المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من محاسن الشريعة الإسلامية في حديث واحد ..!



مالك مناع
11-17-2010, 01:28 AM
التعامل بسموٍّ في عالم المعالي والسُّمو ..

من محاسن الشريعة الإسلامية في حديث واحد ..!


الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:

روى مسلم (2699) في «صحيحه» من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا؛ نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسّر على معسر؛ يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً؛ ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقا يلتمس فيه علماً؛ سَهَّل الله له به طريقاً إلى الجنة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم؛ إلا نزلت عليهم السَّكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفَّتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده، ومن بَطَّأ به عمله لم يسرع به نسبه».

نكت حديثية وفوائد عامة:

أولا: الراوي هو أبو هريرة رضي الله عنه فقد كان أكثر الصحابة حديثاً؛ لملازمته النبي صلى الله عليه وسلم طلباً للعلم والحفظ، وقد دعا له؛ لما رواه البخاري (116) في «صحيحه» من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله! إني أسمع منك حديث كثيراً أنساه- قال: «أبسط رداءك»، فبسطته قال: فغرف بيديه ثم قال: «ضُمَّه»، فضَمَمْتُه، فما نسيت شيئاً بعده.

ثانياً: هذالحديث من أفراد مسلم فلم يروه البخاري في «صحيحه»، وأما المتفق عليه فهو ما رواه البخاري (2442)، ومسلم (2580) في «صحيحيهما» من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «المسلم أخو المسلم لا يَظْلِمُهُ ولا يُسْلِمُه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فَرَّج عن مسلم كُربة فَرَّج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة».

ثالثاً: هذا الحديث من الأحاديث الجامعة لمعانٍ كثيرة وفريدة، وفيه من الأخلاق الجميلة والتعامل الرفيع الواجب استدعاؤه والعمل بمقتضاه في هذا الزمان؛ لتفريط المسلمين في الحقوق وفقدان صفات الوفاء وحفظ المعروف. وقال النووي في «شرح صحيح مسلم»: وهو حديث عظيم جامع لأنواع من العلوم والقواعد والآداب.اهـ

رابعاً: إن قوة المسلمين تكون على قدر الائتلاف والاتفاق، ونبذ الفُرقة والخلاف، والتعايش في مجتمع مسلم تسوده روح التعاون في صغير الأمر وكبيره، وفي بيئة ملؤها المحبة؛ فإن المحبة في الله أمر طلبه الشرع وحث عليه ورعاه، وتظهر تلك المحبة وتبان للعيان على هيئة صور تكافلية مختلفة، وتكون المبادرة إلى كشف الكُرب عن المسلمين، شكل ونوع من ذلك، والتحليق بسموٍّ في علم المعالي والسُّمو، والتَّرفع عن الردي من السلوك والأخلاق؛ كمن يترصد لأخيه الكُرَب ويطلب إيقاعه في حياة يشوبها الهمّ والغمّ، فهذه الأخلاق الدنية التي تمثل سلوكاً ملازماً لبعض الناس، لا تفرز إلا مجتمعاً مفكَّكاً قد شُغل بالعداوات بين الخَلْق، وإثارة الشحناء، وعالم الخصومات.

خامساً: فيه إثبات البعث والنشور والجزاء.



السُّمو الأول: تفريجُ الكُربِ

قوله: «من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا؛ نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة»، ومما يفسره ما جاء في الصحيحين [خ (2442) و م (2580)] من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما مرفوعاً «ومن فَرَّج عن مسلم كُربة فَرَّج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة».

1- تفريج الكربات من صفات الكرماء في الدنيا، وطلاب الخير والقربات في الآخرة.

2- ومن أقدم على تفريج كربة بإزالة غم وكشف هم عن عبد مسلم في الدنيا؛ كان جزاءه كشف الكرب عنه يوم القيامة؛ يوم لا ينفع مال ولا بنون.

3- وفيه أن الجزاء من جنس العمل فى الخير والشر.

وقوله: «من نَفَّس عن مؤمن»: من التَّنفيس؛ أي: فرَّج عنه وأزال كما في قوله: «ومن فَرَّج عن مسلم».

