المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دعوى اختلاف المطالع



الساجد لله
10-14-2004, 07:48 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

]الاختلاف في بدء يومي الصوم والعيد... لماذا
جعل الله الأمة الإسلامية أمة واحدة: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً﴾، وشرع لها أحكاماً عدة تحفظ وحدتها وتصونها، وتحول دون تمزقها وتبعثرها، فكان أن أناط أمرها لرجل واحد، تلتفت بشعوبها وقبائلها وأفرادها حوله، ولا تخرج عن أمره كائناً ما تكون الظروف، ما التزم شرع الله، ودأب على تطبيقه، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾، وقال : «ومن بايع إماماً فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع. فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر».
فيا حبذا أن نقوم نحن جميع المسلمين في بقاع العالم أن نظهر مظهر الأمة الواحدة بتوحيد بدء شهر الصيام من كل عام، كما وأننا رجل واحد، وتوحيد بدء العيد بيوم واحد لا يتخلف عنا متخلف، فهذا الأمر ليس مجرد حرص أملته رغبة غيارى مندفعين أو مخلصين.
وإنما هو حكم شرعي، أمر الله الأمة امتثاله صوناً لوحدتها، حيث عادت أو تكاد شعوباً وقبائل منقسمة على ذاتها. والحكم الشرعي هذا، يقضي بأن يبدأ المسلمون جميعهم الصوم، قال : «صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته»، «لا تصوموا حتى تروا الهلال»، فكلمة (صوموا)، الواردة في الحديث الشريف عامة تشمل جميع المسلمين، في جميع بقاع الأرض، وكلمة الرؤية جاءت بلفظ عام كذلك (لرؤيته)، (إذا رأيتم)، (حتى تروا)، وهذا يجعلها تشمل كل رؤية، وليست خاصة برؤية الشخص نفسه، ولا برؤية أهل بلده.
وعليه فإن الخطاب الذي يأمر المسلمين بالصوم، وبالفطر عام، ومتعلق الخطاب وهو الرؤية هو عام أيضاً، فلا شك أن الحكم يكون حينئذ عاماً، فليزم الأمر بالصوم والفطر جميع المسلمين في جميع أنحاء العالم عند رؤية الهلال. فلو رأي أهل أقصى بلاد الشرق الهلال لزمت لرؤيتهم هذه أهل أقصى بلاد الغرب، ورؤية هؤلاء رؤية لأولئك وتلزمهم، فيبدأوا صومهم سوية ويبدأوا العيد معاً، كأهل البلد الواحد سواء بسواء.
هذا هو حكم الله حسب دلالة النصوص الشرعية، وقد كان المسلمون على عهد رسول الله يصومون ويفطرون جميعاً في يوم واحد، رغم اختلاف مناطقهم، وأماكن وجودهم قربت أم بعدت، وهذا أيضاً يشكل دليلاً شرعياً آخر، يؤكد ما ذهبنا إليه من أن رؤية الهلال، توجب على جميع المسلمين أن يصوموا معاً، وأن يفطروا معاً بيوم واحد

