عمر الأنصاري
11-19-2010, 11:48 PM
المادية ونهاية الإنسان
http://dc218.4shared.com/img/Ddqu5rky/s7/0.6946917298079479/___online.jpg
هل يُشكل الجنس البشري خطراً حقيقيا على الحياة في كوكب الأرض؟ وهل سنحتاج لتدخل خارج النظام كي يُعاد الإنسان إلى فطرته؟
مُشكلة مستقبل الإنسان تطرح نفسها بشكل أشد ثقلا، وأصبح الكل يؤمن بأن خلاص البشرية سيأتي من خارج النظام (المُنتظر) أو سيأتي عن طريق تطوير النظام إلى أن يصل إلى درجة من الكمال المُطلق (السوبرمان).
كلتا النظرتان مبنيتان على الإيمان وعلى أن المشهد التي يعشيه الجنس البشري ينحو باتجاه النهاية، وعلى سبيل المثال فبعد مئة سنة سيحتاج الإنسان إلى ست أضعاف كوكب الأرض من أجل أن يعيش، أربعة من أجل الثروات الطبيعة من ماء وهواء ومعادن إلى غيرها، واثنتان من أجل رمي نُفاياته.
فما الذي جعل الجنس البشري يُشكل تهديدا وخطراً على الأرض وعلى العالم؟
حسب المنظور المادي فإن الإنسان ابن الطبيعة، غير أن ما يفعله الإنسان لم يفعله أي كائن آخر مهما اشتدت ضراوته واحتدت شراسته، فأين الخلل إذا؟ كل من القرد والإنسان يسعى إلى السيطرة على مُحيطه وكلاهما أيضا محكوم بالمرجعية المادية (حسب المنظور المادي) التي لا تسمح بتغيير النظام، والتي تفرض البقاء داخل القوانين سواء فيزيائية أو بيولوجية، الفرق بين القرد -الحيوان عموما- وبين الإنسان يكمن في طبيعة هذه السيطرة، فالحيوان لا يأخذ من الطبيعة إلا بقدر ما يسد حاجته البيولوجية، بينما الإنسان لا نجد حدا لسيطرته، وتُصبح هذه السيطرة –الهدم- للطبيعة داخل المنظومة المادية شيئا مُقننا ومعقولاً، وعوض أن تكون الطبيعة فوق الإنسان –دائما أتكلم حسب المنظور المادي- أصبح الإنسان فوق الطبيعة يذللها كيف شاء، وعليها أن تُدعن لأمره.
الأكثر خطورة من ذلك أن وثيرة السيطرة على الطبيعة يستحيل إقافها من داخل النظام، فبعد أن استطاع الإنسان صنع أول أداة قتل (الحربة مثلا) أصبح من المستحيل أن تختفي هذه الأداة.
والمعرفة ذات طابع تراكمي تتناما باستمرار، بشكل مُهولة، فالكم المعرفي الذي حققته البشرية منذ وجودها على الأرض إلى منتصف القرن 19 لا يُساوي غير السدس إذا ما قارناه بالكم المعرفي ما بين منتصف القرن 19 إلى الآن، فهذه المعرفة باعتبارها الإطار النظري والفكري للسيطرة على الطبيعة هي سلاح هلاك، ومعول قضاءٍ على الجنس البشري إذا ما وُضع بين يدي الإنسان المادي –الدارويني-.
الخراب البيئي لكوكب الأرض صار مسألة وقت فقط، فما هي إلا سنوات قليلة حتى يُصبح المناخ غير مُلائم للحياة بسبب الخلل الذي سببه الإنسان –الدارويني- والذي يصعب جبره، والساحة السياسية تعرف توتراً واحتقانا يُؤذن بطرق طبول الحرب، ولا محالة انها إن اندلعت فستدك الأخضر واليابس مُستعملة أرقى ما وصل إليه العلم في مجال الأسلحة –السلاح النووي-، ويبدو أن الوقت لن يُسعف المنظومة المادية كي تأتينا بالإنسان الكامل – سوبرمان- المُخلص الذي بشَّر به نيتشه، وحتى لو أتى فرُبما سنعيش في عالم مُشابه لعالم "الزونمي"، أو ربما في مدينة فاضلة بالغة التقنية والتطور يعيش سُكانها حالة من اليأس والإحباط.
فهُما إذا عاملان أساسيان يتجهان بنا نحو النهاية، ونحو حافة فيها سيُستأصل الجنس البشري: السيطرة المُفرطة وعدم القدرة على تغيير الوضع، ويزداد الأمر سوء بوجود معول الهدم بين يدي الإنسان المادي، الذي يُحيط به ملايين الماديين بمؤسسات ضخمة وتأثير كاسح، فليُبشر إذا الجنس البشري بالخراب إذا ما بقي الإنسان المادي –الملحد- يُدير الأمور.
لعله يُتبع ...
