المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إعلان المرأة المسلمة بين الفطرة والضوابط الشرعية



إلى حب الله
11-21-2010, 04:45 AM
الإخوة والأخوات في هذا القسم الكريم ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
وكل عام وأنتم إلى الخير أقرب بإذن الله ..

أعتذر كثيرا ًعن تأخر كتابتي في موضوع الأخت خلدة عن
الضوابط الشرعية لخروج المرأة المسلمة .. وذلك بسبب
ابتعادي عن الكمبيوتر والنت عموما ًبشكل كبير في الفترة
السابقة .. حيث لم يتسنى لي الدخول على النت إلا للحظات
متقطعات ....
لن أ ُطيل عليكم ...
ولكني بدلا ًمن المشاركة في موضوع الأخت خلدة المذكور ..
رأيت أن أقوم بالتوسع قليلا ًلأضع بين أيديكم بإذن الله تعالى :
رسالة ًمتخصصة ًفي استعراض فطرة المرأة وما جبلها الله عز
وجل عليه من الصفات والمميزات : وبين ما يتعلق من الشرع
الحكيم بكل صفة من هذه الصفات والمميزات على حده ...

أدعو الله تعالى أن يوفقني في ذلك ويُجنبني الزلل ...
والله المستعان ...
------

المرأة المسلمة بين الفطرة والضوابط الشرعية ...
بقلم : أبو حب الله ..
AboHobElah@gmail.com

بسم الله الرحمن الرحيم ..

الحمد لله الذي خلق كل شيءٍ : فأحسن لكل شيءٍ خَلقَهُ ..
والحمد لله الذي خلق الذكر والأنثى : متكاملين غير متماثلين ..
فأعطى لكل منهما خِلقته التي هو عليها : ثم هدى بالفطرة كل
منهما إلى الاستخدام الأمثل لهذه الخِلقة في الحياة ..
فمَن خالف ذلك :
خالف حِكمة ربه .. وخالف فطرته .. وخالف ناموس الحياة !!..
ولم يؤذ بذلك نفسه فقط : بل : كل مَن حوله أيضا ًكما سنرى ..
-----
1)) التروس .. وتوزيع الأدوار بالفطرة !!!...
2)) دور الدين في التعريف بهذه الأدوار والحفاظ عليها ..
3)) ماذا جنت المرأة بخروجها عن الشرع في بلاد الكفر ؟!..
4)) ماذا جنت المرأة المسلمة (وما زالت) بخروجها عن الشرع ؟!..
5)) نصيحة للرجل المسلم ..
6)) نصيحة للمرأة المسلمة ..

وعلى بركة الله نبدأ ...

