المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما معنى خلق الليل والنهار ؟



اليقين
11-01-2010, 05:31 PM
السلام عليكم

إنه لأمر يبعث على التأمل عندما تقرأ الآية الكريمة التالية :

( وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَ النَّهَارَ وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ )

لنتدبر الأمر قليلاً ... نعلم أن النور الذي يكون في الصباح مصدره الشمس وفي غيابه يكون الظلام.

فما الفرق بين الظلام والليل ... ولماذا قال الله تعالى أيضاً .

خلق الليل والنهار والشمس.

نحن نعلم أن النهار لا يكون بلا شمس ولماذا فصل الله تعالى النهار عن الشمس.

ما الذي جعل الله سبحانه وتعالى يقول أنه خلق نتائج وكان يكتفي بذكر خلقه للأسباب.

هل في ذكره خلق الليل والنهار شيئاً تجعل من الشمس مصدر ضوء وحرارة فقط ليس سبباً في النهار والليل ؟

وما هو هذا الشيئ الذي يجعل من الليل والنهار مخلوقين كالشمس والقمر ؟

ولماذا قال الله تعالى في الأخير ... كل في فلك يسبحون ؟

كيف يسبح الليل والنهار في الفلك مع الشمس والقمر ؟

ولماذا قرن الجميع بالسباحة في الفلك واليل والنهار ليساً بأجرام ولا بكواكب ؟

هل هذا خطأ قرآني ؟ هل هو خطأ لغوي ؟ هل من عادة العرب في لغتهم دمج الأمور بواو العطف على غرار تشابهها مع بعضها ؟

لكن لماذا لم يذكر الله عز وجل ذلك صراحة وفضل بدله ذكر الليل والنهار ؟ ثم بعدها الشمس والقمر ؟

يقول الله عز وجل

{وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} [يس: 38]

فإذا كان الشمس تجري لمستقر لها فلماذا تختلف في أماكن المغيب من يوم لآخر ومن فصل لآخر ومن سنة لأخرى ؟

أليس المفروض أن تكون الشمس تدور حول الأرض في مستقر أي تطلع من نفس المكان يومياً وتغرب في نفس المكان يومياً ؟

ومن أي لنا أن نعلم أن الشمس تجري لمستقر لها على الأرض ... لم يذكر ذلك صراحة فلماذا نستنتجه كحق ؟ ؟

نعود ونربط الأدلة والأسئلة مع بعضها ونفهم عظمة الله عز وجل وعمق قدرته في خلقه.

( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَ النَّهَارَ وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ )

إن خلق الليل والنهار لا يمكن أبداً الإستدلال عليه في شيئ إلا بكروية الأرض ... فالله سبحانه وتعالى أعطانا مفتاحاً لعلم دوران الأرض حول نفسها [ آسف مازلنا لم نصل لهذه النقطة بعد ] لدوران الشمس حول الأرض.

أي من خلال قوله خلق الليل والنهار مفتاحٌ للتدبر في الأمر لنصل لفكرة الكرة ومصدر الضوء.

فكيف بسطح أن يغيب عنه الضوء ويحل به الظلام دون أن يكون كروي الشيكل أو بسطح تدور الشمس في فلكه دون أن تغيب أو ان تغيب دون أن تطلع ... هذا من العلم الذي خلق الله لنا العقل لنفهمه وليس لنرفضه بحجة منافاته لنص القرآن . فمن قال بهذا إنما يشرح القرآن على هواه ويفصل القرآن عن العقل وهذا مناف لمبدئ القرآن.

فالليل والنهار دليلان على دوران جسم الأرض التي نحن عليها نرى من خلالها الليل والنهار .
وهنا نفهم أن مواجهة الجزء الدائري من الأرض للشمس يعطينا النهار والجزء الغير مواجه للشمس يعطينا الظلام .

هذا التحليل لا يحتاج لعلم بالفلك بقدر ما هو يحتاج لمعرفة شكل الكرة والذي لم يهتم الناس به كثيراً بقدر ما إهتموا بالدائرة.

