حسن المرسى
11-22-2010, 11:48 AM
أبو العلاء المعري رهين المحبسين16
ربيع أول 449 هـ
المكان: معرة النعمان ـ العراق.
الموضوع: وفاة الشاعر الشهير أبي العلاء المعري.
هناك بعض الشخصيات المشهورة في تاريخنا والتي أثار عليها أعداء الإسلام ـ وخاصة المستشرقون وأذنابهم من المسلمين ـ الكثير من الضجة، وافتعلوا عليها حكايات وروايات من أجل أهداف معينة، إما بالسلب أو بالإيجاب. فإما يرفعوا قدرها ويعظموها من أجل تضليل المسلمين عن حقيقة أمرهم وجعل المسلمين ينبهروا بها ويتبنوا أقوالهم وآراءهم فتؤثر هذه الشخصية المريبة في حياة المسلمين وأفكارهم، أو يحطوا من قدر شخصية أخرى ويهيلوا عليها التراب،و يلحقوا بها كل ناقصة ومذمة من أجل صرف الناس عن هذه الشخصية الهامة والمؤثرة، وحتى تصبح هذه الشخصية في طي النسيان والنكران. وهكذا كان أعداء الإسلام يعبثون بتاريخ الأمة ويشوهوه مستغلين غفلة كثير من المسلمين عن تاريخهم وأمجادهم. وشخصية صاحبنا من النوع الأول، والذي صنع له أمجاد وأساطير وهو في حقيقة أمره عدو من أعداء الإسلام، بل وكل الأديان.
· هو الشاعر الشهير أحمد بن عبد الله بن سليمان، الملقب بأبي العلاء المعري، صاحب الدواوين التي تدل على ذهاب الدين، والمصنفات التي تقدح في النبوات. ولد سنة 363هـ بمعرة النعمان، لذلك نُسب إليها ولقب بالمعري، أصابه الجدري وهو ابن سبع سنين فأذهب بصره وبصيرته، وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة، ثم انتقل إلى بغداد، وذلك سنة 399هـ، ولم يمكث فيها سوى أقل من سنتين، فلما زاغ خبر زندقته وإلحاده هرب منها وعاد إلى بلدته وظل فيها حتى مات.
· كان المعري على مذهب البراهمة، فلا يأكل اللحم واللبن والبيض، ولا شيئًا من حيوان، وإنما طعامه النبات فقط، ويقال إنه قد اجتمع براهب في بعض الصوامع في مجيئه من بعض السواحل، فشكك هذا الراهب في دين الإسلام، فانتحل بعدها مذهب البراهمة الفلاسفة، وقد كان ذكيًا، ولم يكن نقيًا، وله مصنفات كثيرة، أكثرها في الشعر تدل على انحلاله وزندقته وكفّره الناس، بعضها من أمثال هذه المصنفات كتابه المسى بـ 'الفضول والغايات في معارضة السور والآيات على حروف المعجم في آخر كلماته' وهو في غاية الركاكة والبرودة، وله رسالة الغفران، وكلها إلحاد، ورسالة الملائكة، وكتاب لزوم ما لا يلزم المشهور باللزوميات، وقد أنكر فيه النبوات والبعث والجن والملائكة، وقد نظم رسالة الغفران المملوءة بالسخرية على ألسنة الجن الذين دخلوا الجنة، قال طه حسين ـ ,هو أحد أذناب الغرب وتلميذ المستشرقين النجيب، وهو أحد الذين أحيوا ذكرى المعري في أذهان لناس وحصل على الدكتوراه في رسالة الغفران ـ : 'أبو العلاء كان منكرًا للنبوات، جاحدًا لصحتها، وقد نص على ذلك في اللزوميات صراحة غير مرة، فطورًا يثبت أنها زور، وطورًا يجعلها من الشرور، فلم يكتف بإنكار النبوات حتى أنكر الديانات عامة، وقد أنكر البعث أكثر من ستين مرة في كتابه اللزوميات'.
· وكان أبو العلاء المعري شديد الكره للحياة والوجود والكون كله من حوله، واللفظ الذي اختاره لنفسه وكان يحب أن ينادى به هو 'رهين المحبسين'، وإنما أراد بالمحبسين منزله الذي احتجب فيه وذهاب بصره. وأضاف لهما سجنًا آخر هو جسمه المادي الذي احتبست فيه نفسه أيام الحياة، فكان يقول:
أراني في الثلاثة من سجوني فلا تسأل عن الخـبر النبـيث
لفقـدي ناظـري ولزوم بيتي وكون النفس في الجسم الخبيث
ولقد أوصى أن يكتب على قبره: 'هذا ما جناه أبي علي وما جنيت على أحد' ومعناه أن أباه بتزوجه لأمه أوقعه في هذه الدار حتى صار بسبب ذلك إلى ما صار إليه من عمى البصر والبصيرة، وهذا كله كفر وإلحاد واعتراض على قدر الله، وسلوكًا لمذهب البراهمة والفلاسفة، وله أشعار كثيرة ظاهرة الكفر والإلحاد ننزه صفحتنا عن إيرادها.