----------
1)) التروس .. وتوزيع الأدوار بالفطرة !!!...
---------------

إن الناظر في منظومة إعمار الحياة : والتي استخلف الله تعالى
الإنسان لها في الأرض :
ليجدها أشبه ما تكون بمجموعة كبيرة من التروس التي :
يجب أن تعمل معا ً: كل ترس ٍفي مكانه حتى تنجح :
فلا يجب أن يترك ترسٌ مكانه .. كما أنه أيضا ًلا يستطيع أن يُبدل
مكانه بترس ٍآخر : مختلف معه في الحجم والشكل !!!.. وإلا :
لفسدت مهمته في مكانه ومع مَن حوله : أو توقفوا عن العمل بالكلية !
لأن خطأ الترس الواحد : سيؤثر حتما ًعلى الناتج العام : فلا يجب
أن نستهين بذلك أبدا ً!!!...
---
ولهذا : فأنا أقول دوما ً:
أن المرأة والرجل : في تميزهما واختلافهما عاطفيا ًوجسديا ًوعقليا ً:
فهما تِرسان في منظومة الحياة : لا يُمكن أن يغيب أحدهما عن دوره
أو : يستبدل أحدهما مكانه بالآخر أبدا ً!!!..
وإلا (وبالله عليكم أخبروني) :
هل يُمكن وضع ترس ٍكبير : في مكان ترس ٍأصغر منه ؟!.. أو :
ماذا سنستفيد من وضع ترس ٍصغير في مكان آخر : أكبر منه ؟!!..
ناهيكم عن تمايز شكل سنون كل ترس ٍ: لتتلاءم مع سنون التروس
الأخرى التي حوله ويتعاون معها !!!..
----
ومن هنا ...
فقد وضع الله تعالى في كل ٍمن الرجل والمرأة والذكر والأنثى :
معرفة هذه الأدوار بـ (الفطرة) !!!....
لأن الذي يصنع شيئا ً: يُعطي معه (كتالوج) أو منهج عمله الصحيح
الذي يحافظ عليه .. فما بالنا بالله تعالى خالق الإنسان ؟!!..
" الذي أحسن كلَ شيءٍ خَلَقَهُ " السجدة 7 ..
" الذي أعطى كل شيء خَلْقَهُ (أي خلقته التي عليها) : ثم هدى (أي
ثم هدى كل مخلوق بالفطرة لاستخدام هذه الخِلقة " طه 50 ..
----
وكل ذلك مُشاهد ملموس في دنيا الرجل والمرأة والذكر والأنثى :
إذا غابت عنهم أيدي طمس الفطرة والإفساد .....
----
انظروا للطفل وهو يلعب .. وللطفلة وهي تلعب !!.. تجدون فارق
الفطرة جليا ًظاهرا ً: من قبل حتى أن تتدخل الحياة بتأثيراتها !!!..
فالطفل يميل لألعاب العنف والمغامرة والإقدام !!.. في حين تميل
الطفلة لألعاب الزينة وتلبيس العرائس وتزيينها مثلا ً!!!..
بل وحتى أولئك النساء اللاتي يُنادين بالمساواة بمفهومها الغربي
الشاذ بين الرجل والمرأة : انظروا إذا كان لإحداهن ولد وبنت
صغيرين : فهل تراها تلبسهما : إلا لباسا ًمختلفا ًكلا ًعن الآخر ؟!..
----
بل وحتى في فترة المراهقة والشباب : وبرغم المحاولات الحثيثة
لطمس فطرة الكثير من الفتية والفتيات والشباب والشابات :
إلا أن تلك الفطرة ما تلبث أن تظهر بين الحين والآخر : فقط لمَن
يُلاحظ !!!..
فكم من شاب ٍغارق ٍفي تأثيرات الميوعة والخنا الإعلامي :
إلا وتراه عاد لفطرته لحظات : يغضب فيها لدين ٍأو ظلم ٍوقع !!!..
---
وكم من فتاة ٍأو شابة : وقد أغرقتها أمها وصويحباتها في تكشف
الموضة وتبرجها : تجدها وقد عادت لفطرة الحياء للحظات :
فتجذب طرف البضي القصير لأسفل : لتستر به بطنها أو ظهرها !..
أو تجذب حجاب شعرها القصير تستطيله : ليُداري عنقها وصدرها !
--------
والخلاصة حتى لا أ ُطيل عليكم :
هي أن الله تعالى (وعكس ما يدعي العلمانيين والليبراليين) :
قد خلق الإنسان (ذكرا ًوأنثى) : وقد حدد لكل منهما : وظيفته
ودوره في الحياة ..
بدءا ًمن خلق آدم من ماءٍ وتراب : إشارة لتعامله القاسي في
الدنيا .. في حين خلق حواء من ضلعه الذي يحمي قلبه من دم ٍ
ولحم !!!.. وفي ذلك إشارة أيضا ًلمهامها العاطفية التي تنتظرها !
ثم جعل كل ذلك في فطرتيهما .. كما أنزل لهما شرعه أيضا ً: لتتقوم
هذه الفطرة إذا زاغت !!.. أو إذا تقاذفتها موجات الإفساد !!!..
-----
فالرجل كالترس : لا يحل له ترك مكانه .. فضلا ًعن استبداله !..
وكذلك المرأة أيضا ً: لا يحل لها ترك مكانها : فضلا ًعن تبديله !
---
وأما تحديد هذه الأدوار والوظائف والمهام : فقد جعلته في النقطة
التالية : حتى لا يتكرر الكلام مرتين ..........

---------
2)) دور الدين في التعريف بهذه الأدوار والحفاظ عليها ..
----------------

يُـتبع إن شاء الله ...

Vampire2020
11-23-2010, 05:18 PM
استاذ ابو حب الله ..
فى البدايه لم اكن اريد التعليق على موضوعك الرائع

لكن لكثره الدعاوى الهاويه التى كثرت بها الموضوعات , وكثر الكلام العاطفى الذى يظلم الاسلام كثيرا, والخلط الغريب بين العادات ثقافات الشعوب وبين اوامر الاسلام التى كرمت المرأه

اتمنى ان تكمله استاذ ابو حب الله

السلام عليكم

Vampire2020
11-23-2010, 05:20 PM
استاذ ابو حب الله ..
فى البدايه لم اكن اريد التعليق على موضوعك الرائع

لكن لكثره الدعاوى الهاويه التى كثرت بها الموضوعات , وكثر الكلام العاطفى الذى يظلم الاسلام كثيرا, والخلط الغريب بين العادات وثقافات الشعوب وبين اوامر وتعاليم الاسلام التى كرمت المرأه

اتمنى ان تكمله استاذ ابو حب الله

السلام عليكم

خلده
11-23-2010, 08:50 PM
ماشاء الله وليش تقطع الموضوع كمل

إلى حب الله
11-23-2010, 08:59 PM
الإخوة الأفاضل (فامبير) (خلدة) ..
والله قد انشغلت كثيرا ًمنذ يومين .. وللأسف ربما ليوم آخر ...
أرجو منكم دعوة بظهر الغيب : أن يُعينني الله تعالى على فعل الخير ..

فإلى لقاء قريب بإذن الله ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

د. هشام عزمي
11-23-2010, 11:58 PM
في انتظارك أخي الحبيب ، أعانك الله على فعل الخيرات .

بنت عائشة
11-24-2010, 12:11 AM
كان الله معك أستاذنا الفاضل أبو حب الله ...