وقوله: «كُربة»؛ أي: من الكُرَبِ؛ وهي الخصلة التي تجلب الهمّ والحزن، وتُجمعُ على كُرَبٍ، وقوله: «من كرب الدنيا»؛ أي: بعض كربها. وقوله: (نفَّس الله عنه كُربة)؛ أي: أزالها وفرجها كما في قوله: «فَرَّج الله عنه بها كربة».

وقوله: «من كرب يوم القيامة»؛ أي: في الآخرة، وهنالك نجد الثواب والجزاء الذي أعدَّه الله لمن كان هذا فعله وخلقه مع المسلمين، وبما أن تنفيس الكرب وتفريجها من باب الإحسان، وقد أحسن بفعله هذا، ولذا كان جزاءه في الآخرة من جنس عمله، قال تعالى: هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلا الإِحْسَانُ [الرحمن: 60].

و كذلك نذكر في باب الإعانة وتفريج الكرب؛ ما رواه الإمام أحمد في «المسند» (2/252)، وأبوداود (3460)، وابن ماحه (2199) في «السنن» وقد صح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أقال مسلما؛ أقاله الله عثرته يوم القيامة». فإن الله يغفر لهذا سيئاته، ويزيل خطاياه، ويدفع عنه المشقة يوم القيامة، كما فرج ونفس ودفع المشقة عن أخيه المسلم.



السمُّو الثاني: محبةُ اليُسرِ ورفعُ العُسرِ

قوله: «ومن يسّر على معسر؛ يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة»، وقال تعالى: "وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ" [البقرة: 280]، وروى البخاري (1935)، ومسلم (1560) في «صحيحيهما» من طريق ربعي بن جراش أن حذيفة حدثهم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«تلقَّت الملائكة روح رجل ممن كان قبلكم، فقالوا: أعملت من الخير شيئاً- قال: لا، قالوا: تذكر- قال: كنت أداين الناس؛ فآمر فتياني أن ينظروا المعسر، ويتجوزوا عن الموسر، قال: قال الله عز وجل: تجوزوا عنه». فكان سهلاً يأمر فتيانه بالتيسير والتسامح مع الناس: «ينظروا المعسر، ويتجوزوا عن الموسر»، فعامله الله من جنس عمله: «تجوزوا عنه»، فوسع عليه وكافأه بالمسامحة.



السُّمو الثالث: السِّترُ على الناس وعدمُ الغيبة

قوله: «ومن ستر مسلماً؛ ستره الله في الدنيا والآخرة»، وقد رواه مسلم (1590) في «صحيحه» أيضاً بلفظٍ من حديث أبي هريرة عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «لا يَسْتُرُ عَبْدٌ عبداً في الدُّنيا؛ إلاستره الله يوم القيامة»، وإن الستر من صفات الله، وهو حييٌ سِتِّيرٌ يحب أهل الحياء والستر، وقد روى أبو داود (4012) في «سننه» وغيره بسند صحيح من حديث يَعْلَى بن أمية رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله عزّ وجل حَيِيٌّ سِتِّيرٌ، يحب الحياء، والسّتر، فإذا اغتسل أحدكم؛ فليستتر». فالستر صفته، وهو سِتِّيرٌ يُحب أهل الستر، فعليك بالستر على نفسك وعلى عباد الله يا عبد الله! ولازمه بعدم الغيبة وطلب الريبة وتخلَّق بذلك.



السُّمو الرابع: إعانة المسلم لأخيه المسلم

قوله: «والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه»: إن من أعظم الأعمال عند الله عز وجل؛ إعانة الآخرين والسعي في قضاء حوائج الناس، وقد يكون العون بابتسامة وحسن صحبة وعدم جفوة فلا تترك أخاك نهباً للفتن والذئاب الجائعة، واعلم أنك ما دمت في عون أخيك؛ فإن الله تكفل بنصرتك وإعانتك في الدنيا ويوم يقوم الأشهاد.

