المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السيده نفيسه حفيدة رسول الله



محمد س
10-31-2004, 11:08 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

قصة السيده نفيسه



ولدت السيدة نفيسة رضى الله عنها بمكه المكرمه فى يوم الاربعاء الحادى عشر من شهر ربيع الاول سنه خمس وأربعين ومائة من الهجره النبويه , وقد فرح بها أبوها أبو محمد الحسن الانور بن زيد الابلج بن الحسن السبط بن على بن أبى طالب رضى الله عنهم أجمعين (فهى حفيدة رسول الله صلى الله عليه وسلم ) إذ زفت إليه بشرى مولدها جاريه له وهو يلقى درسا من دروس العلم بالمسجد الحرام : ابشر ياسيدى فقد ولدت لك الليلة مولودة جميلة, لم نر احسن منها وجها ولا اضوأ منها جبينا , يتلألأ النور من ثغرها , ويشع من محياها . سجد الحسن الانور لله سجدة الشكر , وأجزل العطاء للجارية وقال لها : مرى أهل البيت فليسموها نفيسة فسوف تكون إن شاء الله تعالى نفيسة , وقام الاهل والاصدقاء بتهنئة الحسن الانور بتحقيق امله فشكر لهم ثم رفع يديه إلى السماء ودعا : اللهم أنبتها نباتا حسنا , وتقبلها قبولا طيبا , واجعلها من عبادك الصالحين , واولياءك المقربين الذين تحبهم ويحبوك وتصافبهم ويصافونك وتقبل عليهم ويقبلون عليك , اللهم اجعلها معدن الفضل ومنبع الخير , ومصدر البر , ومشرق الهدايه والنور , اللهم اجعلها نفيسة العلم , وعظيمة الحلم , جليلة القدر , قوية الدين , كاملة اليقين
وفى يوم مولدها قدم رسول الخليفة أبو جعفر المنصور , قد ترجل عن فرسه , ودخل المسجد الحرام حتى وصل إلى الحسن الانور ثم أخرج كتابا وقدمه إليه فى احترام وتوفبر مع هذا الكتاب هديه الخلافة سرة تحتوى على عشرين ألف دينار, وكان الكتاب يفوح منه رائحة المسك , ففتح الحسن الكتاب فإذا فيه الامر بتوليته إمارة المدينة
دخل الحسن على ابنته الميمونة وقبلها فى حنان وشفقة . حل وقت التقارب بين العلويين والعباسيين بعد زمن طويل من التباعد واستعار نار العداوة والخصومة , واتسعت الشقة فيما بين العباسيين وأبناء عمومتهم من العلويين .


الحسن الانور يتوجه إلى المدينة


سار الحسن الانور نحو المدينة , ودخل الموكب المدينة , وكان يوم جمعة , فعلم أهل المدينه بقدوم الموكب فخف أبناء المهاجرين والانصار وسلالة الصحابة والتابعين إلى لقاء حفيد الرسول صلى الله عليه وسلم فرحين بولايته عليهم , وتوجه الركب وعلى رأسه الحسن الانور وعلى كتفه وصدره ابنته الرضيعه نفيسة إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث توجه الحسن لزيارة قبر جده المصطفى صلى الله عليه وسلم .أم السيدة نفيسة أم ولد , ولايضيرها ذلك فقد تسرى إبراهيم عليه السلام وتسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أم ولد , وكذا زيد بن على . قال الاصمعى : كان أكثر أهل المدينة يكرهون الإماء حتى نشأ فيهم على بن الحسين والقاسم بن محمد وسالم بن عبد الله , ففاقوا أهل المدينة فقها وعلما وورعا فرغب الناس فى السرارى وأقبلوا على الزواج منهن وقد تزوج على زين العابدين رضى الله عنه جاريه له بعد ان اعتقها فبلغ ذلك عبد الملك بن مروان فكتب إليه يؤنبه على فعله فكتب إليه على : إن الله رفع بالإسلام الخسيسة وأتم به النقيصة وأكرم به من اللؤم .
تزوجت السيده فى العشر الاولى من رجب سنة 161 من احد بنى عمومتها , السيد إسحاق المؤتمن وهو
أبن السيد جعفر الصادق بن السيد محمد الباقر بن السيد على زين العابدين ابن مولانا الحسين ورزقت منه
القاسم وام كلثوم.
ولما ترك الامام الحسن الانور والد السيده نفيسه ولايه المدينه خلفه عليها زوجها اسحاق المؤتمن بن جعفر الصادق واليا للعباسين ؛ فهى بنت امير وزوجه امير من اهل البيت
فكان السيد حسن الانور يأخذ السيده نفيسه وهى صغير لزياره جده المصطفى ويقول انى راضى على ابنتى نفيسه فجاءه الرسول فى المنام وقال له انى راضى على ابنتك نفيسه برضائك عليها وان الله راضى عنها برضائها على.

