المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بَل انْتَصَرَ الإسْلامُ عَلَى السَّيْف ..!



مالك مناع
10-29-2010, 10:53 AM
بَل انْتَصَرَ الإسْلامُ عَلَى السَّيْف ..!

لفضيلة الشيخ الدكتور/ محمد سعيد رسلان حفظه الله تعالى

http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=984

نبذة مختصرة عن المحاضرة :
هناك في الشمال حيث يجلس الذئب العجوز على كرسيه, يسوس الناس بدين ينسبه وينسبونه للمسيح, والمسيح منه بريء؛ يقولون قد انتصر الإسلام بالسيف!! زعموا وقد كذبوا .. بل انتصر الإسلام على السيف؛ ولنسأل : هل دخل الإسلام أسبانيا بالسيف؟ هل دخل الإسلام ماليزيا وإندونيسيا بالسيف؟ .. فماذا عن الحروب الصليبية؟؟ ماذا عن محاكم التفتيش؟؟ ماذا حدث عندما حكم الصليب القدس؟؟ فلندع منصفًا يُجيب.

العناصر:
• سطوع شمس الإسلام على الغرب في العصور الوسطى.
• فضل العرب على نهضة أوروبا الحديثة بشهادة واحد منهم.
• انتصار الإسلام على السيف.
• محمد صلى الله عليه وسلم في عيونهم.
• الإسلام في أسبانيا والهند.
• لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ.
• بلاد فتحها الإسلام؛ فأين كان السيف؟!
• ما الذي حمله الغرب لإفريقية؟وماذا حمل الإسلام لها؟
• استعمال السيف في الإسلام.
• فارق بين الدين الذي جاء به المسيح ابن مريم - عليه السلام - والذي عليه الغرب اليوم!!
• صليبية الغرب ودين المسيح!!
• ماذا حدث عندما حكم الصليب القدس الشريف؟
• يوميات جندي صليبي!!
• ما أشبه الليلة بالبارحة!!
• من صاحب العنف .. من طائش السيف؟!!
• ماذا حدث عندما حكم الصليب أوروبا؟
• ما هي محاكم التفتيش في الأندلس؟
• يا هؤلاء!! .. تذكروا من الأندلس الإبادة.


وقد ظفرت ولله الحمد بتفريغ لمادة المحاضرة القيمة سأنزله تباعاً ..
والحمد لله أولاً وآخراً .. وظاهراً وباطناً ..

مالك مناع
10-29-2010, 11:05 AM
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضّل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾..

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ ..

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ ..

أما بعد ، فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار أما بعد.

...فإن شمسَ الإسلام سَطعت على الغرب في العصور الوسطى ولم تبدأ النهضة الأوروبية الحديثة إلا بعد اطلاع الأوروبيين على الحضارة الإسلامية كما أن الترجمات عن العربية كانت المصدر الوحيد للتدريس في جامعات أوروبا نحو ستة قرون ويمكن القول : إن تأثير المسلمين في بعض العلوم كعلم الطب مثلا دام إلى زمن متأخر جدا ، فقد بقيت كتب ابن سينا تدرس في جامعة مونبيليه إلى أواخر القرن التاسع عشر. والمنصف من الغربيين يعلم أنه لو لم يظهر العرب على مسرح التاريخ لتأخرت نهضة أوروبا الحديثة عدة قرون كما قال ليبري في كتابه روح الدين الإسلامي صفحة 270 .

وماذا بعد شهادة جوستاف لوبون الذي تمنى لو أن العرب استولوا على فرنسا لتغدو باريس مثل قرطبة في إسبانيا ، مركزا للحضارة والعلم، حيث كان رجل الشارع في قرطبة يكتب ويقرأ ويقرض الشعر أحيانا في الوقت الذي كان فيه ملوك أوروبا لا يعرفون كتابة أسمائهم ويبصمون بأختامهم. ويضيف لوبون ساخرا من من يقارن العرب المسلمين في العصور الوسطى بالأوروبيين في الوقت ذاته : قد كان الوضع على عكس الوقت الحاضر تماما العرب هم المتحضرون والأوروبيون هم المتخلفون ولا أدّل على ذلك من أننا (هذا كلامه) نسمي تاريخ أوروبا في ذلك الوقت العصور المظلمة.

هذه شهادة رجل غربي مستشرق باحث في حضارة الإسلام لا يُشك في تحيزه للإسلام والمسلمين ولكنه ينطق في ذلك بالحق وفيه مع ذلك ما فيه.

إنّ العهد الذهبي لأمتنا الإسلامية كان فيما سُمي بالعصور الوسطى حيث كان الكتاب يُوزن بالذهب وحينما ملك أجدادنا ناصية العلم ملكوا ناصية العالم ، لذلك قال نيكولسون : وما المكتشفات اليوم لتعد شيأ مذكورا بالقياس إلى ما ندين به للرواد المسلمين الذين كانوا قبسا مضيئا لظلام العصور الوسطى في أوروبا.

ولذلك أيضا قال هالميارد في كتابه الكيمياء حتى عصر نيوتن في الصفحة العاشرة بعد أن عدّدّ فضل المسلمين في التطبيقات العلمية للكيمياء العملية قال : لكل هذه الخبرات التي حققها لنا الباحثون المسلمون دعنا نقدم فروض الولاء والتقدير لأتباع محمد (صلى الله عليه وسلم) إن من أظلم الظلم أن يٌقال بعد ذلك : إن المسلمين الأوائل قاموا باجتياح بربري لمساحات شاسعة من الأرض وأجبروا الناس على الدخول في الإسلام بقوة السيف... إنه اتهام ظالم بل اتهام فاجر بل اتهام عاهر أن يُقال إن المسلمين كانوا أصحاب قسوة وعنف وإن الإسلام انتصر بالسيف والحق أن الإسلام انتصر على السيف، انتصر الإسلام على السيف الذي رُفع عليه من بداية الدعوة من بداية الطريق ، انتصر الإسلام على السيف ولم ينتصر بالسيف. انتصر الإسلام على السيف في بطش السيف وظلمه وسوء توضيفه فكان السيف رحمة حيث كان وانتصر الإسلام على السيف الذي سُلط على رقاب أتباعه منذ أُعلنت الدعوة إلى الله تعالى وقد تحمل المسلمون الأوائل صُنوف الاضطهاد كافة : طوردوا وشُرّدوا وعُذبوا وُقتلوا حتى إنّ رجلا كأبي جهل يعتدي أقبح اعتداءا على امرأة ضعيفة مستضعفة هي سمية أم عمار بن ياسر فيطعنها بالحربة في موطن العفة منها حتى تموت وهي أول شهيدة في الإسلام ومع ذلك الاضطهاد والعنف أمر المسلمون بكف الأيدي وبعدم الرد على العُدوان.

