المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف تبنى الإيمان عقلاً .



حسن المرسى
10-24-2010, 12:04 PM
بسمك اللهم يبدأ كل أمرى
كيف تبنى الإيمان
الحمد لله وكفى وصلاة وسلاماً على عباده الذين إصطفى
لاسيما عبده المصطفى وأله المستكملين الشرفا
أما بعد ...
فهذا الموضوع موجه لكل متشكك.
لكل من لايدرى ويريد أن يدرى.. لكل ملحد ولادينى .
لكل نصرانى ويهودى .. لكل بوذى ومجوسى.
لكل مسلم إعترته الشبهات أو وقع فى البدع .
لكل مقلد يريد أن يستدل .. ولكل ناظر يريد أن يتفكر
ولكل متأمل يريد أن يعتبر ولكل سالك يريد أن يصل

كيف تبنى الإيمان
أحيانا تعترى المؤمن الوساوس
وأحيانا يصل الإنسان الى مرحلة الشك
وأحيانا يشرب القلب الشبهة
وأحيانا يفقد المرء الثقة
وربما وصل الى نقطة الصفر فيصير لا يدرى...
هل أنا على الحق ؟؟؟
هل إيمانى صحيح
وبأى شئ أؤمن؟
وهل أنا واثق من صحة عقيدتى التى بنيت عليها إيمانى .
..............
لا شك أن كثيرا من البشر مؤمنين بشدة بعقائدهم على تنوعها
ولا يعنى أنهم مؤمنين بهذه العقائد ومتعصبين لها أشد التعصب
لا يعنى ذلك أنهم على الحق
أو أن عقيدتهم هى الصواب
بل الحق واحد كوحدانية الخالق
ووحدانية الطريق اليه
وكمسلمين ...نعتقد أن ديننا هو دين الله عز وجل الذى إرتضاه للبشر .
وباقى العقائد فى الأرض هى عقائد باطلة لايقبلها الله عز وجل ممن جاء بها يوم القيامة .
لذلك لابد من طريق ييسر لجميع البشر الوصول إلى الحق وإتباعه
وبناء إيمان راسخ على عقيدة واضحة لها دليلها القوى الذى لا يتطرق له الإحتمال
فكيف ذلك.....؟؟؟


يتبع إن شاء الله

حسن المرسى
10-24-2010, 12:12 PM
تعريفات مهمة
العقيدة هى مبادئ كلية تهيمن على كل فكر من ناحية التصورات
الإيمان بعقيدة هو الدخول تحت مبادئ العقيدة بحيث تصيغ فكره وسلوكه وتصوراته بناء على مبادئها الكلية
وما يستتبع هذا من التصديق المطلق والإنقياد التام للازم هذه العقيدة
الإيمان الصحيح هو الإيمان القائم على عقيدة صحيحة الناتج عن إنطباق الدليل على الواقع
ونحن هنا لانتكلم عن الإيمان كمعنى لغوى أو شرعى أو إصطلاحى
وإنما من حيث ما يقع فى النفس من تصديق بعقيدة أياً كانت

ولابد لمن آمن بعقيدة معينة أن يكون وفيا لها مطبقا لما تمليه عليه من تبعات ومسئوليات
وإلا كان خائنا لمبادئها
فالعقيدة فكر يترتب عليه سلوك وتصرف ومنهج فى الحياة

العقيدة فكر وخبر
الفكر يجب إنضباطه عن طريق موافقته للعقل وتحليه بالصدق القائم على إنطباقه على الواقع
الخبر يجب إنضباطه عن طريق نقل صحيح خال من الكذب عن مصدر يصلح للتلقى عنه

الدليل
يمكن تعريف الدليل على أنه معاينة أو حكم أو فكر يجعله إنطباقه على واقعه برهاناً على صحة أمر ما
لا يشترط فى الدليل أن يكون محسوساً فالدليل يمكن أن يكون فكر أو حكم يجعله إنطباقه على واقعه دليل
كماهو الحال حينما إستدل إبراهيم عليه السلام على إنعدام إمكانية كون النمرود ربا بأن قال له فأت بها من المشرق
فبانت حجية الدليل فبهت الذى كفر
فالدليل هنا لم يكن مادياً رغم كونه فى أعلى درجات الدلالة المستلزمة لإفحام الخصم
فالدليل منه ما هو مادى كأن تقول أعطنى دليل أن معك نقود فتخرج من جيبك مائة جنيه وتقول هاك الدليل
ومنه ماليس بمادى كأن تقول أعطنى دليل على وجود المجال المغناطيسى أو الجاذبية
فيكون الدليل هو حكم بأن هناك قوة تجذب الأجسام نحو الأرض أو خاصية فى بعض المواد تمكنها من جذب مواد أخرى

وبالنظر لإنطباق الحكم على الواقع يقع التصديق بكون هذا الحكم يصلح كدليل على المدلول

يتبع إن شاء الله

حسن المرسى
10-24-2010, 12:16 PM
لماذا توجد العقائد الضالة

1_المسألة مسألة كذب متعمد له أسبابه ودوافعه ولا يمكن أن يكون صدقاً
أو مسألة نقل غير منضبط نقص أو زيد فيه
هذا فى العقائد التى إنحرفت عن أصل سليم فالنصرانية مثلا...
بولس يكذب متعمدأً كما يعترف إذا كان صدق الله قد إزداد بكذبى فلماذا أحاكم إذا كخاطئ
ورواة النصوص المقدسة لم ينضبطوا بقواعد تؤدى الى نقل سليم يصلح للإحتجاج به
وكذلك الكذب هو الوسيلة التى ظهرت بها عقائد الدجاجلة كالبهائية والقاديانية وحتى المذاهب المنحرفة كالرافضة
2_أو خطأ فى الحكم على الواقع كما هو الحال فى الوثنيات المختلفة والأفكار المادية الإلحادية
يتبع إن شاء الله

بسام العباس
10-24-2010, 01:49 PM
تحية طيبة

موضوع مهم، وبانتظار أن يتم الزميل موضوعه حتى نناقشه في بعض ما نخالفه فيه.

مع أطيب الأمنيات.