نزول السيده نفيسه الى مصر


وفى العشر الاواخر من رمضان سنة 193 هجريه نزلت مصر مع زوجها وأبيها وابنها وبنتها واستقبلها اهل مصر عند العريش اعظم الاستقبال حتى اذا دخلت مصر انزلها السيد جمال الدين عبد الله الجصاص كبير تجار مصر فى داره الفاخر ثم انتقلت الى دار ام هانىء بجهة المراغه المشهوره الان بالقرافه

نفيسه والشافعى
وكان لها دخل كبير فى حضور الامام الشافعى رضى الله عنه الى مصر ولهذا كان رضى الله عنه يكثر زيارتها والتلقى عنها وفى صحبته عبد الله بن الحكم رضى الله عنه وكان يصلى بها فى مسجد بيتها وخصوصا تراويح رمضان وكانت تقدره رضى الله عنه , وتمده بما يكفيه ويعينه على اداء رسالته العلميه الكبرى
ولما مات الشافعى رضى الله عنه فى رجب سنه 204 هجريه حملوه الى دارها فصلت عليه مأمومه بالامام يعقوب البويطى ودعت له وشهدت فيه خير الشهاده وقالت عنه عبارتها العجيبه المشهوره
( رحم الله الشافعى فقد كان يحسن الوضوء) وقد حزنت على وفاته حزنا كبيرا .

وفاتها ودفنها
وبعد وفاة الشافعى بدات السيده نفيسه تعد نفسها للقاء مولالها فحفرت قبرها بيدها تباعا فى حجرتها بمنزلها الذى أهداه إليها والى مصر عبد الله بن السرى بن الحكم بدرب السباع وهو الذى اصبح فيما بعد مشهدها ومسجدها الحالى , وكانت تصلى فى قبرها الذى حفرته بيدها فى حجرتها , وقرات فيه عشرات الختمات من القران تبركا واستشفاعا وفى يوم الجمعه الخامس عشر من رمضان سنه 208 هجريه اشتد مرضها قالوا كانت تقرا سوره الانعام حتى وصلت قول الله تعالى ( لهم دار السلام عند ربهم ) فاضت روحها الى الرفيق الاعلى راضيه مرضيه .
عاشت السيده نفيسه فى مصر 15 سنه مليئه بالعبادات
والحمد الله رب العالمين والصلاه والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى اله ولصحابه اجمعين

اللهم احشرنا مع سيدنا محمد ومع أل بيته اللهم امين امين امين

تم تحرير المشاركة بواسطة
مشرف 1

سيف الكلمة
11-01-2004, 04:34 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين

من الكلمات المأثورة للسيدة نفيسة
عندما شكا لها البعض تعسف الولاة
(كيفما تكونوا يولى عليكم)
أى أصلحوا ذات بينكم يصلح الله لكم ملوككم
لقد فهمت جيدا ما رمى إليه الحديث القدسى
(....قلوب الملوك بيدى . أقلبها كيف أشاء . فأصلحوا ذات بينكم . أصلح لكم ملوككم )

تعلم أهمية الوضوء استعدادا للقاء الله فى الصلاة من قولها بعد موت الشافعى
(رحم الله الشافعى فقد كان يحسن الوضوء)
تخيل أخى الكريم هذه المرأة من أهل العلم ماذا فعلت
تركت كل مناقب الشافعى
وتحدثت عن إحسانه الإستعداد للصلاة
هل فكرت فى أن الإستعداد لملاقاة الحبيب تدل على مدى المحبة
وتدل على مدى الإهتمام
لم تكن صلاة الشافعى صلاة روتينية
كان رحمه الله يعرف من يستعد للقائه
وكان يحسن الإستعداد لهذا اللقاء
فتوقع ما يكون منه فى لقاء ربه من خضوع وحسن العبادة
لقد وصفت عبادة الشافعى فأفادت بإيجاز أكثر مما لا أستطيح شرحه فى صفحات
رحم الله السيدة نفيسة
فقد كانت تعلم معنى الإستعداد للصلاة الذى لاحظته فى الشافعى رحمهما الله