قال تعالى : أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ ..

ولما أذن للمسلمين في القتال كان التعليل في الإذن بالقتال واضحا ، قال تعالى : أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ..

فهذا ذنبهم عند أعدائهم ، لم يرفعوا سيفا ولم يبسطوا يدا. فهذه التهمة الفاجرة الداعرة يحاول من يحاول من أعداء الإسلام أن يُلصقها به وتلك في نظرهم هي أكبر الجرائم إذ إنّ أعظم خطايا محمد صلى الله عليه وسلم في عيون الغرب المسيحي هي أنه لم يرتض أن يُذبح أو أن يُصلب على يد أعدائه. هذه هي أكبر الخطايا في عيوب الغرب النصراني. لقد دافع النبي صلى الله عليه وسلم بكل شجاعة وبكل مهارة وبكل اقتدار... دافع عن نفسه وعن أسرته وعن أتباعه وعن دينه وتغلب في النهاية على كل أعدائه فقهر عدوانهم ورد الله به كيدهم إلى نحورهم فكان نجاح النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك الغصة في حلق خصومه في الغرب الذين حاولوا دون جدوى أن يجعلوا مزاياه الحقيقية عيوبا مُشينة إنه في نظرهم لم يؤمن بقداسة التضحية بنفسه من أجل أن يغتفر للبشر خطاياهم ومن أجل أن يتحقق للخطاة من البشر أسهل خلاص مما يستحقونه من عقاب جزاءا وفاقا لخطاياهم وذنوبهم ولقد كان صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالمنظور العادي يفكر ويتصرف على نحو طبيعي معقول ومقبول وهو مؤيد بالوحي ممتع بالعصمة.


يتبع ..

مالك مناع
10-29-2010, 11:14 AM
يقول جيبول في كتابه عن اضمحلال وسقوط الامبراطورية الرومانية : من الطبيعي ونزولا على مقتضيات قانون الطبيعة التي لا جدال فيها أن لكل شخص الحق في أن يدافع عن نفسه وأن يدافع عن ممتلكاته وأن تصل مقتضيات دفاعه عن نفسه إلى كل الآفاق المعقولة التي توفر له الأمن والأمان والقدرة على رد الأعداء عن موطنه.

إن جهاد نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وانتصاره على جيوش أعدائه الكافرين الأشرار قد جعلت محرري دائرة المعارف البريطانية يعلنون أن محمدا صلى الله عليه وعلى آله وسلم هو أعظم الشخصيات الدينية نجاحا في التاريخ وهذا كلامهم.

كيف يحق إذن لخصوم الإسلام أن يعتبروا أن انتصارات محمد صلى الله عليه وسلم لم يكن لها أي هدف أو أي قيمة سوى أنها قد أتاحت له أن ينشر دينه الإسلامي اعتمادا على السيف وغلبت الجيوش والرماح وغير ذلك من أنواع السلاح ؟ هل فرض محمد صلى الله عليه وسلم الإسلام على رقاب الناس بأن قطع رقاب الناس ؟ المسلمون كثر والحمد لله رب العالمين .. وما أكثر المسلمين من أبناء الأرض المفتوحة والبلاد التي دخلت في دين الله رب العالمين فكيف يقال إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فرض الإسلام على رقاب الناس بقطع رقاب الناس؟

يقول دولاس أوليري ما نصه : إن التاريخ يأكد بما لا يدع مجالا لأي شك أن خرافة الاجتياح البربري لمساحات شاسعة من الأرض وإجبار الناس على الدخول في الإسلام بقوة السلاح فوق رقاب الشعوب المغلوبة على أمرها إنما هي خرافة خيالية مضحكة عارية تماما من الصحة وبعيدة كل البعد عن الحقيقة على نحو نادر المثال في دنيا التاريخ وفي عالم المؤرخ. كتاب الإسلام في مفترق الطرق دولاس أوليري طبعة لندن سنة 1923 الصفحة 8.

ولسنا بحاجة إلى أن نكون مؤرخين مثل أوليري لكي نعرف أن المسلمين كانوا قد حكموا أسبانيا لمدة 736 عام وبعد قرابة 8 قرون تم إقصاء وإبعاد المسلمين عن إسبانيا بحيث لم يبقى فيها مسلم واحد يقيم الأذان معلنا وجوب صلاة من الصلوات الخمس المفروضات على المسلمين في اليوم الواحد ولو كان المسلمون قد استخدموا القوة عسكريا واقتصاديا في إسبانيا بعدما فتحوها لما بقي فوق أرض إسبانيا أي نصراني ليقوم بعد ذلك بطرد المسلمين خارج إسبانيا.

ربما يجوز أن يصف الإنسان لو شاء المسلمين بأنهم قد استفادوا من خبرات وثروات البلاد التي فتحوها ولكن يستحيل أن يتهمهم أحد بأنهم قد استخدموا السيف لكي يحولوا الإسبانيين إلى مسلمين يعتنقون الدين الإسلامي خوفا من سيوف المسلمين واليوم ما يزال الإسلام ينتشر في كل أنحاء العالم دون أن يكون للمسلمين سيف فانتشار الإسلام الآن ما هو ؟ وأين السيف المسلط على رقاب الناس حتى تدخل هذه الألوف المؤلفة في أيامنا هذه وفي أعوامنا هذه وفي عصرنا هذا في دين الله أفواجا.

ولقد كان المسلمون أيضا سادة الهند لمدة 1000 عام ولكن حدث لما نالت شبه القارة الهندية استقلالها في عام 1947 أن حصل الهندوس على ثلاثة أرباع مساحة الهند وحصل المسلمون على ربع مساحة الهند فقط. لماذا حدث ذلك ؟ لقد حدث ذلك لأن المسلمين خلال ألف علم من سيطرتهم على أراضي الهند لم يجبروا الهندوس على اعتناق الدين الإسلامي اعتمادا على السيف.

ولم يفعل المسلمون هذه الفعلة على الإطلاق في إسبانيا ولا في الهند ولم يكن السبب في ذلك التحلي بفضائل الأخلاق فحسب ولكن كان ذلك نزولا على مقتضيات أمر إلهي مذكور في القرآن الكريم إذ يقول الله سبحانه وتعالى :لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ..