سليلة الغرباء
11-24-2010, 09:23 AM
جزاك الله خيرا على أفكارك وبارك فيك


والحقيقة أن المقال إن كان طويلا يستحسن أن يأتي على حلقات وسلسلة هكذا ،في كل مرة تضع حلقة لما ذكرت من عناصر حتى لا يتسرب الملل لنفس القاريء من طول المقال

في انتظار البقية

عَرَبِيّة
11-25-2010, 01:11 AM
ننتظر المقاطع القادمة بفارغ الصبر
أعانك الله ويسر لك
بارك الله فيك

عبد الله بن أدم
11-25-2010, 01:35 AM
أستاذنا الفاضل أعانك الله ووفقك لما يحب ويرضاه
والله إن المنتدى بأمس الحاجة لمثل قلمك وإننا في زمن عز أن تجد فيه مثل هذه الكتابات
ومداخلاتك في موضوع خلدة وموضوع سعاد هي من أحسن الكتابات
نسأل الله العلي القدير أن لا يحرمنا من علمك وجزاك الله عنا كل خير

إلى حب الله
11-25-2010, 09:57 AM
اليوم أفعل : إن شاء الله تعالى ...
فقد انشغلت بالأمس بحواري مع الأستاذ يوسف في قسم السنة ..
بارك الله فيكم جميعا ً..
وأشكر لكم حسن ظنكم بي ..

إلى حب الله
11-25-2010, 07:49 PM
2)) دور الدين في التعريف بهذه الأدوار والحفاظ عليها ..

1... المرأة كأنثى .. تحيض وتحمل وتلد ...