هنا النقاش بدورانية الأرض حول نفسها فقط بالإستدلال بالآية الكريمة. ومنطق العقل.

فقط ملاحظة بسيطة وهي أن الشمس تلت في الآية ذكر الليل والنهار لأنها الفصل بينهما.

يبقى الجزء الأصعب وهو تبيان دوران الأرض حول الشمس دول الحاجة لديل خارجي من الناسا بل فقط بإستعمال القوانين التي نعرفها وخلقها الله لنسير عليها فوق الأرض.

يقول الله عز وجل في الآية الكريمة

( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ )

يعني أن الأرض والشمس والقمر يسبحون في الفلك والسباحة لا تكون في إتجاه محدد بل في كل الإتجاهات لكن شرط ان تكون فوق سطح معين.

فكما للبحر سطح يسبح الناس فوقه فللفضاء سطح تسبح فوقه الأرض والشمس والقمر.

لكن إذا كانت السباحة مسموحة في جميع الإتجاهات إلا أسفله أو فوقه فهذا يعني أن الجميع له مستقر أو طريق يسبحون فيها .

لماذا قلت طريق لأن فوق الأرض أو البر لا يمكننا السفر في البراري إلا فوق الأماكن المسموح بها وهذا دليل ربط خلقه الله في الأرض ... فقديما زمن الرومان كانو يبنون الطرق لتمشي فوقها العربات وقبلهم بنو الطرق وحاليا نبني طرقاً... والمشي على خلافها يعد مخالفة... هذا على البر. وحتى في السماء الطائرات التي تستطيع التحليق في أي مكان فالسماء واسعة لا تحلق إلى لمستقر لها باأجهزة التحكم الإلكتروني للطيران الأوتوماتيكي فهي تحلق لمستقر لها في سماء واسعة.

من هنا نستدل بأمور أخرى أن السماء طريق كوني للأرض والشمس والقمر فإذا كانت طريقاً لهم فماذا نستفيد من ذلك ؟ نستفيد ان دوران الأرض حول نفسها لا تلغي قول الآية بالسباحة في الفلك ولا تعنيها إختلاف مطالع الشمس ومغاربها المختلفة حسب كل منطقة من مناطق الأرض.

فالمعاينة كانت المقياس حول من يقول بدوران الشمس حول الأرض وهذا إستدلال ناقص وليس بالضرورة أن يكون فاسد للأمانة.

فالمعاينة يعتبر دليلأ يستدل به ولكنه يعتبر دليلا ناقصاً وفاسداً إذا كان دليلا أحادياً. حتى لو كان صادقاً.

فينبغي أن يصدقه العقل الذي أعطانا إياه الله لنحلل بين الحقيقة والباطل.

فالآية فيها دلالة على ثلاتة أمور تعتبر مفاتيح لأمور أخرى يشب التفكير والتدبر فيها:

كروية الأرض.
و دوران الأرض حول نفسها أو دوران الشمس حولها لخلق الليل والنهار.
وسباحة الأرض والشمس والقمر في الفلك.

نأتي لأمر مهم جاء الوقت لذكره سنذكره لنكمل التحليل بالعقل :
وهو إدخال الله القمر في الآية فلا هو له دور في الليل ولا له دور في النهار فلمذا يتبع القمر الشمس في الآية ؟

إنها البرهان الذي جعله الله لكروية الآرض وإنه الدليل الأعظم أن الشمس تغيب على قوم وتطلع على قوم آخر.
إنه العاكس لضوء الشمس التي ما إختفت لكنها مازالت لكننا نحن على القسم المظلم من الأرض من إختفت عنهم. وإنعكاس نورها على القمر دليل على انها حية ترزق تمد نورها الذي خلقه الله لأجله على الجزء الآخر من الأرض.

هنا نفهم أمراً لا مكان لإنكاره وهو أن للأرض حجماً تدور عليه الأرض حول نفسها أو تدور عليه الشمس في مدة معينة على الأرض.

