المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بالفيديو - شاهد الولادة الطبيعيه بدون اى موانع شرعية - فيديو الولادة ا



مهااا عبدالرحمن
11-09-2010, 03:04 AM
بالفيديو - شاهد الولادة الطبيعيه بدون اى موانع شرعية - فيديو الولادة الطبيعيه




بسم الله الرحمن الرحيم

شاهد الولادة الطبيعيه بدون موانع شرعيه

http://nojoomcirta.free.fr/up_ar/ar/A7MAD13.jpg


http://s.alriyadh.com/2006/01/24/img/241603.jpg





احدث فيديو لا يحتوى على اى موانع سرعيه وهوفيديو تعليمي فى الاساس - انقله لكم لكي تروا عجبة الخالق فى ما خلق سبحانه وتعالى


لن أطيل عليكم الفيديو من هنا

http://videos.wasalaty.com/labour.html



منتظر الردود منكم يا اخواني الاعزاء

حسن المرسى
11-09-2010, 04:26 AM
نعم هذا الأنيميشن يوضح الوضع الأول من أوضاع الولادة وهو Left occipito-anterior
وهذا ما يحدث فى أغلب الولادات ..
ولعل من عجيب صنعة الخالق عز وجل هذا المجرى قناة الولادة ..
فرأس الطفل الصغير كبيرة بالنسبة لحجم الحوض ...
ولكى تمر الرأس عبر قناة الولادة ... فإنها تدور حسب قاعدة الجزئ الذى يلامس الحوض أولا من الرأس يدور الى الأعلى
وهذا الدوران يكون بطريقة مذهلة ..... تعتمد على درجة الخمسة وأربعين ومضاعفاتها ...
حتى تمر الرأس من الحوض ... فترجع الرأس مرة أخرى الى الوضع السابق
وبلى ذلك ..... دوران الأكتاف وولادة الخصر عن طريق الإلتواء
كل هذا فى نظام غريب وعجيب .... دور الطبيب فيه المراقبة ... وفقط
فسبحان الخلاق ... الذى أتقن كل شئ خلقه ..
..............
ومن عجيب صنعة الخالق فى الحيوانات ذات القوائم الأربعة أن الحوض فيها مفتوح من الأسفل ...
فلا تجد مشقة الولادة كما فى الإنسان...
وهذا لطبيعة حياتها فى البرية ...
فسبحانك ربى ...

HAMID
11-09-2010, 10:09 AM
سبحان الله العظيم

سليلة الغرباء
11-09-2010, 02:21 PM
سبحان ربي

ومن أحسن من الله صنعا

ومن أبدع منه تصويرا

تبارك الله أحسن الخالقين

صورة غاية في الروعة لتأمل قدرة الله وكيف هذا الجنين يدور ليس بالدوران الكامل لكنه دوران يساعده على التخلخل ببطئ من رحمة الله به وبوالدته داخل تلك القناة وهي تتوسع شيئا فشيئا كلما تقدم بالسير من خلالها وهو منكمش نوعا ما (( وأخال على شفتيه ابتسامة)) ليخرج مستطيل ومستقيم العمود (( حياة جديدة بصرخة هذا المولود ))

تباركت ربي ما شكرناك وما حمدناك وما عبدناك حق عبادتك

أحسنت الإختيار أختي في دعوتنا للتأمل بارك الله فيك

سليلة الغرباء
11-09-2010, 02:34 PM
إليك وللجميع هذه الإضافات المهمة

ثم أنشـأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين‏


بقلم الدكتور‏:‏ زغـلول النجـار
هـذاالنص القرآني المعجز جاء في بدايات سورة المؤمنون‏,‏ وهي سورة مكية‏,‏ وعدد آياتها ثماني عشرة ومائة‏(118)‏ بعد البسملة‏,‏ وقد سميت بهذا الاسم لإشادتها بالمؤمنين من خلق الله المكلفين‏,‏ وقد استعرضت عددا من صفاتهم الكريمة تجسيدا للنموذج الذي يرتضيه ربنا تبارك وتعالي من عباده‏,‏ والذي حددته الآيات في مطلع هذه السورة المباركة بقول الله تعالي‏(‏ وهو أحكم القائلين‏):‏
قد أفلح المؤمنون‏*‏ الذين هم في صلاتهم خاشعون‏*‏ والذين هم عن اللغو معرضون‏*‏ والذين هم للزكاة فاعلون‏*‏ والذين هم لفروجهم حافظون إلا علي أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين‏*‏ فمن ابتغي وراء ذلك فأولئك هم العادون‏*‏ والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون‏*‏ والذين هم علي صلواتهم يحافظون‏*‏ أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون‏*(‏ المؤمنون‏:1‏ ـ‏11).‏

وتعاود السورة الكريمة في منتصفها إلي زيادة وصف للمؤمنين فتقول‏:‏
إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون‏*‏ والذين هم بآيات ربهم يؤمنون‏*‏ والذين هم بربهم لايشركون‏*‏ والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلي ربهم راجعون‏*‏ أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون‏*‏
‏(‏المؤمنون‏:57‏ ـ‏61).‏

