الإشادة الدينية إلا أنها في مواجهة الإسلام تلجأ إلى الدستور العلماني في تناقض ظاهر ، فالعلمانية لا تقر لألمانيا بنصرانية أو يهودية فذلك ينقض عقد الدولة المدنية التي تضع دستورها بنفسها ، أو تختار من الدساتير الأرضية ما تظن أنه يلائمها ، فبعض الدول قد عجزت حتى عن الإحداث في أمور الحكم والسياسة لمعارضة منهاج النبوة الذي لا يلتقي بشموليته مع العلمانية إلا في ميدان الحرب ، فلا تقر رسالة سماوية بدساتير أرضية وضعها بشر قاصر يجهل وجه الحكمة الآجل ، فغايته أن يدرك وجه حكمة أو لذة عاجلة تحمله لما جبل عليه من الضعف الجبلي إلى الانسياق وراء داعي الهوى العقلي وهو يحسب أنه يحسن صنعا ، فعليه يصدق قوله تعالى : (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا) .
ففي خطابها ما في خطاب ساركوزي من التناقض فهو يزعم انتحال مبادئ الجمهورية الفرنسية العلمانية ، ولكنه يتوجه إلى المسلمين بخطاب تحذير من عدم احترام الإرث النصراني لفرنسا الكاثوليكية مع أنها هي التي قضت عليه بنفسها ! .
والشاهد أن العلمانية لن ترضى بالدين إلا تابعا ، فهي أول وهو المحل الثاني ! ، فقبل أن تكون مسلما لا بد أن تكون ألمانيا تحترم مبادئ الدستور الألماني ولو كانت على خلاف الوحي الرحماني ، وهذا عقد كل دولة مدنية تجعل المواطنة هي حجر الزاوية في هوية أفرادها ، فلم تعد القسمة شرعية إلى : مؤمن وكافر ، بل صارت مدنية إلى : ألماني وفرنسي ومصري ومغربي ...... إلخ ، أو إلى : مواطن ومتعاقد كما في بعض الدول العربية ، أو مجنس وبدون كما في بعض آخر ، أو مواطن ولاجئ سياسي ....... إلخ من التقسيمات الحادثة بحدود الأسلاك الشائكة بين بقاع الأرض التي جعلها الرب ، جل وعلا ، ذلولا لنمشي في مناكبها فأبينا إلا تحجير الواسع فذلك من مقتضيات الشح الذي جبلت عليه نفوس البشر .
وليت هذه المواطنة الدستورية المزعومة تتحقق في أرض الواقع ، فتكفل الحريات العامة ، مع ما فيها من توسع غير مرضي ، لكل مواطن ، بل هي على العكس من ذلك : انتقائية تعطي بعض الطوائف أو الفئات امتيازات تجعلهم فوق القانون المزعوم ، فهم الذين صاغوه ، وهم الذين خالفوه ، فذلك إله عجوة آخر صنعه صاحبه ثم إذا ما عضه الجوع أكله وصنع إلها آخر ، فلا مانع من تعديل الدستور ليتوافق مع مصالح جماعات الضغط الفاعلة ، بل لا مانع من استبداله بأكمله إذا لزم الأمر كما يستبدل الحذاء القديم ! .

والله أعلى وأعلم .
منقول : http://aljame3.net/ib/index.php?showtopic=9467

CCCP
10-14-2010, 01:55 PM
لا تذهبوا الى المانيا اذا !
الأمر بسيط جدا .... لما يذهب الناس للعيش في اماكن لا تعجبهم قوانينها ؟؟

نور الدين الدمشقي
10-14-2010, 06:14 PM
لا تذهبوا الى المانيا اذا !
الأمر بسيط جدا .... لما يذهب الناس للعيش في اماكن لا تعجبهم قوانينها ؟؟
ليس بالبساطة هذه يا زميلنا المحترم. هل فكرت بالذين يولدون في تلك البلاد ولا يعرفون غيرها؟ هل نخرجهم منها ام أنه ليس لديهم أي حق في بلدهم؟ الكلام ليس مقتصرا على من يذهب ليعيش هناك...رغم ان هؤلاء لهم الحق فيما يطالبون به. هل نهرب من كل بلد لا تعجبنا بعض قوانينها أم نحاول تغييرها ونقدها وهي قوانين انما وضعت من أمثالنا؟
هل انت مقيم في سوريا؟ لماذا لا تتركها ببساطة؟ ام انك مقتنع بكل قوانينها؟