ولكي نتبث أن الشمس تدور حول الأرض يجب أن نتبت أن القمر والشمس أصغر من الأرض جبراً. وإلا إختلت موازين وحكم وقوانين خلق الله للكون.

ومن المعروف بالعين المجردة أن الشمس والقمر متسوايات بدليل الكسوف .

فإذا كان هذا الإستدلال واقعا عاش عليه أجدادنا من الأنبياء والصالحين وحتى الكفرة والملحدين.

فكيف يقول الله عز وجل في الآية الكريمة

فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر فلما أفلت قال يا قوم إني بريء مما تشركون ( 78 )

لا ننسى أن إبراهيم عليه السلام كان في عصور ساحقة لا نازا ولا تلسكوب ولا أقمار صناعية.

فمن أين له بالقول بهذا الأمر ؟ كيف علم أنها أكبر والقمر والشمس يتساويان في السماء للعين لدرجة المطابقة التامة حين الكسوف ؟عليه الصلاة والسلام.

سؤال يطرح نفسه. الآية تدل على أن إبراهيم كان يبحث عن الحق في السماء وما زال يبحث عن الهداية لخالق الكون من السماء.

إنه علم بعلم دنيوي أن الشمس أكبر.

نرجع للآية الكريمة مستدلين بقول إبراهيم عليه السلام

( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ )

نعلم ان القمر دائري ونعلم أن الشمس دائرية فهل الأرض إستثناء لا فهذا يخالف القانون الإلهي الذي جعل لنا العقل للتماشي معه فلذلك أشار لليل والنهار بالحكمة وعظمته وعلمه بقدرة العقل الذي خلقه على إدراك الأمر وقد جعله له في الأرض الأدلة للإستدلال على الأمر.

فهو ليس لغزاً أبداً بل هو أمر يدل على الحكمة في الإشارة لأمر يتطلب التفكير من بني البشر وليس الحكم بالعين كدليل أحادي.

تبقى مسألة دوران الأرض حول الشمس أو العكس مرتبطة بالحجم وسرعة الدوران .

إنه المفتاح فالسباحة في الفلك مفتاح لأمور أخرى كما كان الليل والنهار مفاتحا لكروية الأرض.

فالسباحة في الفلك مفتاح لحجم الأرض التي هي محور الحديث عن الفلك في القرآن. بكونها قرارا للناس.

وبدراسة أحجام القمر والشمس وبحكم المسافات التي بيننا بالإستدلال بالعقل وتوابث علوم الدنيا.

نستنتج أن حجم الأرض أقل بكثير من حجم الشمس ولدوران الشمس حول الأرض يستلزم أن تدور الشمس حول الأرض في مستقر لها بسرعة تفوق ربما سرعة الضوء نفسه وهذا يخالف بكل الموازين الحقيقة.

فإما أن تدور الشمس حول الأرض ضاربة بعرض الحائط كل القوانين والعلوم التي جعلها الله لنا لنفرق بها بينا لحق والباطل والصواب و الخطأ أو أن نقبل حقيقة دوران الأرض حول الشمس في مستقر لها والشمس تجري في مستقر لها والقمر في مستقر له كل في فلك يسبحون .

إنا لسنا في صدد حقيقة علمية حديثة بل فقط في تحليل الآية بالعقل دون مخالفة القرآن والسنة.

والآن بدليل كروية الأرض والقمر والشمس وبسبب هذه الكروية كان خلق الليل والنهار. وبدليل حجم الأرض ومقارنته بحجم الشمس والقمر بحكم البعد وأيضا بدليل السرعة في التحرك بين الليل والنهار ووضع الجميع في المعادلة.

سنخرج بالتالي :

أنه من المستحيل بتاتا بإستخدام العقل لربط العلوم أن تكون الشمس الأكبر تدور حول ما هو أصغر في مستقرها الذي يعد بملايين الكيلومترات.

الأمر هو أن تقبل ما خلق الله لك العقل من أجله وهو لا يخالف أبداً القرآن بأي شكل من الأشكال.
أو أن تفسر القرآن على قصر علمك وترفض كل ما خلق الله لك العقل من أجله.