المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا يستعصي الإسلام على العلمانية؟



هشام بن الزبير
11-30-2010, 12:10 PM
اكتسحت العلمانية العالم الغربي واستطاعت أن تحاصر الدين النصراني في أضيق الحدود, واستطاعت

أن تصبغ حياة الناس بالصبغة اللادينية في مجالات السياسة والإقتصاد والتعليم والإعلام.

فما بال الإسلام الذي استوطن ديار الغرب لأسباب معروفة يستعصي على العلمانية الغربية في عقر دارها؟

فمسألة الهوية الوطنية التي تناقش اليوم بشدة في أم العلمانية الغربية: فرنسا

تعتبر محاولة للجواب على السؤال التالي:

كيف ينبغي لفرنسا العلمانية أن تجيب على التحدي الإسلامي القائم؟

فيا ترى لماذا يستعصي الإسلام على العلمانية؟

ولماذا لم ينجح الغرب في احتواء الإسلام كما نجح مع الدين الكنسي؟

أود أن أسمع إلى آراء الجميع, مسلمين وعلمانيين.

وفي انتظار ردودكم.

niels bohr
11-30-2010, 12:40 PM
أغلب من يهاجم الدين الإسلامي والمسلمون في الغرب هم مسيحيون ويهود.

هشام بن الزبير
11-30-2010, 12:49 PM
أغلب من يهاجم الدين الإسلامي والمسلمون في الغرب هم مسيحيون ويهود.


لا شك في ذلك أخي الكريم

لكني لم أسأل: من يحارب الإسلام في الغرب؟

بل سألت:

لمـــاذا لا يفلح النظام الغربي العلماني في احتواء الإسلام الذي غدا قوة متنامية؟



وجزاك الله خيرا

حسن المرسى
11-30-2010, 01:29 PM
فيا ترى لماذا يستعصي الإسلام على العلمانية؟

ولماذا لم ينجح الغرب في احتواء الإسلام كما نجح مع الدين الكنسي؟



السلام عليكم ..
أخى الكريم ...
أظن ان العلمانية الغربية .. نتجت عن صراع بين الدين النصرانى .. والعلم والحرية ..
وكان كلاهما فى أعلى درجات التعصب ...
بمعنى أن كهنة الدين ورجال النصرانية .. كان موقفهم من مسائل الحرية .. والعدالة الإجتماعية .. والعلم ..
كان موقفاً متعصبا للغاية .. لا يسمح بالنقاش ..
وكان رد الفعل المضاد عنيفاً جداً ... منذ الثورة الفرنسية ...
فقد كان الموقف من الدين واضحاً ...
إشنقوا آخر ملك بأمعاء آخر قسيس ..
ومع الوقت .. لم يصلح مبدأ تنحية الدين ... ومخالفة الفطرة البشرية الميالة للتدين ..
فكان الحل الوسط ..... هو .. المراضاة ..بصورة العلمانية الحالية ..
وهى تحقق لكل الطرفين مصالحهم ...
فالنصارى إكتفوا من عقيدتهم بالجانب الطقوسى الشكلى فى الغرب ....
وإن كان نصارى الشرق أكثر تعصبا .. بحكم أنهم لم يجربوا الفشل التام للنظام الكنسى فى الحكم ..
لذلك فالعلمانية هى الخيار الأمثل ... فى ظل نصرانية هشة لا تستطيع خوض صراع فكرى مع التيارات المضادة .
سواء التيار العلمى ...
أو الإلحادى ..
أو الخطر العظيم على النصرانية المتمثل فى الإسلام ..
..... لذلك إقتنعت النصرانية بمبدأ المراضاة العلمانى .. لتريح وتستريح ...
واليهودية الحالية ايضا إقتنعت بالعلمانية ... المبطنة بنظرة عنصرية عرقية شديدة
فهم يعرفون اليهودى بأنه المولود لأم يهودية حسب مجمعات السنهدرين ..
وفى هذا رد على من يقول أن اساطين نشر الكفر والإلحاد كانوا ملحدين وليسوا يهود ...
فهم يقتنعون بأن يكون هناك ملحد و يهودى ... فى نفس الوقت ..
ولا ننفى طبعا التعصب اليهودى .. المتمثل فى دولة إسرائيل ..
التى هى فى ذاتها خليط عجيب من التنكر لأحكام التوراة . وصدق الله العظيم إذ يقول
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ ...