وفي التأكيد علي طلاقة القدرة الإلهية في إبداع خلق الإنسان جاء قول ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين‏*‏ ثم جعلناه نطفة في قرار مكين‏*‏ ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين‏*‏
‏(‏المؤمنون‏:12‏ ـ‏14)‏

ووصف مراحل الجنين في الإنسان بهذه الدقة العلمية المتناهية‏,‏ وفي أطواره المتتابعة تتابعا دقيقا محكما‏,‏ وهي مراحل وأطوار تتراوح أبعادها بين الأجزاء من الملليمتر إلي أعداد من الملليمترات القليلة‏,‏ وذلك في غيبة كاملة من وسائل التكبير أو التصوير أو الكشف‏,‏ وفي بيئة بدائية بسيطة من قبل أربعة عشر قرنا‏,‏ وفي ظل سيادة الاعتقاد بأن الإنسان يخلق خلقا كاملا في هيئة متناهية الضآلة من دم الحيض وحده‏,‏ أو من ماء الرجل وحده يعتبر ـ بلا منازع ـ صورة من صور الإعجاز العلمي في كتاب الله‏,‏ تشهد لهذا الكتاب العزيز بأنه لايمكن أن يكون صناعة بشرية‏,‏ بل هو كلام الله الخالق الذي أنزله بعلمه علي خاتم أنبيائه ورسله‏,‏ وحفظه بعهده الذي قطعه علي ذاته العلية‏,‏ في نفس لغة وحيه‏(‏ اللغة العربية‏),‏ وحفظة حفظا كاملا‏:‏ حرفا حرفا‏,‏ وكلمة كلمة بكل إشراقاته الربانية‏,‏ وحقائقه النورانية ليبقي حجة علي الناس كافة إلي يوم الدين‏.‏
ولذلك ختمت هذه الآيات الثلاث‏(‏ المؤمنون‏:12‏ ـ‏14)‏ بقول ربنا‏(‏ عز من قائل‏):...‏ فتبارك الله أحسن الخالقين‏*‏

أي أتقن الصانعين صنعا‏,‏ لأن الخلق يعني إتقان الصنعة‏,‏ وتقديرها التقدير السليم‏,‏ كما يعني الإيجاد من العدم علي غير مثال سابق‏,‏ ويعني إيجاد شيء من شيء آخر بطريق التحويل‏,‏ ومعني الإبداع أو الإيجاد من العدم علي غير مثال سابق لايكون إلا لله‏(‏ تعالي‏),‏ أما إتقان الصنعة وحسن التقدير لها‏,‏ أو تحويلها من هيئة إلي أخري فيكون للخالق‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ كما يكون للمجيدين من المخلوقين‏.‏
وبعد تفصيل خلق الإنسان‏,‏ ووصف مراحله الجنينية بدقة تعجز عنها جميع المعارف المكتسبة‏,‏ تنتقل الآيات في سورة المؤمنون إلي الحديث عن الموت وحتميته‏,‏ وعن البعث وضرورته‏,‏ حتي يجازي المحسن علي إحسانه‏,‏ والمسيء علي إساءته‏,‏ وهذه كلها عمليات متلازمة في حياتنا الدنيا إلي قيام الساعة‏.‏

وبعد الحديث عن خلق الإنسان وعن تقدير الموت والبعث عليه إنتقلت السورة الكريمة إلي استعراض عدد من آيات الله في الخلق الدالة علي طلاقة قدرته في إبداعه لخلقه‏,‏ والشاهدة علي ألوهيته وربوبيته ووحدانيته المطلقة فوق جميع خلقه‏,‏ والناطقة بقدرته علي بعث خلقه بعد الموت‏,‏ أو بعد التدمير والإفناء‏.‏ ومن هذه الايات خلق السماوات السبع حول الأرض‏,‏ ورعاية الله‏(‏ تعالي‏)‏ لهذا الخلق‏,‏ وإنزال الماء من السماء بقدر وإسكانه في الأرض والتأكيد علي أن الله‏(‏ تعالي‏)‏ قادر علي الذهاب بمخزون الماء الأرضي وتدميره بعد إنزاله من السماء بقدر أي بتقدير محكم دقيق وبكميات محسوبة بدقة وإحكام بالغنين‏.‏ وهذه هي أول إشارة إلي دورة الماء حول الأرض‏,‏ وإلي أن أصل الماء المخزون في صخور الغلاف الصخري للأرض هو ماء المطر‏,‏ وهي حقائق لم تبدأ العلوم المكتسبة في الوصول إليها إلا في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي‏,‏ وإن سبقت لها إرهاصات قليلة في أواخر القرن السادس عشر الميلادي يبدو أنها منقولة عن أصول إسلامية‏).‏
ومن آيات الله في الخلق التي استعرضتها سورة المؤمنون ما أنشأ الله‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ بماء السماء من جنات النخيل والأعناب وغيرهما من أشجار الفواكه العديدة‏,‏ والمحاصيل المختلفة اللازمة لحياة كل من الإنسان والحيوان‏,‏ ومنها شجرة الزيتون ـ خاصة ذلك الذي ينبت في طور سيناء ـ وهي شجرة تنبت بالدهن‏(‏ زيت الزيتون‏)‏ وصبغ للآكلين‏(‏ وهو الإدام المصاحب لزيت الزيتون والذي يصبغ الخبز المغموس في هذا الزيت‏)‏ وفي ذلك إشارة إلي ما في شجر الزيتون الذي ينبت في طور سيناء من كرامات خاصة يلزم تقصيها ودراستها دراسة علمية منهجية دقيقة‏.‏ ومن هذه الآيات خلق الأنعام وإعطاؤها القدرة علي إنتاج اللبن في بطونها وضروعها‏,‏ وإنتاج اللحم مما تأكل من أعشاب ومالها من منافع أخري عديدة للإنسان مثل حمله في البر كما تحمله الفلك في البحر‏.‏

