المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من كلام الرويبضة وزير "الثقافة" ..



د. هشام عزمي
10-21-2010, 07:41 PM
نظرًا إلى تصريحاته على هذا الرابط :
http://www.islammemo.cc/akhbar/arab/2010/10/20/109245.html

وإن كلامه لا وزن له عند عموم المسلمين إلا أنه لسان صدق ناقل عن العلمانية مبادئها الرئيسة :
إظهار التعظيم للدين الذي مكانه المتاحف فهو تحفة أثرية كالتحف التي عجز عن حمايتها من السرقة ! ، فلا يصح تلويثه بأدران السياسة فدعوى تنزيه الدين عن السياسة حيلة لطيفة لتنحية الدين عن القيادة ، فبعض صريح يقول بأن الدين لا يصلح إلا نصوصا أثرية أو حكايات تقص على الأطفال في دور العبادة كما قال أمثال سبينوزا الذي قمع رجل الكهنوت النصراني فحدد إقامته في الكنيسة لئلا يعم فساده ! ، فليس له أن يتحرك بل يكفي أن يأتيه طالبوه من أصحاب الاستشارات أو طالبي المغفرة والبركات ! ، وبعض مناور يتلاعب بالألفاظ فيجعل تنحية الدين عن قيادة دفة الحياة تكريما له ! بعزله عن الشأن العام فهو علاقة خاصة بين العبد وربه ، جل وعلا ، فلا يصلح الدين الكهنوتي ، والإسلام يدخل في حكمه بقياس فاسد لدين التوحيد على دين التثليث وقياس الدين الواضح على الدين الغامض وقياس العالم الذي يستعان بعلمه على معرفة وفهم حكم الشارع جل وعلا بدليل صحيح وعقل صريح على رجل الدين الكهنوتي الذي يمارس الدين من خلاله فهو الطريق إلى الغفران والخلاص ودخول الملكوت بمغفرة الذنوب ! ، لا يصلح هذا الدين الكهنوتي لتسيير دفة الأمور في هذا العصر ، وهو ، أيضا ، من شؤم القياس الفاسد لدين التوحيد المحفوظ على دين التثليث المبدل ، فدين المثلثة قد أعاق الفكر الأوروبي قرونا فكان التخلص منه حتما لازما فوقع من جراء ذلك طفرة عقلية مدنية لم تصاحبها طفرة دينية حضارية فقد انقلبوا على الكنيسة برسم العلمانية ولو انقلبوا برسم الإيمان الذي نقلوا علومهم المدنية عن أهله في الأندلس لكان خيرا لهم وأحسن تأويلا ، ولكنهم قوم في صدورهم الكبر ، وفي عقولهم النقص ، فاحتفظوا بدين متحفي عديم الأثر في الشأن العام بل في الشأن الخاص فجل نصارى أوروبا ملحدون بلسان الحال أو المقال ، فجاء أمثال ذلك الوزير المثقف ! ، ليقيس دين الإسلام بمقرراته الناصعة وشموله لكل مناحي الحياة برسم الصلاح الذي يشهد له التاريخ فإعلاء لواء الإسلام عقيدة وشريعة وسياسة وأخلاقا ...... إلخ هو مادة صلاح الدنيا فحيث علا شأن النبوة علا شأن الأمة بل والبشرية وحيث غاب حكمها ظهر الفساد في عموم الكون بما كسبت أيدي الناس من التحريف والتعطيل لحكم الوحي المنزل ، فجاء ليقيس دينا هذا وصفه على دين ينقض عقده الأول : بدائه العقول ، فكما فشلت نصرانية بولس في قيادة البشرية فذلك الأصل الذي يقيس عليه العلمانيون فالتجربة الفرنسية قد خاضت معركة التغيير ضد الكاثوليكية ، فكذلك إسلام محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فلا يصلح بزعمهم ، فهو الفرع المقيس على دين المثلثة ، وأي قياس أقبح من ذلك في العقل ، ففيه تسوية بين متباينين بينهما بون شاسع ، فوحي محفوظ وآخر مبدل ، ووحي معقول وآخر قد زيد فيه ما ينقض بدائه العقول مع تجويز نسبته إلى الرسالة ! ، فتكون الرسالة التي جاءت بتقرير التوحيد بأحكم الأقيسة العقلية من جنس مقالة بولس التي نقلت من الأديان الوثنية ما نقض عرى الملة التوحيدية ملة الأنبياء عليهم السلام من آدم إلى محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم .

ومن الخدع المكشوفة في كلامه :
خدعة التقسيم فهو يقسم الإسلام بطريقة توافق هواه ، فيختار منها قسما دون آخر ، فلا ترفض العلمانية الدين بل قد تسمح له بهامش كبير يتحرك فيه الفرد في علاقته الخاصة بربه ، جل وعلا ، كما هي حال العلمانية الغربية ، ولكنها ترفض نوعا معينا هو الدين الفاعل في الحياة الخاصة والعامة ، ومن باب إكمال القسمة وإضفاء نوع من الموضوعية على التقسيم تتم الاستعانة بقسم متطرف يتبنى التكفير والتفجير ...... إلخ ليستميل بذلك عموم المسلمين بغض النظر عن مفهوم التكفير والخروج في زماننا الذي وقع فيه نوع تجوز وتوسع فدخل في حد الخوارج كل من خالف أهل السنة فوافق الخوارج في بعض مسالكهم العملية دون أصولهم العلمية ، بل قد تعدى الأمر إلى تفشي تيار مهادن يصم من يجهر بعقيدة أهل السنة كاملة لا سيما في بعض المسائل الشائكة كمسائل الأسماء والأحكام يسمه بأنه من الخوارج ! ، مع أنه ينتمي إلى السلف أصولا وفروعا ، وذلك من آثار عملية الاختراق الناجحة التي قام أعداء التيار الإسلامي فشقوا الصف وألبوا فريقا على آخر برسم الانتصار للسنة والتحذير من بدعة الخروج ، وهي نازلة عامة سقطت فيها مثل عليا كثيرة وعلى رأسها أدب الخلاف الذي فقده كثير من أبناء الجيل الجديد من الصحوة ، فقد صار التنابز بالألقاب سمة رئيسة بين أبنائه وهو ما أوغر الصدور فكل ينتقص الآخر ويسفه رأيه ويغلظ له برسم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، مع أن كثيرا منهم يظهر ملاينة بل مداهنة لأهل الباطل ، فشدة مع أهل الحق في مسائل علمية تحتمل الأخذ والرد لا سيما عند من يزعم الانتصار للدليل دون قول عالم أو إمام بعينه ، ولين مع أهل الباطل قد يصل أحيانا إلى حد إعطاء الدنية في الدين ، وهو ما شجع العلمانيين بعد حدوث عملية التفريغ الفكري على هذا النحو الهادئ المتقن ، على مهاجمة ما تبقى ممن سلم من المعارك الداخلية التي خاضها أبناء التيار الإسلامي ، فقد كفوا غيرهم مؤنتهم ، ثم هو يجهز الآن بالتضييق الشديد الذي نرى منه في زماننا ما نرى ، يجهز به على من تبقى منهم ، فاستعملت أجنحة من التيار الإسلامي لضرب أخرى ثم جاء الدور على الضارب ليكون هو المضروب .

ولم ينس الوزير كعادته أن يلصق التهم الجائرة بالنقاب فعداوته معه متأصلة من سنين يكر فيها تارة إن آنس ضعفا وتضييقا كما هي الحال في زماننا ويفر أخرى إن وجد من يقف له ، وتلك سمة رئيسة من سمات النفاق الذي يستعلن في أزمنة الضعف ويستخفي وراء حجب الاعتذار والاحترام المزعوم للشعائر الدينية بزعم أنها من جملة الحريات الشخصية فاحترامه لها إنساني لا ديني ، فيحتجب وراء تلك الحجب إن وجد أدنى قوة تردعه ، فإذا اكتمل بنيان المجتمع المسلم إزداد انعزالا واستخفاء في جحره فلا ينشط إلا في أزمنة الضعف كأي ميكروب لا ينشط إلا في أزمنة ضعف الجهاز المناعي كما يقول بعض الفضلاء المعاصرين في معرض التعليق على ذيوع المقالات الردية من مقالة الرفض أو البهائية ........ إلخ في السنوات الأخيرة التي وقع فيها انهيار سريع للمنظومة الدينية والأخلاقية لقطاعات كبيرة من المجتمع المسلم لا سيما في الدول الفقيرة .
وإلى الله المشتكى .

كتبه الأخ مهاجر ..
http://aljame3.net/ib/index.php?showtopic=9542
..

ابن السنة
10-24-2010, 05:45 AM
لا استطيع أن امنع نفسى عن ربط تصريحات الوزير، منع بث القنوات الاسلامية، الدعوى ضد الشيخ محمد حسان حول موضوع الاصنام مع أنه موضوع قديم، موضوع كاميليا شحاتة و أخيراً طلب امريكا فى ديسمبر الماضى بمنع القنوات المعادية للامريكا.
يبدو لى و الله اعلم أن سيناريو الأحداث كان هكذا:
امريكا: امنعوا كل من تسول له نفسه انتقاص سياستنا
الخانعون: نعم و لكن دعينا نختار الوقت المناسب.
ثم تمر الأيام و يتم احتجاز كاميليا شحاتة و تشتعل البلاد و تغضب الكنيسة و تتحول اللعبة من ملهاة للشعوب كما كان المرجو خاصةً فى هذه الفترة الحرجة الى سلاح يهدد باندلاع فتنة طائفية. فما الحل؟
نطالب بتحقيق لمعرفة الحق؟ لا طبعاً ، احنا مش قد الكنيسة
اذن ما الحل البسيط؟ نبدأ فى التنبيه على خطورة القنوات الاسلامية و لا مانع من "تسخين" الجو بنشر اتهام للشيخ محمد حسان بأنه يدعو للعبث بثروة البلاد. ثم ها هى القنوات المتطرفة تنادى بمقاطعة النصارى. و تتحول القضية الى تطرف اسلامى و دعاة للفتنة !!! و يتناسى الجميع اساس المشكلة. المهم فلنضرب عصفورين بحجر : الأول منع تفاقم الخلاف دون اغضاب الكنيسة و الثانى ارضاء امريكا . و كل من هب و دب سيقوم بركوب الموجة و الدفاع عن الدولة المدنية ليس هذا فقط بل بالدفاع عن الاسلام أيضاً و حفظه من ايادى العابثين . فالاسلام لابد من حفظه داخل المسجد ( طبعاً المسجد الحكومى) حتى يظل نقياً طاهراً حتى يحين الوقت الذى يختفى كما اختفت لوحة زهرة الخشخاش.