ما جواب معضلة يوثييرو؟

[أبو لؤي التونسي]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

من من الإخوة له اطّلاع عن معضلة يوثيبيرو Euthypyro؟؟
و من اطّلع عليها هلا أمدّنا برد واف و شامل عنها مع جزيل الشكر

[نور الدين الدمشقي]

اخي الحبيب,
ليست معضلة ولا هم يحزنون...وانما في السؤال مغالطة واضحة. هم يقولون:
"هل يختار الله الصالح لأنه صالح..أم أن الصالح يعتبر صالحا لأن الله اختاره".
بل قل ان السؤال من وجهة نظر منطقية عبارة عن كم من المغالطات. فقبل الاجابة على هذا السؤال نقول:
"هل يختار الله الصالح"
ما هو الصالح المثبت هنا؟ ما المقصود به؟ السؤال فيه دور واضح...السؤال في ذاته يسأل عن تعريف كلمة استخدمت في نفس السؤال.
تماما كمن يسألك: ما تعريف كلمة "تعريف"!!!
ارجوا ان تكون المغالطة قد اتضحت بارك الله فيك

[عبد الواحد]

هل تقصد أخي السؤال التالي:

1- هل الأمر (حق/صحيح/جيد) لأن الله يحبه؟
2- أم أن الله يحب ما هو (حق/صحيح/جيد)؟

السؤال بصيغة أخرى:
1- هل أوامر الله أخلاقية لأن الله أرادها؟
2- أم أن أوامره أخلاقية لأنها أخلاقية؟

إذا كنت أخي تقصد هذا السؤال.. فهو يشكل معضلة بالنسبة للملحد وليس للمؤمن!
والملاحدة - خصوصا العرب منهم - لو فكروا قليلا لما إستشهدوا بما يهدم إلحادهم.

على كل حال ..فالسؤال بُني على مغالطة غالبا ما نمر عليها مرور الكرام..
فـالسائل افترض وجود (مرجع ثاني للأخلاق) غير الله، حتى يحكم على (المرجع الأول) أي الله.

والسؤال الذي يطرح نفسه.. من أين أتى السائل بالمرجع الثاني للقيم والأخلاق ابتداء؟

• إن قال من عالم المثل والقيم المطلقة:
هذا كلام فارع..
لأن عالم المثل والقيم والأخلاق.. ليس عالما قائما بذاته في العدم
إذاً عليه أن يربط وجود القِيَم بوجود عالِم وقيّم عليها.

• أما إن قال أن مرجع الأخلاق هو الله.. بذلك يهدم أركان سؤاله.
لأنه من البديهيات أن المرجع لا يناقض نفسه.
فالحسن بالنسبة لله هو حسن بالنسبة لله!
والقبح بالنسبة لله هو قبح بالنسبة لله!

وهنا أكرر السؤال.. من أين أتى الملحد بمعياره المستقل للحسن والقبح؟
بحيث يكون الأخلاقي بالنسبة للخالق هو غير أخلاقي بالنسبة للمرجع الآخر؟

• إن قال أنه هو ذلك المرجع الآخر!
إذاً عليه أن يزيل الغبار عن سؤاله حتى تتضح حقيقته.. فيقول:
1- هل الأمر (أخلاقي بالنسبة لي) لأن (الله يحبه)؟
2- أم أنه (أخلاقي بالنسبة لي) لأنه (أخلاقي بالنسبة لله)؟
وهكذا يصبح سؤاله قمة في السذاجة، بمجرد تتبعك للمرجع الأخلاقي الذي به قيّم المخلوقُ خالقَه!

خلاصة القول:
لتهدم في ضربة واحدة كل فلسفات الملحد المتعلقة بالأخلاق والقيم .. فقط ذكره أن (عالم المثل) ليس قائما بذاته في العدم!
وبالتالي لا يحق له أن يتحدث عن القيم دون تحديد القيّم عليها.. فإن إعترف بوجوده كفره بإلحاده!
أما إن أنكر وجود الخالق.. فذكره في كل سطر أن (عالم المثل) ليس قائما بذاته في العدم!
وما قاله الدكتور حسام الدين للزميل بسام.. ينطبق على هذا الموضوع أيضاً:
أنت مازلت تستعمل خريطة مدينتنا لتصف موقعًا ليس في شارع الملحدين!