حسن المرسى
10-24-2010, 05:27 PM
العقل والتفكير

العقل
العقل ليس شرطاً فى وجود الدين وإنما هو شرط للحكم بصحته
ماهو العقل
هو خاصية أو ملكة أو عملية يتميز بها الإنسان تمكنه من التفكير المجرد المنفصل عن التصرف الغريزى
ينتج عنه تصديق وإصدار أحكام وتكوين أفكار عن الواقع
وليس العقل بعضو مستقل فى الإنسان بل هو مركب
ومكوناته هى
الدماغ البشرى بقدراته المتفوقة والمختلفة تماما فى ناحية التفكير عن الحيوان
والواقع المحسوس بالحواس الخمس
والعلوم المكتسبة فى شتى مجالات الحياة وهى مما يتفاوت فيه البشر تفاوتاُ كبيراً

التفكير
هو العملية التى يقوم الدماغ عن طريقها بالحكم على الأشياء وربطها ببعضها البعض وإستنتاج النتائج من المقدمات
وإصدار الأحكام وتنزيلها على الواقع
كما يمكن تعريف التفكير بأنه الطريقة التى يعمل بها العقل
the mechanism by which the mind work
والتفكير قد يكون علميا وقد يكون عقليا
فالطريقة العلمية تستخدم الأدوات والأشكال والمعادلات فى إثبات النتائج من مقدماتها
أما الطريقة العقلية فهى طريقة تشكل المفاهيم عن طريق إنطباق الفكر على الواقع المحسوس
وهى تختلف عن الطريقة الفلسفية المنطقية المتكلفة فى إثبات الحقائق
ولا تتفرع هذه الطريقة الى مزالق الطرق المنطقية الصورية التى تطيل الطريق فى الإثبات لكى تصل الى نفس النتيجة
وربما تضل الطريق
يصف إبن تيمية شيخ الإسلام هذه الطريقة فى الإثبات بالأدوات والمنطق فيقول
..قد طولوا وداروا بالعقول دورةتبعد على العقول معرفة الله عز وجل والإقرار بثبوته
وقد يحصل لها فى تلك الدورة ما يقطعها عن المقصود ..
يتبع إن شاء الله

حسن المرسى
10-24-2010, 07:06 PM
البداية
البداية عقلية .
مع إستصحاب قدرات العقل .
فمنها أن له القدرة على إدراك وجود غير محسوس بالنظر الى تأثيره فى المحسوس .
وكذلك له القدرة على إدراك بعض الأشياء عن ماهية هذا الغير محسوس وخصائصة.
بالرغم من عدم دخوله فى نطاق المحسوس.
وهذا مشاهد وله أمثلة .
وفى ذلك رد على الدهريين والقائلين بأزلية المادة .
وهى وجود جانب غير مادى فى الإنسان بقدرته على التفكير المجرد.
وإستنتاج غير المحسوس.
والعقل البشرى قادر على التفكير المجرد .
وهذه القدرة تختلف عن الدافع الغريزى الذى يسيطر على سلوك الحيوان .
ومع إستصحاب عجز العقل .
فالعقل له حدود لا يستطيع تعديها وهى حدود الحواس وخروجه عنها محدود فى إدراك موجودات لا يحسها
وبعض الأشياء عن الماهية
فبالقدرة الموجودة فى العقل من إدراك غير المحسوس وإدراك وجود مؤثر من وجود الأثر
يمكن إستنتاج وجود الخالق
وهذا منطقى وبدهى جدا وهو الأصل فى تفكير الإنسان والبديهى فى تصوره .
فوجود الخالق بناء على التفكير العقلى واجب ولازم وهو ما يسمى بواجب الوجود .
وبالعجز الموجود فى حواس الإنسان التى تؤدى الى محدودية قدرات العقل لديه .
يتوقف الإنسان عاجزاً عن إدراك ماهية الخالق وذاته.
يقول تعالى ليس كمثله شئ وهو السميع البصير
على الرغم من قدرته على إثبات بعض صفاته كالقدرة والعلم وغيرها من الصفات
التى يشاهد آثارها فى هذا الكون
وهنا يقف العقل لتأتى النقطة الأخرى وهى وجود جهة صالحة للنقل عنها .
يتحقق بها العلم بما يعجز العقل عن إدراكه
وهذا ما سنتناوله تحت بند النبوات ثم النقل


يتبع إن شاء الله

حسن المرسى
10-24-2010, 07:18 PM
أيهما الأصل إدراك وجود الخالق أم إدراك عدم وجوده

القول بأن إدراك وجود الخالق هو إختلاق إفتراضى من العقل تكلف له الدليل بعد ذلك
هو قول غير صحيح
بل هو نتيجة لدلائل من الواقع قامت فى الحس والوجدان
لأن الإنسان عند مولده لا يعلم شيئا عن ذلك
فالله أخرجنا من بطون أمهاتنا لا نعلم شيئا
لكن عدم العلم لا يعنى العلم بالعدم
فعدم العلم يعنى جهل الانسان بما يتعلق بالواقع من حكم
وما على الانسان الا ان يتعلم لكى يستطيع الحكم على الواقع

أما العلم بالعدم وهو ما يدعيه بعض وليس كل الملاحدة

فهوبلا شك مكتسب وليس أصلا فإما أن يكون
1 فرض بوجود ثبت الدليل على عدم وجوده
يعنى مثلا المؤمنين يفترضون وجود الخالق
لكن الملاحدة أثبتوا بدليل قاطع أنه غير موجود
وهذا ما لم يتوفر للقائلين به
وليس فرض الوجود هذا عبثا أو إفتراض غير منطقى
بل هو الواجب إفتراضه بالنظر فى المحسوس من الكون والإنسان والحياة
2 أو أن يكون حكم على المحسوس المشاهد من الكون والإنسان والحياة
وهو أيضا لا يؤدى الى هذه النتيجة التى هى العلم بالعدم
لوجود علامات العجز والإفتقار الى صانع ومدبر فى هذا الكون العظيم

والواقع أن القول بوجود الله نتج عن طريقة عقلية منطقية وليس نتيجة فرض مسبق
فنحن لم نبدأ الاستدلال بالقول لنفترض أن هناك خالق ومخلوق ثم نبحث عن الادلة على وجود الخالق
بل قام الدليل على وجوده بالنظر فى الكون والانسان والحياة فأصبح وجوده واجبا بناء على حكم عقلى
وهذه الطريقة يستخدمها الانسان كثيرا فى الحكم على الواقع
فحين إكتشف المغناطيسية لم يفترض وجودها ثم بحث عنها وأثارها
ولكنه رأى آثارها فأستنتج وجودها ولو كانت خارج الحس
نرجع مرة أخرى الى القول بأن العقل دليل موصل للحكم بوجود الخالق
وهو أيضا طريق إثبات صلاح جهة ما كمصدر للأحكام وقابلة للنقل عنها
لكل إنسان أن يحكم عقله فى إدراك التوحيد و النبوات
ثم بعد ذلك عليه أن يسلم فى قبول نقل الخبر عمن صح عنده أنه أهل لذلك
لذلك رغم أن البداية عقلية الا أن أعقل عقل هو الذى يمثل أمامه أن له حدودا
فلا يتعداها رغم أن البداية من عنده .
ثم يرنوا بعد ذلك الى جهة نقل تقنعه أنها أهل لأن تهذبه
وتعلمه من أين يبدأ وأين ينتهى