فاين هم من أحكام التوراة التى أقاموا من أجلها دولتهم ...
ولو اقاموا التوراة حقا لكانوا مسلمين ...

لكن الإسلام على أية حال ... إستعصى على محاولات الإختراق العلمانية ....
وهذا هو سؤال الأخ هشام ..
فالإسلام كفكر ... مضاد أتم التضاد للعلمانية ..
بحيث لا توجد ارضية مشتركة للحوار ... إلا حينما نقول للعلمانيين إعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ..
والعلمانية كفكر هى فكر هش للغاية امام الإسلام ..
فهى تدعوا إلى ترك الصراع الفكرى ....
أعنى أن العلمانية .... ربما تكون دعوة لنبذ الصراع الفكرى .. وهذا هو سر ضعفها ..
فهى فكر .. لا يريد الدفاع عن نفسه ..
لذلك لا ترى له منظرين ... ومنافحين ... يدعون إليه مثلا فى وطننا العربى
بل العلمانية هى نخبة سلطوية فاسدة .. تفرض فكر مرفوض على الأغلبية الرافضة ...

وأظن ان سؤال الأخ هشام حول لماذا فشلت العلمانية الغربية فى فرض نفسها على المسلمين فى الغرب ..؟؟؟فأننا أظن .. والله أعلم ... أن
سبب فشل العلمانية هناك مع الاسلام هو نفس سبب فشلها هنا ايضا ...
وهو أن الإسلام ... لا يتقابل مع العلمانية ..
لكن النصرانية واليهودية ... تجد فى العلمانية ..
منقذا لها من خرافاتها وضعفها عن الدخول فى صراع فكرى مباشر
مع الخصوم التقليديين لها ... وهم ...العلم .... والإسلام ... وربما الإلحاد ايضا ... متطفلاً على أكتاف العلم ..

وأظن أن الموضوع هو لماذا نجحت العلمانية مع النصرانية واليهودية ... وفشلت مع الإسلام ... فى كل مكان ..
...............هو سؤال عن طبيعة العلاقة بين.... العلمانية ..والدين ...فى الأساس
أكثر من كونها سؤال عن طبيعة العلاقة بين.... العلمانية .. والمكان ..
والله أعلم ..

