massoud
12-02-2010, 04:46 AM
قال الأعرابي :
البعره تدل على البعير والأثر يدل على المسير
إن كان أي عاقل قارئ متأمل للجملة الواردة في مطلع هذه الفقرة لن ينكر وجود من قام بصياغة متنها فأنة كذلك لن يقدم علي إنكار الغاية والمعني الواضح الذي تحمله بانتظام حروفها وتراتب كلماتها إذ إن رفض أمكانية خروج الجملة السالفة عن فعل عشواء قام بالضغط وبدون غاية علي لوحة مفاتيح هو لكونه أمكانية مستحيلة لا يتقبلها العقل علي جميع المستويات ولعل نظرة قاصرة فيما يحمله لنا علم الاحتمالات تؤكد هذه الاستحالة، فمثلاً احتمال ظهور الحرف أ فقط من حروف الهجاء الثمانية والعشرون ومن أول ضربة بطريقة عشوائية علي لوحة مفاتيح هو واحد من أصل ثمانية وعشرون حرف وعلي هذا سيكون الاحتمال هو 1/28 = 0.036 ومعني هذا الرقم أن احتمال الضرب علي الحرف أ هو 3.6% وهو احتمال ضعيف لكنة ليس مستحيلاً ، فماذا سيكون احتمال الضغط علي باقي الأحرف تباعاً بعد الضغط علي الحرف أ مباشرة وبالتسلسل ؟
ل : أ × ل = 1/28 × 1/28 = 0.001 وهذا احتمال أضعف نسبة حصوله 0.1 %
ب : أ × ل × ب = 1/28×1/28×1/28 = 0.0005 وهذا احتمال أضعف نسبة حصوله 0.005 %
ع : أ × ل × ب ×ع = 1/28×1/28×1/28×1/28 = 0.00001 وهذا احتمال أضعف نسبة حصوله 0.0001 %
ر : أ × ل × ب ×ع × ر = 1/28×1/28×1/28×1/28×1/28 = 0.00000006 وهذا احتمال أضعف نسبة حصوله 0.000006 %
ة : أ × ل × ب ×ع × ر × ة = 1/28×1/28×1/28×1/28×1/28×1/28 = 0.000000002 وهذا احتمال أضعف نسبة حصوله هي 0.0000002 %
http://i3.makcdn.com/wp-content/blogs.dir//128136/files//2010/12/d8b5d988d8b1d8a91.jpg
يجب ملاحظة أننا كنا نتحدث عن احتمال كتابة كلمة واحدة (بعره) بصورة عشوائية فماذا سيصبح هذا الاحتمال يا تري أن أكملنا الثمانية كلمات المؤلفة للجمة حتى نصل للحرف ر في كلمة (المسير) ؟ هنا سيدخل الفراغ بين الكلمات في الجملة إلي احتمال الوصول إلي الكتابة الصحيحة وعلي هذا سيكون عدد الحروف هو 28 مضافاَ لها الفراغ وبمجموع كلي 29 ولكتابة الجملة بصورة صحيحة فسيكون لدينا مجموع 43 ما بين حرف وفراغ في متن الجملة وهذا معناه أن الاحتمال هو حاصل ضرب 1/29 في نفسها 43 مرة والنتيجة =
0000000000000000000000000000000000001
0.00000000000000000000000000
ونسبة حصوله هي
00000000000000000000000000000000001
0.00000000000000000000000000%
وهذا احتمال هزيل لدرجة أنة يؤل للاستحالة والسبب هو أن أمكانية التعامل مع فئة الأعداد هي أمكانية تقع فيما لا نهاية وعلية فأن أي قيمة عددية تدخل في هذا الاحتمال ستعطي قراءه وعلي هذا فلا توجد حاجة لجدال من يقول بأنة طالما هناك رقم ومهما كان صغيراَ فسيضل هناك احتمال وقوع للحدث وهذا الكلام صحيح ولكنة غير دقيق لكون أن علم الاحتمال قد أثبت الاستحالة ضد هذا الكلام نفسة، وهنا نعود لنسأل بماذا سيكون يا تري احتمال ظهور كتاب كامل ذو محتوي ودلالة أدبية عالية عن طريق الصدفة ؟