أما ما ذهب إليه القائلون باختلاف بدءِ الصوم وباختلاف بدءِ يوم العيد، فيتلخص في أمرين اثنين، أحدهما: أنهم يقولون أن لكل بلد رؤيته التي لا تلزم غيرهم، فأهل كل بلد مخاطب بما عنده كما في أوقات الصلاة ومن هنا قالوا باختلاف المطالع. ونقول بأن اختلاف أوقات الصلاة بين الأقطار، مقيد بدخول أوقاتها، وهذه متفاوتة في الحصول من بلد إلى آخر، فضلاً عن تفاوتها في البلد الواحد، وهذا أمر لا بدّ منه لأن العلامات التي حددها الشارع، تتفاوت في الحصول، ولكون حركة الشمس وصيرورتها في كبد السماء في بلد ما، وهي وقت دخول صلاة الظهر فيه، لا يمكن أن تلقي ظلالها على بقعة أخرى من الأرض، تكون للشمس، كما لذلك البلد منها في الوقت نفسه، وبعبارة أخرى لا يمكن للشمس أن تكون في وسط السماء بالنسية لنقطتين متباعدتين على الأرض في ذات الوقت، فيكون التفاوت في العلامات الدالة على دخول أوقات الصلاة أمراً حتمياً بين بلد وآخر. وبالنسبة للصوم فإن هذا التفاوت حاصل عند الإمساك قبيل الفجر وعند الافطار بعيد الغروب، لأن النص الشرعي جاء يدل على هذا التفاوت. : ﴿وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل﴾. فالإمساك والإفطار تتفاوت أوقاتهما من بلد لآخر كما تتفاوت أوقات الصلاة فيه، ولكن هذا التفاوت يحصل ضمن اليوم الواحد، وبدء الصوم لا بدّ أن يكون في يوم واحد، والتفاوت يحصل في أجزاء هذا اليوم، هذا ما دلت عليه نصوص الأحاديث، وهذا ما يثبته مناط الحكم، فالتفاوت في مطالع الهلال بين أبعد نقطتين على سطح الكرة الأرضية لا يزيد عن اثنتي عشرة ساعة. وعليه فإن جميع أهل الأرض بإمكانهم رؤية الهلال في خلال اثنتي عشرة ساعة هذه، لولا حيلولة العوامل الطبيعية من غمام ونحوه دون ذلك، أي أن تحديد بدء الصوم يثبت لأهل الأرض كافة في أجزاء من اليوم الواحد، فيلزمهم حينئذ أن يبدوأ صيامهم جميعاً، وهذا ينطبق على تحديد بدء العيد.
إلاّ أن المجتهدين الأوائل معذورون في عدم فهمهم للمناط، إذ لم يكونوا يدركون حركة الأرض والشمس والهلال، أما الآن وقد وضحت لدينا حركتهم، وفهمنا مناط الحكم لم يعد هناك مبرراً لمن يقول باختلاف المطالع يوماً كاملاً فضلاً عمن يقول باختلافها عدة أيام.
أما ثانيهما، فهو ما ذهب إليه ابن عباس رضي الله عنهما من عدم التزامه رؤية اهل الشام للهلال، وقوله: "هكذا أمرنا رسول الله " في ذلك، فيتخذ من يقول باختلاف بدء يوم الصوم وباختلاف بدء يوم العيد هذا الحديث حجة لقولهم هذا، ووجه استدلالهم هو أن ابن عباس لم يعمل برؤية أهل الشام، ودلالة حديث ابن عباس هو أنه حفظ عن رسول الله أن لا يلزم أهل بلد العمل برؤية بلد آخر، فيكون الحديث مخصصاً لحديث الرؤية ومبيناً له، والجواب على ذلك أن الحديث لابن عباس وليس لرسول الله ، فهو اجتهاد له كصحابي، واجتهاد الصحابي ليس دليلاً شرعياً، فليس بحجة ولا يلزم إلاّ صاحبه ومن يقلده، وفوق ذلك، فإن اجتهاد الصحابي لا يجوز أن يخصص الحديث، وعليه وبعد هذا التبيان لواقع حكم توحيد بدء الصوم بيوم واحد وتوحيد يوم العيد بيوم واحد، لم يعد من مسوّغ للزوم الفهم السابق الذي يقضي باختلاف مطالع الهلال.
أيها المسلمون هذا بيان لكم، ولتعلموا أن بامتثالكم أمر الله وباتباعكم شرعه، وحرصكم على تعظيم شعائر الله بإظهار هذا الجانب من وحدتكم المتمثل بتوحيد يوم الصوم وتوحيد يوم العيد، تكونوا قد سرتم على الطريق السويّ الذي اخططه لكم رسول الله ، ولتنظروا حولكم ولتروا فتدركوا، أن امتكم الإسلامية لا يمكن أن يستقيم لها أمر، أو يعظم لها شأن، ما لم يكن لها إمام تجتمعون حوله، ويكون له أمر كل صغيرة وكبيرة، وخاصة الأمور التي يختلف حولها، ويلزمها من يبت بها، وينفذ منها ما يرسّخ حقيقة وحدة الأمة. وخير دليل نسوقة للدلالة على صحة هذه الحقيقة، هو اجتماع كافة المسلمين في سائر أنحاء الأرض على اعتبار يوم العاشر من ذي الحجة أي يوم عيد الأضحى عيداً لهم لا يشذ عنهم أحد، علماً بأن التوافق في تحديد يوم العيد أي يوم العاشر من ذي الحجة مرهون ومرتبط بالتوافق في تحديد أول أيام هذا الشهر - ذي الحجة - وهذا يلزم بالضرورة توافق عامة المسلمين والعمل برؤية واحدة، فكيف يلزم المسلمون أنفسهم العمل برؤية واحدة ويجتمعون عليها في تحديد بدء شهر، ولا يلزمون أنفسهم ويختلفون في تحديد بدء شهر آخر، وعلى ذلك فإننا نعزو أمر الاختلاف والتشرذم بين أمتنا الواحدة ونقرنه باختلاف الحكم والسلطان، كما ونؤمن أن أمر توافقها ووحدتها مرهون بوحدة الحكم والسلطان، فإلى هذا الأمر العظيم ندعوكم، فهل من مستجيب.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾
أ
حمد عبد الرحيم ـ بيروت