ولقد أدرك المسلمون المنتصرون وأيقنوا بموجب هذا الأمر الإلهي أن الإكراه لم يكن ليتسق مع الدين الصحيح للأسباب الأتية... الإكراه لا يتلائم ولا يتسق مع الدين الصحيح للأسباب الأتية :

- يعتمد الدين الصحيح على الإيمان والإرادة وسيفقد الإيمان وستفقد الإرادة كل معنى لو تم فرض الدين على الناس بالقوة الغاشمة...
- القوة الغاشمة يجوز لها أن تهزم وتقهر ولكنها يستحيل عليها أن تكون كافية ليتحول إنسان بحق من دين إلى دين.
- الحق والباطل والرشد والغي والهدى والضلال ، قد تم توضيح كل منها بفضل الله ورحمته لدرجة أنه لم يبقى أي ريب أو أي شك في عقل أي إنسان يُخلص النية في التوجه الصحيح نحو حقائق أسس الإيمان. فرعاية الله وعنايته مستمرة متصلة بالبشر ولقد شاء الله رب العالمين أن يرشدنا في غياهب الظلام لنحصل على أوضح أنوار الهدى والإيمان دون حاجة إلى قهر أو إجبار وفيما عدا بعض الممارسات القليلة الخاطئة هنا أو هناك نجد أن المسلمين عموما قد امتثلوا الأمر الإلهي في كل الأراضي التي خضعت لفتوحات المسلمين...

ولكن ماذا يمكن أن يقول الخصوم عن أقطار لم يضع فيها جندي مسلح مسلم قدميه على الإطلاق؟

إندونسيا... الحقيقة هي أن أكثر من مئة مليون إندونسي إنما هم من المسلمين وبالرغم من ذلك لم تطأ أقدام أي جيش للمسلمين الأرض في أكثر من ألفي جزيرة في إندونسيا فأين السيف هاهنا ؟

وهذه أكبر بلدة أو دولة إسلامية في العالم كله : ماليزيا... الغالبية العظمى من سكان ماليزيا من المسلمين ومع ذلك لم تطأ قدم جندي مسلم واحد أراضي ماليزيا.

إفريقية... أغلبية الناس الذين يعيشون فوق أراضي السواحل الشرقية في إفريقية ، حتى موزنبيق إنما هم من المسلمين وفوق أراضي السواحل الغربية من إفريقية أيضا نجد أن أغلبية السكان من المسلمين. ولكن التاريخ لم يسجل أي غزوات للمسلمين في هذه الأقطار الإفريقية جائت إليها من أي مكان... ما السيف ؟ وأين كان السيف ؟

إن الذي استخدم القوة الغاشمة هم الغرب وليسوا المسلمين ، إن المسلمين حملوا الحرية التي تعتق الإنسان من العبودية لغير الله وحملوا الكرامة والمساواة وحملوا القيم العليا التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم إلى كل أرض وطأتها أقدامهم وفي السواحل الغربية من إفريقية ينتشر الإسلام بقيمه ومثله وبتعاليمه ، فعل ذلك المسلمون من غير سيف.

وأما الزنوج في أمريكا فهم أحفاد الذين خُطفوا من تلك الأرض يوما ، ما الذي حمله الغرب إلى إفريقية ؟ حمل العبودية وحمل الإسلام الحرية ، حملوا الذّل وحمل الإسلام لهم العزّ ، مالذي حمل الإسلام لهم في إفريقية ؟ أقام الناس حتى يكونوا ناسا على الصراط المستقيم ، حررهم من الخرافات والأوهام وأخرجهم إلى حيز النور من حيز الظلام فماذا صنع الغرب بغرب إفريقية وهي تواجه بسواحلها لا يفصل بينها وبين أمريكا إلا المحيط ، فكان يأتي من يأتي من شذاذ الآفاق وقطاع الطرق ليستعبدوا من أبناء السادة ومن أبناء الملوك هنالك من يستعبدون ومازالوا يسامون الخسف في الأرض الجديدة حيث تشرق شمس الحرية كما يزعمون ولكن هيهات...

السيف ؟ أين كان السيف ؟ لقد قام التاجر المسلم بإنجاز كل المهمة ، إن سلوكه الطيب والتزامه الأخلاق الحميدة في المعاملة مع الناس قد حقق معجزة انتشار الإسلام بين الناس في تلك الأقطار.

ولقد نعلم أنهم ليقولون نحن نتحدث عن الإسلام في بدأ بدايته ونتحدث عن الطريقة التي استطاع بها نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم أن يجعل الوثنيين يتحولون إلى الإيمان برسالته واعتناق دينه كيف فعلها إن لم يكن فعلها اعتمادا على السيف ولقد نعلم أنهم ليقولون ذلك وازاء هذا التساؤل لا نستطيع أن نفعل ماهو أفضل من أن ندع توماس كارليل نفسه يدافع عن بطله النبي المختار صلى الله عليه وسلم لضحد هذا الاتهام الزائف بأن الاسلام في أول عهده قد انتشر بين العرب اعتمادا على القهر واعتمادا على الجبر وببارقة السيوف فوق الرقاب حتى تصير خاضعة لرب الأرباب.

يقول كارليل في هذا الصدد : "إنه السيف فعلا ولكن أين ؟ وفي أي جانب يوجد السيف ؟ يقول... (وليس بمسلم ولكنه منه ومن جلدته ويتكلم بلسانه) يقول : هكذا إن كل رأي جديد في بدأ بدايته يكون بطبيعة الحال منحصرا في أقلية إنما هي أقل الأقليات في عدد أفرادها إذ إن الرأي الجديد لا يقول به في بدأ البداية إلا شخص واحد يكون الرأي الجديد موجودا في رأسه هو وحده دون غيره من الناس.

يجري على قاعدته في إيمانه النصراني ويكتب هذا في الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو على عقيدته فيقول بأنه لا يتصور الوحي ولا يتصور الرسالة كيف تكون ، فيقول رأي جديد يأتي في ذهن رجل ، رجل واحد. يولد في رأس هذا الشخص الوحيد رأي جديد ويصدق بصحته... (كلامه! وهو خطأ محض فلم يكن رأيا ولم يكن هاجسا ولم يكن مرضا وإنما هو وحي من رب العالمين إلى الأمين صلى الله عليه وسلم) قال : يوجد رجل واحد في مواجهة كل الرجال وعندما يمسك هذا الرجل الواحد بالسيف ويحاول أن ينشر رأيه بقوة السيف بين الناس فلن يستطيع أن يحصل من جراء انتشاق السيف على أي نفع يحقق هدفه. بدأ وحيدا يدعوا إلى الله رب العالمين بالسيف في يده !؟ فماذا يصنع رجل بسيفه في مواجهة كل الرجال ؟ بل في مواجهة كل الناس!

وأنت يجب أولا أن تشهر السيف وعموما سينشأ شيئ عندما يستطيع شيأ أن ينشأ... سينشأ شيئ عندما يستطيع شيأ أن ينشأ.
ونحن لا نجد (يقول) أن الدين المسيحي (هكذا) قد نبذ السيف على مدار تاريخه عندما استطاع أتباع الدين النصراني الحصول على السيف. يقول : ولم يتمكن شارلمنيّ من تحويل الساكسونيين إلى اعتناق النصرانية بمجرد التبشير النظري القائم على أساس من الإقناع وحده بل بالسيف". كتاب الأبطال لتوماس كارلايل صفحة 80.