وبعد استعراض هذا العدد من آيات الله في الخلق انتقلت سورة المؤمنون إلي الحديث عن قصص عدد من أنبياء الله وتفاعل أممهم معهم منهم نوح‏(‏ عليه السلام‏)‏ ومن جاء بعده من الرسل إلي كل من موسي وهارون‏,‏ ثم عيسي ابن مريم‏(‏ علي نبينا وعليهم من الله السلام‏),‏ مؤكدة وحدة رسالة السماء‏,‏ والأخوة بين جميع الأنبياء‏,‏ وإلي وحدة الجنس البشري الذي ينتهي نسبه إلي أب واحد وأم واحدة‏,‏ ومشيرة إلي جحود الغالبية من الناس لوحي السماء‏,‏ ومحاربتهم للأنبياء علي الرغم من صدق جميع أنبياء الله‏,‏ ووضوح حجتهم‏,‏ وتأييد الله‏(‏ تعالي‏)‏ لهم بالمعجزات العديدة‏,‏ وعلي الرغم من تيقن كل أمة من أمم هؤلاء الأنبياء من عقاب العصاة والكافرين من الأمم السابقة عليهم‏.‏ وفي التأكيد علي انحرافهم عن منهج ربهم واختلافهم فيما بينهم إلي العديد من الطوائف والفرق يقول ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ في سورة المؤمنون‏:‏
يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم‏*‏ وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون‏*‏ فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون‏*‏ فذرهم في غمرتهم حتي حين‏*‏ أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين‏*‏ نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون‏*‏
‏(‏المؤمنون‏:51‏ ــ‏56)‏

وكما عرضت هذه السورة الكريمة جانبا من صفات المؤمنين فقد ذكرت في المقابل جانبا من صفات الكفار والمشركين في المجتمع المكي وفي غيره من المجتمعات الي يوم الدين‏,‏ وصورت جانبا من ذلهم ومهانتهم في الآخرة فتقول‏:‏
حتي إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب إذا هم يجأرون‏*‏ لاتجأروا اليوم إنكم منا لاتنصرون‏*‏ قد كانت آياتي تتلي عليكم فكنتم علي أعقابكم تنكصون‏*‏ مستكبرين به سامرا تهجرون‏*‏ أفلم يدبروا القول أم جاءهم مالم يأت آباءهم الأولين‏*‏ أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون‏*(‏ المؤمنون‏:64‏ ــ‏69)‏

وتؤكد الآيات أن النبي والرسول الخاتم‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ دعا قومه والناس جميعا إلي‏..‏ صراط مستقيم‏*‏ وإن الذين لا يؤمنون بالأخرة عن الصراط لناكبون‏*‏
‏(‏المؤمنون‏:73‏ ــ‏74)‏

ولعلم الله‏(‏ تعالي‏)‏ بهم وبطبائعهم لم يرحمهم وفي ذلك يقول‏(‏ عز من قائل‏):‏
ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر للجوا في طغيانهم يعمهون‏*‏ ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون‏*‏ حتي إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد إذا هم فيه مبلسون‏*(‏ المؤمنون‏:75‏ ــ‏77)‏

ثم تنتقل الآيات في سورة المؤمنون إلي ذكر عدد من نعم الله علي عباده منها إنشاء السمع والأبصار والأفئدة مما يستحق الشكر لله‏(‏ تعالي‏).‏
ومنها انتشار الناس في الأرض حتي الوفاة ومن بعدها البعث والحشر إلي الله‏(‏ تعالي‏),‏ ومنها أن الله‏(‏ تعالي‏),‏ هو الذي يحيي ويميت وأن له اختلاف الليل والنهار‏.‏ وعلي الرغم من ذلك فإن كثيرا من الناس ينكرون البعث‏,‏ ويعتبرون القول به من أساطير الأولين مع اعترافهم بأن الأرض لله‏(‏ تعالي‏)‏ رب السماوات السبع ورب العرش العظيم‏,‏ الذي بيده ملكوت كل شيء‏,‏ وهو يجير ولا يجار عليه‏.‏

وفي خواتيم سورة المؤمنون تنفي الآيات كل دعاوي الشرك بالله‏(‏ تعالي‏)‏ فتقول‏:‏
بل أتيناهم بالحق وإنهم لكاذبون‏*‏ ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم علي بعض سبحان الله عما يصفون‏*‏ عالم الغيب والشهادة فتعالي عما يشركون‏*‏
‏(‏المؤمنون‏:90‏ ــ‏92)‏