لعل من أهم أدوار المرأة الذي يجب أن يتبوأ الصدارة دوما ًفي
أي حديث ٍعنها : هو دورها الفريد كـ (أنثى) :
ذلك القدر الإلهي الذي كتبه الله تعالى على بنات آدم : ولا فكاك
منه أبدا ًفي الأحوال الطبيعية !!!..
وكأن الخالق عز وجل قد جعل في حيضها وحملها وولادتها :
((تذكيرا ًدائما ً)) لها أنها : أنثى : قد تلاءم جسدها مع أدوار ٍ
فطريةٍ (محددةٍ) في هذه الحياة !!!!..
تماما ًكما نجد في جسد الذكر القوي : وفي قدرته على تحمل
الالم والمشاق : ((تذكيرا ًدائما ً)) له أنه : ذكر : قد تلاءم جسده
مع أدوار ٍفطريةٍ (مُحددة ٍ) في هذه الحياة !!!..
----
فهو الذي يخرج ويسافر !.. وهو الذي يكد ويتعب !.. وهو الذي
يعمل في ساعات القيظ وشدة الحر نهارا ً!.. أو حتى في أوقات البرد
القارص شتاءً !.. وهو الذي يحمل حاجات البيت الثقيلة إليه !..
وهو الذي يحمل المتاع والحقائب !.. وهو الذي يجب عليه الصلاة
في الجمعة والجماعات !.. وهو الذي يُجاهد أو ينشر الدين والدعوة !
وهو الذي يتحمل في سبيل ذلك الأسر أو التعذيب !...... إلخ ..
-----
والآن .........
وبما أن الله تعالى : هو الذي قام بتقسيم هذه الادوار على كل من
الذكر والانثى : أو الرجل والمرأة ...
فماذا قدّم بشرعه الحكيم من الدين للمرأة أو الأنثى : في فترات
حيضها .. وحملها .. وولادتها ؟!!!...
تعالوا معي لنرى : كيف توافقت أحكام الإسلام وآدابه مع المرأة ..
---------
((((( الحائض ))))) ...
------------------
منذ بلوغ الفتاة (عادة ًمن سن سبع أو تسع : إلى أربعة عشر عاما ً)
ويتهيأ جسدها طبيعيا ًلمهمة الحمل والولادة ...
فقد صارت في دنيا الله : أنثى كاملة النضج : قابلة للتزويج ..
ولهذا ...
ففي كل شهر منذ وقت البلوغ هذا : ويتهيأ الرحم لاستقبال نطفة
مُلقحة من الرجل أو الزوج : لبويضة الانثى : ليبدأ معها الرحم في
تغذية الجنين الناتج (وذلك يُفسر لنا كثرة تدفق الدماء لرحم المرأة)
وأما لو لم يكن هناك زواج أو نطفة ملقحة لبويضة الأنثى .. فإن
الرحم الذي امتلأت بطانته وجداره : يعمل على إخراج كل هذه
الدماء الزائدة خارج جسد الأنثى : حتى لا يؤذيها بقاؤها ..
ومن هنا .. فالأنثى تفقد في فترة الحيض تقريبا ً: 34 ملي لتر
من الدماء والسوائل ..
ولأن الجسم يُمد رحمها في هذه الفترة : بالكثير من كريات الدم
البيضاء : لحمايتها من أي ملوثات أو أمراض محتملة :
فإن كثرة إخراج الدم خارج الجسم في الحيض (بالمجهود العنيف
للمرأة كـ : الرياضة .. أو المبالغة في أعمال المنزل .. أو بالصلاة
وما فيها من سجود وركوع) : فإن كل ذلك : يستنزف منها العديد
من الكريات الدم البيضاء : مما يؤثر بالسلب على الجهاز المناعي
لجسمها بأكمله في تلك الفترة !!!.....
ومن هنا أقول :
سبحان الذي رفع عن الحائض فرض الصلاة (عماد الدين) !!!..
بل : والصيام أيضا ً: وذلك لاحتياج الحائض دوما ًلشرب العديد
من السوائل وأكل المُغذيات التي من شأنها تعويض ما يُفقد منها
من دماء وسوائل في فترة الحيض !!!!...
----
فعن (معاذة العدوية) أنها قالت لـ (عائشة) رضي الله عنها :
" ما بال الحائض : تقضي الصوم .. ولا تقضي الصلاة ؟!..
قالت عائشة : كان يُصيبنا ذلك : فنؤمر بقضاء الصوم :
ولا نؤمر بقضاء الصلاة " رواه مسلم وغيره ....
----------
وأما السر في قضاءها للصوم : وعدم قضاءها للصلاة : فهو
رحمة ًبها من لدن الخبير العليم .. وهذا مما يلمسه أيا ًمنا
(حتى نحن الرجال) ........!
حيث لو قضى أحدنا (صيام يوم) .. ثم قارنه بمشقة ووقت قضاء
(خمس صلوات) كاملة : لعرف حكمة الله تعالى في رفع ذلك عن
المرأة !!.. وذلك لأن الصائم : لا تتأثر حياته اليومية ومهمات
واجباته بالصوم : مقارنة ًبما يتطلبه صلاة خمس صلوات من
وقت وتحضير ومجهود !!.. فما بالنا إذا ً: لو كانت التي ستقضي
الصوات : أم .. ولديها من المهمات البيتية ومع أولادها وزوجها
ما نعرفه جميعا ً.. ناهيكم عن أنها لن تقضي خمسة صلوات