في سن الأربعين عندما أعلن محمد الأمين صلى الله عليه وسلم عن رسالة السماء إلى الأرض عن رسالة الله الخالق الخلاق العظيم إلى المخلوقين في أرضه لم يكن هنالك حزب سياسي ولم يكن ذلك في نطاق دولة ملكية النظام ولم تكن هنالك أسرة حاكمة أو قبيلة مسيطرة تساند في دعوته إلى الدين الذي أعلن عنه ، لم يكن شيئ من ذلك وكان قومه الذين ظهر بينهم وهم العرب متورطين كل التورط في عبادة الأصنام ويسيطر على عقولهم الكهان والمشعوذون ولم يكونوا شعبا سهل الانقياد بأي حال من الأحوال إذ كانت السيطرة عليهم مستحيلة المنال ولم تكن لحومهم طرية وكانوا شعبا متقلب الأهواء مشتت المذاهب والأراء لا تنقطع الحروب والإغارات الانتقامية المضادة بين قبائله المتنافرة متقلبين تقلبا وحشيا بين مختلف أنماط الولاء والتبعية كما وصفهم كارليل...

ورجل واحد له يد ضاربة واحدة يستطيع أن يوحد مثل هذا الشعب القبائلي المتنافر في نسيج واحد وأمة واحدة ؟ يحتاج إلى ما لا يقل عن معجزة ! فلو كان السيف وبالسيف فتوحيد هذا الشعب القبائلي المتنافر في نسيج واحد وأمة واحدة يحتاج إلى ما لا يقل عن معجزة! بلى لقد وقعت المعجزة بالفعل لقد كان الله وحده هو القادر أن يجعل محمدا صلى الله عليه وسلم منتصرا نصرا مبينا على طول الخط رغم قلة الأعوان وندرة الأنصار وكثرة الأعداء وظخامة الأخطاء مصداقا لقوله تعالى لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم :وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ. صلى الله عليه وسلم.


يتبع ..

مالك مناع
10-29-2010, 11:52 AM
إن معظم المدافعين عن محمد صلى الله عليه وسلم ضد الرأي القائل بأنه قد نشر دينه بحد السيف كانوا من الغربيين. ولنستمع الآن لما يقوله بعض غير المسلمين من مفكري الشرق في هذا الصدد:

قال غاندي مؤسس الهند الحديثة في كتابه شباب الهند : كلما درست أكثر اكتشفت أن قوة الإسلام لا تكمن في السيف.

وآخر : باندكت جييانا نيترا ديب شاستري ، يقول أثناء لقاء تم عقده في جوراكفور بالهند سنة 1928 يقول : إن منتقدي محمد صلى الله عليه وسلم يرون النار بدلا من أن يشاهدوا النور ويستسيغون القبح بدلا من الاستمتاع بالجمال ، إنهم يخرفون ويعتبرون كل فضيلة وميزة وكأنها رذيلة مستهجنة إن ذلك إن دّل على شيئ فهو على أنهم محرومون من نعمة التمييز وحسن الادراك إن منتقدي محمد صلى الله عليه وسلم إنما هم جماعة من العميان... (كلامه) إنهم لا يدركون أن السيف الوحيد الذي شهره وشرعه محمد صلى الله عليه وسلم إنما كان هو سيف الرحمة وسيف التعاطف والصداقة والتسامح إنه السيف الذي يهزم الأعداء وينظف قلوبهم من الغضب والحقد والحسد والكراهية لقد كان سيفه أمضى من السيف المصنوع من الحديد الصلب لقد فضّل محمد صلى الله عليه و على آله وسلم الهجرة على قتال أبناء بلده ولكن عندما تجاوز العدوان كل حدود إمكانات التسامح انتشق سيفه دفاعا عن نفسه وأولائك الذين يعتقدون أن أي دين يمكن أن يتم نشره بالسيف إنهم جماعة من الحمقى لا يعرفون الطرق السليمة لنشر الدين ولا يعرفون فيما تُستخدم السيوف ولا يعرفون شيأ من شؤون الدنيا بوجه عام إنهم مزهوون في هذا الاعتقاد الخاطئ لأنهم بعيدون عن الحق بمسافات كبيرة شاسعة... قال هذا الكلام صحفي من طائفة السيخ في جريدة تصدر في دلهي في 17 نوفمبر 1947.

إن استخدام السيف في الإسلام كان لرد العدوان والظلم ثم استخدم السيف ويُستخدم ، ويُستخدم إلى يوم الدين لتصل كلمة الله إلى الشعوب التي تحول بينها وبين كلمة الله أنظمة كافرة مجرمة ظالمة فهذا استعمال السيف في الإسلام.

إن الذين استخدموا السيف في الظلم والقتل ارتكبوا كل مظاهر العنف الذين فعلوا ذلك غيرنا والدليل تلك الشهادة التي أدلى بها جوستاف لوبون في كتابه الشهير : حضارة العرب. إذ يقول : كان أول ما بدأ به ريكارديوس الإنجليزي أنه قتل من معسكر المسلمين ثلاثة آلاف أسير (أسير! أسير!) سلموا أنفسهم إليه بعد أن قطع على نفسه العهد بحقن دمائهم ثم أطلق لنفسه العنان باقتراف القتل والسل مما أثار (يقول لوبون) صلاح الدين الأيوبي النبيل الذي رحم نصارى القدس فلم يمسهم بأذى وأمد فيليب و قلب الأسد بالمرطبات والأدوية والأزواد أثناء مرضهما. وذاك صليبي آخر يُدعى يورجا يقول في وصف ما كان من مجازر من أجل تحرير الهيكل المقدس بزعمهم وتحرير قبر المسيح من أيدي الكفار الوثنيين (يعنون بذلك المسلمين) يقول يورجا : ابتدأ الصليبيون سيرهم إلى بيت المقدس بأسوأ طالع فكان فريق من الحجاج (من الحجاج!) يسفكون الدماء في القصور التي استولوا عليها وقد أسرفوا في القسوة فكانوا يبقرون البطون ، بطون المسلمين ويبحثون عن الدنانير في الأمعاء...

أين العنف منا ومنهم ؟ وأين السيف منا ومنهم ؟! وليكن معلوما في كل حين وحال أن فارقا ضخما عظيما كالفرق بين الجنة والنار بين الدين الذي جاء به المسيح ابن مريم والتعاليم التي علمها من آمن به واتبعه وبين ما عليه الغرب اليوم من دين ينسبونه ظلما إلى المسيح ، فارق كبير بين الدين الذي جاء به المسيح ابن مريم لأنه لم يأتي إلا بالإسلام العظيم وما بعث إلى من أجل خراف بيت اسرائيل الضالة... فارق كبير بين الدين الذي جاء به المسيح والدين الذي يُذبح الناس فيه باسم المسيح وتُبقر فيه البطون باسم المسيح ، فارق كبير بين صليبية الغرب ودين المسيح عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى التسليم فلا تخلطن.