وبعد ذلك تنتقل الآيات بالخطاب الي خاتم الأنبياء والمرسلين‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ موصية إياه بعدد من الأدعية الخاصة‏,‏ وآمرة إياه بعدد من السلوكيات النبيلة‏,‏ ومؤكدة ذل الكفار والمشركين‏,‏ والظلمة المتجبرين لحظة احتضارهم‏,‏ وهم موقوفون بين يدي الله‏(‏ تعالي‏)‏ يستعطفونه من أجل إرجاعهم إلي الحياة الدنيا لعلهم يعملون صالحا فيها فيرد عليهم الحق‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ بقوله العزيز‏:‏
‏..‏ كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلي يوم يبعثون‏*‏ فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون‏*‏ فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون‏*‏ ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون‏*‏ تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون‏*‏ ألم تكن آياتي تتلي عليكم فكنتم بها تكذبون‏*‏ قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين‏*‏ ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون‏*‏ قال آخسأوا فيها ولا تكلمون‏*‏
‏(‏ المؤمنون‏:100‏ ــ‏108)‏

وتستمر الآيات في استعراض خطاب الله‏(‏ تعالي‏)‏ إلي الضالين من الكفار والمشركين حتي تصل إلي قوله‏(‏ سبحانه وهو أصدق القائلين‏):‏
أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون‏*‏ فتعالي الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم‏*‏ ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون‏*‏
‏(‏ المؤمنون‏:115‏ ــ‏117)‏

وتختتم السورة الكريمة بأمر من الله‏(‏ تعالي‏)‏ إلي خاتم أنبيائه ورسله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ وهو في نفس الوقت أمر الي كل مسلم ومسلمة إلي يوم الدين بطلب الغفران والرحمة من رب العالمين وفي ذلك يقول‏(‏ تعالي‏):‏
وقل رب أغفر وارحم وأنت خير الراحمين‏*(‏ المؤمنون‏:118).‏

من ركائز العقيدة في سورة المؤمنون
‏(1)‏ الإيمان بالله‏(‏ تعالي‏),‏ وبملائكته‏,‏ وكتبه‏,‏ ورسله‏,‏ وباليوم الآخر‏,‏ وبالخلود في الحياة القادمة إما في الجنة أبدا أو في النار أبدا‏,‏ وبأنه لن يرث الجنة‏(‏ خلودا بلا موت‏),‏ إلا المؤمنين الذين عرضت السورة الكريمة لجانب من صفاتهم‏.‏ والإيمان كذلك بأن الله سبحانه هو عالم الغيب والشهادة‏,‏ وهو خير الرازقين‏,‏ وهو الذي يحيي ويميت‏,‏ وان له اختلاف الليل والنهار‏,‏ وأنه هو رب العرش الكريم‏.‏

‏(2)‏ تنزيه الله‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ عن جميع صفات خلقه‏,‏ وعن كل وصف لا يليق بجلاله من مثل الادعاء الكاذب بالشريك أو الشبيه أو المنازع أو الصاحبة أو الولد‏,‏ وهي كلها من صفات المخلوقين‏,‏ والخالق منزه عن جميع صفات خلقه‏.‏

‏(3)‏ اليقين بأن الله‏(‏ تعالي‏)‏ قد خلق الإنسان من سلالة من طين‏,‏ وقدر طريقة تناسله‏,‏ ومراحل الجنين في نسله مرحلة بعد أخري بدقة بالغة حتي تتم تسويته في خلقته البشرية الكاملة حتي يخرج إلي الحياة طفلا ينمو حتي اكتمال عمره‏,‏ ثم له بعد هذه الحياة الموت‏,‏ ثم البعث والحساب والجزاء بالخلود في الجنة أبدا أو في النار أبدا‏,‏ وذلك لأن الإنسان لم يخلق عبثا‏,‏ وإنما خلق للابتلاء والاختبار في الحياة الدنيا‏,‏ وأنه عائد حتما إلي خالقه ليجزيه علي ما قدم فيها‏.‏

‏(4)‏ التصديق بأن الله‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ هو خالق كل شيء‏,‏ وهو رب كل شيء ومليكه ومدبر أمره‏,‏ ومن خلقه السماوات السبع والأرضون السبع وما فيهن‏,‏ ومن حسن تدبيره للحياة علي الأرض دورة الماء حول هذا الكوكب بتبخيره بقدر معلوم‏,‏ ثم إنزاله من السماء بقدر ليلعب دورا أساسيا في ازدهار الحياة علي الأرض‏,‏ ثم يفيض إلي البحار والمحيطات بعد ان يكون قد اسكن جزءا منه في صخور القشرة الارضية ليكون مصدرا للحياة في المناطق التي تفتقر الي المياه الجارية‏,‏ وهو‏(‏ تعالي‏)‏ الذي يحفظ هذا المخزون من الماء الارضي برحمته وحكمته لانه قادر علي تغويره والذهاب به أي إفنائه وقتما شاء وكيفما شاء‏.‏
كما أنه‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ هو منبت النبات‏,‏ ومنشيء الزروع المختلفة‏,‏ وخالق الأنعام‏,‏ ومنبت في ضروعها اللبن‏,‏ وجاعل لحومها مستساغة للانسان‏,‏ وجاعل فيها العديد من المنافع له‏,‏ فهو‏(‏ سبحانه‏)‏ مبدع كل شيء وهو بكل شيء عليم‏.‏

