المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المقامة البالتوكية .. اجمل ما سمعت ( هشام بن الزبير)



طالب العفو
10-28-2010, 10:58 PM
المقامة البالتوكية
او النسناسية في رواية هههههه

لاخوكم هشام بن الزبير
ثبته الله وبارك في عمرك

هي اجمل ما سمعت في الرد علي الملاحدة

http://www.4shared.com/audio/w60HVu9f/makama_paltalkia.html

هشام بن الزبير
10-29-2010, 12:54 AM
بسم الله الرحمن الرحيم,

أما بعد فهذه مقامة لطيفة ألقيتها في غرفة لا إلحاد, كتبتها على عجل ولعلها تحتاج لكثير من التنقيح, دفعني إليها ما نلقاه في عالم البالتوك الغريب بطقوسه المتميزة ومخلوقاته العجيبة:

المقامة البالتوكية

حدثنا أبو النوادر السوسي قال:

مرت علينا سنة شهباء لم تُر فيها قزَعَة في السماء, فتوالت الشهور تترى كأنها أعوام,

والناس تشتهي مرأى الغمام, تتجلد بالصبر وترجو السلوى, وتدعو بالليل والنهار كشف البلوى,

فبينما هم كذلك إذ أظلهم الصيف, فدلت على مقدمه ريح الهَيْف, فكان شر غائب ينتظر, كيفلا والأرض ظمآى والبشر,

فما هي إلا أيام وجمع حتى اشتدت حمارة القيظ, فكادت القلوب تميز من الغيظ,

وغدت الشمس كأنها نجم مارد, في أيام طوال عز فيها الشراب البارد,

فلو سألت أهل مراكش يومها ماذا تشتهون, لقالوا بلسان واحد نشتهي القطر والندى ثم لْيكن ما يكون.

فلو قدر لك أيامئذ أن تدخل مراكش بالنهار, لألفيتها قفرا إلا من الجدجد الصرار,

أما الناس فقد لاذوا بالدهاليز والأقبية من الحر, حتى تؤذن الشمس بالمغيب فينجلي بعض ما بهم من ضر.

وكان لي جار من الأخيار, يكنى أبا المواهب ويا حبذا من جار,

فكنت كثيرا ما أجالسه, فيسامرني في بهو مرشوش وأسامره,

فدخلت عليه يوما فوجدت إزاءه آلة دون التلفاز وفوق الكتاب, فرأيت يومئذ أمرا عجبا وسمعت حديثا يستطاب,

رأيت صاحبنا يعالج بأنامله في خفة أزرارا مرقومة, فترتسم على صفحة الآلة أحرف وصور مرسومة,

فلما رآى عجبي على ملامحي مرتسما, قال ادن مني فأجلسني إليه مبتسما,

وقال أبا النوادر هذا يدعوه أهل الزمان بالحاسوب, يحمل إليك ما في الأرض من مصور ومكتوب,

بك يبحر دونما بلل, في عوالم المعارف دونما كلل,

بل يجمعك بالناس من شتى البلاد والقرى, فإذا البعيد فجأة دان يُسمع ويُرى,

رمقته متسائلا: وما هذا الصوت الذي أسمع؟ آي ترتل وحديث يرفع؟

قال هذا شيخ له في هذا العالم العجيب غرفه, لمن شاء أن يغترف من العلم غرفه, في مدينة يقال لها بالتوك, فيها نوادي

كل نحلة ومذهب مسلوك, من شاء ابتنى له فيها بيتا من غير لبن ولا تراب, جدرانها أرقام وبنيانها سراب,

فقلت وقد ذهب بي الفضول كل مذهب: عجبت لأمر الحاسوب لكن الأعجب منه مدينة تسمى تبوك, فأجابني ضاحكا بل

هي بالتوك, فسألته: فهلا اصطحبتني فنرى المدينة؟ فعالج الحاسوب للتو بالأنامل, فتبدى ما ثم من منازل, فإذا نحن نسير

في أرجاء تبوك أو بتوك, فإذا خلق كثير بكل لسان يلغو وللكلام يلوك, فقلت هذه سوق للكلام عامرة, هذي عكاظ تداعت

إليها السامرة.

حططنا الرحال ضيوفا على صحب كرام, فحييناهم فردوا السلام,

فقلت يا صاح من ذا الذي الآن يجيء, متبخترا في حلة البنفسج,

قال ذا رب الدار أيا أبا النوادر, شهم الخصال بهجة النواظر, ترنو إليه الأبصار دائما, وإن لم يكن في حينه متكلما,

قلت لكأني به ملك متوج, في طيلسان من ديباج يتوهج,

قلت فمن هؤلاء الأولى قد حفوا حوله, إن قال أصاخو السمع وإن أمر ابتدروا أمره؟

في حلل زرق وخضر ناصع, كالزهر في بستان يانع؟ قال هؤلاء أصحاب السوابق, بلونهم تميزوا عن اللواحق.