تم التطرق سابقاً لهذا الأمر فيما يسمي بمبرهنة القرد ألا منتهية والتي تقول بأنه لو تم أعطاء قرد وقت غير منتهي للطباعة العشوائية علي آله كاتبة فسيتمكن من الحصول علي نصوص كاملة لأحدي الأعمال الأدبية للكاتب وليم شكسبير والمأخذ علي كلام هذه المبرهنة أنة نظري بحت وغير واقعي لأنة حتى ولو قام قرد أو مجموعة بالطباعة علي آله كاتبة لعمر لكون بالكامل فلن يصل إلي طباعة أحدي الأعمال الأدبية لشكسبير لأن الزمن لا يكفيه علاوة علي أن مفهوم الزمن الوافر أو الغير منتهي غير واضح ولاحتى واقي إذ أن الفيزياء الكونية تثبت أن للكون بداية وأنه سيمتلك نهاية، يعلق أستاذ الرياضيات في جامعة ماساشوست والمدعو Gian-Carlo Rota علي هذا الأمر فيقول : أن الفترة الزمنية اللازمة لكي يطبع قرد مسرحية هاملت بشكل متكامل سيكون طويلا جدا لدرجة أن العمر المتوقع للكون سيكون غير كافيا لإتمام هذه المهمة وهذه طريقة غير جيدة لكتابة الأدوار المسرحية.
حسننا لنحاول الآن أن نتعرف علي طول الفترة الزمنية اللازمة لكي يكتب فاعل عشوائي جملة (البعره تدل علي البعير والأثر يدل علي المسير)، فما هو يا تري عدد الأسطر والأخطاء التي ستُكتب لمدة سنة واحدة من الطباعة وعلي فرض بأن الفاعل العشوائي الكاتب لهذه الجملة يقوم بكتابة سطر واحد في ثانية ؟
60 ثانية في الدقيقة = 60 سطر في الدقيقة
60 دقيقة في الساعة = 3600 خط في الساعة
24 ساعة في اليوم = 86400 سطر في اليوم
365.24 يوم = 31556736 سطر في السنة
هذا كان في سنة واحدة فماذا سيكون عدد الصفحات والأسطر غير المفيدة والأخطاء مع زمن وافر أو غير منتهي ؟ :26:
طبعاً نحن هنا نتحدث عن الأخطاء التي ستنتج وسط عملية الكتابة العشوائية خلال مسيرة طباعة الجملة المطلوبة فكم منها سيكون ممكناً قبل الحصول علي نص كامل وفي وجود زمن وافر غير منتهي؟ يمكننا تبسيط هذا المفهوم بحساب إمكانية الخطأ في كتابة الفقرة المطلوبة في كل محاولة وقبل الحصول علي الجملة المطلوبة فسنجد بأن أمكانية الخطاء في كل محاولة قبل كتابة الجملة الصحيحة يقترب بشكل كامل من الـ 100 % علاوة علي أن معظم الحاسبات تقوم فعليا بتقريب الرقم للنسبة المذكوره وبما أن احتمال وقوع حدث يتراوح بين 0 و 1 والصفر يعني حدث مستحيل الوقوع والواحد الصحيح يعني حدث أكيد الوقع أذاً فاحتمال فشل فعل عشوائي في كتابة الجملة سيكون كما يلي :
1-(1÷29^43)
= 1-1.3^63ـ = 1 صحيح
حيث أن الآلة العلمية المرفقة مع ويندوز والتي استخدمتها قامت مباشرة بتقريب حاصل هذه العملية إلي 1 صحيح بسبب كون الرقم ضئيل لدرجة أن الآلة الحاسبة لا يمكن لها عرضة،
وهذا معناه أن أمكانية الفشل هي أمكانية أكيدة نسبتها 100% وحتى ومع توفر فترة زمنية ضخمة فسيضل هذا الاحتمال يدور حول هذه النسبة.