فحسب بل : ما يقترب من الـ 35 صلاة في المتوسط (باعتبار
أن متوسط أيام الحيض عند الأنثى 7 أيام) ...
فبالله عليكم : كيف سيكون شعورها وقتها تجاه هذا الثقل
الشرعي عليها في القضاء ؟!!!...
-------
ليس هذا فقط .. بل حتى في قضائها لما أفطرته من صيام :
فبرغم استحباب قضائه عند الاستطاعة : وعدم تأجيله .. إلا أنه
يجوز فيه التراخي (أي أن تقضيه وقتما شاءت : طالما لم يمر
عامٌ عليها : من رمضان لرمضان الآخر مثلا ً) .. وهذا ما كانت
تفعله أمنا (عائشة) رضي الله عنها : فيما تحكيه عن حياتها مع
رسول الله : وانشغالها عن القضاء بالقيام بواجباتها معه :
سواء في الحضر .. أو السفر ... فتقول :
" كان يكون عليّ الصوم مِن رمضان : فما أستطيع أن أقضيه
إلا في شعبان (أي مِن العام التالي بسبب) : الشغل مِن رسول
الله صلى الله عليه وسلم " .. رواه البخاري ومسلم ..
ولاحظوا قولها : فما أستطيع أن أقضيه .. أي لم تفعل ذلك
تهاونا ً.. وهو الأصل .. وهو نفس قولها في الرواية التالية :
" إن كانت إحدانا لتفطر في زمان رسول الله صلى الله عليه
وسلم (أي لعذر) : فما تقدر على أن تقضيه مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم : حتى يأتي شعبان " ...
-------
أقول : وليس هذا فقط أيضا ً!!!..
بل : وقد وضح لنا رسولنا الكريم : ما يتعلق بالتخفيف على
المستحاضة التي : يمتد نزول الدم منها : إلى ما بعد الوقت
المعتاد لحيضتها !!.. حيث قد يستمر معها لخمسة عشر يوما ً
أو أكثر !!!.. فماذا قال فيها رسولنا الكريم ؟!.. لقد قال :
" تدع الصلاة أيام أقرائها (أي أيام حيضتها) التي كانت تحيض
فيها (خمسة أو سبعة أيام مثلا ًكما تعودت) ثم تغتسل ..
وتتوضأ عند كل صلاة .. وتصوم وتصلي " ...
رواه الترمذي وأبو داود وصححه الألباني ..
وهكذا : لم يحرم الشرع المرأة المستحاضة : من أن ترجع
لما كانت عليه من حالها من الصوم والصلاة والعمرة
والحج بل : والجماع أيضا ًحفاظا ًعلى حقها في الإعفاف ..
وعلى حق الزوج في الصون والتحصين .. وذلك أن دم
الاستحاضة أصلا ً: ليس في نجاسة دم الحيض كما قد يظن
البعض .. وإنما قال عنه رسولنا الكريم لـ (فاطمة بنت
حبيش) :
" إنه دم عرق .. فتوضئي لكل صلاة " ......
وأما إذا كثر عن ذلك .. فإنما هو ركضة من ركضات
الشيطان كما وصفه رسولنا الكريم لها .. حيث قالت :
" إني أستحاض حيضة شديدة فما ترى فيها ؟!.. قال : أنعت
(أي أصف) لك الكرسف (أي أن تضع قطنا ًفي فرجها) : فإنه
يُذهب الدم .. قالت : هو أكثر من ذلك !!.. قال : فاتخذي ثوبا ً!
قالت : هو أكثر من ذلك !!.. قال : فتلجمي (أي تلجمي جيدا ً
بالثياب) !.. قالت : إنما أثج ثجا ً.. فقال لها : إنما هذه ركضة
من ركضات الشيطان " ...
-------
وأما بالنسبة للمسلمة التي يُصيبها الحيض في العمرة أو
الحج .. فإنه إن كان في عمرة : خرجت منها لأنها لن تستطيع
القيام بها إلا بعد انتهاء حيضتها (وذلك لأن الحائض لا تطوف
بالبيت .. والعمرة أساسها الطواف بالبيت) ..
وذلك بعكس الحج .. لأنه تتنوع أعماله منذ بداية دخول أيام ذي
الحجة .. وحتى يوم الثامن (التروية) .. والتاسع (عرفة) ويوم
العيد (العشر) .. وأيام التشريق الثلاث :
ففي كل ذلك : يُنتظر أن تنتهي حيضة الحائض .. وهو نفس ما
حدث مع أمنا (عائشة) رضي الله عنها : عندما خرجت مع النبي
في حجة الوداع : متمتعة بعمرة إلى الحج .. فحاضت في
الطريق (وكانت قد أحرمت بالعمرة) .. فدخل عليها النبي :
فوجدها تبكي : تتمنى أن لو لم تكن خرجت هذا العام للحج !!..
فقال لها الرسول الرحيم بالنساء :
" إن هذا أمر (أي حيض النساء هذا) : كتبه الله على بنات آدم ..
(أي فلا يستوجب منهن الحزن عليه) فاغتسلي .. وأهلي بالحج ..
واقضي ما يقضي الحاج : غير أن لا تطوفي بالبيت ولا تصلي " ..
رواه أحمد ومسلم وأبو داود ..
ثم جاءت بعمرة بعدما طهرت من حيضها ...........
------
وأما آخر ما أختم به هذه الإضاءات على حياة الانثى الحائض :
من فيوضات رحمة ربها عز وجل ورسوله الكريم :
