حسام الدين حامد
11-13-2010, 07:28 PM
رسائل غير مرسلة!
* طال اضطرابي، ولم أزل حائرًا، كطفلٍ يفري الطرقات باحثًا عن أمه، يحسب أنها تاهت، ولا يدري أنه هو الذي تاه عنها، "يا عم!! يا عم!! هل رأيتَ أمي؟؟"، "كيف هي يا بني؟!"، "إنها .. إنها رقيقة القلب، جميلة اللطف، فياضةٌ بالعطف، تعرف ما يسعدني، وترى في عينيّ ما أحزنني، أبتسم فتضحك، وتبتسم فأعلم أنها ستلبي مطلبي، فهل رأيتها؟"!!
أشتاق إلى ساعة اللقيا، كي أطمئنَ وأسكن، وألين فتلين مدامعي، لقد سأمت حالي، وضاقت عليّ أضلعي، ويعجَب حاسدي، مالي كئيبًا في المسرات، حزينًا بين الشهوات، غريبًا في بيتي، منصرفًا إلى حيث لا أدري ... يا سيدي!! هل رأيتَ قلبي؟!
" إنّه .. إنّه ذلك الخلّ الوفي، رقيق الطبع، مرهف الحس، قريب الدمع، يحب الكلمة الطيبة، والصديق الصالح، تُحزنه الإساءة، ولا يغرّه زخرف الدنيا، كنتُ به رجلًا سمَت به الإنسانية، من بعد أن سما إليها، وصرتُ من بعده روحًا في تجاليد إنسان، لا أكاد أعرفها، أفتقد ذلك الصاحب، أفتقد الدمع عند التذكرة، والصبر مع المصيبة، والشكر بعد النعمة، أفتقد عيادة المريض، وضيافة الغريب، والعطف على اليتيم، والأخذ بيد السائل، ضاعت منّي روحٌ تحن إلى الدعاء، واستغفار الأسحار، وقيام الليل! ".
* أين أنتِ أيتها الصديقة الوفية؟! هل يقهرك جمود العين؟! يا راية النبل!! هل تحسين لوعة الفقد؟! كم مرةٍ جريتِ على خدّي مواساةً لقلبي، كأنما تبغين الوصول إليه!! أتذكرين إذ كنتِ تطلِّين لامعةً من عيني، وعبثًا أحاول إخفاءك كلؤلؤةٍ نفيسة، فتأبى حرارة نفسك إلا الانطلاق، فآخذك بيدي، أتحسس رقتك، وأعجب من أثرك، أشتاق إليك يا سيدتي!! أشتاق لحالي بعد اللقاء!!
* أيا ساكنةَ أعماقي! حدَّثوني عن مسافرٍ يبشر أهله بقرب الوصول، ولا يدري أنّه بعد قليلٍ سيلقى حتفه، وعن طفلٍ مازال ينتظر عودةَ والدِه المتوفى، وحبيبٍ كلما تذكّر لقاء حِبه، اغتصّ بذكرى الفراق، ووالدةٍ تقبِّل جبين وحيدها المسجّى في كفنه ... لا تؤلمني تلك الأحداث، ولا يُبكيني فقد الأحباب لأرواح الأحباب، وكيف يكونُ وأنا رجلٌ يبحث عن روحِه في الأعماق!؟ إيهٍ يا ساكنةَ الأعماق! يا مأساة المآسي! أمازلتِ هناك؟!
* يا سابحًا إلى شاطئ الأمان!! من أين لك هذه الابتسامة؟! أتوق إلى لهفة الفاقد، وحنين المهاجر، وفرحة الواجد، ولا أدري ما يمنعني؟! أبضْعةٌ منّي لا تمتاز فأعرفها، أم خلةٌ طغت عليّ فصرنا سواء؟! أيها السابح هناك!! عندما تلقى إخوان السلامة، فحدّثهم عن رجلٍ ترك السفينة، ومزّق طوق النجاة، ومن قبل ذلك لعن القبطان، وإياك أن تسألهم الدعاء .. وانصرف عني .. لا أريد مزيدًا من وعظ! دعني أغرق في صمت!!
* أيا راكب السفينة! أستحلفك بربّك أن تدعو لي عند مواقعِ سجودي، تذكُر آثارَ دمعي، وزفراتِ نفسي، وطيفَ رجلٍ يحمل همّ أمة، فصار همًّا تشقى بمثله أمة! أيها الناجي!! أقسمتُ عليك أن تخبرني، هل تشعر بهذا الهمّ المثقِل على النفس، الناشب في ضلوع الصدر، المطبِق على خلجات القلب؟! أفًّا! أقسمتُ عليك .. هل تأنس بالوحدة، وتنام الليل؟! هل تعرف الوحشة التي تلم بك بعد الذنب، تضيق نفسك بها، وتقوم تصلي؟! فإنّ هاهنا في هذا الصدر وحشاتٍ طباقًا! هل تعلم أنّي أبغضتُ الحقيقة زمنًا؟! كنتُ ألعنُ فيها الخفاء والعسر، وأكره ذلَّ السؤال وزراية القوم، ثم علمتُ أن الخفاء شبهة، والعسر عجمة، والمذلَّة كبر، والزراية نصح، وبقيتُ أُبغض الحقيقة، وأبغضت في هذا البغض نفسي؟! تُرى هل فات الأوان؟!
