هشام بن الزبير
12-03-2010, 01:44 PM
أبشروا يا معشر العُرْبان, يا أهل المجد التليد, يا أهل الفخر والنخوة, يا شُمَّ العرانين, ارفعوا هاماتكم إلى
العلياء لتعانق الجوزاء, لقد حزتم البطولة, وأنتم أهل الفحولة, لقد جاءتكم الكأس وأذقتم عدوكم البأس, كأس
من خالص التبر, هام بغرامها العاشق الولهان, كأس توارثها أهل اللهو والبطالة المُجَّان, وتنقلت بين الجزائر
و البلدان, كأس العالم ستفيء إلى أرضكم, أبشروا واطربوا وافرحوا فقد نلتم غاية المنى وحلقتم في فلك المجد
"المستدير" بل لقد هشمتم من ملة الكفر الرأس, وانتزعم منها غنيمة الكأس, فلله دركم من عرب فوارس
وفتية أشاوس,لا ينامون على مُرّ الضيم ولا يضيرهم متلبد الغيم, لقد حزتم قصب السبق, وتركتم لغريمكم النبْق,
فمثلكم ليس يبز أو يغلب, بل شأنه أن يظهر وينتصر, أو يموت ويندحر, وحتى تنكأوا جراح خصمكم المكلوم,
بعثتم في الآفاق إعلان النصر المحتوم, وجعلتم ذلك إلى النسوان ,حتى يذوق الأباعد الهوان, فلتفرشوا الورد
والريحان لمقدم الكأس الذهبية, ولتبنوا لها معابد من قصب, ولتشيدوا لها محاريب من لجين, فعبادها منذ الآن
لها قانتون,وللساعات والأيام يعدون, يترقبون اليوم الميمون الأغر, الذي يزدان فيه قطركم الأزهر, بمقدم الكأس,
التي خامرت الرأس, ففعلها في عشاقها أشد من فعل الخندريس, أعدوا ما استطعتم فأمامكم عشر سنين,
شيدوا الملاعب, فهي لأهلها معابد, ترى فيها الخشوع والقنوت, وتسمع الحمد والابتهال, ترى الأبصار شاخصة
والقدود راقصة, ففي عشر سنين, سيؤْذِن داعيكم أهل الكرة للحج الأكبر, حينها ساعة تتدحرج كرة الجلد,
ويجد الجد, فلا علم ولا حلم, ولا صمت ولا كلام, إلا عن وصف جلد أجوف, يطير ويسقط, ويخطئ ويصيب,
ويعانق الشباك,فيخف نبض العالم ويتوقف الزمان عند من أفئدتهم هواء, وعقولهم خواء, ليفنوا في حب الكرة,
بعدما طلقوا الصلاة والدعاء, وصموا الآذان عن نداء الأذان, كما صموا الأسماع عن صراخ الأيتام والأرامل,
في بغداد والموصل, فهل نبشركم أم نبكتكم؟ هل نمدحكم أم نهجوكم؟ وماذا يغني الكلام عن قوم تجارى بهم
الأهواء كما يتجارى الكَلَب بصاحبه, عشر سنين لعل كتاب الدنيا يطوى قبل تمامها, عشر سنين لعل الله لم يأذن
في خلقها, عشر سنين ! ما أطول أمل أهل البطالة, وما أشد ندامة عشاق الكأس, حين يذوقون أمَرَّ كأس,
حين تنجلي سكرة الدنيا, وتجيء سكرة الموت بالحق. فبأي الكأسين نهنئكم؟
العلياء لتعانق الجوزاء, لقد حزتم البطولة, وأنتم أهل الفحولة, لقد جاءتكم الكأس وأذقتم عدوكم البأس, كأس
من خالص التبر, هام بغرامها العاشق الولهان, كأس توارثها أهل اللهو والبطالة المُجَّان, وتنقلت بين الجزائر
و البلدان, كأس العالم ستفيء إلى أرضكم, أبشروا واطربوا وافرحوا فقد نلتم غاية المنى وحلقتم في فلك المجد
"المستدير" بل لقد هشمتم من ملة الكفر الرأس, وانتزعم منها غنيمة الكأس, فلله دركم من عرب فوارس
وفتية أشاوس,لا ينامون على مُرّ الضيم ولا يضيرهم متلبد الغيم, لقد حزتم قصب السبق, وتركتم لغريمكم النبْق,
فمثلكم ليس يبز أو يغلب, بل شأنه أن يظهر وينتصر, أو يموت ويندحر, وحتى تنكأوا جراح خصمكم المكلوم,
بعثتم في الآفاق إعلان النصر المحتوم, وجعلتم ذلك إلى النسوان ,حتى يذوق الأباعد الهوان, فلتفرشوا الورد
والريحان لمقدم الكأس الذهبية, ولتبنوا لها معابد من قصب, ولتشيدوا لها محاريب من لجين, فعبادها منذ الآن
لها قانتون,وللساعات والأيام يعدون, يترقبون اليوم الميمون الأغر, الذي يزدان فيه قطركم الأزهر, بمقدم الكأس,
التي خامرت الرأس, ففعلها في عشاقها أشد من فعل الخندريس, أعدوا ما استطعتم فأمامكم عشر سنين,
شيدوا الملاعب, فهي لأهلها معابد, ترى فيها الخشوع والقنوت, وتسمع الحمد والابتهال, ترى الأبصار شاخصة
والقدود راقصة, ففي عشر سنين, سيؤْذِن داعيكم أهل الكرة للحج الأكبر, حينها ساعة تتدحرج كرة الجلد,
ويجد الجد, فلا علم ولا حلم, ولا صمت ولا كلام, إلا عن وصف جلد أجوف, يطير ويسقط, ويخطئ ويصيب,
ويعانق الشباك,فيخف نبض العالم ويتوقف الزمان عند من أفئدتهم هواء, وعقولهم خواء, ليفنوا في حب الكرة,
بعدما طلقوا الصلاة والدعاء, وصموا الآذان عن نداء الأذان, كما صموا الأسماع عن صراخ الأيتام والأرامل,
في بغداد والموصل, فهل نبشركم أم نبكتكم؟ هل نمدحكم أم نهجوكم؟ وماذا يغني الكلام عن قوم تجارى بهم
الأهواء كما يتجارى الكَلَب بصاحبه, عشر سنين لعل كتاب الدنيا يطوى قبل تمامها, عشر سنين لعل الله لم يأذن
في خلقها, عشر سنين ! ما أطول أمل أهل البطالة, وما أشد ندامة عشاق الكأس, حين يذوقون أمَرَّ كأس,
حين تنجلي سكرة الدنيا, وتجيء سكرة الموت بالحق. فبأي الكأسين نهنئكم؟