العدد ٢٠٠ ، السنة الثامنة عشرة ، رمضان ١٤٢٤هـ ، تشرين الثاني ٢٠٠٣م

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته [/size][/B]

سيف الكلمة
10-29-2004, 09:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين

إذا ولد الهلال يمكن رؤيته من أى مكان على الأرض من القسم المقابل للقمر

القسم الأخر من الأرض لا يمكنه رؤية الهلال رغم مولده

ما الحكم هنا ؟
صوموا لرؤيته ؟
أو صوموا لمولده؟
قديما كانت رؤيته تدل على مولده

من سلبيات الصوم بالرؤيه
عدم اتفاق يوم الصوم ويوم الفطر فىالبلاد المتجاورة
لاختلاف العوامل المؤثرة على رؤية الهلال
استقلالية القرار الإقليمى بسبب تجزئة الأمة تسبب فى:
صوم إقليمين بينهما إقليم مفطر
وحولهم أقاليم صائمة وأخرى مفطرة

وأذكر أننى كنت بالسعودية فى رمضان 1404
خرجت من المنزل صائما لصيام المصريين واليمنيين فوجدت الناس مفطرين وقيل لى أفطر لعدم مخالفة الجماعة فأفطرت وعدت لزوجتى لتفطر وانتهى شهر الصوم بعد 28 يوما فقط أى ناقص يوم عن باقى البلاد المحيطة لثبوت رؤية الهلال
ونبهت الإذاعة والتلفزيون ببدء العيد وتكليف المسلمين بصيام يوم قضاء بدلا من أول يوم الذى أفطره من صام على رؤية السعودية .
هذا الخطأ لم يحفز المسلمين لتوحيد يوم الصيام
وتعددت الآراء بين مولد الهلال فلكيا وبين رؤيته فى مكان دون آخر وهل يمكن أن نعممها وفق المولد أو أول رؤيا فى كل العالم أو إول رؤيا فى نصف العالم المواجه للقمر وهو عملية متحركة تتغير خلال 12 ساعة

وأقول
قول المصطفى صلى الله عليه وسلم
(فإن غم عليكم)
دليل على شرعية الأخذ بالرؤية الإقليمية
لأنه لا يغم على المسلمين فى أنحاء المعمورة
انطلاقا من قول الله سبحانه وتعالى
(لا ينطق عن الهوى)
والله أعلم