‏(5)‏ الايمان بوحدة رسالة السماء‏,‏ بالاخوة بين الانبياء‏,‏ الذين كانت دعوتهم جميعا واحدة‏,‏ ثم تكاملت هذه الدعوة السماوية في الرسالة الخاتمة التي بعث بها النبي والرسول الخاتم سيدنا محمد‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏),‏ وبما أن حفظ الرسالات السابقة قد وكل الي أصحابها‏,‏ وبما ان الله‏(‏ تعالي‏)‏ قد تعهد بعدم العقاب دون بلاغ‏,‏ فقد تعهد بحفظ رسالته الخاتمة في نفس لغة وحيها‏(‏ اللغة العربية‏)‏ حفظا كاملا وقد حفظت علي مدي القرون الاربعة عشرة الماضية دون نقصان حرف واحد‏,‏ او إضافة حرف واحد حتي تبقي حجة علي الناس أجمعين إلي يوم الدين‏.‏

‏(6)‏ اليقين بأن الله‏(‏ تعالي‏)‏ قد قرر أنه لا عودة الي الحياة بعد الموت إلا في يوم البعث‏,‏ لانه‏(‏ سبحانه‏)‏ قد جعل من وراء الاموات برزخا الي يوم يبعثون‏,‏ وأن الخلق سوف يبعثون بعد نفختي الصور‏,‏ وبعد الاولي منهما يصعق الأحياء ويموتون‏,‏ وبعد الثانية يبعث كل ميت‏.‏

‏(7)‏ التصديق بأن الشرك بالله‏(‏ تعالي‏)‏ كفر به‏,‏ وان الكافرين لا يفلحون أبدا‏,‏ وبأن المفلحين حقا هم الذين ثقلت موازينهم في الآخرة فيخلدون في جنات النعيم‏,‏ وأن الذين خفت موازينهم في الآخرة من الكفار والمشركين‏,‏ والظلمة المتجبرين علي الخلق‏,‏ والمتطاولين علي أوامر الخالق‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ هم الذين خسروا أنفسهم لأنهم سوف يخلدون في نار جهنم إلي أبد الآبدين‏.‏

من الاشارات الكونية في سورة المؤمنون
‏(1)‏ الإشارة إلي خلق الإنسان من سلالة من طين‏,‏ ووصف مراحله الجنينية المتتابعة بدقة بالغة حتي إنشائه خلقا آخر‏,‏ وهي مراحل تتراوح في أبعادها بين أجزاء من الملليمترات إلي بضعة ملليمترات قليلة في غيبة تامة لجميع وسائل التكبير والتصوير والكشف‏,‏ وفي زمن سيادة الاعتقاد بتخلق الجنين كاملا دفعة واحدة من دم الحيض وحده‏,‏ أو من ماء الرجل وحده‏.‏

‏(2)‏ الإشارة الي خلق السماوات السبع‏,‏ وهي من الأمور التي لم تستطع العلوم المكتسبة الوصول الي معرفة شيء عنها نظرا الي ضخامة أبعاد الكون‏,‏ وإلي تمدده بأستمرار بمعدلات تفوق تطور تقنيات الانسان بأرقام فلكية وإلي نهاية لا يعلمها إلا الله‏(‏ تعالي‏).‏

‏(3)‏ ذكر إنزال الماء من السماء بقدر‏,‏ وإلي إسكان جزء منه في صخور الغلاف الصخري للارض بتقدير دقيق‏,‏ وحكمة بالغة‏,‏ وهي حقيقة لم تتوصل إليها العلوم المكتسبة إلا في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي‏.‏

‏(4)‏ الربط بين إنزال الماء من السماء وإخراج النبات من الارض‏,‏ ووصف شجرة الزيتون بأنها تنبت بالدهن‏(‏ زيت الزيتون‏)‏ وصبغ للاكلين‏(‏ الإ دام الذي يصبغ الخبز المغموس في زيت الزيتون‏),‏ والتركيز علي شجر الزيتون الذي ينبت في طور سيناء بصفة خاصة‏.‏

‏(5)‏ الإشارة إلي ما في خلق الأنعام من عبر للمعتبرين من مثل ما يخرج من بطونها من لبن‏,‏ ومن أبدانها من لحوم وشحوم‏,‏ ومافيها غير ذلك من فوائد للانسان من مثل اتخاذها للركوب والحمل في البر كما تتخذ السفن في البحر‏.‏

‏(6)‏ ذكر حاسة السمع قبل كل من الابصار والأفئدة‏,‏ وعلم الأجنة يؤكد سبق تكون حاسة السمع لبقية الحواس المذكورة‏,‏ فالمولود يسمع قبل أن يري أو يدرك‏.‏

‏(7)‏ إقرار حقيقتي تكور الأرض‏,‏ ودورانها حول محورها أمام الشمس بالإشارة الضمنية الرقيقة إلي إختلاف الليل والنهار‏.‏