يتبع إن شاء الله

حسن المرسى
10-24-2010, 07:33 PM
النبوات
وهى ثابتة عقلا أيضا
فهى مقتضى حكمة الخالق التى ظهرت فى مخلوقاته
فلا شك أن من وهب البشر هذه القدرة على التفكير والتعقل
وسخر لهم هذا الكون الرائع
وأجرى معيشتهم على الموت والحياة
وفاوت بينهم فى الجسم والمال والعقل والصحة
وأجرى الخلاف بينهم والتنازع
حتى في ذاته
وجعل فيهم حاجة فطرية الى التعبد
وظمأ وشوق الى المعرفة
لا بد لهذا الخالق من غاية خلق لأجلها البشر
ولا بد له من رسالة أوصلها إلينا
ولا بد أن يستعلن لنا أمره ونهيه فى هذا العالم الذى نحياه
وهذا مما يثبت إمكانية الرسالة بل يوجبها والله أعلم هذا أولا
ونحن قد تقادم بنا الزمان عن أبينا أدم حتى أنكره بعض البشر وأنتسبوا للقردة
فما عادوا يثقون فى خبر نزوله من الجنة وإستخلافه وذريته فى الأرض
المسألة التالية هى أثبات إمكانية إرسال الله رسلا من البشر وهذا لا يمتنع
وقد حصل
والناظر فى تاريخ البشر يجد أنهم أقروا بوجود جنس الأنبياء فى البشر
وأمنوا به على مدار التاريخ
ولهذا إحتج الله بذلك على أهل الكتاب فقال
وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ
قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى نُوراً وَهُدًى لِّلنَّاسِ
ونفى تعجب من تعجب من ارسال الله لبشر كرسول
أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُواْ
أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَـذَا لَسَاحِرٌ مُّبِينٌ


يتبع إن شاء الله تعالى

حسن المرسى
10-24-2010, 08:43 PM
...النبوات إبن تيمية...
يقول شيخ الإسلام ..
فأصل التصديق بالأنبياء أن يعرف أنهم جنس من البشر موجود فى العالم
ولهم خصائص كما يعرف وجود السحرة وخصائصهم أ.هـ
وهذه الخصائص هى ما إشتهر بدلائل النبوة وهى متنوعة
منها على سبيل المثال ما إشتهر من دلائل نبوة محمد( ص )
من دلائل فى خلقه
ودلائل فى سيرته
ودلائل فى تأييد الله عز وجل له
ودلالة القرأن العظيم
دلائل فى إخبار الرسل السابقين به
ودلائل فى تصديق أهل الكتاب به
قال ( ص ): .. ما من نبي من الأنبياء إلا وقد أوتي من الآيات ما آمن على مثله البشر
وإنما كان الذي أوتيته وحياً أوحاه إلي فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة .. متفق عليه .

يقول إبن تيمية ما يأتى بتصرف فى كتاب النبوات
يقول تعالى
..قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً ..
فنفس إخبار الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا فى أول الأمر وقطعه بذلك مع علمه بكثرة الخلق
دليل على انه كان خارقاً.. أى .. القرأن .. يعجز الثقلين عن معارضته وهذا لا يكون لغير الأنبياء
ثم مع طول الزمان قد سمعه الموافق والمخالف وليس فى الأمم من أظهر كتاباً يقرأه الناس وقال إنه مثله
وهذا يعرفه كل أحد وما من كلام تكلم به الناس وإن كان فى أعلى طبقات الكلام لفظا ومعنى إلا وقد قال الناس نظيره
أو ما يشبهه ويقاربه سواء كان شعراً أو خطابة أو كلاما فى العلوم والحكمة والإستدلال والوعظ والرسائل وغير ذلك..
وما وجد من ذلك شئ إلا وجد ما يشبهه ويقاربه
والقرأن مما يعلم الناس عربهم وعجمهم أنه لم يوجد له نظير مع حرص العرب على معارضته
فلفظه أية وإحباره بالغيوب أية وأمره ونهيه أية ووعده ووعيده أية وجلالته وعظمة سلطانه على القلوب أية
وإذا ترجم لغير العرب كانت معانيه أية ... كل ذلك لا يوجد له نظير فى العالم أ. هـ بتصرف


يقول جيفرى لانج
ذلك المسلم الذى تقلب من الكاثوليكية إلى الإلحاد ثم إلى الإسلام
واصفا سلطان القرأن على القلوب وهو لم يقرأه بالعربية حتى ...

لا شك أن ترجمة نص مقدس من لغة إلى أخرى يؤدى إلى كثير فقد فى المعنى
وبالرغم من أن الغربيين المتحولون للإسلام يعتمدون على تفاسير القرآن ،
إلا أنهم يشعرون بالأسلوب الأدبى للقرآن كميزة هامة له ،
وذلك لأن قارئه سواء كان عربيا أو غير عربى ،
يجد تأثيره المعنوى ، وكأنه يشارك بنفسه فى تلقى الوحى بالقرآن الكريم .
تأتى هناك لحظة وأنت تقرأ القرآن ، مركزا على فهم معانيه ،
سواء كنت تتلوه بصوت عال أو صامتا ، بقشعريرة تنتابك . وبدلا من قراءتك للقرآن ،
تجد أن القرآن يقرأك أنت . هذه تجربة مربكة وفى نفس الوقت رائعة ، وبأى شكل ،
تجده يطالبك بالإسلام دون أن تشعر . هذا الشعور هو الذى يقابله أكثر المتحولين للإسلام ،
وهو السبب فى الإنتشار السريع له ، بالإضافة إلى خلق المسلمين
الذين يلتزمون بتعاليم القرآن الكريم وبالدين الإسلامى .....