المقال على مُدونتي (http://albayina.blogspot.com/2010/11/blog-post_19.html)
http://dc218.4shared.com/img/Ddqu5rky/s7/0.6946917298079479/___online.jpg
هل يُشكل الجنس البشري خطراً حقيقيا على الحياة في كوكب الأرض؟ وهل سنحتاج لتدخل خارج النظام كي يُعاد الإنسان إلى فطرته؟
مُشكلة مستقبل الإنسان تطرح نفسها بشكل أشد ثقلا، وأصبح الكل يؤمن بأن خلاص البشرية سيأتي من خارج النظام (المُنتظر) أو سيأتي عن طريق تطوير النظام إلى أن يصل إلى درجة من الكمال المُطلق (السوبرمان).
كلتا النظرتان مبنيتان على الإيمان وعلى أن المشهد التي يعشيه الجنس البشري ينحو باتجاه النهاية، وعلى سبيل المثال فبعد مئة سنة سيحتاج الإنسان إلى ست أضعاف كوكب الأرض من أجل أن يعيش، أربعة من أجل الثروات الطبيعة من ماء وهواء ومعادن إلى غيرها، واثنتان من أجل رمي نُفاياته.
فما الذي جعل الجنس البشري يُشكل تهديدا وخطراً على الأرض وعلى العالم؟
حسب المنظور المادي فإن الإنسان ابن الطبيعة، غير أن ما يفعله الإنسان لم يفعله أي كائن آخر مهما اشتدت ضراوته واحتدت شراسته، فأين الخلل إذا؟ كل من القرد والإنسان يسعى إلى السيطرة على مُحيطه وكلاهما أيضا محكوم بالمرجعية المادية (حسب المنظور المادي) التي لا تسمح بتغيير النظام، والتي تفرض البقاء داخل القوانين سواء فيزيائية أو بيولوجية، الفرق بين القرد -الحيوان عموما- وبين الإنسان يكمن في طبيعة هذه السيطرة، فالحيوان لا يأخذ من الطبيعة إلا بقدر ما يسد حاجته البيولوجية، بينما الإنسان لا نجد حدا لسيطرته، وتُصبح هذه السيطرة –الهدم- للطبيعة داخل المنظومة المادية شيئا مُقننا ومعقولاً، وعوض أن تكون الطبيعة فوق الإنسان –دائما أتكلم حسب المنظور المادي- أصبح الإنسان فوق الطبيعة يذللها كيف شاء، وعليها أن تُدعن لأمره.
الأكثر خطورة من ذلك أن وثيرة السيطرة على الطبيعة يستحيل إقافها من داخل النظام، فبعد أن استطاع الإنسان صنع أول أداة قتل (الحربة مثلا) أصبح من المستحيل أن تختفي هذه الأداة.
والمعرفة ذات طابع تراكمي تتناما باستمرار، بشكل مُهولة، فالكم المعرفي الذي حققته البشرية منذ وجودها على الأرض إلى منتصف القرن 19 لا يُساوي غير السدس إذا ما قارناه بالكم المعرفي ما بين منتصف القرن 19 إلى الآن، فهذه المعرفة باعتبارها الإطار النظري والفكري للسيطرة على الطبيعة هي سلاح هلاك، ومعول قضاءٍ على الجنس البشري إذا ما وُضع بين يدي الإنسان المادي –الدارويني-.
الخراب البيئي لكوكب الأرض صار مسألة وقت فقط، فما هي إلا سنوات قليلة حتى يُصبح المناخ غير مُلائم للحياة بسبب الخلل الذي سببه الإنسان –الدارويني- والذي يصعب جبره، والساحة السياسية تعرف توتراً واحتقانا يُؤذن بطرق طبول الحرب، ولا محالة انها إن اندلعت فستدك الأخضر واليابس مُستعملة أرقى ما وصل إليه العلم في مجال الأسلحة –السلاح النووي-، ويبدو أن الوقت لن يُسعف المنظومة المادية كي تأتينا بالإنسان الكامل – سوبرمان- المُخلص الذي بشَّر به نيتشه، وحتى لو أتى فرُبما سنعيش في عالم مُشابه لعالم "الزونمي"، أو ربما في مدينة فاضلة بالغة التقنية والتطور يعيش سُكانها حالة من اليأس والإحباط.
فهُما إذا عاملان أساسيان يتجهان بنا نحو النهاية، ونحو حافة فيها سيُستأصل الجنس البشري: السيطرة المُفرطة وعدم القدرة على تغيير الوضع، ويزداد الأمر سوء بوجود معول الهدم بين يدي الإنسان المادي، الذي يُحيط به ملايين الماديين بمؤسسات ضخمة وتأثير كاسح، فليُبشر إذا الجنس البشري بالخراب إذا ما بقي الإنسان المادي –الملحد- يُدير الأمور.
لعله يُتبع ...
المقال على مُدونتي (http://albayina.blogspot.com/2010/11/blog-post_19.html)