يحيى
10-16-2010, 12:35 AM
نعم هذا طبيعي أستاذ هشام.
هم يريدون تعبيد الأرض لآلهة باطلة منها العلمانية بشقيها (في ألمانيا بالذات) "دع ما لقيصر لقيصر و ما لله لله" من المسيحية المحرفة و التي اصبحت تسمى المسيحية الديموقراطية (و هو بالمناسبة الحزب الذي تنتمي اليه اللوثرية أنجيلا ميركل Christlich Demokratische Union Deutschlands) من جهة, و من جهة ثانية الوجودية القائمة على الدوغمائية التي ترى بــــ أن الحياة كل شيء, ما هي إلا أرحام تدفع و أرض تبلع".

المسلم الذي لا يعتقد بهذا الدين, أمر غير مقبول, فبالتالي دعوتها ليست غريبة. أي حركة مهما صغرت أو كبرت تتوازى مع دينهم, غير مرحب بها, بل يتم منعها قانونيا كما حصل مع حزب التحرير, و إن كانت هناك دولة معينة في العالم يمكن أن تشكل أرضية سياسية أو قاعدة مرجعية لمسلم أو حركة تعتنق دين يخالف دينهم, فسوف يشنون حرب الردة ضد هذه الدولة, فهم يعرضون عليها الالتزام بدينهم و التعامل بالعلمانية على الأقل في الإقتصاد و السياسة الخارجية, و تفتح لهم الأسواق و يأخذون مصادر الإنتاج منهم بثمن بخس, أو الحل الأخير تطبيق حكم الردة و مهاجمة الدولة عسكريا أو بالحصار أولا و غير ذلك من المناهج المعروفة.

واحد سياسي برلماني قال لي أنا أشكل تهديد لمجتمعهم القائم على الدين الذي أرفضه!! سألته كيف؟؟ قال لي أنت في إعتقادك و فكرك القرآن فوق الدستور!! قلت له: نعم هذا صحيح و القرآن فوق كل شيء و ليس الدستور فقط, لكن هذا فكري و دينكم يقر بالحرية الفكرية, و أنا لا أقوم بأي إجراءات ميدانية عملية يمكن تهديد دينكم و لا حتى تخالف ما يسطره الدستور!! و ليس عندي برنامج خفي و لا نقوم نحن المسلمين الأوروبيين بالتبشير بديننا و بدعوة الناس إلى ترك العلمانية لنقيم هنا مجتمع إسلامي, فكيف يمكن لي أن أهدد بتفكيري و باعتقادي المجتمع؟؟ جاء بأمثلة أخلاقية و في المعاملات يختلف فيها الاسلام عن الديموقراطية الرأسمالية التي تقدس الفرد و غير ذلك, .. المهم كنت أستدرجه حتى نصل إلى الأساس الذي نختلف فيه و أنا هذا الشخص أعرفه و كنت أريد أن يقول لي ما قاله لمسلمين آخرين و هو أن المشكل الأساسي في الإسلام أنه لا وجود للعقلانية فيه, فالحكم الأخير لما في الكتاب, أما مع غير الدينيين, فيمكن أن تتحاور حول مسائل بالعقلانية فتقنع أو تقتنع, لكن لم يلفظ بها و بقي في سرد أمثلة على الإختلاف. قلت له الاختلاف موجود فنحن لا نقدس الفرد, بل الفرد و الأسرة و المجتمع عندنا كل له حقوقه و واجباته, ليس بالضرورة كما تراه أنت لكن الاختلاف موجود, و الأهم هنا أننا نحن لا نفرض قيمنا بالقوة عليكم, بينما أنتم من يفرضون دينكم على الآخرين, بل تمنعوننا حتى من مجرد التفكير في قيم ذات حساسات سياسية. قل لي من يمثل التهديد الحقيقي الآن؟ كنت أتمنى أن يقول لي تلك الخزعبلات التي يكررها عن العقلانية, لكن لم يحصل!