نقلاً من صراع من أجل التسليم


يتبع إن شاء الله

حسن المرسى
10-24-2010, 08:58 PM
لماذا الإسلام .... وليس غيره ؟
تأتى هنا مسالة مهمة وهى مسألة إثبات نبوة نبى ما

وكل من فى الأرض يعلم أن فى عصرنا هذا
يتنازع ثلاث طوائف رسالة السماء
ويدعون أن عندهم رسالة من خالق الكون
اليهودية والنصرانية والإسلام

ورغم أن اليهودية والمسيحية ربما تشكل صراعا نفسيا عظيما للمؤمنين بأى منهما
حيث يصطدم العقل مع النقل وبكل قوة
ودون أدنى طريقة للتوفيق بينهما
سواء فى التصورات أو الأخبار
مما يدفع بإتجاه إنكار الدين بالكلية
بناء على إثبات عقلى لصفات الكمال للخالق عند الإنسان السوى
يدفع الى إنكار ورود هذا الدين المتناقض عنه وحاشاه
وفى هذا دليل على قدرة العقل على إدراك الصواب والحكم على الأفكار والتصورات
بعيداً عن التعصب الأعمى والتقليد الأخرق القائم على غير دليل
لكن لا يكون العقل منصفا حين يحكم بإنكار وجود دين صالح إذا وجد فى أحد الأدين خللا
لذلك إذا نظرنا الى الإسلام فإنه يمنح الإنسان دينا يقوم على إستدلال عقلى قوى
ودليل نقلى فى أعلى درجات الصحة
بالإضافة الى تصحيح النقل الذى فسد فى عقيدة من سبقه من رسالات السماء
وهذه يجعله يؤمن بجميع رسالات السماء مرة واحدة
ودون أى تناقض مع العقل أو النقل المتأخر منه والمتقدم

يتبع إن شاء الله

حسن المرسى
10-25-2010, 01:20 AM
النقل
إن النقل فى الإسلام يتميز بخصوصية شديدة
يقع فيها فى أعلى مراتب نقل الأخبار التى عرفتها البشرية
صدقه نابع من منطلق عقدى يقول النبى( ص ) من كذب على متعمداً فليتبوأ مقعده من النار
ولا يستند للميكافيلية التى تمثلت فى قول البعض أكذب له وليس عليه
فووجه هذا التيار ومن معه من المدلسين والحاقدين والإنتهازيين مزورى الآثار بحزم شديد .
وبألة شديدة الحساسية لا تستثنى أثراً مهما صح معناه وعظم تأثيره من مقصلة الرقيب المصحح
فأحيانا ما يمر المرء أمام حديث يعجبه لفظاً ومعنى . ثم يجده ضعيفاً فيقرر
وما ليس بصحيح فلسنا فى حاجة اليه
مع العلم أن أصول الدين الإسلامى كلها قد رويت عن طريق التواتر
الذى هو تواطئ جماعة يستحيل إجتماعهم على الكذب فى رواية هذا الأثر
وكذلك معجزات النبى الحسية وسيرته وشمائله التى إن تدبرت من منصف أياً كان
ما وسعه إلا الإقرار بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ورسالته من خالق الكون
يقول شيخ الإسلام إبن تيمية فى الجواب الصحيح
لا يجوز أن يصدق بخبر منقول عن الرسول أو غيره إلا بدلالة تدل على صدقه
ولا يجوز أن يكذبه إلا بدلالة تدل على كذبه وعلى هذا العلم والدين
وقد تكلم العلماء وصنفوا كتباً كثيرة فى الجرح والتعديل:
فى الرجال والأحاديث فمن الناس من يعرف بالصدق والضبط فهذا هو العدل المقبول خبره
ومنهم من يكون صدوقاً لكنه قد لايحفظ ولا يضبط فيقولون فى مثل هذا هو صدوق تكلم فيه من قبل حفظه
ومنهم من عرف بالكذب وإذا روى الحديث من هو سيئ الحفظ أو من يكذب لم يحكموا بهذا الحديث ولم يثبتوه
ثم تارة يقوم الدليل على كذبه وتارة يتوقفون فيه لايعلمون أصدق هو أم كذب ؟
ومثل هذا لا يعتقد ولا يثبت ولا يحتج به .
أهـ من كتاب الجواب الصحيح

يتبع إن شاء الله

حسن المرسى
10-25-2010, 01:47 AM
العقل والنقل

لا تعارض بين العقل والنقل فى الإسلام
أما التعارض المتوهم عند البعض فسببه هوالإبتداء من العقل
مع عدم التسليم بصحة كون مصدر التلقى صالحاً للنقل عنه
بمعنى هو الشك فى عصمة كلام النبى أو القرأن
وهذا خاطئ فنحن قد قلنا أن دور العقل هو أن يوصلك لجهة يصح النقل عنها
وعند الوصول يلزمك التسليم لهذه الجهة والتعامل مع أخبارها الغيبية بالتسليم
وهذه مسألة مهمة أننا نحن المسلمون نتعامل مع النقول
بالطريقة التى أثبتها إبن تيمية فى درء تعارض العقل والنقل
نبدأمن النص الشرعى ثم نتأمل معانيه ومقاصده ونتفكر فيه
ثم يتبين لنا من الحكم والمعانى والعلوم مالا يتصوره العقل
ولا نبدأ بالعكس أن نقرر قواعد ثم نحكمها على الشرع
فهذه الطريقة قد تخطئ وقد تصيب أما الطريقة الاولى فلا تخطئ أبدا
ومثال ذلك طالبين فى منتهى الذكاء ويدخلان إمتحانات متتالية
فأحدهما يعتمد على عقله فيخطئ مرة ويصيب مرة والثانى يحل من كتاب أمثلة محلولة فلا يخطئ أبداً
لذلك لانقبل التفسيرات الظنية التى يقدمها البعض لنصوص الشرع أو الوحى
ولذلك عند تطبيق هذه القاعدة لن تجد أى تعارض بين الاسلام والعقل
ويصبح الإتساق بين العقل والنقل واقعاً مشاهداً
يقول شيخ الإسلام فى الجواب الصحيح
ولهذا كان لأهل النظر العقلى طرق لا يعلمها أهل الأخبار
ولأهل الأخبار السمعية طرق لا تعرف بمجرد العقول
ولهذا كان لهؤلاء .. أى أهل النظر العقلى .. من الطرق الدالة على صدق الرسول ونبوته والإستدلال على ذلك
أمور كثيرة لا يعرفها أهل الحديث والأخبار
وعند هؤلاء .. أى أهل النقل .. من الأحاديث المتواترة عندهم والأيات المستفيضة عندهم
ما يعرفون به صدق الرسول وإن كان أولئك لا يعرفونها . بل طرق إثبات الصانع وتصديق رسوله
قد يكون لكل قوم منها طريق أو طرق لا يعلمها الأخرون وهم مشتركون فى الإقرار بالله وبرسوله
ولكل قوم طرق وأدلة غير طرق الأخرين وأدلتهم أ هـ