وهذا لا يعفى المسلمين من الإثم
بسبب التفرق إلى أمم وأقاليم وقبائل وعصبيات محلية ومذهبية
مما أذهب ريحهم
وجلب عليهم رياح الأمم
لتقتلعهم من ديارهم ومن الأرض

ابو شفاء
10-30-2004, 06:55 AM
ارى ما يرى الساجد لله , فليراجع بحثه

ابو شفاء
10-30-2004, 07:31 AM
من سلبيات الصوم بالرؤيه
عدم اتفاق يوم الصوم ويوم الفطر فىالبلاد المتجاورة
لاختلاف العوامل المؤثرة على رؤية الهلال
استقلالية القرار الإقليمى بسبب تجزئة الأمة تسبب فى:
صوم إقليمين بينهما إقليم مفطر
وحولهم أقاليم صائمة وأخرى مفطرة


لا عبرة بالسلبيات بل العبرة بحكم الشرع الذي لو اخذته انا او انت يصبح اخي حكم الله في حقنا , ثم كيف يمكن لنا ان نفترض سلبية في حكم من احكام الله سبحانه , فالمسألة ليست سلبية في الرؤية بل القرار السيادي والاقليمي هو الذي يوجد المشكلة.
احترامي

الموحد
10-30-2004, 10:15 AM
تم دمج مداخلة الأخ أبو شفاء الى هذا الموضوع .

سيف الكلمة
11-01-2004, 04:53 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين

أتراجع عن مصطلح السلبيات
وجزاك الله خيرا

وأرى أن الصوم للرؤية هو حكم الله
وليس لمولد الهلال
لأن مولده غير رؤيته

وكما أسلفت
(فإن غم عليكم)
حيث الغمام لا يشمل كل الأرض
تدل على إقليمية الحكم بوقت الصوم رحمة من الله بنا
بغض النظر عن أخطاء التطبيق
وتحرى الدقة ضرورة من متخذ القرار
والله أعلم

الساجد لله
08-24-2008, 08:09 AM
للرفع والتذكير

عبـــاد
08-24-2008, 01:05 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله - لدي إضافة وتعليق على هذا الموضوع: المسلمون يعملون وفق ما أمرهم ربهم ونبيهم: صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته
خروج الناس لرؤية الهلال أمر تعبدي وليس مجرد حدث فيزيائي - ليس الأمر مرتبطاً بالقمر بحد ذاته - ولا يوجد أي تقديس للقمر في الإسلام - ولكن القمر مجرد دليل على التوقيت مثل ساعة معلقة في السماء تعين الناس على معرفة موعد بدء الشهر - ولا يترتب على اثبات الرؤية أي حدث مادي أو كمي

نحن أمة أمية ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم نبي أمي - ينبغي أن يكون تحري الهلال لشهر الصوم بمتناول الجميع - بمتناول الإنسان العادي البسيط في مختلف البلاد والعصور - ولا يطلب منا ديننا أن نستخدم المراصد والحسابات لبدء عبادتنا أو إتمامها - ولا يضر اختلاف الرؤية بين البلدان طالما أن المسلمين في كل مدينة وبلد يتحرون رؤية الهلال ويقومون بهذا الفرض - وهو فرض كفاية

منذ مئات السنين لم يكن اختلاف المطالع سبباً لتفرق كلمة المسلمين بل كانت كل مدينة تتحرى الهلال لتبدأ الصيام والفطر - وكان فارق وصول المعلومات في الماضي يمتد أياماً فتصوم كل مدينة حسب الرؤية الشرعية
الذي يحصل في الأزمنة الحالية هو سرعة تبادل المعلومات والاطلاع على الأحداث في الدول الأخرى ويترافق ذلك مع التفرق في قيادات الدول التي يعيش فيها المسلمون وغلبة سوء الظن وعدم الثقة بين الهيئات الشرعية في الدول المختلفة من حيث نياتهم أو دقة رؤيتهم وحساباتهم

والله أعلم بالصواب