المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ"



القلم الحر
10-30-2010, 05:16 PM
يقول سبحانه :
(قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ) [ص: 86]
ان المتامل فى سيرة محمد يدرك أنه بقي على طريقته المرضية أول عمره إلى آخره والكاذب لا يمكنه ذلك وإليه الاشارة بقوله تعالى "وما أنا من المتكلفين"
و يكفى تامل عبادته لله , فقد ظل منذ نزلت سورة المزمل مجتهدا فى احياء الليل بالصلاة حتى تتورم قدماه الى اخر عمره ,و هو القائل لبعض زوجاته المتعجبة من اجتهاده بعد نزول قوله تعالى { إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا، لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ...) : افلا اكون عبدا شكورا ؟
افهذه صفة كذاب ؟؟
و ورث عنه ذلك اهل بيته و ذريته و اصحابه , فكان مثلا من ذريته على بن الحسين الملقب بزين العابدين سمى ذو الثفنات حيث صار فى ركبتيه من كثرة الصلاة مثل ثفنات البعير

و قد تحمل في أداء الرسالة أنواع المتاعب والمشاق فلم يغيره ذلك عن المنهج الأول ولم يطمع في مال أحد ولا في جاهه بل صبر على تلك المشاق والمتاعب ولم يظهر في عزمه فتور ولا في اصطباره قصور ثم أنه لما قهر الأعداء وقويت شوكته ونفذت أوامره في الأموال والارواح لم يتغير عن منهجه الأول في الزهد في الدنيا والاقبال على الآخرة وكل من أنصف علم أن الكاذب وحاشاه من ذكر ذلك لا يكون كذلك فان الكاذب إنما يروج الكذب والباطل على الحق لكي يتمكن من الدنيا فاذا وجدها لم يملك نفسه عن الانتفاع بها لكيلا يكون ساعيا في تضييع مطلوبه بل تضييع مطلوبه بل تضييع دنياه وآخرته وذلك ما لا يفعله أحد من العقلاء
سيقول السفهاء كيف يكون الزهد مع تعدد الزوجات, و هو اشكال تافه من قوم اعمت اشعة نور محمد ابصارهم العليلة
و الجواب ان التعدد كان لاجل اغراض اجتماعية و لطلب الولد, و لا ينافى الزهد بل كان لا يطلب من الله الا الكفاف و مارس الجوع مع اهله ,حتى جاء فى القران قوله تعالى "وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ "
و تلك بيوت زوجاته قبل ان يغيرها بنو امية كانت ناطقة بزهده و تقشفه و الى يومنا تامل مساحتها و ضيقها
و فى الحديث المشهور عن على أن فاطمة اشتكت ما تلقى من الرحى في يدها وأتى النبي صلى الله عليه وسلم سبى فانطلقت فلم تجده ولقيت عائشة فأخبرتها فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته عائشة بمجيء فاطمة إليها فجاء النبي صلى الله عليه وسلم إلينا وقد أخذنا مضاجعنا فذهبنا نقوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم على مكانكما فقعد بيننا حتى وجدت برد قدمه على صدري ثم قال ألا أعلمكما خيرا مما سألتما إذا أخذتما مضاجعكما أن تكبرا الله أربعا وثلاثين وتسبحاه ثلاثا وثلاثين وتحمداه ثلاث وثلاثين فهو خير لكما من خادم

هذا هو محمد الذى يكذبه الظالمون و يتطاول عليه المجرمون

القلم الحر
11-15-2010, 06:15 AM
ما سبق طريقة قرانية فى اثبات الرسالة و النبوة
و عمادها ملاحظة قرائن الصدق و ما اجلاها
و من لم ينتفع بها و ينفذ النور الى قلبه فلا تشغل نفسك بجداله ,لانه معاند و ان ابدى خلاف ذلك , و لو نزل عليه جبريل و اخبره بصدق محمد (ص) لن يؤمن "كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ 12 لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ 13 وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ السَّمَاء فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ 14 لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ "
و ان كان مراد المسلم فى جدله الفصل بين المختلفين و جمع كلمتهم فذلك غير ممكن لمخلوق بل لا يقدر عليه الا رب العزة
"إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَىٰ وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ "
و لهذا سمى يوم القيامة يوم الفصل
و لو كان من تجادله طالب حقيقة لما قطع ببطلان الرسالة فضلا ان يسلك طريق المستهزئين -كما هو حال عامة اللادينيين -و هو لا يملك الا ظنونا و اشكالات يجهل لقلة اطلاعه حلها او كما قال سبحانه ""بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ "
و هو حال عامة القوم مجرد حثالى من المستهزئين حتى انك تشعر فى منتدياتهم او مزابلهم الفكرية بانك فى حانة خمر !
و لو كانوا عقلاء حقا لادركوا ان العقل يوجب السعي في دفع المضار و ان السلامة فى الايمان مع عدم وجود البرهان القاطع على بطلان النبوة لذا قال سبحانه "قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُم بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ "
وقال سبحانه حكاية عن خليله إبراهيم عليه السلام "وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ "
"وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه " ومنه ما حكاه الله تعالى عن مؤمن آل فرعون من قوله "أَتَقْتُلُونَ رَجُلا أَن يَقُولَ رَبِّىَ اللهُ وَقَدْ جَآءَكُم بِالْبِيِّنَـتِ مِن رَّبِّكُمْ وَ إِن يَكُ كَـذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِى يَعِدُكُمْ "
فمحمد (ص) و الانبياء من قبله انذروا الناس بعذاب شديد من الجبار سبحانه ,و القرائن كما شبق تشهد بصدقه فلماذا ينكر نبوته العاقل معرضا نفسه لعذاب محتمل بقوة ؟
و لو انه التزم شعائر الاسلام لاشرق النور فى قلبه و هو امر مجرب قطعى , فهاهم ملايين المؤمنين منذ ظهر لاسلام لا يزيدهم تلاوة القران و اقام الصلاة الا ايمانا و يقينا و نورا و انشراح صدر
بل من لجا الى الله لدفع الشكوك يجد الله قريبا مجيبا و هو امر مجرب لذا قال سبحانه :
"إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ "
فامر بالاستعاذة بالله تعالى علاجا لشبهات المجادلين
فلنلجا الى الله ليهدينا , و لا تشك فى اثر الدعاء و انما احمل هم الدعاء لا هم الاجابة تجد فى الدعاء اقوى دليل على وجود البارى و تنحل به كل شبهة و كثير من الشبهات محض وساوس
يقول محمد احمد الراشد :
فإن اعتقادنا بإجابة الله الدعاء هو جذر الإيمان وعرقه العميق، وبعض الموفقين يعرفون علامة رجحان الاستجابة إذا الداعى دعا، من عبرة خانقة، أو شهقة مكتومة، أو نبرة صادقة، أو ذعر شديد، أو ضراعة واطئة، أو سذاجة بريئة، أو عى فى اللغة ممن تعرف عنه الفصاحة، فى عشرات العلامات التى لا تقلد ولا تفتعل ويمكن تمييزها من قبل مؤمنين يهبهم الله تمييزها، فيعلمون أن الله سيتجيب لابد، ويعرفون ما سيقع فى المستقبل القريب أو البعيد، ويتخذون ذلك قرينة لهم وإشارة.

و الله الموفق

القلم الحر
03-08-2014, 10:03 AM
اللهم صلى على محمد و اله و صحبه