يتبع إن شاء الله

حسن المرسى
10-25-2010, 01:55 AM
....لا أؤمن حتى أرى.....
وهذا هو مناط التكليف فى الدنيا أى عدم المعاينة
إذ كيف يستقيم كونها دار تكليف إذا كان الحق مشاهدا بالعين محسوسا بالحواس
يستوى فيه الانسان بالحيوان
وما هى الحاجة للعقل والإيمان هنا
وهذا تناقض ممن يقول لا أؤمن حتى أرى
فالإيمان مع المعاينة لا معنى له
فالإيمان مع المعاينة لا يجتمعان
وإن كانت أدلة الإيمان فى وضوحها لذى اللب أوضح من معاينة الشمس فى رابعة النهار

ومن يشترط الحس المادى للإيمان
ينحدر الى منزلة التصرف الغريزى للحيوان مباشرة
ويلغى بشريته تماما ودفعة واحدة

يتبع إن شاء الله

حسن المرسى
10-25-2010, 02:22 AM
تم بحمد الله
أهم المراجع
النبوات إبن تيمية
درء تعارض العقل والنقل إبن تيمية
الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح
صراع من أجل التسليم للإيمان جيفرى لانج
الإسلام القائد الحتمى للبشرية إبراهيم زيدان


فى إنتظار إبداء الأراء وتفاعل الأعضاء

شرف الدين الصافي
10-26-2010, 03:07 AM
جزاكم الله خيرا أخي حسن وزادكم من فضله ، موضوع جيد بأفكار متسلسلة قيمة .
لكن لي ملحوظتان بسيطتان :

- الأولى :
أنك ذكرت تعريف الإيمان الصحيح :

الإيمان الصحيح هو الإيمان القائم على عقيدة صحيحة الناتج عن إنطباق الدليل على الواقع
تم أتبعته بقولك :

ونحن هنا لانتكلم عن الإيمان كمعنى لغوى أو شرعى أو إصطلاحى
وإنما من حيث ما يقع فى النفس من تصديق بعقيدة أياً كانت

فماذا تقصد بقولك (ما يقع فى النفس من تصديق بعقيدة أياً كانت ).

- الثانية :
أني لا أرى حاصلا من تقسيمك للتفكير بالعلمي والعقلي ، ذلك أن الدليل العلمي هو الدليل العلمي فحسب ، مهما تنوعت موارده ، ولا يصح مثلا أن نقول - الدليل العلمي والدليل المنطقي والدليل الفلسفي والدليل العقلي - بل إن كل هذه المسميات تنضوي تحت مايسمى بالدليل العلمي ، ولو أننا رجعنا إلى تعريف العلم عند العلماء لوجدناه شاملا لكل هذه المسميات :
فمن ذلك تعريف صاحب كتاب التعريفات – الجرجاني – يقول : ( العلم هو الاعتقاد الجازم المطابق للواقع )
ويقول إمام الحرمين الجويني : (هو معرفة المعلوم على ما هو به ) .
وكذلك يعرفه بعض العلماء : ( هو تطابق المفهوم الذهني عن الشيء مع الماصدق الخارجي ) .

بسام العباس
10-26-2010, 09:54 PM
تحية طيبة

بداية أحييك أيها الزميل الكريم على الجهد الذي بذلته في نقل خلاصات هذه الكتب، وأرجو أن نلتقي دائماً بمن يبذل جهداً صادقاً في الدراسة والتمكن من عقيدته، بغض النظر عن الاختلافات.

سأجتزئ من هذا الموضوع فقط ما أخالف فيه الزميل حسن المرسي، ولن أكرر نقد ما نختلف فيه إن هو تكرر.

يقول الزميل المرسي نقلاً عن مجموعة المصادر المذكورة:


ماهو العقل
هو خاصية أو ملكة أو عملية يتميز بها الإنسان تمكنه من التفكير المجرد المنفصل عن التصرف الغريزى، ينتج عنه تصديق وإصدار أحكام وتكوين أفكار عن الواقع.
وليس العقل بعضو مستقل فى الإنسان بل هو مركب، ومكوناته هى:
الدماغ البشرى بقدراته المتفوقة والمختلفة تماما فى ناحية التفكير عن الحيوان
والواقع المحسوس بالحواس الخمس
والعلوم المكتسبة فى شتى مجالات الحياة وهى مما يتفاوت فيه البشر تفاوتاُ كبيراً

إذاً نختصر من ذلك أن عقل الإنسان مركب من دماغ وأحاسيس وعلوم.

أؤكد على كلام الزميل من هنا فيما يلي:

مادية الدماغ لأنه موجود، ومادية الأحاسيس المتشكلة بطريقة ما في الدماغ، والتي تفنى بفنائه مما يدل على ارتباطها الضروري به، ومادية العلوم لأنها استقراء عن الواقع.. بالتالي الطبيعة المادية البحتة للعقل.. هذا ما نستنتجه من كلام الزميل، ونتفق معه فيه.

لكننا تالياً سوف نجد أنه يختلف معنا في هذا الاتفاق وينكص عنه، كي يكون باستطاعته إدخال مفهوم الإله.


التفكير
هو العملية التى يقوم الدماغ عن طريقها بالحكم على الأشياء وربطها ببعضها البعض وإستنتاج النتائج من المقدمات وإصدار الأحكام وتنزيلها على الواقع،
كما يمكن تعريف التفكير بأنه الطريقة التى يعمل بها العقل the mechanism by which the mind work.
والتفكير قد يكون علميا وقد يكون عقليا فالطريقة العلمية تستخدم الأدوات والأشكال والمعادلات فى إثبات النتائج من مقدماتها، أما الطريقة العقلية فهى طريقة تشكل المفاهيم عن طريق إنطباق الفكر على الواقع المحسوس

في هذه الفقرة نركز على تأكيد الزميل: (التفكير العلمي يستخدم الأدوات والأشكال والمعادلات فى إثبات النتائج من مقدماتها، التفكير العقلي هو تشكيل المفاهيم عن طريق إنطباق الفكر على الواقع المحسوس).

وفي كلتا الحالتين يدل كلام الزميل بوضوح على أن الواقع هو مصدر أساسي لكل من التفكيرين العلمي والعقلي.

ثم يقول:


مع إستصحاب قدرات العقل .
فمنها أن له القدرة على إدراك وجود غير محسوس بالنظر الى تأثيره فى المحسوس . وكذلك له القدرة على إدراك بعض الأشياء عن ماهية هذا الغير محسوس وخصائصه. بالرغم من عدم دخوله فى نطاق المحسوس.
وهذا مشاهد وله أمثلة .
وفى ذلك رد على الدهريين والقائلين بأزلية المادة. وهى وجود جانب غير مادى فى الإنسان بقدرته على التفكير المجرد. وإستنتاج غير المحسوس. العقل البشرى قادر على التفكير المجرد .