[عبد الواحد]

جزاكم الله خيراً أخي stranger
كما قلتم .. على المخلوق تحديد مرجع الصلاح قبل أن يحكم على مشيئة الخالق.

[أبو لؤي التونسي]

جــــــــــزاكم الله خيرا... قرءتها في أحد المقالات الإلحادية و كانت ما يسمونه معضلة تنسف الإلحاد نسفا و تم تطويعها بشكل من الأشكال في طرحهم و الإعتماد على مغالطة لفظية لا أعرف كيف يتأثّر بها البعض و شكرا على توضيحكم

[د. هشام عزمي]

لب هذه المسألة هو السؤال العقدي الشهير :
هل تحسين الأمور وتقبيحها مرجعه العقل أم الشرع ..؟
وقد خاض في هذه المسألة المتكلمون من الأشاعرة والمعتزلة ..
فذهب الأشاعرة إلى أن الحسن والقبيح إنما مرجعه إلى الشرع وحده دون أي دور للعقل ..
وذهب المعتزلة إلى أن الحسن والقبيح يستقل به العقل فقط وأن الله يثيب ويعاقب ولو لم يرد الشرع بذلك ..
أما أهل السنة والجماعة فقالوا إن التحسين والتقبيح عقلي وشرعي معًا ..
لأن الله أحل الطيبات وحرم الخبائث ..
فدل أن الطيبات طيبة لذاتها ثم جاء الشرع موافقًا لما فيها من طيب وطهر وجعل الثواب فيها ..
وكذلك دل على أن الخبائث خبيثة لذاتها ثم جاء الشرع مؤكدًا لما فيها من خبث وشر وجعل العقاب عليها ..
وفي المسألة تعلق بصفة الحكمة عند الله عز وعلا ..
فهو تبارك وتعالى لا يصدر فعله إلا عن حكمة وغاية وقصد ..
فإذا أحل شيئًا لزم أن يكون فيه الخير ، وإذا حرم شيئًا لزم أن يكون فيه الشر ..
وفي المسألة تفصيل كثير لأنها من مواطن النزاع الساخنة بين الفرق ..
وانظر هذا الرابط فضلاً :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=21045
..

[د. هشام عزمي]

بالنسبة للمقال الإلحادي فعندي تعليق سريع ..
مشكلة القوم أنهم لا يعرفون ما هو الإسلام حتى يردوا عليه ..
فلو عرف هؤلاء ما هو الإسلام لما جاءت أطروحاتهم بهذا التهافت والبعد عن التحقيق ..
فليتعلموا أولاً ما هو الدستور الأخلاقي في الإسلام قبل نقده ..
حتى لا يكون كلامهم متفككًا متهافتًا بهذه الصورة المزرية ..
وربما أتناول هذا الجانب في مقال قريب حتى نمحو الأمية الإلحادية حول قضية الأخلاق في الإسلام ..
والله المستعان .

[frozen-heart]

بالنسبة للمقال الإلحادي فعندي تعليق سريع ..
مشكلة القوم أنهم لا يعرفون ما هو الإسلام حتى يردوا عليه ..
فلو عرف هؤلاء ما هو الإسلام لما جاءت أطروحاتهم بهذا التهافت والبعد عن التحقيق ..
فليتعلموا أولاً ما هو الدستور الأخلاقي في الإسلام قبل نقده ..
حتى لا يكون كلامهم متفككًا متهافتًا بهذه الصورة المزرية ..
وربما أتناول هذا الجانب في مقال قريب حتى نمحو الأمية الإلحادية حول قضية الأخلاق في الإسلام ..
والله المستعان .

I can't believe this ... Is this really the top of the Atheistic minds ? ...May God guide them