· ولقد روج لذكائه المبطلون، واخترعوا أشياء مكذوبة تدل على ذكائه، منها أ،ه وضع تحت سريره درهم، فلما نام عليه قال: 'إما أن تكو نالسماء قد انخفضت مقدار درهم، أو الأرض قد ارتفعت مقدار درهم' وهذا لا أصل له، وقصة مروره من تحت الشجرة، ولقد حاول طه حسين أن يرفع قدره إلى عنان السماء ويثني على أدبه وشعره وعلمه مع تغافل كفره وزندقته.
· وعندما توفي في 16 ربيع أول سنة 449هـ رثاه جماعة من أصحابه وتلاميذه، وأنشدت عند قبره ثمانون مرثاة، وهؤلاء الذين رثوه واعتقدوه إما جهال بأمره وإما ضلال على مذهبه وطريقته، ولقد رؤيت له منامات سيئة يعذب فيها، ولقد حاول البعض أن يعتذر عنه ـ منهم طه حسين ـ وقالوا: إنما كان يقول ذلك مجونًا ولعبًا، ويقول بلسانه ما ليس في قلبه، وقد كان باطنه مسلمًا!، ولقد رد عليهم ابن عقيل الحنبلي، فقال: 'وما الذي ألجأه أن يقول في دار الإسلام ما يكفره به الناس؟ والمنافقون مع قلة عقلهم وعلمهم أجود سياسة منه؛ لأنهم حافظوا على قبائحهم في الدنيا وستروها، وهذا أظهر الكفر الذي تسلط عليه به الناس وزندقوه، والله يعلم أن ظاهره كباطنه'.
· يعتبر أبو العلاء المعري أحد أشهر الزنادقة على مر التاريخ الإسلامي الذي اشتهر فيه ثلاثة بالإلحاد والزندقة، وهم: ابن الرواندي، والمعري، وأبو حيان التوحيدي.
المراجع:
1. البداية 12/79.
2. المنتظم 8/184.
3. نهاية الظالمين ص190.
4. الجزاء من جنس العمل ص390
ربيع أول 449 هـ
المكان: معرة النعمان ـ العراق.
الموضوع: وفاة الشاعر الشهير أبي العلاء المعري.
هناك بعض الشخصيات المشهورة في تاريخنا والتي أثار عليها أعداء الإسلام ـ وخاصة المستشرقون وأذنابهم من المسلمين ـ الكثير من الضجة، وافتعلوا عليها حكايات وروايات من أجل أهداف معينة، إما بالسلب أو بالإيجاب. فإما يرفعوا قدرها ويعظموها من أجل تضليل المسلمين عن حقيقة أمرهم وجعل المسلمين ينبهروا بها ويتبنوا أقوالهم وآراءهم فتؤثر هذه الشخصية المريبة في حياة المسلمين وأفكارهم، أو يحطوا من قدر شخصية أخرى ويهيلوا عليها التراب،و يلحقوا بها كل ناقصة ومذمة من أجل صرف الناس عن هذه الشخصية الهامة والمؤثرة، وحتى تصبح هذه الشخصية في طي النسيان والنكران. وهكذا كان أعداء الإسلام يعبثون بتاريخ الأمة ويشوهوه مستغلين غفلة كثير من المسلمين عن تاريخهم وأمجادهم. وشخصية صاحبنا من النوع الأول، والذي صنع له أمجاد وأساطير وهو في حقيقة أمره عدو من أعداء الإسلام، بل وكل الأديان.
· هو الشاعر الشهير أحمد بن عبد الله بن سليمان، الملقب بأبي العلاء المعري، صاحب الدواوين التي تدل على ذهاب الدين، والمصنفات التي تقدح في النبوات. ولد سنة 363هـ بمعرة النعمان، لذلك نُسب إليها ولقب بالمعري، أصابه الجدري وهو ابن سبع سنين فأذهب بصره وبصيرته، وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة، ثم انتقل إلى بغداد، وذلك سنة 399هـ، ولم يمكث فيها سوى أقل من سنتين، فلما زاغ خبر زندقته وإلحاده هرب منها وعاد إلى بلدته وظل فيها حتى مات.