تجاوز الاستحالة في ظهور جملة البعره والبعير
يقول المؤرخ والفيلسوف الإنجليزي R. G. Collingwood بأن الأعمال ذات البعد الفني لا يمكن أنتاجها عرضاً وبمعني عبثياً، فإذا قمنا مجازا بتجاوز استحالة احتمال ظهور نص جملة الأعرابي (البعره تدل علي البعير...ولأثر يدل علي المسير) وافترضنا مجازاً بأن هناك أمكانية لظهور نص الجملة بشكل عشوائي وبدون غاية فسنواجه بمغالطة أننا نُغفل بُعد المعني والمغزى اللغوي لها إذ أن ظهور بناء الجملة السالفة عشوائيا يحتم ظهور من يقرأ ويدرك معناها وإذا كنا نتحدث عن أحدي الأدبيات لشكسبير وعن أمكانية طباعة قرد لها مع زمن غير منتهي فما فائدة هذا العمل للقرد فالمخاطب هنا الكيان المُدرِك للمعني وليس القرد نفسه إذ أن نص الجملة ليس مادة مجردة تتألف من حبر وورق فقط فهذا تسطيح وإغفال للبعد الأدبي والمعنوي والمعرفي لعمل ذو دلالة ومحتوي فني لا يصح إنتاجه إلا عن كيان عاقل ولهذا فأن (البعره تدل علي البعير) هي جملة تلزم الفاعل العشوائي بأن يقوم بإيجاد النص وإيجاد من يفهم ويدرك بعد النص الفني واللغوي في الوقت نفسه هذا وإلا سيكون النص بلا معني لعدم وجود من يستطيع أن يقوم بإدراكة ولا يستطيع أن يجري حسابا في أمكانية ظهوره عشوائياً وكما نفعل الآن...!
ماذا لو تحدثنا الآن عن كتاب يكتنف علي ما يقارب الـ 3,5 مليون حرف والـ 54688 سطر والـ 2378 صفحة مطوية ومحفوظة بدقة ميكروسكوبيه داخل حجيره داخل خلية محجوبة عن العين لتعطي معناً بلاغيا وفنيا يقرأ فيتجسد تارة في إنسان وأخرى في طير و حيوان ؟
يؤكد نفس هذا المعني مع اختلاف الغاية الفلكي كارل ساغان أحد أبرز الشخصيات المتبنية والمروجة للمذهب المادي عندما يستهل بالاستغراب والسؤال عن الحياة والإنسان ثم العقل في أشهر برامجه علي الإطلاق فترة الثمانينات والمدعو الكون فيقول : (مر زمن لم يكن فيه أي حياة والآن فالكوكب يزدهر بالحياة فكيف حدث هذا ؟ كيف تكونت الجزيئات العضوية في البداية ؟ كيف تطورت الحياة لتنتج كائنات مثلنا مفصلة ومعقدة لدرجة أنها تستطيع اكتشاف الغاز نشأتها هي نفسها ؟)
نهايةَ أذا كانت الاحتمالات تظهر استحالة خروج كتابة مفيدة عن فاعل عشوائي الغاية والهدف فما هو رأي من يؤمن بخروج لا نقول الكتابة ولكن من قام بفعل الكتابة ؟ كنا نتحدث سابقا عن فقرة صغيرة تتألف من 43 جزء فقط فكيف سيكون حالنا أذا كان الحدث عن أرقام كبيرة كأمكانية ظهور شفره جينة مؤلفة مما يقارب الـ 3.5 مليون رمز للحمض النووي وبصورة عشوائية ؟
تحياتي :emrose:
البعره تدل على البعير والأثر يدل على المسير