وكل قضية من هذه القضايا تحتاج الي معالجة خاصة بها‏,‏ ولذلك فسوف اقصر حديثي هنا علي إنشاء الجنين خلقا آخر بعد تحويل المضغة إلي عظام وكسوة العظام باللحم‏(‏ العضلات والجلد‏)‏ كما جاء في النقطة الاولي من القائمة السابقة‏.‏

من الدلالات العلمية للنص القرآني الكريم
علي الرغم من ان تخلق الوجه يبدأ في فترة مبكرة من حياة الجنين البشري إلا أنه لا يأخذ الشكل الآدمي إلا بعد تخلق العظام وكسوتها باللحم‏,‏ ولذلك قال‏(‏ تعالي‏):‏
ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين‏.‏ ثم جعلناه نطفة في قرار مكين‏.‏ ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين
‏(‏المؤمنون‏:12‏ ـ‏14)‏

ولتباعد الفترة الزمنية ولضخامة النقلة النوعية بين كل من الخلق من الطين والجعل نطفة في قرار مكين‏,‏ وكذلك بين النطفة الأمشاج في القرار المكين وتحويلها إلي ما بعد ذلك من أطوار متداخلة استخدم القرآن الكريم حرف العطف‏(‏ ثم‏)‏ الذي يفيد الترتيب مع التراخي‏.‏ ولتداخل المراحل التالية من العلقة الي المضغة الي تحويل المضغة الي العظام وكسوة العظام باللحم‏(‏ العضلات والجلد‏)‏ استخدم القرآن الكريم حرف العطف‏(‏ ف‏)‏ الذي يفيد الترتيب مع التعقيب والتداخل‏.‏ ومرة أخري يستخدم هذا الكتاب الكريم حرف العطف‏(‏ ثم‏)‏ بين إتمام كسوة العظام باللحم وبين إنشاء الجنين في خلق آخر لضخامة النقلة النوعية في الخلق ولطول الفترة الزمنية اللازمة لإتمام النشأة في خلق آخر‏.‏
فطور العلقة يبدأ في نهايته تخلق اوائل الكتل البدنية‏(Somites)‏ التي تميز طور المضغة التي يكتمل تخلق الكتل البدنية فيه فتعطي هذا الطور من أطوار الجنين شكل قطعة اللحم الصغيرة الممضوغة والتي قد لاكتها الاسنان فتركت طبعاتها عليها‏.‏ وهذه الكتل البدنية قد أعطاها الله‏(‏ تعالي‏)‏ القدرة علي ان يتحول نصفها لبناء الهيكل العظمي للجنين ولذلك يطلق عليه اسم شطرالعظام وبعد اكتمال ذلك يتحرك النصف الآخر لكسوة العظام باللحم‏(‏ العضلات والجلد‏)‏ ولذلك يطلق عليه اسم شطر العضلات والجلد‏(Myo-dexmatome).‏

ولضخامة النقلة من هذه الأطوار إلي ما يليها من أطوار جمعها القرآن الكريم في التعبير‏:‏ ثم أنشأناه خلقا آخر‏..‏ باستعمال حرف العطف‏(‏ ثم‏)‏ الذي يفيد الترتيب مع التراخي‏.‏
وبذلك يقسم القرآن الكريم مراحل تخلق الجنين البشري إلي الأطوار الخمسة التالية‏:‏

أولا‏:‏ طور النطفة الأمشاج‏:‏ وهو طور البييضة المخصبة‏(TheFertilizedOvumStage)‏ أو طور اللقيحة‏(Zygote)‏ التي تنشط في الانقسام حتي تكون ما يسمي باسم التويتة‏(Morula)‏ أو الأرومة الجرثومية‏(Blastula).‏ وهذا الطور يستمر لمدة الأسبوع تقريبا من تاريخ بدء الإخصاب‏.‏

ثانيا‏:‏ طور العلقة‏:‏ ويبدأ بتعلق الأرومة الجرثومية بجدار الرحم في اليوم السادس بعد الإخصاب وحتي نهاية اليوم الخامس والعشرين‏,‏ أي يستمر لمدة تتراوح بين أسبوعين إلي ثلاثة أسابيع يشبه فيه دودة العلق في شكلها وفي تعلقها بجدار العائل الذي تتطفل عليه‏,‏ وفي طريقة تغذيتها علي دم العائل‏.‏

ثالثا‏:‏ طور المضغة‏:‏ ويبدأ في اليوم السادس والعشرين بعد الإخصاب تقريبا وذلك باكتمال تخلق الكتل البدنية‏(Somites)‏ التي تعطي الجنين شكل قطعة اللحم النييء الممضوغة والتي لاكتها الأسنان وتركت طبعاتها عليها وينتهي هذا الطور في حدود اليوم الثاني والأربعين بعد الإخصاب ببدء تكون الهيكل العظمي للجنين‏.‏

