المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عروبة الجزائر عبر التاريخ..عثمان سعدي



أم رجاء
12-02-2010, 10:55 PM
كتبَ الأستاذ "عثمان سعدي" في مقدمة كتابه "عروبة الجزائر عبر التاريخ":
" تدور في هذه السنوات بالجزائر و بقية أقطار المغرب العربي، مناقشات تُشكّك في عروبة هذه المنطقة من الوطن العربي.
إنّ عروبة المغرب أصيلةٌ منذ فجر التاريخ. فسكانه القدماء ينتمون إلى السلالة السامية. كما ينتمون حضاريا و ثقافيا إلى المنطقة من ساحل عمان شرقا، إلى شوطئ المحيط الأطلسي غربا. و هو الذي يُفسّر لنا لماذا فشلَ الرومان و الوندال و البيزنطيون، في دمج المغرب بالمجموعة الأوربية، و بالثقافة اللاتينية، بالرغم من استمرار حكمهم في السيطرة على المغرب أكثر من ثمانية قرون..و هو الذي يفسر لنا لماذا اعتنق البربر الإسلامَ، و اندمجوا في الثقافة العربية في نصف القرن الأول من الفتح الاسلامي للمغرب...(1)
و هذا الكتاب يردّ على المشكّكين في عروبة الجزائر و المغرب العربي، الذين يؤلفون حزبَ الفرنكفونية بدول المغرب العربي الاربع.
إنها دراسة تاريخية تُثبتُ عروبةَ سكان هذا الجزء من الوطن العربي، منذ العهود التاريخية السحيقة في القِدم، بما فيهم البربر، الذين يُعتبر مؤلِّفُ هذا الكتاب واحداً منهم."

الجزائر. صيف 1981 .
عروبة البربر :
يُورد الأستاذ عبد الرحمان باغي في كتابه "حياة القيروان" خلاصة آراء عدة مؤرخين يوثق في رواياتهم و نقلهم، يوردها كما يلي:
" و يذكر صاحبُ الاستقصاء قولَ ابن خلدون و يطمئنّ إليه، و هو أنّ علماء النّسب متفقون على أنّ البربر يجمعُهم جنسان عظيمان هما "برنس" و مارتميس الذي يُلقَّب ب"الأبتر"، فلذلك يُقال لشعوبه "البتر"، و يُقال لشعوب برنس "البرانس". و بين النّسابين خلاف: هل هما لاب واحد أم لا؟. فعند ابن حزم أنهما لأب واحد، و الجميع من نسل كنعان بن حام، و عند سابق بن سليمان المطماطي و غيره من نسابة البربر أنّ البرانسَ فقط من نسل كنعان، و أما البتر فهم بنو بتر بن قيس بن عيلان بن مضر، ثم يُرجِّح السلاوي أنّ الشعبَين معا عريقان في البربرية، و أنّ الجميع من ولد مازيغ، و مازيغ من ولد كنعان بن حام"(2).
و كلمة أمازيغ نفسها عربية، فالأمازر من الرجال :الأقوياء أشدّاء القلوب .
تسمية البربر :
لا يوجد لكلمة "البربر" أصلٌ عرقي (اثني)، فالبربر اشتُهِروا في التاريخ بالبتر، و بالرانس و بآمازيغ أحيانا أخرى، أكثر من اشتهارهم بتسمية البربر .
و رأيي من رأي الأستاذ عبد الرحان باغي الذي يغلب أن كلمة "بربر" مشتقة من الكلمة اللاتينية Barbarus، و هو الاصطلاح الذي أطلقه الرومان و من قبلهم اليونان على الشعوب التي تقلّ عنهم الحضارة .
...............
و يُستدلّ من جميع آراء المؤرخين عربا و أوربيين نزهاء، أنّ كلمة "بربر" لا تُعتبر تسمية ذات أصالة تتضمّن تحديدا عرقيا(اتنيا)، و الغالب أنها أخذت من الاصطلاح الروماني الذي كان يُطلق كما سبق أنْ بيّنا على جميع الشعوب المتخلفة، بمستعمراتهم سواء بالشرق الأدنى أو بشمال افريقيا أو أوربا. و الغريب أن الذي أوجدَ الفرقَ بين التسمية الرومانية هذه، و تسمية البربر هم بعض المؤرخين الأوربيين، فاستبدلوا حرف (A) في كلمة barbare بحرف (E) في كلمة berbère و هو استبدالٌ مفتعل كما هو واضحٌ، وُضِع لتكريس انفصال البربر عن العرب بالمغرب العربي.و لو كانت هذه التسمية اصيلة لها مضامين عرقية(أثنية)، لاحتُفظ بها حتى بعد استقرار الاسلام بالمغرب، مثلما بقيت كلمة "الفرس" و"الأفغان" و "الهنود" و غيرهم من الأجناس الاسلامية التي لا تزال مسلمة، لكنها احتفظتْ بمميزاتها العرقية اللغوية حتى الآن.