فهو مراعاة مشاعر الأنثى في فترة حيضتها : والتي قد تضطرب
فيها عواطفها اضطرابا ًشديدا ً!.. بل : وقدرتها على اتخاذ
القرارات والتحكم في الأقوال والأفعال ........
أقول ....
----
في الوقت الذي تأثر فيه العرب : بما افتراه اليهود المجاورين
لهم عن المرأة الحائض : ونظرتهم لها على أنها (كيان بشري
نجس) في تلك الفترة حتى تطهر !!!!..
جاء الإسلام قرآنا ًوسُـنة : ليضع النقاط على الحروف :
ويرفع ويُدافع عن كيان المرأة الرقيق الذي طال ما تأذى بمثل
هذه الخرافات !!!!...
وقبل أن أ ُلقي نظرة على ما جاء به ديننا .. أود أولا ًأن أنقل
لكم بعض نصوص اليهود والنصارى في العهد القديم :
والتي تبين لكم مكانة المراة الحقيقة عندهم (ثم يرمون الإسلام
بعد ذلك بالتخلف) !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!.. حيث جاء في سفر
اللاويين 15- 25 : 31 :
" وإذا كانت امرأة يسيل سيل دمها أياما ًكثيرة في غير وقت
طمثها (يعنون هنا الاستحاضة) : أو إذا سال بعد طمثها (أيضا ً
يعنون هنا الاستحاضة) : فتكون كل أيام سيلان نجاستها : كما
في أيام طمثها : أنها نجسة (أي المرأة نفسها : تكون نجسة !)
كل فراش ٍتضطجع عليه كل أيام سيلها : يكون لها كفراش
طمثها !.. وكل الأمتعة التي تجلس عليها : تكون نجسة كنجاسة
طمثها !.. وكل مَن مسّهنّ : يكون نجسا ً: فيغسل ثيابه : ويستحم
بماء : ويكون نجسا ًإلى المساء !.. وفي اليوم الثامن : تأخذ
لنفسها يمامتين أو فرخي حمام :
وتأتي بهما إلى الكاهن : إلى باب خيمة الاجتماع : فيعمل الكاهن
الواحد : ذبيحة خطية .. والآخر : محرقة :
ويُكفر عنها الكاهن أمام الرب : مِن سيل نجاستها !.. فتعزلان
بني إسرائيل عن نجاستهم (أي النساء الحيّض) : لئلا يموتوا
في نجاستهم : بتنجيسهم مسكني الذي في وسطهم " !!!!!!..
والنص مُترجم مِن نسخة العهد القديم svd ....
------
أقول : بعد هذا العرض السريع لنظرة اليهود والعرب للمرأة
الحائض في فترة حيضها ... تعالوا معا ًنرى موقف الإسلام
ورسول الإسلام من هذه الافتراءات والتخاريف !!..
----
فقد تعمد صلى الله عليه وسلم ببعض الأفعال والأقوال :
أن يؤكد للناس على نجاسة : دم الحيض فقط .. وليس نجاسة :
كل المرأة الحائض !!.. أو نجاسة : كل ما تلمسه !!..
--
فعن (عائشة) رضي الله عنها قالت :
" قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : ناوليني الخُمرة من المسجد
(والخُمرة بضم الخاء : هي ما يضعه المُصلي للسجود عليها
أو للجلوس عليها) فقلت : إني حائض (حيث يتطلب مناولتها
الخُمرة للنبي : أن تُدخل يدها في المسجد : وظنت أنه لا يجوز
لها بسبب نجاسة حيضتها) !!.. فقال : إن حيضتك ليست في يدك "
رواه مسلم وغيره ....
---
ولم تكن هذه الإشارات السامية الرقيقة من النبي : لتمر على
أمنا (عائشة) اللبيبة مرور الكرام !!.. بل جعلتها تلك الإشارات
تلتفت أكثر وأكثر : إلى ما كان يتعمد فعله رسول الله صلى
الله عليه وسلم معها في كل أحوالها وهي حائض !!.........
حيث شعرت أنه يُبلغ أمته (رجالا ًونساءً) بل العالم كله :
رسالة ً(عملية ً) في احترام كيان الانثى الذي هضمت حقه كل
الأمم !!!!.. من حرقها في الهند مع زوجها إذا مات !!!!!..
وإلى بيعها قديما ًفي الدولة الرومانية مثلها مثل المتاع !!!..
وإلى عدم توريثها في أوروبا إلى عهد قريب : فضلا ًعن
تسميتها نسبة ًإلى زوجها وليس أبيها !!!!!...
----
فتقول هذه الزوجة المحظوظة بأفضل زوج ٍعرفته البشرية :
" كنت أشرب وأنا حائض .. وأ ُناوله النبي صلى الله عليه
وسلم : فيضع فاه (أي فمه) : على موضع فيّ (أي نفس مكان
فمي الذي شربت منه) فيشرب !!.. وأتعرق العِرق (أي من اللحم
في الطعام) وأنا حائض .. وأ ُناوله النبي صلى الله عليه وسلم :
فيضع فاه على موضع فيّ " !!.. رواه مسلم والنسائي ..
----
وعلى هذا الفهم : ينضبط حملنا لقول الله عز وجل عن المحيض :
" وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ
وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ
اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ " البقرة 222 ..
----
أي أن الاعتزال الذي ذكره الله تعالى في الآية : هو فقط اعتزال
لمحل وموضع الأذى وقت الحيض : ألا وهو الفرج فقط .. وأما
غير ذلك من الأنثى .. فهي كما هي : لم تتغير !!!..
بل : وكان رسول الله يُباشر زوجاته أثناء الحيض : مما له أجمل
الأثر في قلب وعاطفة كل أنثى : في هذا الوقت بالذات التي قد
تشعر فيه انها منبوذة أو : أن مكانتها في قلب أقرب الناس إليها
قد انتقصت !!!!...
(والمباشرة : هي فعل كل شيء من مقدمات الجماع والاستمتاع :
من غير إيلاج) ... فتقول امنا (ميمونة) رضي الله عنها :
" كان رسول الله إذا أراد أن يباشر امرأة من نسائه وهي حائض :
أمرها أن تأتزر (أي تستر أسفل منها) ثم يُباشرها " ..
رواه البخاري وغيره ..
كما روى أيضا ًعن أمنا (عائشة) رضي الله عنها قولها :
" كنت أغتسل أنا والنبى من إناء واحد .. كلانا جُنب (وهي تريد
بذلك بيان جواز رؤية كل من الزوجين للآخر عاريا ًوالاغتسال معا ً
من ماءٍ واحد : الرجل كالمرأة لا فرق) .. وكان يأمرنى فأتزر :
فيُباشرني وأنا حائض " ...
----------
أقول :
وأخيرا ً(أخيرا ًبالنسبة للحائض وإلا : فموضوعنا كبير بإذن الله)
إليكم هذه المعلومة التي لا يعرفها الكثير من الرجال الأزواج :
فضلا ًعن النساء للأسف !!!!..
أتدرون ما هي ؟!!!!!!!..
إنها بخصوص الطلاق : أعاذنا الله تعالى من شره ............
-----
ففي الحديث الصحيح عند البخاري ومسلم : عن (عبد الله بن
عمر) رضي الله عنه وعن أبيه :
" أنه طلق امرأته : وهي حائض .. فسأل عمر النبي صلى الله
عليه وسلم عن ذلك .. فقال له : مُره (أي بلغه أمري إياه) :
فليُراجعها .. ثم ليتركها حتى تطهر .. ثم تحيض .. ثم تطهر :
ثم إن شاء أمسك بعد : وإن شاء طلق قبل أن يمس (أي قبل أن
يُجامع) !!.. فتلك العدة التى أمر الله أن يُطلق لها النساء " !
---
أقول : هذا ما يُطلق عليه علماء أهل السُـنة والجماعة :
الطلاق البدعي .. والطلاق السُـني !!!..
فالطلاق البدعي :
هو أن يقوم الزوج بتطليق زوجته في أثناء فترة حيضها !!..
أو : في فترة طهر من بعد حيض ولكن : قد جامعها فيه !!..
والحِكمة من بدعية هذا الطلاق وكراهته :
هو أن المراة في فترة حيضتها : لا تكون في حالتها المثالية
كما هي خارج حيضتها !!.. لا عقلا ً: ولا عاطفة ً!!!!..
وأ ُكرر : المثالية : ولا انفي عنها العقل والعاطفة حتى لا
يُساء فهمي !!!!!!!!!...
أقول : فربما بدرت منها في ذلك الوقت المُضطرب : ما أغضب
زوجها بشدة عليها : فيُطلقها !!!.. أو : ربما وقعت في التقصير
في إحدى واجباته عليها : فاغضبته : فيُطلقها !!.. إلى غير
ذلك من الامور التي يعرفها الأزواج : والتي ربما لا تستطيع
الزوجة سرعة احتواء غضب الزوج وقتها : للحال المتوترة
التي تعيشها : ولاسيما ابتعادها عن أمضى وأنجح أسلحتها
في تليين الرجال (هذه بدون شرح !!) ....
-----
فهل رأيتم رحمة الله ورسوله : إلى أين وصلت بالمرأة الحائض ؟!
هل كنتم تتوقعون أن تصل التشريعات والاحكام الإلهية بكمالها :
إلى هذه الدرجة من الاهتمام بتفاصيل نفسيتها وحمايتها ؟!!!!..
----
وأما الطلاق السُـني ..
فهو ان يقوم الزوج بتطليق زوجته : إما في حمل ...
وإما في طهر ٍلها من بعد حيض : لا يكون قد جامعها فيه بعد ..
والحِكمة هنا هي :
أن الزوج الذي يُطلق زوجته الحامل : فهو على دراية تماما ً
بما يفعل : وبماذا يُضحي (وهو ولده الذي لم يره بعد) .. ومعنى
ذلك أنه بالفعل : لم ير غير الطلاق حلا ًومخرجا ًفي وقته ..
وأما الزوج الذي يُطلق زوجته في طهر ٍ: لم يُجامعها فيه :
فهو أيضا ً: قد تخطى إغراء الجسد : وفتوحية نفس الزوجة
بعد انقضاء حيضتها : وقام باختيار الطلاق على كل هذا :
فهو لا شك أيضا ً: يعنيه .................. !
وسبحان الله العظيم : الخبير بالقلوب وتقلباتها وما فيها !!!..