فجأة ومن أجل تسجيل نقطة ضد الدهريين يقفز الزميل من الموضوعية إلى نقيضها حينما يخلط بين ما يلي:

بين : (إدراك وجود غير محسوس بالنظر الى تأثيره فى المحسوس) و (وجود جانب غير مادى فى الإنسان بقدرته على التفكير المجرد)

لقد قرر الزميل فجأة - أو المصدر الذي اقتبس عنه - بأن عملية التفكير غير مادية لأنه لا يستطيع أن يمسكها بيديه، ولكنك منذ قليل قلت أيها الزميل بأننا (ندرك غير المحسوس من تأثيره بالمحسوس).. أفلا ندرك التفكير غير المحسوس من خلال تأثيره بالمحسوس؟.. ألا ندرك السعادة من خلال الانفعالات، ألا ندرك التفكير من خلال اللغة وتأثيرها بالمحسوس السمعي؟..
هل تقصد عمليات التفكير الخالص التي تحدث معزولة في الدماغ؟.. أليست هذه الأفكار تحدث داخل جسم مادي هو خلايا الدماغ، وأنها تنتهي بنهايته، ولو كانت مجردة عن مادة الدماغ تحديداً لأمكن أن تظهر الأفكار في المعدة أو الطحال أو في الهواء الطلق؟.. فما حاجة اللأفكار إلى الدماغ إن كانت لا مادية؟..

إذا كان بالإمكان أن تحدث الأفكار خارج الدماغ لكان بإمكاننا أن نقول عنها أنها لامادية، ولكن طالما أنها تحتاج إلى خلايا وطاقة وأوكسجين وغيرها لتنقط من الدماغ فهي مادية وليست مجردة عن المادة، حتى ولو لم يكن بإمكاننا البحلقة فيها.

إن جهلنا بماهية الأفكار ليس مبرراً للزعم بأنها مجردة عن المادة.. إنها تجريد مادي.

يحتاج الزميل ككل المؤمنين بالغيب إلى هذه التملص من المنطق ليسرّب ما هو غير منطقي مما وراء الكواليس، وفي كل محاججة منطقية تنتهي بحشر قوة فوق الطبيعة هنالك تحويلة خارج المنطق كي تتم العملية بيسر وسهولة، وإلا لاستحال تبرير العدد الهائل من الآلهة التي ظهرت عبر التاريخ.

وبما أن الزميل كان قد صرح سابقاً بأن (الواقع هو مصدر أساسي لكل من التفكيرين العلمي والعقلي) فإن الأفكار المجردة التي يقصدها ناتجة عن واقع مادي، وحادثة في واقع مادي (الدماغ)، فمن أين أتت الفكرة الغريبة بأن التفكير عملية غير مادية؟.. هل يستطيع الزميل أن يؤكد بأن الأفكار ليست تراكيب جزيئية مرتبة بشكل ما وطريقة ترتيبها هي ما يحمل كمية كبيرة من المعلومات، كما هي معلومات الشريط الوراثي مثلاً؟..

يناقض الزميل نفسه، ويغلف كلامه بالمنطق، أدرك ذلك أم لم يدرك، ليكون باستطاعته إيجاد فسحة لتنصيب الخالق المجرد من خلال إيهامنا بوجود تجريد لا مادي في الوجود.

الأفكار تجريدات مادية تحدث فقط في وسط مادي هو الدماغ.


يتبع ما لم نقبع مع الشجاع الأقرع.

عياض
10-26-2010, 10:42 PM
مادية الدماغ لأنه موجود، ومادية الأحاسيس المتشكلة بطريقة ما في الدماغ، والتي تفنى بفنائه مما يدل على ارتباطها الضروري به، ومادية العلوم لأنها استقراء عن الواقع.. بالتالي الطبيعة المادية البحتة للعقل.. هذا ما نستنتجه من كلام الزميل، ونتفق معه فيه.
تعال هنا...تحاول نفي قياس الغائب على الشاهد و تحاول ما امكنك نفي الغيب في عالمنا المشاهد...فكيف فيما وراءه..فقل لنا...مادية الدماغ و لا حد يقول لك ثلث الثلاثة كام...لكن من اين لك بمادية الأحاسيس..من اين لك ان الأحاسيس تتشكل في الدماغ حصرا و قولك بطريقة ما يشي بمحاولتك تمرير الغيب الذي فيها و الذي عليه اختلاف الناس..و كذلك من اين لك ان كل الأحاسيس تفنى بفناء الدماغ فان سلمنا لك البسيطة منها و هي غير مسلمة فكيف بالأحاسيس المعقدة و العمليات العقلية المتشابكة و المفاهيم الذهنية المتراكمة؟؟ اين دليلك على انحصار مصدرها فقط من الدماغ؟؟؟ ثم الدعوى الكبرى مادية العلوم..تقول لي ان E=mc2 هذه عندك مادية و ليست مجردة؟؟ ممم لا تقول لي هي طاقة و كتلة و سرعة حركة..فكل هذه انما عرفتها بآثارها اما هي فهي غيب مغيب عنك و ما هي من المواد التي تلمسها او تشمها او تذوقها بله ان تراها او تسمعها..كن ماديا يا عزيزي و انكر كل الغيب او كن " منافقا " مثلنا و اقبل بكل ما ثبت منه..و الا فانا نراك انت حقا من يحاول تغليف لا منطقيته بمنطق مادي و اجبار بناتك من الغيبيات المسكينة على ارتداء لباس بناتك من الماديات فقط لأنك تحب العاجل..كن عادلا و ارفق ببنياتك...و دع عنك السخرية بهن كفعلك مع الشجاع الأقرع فما كل شيء سيحتمل لك...

عياض
10-26-2010, 10:48 PM
مضحك....
الأفكار تجريدات مادية تحدث فقط في وسط مادي هو الدماغ.
فعلا هذا فاني...فيري فاني...
و تسخر حضرتك من الشجاع الأقرع فقط لأنك لم تحط به علما ؟؟؟ ..و انت تتبث ما نحيط جميعا علما بخلافه...تجريدات مادية :sm_smile: لم اضحك بعد في هذا المنتدى حتى اضحكتني...هل يتفضل نادل قهوة الماديات فيسكب لي كوبا من عصير التجريدات المادية...لا أدري ان كان احدكم ذاقه ...لكن فعلا هو من الأشربة المثيرة ...اليس كذلك يا نادل ؟؟