من نحنُ ؟
نحنُ عرب، نُقيم في جزءٍ لا يتجزّأ من وطنٍ كبير اسمُه الوطن العربي.
نحنُ أفرادٌ في شعبٍ اسمُه الشعب الجزئري، الذي هو جزءٌ لا يتجزّأ من أمّةٍ هي الأمة العربية، تعمل الامبريالية الدولية الآن و منذ أكثر من قرن على نهبِ خيراتها، و تستعمل أقوى سلاحٍ ضدها و هو تجزئتها، مع إصرارها (أي إصرارالقوى الامبريالية ) على الحِفاظ على هذه التجزئة و تكريسها، ضماناً لنهبِ الخيرات العربية، المتمثلة في البترول العربي، و البترودولارات العربية.
و أنا لا أتصوّر ثقافةً جزائريةً إذا لم يكن لها بعد قومي، أي عربي. و دون أن ترتكزَ على القِيم الاسلامية .و قبل التطرق الى التفاضيل، أودّ أن أشيرَ إلى :
أولا : إن الفرنسيين عملوا طوال 132 سنة على تدمير البعد العربي للشخصية الجزائرية ، و استعملوا عدة أساليب، و خاصة النفسية منها. فأطلقوا شعارَي "Bicot, travail arabe" بيكو عمل عربي، و "Sale arabe" العربي القذِر. هادفين من وراء ذلك إلى جعلِ الجزائري يحتقِر أصلَه العربي ، واستطاعوا تجميع رواسبَ معادية للانتماء العربي للجزائري، بين نسبة كبيرة من سكان المدن.
ثانيا : أنّ الجترال ديغول عندما تولى الحكمَ في 1958 ، اقتنعَ بفضلِ فراسته و ثقافته التاريخية الواسعة، أنّ استقلال الجزائر آتٍ لا محالة ، لأنّ ثورة أول نوفمبر و من ورائها تصميم الشعب الجزائري يريدان ذلك. فعمل على تأجيل استقلال الجزائر قدر الإمكان، ولو على حساب الخسائر البشرية العالية، و اقتصادِ فرنسا و سمعتها. لكي يضمَنَ بقاءَ الجزائر بعد 1962 تدورُ في فلكِ الفرنكفونية. و ذلك بإبقائها خارج الإطار العربي. و بدون إبقائها خارج إطار الانتماء العربي، فإنّ مخطط الفرنكفونية بالجزائر المستقلة سيُكتب له الفشل..."
------------
(1) عزو الكاتب سببَ اعتناق البربر للإسلام إلى عروبة البربر، يبقى نسبي في نظري، لأنّ أقواما من غير العرب قد اعتنقت هذا الدين لما رأوه من أخلاق المسلمين، ثم تلبّست بعادات العرب و سلوكياتهم من مخالطتهم.
(2) حياة القيروان لعبد الرحمان باغي-ص19

سليلة الغرباء
12-04-2010, 07:22 PM
جزاك الله خيرا وسلمت يا أم رجاء

بارك الله فيك على الموضوع المهم

أم رجاء
12-05-2010, 08:47 PM
و فيك بارك الله يا سليلة
سرّني مرورك العطر