تعاون المؤمنين بعضهم بعضا:

وقد روى البخاري (6026)، ومسلم (2585) في «صحيحهما» من حديث أبي موسى رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشُدُّ بعضه بعضاً ثم شبَّك بين أصابعه». وذكره البخاري في باب تعاون المؤمنين بعضهم بعضاً، وشبك بين أصابعه تأكيداً على التعاون،

وقال تعالى: "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ" [المائدة : 2]، قال ابن كثير: يأمر تعالى عباده المؤمنين بالمعاونة على فعل الخيرات، وهو البر، وترك المنكرات، وهو التقوى، وينهاهم عن التناصر على الباطل والتعاون على المآثم.اهـ

قلت: واعلم أنك ما دمت في عون العباد فإن الله تكفل بنصرتك وإعانتك في الدنيا ويوم يقوم الأشهاد، وفي قوله: «والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه»، النص يفيد معنى عاماً؛ أي: أن الإعانة هنا مطلقة في كل ما هو مشروع ومباح، سواء كانت إعانة بالرأي والمشورة والنصح والتوجيه، أو إعانة بالعلم والتعليم؛ فإن إعانة العبد والأخذ بيده لمعرفة دينه؛ باب واسع، ولا شك أنها أعظم عون للعباد، وقد يكون ذلكم العون عوناً مباشراً في أمور الدنيا بالسعي في مساعدته وتحمل المشقة عنه. وفي قوله: «والله في عون العبد»؛ أي: عوناً مطلقاً، فجزاء الله كبير، والبشارة عظيمة. ولذا لا بد من الحرص على مد يد العون والمساعدة للآخرين، فإن الجزاء على قوله: «والله في عون العبد»، موقوف على العمل بالشرط في قوله: «ما كان العبد في عون أخيه».



السُّمو الخامس: العلم طريق إلى الجنة.

قوله: «ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً؛ سَهَّل الله له به طريقاً إلى الجنة».

1- الحث عل طلب العلم، وسلوك طريقه، والصبر على تحصيله.

2- بالعلم وحده يعرف العباد طريق الجنة، وغيره فيورث الجهل، ويؤدي إلى سُبل الغواية والضلال.

3- إن من لا يعرف قيمة العلم أو يذهب إلى التقليل من شأن العلم، كما نرى اليوم من حال بعض العُبَّاد والمتصوفة والفرق، ومعلوم أن عبادة الله بلا علم ضلال، وعمل من جنس عمل النصارى.

4- وفيه أن العلماء أعلى مرتبة من العبَّاد، قال تعالى: ?يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ? [المجادلة: 11].

5- وفيه أن الصدق والاخلاص في طلب العلم يورث خشية الله عز وجل، فيسهل الله لعباده الطريق إلى جنات النعيم، وقد جمع الله بين العلم والخشية في قوله تعالى: ?إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ?[فاطر: 28].



السُّمو السادس: طلاب العلم في رعاية الله وحفظه.

قوله: «وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله؛ يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم؛ إلا نزلت عليهم السَّكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفَّتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده».

قوله: «وما اجتمع قوم»،

(1) دليل على أن الاجتماع يبعث الهمة، ويرفع العزيمة إلى المعالي والعناية بطلب العلم وتحصيله.

(2) وفيه الحرص على مخالطة الصحبة الصالحة، كما روى البخاري (1959)، ومسلم (2628) في «صحيحيهما» من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء؛ كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك؛ إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير؛ إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحاً خبيثة».

قوله: «في بيت من بيوت الله»،

1) دليل على فضلها لما تقدم؛ وكذا ما رواه مسلم (671) في «صحيحه» من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها».

(2) وفضل المكث فيها، فقد روى البخاري (619)، ومسلم (649) في «صحيحيهما» من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه ما لم يحدث؛ اللهم! اغفر له، اللهم! ارحمه، لا يزال أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه، لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة».
وروى مسلم (251) في «صحيحه» من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات؟» قالوا: بلى يا رسول الله! قال: «إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة؛ فذلكم الرباط».

قوله: «يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم»؛ أي: أن الأصل في العلم، ومدارسة الذكر؛ هو الأصلان: كتاب الله وسنة نبيِّه، والإعراض عن تناول كتب القصاصين والوعاظ، وهذا الشَرٌّ قد ظهر وانتشر في هذا الزمان.