حسن المرسى
10-29-2010, 10:38 AM
الأستاذ البسام العباس أهلا بك
إذا قمنا بتلخيص مداخلتك السابقة فإنها ستتلخص فى الأتى
العقل كيان مادى وهذا ما قلته أنت هنا
مادية الدماغ لأنه موجود، ومادية الأحاسيس المتشكلة بطريقة ما في الدماغ، والتي تفنى بفنائه مما يدل على ارتباطها الضروري به، ومادية العلوم لأنها استقراء عن الواقع.. بالتالي الطبيعة المادية البحتة للعقل.. هذا ما نستنتجه من كلام الزميل، ونتفق معه فيه.
استاذ بسام أنت نقلت كلامى ثم إستنتجت منه ثم بنيت على إستنتاجك ثم ألزمت بناء على إستنتاجك
لكن ما قلته أنا عن العقل هو إجتهاد وكيفية العقل لا يعلم كنهها أحد وبما أنك توافقنى على هذا التعريف فهل كنت تجهل معنى العقل قبلها؟
أم عندك تعريف أخر؟ وإذا كان عندك فتفضل بشرحه هذا أولا
ثانياً مادية الأحاسيس والعلوم والأفكار لاداعى للجدال حولها ففيما نقله الأخ عياض الشفا فراجعه
ثالثاً لو راجعت الموضوع كوحدة واحدة سيزول الإشكال.
فأنا قلت أن عقل الإنسان يمتاز بجانب غير مادى وهو التفكير
وقلت هذه الجملة
إقتباس
............وجود جانب غير مادى فى عقل الإنسان بقدرته على التفكير المجرد.
وإستنتاج غير المحسوس.
والعقل البشرى قادر على التفكير المجرد .
وهذه القدرة تختلف عن الدافع الغريزى الذى يسيطر على سلوك الحيوان........ .

فهذا الجانب الغير مادى فى عقل الإنسان هو ما يميزه عن الحيوان ذو الدافع الغريزى فى تصرفاته وأحكامه
وهو التفكير المجرد
وهو فعلا غير مادى فالحيوان مثلاً له دماغ قد يفوق حجمها حجم دماغ الإنسان أحياناً
وأنا أعلم المعلومة التى تقول أن حجم عقل الإنسان بالنسبة لجسمة هى الأعلى حتى لا تستدرك بها
وبعض الحيوانات لها حواس تفوق حواس الإنسان أحياناً
والعلم متاح للجميع فالكتب كثيرة ولن نمنع أى حيوان من الوصول إليها
لكن فى النهاية الإنسان قادر على التفكير المجرد الذى يبدأ من مشاهدات ليعطى أحكام
عند تطبيقها على الواقع يظهر صدقها
أما الحيوان فهو يتصرف بدافع الغريزة التى تحركها حاجاته فيسعى لتلبيتها
وهذا هو ما أثبتته تجربة بافلوف الشهيرة
ملاحظة جحا قد سبق بافلوف فى تجربته هذه وأعطت نتيجة باهرة حينما علم الحمار القراءة
كما أتمنى منك أن تعرف لنا الغريزة التى بررت بها مثال البيضة والفرخة فى الشريط الأخر الذى تناقش فيه
موضوع لماذا يدافع الملحد عن إلحاده
فأنا لم أكمل المثال لأنك تخليت عن كلامك وأعترفت بأن هناك ظواهر كثيرة لا تفسير لها علميا فى ذلك الموضع مناقضا ما أثبته أولا من أن كل ظاهرة الأن يمكن تفسيرها علمياً
...........لقد قرر الزميل فجأة - أو المصدر الذي اقتبس عنه - بأن عملية التفكير غير مادية لأنه لا يستطيع أن يمسكها بيديه، ولكنك منذ قليل قلت أيها الزميل بأننا (ندرك غير المحسوس من تأثيره بالمحسوس).. أفلا ندرك التفكير غير المحسوس من خلال تأثيره بالمحسوس؟.. ألا ندرك السعادة من خلال الانفعالات، ألا ندرك التفكير من خلال اللغة وتأثيرها بالمحسوس السمعي؟.........
أنا لآ أظن أن هذا funny كما يقول الأخ عياض بل هو رائع حقا ومثير ايضاً .
بالنسبة لمادية الأفكار من عدمها
فأنا لن أدافع عن هذه النقطة ويكفيك فيها ما قاله عياض لكن حتى لو كانت مادية فهذه ليست نقطة البحث ويمكن أن نحذفها نهائياً إن كان هذا يسرك
لكن أراك أسست قاعدة عظيمة وهى قدرتنا نحن البشر على إستنتاج وجود مادى حتى لو لم يكن محسوساً بالنظر لأثره فى المحسوس وهذا هو غرض كلامى
لماذا ينكر أكثر الملاحدة وجود الله بكونهم لا يحسونه
وقد قام الواقع الذى ننطلق منه على وجوده

.......إن جهلنا بماهية الأفكار ليس مبرراً للزعم بأنها مجردة عن المادة.. إنها تجريد مادي........
ويمكننى أن أعيد صياغة عبارتك هكذا
إن جهلنا بماهية الخالق وعدم إدراكه بالحواس ليس مبرراً لأنكاره

أما بالنسبة للتجريد المادى فأظن أن هذه العبارة تحتاج الى شرح حتى أفهمها أنا وباقى أعضاء المنتدى
الذين يضربون الأخماس فى أسداس فى محاولتهم فهم هذا التجريد المادى

معذرة وجدت هذا التعريف للمادة فى مداخلة لك على الموقع فاردت أن أنقله حتى تستبين سبيل الملحدين

بداية.. جواب واضح: لا أعرف ما هي المادة.. ولذلك لا أستطيع أن أعرّفها، وإنما أعرف بعض ظواهرها التي نعرفها أنا وأنت، وما اكتشفه العلم منها حتى الآن..

هنالك بالطبع تعريفات للمادة مثل (طاقة وحركة)، ولكن كل التعريفات التي وضعت لها هي تعريفات عامة لا تمس جوهر المادة لأن العلم لم يتوصل بعد إلى هذا الجوهر، وإنما قطع مسافة جيدة في فهمه، يمكن الاطلاع عليها في المواقع العلمية..

لا أعرف ماهو تعريف المادة.

أما ماهيتها من حيث: هل هي حية أم جامدة، فهذا المصطلح نسبي إلينا نحن الأحياء، ولاعلاقة له بجوهر المادة، فما هو قادر على التكاثر أو التكاثر والحركة، أو كلاهما مع الوعي هو حيوان، أما غير ذلك فهو جماد.. لكن الجميع بلا استثناء: مادة.