ماذا حدث عندما حكم الصليب القدس الشريف ؟ نقلا عن يوميات جندي صليبي كتبها بخط يده ثم تلقفها القس ويليام الصوري وأعدها في كتاب ضخم ترجمه الدكتور حسن حبشي في جزئين أصدرتهما الهيئة المصرية العامة للكتاب. كتب الجندي (منتشيا وسعيدا بما كتب) وكان مشاركا في الحملة الصليبية على القدس الشريف ، وهو شاهد عيان ، يحكي ما وقع تحت عينيه ، وما رآه بعيني رأسه ، يقول منتشيا :

في الصباح الباكر من يوم الجمعة السادس عشر من يوليو سنة تسع وتسعين وألف من ميلاد عيسى بن مريم (عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى التسليم) قال : قمنا بهجوم شامل على البلد (يعني على القدس) دون أن نستطيع أخذها وفي هذه الأثناء تقدم واحد من فرساننا يُدعى ليتو واعتلى سور المدينة وما كاد يرتقيه حتى هرب جميع المدافعين عنها من الأسوار إلى داخلها فتعقبهم رجالنا وأخذوا في مطاردتهم معملين فيهم القتل والتذبيح حتى بلغ هؤلاء الجنود هيكل سليمان المزعوم حيث جرت مذبحة هائلة فكان رجالنا يخوضون حتى كعوبهم في دماء القتلى المسلمين... (في بيت الرب الذي جاء بالمحبة والذي قال على الجبل في موعضته الشهيرة : أحبوا أعدائكم وباركوا لاعنيكم ، في موعضة الجبل ، أحبوا أعدائكم وباركوا لاعنيكم... فالغرب يتبعه؟ يسير خلفه ؟ يأخذ بتعاليمه ؟ يخوضون حتى كعوبهم في دماء القتلى المسلمين) أما القائد المسلم الذي كان يقوم بحراسة برج داود فقد استسلم وفتح باب البرج الذي اعتاد الحجاج أن يؤدوا الجزية عنده ، فلما ولي حجاجنا المدينة جدوا في قتل المسلمين ومطاردتهم حتى قبة عمر حيث تجمعوا واستسلموا لرجالنا الذين اعملوا فيهم أفضع القتل طيلة اليوم بأكمله حتى لقد فاض المعبد كله بدمائهم ولما تم لرجالنا الغلبة على الكفرة (يعني المسلمين) عثروا في المعبد على فئة كبيرة من الرجال والنساء فقتلوا البعض وأبقوا على الذين أحسنوا الظن بهم ، وستعلم لماذا أبقوا عليهم...

في صباح اليوم التالي تسلق رجالنا الهيكل وهجموا على المسلمين رجالا ونساءا واستلوا سيوفهم وراحوا يُعملون فيهم القتل فرمى بعضهم بنفسه من أعلى المعبد وصدر الأمر بطرح كافة موتى المسلمين خارج البلدة لشدة النتن المتصاعد من جيفهم ولأن المدينة كادت أن تكون بأجمعها مملوءة بجثثهم فقام المسلمون الذين قُيضت لهم الحياة بسحب القتلى خارج بيت المقدس وطرحهم أمام الأبواب وتعالت أكوام الجثث حتى حاذت البيوت ارتفاعا ما تأتى لأحد قط (كلام ذلك الجندي الصليبي) وما تأتى لأحد قط أن سمع أو رأى مذبحة كهذه المذبحة التي ألمت بالشعب الوثني (يعني بالمسلمين).

ويصف كيفين رايلي في كتابه الغرب والعالم هذه المذبحة بقوله : بعد أن سقطت المدينة وقعت المذبحة إذ ذبح كل المسلمين رجالا ونساءا وأطفالا... (لا تنسى أن هذا كان تحت ظل الصليب ولا تنسى أن هذا إنما كان يتأتى على أيدي أقوام ينتمون إلى المسيح ابن مريم صلى الله عليه وعلى نبينا وسلم) ذبح كل المسلمين رجالا ونساءا وأطفالا إلا الحاكم وحرسه الذين تمكنوا من افتداء أنفسهم بالمال وتم اصطحابهم إلى خارج المدينة.
وفي معبد سليمان وحوله ، خاضت الجياد في الدم حتى الركب واللجام... (هذا كلامه ولا تحسبنه مبالغة مبالغ يريد أن يهول شيأ أفظعه وإنما هي رؤية شاهد عيان رأى وسمع وأحس وأدرك) قال : فقد كان حكم الله عادلا ورائعا ففي هذا المكان نفسه ارتفعت هرطقات هؤلاء المجدفين (يعني الضالين من المسلمين) في حق الله الذي يتلقى دمائهم الآن في هذا المعبد نفسه...

كان عدلا وكان رائعا أن تُقدم القرابين البشرية مذبوحة ذبح الشياة في الهيكل حتى تصل الدماء إلى الركب واللجم كان عدلا وكان رائعا لأن هؤلاء المذبوحين ارتفعت هرطقاتهم وهم مجدفون أي إنهم كانوا زائغين ضالين وكانوا كفارا وثنيين (كذلك يزعم) لأن هرطقات هؤلاء المذبوحين ارتفعت في حق الله الذي يتلقى دمائهم قرابين الآن وقد نضم الصليبيون يوم ذاك شعرا ونضموا مواكب النصر إلى كنيسة القبر المقدس وهم يبكون من شدة الفرح ويغنون أغاني الشكر للرب يسوع ، أيها اليوم الجديد ، أيتها البهجة أيها الفرح الجديد الدائم ، ذلك اليوم خالدة ذكراه طوال القرون الآتية ، نعم! خالدة ذكراه طوال الأيام الآتية والقرون الآتية ليكون مادة تحفز كل من عنده حرص لا أقول على الإسلام وإنما على البشرية من أن يتمكن الذئاب من أعدائها من رقاب أبنائها ليسوموها الخسف ويجرعوها كأس الذل مترئة. وما دخلوا أرضا إلا أفسدوها ونهبوا ثرواتها وما كذلك فعل المسلمون. حول كل عذابنا ومصائبنا إلى فرح وبهجة ذلك اليوم تثبيت أكيد للنصرانية وسحق للوثنية وتأكيد لإيماننا ، هذا نشيدهم.