د. هشام عزمي
11-30-2010, 01:57 PM
جزاك الله خيرًا أخي الحبيب على إثارة هذا الموضوع الهام ..
والحقيقة أن العلمانية جاءت موافقة للسياق الفكري والحركي للغرب النصراني ..
لأن الناس كانوا قد وصلوا لقناعة مؤداها إنهاء سطوة الكنيسة وإزالتها من مراكز القوة والسلطة ..
فلم يكن أمامهم من بديل - بعيد عن الانقياد للإسلام والخضوع للسلطان العثماني - إلا الحكم العلماني ..
والمقصود به أزاحة الكنيسة عن مقاليد السلطة وتسليمها لغير الكنسيين ..
وقد ساعد على ظهور هذا التوجه ما بلغته الكنيسة من تطرف واستبداد بالغين ..
وقد سبقته خطوات أبرزها الانشقاق البروتستانتي على التقاليد الكاثوليكية ..
ودعوته إلى إخراج الكتاب المقدس إلى العوام ليقرؤوه ويكون لكل مؤمن تجربته الروحية الخاصة بعيدًا عن السطوة الروحية للكنيسة الكاثوليكية ..
وقد أدى هذا إلى اطلاع الناس على كتابهم المقدس وتناولهم لمعاني نصوصه ..
وتوقف أقطاب التنوير عند معاني "اتركوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله" وأمثالها ..
فها هو جون لوك يقرر في رسالة التسامح أن المسيح لم يدع إلى مملكة دنيوية ، بل كان مؤسسًا لدين شخصي فردي ..
ومن هنا كانت شرارة التنظير الفكري لمبدأ فصل الكنيسة عن الدولة ..
والواقع أن هذا الفصل تستطيع أن تجد له جذورًا في تاريخ الفكر النصراني ..
فالقديس أوجستين كان يدافع عن النصرانية ضد الوثنيين الذين اتهموها بكونها السبب في انحطاط الإمبراطورية الرومانية ..
وملخص دفاعه أن هناك مملكتين : مملكة السماء التي تشع نورًا وسعادةً ونعيمًا ..
ومملكة الأرض التي يسودها الظلم والقهر والبطش بسبب الخطيئة الأصلية ..
وأن هدف الإنسان يجب ألا يلتفت إلى قضاء حياته على مملكة الأرض لأن الظلم والبطش غالبٌ عليها لا محالة ..
بل ينبغي أن يكون جل همه هو عمارة مملكة السماء ..
فمبدأ الفصل بين الدين والدولة له جذوره في فكر أوجستين - أغشطين كما يسميه القرطبي - وتوما الأكويني من بعده ..
المهم ..
ظهرت العلمانية متفقة مع السياق الفكري والحركي الغربي ..
أما في بلادنا الإسلامية فلم يكن لها مثل هذه الجذور إطلاقًا ..
فلم يحملها إليها إلا مبهورون منسحقون ثقافيًا أو عملاء للاستعمار الجاثم على صدورنا آنذاك ..
والمحاولات التبريرية لإيجاد أرضية إسلامية للعلمانية تتحطم أمام صخور الواقع القرآني والنبوي والتاريخي ..
والمسلم الغربي ليست مرجعيته أفلاطون وأرسطو ولوك وهوبز وكانت وهيجل ونيتشه وروسو وأواكشوط وماركس ورولز ..إلخ ..
بل مرجعيته الكتاب والسنة وعلماء المسلمين المعتبرون المستحقون لمرتبة الإمامة في الدين ..
فكيف ينداح فكره ويسيل عقله في دوامات العلمانية والليبرالية والنسبانية والدهرية ..؟!
والله أعلم .

عَرَبِيّة
11-30-2010, 08:04 PM
فما بال الإسلام الذي استوطن ديار الغرب لأسباب معروفة يستعصي على العلمانية الغربية في عقر دارها؟
لأن قالب العلمانية الغربية تشكّل ليحل مشاكل الغرب الكنسي الذي اغتال العقل .
لا يُمكن للإسلام أن يتناسب مع ذلك القالب بل الإسلام نفسه قالب تصاغ فيه الحياة , وما يُحاول فعله العلمانيون هو صهر الإسلام ليتناسب مع ذاك القالب العلماني الغربي .
والإسلام دين متين صلب بأركانه المتينة وآياته العظيمة لذلك يستعصي عليهم
فهو متوافق مع الفطرة و النفس والعقل والروح .. الشيء الذي لم تُوفره النصرانية الغربية الكنسية .

عساف
12-01-2010, 07:56 AM
أظن والله أعلم،
لأن دعاة العلمانية لم يجدوا إلى الآن مدخل مقنع ينقضون من خلاله الاسلام ..
ولو أخذنا كمثال: "الحجاب"
فقد حاولوا قاتلهم الله الدخول على الاسلام عبر بوابة المرأة وحقوقها. وايهام الناس بأن الحجاب فيه تقييد لحق المرأة في الحرية .. ولكنهم جابهوا مسلمات طالبن بحقهن في ارتداء الحجاب وعدم تقييد حرياتهن الخاصة. فانقلب السحر على الساحر. فلم يجدوا في الاسلام إلا الفطرة السوية.. والعقل المتزن..

{ محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما }

هشام بن الزبير
12-01-2010, 03:51 PM
بارك الله في إخوتنا جميعهم,

وإليكم زبدة ما استوقفني من تعليقاتكم القيمة:

حسن المرسي:

فالإسلام كفكر ... مضاد أتم التضاد للعلمانية ..

وهو أن الإسلام ... لا يتقابل مع العلمانية .

الدكتور هشام عزمي:

والمحاولات التبريرية لإيجاد أرضية إسلامية للعلمانية تتحطم أمام صخور الواقع القرآني والنبوي والتاريخي.

عربية:

لأن قالب العلمانية الغربية تشكّل ليحل مشاكل الغرب الكنسي الذي اغتال العقل .

لا يُمكن للإسلام أن يتناسب مع ذلك القالب بل الإسلام نفسه قالب تصاغ فيه الحياة ,

وما يُحاول فعله العلمانيون هو صهر الإسلام ليتناسب مع ذاك القالب العلماني الغربي .

والإسلام دين متين صلب بأركانه المتينة وآياته العظيمة لذلك يستعصي عليهم.

عساف:

لأن دعاة العلمانية لم يجدوا إلى الآن مدخلا مقنعا ينقضون من خلاله الاسلام ..


طيب, دعوني أحاول صياغة ما تكرر من المعاني بشكل مركز:

الإسلام يستعصي على العلمانية عموما لشدة التباين بين المنهجين و لأن:

الإسلام عقيدة حصينة ومنهج شامل يعجز الفكر العلماني عن احتوائه.

أكتب هذه الكلمات لأستزيدكم, فما رأيكم؟

عَرَبِيّة
12-01-2010, 07:04 PM
الإسلام عقيدة حصينة ومنهج شامل يعجز الفكر العلماني عن احتوائه.



ماشاء الله بلاغة الإيجاز .. زادك الله من فضله
وفيكم بارك الله .

عساف
12-01-2010, 10:05 PM
الإسلام يستعصي على العلمانية عموما لشدة التباين بين المنهجين و لأن:

الإسلام عقيدة حصينة ومنهج شامل يعجز الفكر العلماني عن احتوائه.

اعتقد أنه من المتعذر الجمع بين التباين والشمولية..
إما أن يكون الاسلام أشمل أو أن يكون الاسلام بائن.. فما رأيك بمثل هذا الكلام؟؟

هشام بن الزبير
12-03-2010, 04:13 PM
اعتقد أنه من المتعذر الجمع بين التباين والشمولية..
إما أن يكون الاسلام أشمل أو أن يكون الاسلام بائن.. فما رأيك بمثل هذا الكلام؟؟


فهمت من كلامك أنك ترى أن تباين أمرين يتناقض مع كون أحدهما يشمل الآخر.

وأنا أقول أن هذا ليس على إطلاقه.

والذي أردته هو أن الإسلام منهج شامل وهذه الخاصية عينها سر مباينته للعلمانية,

كما أن شموله لكافة مناحي الحياة هو سر قوته أمام محاولات العلمانيين احتوائه.

بعبارة أخرى:

المباينة التي قصدت هي أن العلمانية كفكرة تسعى لإقصاء كل دين من واقع الحياة,

فلا يكون له تأثير ولا فعل, ولا تسمح بوجود الدين إلا في أضيق الحدود,

بل إن عتاة العلمانيين لا يرون للدين مكانا غير ضمير المؤمن. وحسب تفسير الشيخ

سفر الحوالي للعلمانية فإنها تسعى لبناء الحياة على غير الدين.

ولما كان الإسلام دينا شاملا لكافة مناحي الحياة, لا ينحصر

في العقائد دون العبادات والمعاملات بل يشمل ذلك جميعه تبين أن:

العلمانية تفقد كل معنى لوجودها في ظل الإسلام.

والله أعلم.

عساف
12-03-2010, 06:12 PM
بارك الله فيك أخي