؟؟؟؟؟؟؟؟
ثم تقول هنا
............يحتاج الزميل ككل المؤمنين بالغيب إلى هذه التملص من المنطق ليسرّب ما هو غير منطقي مما وراء الكواليس، وفي كل محاججة منطقية تنتهي بحشر قوة فوق الطبيعة هنالك تحويلة خارج المنطق كي تتم العملية بيسر وسهولة، وإلا لاستحال تبرير العدد الهائل من الآلهة التي ظهرت عبر التاريخ..........
رفقاً رفقاً أرى أن كل غايتك من المداخلة هى إنكار عدم مادية الأفكار ثم تحاول إثبات ماديتها
وتستنتج من ذلك كل ما يحلو لك
بما أن الأفكار مادية إذا ليس هناك غيب
بما أن الأفكار مادية إذا هناك تحوبلة......
بما أن........مادية إذا المؤمنون يتملصون


لكن هناك جملة مستفزة حقا
وهى إستحالة تبرير العدد الهائل من الألهة عبر التاريخ
لماذا تقفز على النتائج أنا لا أبحث معك تعدد الألهة الأن ولكن أناقش وجود الخالق
أم أنك تحاول حشر بعض الكلمات هنا وهناك لتظهر وجود نتيجة لمحاولتك إثبات مادية الأفكار
التى هى ليست أصل الموضوع ولو ثبت ماديتها لن يكون لك شئ تحتج به
لأننا لا نبحث كنهها بقدر ما نبحث ما تؤدى إليه عملية التفكير المجرد البشرى
التى تؤدى لإستنتاج وجود غير محسوس بالنظر لعلمه فى المحسوس الذى هو الكون والإنسان والحياة
على العموم وجود ألاف الألهة لا يعنى أنه لا يوجد أله حق
ووجود مئات الأديان لايعنى أنه لا يوجد من بينها دين صحيح


على العموم أنت قلت جملة جيدة جداً فى مداخلك السابقة وأراها أرضية جيدة لننطلق منها وهى التالية...
........ أفلا ندرك التفكير غير المحسوس من خلال تأثيره بالمحسوس؟.. ألا ندرك السعادة من خلال الانفعالات، ألا ندرك التفكير من خلال اللغة وتأثيرها بالمحسوس السمعي؟.. .......


وبناء عليه لماذا تنكر وجود الخالق وقد رأيت أثار الصنعة فى الكون والإنسان والحياة؟

أهلا بك على أى حال .

حسن المرسى
10-29-2010, 12:24 PM
الأخ الفاضل شرف الدين
أعنى بما يقع فى القلب من التصديق بعقيدة أياً كانت
معنى الإيمان كلفظ فهناك من يؤمن بالطواغيت
وما يفعلونه يطلق عليه إيمان
هذا مؤمن بالسحرة وهذا مؤمن ببوذا
لكن فى النهاية
الإيمان الصحيح لا بد أن يقوم على عقيدة صحيحة
دليل صحتها إنطباق الفكر على الواقع


أما بالنسبة لتقسيم التفكير أو الأدلة الى علمية وعقلية فهو تقسيم إصطلاحى فقط
بناء على الطريق الذى يستخدم للوصول الى الدليل سواء كان طريق عقلى
يقوم على النظر فى الأفكار وإنطباقها على واقعها يؤدى الى القول بصحتها
أو طريق يستخدم الحواس والأدوات فى إثبات النتائج
وهذا تقسيم إصطلاحى لا يغير من حجية الدليل وإفادته للعلم على أية حال
وجزيت خيراً

عبدالحميدمرجان
10-31-2010, 05:15 PM
جزاك الله خيرا اخي الكريم علي هذا الاسلوب العلمي الرائع في عرض قضية من اخطر القضايا
ودائما ننتظر منك المزيد

حسن المرسى
11-03-2010, 07:09 AM
السلام عليكم لا ادرى اين الزميل بسام....؟
أهلا وسهلا بك العضو الجديد عبد الحميد مرجان
جزيت خيرا على المرور

بسام العباس
11-04-2010, 11:47 AM
السلام عليكم لا ادرى اين الزميل بسام....؟

زميلي الكريم

انتقلت لحوار الزميلين عبد الواحد و د.هشام عزمي حسب رغبة الإشراف في تنظيم الحوار.

مع كل الود.

حلمي الموحد
11-05-2010, 06:42 AM
جهد مشكور بارك الله فيك أخي حسن المرسي

هدانا وهداكم الله لما فيه الخير

حسن المرسى
11-27-2010, 01:45 PM
جهد مشكور بارك الله فيك أخي حسن المرسي
هدانا وهداكم الله لما فيه الخير
وفيك اخى الكريم..

حسن المرسى
12-15-2010, 12:22 AM
يرفع

حسن المرسى
04-07-2011, 01:15 AM
يرفع خصيصاً لبراندون حتى يعرف الفرق بين العقل والتفكير ..

أبو القـاسم
04-07-2011, 01:46 AM
جزاك الله خيرا أخي الحبيب الفاضل الأستاذ حسن

إسحاق
04-07-2011, 03:13 AM
ماشاء الله
قرأت الموضوع كاملا سلمت يداك اخي حسن

ماجد
04-07-2011, 03:40 AM
لقد قرر الزميل فجأة - أو المصدر الذي اقتبس عنه - بأن عملية التفكير غير مادية لأنه لا يستطيع أن يمسكها بيديه،
:41:

.

لقد قرر بسام فجأة - أو المصدر الذي أقتبس عنه - بأن الأله غير موجود لأنه لا يستطيع أن يمسكه بيده (تعالي الأله عز وجل),



ولكنك منذ قليل قلت أيها الزميل بأننا (ندرك غير المحسوس من تأثيره بالمحسوس).. :thumbup:



:13: أفلا ندرك التفكير غير المحسوس من خلال تأثيره بالمحسوس؟:13:


أسأل الله أن يهديني وأياك...
تقبل تحياتي :emrose:

حسن المرسى
04-07-2011, 03:43 AM
عمى ماجد ... بسام هذا إختفى من زمان ...
بعد أن أذاقه الأستاذ عبد الواحد ود حسام الدين ود هشام والأخ فامبير رحمه الله ما جعله ينقرض..
وكذلك فعل الغراب الحكيم

ماجد
04-07-2011, 03:44 AM
موضوع أكثر من رائع أخي الحبيب:emrose:,,
أسأل الله أن يجعل ما قدمت في ميزان حسناتك,,
جزاكم الله خيرا ,,نتعلم منكم..
ودي وأحترامي:hearts:

ماجد
04-07-2011, 07:02 PM
عمى ماجد ... بسام هذا إختفى من زمان ...

أخخخ:o:
أسف لم أنتبه الي تاريخ الموضوع,وجدته في المقدمة فظننته جديد:)):

حسن المرسى
06-28-2011, 12:59 AM
يرفع للفائدة