قوله: «إلا نزلت عليهم السَّكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفَّتهم الملائكة»، إن الشعور بالأمن والطمأنينة، وحضور الملائكة؛ سماعاً للذكر وحفظاً لأهله، كرم من الله وفضل على أهل العلم المعظمين لبيوت الله وشعائر الإسلام.

قوله: «وذكرهم الله فيمن عنده»: يباهي الله بمن أقبل على العلم، وتمسك بالوحي الذي نزل به جبريل الأمين على سيد الأنبياء والمرسلين، وأعرض عما سواه من وضع الوعاظ وتسالي القصاصين، التي شغلوا بها العباد، فأضاعوا الأوقات والأعمار، وجعلوا زخرف القول بديلاً عن الذكر الحكيم، فخالفوا الصراط المستقيم، قال تعالى: ?فَذَكِّرْ بِالْقُرْآَنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ?[ق: 45]، وقال تعالى: ?يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ?[المائدة: 67].

فيا عبد الله! إياك أن تحدث الناس بالأخبار والعبر من أحوالك وأحوال فلان من الناس، فإن الدين هو الحديث بالثابت الصحيح من أخبار الرسول صلى الله عليه وسلم، وذكر أموره وسننه وأخذ العبر من أحواله وأفعاله.



السُّمو السابع: الأنساب لا تشفع للمقصرين.

قوله: «ومن بَطَّأ به عمله لم يسرع به نسبه».

لا ينفع العبد إلا ما قدم من عمل ويوم القيامة فلاتنفع الأنساب ولا ترفع الأحساب، ولو أن أحداً نفعه نسبه لأدخل النسب الهاشمي أبا لهب الجنة فهو عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك لأنقذ أبا طالب الهاشمي فهو عم لنبي وأب أحد الخلفاء الراشدين علي بن أبي طالب، فإن الجنة أعدت للمتقين، قال تعالى: ?إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ?[الحجرات: 13]،

فمن لم يشفع له عمل صالح لم يسعفه نسب، وفي معناه قال: «يا عبادي! إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيراً؛ فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك؛ فلا يلومن إلا نفسه» رواه مسلم (2577) في «صحيحه» من حديث أبي ذر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال: «يا عبادي! إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً، فلا تظالموا....» الحديث.

وقيل في «طبقات ابن سعد» (3/296): والله لئن جاءت الأعاجم بالأعمال وجئنا بغير عمل؛ فهم أولى بمحمد مِنَّا يوم القيامة، فلا ينظر رجل إلى القرابة، ويعمل لما عند الله، فإن من قصر به عمله، لايسرع به نسبه.

لسنا وإن أحسابنا كَرُمت
يوماً على الأحساب نَتَّكل
نبني كمـا كانت أوائلنا
تبني ونفعل مثل مـا فعلوا

وروى الإمام أحمد في «المسند» (5/411) بإسناد صحيح من طريق أبي نضرة المنذر العبدي قال: حدثني من سمع خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في وسط أيام التشريق فقال: «يا أيها الناس! ألا إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، إلا لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا أسود على أحمر؛ إلا بالتقوى، أبلغت؟»، قالوا: بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم...قال: «ليبلغ الشاهد الغائب». ونختم بباب للبخاري في «صحيحه»: ليبلغ العلم الشاهد الغائب.


وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ..

عبد الله بن أدم
11-17-2010, 02:27 AM
لذلك عندما جاءت الشريعة الإسلامية لم تجد صعوبة في ولوج قلوب العاقلين وأن يتمسكوا بها ويعضوا عليها بالنواجذ , إذ أنها ليست فقط تتطابق مع الفطرة الإنسانية السليمة وإنما تلبي كل ما يحتاجه الإنسان ليعيش بعز وكرامة . لذلك كان التكافل الإجتماعي أحد مميزات الشريع الإسلامية التي لا تكفلها المذاهب المادية الهدامة .
لترى أخي المسلم أنه حق لك أن تسجد لله شكرا أن جعلك من الموحدين للواحد الديان