إن كان أي عاقل قارئ متأمل للجملة الواردة في مطلع هذه الفقرة لن ينكر وجود من قام بصياغة متنها فأنة كذلك لن يقدم علي إنكار الغاية والمعني الواضح الذي تحمله بانتظام حروفها وتراتب كلماتها إذ إن رفض أمكانية خروج الجملة السالفة عن فعل عشواء قام بالضغط وبدون غاية علي لوحة مفاتيح هو لكونه أمكانية مستحيلة لا يتقبلها العقل علي جميع المستويات ولعل نظرة قاصرة فيما يحمله لنا علم الاحتمالات تؤكد هذه الاستحالة، فمثلاً احتمال ظهور الحرف أ فقط من حروف الهجاء الثمانية والعشرون ومن أول ضربة بطريقة عشوائية علي لوحة مفاتيح هو واحد من أصل ثمانية وعشرون حرف وعلي هذا سيكون الاحتمال هو 1/28 = 0.036 ومعني هذا الرقم أن احتمال الضرب علي الحرف أ هو 3.6% وهو احتمال ضعيف لكنة ليس مستحيلاً ، فماذا سيكون احتمال الضغط علي باقي الأحرف تباعاً بعد الضغط علي الحرف أ مباشرة وبالتسلسل ؟
ل : أ × ل = 1/28 × 1/28 = 0.001 وهذا احتمال أضعف نسبة حصوله 0.1 %
ب : أ × ل × ب = 1/28×1/28×1/28 = 0.0005 وهذا احتمال أضعف نسبة حصوله 0.005 %
ع : أ × ل × ب ×ع = 1/28×1/28×1/28×1/28 = 0.00001 وهذا احتمال أضعف نسبة حصوله 0.0001 %
ر : أ × ل × ب ×ع × ر = 1/28×1/28×1/28×1/28×1/28 = 0.00000006 وهذا احتمال أضعف نسبة حصوله 0.000006 %
ة : أ × ل × ب ×ع × ر × ة = 1/28×1/28×1/28×1/28×1/28×1/28 = 0.000000002 وهذا احتمال أضعف نسبة حصوله هي 0.0000002 %
http://i3.makcdn.com/wp-content/blogs.dir//128136/files//2010/12/d8b5d988d8b1d8a91.jpg
يجب ملاحظة أننا كنا نتحدث عن احتمال كتابة كلمة واحدة (بعره) بصورة عشوائية فماذا سيصبح هذا الاحتمال يا تري أن أكملنا الثمانية كلمات المؤلفة للجمة حتى نصل للحرف ر في كلمة (المسير) ؟ هنا سيدخل الفراغ بين الكلمات في الجملة إلي احتمال الوصول إلي الكتابة الصحيحة وعلي هذا سيكون عدد الحروف هو 28 مضافاَ لها الفراغ وبمجموع كلي 29 ولكتابة الجملة بصورة صحيحة فسيكون لدينا مجموع 43 ما بين حرف وفراغ في متن الجملة وهذا معناه أن الاحتمال هو حاصل ضرب 1/29 في نفسها 43 مرة والنتيجة =
0000000000000000000000000000000000001
0.00000000000000000000000000
ونسبة حصوله هي
00000000000000000000000000000000001
0.00000000000000000000000000%
وهذا احتمال هزيل لدرجة أنة يؤل للاستحالة والسبب هو أن أمكانية التعامل مع فئة الأعداد هي أمكانية تقع فيما لا نهاية وعلية فأن أي قيمة عددية تدخل في هذا الاحتمال ستعطي قراءه وعلي هذا فلا توجد حاجة لجدال من يقول بأنة طالما هناك رقم ومهما كان صغيراَ فسيضل هناك احتمال وقوع للحدث وهذا الكلام صحيح ولكنة غير دقيق لكون أن علم الاحتمال قد أثبت الاستحالة ضد هذا الكلام نفسة، وهنا نعود لنسأل بماذا سيكون يا تري احتمال ظهور كتاب كامل ذو محتوي ودلالة أدبية عالية عن طريق الصدفة ؟