* طال اضطرابي، ولم أزل حائرًا، كطفلٍ يفري الطرقات باحثًا عن أمه، يحسب أنها تاهت، ولا يدري أنه هو الذي تاه عنها، "يا عم!! يا عم!! هل رأيتَ أمي؟؟"، "كيف هي يا بني؟!"، "إنها .. إنها رقيقة القلب، جميلة اللطف، فياضةٌ بالعطف، تعرف ما يسعدني، وترى في عينيّ ما أحزنني، أبتسم فتضحك، وتبتسم فأعلم أنها ستلبي مطلبي، فهل رأيتها؟"!!
أشتاق إلى ساعة اللقيا، كي أطمئنَ وأسكن، وألين فتلين مدامعي، لقد سأمت حالي، وضاقت عليّ أضلعي، ويعجَب حاسدي، مالي كئيبًا في المسرات، حزينًا بين الشهوات، غريبًا في بيتي، منصرفًا إلى حيث لا أدري ... يا سيدي!! هل رأيتَ قلبي؟!
" إنّه .. إنّه ذلك الخلّ الوفي، رقيق الطبع، مرهف الحس، قريب الدمع، يحب الكلمة الطيبة، والصديق الصالح، تُحزنه الإساءة، ولا يغرّه زخرف الدنيا، كنتُ به رجلًا سمَت به الإنسانية، من بعد أن سما إليها، وصرتُ من بعده روحًا في تجاليد إنسان، لا أكاد أعرفها، أفتقد ذلك الصاحب، أفتقد الدمع عند التذكرة، والصبر مع المصيبة، والشكر بعد النعمة، أفتقد عيادة المريض، وضيافة الغريب، والعطف على اليتيم، والأخذ بيد السائل، ضاعت منّي روحٌ تحن إلى الدعاء، واستغفار الأسحار، وقيام الليل! ".
* أين أنتِ أيتها الصديقة الوفية؟! هل يقهرك جمود العين؟! يا راية النبل!! هل تحسين لوعة الفقد؟! كم مرةٍ جريتِ على خدّي مواساةً لقلبي، كأنما تبغين الوصول إليه!! أتذكرين إذ كنتِ تطلِّين لامعةً من عيني، وعبثًا أحاول إخفاءك كلؤلؤةٍ نفيسة، فتأبى حرارة نفسك إلا الانطلاق، فآخذك بيدي، أتحسس رقتك، وأعجب من أثرك، أشتاق إليك يا سيدتي!! أشتاق لحالي بعد اللقاء!!
* أيا ساكنةَ أعماقي! حدَّثوني عن مسافرٍ يبشر أهله بقرب الوصول، ولا يدري أنّه بعد قليلٍ سيلقى حتفه، وعن طفلٍ مازال ينتظر عودةَ والدِه المتوفى، وحبيبٍ كلما تذكّر لقاء حِبه، اغتصّ بذكرى الفراق، ووالدةٍ تقبِّل جبين وحيدها المسجّى في كفنه ... لا تؤلمني تلك الأحداث، ولا يُبكيني فقد الأحباب لأرواح الأحباب، وكيف يكونُ وأنا رجلٌ يبحث عن روحِه في الأعماق!؟ إيهٍ يا ساكنةَ الأعماق! يا مأساة المآسي! أمازلتِ هناك؟!
* يا سابحًا إلى شاطئ الأمان!! من أين لك هذه الابتسامة؟! أتوق إلى لهفة الفاقد، وحنين المهاجر، وفرحة الواجد، ولا أدري ما يمنعني؟! أبضْعةٌ منّي لا تمتاز فأعرفها، أم خلةٌ طغت عليّ فصرنا سواء؟! أيها السابح هناك!! عندما تلقى إخوان السلامة، فحدّثهم عن رجلٍ ترك السفينة، ومزّق طوق النجاة، ومن قبل ذلك لعن القبطان، وإياك أن تسألهم الدعاء .. وانصرف عني .. لا أريد مزيدًا من وعظ! دعني أغرق في صمت!!
* أيا راكب السفينة! أستحلفك بربّك أن تدعو لي عند مواقعِ سجودي، تذكُر آثارَ دمعي، وزفراتِ نفسي، وطيفَ رجلٍ يحمل همّ أمة، فصار همًّا تشقى بمثله أمة! أيها الناجي!! أقسمتُ عليك أن تخبرني، هل تشعر بهذا الهمّ المثقِل على النفس، الناشب في ضلوع الصدر، المطبِق على خلجات القلب؟! أفًّا! أقسمتُ عليك .. هل تأنس بالوحدة، وتنام الليل؟! هل تعرف الوحشة التي تلم بك بعد الذنب، تضيق نفسك بها، وتقوم تصلي؟! فإنّ هاهنا في هذا الصدر وحشاتٍ طباقًا! هل تعلم أنّي أبغضتُ الحقيقة زمنًا؟! كنتُ ألعنُ فيها الخفاء والعسر، وأكره ذلَّ السؤال وزراية القوم، ثم علمتُ أن الخفاء شبهة، والعسر عجمة، والمذلَّة كبر، والزراية نصح، وبقيتُ أُبغض الحقيقة، وأبغضت في هذا البغض نفسي؟! تُرى هل فات الأوان؟!