رابعا‏:‏ طور تخلق العظام وكسوتها باللحم‏:‏ يستغرق طور تخلق الأعضاء‏(TheorganogenesisStage)‏ الفترة من نهاية الأسبوع الرابع إلي نهاية الأسبوع الثامن‏,‏ ويبلغ ذروة نشاطه بنهاية الأسبوع السادس‏(‏ اليوم الثاني والأربعين بعد الإخصاب‏),‏ حين تبدأ العظام الغضروفية في التكون لتستكمل انتشارها في حجم الجنين بنهاية الأسبوع الثامن‏,‏ وتكسي باللحم‏(‏ العضلات والجلد‏)‏ بدءا من نهاية الأسبوع السابع وتنتهي بنهاية الأسبوع الثامن‏.‏
وفي ذلك يقول المصطفي‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏):‏

إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله ملكا فصورها‏,‏ وخلق سمعها وبصرها‏,‏ وعظامها‏,‏ ولحمها‏,‏ وجلدها‏,‏ ثم قال يارب‏:‏ ذكر أم أنثي؟
فيقضي ربك ما يشاء ويكتبه الملك‏.‏
‏(‏أخرجه الإمام مسلم‏)‏

ويقول‏(‏ عليه أفضل الصلاة وأزكي التسليم‏):‏
وكل الله بالرحم ملكا يقول‏:‏ أي رب نطفة‏,‏ أي رب علقة‏,‏ أي رب مضغة‏,‏ فإذا أراد الله أن يقضي خلقا قال الملك‏:‏ يا رب أذكر أم أنثي؟ أشقي أم سعيد؟ فما الرزق؟ فما الأجل؟ فيكتب كذلك في بطن أمه‏.(‏ في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه‏).‏
ويقول‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏):‏ إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة‏,‏ ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك‏,‏ ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك‏,‏ ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات‏:‏ يكتب رزقه وعمله وأجله وشقي أو سعيد‏.‏

ومع بداية الأسبوع السابع يبدأ الهيكل العظمي الغضروفي بالانتشار في الجسم كله فيعطي للجنين بدايات الهيئة البشرية وتكون العظام هي أبرز ما يتكون في هذه المرحلة التي يزداد فيها طول الجنين إلي حوالي‏23‏ مم وتبدأ أعداد من العلامات الخارجية في الظهور عليه منها‏:‏
‏1‏ـ تكون الهيكل العظمي وكسوته باللحم‏(‏ العضلات والجلد‏).‏
‏2‏ـ الاعتدال في تقوس الجسم‏.‏
‏3‏ـ بدء تشكل الوجه وما فيه من العينين‏,‏ والأذنين‏,‏ والأنف‏.‏
‏4‏ـ بدء تحديد منطقة العنق وتخلق الأقواس البلعومية علي جانبها‏.‏
‏5‏ـ بدء ظهور براعم الأطراف العلوية ثم السفلية وبدء تشكل كل منها‏.‏
‏6‏ـ استطالة المعلاق ليكون الحبل السري‏.‏
‏7‏ـ بدء تخلق الغدد التناسلية وإن كانت غير مميزة الجنس حتي نهاية هذه المرحلة‏.‏

خامسا‏:‏ طور النشأة‏:‏ باكتمال الأسبوع الثامن يصل طول الجنين إلي حوالي‏(30‏ مم‏)‏ ويكون تخلق الهيكل العظمي قد اكتمل وتمت كسوته باللحم‏(‏ العضلات والجلد‏)‏ وتكاد الأعضاء الداخلية كلها أن تكون قد اكتملت بشكل أولي‏,‏ وقد اتخذت مواضعها من جسد الجنين‏(Embryo)‏ فينتقل إلي طور الحميل‏(Fetus)‏ الذي يبدأ مع بداية الأسبوع التاسع‏(‏ أي بداية الشهر الثالث للحمل‏)‏ وينتهي بالولادة أي يستغرق أغلب فترة الحمل وتقدر بسبعة أشهر كاملة‏,‏ ولذلك عبرت عنه الآية الكريمة باستخدام حرف العطف‏(‏ ثم‏)‏ الذي يدل علي الترتيب مع التراخي وذلك بقول ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين‏(‏ المؤمنون‏:14)‏

ويتميز هذا الطور بالنمو السريع المتواصل وببدء اكتساب الملامح البشرية بنهاية الشهر الثالث ومن أهم هذه الملامح مايلي‏:‏
‏1‏ـ زيادة طول الحميل إلي حوالي‏90‏ مم‏.‏
‏2‏ـ اكتمال تخلق الوجه والعنق‏,‏ مع نمو شبكية العين إلي أربع طبقات‏,‏ مع التصاق الجفنين‏.‏
‏3‏ـ اكتمال تخلق الأطراف وبداية ظهور الأظافر في نهايات الأصابع‏.‏
‏4‏ـ اكتمال تميز أجسام الفقرات‏.‏
‏5‏ـ اكتمال تخلق كل من القلب وغشائه التاموري‏,‏ والطحال والغدتين فوق الكلوتين‏(‏ الغدتين الكظريتين‏).‏
‏6‏ـ تمايز الجهازين البولي‏/‏ التناسلي والشرجي بتمايز غشاء المذراق‏(Cloaca).‏