ويصف وليام الصوري (صاحب الكتاب) دخول الصليبيين أرض القدس الشريف بقوله : كان اليوم الجمعة ، كانت الساعة التاسعة صباحا و لا شك أن تم بترتيب إلهي أن تتحقق رغبة الذين حاربوا من أجل مجد المخلص يسوع المسيح وانطلق الجنود يزرعون شوارع المدينة مشرعين سيوفهم فاتكين بكل من يصادفهم من الأعداء لا يراعون في ذلك عمرا ولا وضعا فكان في كل ناحية مذبحة مروعة وفي كل ركن أكوام من الرؤوس المقطوعة حتى استحال السير في كل الأماكن أو الانتقال من موضع إلى آخر إلا على جثث القتلى وكان الزعماء قد شقوا طريقهم إلى وسط المدينة سالكين طرقا مختلفة ومرتكبين من المذابح في أثناء تقدمهم ما لا يُمكن التحدث عنه ونهج نهجهم جمع من الناس الضامئين إلى دماء العدو (يقولها ولا يستحي ، يقولها ولا يرعوي) متعطشون للدماء ضامئون إلى دماء العدو الذين لا قصد لهم سوى التدمير ، وفر المدافعون عن المدينة في شتى النواحي لا ينشدون غير النجاة ففتح الصليبيون البوابة الجانبية وأدخلوا بقية الناس ومشت هذه الجموع وحدة مسلحة تمام التسليح وانتشرت في كل ناحية من نواحي وسط المدينة ليس لها من هدف سوى بث الدمار المخيف وشهدت أرجاء المدينة مذبحة فظيعة الشناعة وكان الدم المسفوح مخيفا حتى إن المنتصرين أنفسهم ساورهم الاحساس بالخوف وشعروا بالتقزز من ما كان هنالك ، المنتصرون شعروا من هول المنظر بالخوف ، شعروا من منظر الدماء والأشلاء وجثث القتلى والرؤوس المقطوعة شعروا بالخوف وبالتقزز وفرّ الجانب الأكبر إلى فناء المسجد (أي الأقصى) لوقوعه في موضع قصي عن المدينة كما كان محصنا أشد التحصين بسور وأبراج وأبواب لكن فرارهم هناك لم يسعفهم بالخلاص إذ سرعان ما اقتفى الجند أثرهم واقتحموا المسجد فأعملوا بالمسلمين مذبحة شرسة حملوا بعدها كميات كبيرة من الذهب والفضة والجواهر أما القادة الآخرون فقد ترامى إلى علمهم بعد فتكهم بكل من صادفهم في شتى نواحي المدينة أن الكثيرين فروا إلى أطرف المسجد الطاهر فأسرعوا كما لو كانوا على اتفاق فيما بينهم وانطلقوا يتعقبونهم ودخل المسجد حشد من الفرسان بخيولهم والمشاة دخلوا فذبحوا من هنالك ذبح الشياه... ذبحوا كل من التجأ إلى المسجد يبتغي الحماية.

وما أشبه الليلة بالبارحة في المساجد تدنيسا وتقذيرا وهتكا للأعراض فيها وسفكا للدماء. ما أشبه الليلة بالبارحة... أعملوا القتل فيهم لم تأخذهم رحمة بأحد ما حتى فاض المعبد كله بدماء الضحايا.

أولم يقرأ هذا الكلام ذلك الذئب العجوز الذي قبى على كرسي ليس بكرسي أصلا وهو لا يستحق أن يكون بأسفل سافلين فضلا أن يكون فوقه مرتبة عند أتباعه المخدوعين ، أولم يقرأ هذا ؟ بلى قرأ واستظهره وحفظه ويُريد أن يكرره لكي يُخلده تاريخه ولكي يدخل التاريخ من مزبلته ليكون هنالك نكرة النكرات. يُريد ماذا ؟ يريد أن يبعثها جزعة لأن المسلمين في أسوأ حالة ، لأنهم مستضعفون ممزقون مشرذمون لا يتماسكون بل يتهافتون لم يملكون حولا ولا حيلة وكان الحول والحيلة واللجوء إلى الركن الشديد لو أنهم لجؤوا إلى الحميد المجيد ولكن هيهات...

قال : وكان ذلك قضاءا عادلا من الرب ، أمضاه فيمن دنسوا هيكل السيد بشعائرهم الخرافية وحرموه على شعبه المؤمن فكان لا بد لهم من أن يكفروا عن خطيئاتهم بالموت وأن تطهر الماكن المقدسة بدمهم المهراق وكان من المستحيل أن يطالع المرء كثرة القتلى دون أن يستولي عليه الفزع فقد كانت الأشلاء البشرية في كل ناحية وغطت الأرض دماء المذبوحين ولم تكن مطالعة الجثث وقد فارقتها الرؤوس ورؤية الأعضاء المبتورة المبعثرة في جميع الأرجاء هي وحدها التي أثارت الرعب في النفوس... بل كان هناك ما هو أبعث عن الفزع ألا وهو منظر المنتصرين أنفسهم وقد تخضبوا بالدماء فخضتهم فغطتهم من رؤوسهم على أخمص أقدامهم فكان منظرا مروعا بث الخوف في قلوب من قابلوه.

ويقال إنه قتل (كلامه) إنه قتل داخل ساحة المسجد وحدها عشرة آلاف من المارقين (يقصد المسلمين) بالإضافة إلى أن القتلى الذي تناثرت جثثهم في كل شوارع المدينة وميادينها لم يكونوا أقل عددا من من ذكرناهم وانطلق بقية العسكر يجوسون خلال الديار بحثا عن من لا زال حيا من التعساء الذين قد يكونون مختفين في الأزقة والدروب الجانبية فرارا من الموت فكانوا إذا عثروا على واحد سحبوه على مشهد من الناس وذبحوه كما تُذبح الشاة وجعل بعض العسكر من أنفسهم عصابات انطلقت تسيطر على البيوت ممسكين بأصحابها ونسائهم وأطفالهم واخذوا كل ما عندهم ثم راحوا يقتلون بعضهم بالسيف ويقذفون بالآخرين من الأمكنة العالية فتتهشم أعضائهم ويهلكون هلاكا مروعا ويبقرون بطون آخرين بحثا عما يكونون قد خبئوه في أمعائهم من قطع ذهبية أو جواهر ثمينة يُحتمل أن يكونوا قد ابتلعوها. وهنا تم ما جاء في مزامير داود 68 على 61 : وسلم بالسبي عزه وجلاله ليدي العدو.

من صاحب العنف ؟ ومن طائش السيف ؟ اتباع محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم أم من ؟ الله المستعان.


يتبع ..

مالك مناع
10-29-2010, 12:02 PM
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده صلى الله عليه وعلى آله وسلم أما بعد : فماذا حدث عندما حكم الصليب أوروبا ؟ وما هي محاكم التفتيش في الأندلس ؟ تأسست هذه المحاكم بدءا من عام 1242 في إيطاليا وفرنسا وألمانيا ثم انتقلت على مر السنين إلى بلاد أخرى كثيرة بقصد محاربة أي فكر كنسي آخر يعارض أو لا يوافق الفكر الكاثولكي للكنيسة الغربية في أوروبا وقد أنشأت لهذه المحاكم الكبرى محاكم فرعية صغيرة في أديرة الفرنسسكان والدومينيكان برئاسة الأساقفة والمطارنة وعضوية القسس والرهبان إذ تجاوزت هذه المحاكم البحث عن الدلائل أو القرائن أو الشهود وفتحت باب الاتهامات بالشبهات وما يُضمره بعض القسس والرهبان من أفكار مخالفة للكاثولكية.

وهذه شهادة يرويها الكولونيل ليمونستي أحد ضباط الحملة الفرنسية في إسبانيا فيحكي تجربته مع محاكم التفتيش هناك فيقول :

كنت عام تسع وثمانمئة وألف محلقا بالجيش الذي يُقاتل في أسبانيا وكانت فرقتي من بين فرق الجيش الذي احتل العاصمة مدريد وبينما أسير في إحدى الليالي أجتاز شارعا يقل المرور فيه إذا بمسلحين قد هجما علي يريدان قتلي فلمن ينقذني منهم إلا قدوم سرية من جيشنا مكلفة بالطواف في المدينة ليلا ومن ملابسهما تبين أنهما (يعني الذين اعتديا عليه) أنهما جنود من كنيسة التفتيش فأسرعت إلى المارشل صولت الحاكم العسكري لمدريد وقصصت عليه النبأ فأصدر قرارا بتنفيذ حكم الامبراطور بإغلاق هذه الكنيسة وحل ديوانها ثم أمر بقيادة ألف جندي وأربعة مدافع لمهاجمة الديوان ، ديوان محكمة التفتيش باسم السيد المسيح وفي الرابعة صباحا قصدنا الديوان فلم يشعر الرهبان إلا والجنود يحيطون بالدير وكان عبارة عن بناء ضخم أشبه بقلعة حصينة وأسوار عالية تحرسها فرقة من الجنود اليسوعيين تقدمت إلى باب الدير ، خاطبت الحارس الواقف على السور ، أمرته باسم الامبراطور أن يفتح الباب فانتظر وقتا ثم انهال علينا الرصاص من كل جانب فقُتل وجُرح بعض رجالي فأمرت باقتحام الدير بالقوة وأسرع الرهبان حينئذن من الداخل مرحبين بنا ووجوههم باشّة يستفهمون عن سبب قدومنا على هذا النحو وكأنهم لم يدر بيني وبينهم قتال منذ لحظات.

أمرت الجنود بالقبض عليهم ثم بدأنا البحث عن قاعات التعذيب المشهورة داخل الدير ، فحصنا ممراته وأقبيته كلها فلم نجد شيأ يدل عليها ، فعزمنا على الخروج يائسين ولكن اللفتمنت ديليل استمهلني قائلا : أيسمح لي الكولينول أن أخبره أن مهمتنا لم تنتهي بعد. قلت قد فتشنا الدير كله ولم نجد شيأ فماذا تريد ؟ قال : إني راغب في فحص أرضية هذه الغرف فإن قلبي يحدثني أن السر تحته. ورفعت الجنود أبسطة الأرض ثم صبوا الماء بكثرة في كل غرفة على حدى فإذا بالأرض تبتلع كل الماء المتدفق عليها يتسرب إلى أسفل ، وإذا بالباب ينكشف وتظهر حلقة صغيرة وضعت إلى جوار مكتب الرئيس ُفتح بها الباب وظهر لنا سلم يؤدي إلى باطن الأرض ، أسرعت إلى شمعة كبيرة يزيد طولها على متر كانت تضيئ أمام صورة احد رؤساء محاكم التفتيش السابقين ، هممت بالنزول فوضع راهب يسوعي يدع على كتفي متلطفا وقال : يا بني لا تحمل هذه الشمعة بيدك الملوثة بدم القتال فإنها شمعة مقدسة. قلت له : يا هذا ألا يليق بيد ملوثة بدم القتال أن تدنس بشمعتكم الملوثة بدم الأبرياء؟

هبطت على درج السلم يتبعني الظباط والجنود شاعرين سيوفهم فإذا بنا أمام غرفة كبيرة مربعة هي عندهم قاعة المحكمة في وسطها عمود من الرخام به حلقة حديدية ضخمة رُبطت بها سلاسل لتقيد الضحايا ثم توجهنا إلى غرف صغيرة في حجم الإنسان بعضها رأسي ، في حجم الإنسان ، وبعضها أفقي ، في حجم الإنسان ، كانت مخصصة للسجناء يقضون فيها حياتهم ثم تبقى الجثث في سجنها الضيق حتى تبلى ويتساقط اللحم عن العظم فقد شاهدنا عدة هياكل بشرية مازالت في أغلالها سجينة ، كان القتلى رجالا ونساءا ، وكانت أعمارهم تختلف وتتراوح بين الرابعة عشرة والسبعين واستطعنا انقاذ بعض السجناء الأحياء واستطعنا تحطيم أغلالهم وهم على آخر رمق من الحياة ، وجدنا من أصابه الجنون لكثرة ما لقي من العذاب ، ومن كان عاريا كما ولدته أمه حتى اضطر الجنود لخلع أرديتهم ليستروا بها بعض النساء السجينات. انتقلنا إلى غرف أخرى ورأينا فيها ما تقشعر لهوله الأبدان ، عثرنا على آلات لتكسير العظام وسحق الأجساد ، كانوا يبدؤون بسحق عظام الأرجل ثم عظام الصدر والرأس واليدين حتى تأتي الآلة على البدن المهشم كله فيخرج من الجانب الآخر كتلة واحدة.

عثرنا على صندوق في حجم رأس الإنسان تماما توضع فيه رأس المعذب بعد أن ُتربط بالسلاسل في يديه ورجليه ثم تُقطر على رأسه نُقط من الماء البارد من ثقب أعلى الصندوق فتقع على رأسه بانتظام حتى يلفظ أنفاسه جنونا ، عثرنا على آلة ثالثة للتعذيب تسمى السيدة الجميلة وهي عبارة عن تابوت تنام فيه صورة فتاة جميلة مصنوعة على هيئة الاستعداد لعناق من ينام معها وقد برزت من أعضائها سكاكين حادة كانوا يطرحون الشاب المعذب فوق الصورة المستعدة لعناق من ينام معها ثم يُطبقون عليهما باب التابوت حتى يتمزق جسد الشاب ويُقطع إربا بتلك السكاكين. عثرنا على آلات لتقطيع اللسان إذ كانوا يأتون بشبه الخطاف من الحديد ثم يُغرس في اللسان ثم يُشد مع تسبيك الرأس حتى لا تتحرك ثم يأخذون الموسى الحادة ويُقطعون اللسان شرائح شرائح...