@@@قلت فما بال هاتيك العمائم؟ قال هي للوزراء أولي المكارم.@@@

قلت أكاد أقضي عجبا لما أرى, فهل كل بيوت بتوك على ما أرى, أهل تقى وأدب, آخذون من كل خير بسبب؟

قال كلا بل فيها من كل مذهب طرف, وكلما يحمد أو يذم أو يستظرف,

ففيها العلوج واليهود,

وفيها الروافض والقرود

وفيها الضباع والضفادع,

قلت ومن أين للقرود ألسن تنطق, وعهدي بالضفادع أنها تنقنق؟ قال أما إن القرود أشرف, من قوم عليهم عما قريب

تعَرَّفُ:

إنهم الخرقى بنو نسناس, زعموا أن القرود أصل الناس, قلت ذاك لا غرو وحي الشيطان, ما لقولهم من أصل ثان,

قلت صدقت خليلي أبا النوادر, إنها وحي الشيطان الغادر,

أوحاه إلى علج هالك يقال له داروينُ, استوت في زعمه الأناسي والبراذينُ

فكل ما رآه على الأرض يدب, خالق لنفسه ليس له رب, وكل ذا الخلق إنما تطورا, من مادة دقيقة ليست ترى,

فالدب يوما وقد أعياه, كبد الغاب وما ألفاه, من كدر وشح الزاد, تفكر فاهتدى للرشاد,

فقال حتام المقام بأرض يباب, بئس العيش عيش التراب,

إن الفتى من أمسى وأصبح حازما, ومن فارق الأوطان عز وارتد سالما,

فيمم الدب إذذاك شطر اليم, وألقى عنه ما به من غم, وقال هذا بعد الغاب موطني, فيا بحر خذ مني و أعطني,

فأخذ البحر منه بعد حين القوائما, وأعطاه فضلا زعانف فانسل عائما,

فما إن مضت السنونا, حتى غدا الدب اللبيب نونا,

فاعجب لعقول بني نسناس, صدقوا المحال وكفرو برب الناس.

قلت وهل هناك من يرد, إفكهم وضلالهم يصد؟ قلت أولئك أهل التوحيد, دارهم هنا بيت لا إلحاد,

فقلت هلم إليهم عسانا نظفر, ثَمَّ بلقيا نسناس يظهر, فدخلنا على القوم بالعشي, مجلسهم ذا العرف الشذي,

ولم يكدر صفوه سوى ملحد, لجوج خصيم معاند, يكنى لديهم أبا التجريد, شن الحرب على التوحيد,

قال هلا أذنتم في سؤال: قال الملا: نعم وفي السجال, فتصدر الردي صدر المجلس, كالهر يحكي صولة البهنس,

فقال في صوت منكر, ينم عن قلب للإله منكر:

هلا أجبتم: أيبلغكم كلامي؟لكم مني أزكى تحياتي وسلامي,

ولكم وددت أن أجيب إسمع أنتا, إن حماري أندى منك صوتا,

فبادر أبو التجريد بالسؤال, الذي ينبيك عن الخبال

أما إن إيمانكم بالله فكرة ليس إلا, كالشمس مرت وخلفت ظلا,

فهلا أيدتم إيمانكم ببرهان, من عقل لا من سنة ولا قرآن.

فانبرى له من بين الخلان أسد, فقال أيا مهلا أيها الملحد,

إن كان الإيمان في زعمك ظلا, فمالي لا أراه في الورى مضمحلا,

بل هو كل يوم في ازدياد؟ والمحق مآل أهل العناد,

وهل الظل إلا لشيء ظاهر, والفيء كالدليل للناظر

ثم هب أن إيماننا بالله فكرة, فهلا محوتها عنك بالمرة

فلا تخطر لك قط بالبال, أم أن ذاك من أمحل المحال

فلن يستقيم لك قط ذا الإلحاد, فأنت عبد من وحَّدَه العباد,

فما بالك تناقش الإيمانا, هلا آتيتنا لإلحادك برهانا,

فحدثنا عن الإلحاد, ولسع الشك والعناد

أفيه شهد نحل يجتنى, أو عبير ورد إذن فيقتنى

فرد أبو التجريد متبرما يتهرب, يروغ في كل صوب كما يروغ الثعلب

ليس الإلحاد دينا كلا بل فكرا رزينا, فأنا بالشك أحيا فقط فلا أرى يقينا

إلحادي لست عنه أحدا محدثا, فإني أرى الشك أصلا والإيمان حادثا,

فقلت ذا الشقي قد شارف الجنونا, إن جن فذاك أو فليذق المنونا

حتى يرى إذا بلغت التراقي, زوال الشك إذ يسقيه الساقي

بشربة تغص لها الحلوق, إذذاك غب كفره يذوق

وماهي إلا جولة أو اثنتان, حتى بدت من العدو السوءتان

فساد العقل بعد ذهاب الدين, عجبت لكبر من أصله من طين,

فولى الخبيث وله ظراط, مثل الشقي زل وتحته الصراط,

فما رأيت كيومها من غرائب, من أهل الجدال ومن عجائب,

ولئن سألت أي ذاك أغرب, وربما به الأمثال تضرب,

لقلت إنه مرآى العلوج في العمائم ونطق بني نسناس بالعظائم.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا,

سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك.

شذى الكتب
10-29-2010, 10:44 AM
بارك الله فيكم