ويستمر نمو الحميل في الشهر الرابع باكتمال تغذية العضلات والجلد بالأعصاب المتصلة بالمخ لاستلام الأوامر والتعليمات منه وتنفيذها‏,‏ وبذلك تبدأ العضلات الإرادية في التحرك‏,‏ ويبدأ وجه الحميل في اكتساب الملامح الإنسانية المميزة‏,‏ وتبدأ عضلات الوجه في التعبير عن حالة الحميل الصحية والنفسية‏.‏ كذلك تتمايز أعضاء التناسل الظاهرة‏,‏ ويتم استقلال المشيمة بوظيفتها‏,‏ وتبدأ الأمعاء في التراجع من منطقة الحبل السري إلي تجويف البطن‏,‏ وتكتمل حاسة السمع حتي يتمكن الحميل من الاستماع إلي الأصوات من حوله وهو في بطن أمه‏,‏ ويتخلق كل من بصمات الأصابع وخطوط الجبين‏,‏ ويبدأ زغب خفيف في الظهور علي كل من الرأس وبعض أجزاء الجسم‏.‏
ومع بداية الشهر الخامس‏(‏ أي بعد نحو‏120‏ يوما من بدء الإخصاب‏)‏ يتم الاتصال بين المناطق المخية العليا الموجودة في قشرة الدماغ والمناطق السفلية من المخ وبقية الجهاز العصبي‏,‏ ويكتمل تخلق كل من القلب والكبد‏,‏ والجهاز التناسلي‏,‏ كما يكتمل انسحاب الأمعاء إلي تجويف البطن ويبدأ ظهور الشعر بكل من فروة الرأس والحاجبين‏,‏ وتتم تغطية الجسم بالزغب‏,‏ وتبدأ الأم الحامل في الإحساس بتحرك حملها في بطنها‏.‏

ويزداد معدل نمو الحميل في الشهر السادس عما سواه حتي يصل طوله الكلي إلي حوالي‏350‏ مم‏,‏ ووزنه إلي كيلو جرام كامل‏,‏ ويغطي جسمه بطبقة دهنية ويزداد حجم السائل الأمنيوسي‏(‏ الرهل‏)‏ حوله زيادة كبيرة‏.‏
وفي الشهر السابع يكتمل نمو شبكية العين إلي تسع طبقات‏,‏ ويكتمل تخلق العصب البصري الذي يتصالب في مساره ليكون ما يعرف باسم التصالب البصري حتي يصل إلي مؤخر المخ‏,‏ وتضمر المحفظة الوعائية العدسية وتشق في وسطها مكونة حدقة العين‏(‏ البؤبؤ‏),‏ وتشق الجفون إلي علوية وسفلية وتنمو رموشهما بعد أن يكون قد يتم تخلق كل من مشيمة العين‏,‏ والقرنية‏(Cornea),‏ والصلبه‏(Sclera),‏ والملتحمة‏(Conjunctiva),‏ والغدد الدمعية‏.‏ ويبدأ جسم الحميل في الامتلاء بازدياد سمك الطبقة الدهنية المتجمعة تحت جلده‏,‏ ويكتمل نمو الجهازين العصبي والهضمي‏.‏

وفي الشهر الثامن يغزر شعر فروة الرأس‏,‏ ويمتليء الجسم ويزول الزغب عنه‏,‏ ويتغطي بطبقة دهنية متجبنة‏,‏ وتصل الأظافر إلي أطراف الأصابع ويكتمل النمو في بقية ال‏(266)‏ يوما من فترة الحمل في زيادة نمو الجسم حتي اكتماله خاصة في الجهاز التنفسي‏(‏ الرئتان والجيوب الهوائية‏).‏
هذه الفروق الهائلة التي تظهر علي الحميل بين نهاية الأسبوع الثامن‏(‏ طور تخلق العظام وكسوتها باللحم‏)‏ ونهاية فترة الحمل‏(‏ نهاية الأسبوع الثامن والثلاثين من عمر الحميل‏)‏ عبرت عنها الآية الكريمة التي نحن بصددها باستعمال حرف العطف‏(‏ ثم‏)‏ الذي يدل علي الترتيب مع التراخي وذلك بقول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
‏....‏ ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين‏.(‏ المؤمنون‏:14)‏

وتقسيمات علماء الأجنة لمراحل تخلق الإنسان في القرن الحادي والعشرين لا تكاد تخرج عن هذا التقسيم القرآني الذي يبلغ من الدقة والشمول والكمال ما لم يبلغه العلم الحديث‏,‏ ووصف القرآن الكريم الذي أنزل من قبل ألف وأربعمائة سنة لهذه المراحل المتتالية وبهذه الدقة العلمية الفائقة في زمن افتقر إلي أبسط وسائل التكبير أو الفحص أو التصوير‏,‏ وسادت فيه الخرافات والأساطير التي نادت بخلق الإنسان كاملا دفعة واحدة من دم الحيض أو من ماء الرجل دون مراحل وسطية سوي الزيادة في الحجم‏.‏ هذا السبق القرآني المعجز لا يمكن لعاقل أن يتصور له مصدرا غير الله الخالق مما يؤكد ربانية القرآن الكريم‏,‏ وصدق نبوة الرسول الخاتم الذي تلقاه‏,‏ فصلي الله وسلم وبارك عليه وعلي آله وصحبه ومن تبع هداه ودعا بدعوته إلي يوم الدين والحمد لله رب العالمين‏.‏