عثرنا على آلات لتقطيع اللسان وأخرى لتمزيق أثداء النساء وسحبها من الصدور بواسطة كلاليب وعثرنا على مجالب من الحديد الشائك لضرب المعذبين وهم عراة حتى يتناثر اللحم عن العظم فلما انتقل الخبر إلى العاصمة مدريد توافدوا بالألوف ليروا ما رأينا حتى خُيل إلينا من شدة الزحام أننا في يوم القيامة فما أن رأى الناس بأعينهم وسائل التعذيب وبشاعة الآلات التي كانت تستخدم بالرب يسوع المسيح انطلقوا كمن به مس فأمسكوا برئيس اليسوعيين ووضعوه في آلة تكسير العظام فدُقت عظامه وسُحق سحقا ثم أمسكوا كاتم سره وزفوه بزفة عظيمة إلى السيدة الجميلة وأطبقوا عليهما الأبواب فمزقته في حال عرسه السكاكين شق ممزق ولم تمضي نصف ساعة حتى قضى الشعب على ثلاثة عشر راهبا.

وعثرنا على أسماء ألوف الأغنياء في سجلات الديوان الكنسي السرية من من قضى الرهبان من قتلهم باسم الصليب كي يبتزوا أموالهم أو يضطروا لكتابة إقرارات ُتحول ثرواتهم إلى ُخدام الرب يسوع...

ولا تحسبن أن ذلك كان مع المخالف في العقيدة وحده بل فيما بينهم ، بينهم! فإن مارتن لوثر من هو قاد ثورة التصحيح وأتى بالمذهب البروتستانتي وانتشر المذهب بدءا من ألمانيا إلى هاهنا وهناك دق ناقوس كنيسة البابا في روما الأجراس تحذيرا من الخطر القادم باسم الصليب.

في منتصف ليلة 24 أغسطس سنة 1574 وقعت مذبحة سانت بارتلمون. دق ناقوس كنيسة سان جارمن في قلب باريس مؤذنا ببدأ المذبحة فإذا بأغنياء الكاثوليك والحرس الملكي وجماهير الكنيسة ينقضون على البيوت والفنادق التي يقيم فيها البروتستانت فأتوا عليهم ذبحا فلما أصبح الصبح كانت شوارع باريس تجري بدماء ألفين من القتلى وتطايرت أنباء المذبحة المروعة إلى الأقاليم فإذا بكنائسها الكاثولكية تدق هي الأخرى أجراسها وتستعيل بدورها إلى مجزرة أتت على دماء ثمانية آلاف آخرين من هؤلاء المساكين.

وقع ذلك الحدث موقع الغبطة والسرور والرضا في أوروبا الصليبية الكاثولكية كلها فكاد فيليب الثاني يُجن من فرط الفرح وانهانت التهاني على شارز التاسع وأمر البابا جريجوري الثالث عشر بسك أوسمة و نياشير لتخليد ذكرى هذه المذبحة ورُسمت على هذه الأوسمة صورة البابا وإلى جانبه ملك يضرب بسيفه الرقاب وكُتب عليها : إعدام الملحدين. كما أمر البابا بإطلاق المدافع وإقامة القداس في شتى كنائس أوروبا ودعى الفنانين لتصوير مناظر المذبحة المقدسة على حوائط الفاتيكان...

قليل من كثير ... قطرة من بحر وحبة من رمل عالج ثم يستدير من يستدير ليهدم على الإسلام واصما إياه بالعنف وبأن الإسلام العظيم انتشر بالسيف إنما انتصر الإسلام على السيف ولما استعمل السيف بعد ذلك في الفتوحات لنشر الدين وهو مستعمل لذلك إلى يوم الدين ، لما استعمل السيف بعد ذلك كان إنما يعمل في رقاب الذين يحولون بين الشعوب وبين سماع كلمة الله ..

أتى بها محمد رسول الله وهو هو السيف الرحيم ليس فيه رهط ولا فيه عنت ولا يؤذي إلا من تعرض للأذى والدليل أن أبناء البلاد المفتوحة مازال منهم إلى يوم الناس هذا ملايين في كل بلد إسلامي يدينون بدينهم الذي كانوا عليه قبل الفتح الإسلامي فلماذا لم يعمل السيف في هؤلاء عمله ؟

إن المسلمين في غمرة ساهون إن المسلمين ينتظرون الذبح ويا هؤلاء من من آمنوا بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يا من آمن بمحمد صلى الله عليه و على آله و سلم تذكروا من الأندلس الإبادة يا هؤلاء تذكروا من الأندلس الإبادة يا هؤلاء تذكروا من الأندلس الإبادة...

نيجيريا أكبر بلد إفريقي مسلم من حيث عدد السكان المسلمين والنصارى فيها لا يمثلون أكثر من ثلاث بالمئة من حجم السكان في ذلك البلد والغالبية العظمى ، الغالبية العظمى من المسلمين ثلاثة بالمئة من مجموع الشعب النيجيري تؤمن بيسوع المسيح ، الحاكم ، الرئيس في نيجيريا من الثلاثة بالمئة وقد خرج مجددا ينعق بما لا يعلم ولا يسمع ولا يفهم ويردد أصداء الخنا الذي انبعث كالقذى ومن انتشرت الرائحة إلى من ذلك القبر المنتن هنالك في الشمال فتلقفها هو في الجنوب لكي يدلوا بدلوه في شتم محمد ودين محمد.

كلـأ مستباح يا صاحبي ........ وعرض ليس عنه أحد يذوذ

ولن يُحفظ العرض المصون عن الأذى ........ حتى يراق عن جوانبه الدم.

ينبغي أن نفرق بين الدين الذي جاء به عيسى ابن مريم وبين ما عليه الغرب من دين فإن المسيح من دين الغرب بريئ.

نسأل الله رب العالمين ان يُحسن ختامنا وأن يُثبت أقدامنا وأن ينصر المسلمين على أعدائهم في كل مكان وفي كل سبيل وفي كل فج وفوق كل ربوة وفي كل وهاد الدنيا وتحت البحار والأمواه إنه على كل شيئ قدير وصلى الله وسلم على نبينا محمد صلى الله عليه و على آله سلم ...

إلى حب الله
10-29-2010, 07:38 PM
جزاك الله خيرا ًأخي الكريم على النقل الطيب ..
والشيخ محمد سعيد رسلان حفظه الله : من القلة القليلة التي تعمل في صمت ويرفض الظهور على القنوات الفضائية ..
وله العديد من المواد العلمية المفيدة والخطب الرائعة في شتى قضايا الأمة المعاصرة ..
والتي لو أ ُتيح لها النشر : لأفادت الكثيرين ..
وحسبك أنك أشرت لموقعه ..

جزاك الله خيرا ً..