يُـتبع بعد ساعات إن شاء الله ...

سليلة الغرباء
11-26-2010, 09:08 AM
تابع جزاك الله خيرا

إلى حب الله
11-26-2010, 03:23 PM
---------------
((((( الحامل ))))) ...
-----------------
وأما بالنسبة للحامل : ففد اتفقنا سابقا ًعلى أن حركات الصلاة
(من سجود وركوع ونحوه) : من شأنها زيادة تدفق الدم إلى
الرحم : فيؤثر سلبا ًعليها بكثرة ما تفقده من دماء وسوائل ..
ولهذا علمنا : بعض حكمة رفع الله عز وجل الصلاة والصيام
عن الحائض ... ولكن السؤال الآن هو :
لماذا لم يرفع الله عز وجل أيضا ًعن الحامل الصلاة والصوم :
كما فعل مع الحائض ؟!!!...
أقول :
في الوقت الذي لا تستفيد فيه الحائض من الدماء التي تتدفق
إلى الرحم .. ويُعد فقدا ًللكثير من السوائل ومناعة جسدها ..
فإن الحامل على العكس من ذلك تماما ً!!!!..
حيث أن الدم المتدفق إلى الرحم : يُستخدم في تغذية الجنين
الذي لا يستخدم فمه ولا معدته مثلنا !!.. وإنما يستمد
جسده غذائه : من دم أمه كما نعلم !!!!.. فسبحان الله العظيم !
(وهذا يُفسر لنا سر التشوهات والأمراض التي قد تنتقل من
الأم إلى جنينها في حال مرضها أو تدخينها ... إلخ) ..
----
أقول : وعلى هذا : فحركات الصلاة من سجود وركوع :
تساعد الأنثى الحامل على تدفق الدماء بصورة جيدة إلى
جنينها الذي يحتاج إلى هذه الدماء الحاملة خلاصة الغذاء !!
(أقول : وهذا يُفسر لنا أيضا ًالنصائح دوما ًللحامل ببعض
التريض والحركة : في بعض الأوقات المعينة والخاصة في
حملها .. وخصوصا ًفي الشهر الأخير منه) ...
----
وأما الصوم ...
ففرض الصوم لدينا يأتي في العام : مرة واحدة : ألا وهو
شهر رمضان المبارك .. وعلى هذا (وبمقارنته بفترة
حمل الأنثى والتي أقصاها تسعة أشهر) : فإنها في الغالب
سيمر عليها شهر واحد فقط : يُفترض عليها فيه الصيام ...
(وربما لا يمر عليها رمضان أصلا ًإذا تخطته ببداية حملها)
ولكل ذلك :
فقد خيرها الشرع الحكيم بين :
إما أن تصوم وتحتسب : إذا وجدت في نفسها الاستطاعة ..
وعلمت بعدم ضرر ذلك على جنينها ...
وإما أن تفطر لضعفٍ فيها أو خوفا ًعلى جنينها (ويُفضل
هنا رأي الطبيبة المسلمة الثقة) ...
وعليها القضاء بعد ذلك عن كل يوم أفطرته من رمضان !..
(هذا لو كان فطرها عن مرض) .. أو يكون عليها فدية
طعام مسكين عن كل يوم : إما أن تدفعها هي .. أو يدفعها
عنها زوجها : وخصوصا ًإذا كان هو الآمر لها بالفطر :
خوفا ًعلى صحة الجنين ........
---
فهل في كل ذلك : أي ظلم ٍأو إجحاف ٍللمرأة المسلمة ؟!!..
ألا ترون معي : إحاطة حدود الله تعالى بها وبفطرتها :
إحاطة الخاتم بالإصبع : لا هو بالواسع الغير محكوم لبسه :
ولا هو بالضيق الذي يضر ذاك الأصبع !!!!..
بل هو التطابق الذي وضعه الذي قال عن نفسه :
" أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ " الملك 14 ..
والذي قال عن إحكام خلق مخلوقاته : كلٌ بما يُناسب دوره
ووظيفته :
" الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى " طه 50 .. أي :
أعطى كل مخلوق ما يُناسبه من الصورة والخِلقة : ثم هدى
هذا المخلوق للعمل بدوره ووظيفته اللذان تتطابقان مع ما
خلقه الله وصوره عليه !!!...
---------
((((( الوالدة ))))) ...
---------------------
حيث يتبادر للذهن من جديد سؤال ...............
ماذا قدم الشرع والدين لدور المرأة الوالدة ؟!!..
أقول .. رأينا معا ًبالأعلى الأنثى في حيضتها : وهي تفقد دما ً
وسوائل : لمدة سبعة أيام في المتوسط .. مما تطلب رفع الله
عز وجل عنها برحمته : فريضتي الصلاة والصوم .. والآن :
ما بالكم بالأنثى الوالدة .. والتي قد تستمر فترة نفاسها في
الغالب إلى : 40 يوما ً!!!!!!!!!!!...
حيث يقوم فيها الرحم بإخراج كل ما فيه (بعد أن عاد حجمه
لحجمه الطبيعي : والذي زاد للأضعاف وقت الحمل) !!......
وفي خلال كل هذه الفترة الطويلة نسبيا ً:
تحتاج المرأة النفساء إلى : التعويض الدائم لها من فقدان
دم وسوائل جسدها !.. وذلك عن طريق الأكل والشرب لكل
ما من شأنه تقويتها وتعويض كل هذا الفقد من جديد !!...
وهنا تتجلى لنا مرة ًأخرى : حكمة إسقاط الله للصلاة والصوم
بالنسبة لها أيضا ً: حتى ينتهي نفاسها ...
ثم تقضي الصوم أيضا ًكالحائض .. ولا تقضي الصلاة ....
(تخيلوا لو أن أحدا ًأراد قضاء خمس صلوات : في أربعين
يوما ً: كم سيتطلب ذلك من مجهودٍ عظيم ٍومشقةٍ كبيرةٍ
ووقتٍ طائل : نهايكم عما يتطلبه المولود الجديد من عناية !)
----
ولها نفس أحكام الحائض أيضا ًفي العمرة والحج كما سبق ..
----
وأما الجديد الذي لا يعرفه الكثيرون للأسف (رجالا ًونساءَ) :
فهو أن المرأة التي تموت في ولادتها : فهي شهيدة !!!!!!...
وذلك كما جاء في الحديث الصحيح عن جابر بن عتيك قال :
" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الشهادة سبع (أي سبعة
أنواع) سوى القتل في سبيل الله (والقتل في سبيل الله أعلاها :
وفيه الكرامات التي أخبر بها الله ورسوله .. وأما السبع فهم) :
المطعون شهيد .. والغريق شهيد .. وصاحب ذات الجنب شهيد ..
والمبطون شهيد .. وصاحب الحريق شهيد .. والذي يموت تحت
الهدم شهيد .. والمرأة تموت بجمع (أي أثناء ولادتها) شهيد "
رواه مالك وأبو داود والنسائي وصححها الألباني ...
---------
(((( المُرضعة ))))
--------------
وأما المرأة المرضعة : فلها أيضا ًفي أحكام الله وشرعه ورحمته
نصيب ... فلها أن تفطر في رمضان : إذا شعرت أن صومها
يُمرضها أو يُمرض رضيعها !!!.. وتفدي في ذلك عن كل يوم
طعام مسكين .. أو تقضي إن وقع منها بالفعل مرض منعها
من الصيام بسبب الرضاعة .. وأما الزوج : فلو كان هو الآمر
لها بالفطر : مراعاة ًلصحة الرضيع : فعليه هو ثمن فدية
الصيام ...... فهل رأيتم رحمة ًمثل هذه ؟!!!!...
-----
كما أن لها أن تستمر في إرضاع وليدها : حولين كاملين (أي
عامين كاملين) : لمَن أراد أن يُتم الرضاعة ...
بل وهي أولى النساء بإرضاع وليدها : حتى إذا طلقها زوجها !
ليس هذا فحسب بل :
ولها أن تطلب أ ُجرة ًلها على إرضاع وليدها وهي مُطلقة !!!..
وهي فقط التي بيدها الموافقة على إرضاعه (أي لا يُرغمها
أحد على ذلك) : أو أن ترضعه امراة أخرى في طلاقها ....
وعلى هذا اتفق العلماء سلفا ًوخلفا ًلقوله عز وجل :
" وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِن كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا
عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ
وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى " !
الطلاق 6 ..
ولي وقفات قادمة بإذن الله تعالى عن الطلاق : ومراعاة أحكام
الله عز وجل لفطرة المرأة في ذلك ....
ولكن يهمني الآن أن أختم بهذه التفصيلة من الطلاق أيضا ً
وهي :
أنه شرعا ً: لا يجوز حرمان المُطلقة من أولادها : مع بقاء
نفقة الزوج على الاولاد واحتياجاتهم الطبيعية :
ما لم تتزوج أمهم المطلقة من غيره .... فساعتها : يحق له
أن يُطالب بحضانة أولاده إليه ...
وهذا يشمل قطعا ًفترة الإرضاع : تلك الفترة التي تنبني فيها
الكثير من العلاقات الجسدية الروحية القلبية بين الأم ووليدها !
فقد جاءت امراة ًإلى النبي فقالت :
" يارسول الله .. إن ابني هذا : كان بطني له وعاء !.. وثديي
له سقاء !!.. وحجري له حواء !!.. وإن أباه طلقني .. وأراد
أن ينتزعه مني !!.. فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم :
أنت أحق به ما لم تنكحي " أي ما لم تتزوجي من غيره ..
رواه أحمد وأبو داود وحسنه الالباني ...
--------------
2... المرأة كأنثى تحب الزينة والجمال .. وضوابط ذلك ..

يُتبع إن شاء الله ....