· كان المعري على مذهب البراهمة، فلا يأكل اللحم واللبن والبيض، ولا شيئًا من حيوان، وإنما طعامه النبات فقط، ويقال إنه قد اجتمع براهب في بعض الصوامع في مجيئه من بعض السواحل، فشكك هذا الراهب في دين الإسلام، فانتحل بعدها مذهب البراهمة الفلاسفة، وقد كان ذكيًا، ولم يكن نقيًا، وله مصنفات كثيرة، أكثرها في الشعر تدل على انحلاله وزندقته وكفّره الناس، بعضها من أمثال هذه المصنفات كتابه المسى بـ 'الفضول والغايات في معارضة السور والآيات على حروف المعجم في آخر كلماته' وهو في غاية الركاكة والبرودة، وله رسالة الغفران، وكلها إلحاد، ورسالة الملائكة، وكتاب لزوم ما لا يلزم المشهور باللزوميات، وقد أنكر فيه النبوات والبعث والجن والملائكة، وقد نظم رسالة الغفران المملوءة بالسخرية على ألسنة الجن الذين دخلوا الجنة، قال طه حسين ـ ,هو أحد أذناب الغرب وتلميذ المستشرقين النجيب، وهو أحد الذين أحيوا ذكرى المعري في أذهان لناس وحصل على الدكتوراه في رسالة الغفران ـ : 'أبو العلاء كان منكرًا للنبوات، جاحدًا لصحتها، وقد نص على ذلك في اللزوميات صراحة غير مرة، فطورًا يثبت أنها زور، وطورًا يجعلها من الشرور، فلم يكتف بإنكار النبوات حتى أنكر الديانات عامة، وقد أنكر البعث أكثر من ستين مرة في كتابه اللزوميات'.
· وكان أبو العلاء المعري شديد الكره للحياة والوجود والكون كله من حوله، واللفظ الذي اختاره لنفسه وكان يحب أن ينادى به هو 'رهين المحبسين'، وإنما أراد بالمحبسين منزله الذي احتجب فيه وذهاب بصره. وأضاف لهما سجنًا آخر هو جسمه المادي الذي احتبست فيه نفسه أيام الحياة، فكان يقول:
أراني في الثلاثة من سجوني فلا تسأل عن الخـبر النبـيث
لفقـدي ناظـري ولزوم بيتي وكون النفس في الجسم الخبيث
ولقد أوصى أن يكتب على قبره: 'هذا ما جناه أبي علي وما جنيت على أحد' ومعناه أن أباه بتزوجه لأمه أوقعه في هذه الدار حتى صار بسبب ذلك إلى ما صار إليه من عمى البصر والبصيرة، وهذا كله كفر وإلحاد واعتراض على قدر الله، وسلوكًا لمذهب البراهمة والفلاسفة، وله أشعار كثيرة ظاهرة الكفر والإلحاد ننزه صفحتنا عن إيرادها.
· ولقد روج لذكائه المبطلون، واخترعوا أشياء مكذوبة تدل على ذكائه، منها أ،ه وضع تحت سريره درهم، فلما نام عليه قال: 'إما أن تكو نالسماء قد انخفضت مقدار درهم، أو الأرض قد ارتفعت مقدار درهم' وهذا لا أصل له، وقصة مروره من تحت الشجرة، ولقد حاول طه حسين أن يرفع قدره إلى عنان السماء ويثني على أدبه وشعره وعلمه مع تغافل كفره وزندقته.
· وعندما توفي في 16 ربيع أول سنة 449هـ رثاه جماعة من أصحابه وتلاميذه، وأنشدت عند قبره ثمانون مرثاة، وهؤلاء الذين رثوه واعتقدوه إما جهال بأمره وإما ضلال على مذهبه وطريقته، ولقد رؤيت له منامات سيئة يعذب فيها، ولقد حاول البعض أن يعتذر عنه ـ منهم طه حسين ـ وقالوا: إنما كان يقول ذلك مجونًا ولعبًا، ويقول بلسانه ما ليس في قلبه، وقد كان باطنه مسلمًا!، ولقد رد عليهم ابن عقيل الحنبلي، فقال: 'وما الذي ألجأه أن يقول في دار الإسلام ما يكفره به الناس؟ والمنافقون مع قلة عقلهم وعلمهم أجود سياسة منه؛ لأنهم حافظوا على قبائحهم في الدنيا وستروها، وهذا أظهر الكفر الذي تسلط عليه به الناس وزندقوه، والله يعلم أن ظاهره كباطنه'.
· يعتبر أبو العلاء المعري أحد أشهر الزنادقة على مر التاريخ الإسلامي الذي اشتهر فيه ثلاثة بالإلحاد والزندقة، وهم: ابن الرواندي، والمعري، وأبو حيان التوحيدي.
المراجع:
1. البداية 12/79.
2. المنتظم 8/184.
3. نهاية الظالمين ص190.
4. الجزاء من جنس العمل ص390