تم التطرق سابقاً لهذا الأمر فيما يسمي بمبرهنة القرد ألا منتهية والتي تقول بأنه لو تم أعطاء قرد وقت غير منتهي للطباعة العشوائية علي آله كاتبة فسيتمكن من الحصول علي نصوص كاملة لأحدي الأعمال الأدبية للكاتب وليم شكسبير والمأخذ علي كلام هذه المبرهنة أنة نظري بحت وغير واقعي لأنة حتى ولو قام قرد أو مجموعة بالطباعة علي آله كاتبة لعمر لكون بالكامل فلن يصل إلي طباعة أحدي الأعمال الأدبية لشكسبير لأن الزمن لا يكفيه علاوة علي أن مفهوم الزمن الوافر أو الغير منتهي غير واضح ولاحتى واقي إذ أن الفيزياء الكونية تثبت أن للكون بداية وأنه سيمتلك نهاية، يعلق أستاذ الرياضيات في جامعة ماساشوست والمدعو Gian-Carlo Rota علي هذا الأمر فيقول : أن الفترة الزمنية اللازمة لكي يطبع قرد مسرحية هاملت بشكل متكامل سيكون طويلا جدا لدرجة أن العمر المتوقع للكون سيكون غير كافيا لإتمام هذه المهمة وهذه طريقة غير جيدة لكتابة الأدوار المسرحية.
حسننا لنحاول الآن أن نتعرف علي طول الفترة الزمنية اللازمة لكي يكتب فاعل عشوائي جملة (البعره تدل علي البعير والأثر يدل علي المسير)، فما هو يا تري عدد الأسطر والأخطاء التي ستُكتب لمدة سنة واحدة من الطباعة وعلي فرض بأن الفاعل العشوائي الكاتب لهذه الجملة يقوم بكتابة سطر واحد في ثانية ؟
60 ثانية في الدقيقة = 60 سطر في الدقيقة
60 دقيقة في الساعة = 3600 خط في الساعة
24 ساعة في اليوم = 86400 سطر في اليوم
365.24 يوم = 31556736 سطر في السنة
هذا كان في سنة واحدة فماذا سيكون عدد الصفحات والأسطر غير المفيدة والأخطاء مع زمن وافر أو غير منتهي ؟ :26:
طبعاً نحن هنا نتحدث عن الأخطاء التي ستنتج وسط عملية الكتابة العشوائية خلال مسيرة طباعة الجملة المطلوبة فكم منها سيكون ممكناً قبل الحصول علي نص كامل وفي وجود زمن وافر غير منتهي؟ يمكننا تبسيط هذا المفهوم بحساب إمكانية الخطأ في كتابة الفقرة المطلوبة في كل محاولة وقبل الحصول علي الجملة المطلوبة فسنجد بأن أمكانية الخطاء في كل محاولة قبل كتابة الجملة الصحيحة يقترب بشكل كامل من الـ 100 % علاوة علي أن معظم الحاسبات تقوم فعليا بتقريب الرقم للنسبة المذكوره وبما أن احتمال وقوع حدث يتراوح بين 0 و 1 والصفر يعني حدث مستحيل الوقوع والواحد الصحيح يعني حدث أكيد الوقع أذاً فاحتمال فشل فعل عشوائي في كتابة الجملة سيكون كما يلي :
1-(1÷29^43)
= 1-1.3^63ـ = 1 صحيح
حيث أن الآلة العلمية المرفقة مع ويندوز والتي استخدمتها قامت مباشرة بتقريب حاصل هذه العملية إلي 1 صحيح بسبب كون الرقم ضئيل لدرجة أن الآلة الحاسبة لا يمكن لها عرضة،
وهذا معناه أن أمكانية الفشل هي أمكانية أكيدة نسبتها 100% وحتى ومع توفر فترة زمنية ضخمة فسيضل هذا الاحتمال يدور حول هذه النسبة.
تجاوز الاستحالة في ظهور جملة البعره والبعير
يقول المؤرخ والفيلسوف الإنجليزي R. G. Collingwood بأن الأعمال ذات البعد الفني لا يمكن أنتاجها عرضاً وبمعني عبثياً، فإذا قمنا مجازا بتجاوز استحالة احتمال ظهور نص جملة الأعرابي (البعره تدل علي البعير...ولأثر يدل علي المسير) وافترضنا مجازاً بأن هناك أمكانية لظهور نص الجملة بشكل عشوائي وبدون غاية فسنواجه بمغالطة أننا نُغفل بُعد المعني والمغزى اللغوي لها إذ أن ظهور بناء الجملة السالفة عشوائيا يحتم ظهور من يقرأ ويدرك معناها وإذا كنا نتحدث عن أحدي الأدبيات لشكسبير وعن أمكانية طباعة قرد لها مع زمن غير منتهي فما فائدة هذا العمل للقرد فالمخاطب هنا الكيان المُدرِك للمعني وليس القرد نفسه إذ أن نص الجملة ليس مادة مجردة تتألف من حبر وورق فقط فهذا تسطيح وإغفال للبعد الأدبي والمعنوي والمعرفي لعمل ذو دلالة ومحتوي فني لا يصح إنتاجه إلا عن كيان عاقل ولهذا فأن (البعره تدل علي البعير) هي جملة تلزم الفاعل العشوائي بأن يقوم بإيجاد النص وإيجاد من يفهم ويدرك بعد النص الفني واللغوي في الوقت نفسه هذا وإلا سيكون النص بلا معني لعدم وجود من يستطيع أن يقوم بإدراكة ولا يستطيع أن يجري حسابا في أمكانية ظهوره عشوائياً وكما نفعل الآن...!
ماذا لو تحدثنا الآن عن كتاب يكتنف علي ما يقارب الـ 3,5 مليون حرف والـ 54688 سطر والـ 2378 صفحة مطوية ومحفوظة بدقة ميكروسكوبيه داخل حجيره داخل خلية محجوبة عن العين لتعطي معناً بلاغيا وفنيا يقرأ فيتجسد تارة في إنسان وأخرى في طير و حيوان ؟
يؤكد نفس هذا المعني مع اختلاف الغاية الفلكي كارل ساغان أحد أبرز الشخصيات المتبنية والمروجة للمذهب المادي عندما يستهل بالاستغراب والسؤال عن الحياة والإنسان ثم العقل في أشهر برامجه علي الإطلاق فترة الثمانينات والمدعو الكون فيقول : (مر زمن لم يكن فيه أي حياة والآن فالكوكب يزدهر بالحياة فكيف حدث هذا ؟ كيف تكونت الجزيئات العضوية في البداية ؟ كيف تطورت الحياة لتنتج كائنات مثلنا مفصلة ومعقدة لدرجة أنها تستطيع اكتشاف الغاز نشأتها هي نفسها ؟)
نهايةَ أذا كانت الاحتمالات تظهر استحالة خروج كتابة مفيدة عن فاعل عشوائي الغاية والهدف فما هو رأي من يؤمن بخروج لا نقول الكتابة ولكن من قام بفعل الكتابة ؟ كنا نتحدث سابقا عن فقرة صغيرة تتألف من 43 جزء فقط فكيف سيكون حالنا أذا كان الحدث عن أرقام كبيرة كأمكانية ظهور شفره جينة مؤلفة مما يقارب الـ 3.5 مليون رمز للحمض النووي وبصورة عشوائية ؟
تحياتي :emrose: