المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال بسيط وكبيير



خالد أبو أسد الله
08-29-2005, 04:54 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله :salla2: وبعد

فسؤال حقيقي واقعي وليس خيالي يحتاج إلى إجابة صادقة وافية عادلة

رجلان ولدا في قرية بها شركيات فمارسا الشرك على أنه هو التوحيد ولكن كما قال أحدهما كان يعتصر قلبي عندما كنت أطوف حول القبر وأجزم أن صاحبي كان مثلي فلم أرض بما كان عليه الآباء والأجداد وسألت بعدما ارتحلت وعلمت أن كل هذا شرك بالله وكفر .
ومات ذاك الرجل بعدما سأل واستفسر وارتحل ومات صاحبه وهو على ما كان عليه

سؤال فهل يستويان بدعوى العذر بالجهل في أصل التوحيد
إذن من أشرك بالله ومات عليها كمن سأل وارتحل حتى تعلم التوحيد ووحد ربه

السؤال {فهل يستويان مثلا}

نرجوا التوضيح والإيضاح برفق ورحمة وجزاكم الله خيرا

د. محمود عبد الرازق الرضواني
08-29-2005, 06:25 PM
هل الجاهل معذور بجهله أم أنه مسئول على فعله ؟ الناس في هذه المسألة طرفان ، فمن قائل معذور ومن قائل مسئول ، قول يقول لا يعذر الإنسان في ارتكاب العصيان عن جهل ، وقول يقول يعذر الإنسان وإن كان معرضا عن العلم ومعرفة الحكم ، ومذهب الحق في هذا الموضوع هو مذهب السلف والوسطية ، المذهب الذي يجمع بين الأدلة القرآنية والنبوية ، فالحق سبحانه وتعالي لا يعذب الناس إلا بعد إنذارهم وإعلامهم برسالة السماء ، كما قال تعالى في سورة الإسراء : ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ) الإسراء /15.
فلا يعذب الله أحدا إلا بعد بلوغ الرسالة ، وإعراضه عن الهداية إلي الضلالة ، لئلا يكون له حجة على الله في نفي العدالة ، فقال تعالى : ( وَقَالُوا لوْلا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَلمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الأُولي وَلوْ أَنَّا أَهْلكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلهِ لقَالُوا رَبَّنَا لوْلا أَرْسَلتَ إِليْنَا رَسُولا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْل أَنْ نَذِل وَنَخْزَي قُل كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنْ اهْتَدَى ) .
فإن أرسل الله إلي الناس رسالته وأدركوا بعقولهم حجته ، ثم أعرضوا عنها وتملصوا منها ووقعوا في الجهل بتكذيبهم وإعراضهم ، كان كفرهم كفر جهل وتكذيب ، كما ثبت عن نبينا الحبيب في الحديث الذي رواه الإمام مسلم بسنده عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُول اللهِ صَلي الله عَليْهِ وَسَلمَ أَنَّهُ قَال : ( وَالذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلا نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلمْ يُؤْمِنْ بِالذِي أُرْسِلتُ بِهِ إِلا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ) ، وقال سبحانه وتعالي : ( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُل أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ حتى إِذَا جَاءُوا قَال أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِي وَلمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلمًا أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ وَوَقَعَ القَوْلُ عَليْهِمْ بِمَا ظَلمُوا فَهُمْ لا يَنطِقُونَ ) ، وقال جل جلاله : ( بَل كَذَّبُوا بِمَا لمْ يُحِيطُوا بِعِلمِهِ وَلمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلكَ كَذَّبَ الذِينَ مِنْ قَبْلهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالمِينَ ) .
قال تعالى : ( كُلمَا أُلقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلهُمْ خَزَنَتُهَا أَلمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ قَالُوا بَلي قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلنَا مَا نَزَّل اللهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلا فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ وَقَالُوا لوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لأَصْحَابِ السَّعِيرِ ) الملك .
فهؤلاء الكفار لولا أن الحجة بلغتهم ما اعترفوا بذنبهم أو أقروا بحمقهم ، فأعراضهم عن الرسالة بالكلية أدي إلي كفرهم وإن جهلوا محتواها ولم يفهموا معناها ، ولذلك وقعوا في كفر الجهل والتكذيب ، وهو أول أنواع الكفر بالله ، فتجد العبد يعرض عن الله عند أول سماعه للدليل ، ويكذب بالحق حتى لو ورد في التنزيل ، يغلق قلبه وعقله ويوقف نظره وفكره ، روي البخاري من حديث ابْن عَبَّاسٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُول اللهِ صَلي الله عَليْهِ وَسَلمَ بَعَثَ بِكِتَابِهِ إِلي كِسْرَي مَعَ عَبْد ِاللهِ بْنِ حُذَافَةَ السَّهْمِيِّ فَأَمَرَهُ أَنْ يَدْفَعَهُ إِلي عَظِيمِ البَحْرَيْنِ فَدَفَعَهُ عَظِيمُ البَحْرَيْنِ إِلي كِسْرَي فَلمَّا قَرَأَهُ مَزَّقَهُ ، مزقه دون تفكر أو سؤال أو نظر واستدلال ، وقد ورد في الحديث أن عبد الله بن عباس قال : فَدَعَا عَليْهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلي الله عَليْهِ وَسَلمَ أَنْ يُمَزَّقُوا كُل مُمَزَّقٍ .
فالإنسان مسئول عن السبب في جهله ، فإن كان الجهل من كسبه وفعله ، وإعراضه وكبره ، فهو محاسب على كل معصية وقع فيها بجهله ، سواء كانت المخالفة مخالفة عظيمة تؤدي إلي الخلود في النار ، أو كانت المخالفة كبيرة تحت مشيئة الواحد الجبار ، إن شاء غفرها لعبده وإن شاء عذبه بذنبه .
أما إذا انقطعت به الأسباب وانسدت في وجهه الأبواب ، ولم يتمكن من معرفة ما نزل في الكتاب بعد الطلب والبحث والسؤال ولم يعص الله فيما قال : (فَاسْأَلوا أَهْل الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلمُونَ ) (النحل:43) ، فهو باتفاق معذور بجهله لا يؤاخذ على ذنبه لأن الجهل ليس من كسبه ، بل هو من تقدير الله وفعله ، وقد قال سبحانه وتعالي : ( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حتى نَبْعَثَ رَسُولا ) .
فلو ضربنا مثلا لذلك وفرضنا أن رجلا من المسلمين لقلة علمه وقع في معصية بجهله فاحتار في نفسه ، وتساءل أهي معصية لله أم لا ، فعزم الأمر على أن يسأل أهل الذكر ، حتى ولو كانوا على مسافة بعيدة تتطلب شد الرحال ، وفي الطريق دهمته سيارة ومات في الحال ، مات هذا الشخص على المعصية بجهله ، أيقول عاقل إنه مؤاخذ على ذنبه قبل علمه ؟ فالموت من تقدير الله وفعله ، والجهل الذي وقع فيه هذا الشخص ليس من فعله وكسبه ، فنيته التي مات عليها أن يطيع الله إذا علم الحكم الذي ورد في كتاب الله ، وقد سمع عُمرُ بْنُ الخَطَّابِ رَضِي الله عَنْه رَسُول اللهِ صَلي الله عَليْهِ وَسَلمَ يَقُولُ : ( إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لكُل امْرِئٍ مَا نَوَي ) .
واعلم عبد الله أنه لا أحد أحب إليه العذر من الله ، فمن حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ أن رَسُول اللهِ صَلي الله عَليْهِ وَسَلمَ قال : ( ليْسَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِليْهِ المَدْحُ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَل مِنْ أَجْل ذَلكَ مَدَحَ نَفْسَهُ وَليْسَ أَحَدٌ أَغْيَرَ مِنَ اللهِ مِنْ أَجْل ذَلكَ حَرَّمَ الفَوَاحِشَ وَليْسَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِليْهِ العُذْرُ مِنَ اللهِ مِنْ أَجْل ذَلكَ أَنْزَل الكِتَابَ وَأَرْسَل الرُّسُل ) ، وفي رواية البخاري من حديث المُغِيرَةِ : ( وَلا أَحَدَ أَحَبُّ إِليْهِ العُذْرُ مِنَ اللهِ وَمِنْ أَجْل ذَلكَ بَعَثَ المُبَشِّرِينَ وَالمُنْذِرِينَ ) .
فالجاهل من المسلمين بعد الطلب والسؤال ، إن لم يصل إلي العلم بالحكم في مسألة ما ، فهو معذور بجهله في هذه المسألة ، وإن كان محاسبا على غيرها مما ألم بحكمها ، وخلاصة القول في مسألة العذر بالجهل أن الجاهل معذور بجهله إن لم يكن الجهل من كسبه وفعله ، وذلك من كمال عدله وفضله سبحانه وتعالي .
روي الإمام البخاري من حديث ابن عمر رضي الله عنه أن زيد بن عمرو بن نفيل سافر إلي الشام يسأل عن الدين الحق ويبتغي اتباعه ، وكان ذلك قبل مبعث النبي  فلقي عالما من اليهود فسأله عن دينه ، وقال : أخبرني عن دينكم لعلى أدين به ؟ قال اليهودي : إنك لا تكون على ديننا حتى تأخذ بنصيبك من غضب الله ؟ قال : وهل أفر إلا من غضب الله ؟ والله لا أحمل من غضب الله شيئا أبدا ، فهل تدلني على دين ليس هذا فيه ؟ قال : ما أعلم إلا أن تكون حنيفا ؟ قال : وما الحنيف ؟ قال : دين إبراهيم لم يكن يهوديا ولا نصرانيا وكان لا يعبد إلا الله ، فخرج زيد بن عمرو يطلب المزيد ويبحث عن القول السديد ، حتى لقي عالما من النصارى ، فسأله عن دينه ، وقال : أخبرني عن دينكم لعلى أدين به ؟ فقال له عالم النصارى : إنك لا تكون على ديننا حتى تأخذ بنصيبك من لعنة الله ؟ فقال : والله لا أحمل من لعنة الله ولا من غضبه شيئا أبدا ، فهل تدلني على دين ليس هذا فيه ؟ فقال له: لا أعلمه إلا أن تكون حنيفا ، فعاد زيد إلي مكة وقد رضي بما أخبروه واتفقوا عليه من دين إبراهيم عليه السلام ، فلما برز زيد إلي أهل مكة رفع يديه إلي السماء قائلا : اللهم إني أشهدك أني على دين إبراهيم .
وروي البخاري أيضا عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رَضِي الله عَنْهمَا أنها قَالت : ( رَأَيْتُ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ قَائِمًا مُسْنِدًا ظَهْرَهُ إِلي الكَعْبَةِ يَقُولُ : يَا مَعَاشِرَ قُرَيْشٍ وَاللهِ مَا مِنْكُمْ على دِينِ إِبْرَاهِيمَ غَيْرِي وَكَانَ يُحْيِي المَوْءُودَةَ يَقُولُ للرَّجُل إِذَا أَرَادَ أَنْ يَقْتُل ابْنَتَهُ : لا تَقْتُلهَا أَنَا أَكْفِيك مَئُونَتَهَا ، فَيَأْخُذُهَا فَإِذَا تَرَعْرَعَتْ قَال لأَبِيهَا إِنْ شئت دَفَعْتُهَا إِليْكَ وَإِنْ شئت كَفَيْتُكَ مَئُونَتَهَا ) .
وقد ذكر الواقدي أن زيد بن عمرو بن نفيل آمن برسول الله  قبل مبعثه وقال لعامر بن ربيعة رضي الله عنه : ( يا عامر إني خالفت قومي واتبعت ملة إبراهيم وإسماعيل وما كانا يعبدان ، كانا يصليان إلي هذه القبلة ، وأنا انتظر نبيا من بني إسماعيل يبعث ولا أراني أدركه وأنا أومن به وأصدقه ، وأشهد أنه نبي فإن طالت بك الحياة يا عامر فأقرئه مني السلام ، قال عامر بن ربيعة : فلما أسلمت أعلمت النبي صلي الله عليه وسلم بخبره ، فرد عليه السلام وترحم عليه ، وقال : زيد بن عمرو يبعث يوم القيامة أمة وحده ، ولقد رأيته في الجنة يسحب ثوبه وذيوله ) .
فهذا الرجل لم يقصر في البحث والسؤال لدي العلماء ، وإن مات قبل أن يدرك رسالة السماء التي نزلت على سيد الأنبياء فقد آمن بالنبي صلي الله عليه وسلم قبل مبعثه ، وآمن بكل أحكام العبودية وإن لم يدرك ماهية الأحكام الشرعية ، فأخذ حكم من اتبع النبي ومات على دربه وكان من أتباعه وحزبه .
ويجب على على إخواننا الدعاة أن يعلموا أن أغلب المسلمين يجهلون الجزء الأكبر من أحكام العبودية ، وأنهم لو علموا وفهموا لأطاعوا ربهم لأنهم يرغبون في حبه وقربه ، فهم يحبون لا إله إلا الله ويشهدون أن محمدا رسول الله ، ولذلك فإن من الحكمة والفطنة الرأفة بهم والأخذ بأيديهم إلي العلم بأحكام الله ، لاسيما في المسائل المتعلقة بتوحيد الإله ، دون الحكم عليهم قبل سابق إنذار ، أو تكفيرهم وإخراجهم من الملة إلي الخلود في النار .
كما ينبغي أن يُعلم أن الله إذا أخبرنا عن إنسان أنه في النار ، فيجب أن ندرك يقينا أن الحجة بلغته وأن الرسالة وصلته ، لأن ذلك لازم للعدل الإلهي ، فالله لا يعذب أحدا إلا بسابق إنذار ، وقد حاول بعض الناس بجهلهم وحبا في نبيهم أن يرد حديث أَنَس بن مالك رضي الله عنه الذي رواه الإمام مسلم بسنده عن النبي صلي الله عليه وسلم أَنَّ رَجُلا قَال يَا رَسُول اللهِ أَيْنَ أَبِي قَال فِي النَّارِ فَلمَّا قَفي دَعَاهُ فَقَال إِنَّ أَبِي وَأَبَاكَ فِي النَّارِ ، وكذلك حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أن رَسُول اللهِ صَلي الله عَليْهِ وَسَلمَ قال :
( اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لأُمِّي فَلمْ يَأْذَنْ لي وَاسْتَأْذَنْتُهُ أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأَذِنَ لي ) ، فالحديثان صحيحان وثابتان عن المصطفي صلي الله عليه وسلم ، ويدلان بلا لبس أو غموض على أن والد النبي صلي الله عليه وسلم وأمه في النار وأنهما ماتا على الشرك بالله ، وهذا يدل يقينا على أن الحجة وصلتهم وأن رسالة التوحيد بلغتهم ، وإن كنا لا نعلم كيف وصلتهم أو بلغتهم ، ولا يحتاج الأمر إلي تأويل ، أو خروج عن الدليل ، أو الكذب على رسول الله صلي الله عليه وسلم في أن الله أحيا أباه وأمه فآمنا به ثم ماتا ، أو ندعي لأنفسنا أننا نحب أباه وأمه أكثرَ منه صلي الله عليه وسلم .
وقد يسأل سائل ويقول : هل يلزمني لكي أحقق شرط العلم الذي هو من شروط لا إله إلا الله ، أن أتعلم كل صغيرة وكبيرة في الدين ؟ وأن أترك عملي لأسلك سبيل المتعصبين المتشددين ؟ والجواب على ذلك سهل ويسير على من هداه اللطيف الخبير ، لم يأمر الإسلام أحدا أن يترك عمله ويتواكل على غيره ، ودين الله يسر لا سبيل فيه للمتعصبين والمتشددين ، ولكن المطلوب منك أن تسأل المتخصصين عما يظهر لك في حياتك من أحكام ، لأنك بقولك لا إله إلا الله عاهدت الله على الالتزام ، عاهدته على أن تنفذ أمره إذا علمته ، وأن تصدق خبره إذا عرفته ، فإن سمعت آية يأمرك الله فيها بفعل معين ، فواجب عليك الطاعة لرب العالمين ، وإن سمعت آية يخبرك الله فيها عن شيء من الغيبيات ، وجب عليك التصديق الذي يبلغ حد اليقين ، ولن يستطيع إنسان بمجرد إسلامه أن يتعلم الفقه بكل أحكامه ، ولكنه مع كثرة السؤال والاستفسار ، يزداد علمه بربه ، وتنمو المعرفة في قلبه ، ومن زادت معرفته بالله ازدادت هيبته ، ونما وقاره وازدادت سكينته .

موحده
08-30-2005, 04:31 AM
لا عذر بالجهل في الشرك الأكبر


حول العذر بالجهل

[الكاتب: علي بن خضير الخضير]

هل يعذر الجهل بالعقيدة أم لا ؟ وإذا عذر بالجهل هل لنا أن نقول أنه لم يحبط عمله بجهله أم يحبط عمله ؟

الجواب :

في باب الشرك الأكبر فلا عذر بالجهل ، وهذا محل إجماع. نقل الإجماع في عدم العذر بالجهل ابن القيم في طريق الهجرتين ونقله أئمة الدعوة.

فكل من فعل الشرك الأكبر بأن ذبح لغير الله أو استغاث بالأولياء أو المقبورين أو شرع قانونا ونحوه فهو مشرك ولو كان جاهلا أو متأولا أو مخطئا.

قال ابن تيمية في الفتاوى [20/38-37] : ( واسم الشرك يثبت قبل الرسالة لأنه يعدل بربه ويشرك به اهـ ومعنى كلام ابن تيمية انه يسمى مشركا إذا عدل بربه وأشرك به ولو قبل الرسالة ) ، أي ولو كان جاهلا.

وإذا أردت بسط هذه المسألة فقد ذكرتها في كتبي الآتية :

1- كتاب المتممة لكلام أئمة الدعوة.
2- كتاب الجمع والتجريد شرح كتاب التوحيد في باب الخوف من الشرك.
3- كتاب التوضيح والتتمات على كشف الشبهات.

أما في باب المسائل الظاهرة التي يعلمها العامة لمن لم يعش بين المسلمين وكان في بادية بعيدة , أو حديث عهد بكفر , أو عاش ونشأ في بلاد الكفار فهذا يعذر بالجهل والتأويل حتى يعلم .

أما في باب المسائل الخفية التي لا يعلمها إلا العلماء أو الخاصة فهذه يعذر بالجهل والتأويل حتى يعاند وتزول عنه الشبهة , إن كان الغالب في الزمن الجهل.

وفي باب المسائل الظاهرة والمسائل الخفية لا فرق بين مسائل العقيدة أو مسائل الفقه والأحكام كلها واحد.

أما مسألة حبوط العمل : فهذه متعلقة بالموت على ماذا مات عليه لقوله {ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبط اعملهم}.

وان أردت الحصول على الكتب السابقة أعلاه فهي موجودة في موقع السلفيون في الصفحة التي أعدها الإخوة في موقع السلفيون لكتبنا جزاهم الله خيرا. وكلها أيضا موجودة في موقعنا على الشبكة ، وفي موقع صيد الفوائد وفقهم الله وجزاهم خيرا ، فهذه ثلاث مواقع على شبكة الانترنيت عليها كتبنا ولله الحمد.

خالد أبو أسد الله
08-30-2005, 03:47 PM
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أما بعد:
فجزى الله خيرا كل من رد على سؤالي واهتم به
ولكن الكلام الذي أرسل لي على لسان شيخنا وحبيبنا في الله الشيخ محمود ليس ردا مباشرا على سؤالي إنما هو محاضرة سمعتها منه حفظه الله ونُقل منها جزءٌ بالنص وليس سؤالي عن تفصيل المسألة وإنما سؤالي أبسط من ذلك ولكن سأوضح بتجنب الخلاف الوارد في المسألة هل الإنسان يعذر بجهله في أصل المسألة أم لا
لكن السؤال بعدما أرسل الله النبي :salla2: وأنزل القرآن وحفظه الله من التحريف وجعل النبي :salla2: الخلود في النار لمن سمع به فقط ولم يؤمن بما أرسل به فقط السماع : كما قال :salla2: فيما رواه أبو هريرة : :radia: عن النبي :salla2: فيما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه وأورده الشيخ الألباني في الصحيحة أن النبي :salla2: قال (والذي نفسي بيده لا يسمع بي يهودي ولا نصراني من هذه الأمة ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار) وفيه دلالة واضحة على وجوب السؤال والاستقصاء والاستفسار عن واجبات الدين بمجرد السماع لرسالة النبي :salla2: لقوله :salla2: (بما أرسلت به )أي بالشرائع والواجبات ومن المحال عقلا ونقلا الإيمان بشئ غير معلوم ومجهول فإذن يتحتم على من سمع برسالته :salla2: أن يسأل عن الشرائع التي أرسل بها رسول الله والإيمان بها
إذن السؤال هو رجل يعيش في محيط المسلمين بين يديه كتاب الله ينادي فيهم ويقول {ومن أضل ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون} وقوله تعالى {أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء إنا أعتدنا جهنم للكافرين نزلا}
وهذه آيات واضحات لكل من له قدرة على السماع أو القراءة والقرآن ملئ بكل هذا ولكنهم تركوا القرآن وجروا خلف العادات والآباء والمتعارف عليه بين الناس ولم يكلف نفسه بفهم القرآن والتدبر البسيط وقد قال الله{ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر} وتجده يجيد عمله ومهنته إن كان نجارا أو سباكا أو طبيبا أو غير ذلك لأنه سأل عن مهنته وتعلمها وأجادها وتعب من أجل تحصيل العلم لها واستفسر وتعلم
فالسؤال مجددا ببساطة رجل أعرض عن القرآن كما أوضحت وجرى خلف الكفر والشرك وأشرك بالله ولم يأته آت ينذره أو ينبهه إلا القرآن بين يديه والفطرة في قلبه والميثاق في عقله ورجل فعل مثلما فعل بن نفيل فخرج وسأل واستفسر فعاش الأول حياته وهو يشرك بالله وتاب الآخر وعاش موحدا لله ذاك يطوف بالأموات وهذا يطوف ببيت الله وذاك يذبح لغير الله وهذا ما يذبح إلا لله وذاك يسجد لغير الله وذاك ما سجد إلا لله وذاك يقول لا إله إلا الله وهذا يقول لا إله إلا الله فيوموتان فيدخل الأول بفضل الله عليه بالتوحيد الغاية التي خلق من أجلها البشر الجنة وذاك الذي أشرك يقول يوم الدين ( معلش ما كنتش أعرف)
فيدخلان الجنة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فيكون العمل الذي عمله الموحد من جهد وطلب علم ثم تقوى بتوحيده هباء منثورا ويا ليته ما تعب وما سافر وما حد
وإن كان الأمر هكذا إذن لماذ نتعب الدعاة ونحضهم للسفر للبلاد ونشر التوحيد وإخراج الناس الجهال من الشرك بالجهل إلى التوحيد بالعلم إذا كان الأمر بالنسبة لهم وهم مشركون دخول الجنان والتمتع بالحور الحسان لعذر الله لهم فلماذا إذن تعليم الناس التوحيد إن كانوا في الجنة.

عذرا أنا لا أحب تكفير الناس ولا الغلظة معهم ولا الجلوس في البيت والحكم على خلق الله
فالله وحده يعلم ماذا أفعل لإخراج الناس من غياهب الشرك ولكن محاولة جاهدة مني في هذا المنتدى لمناقشة هذه القضية الخطيرة الشائكة
ويكون هدفنا جميعا في البداية وفي النهاية إرضاء الله تعالى ودعوة هؤلاء القوم إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة لهم لكن بعلمنا أنهم كفار أو علمنا أنهم غير ذلك وهذا مهم جدا لأن هذا يترتب عليها أحكام خاصة في البيع والشراء والنكاح والطعام وغيرها وجزى الله عنا كل من اهتم بهذا الموضوع وابتغى باهتمامه وجه الله تعالى والزهد فيما عند الناس والرغبة فيما عند الله فهو خير وأبقىوصلي اللهم وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

ابو مارية القرشي
08-30-2005, 05:35 PM
الاخ المكرم خالد أبو أسد الله
الاخوة الاحبة في منتدى التوحيد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته و بعد ،
فقد كنت مارا اليوم بمنتداكم العامر وقدر الله ان أطلع على سؤال الاخ المكرم حفظه الله ومناشدته لطلبة العلم بالاشتراك فاحببت ان أجيبه لطلبه ولعله يستفيد من هذا التفصيل، فاقول و بالله التوفيق:
اعلم اخي المكرم ان أسماء الدين و أحكامه منها ما يتعلق بقيام الحجة ومنها ما لا يتعلق بقيام الحجة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية (قد فرق الله بين ما قبل الرسالة وما بعدها في أسماء وأحكام وجمع بينهما في أسماء وأحكام )الفتاوى 20/37-) (الفتاوى 12/468)

فمن الاسماء التي لا تعلق لها بقيام الحجة: الشرك، وهو "ان تجعل لله ندا وهو خلقك"
فالشرك فعل مذموم معروف قبحه قبل البعثة و بعدها: عرفوا قبحه وتنبينوا بطلانه بأمور ثلاث: الميثاق الذي اخذه الله على بني ادم في عالم الذر و الفطرة و العقل الا ان الله مع ذلك لم يعذبهم حتى يبعث رسولا، يقول شيخ الاسلام رحمه الله:
فإن الله سماهم قبل الرسالة ظالمين وطاغين ومفسدين وهذه أسماء ذم الأفعال والذم إنما يكون في الأفعال السيئة القبيحة فدل ذلك على أن الأفعال تكون قبيحة مذمومة قبل مجيء الرسول إليهم لا يستحقون العذاب إلا بعد إتيان الرسول إليهم لقوله (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ( الفتاوى 20/38.37 )

فمن تلبس بالشرك فقد قامت فيه حقيقة الشرك ولحقه اسمه سواءا بلغته الدعوة أم تبلغه ولا يقرق في باب الشرك بين الفعل و الفاعل ولا بين التوع و العين، فالشرك والاسلام ضدان لا يجتمعان ونقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان ومن زعم اجتماعهما في انسان فقد خالف المعقول والمنقول.
يقول الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن شيخ الاسلام محمد في المنهاج ص12، قالا (من فعل الشرك فقد ترك التوحيد فإنهما ضدان لا يجتمعان ونقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان )
وقال شيخنا أبو مريم عبد الرحمن بن طلاع المخلف حفظه الله:
من بدع هذا العصر الشرعية و اللغوية و العقلية التفريق بين الفعل و الفاعل . فالأصل لغة و شرعا بل و عقلا أن من فعل فعلا سمى بهذا الفعل فمن اكل سمي آكلا و من شرب سمي شاربا سواء قيل بان الاسم مشتق من المصدر أو من الفعل فكل النحويين متفقون على ذلك و إن اختلفوا في أصل الإشتقاق لأن المصدر و الفعل كلاهما يتضمن الحدث الذي هو الفعل فشارب مثلا يتضمن حدث الشرب و هذا الحدث موجود في في الفعل و المصدر و فارق الفعل المصدر بأن الحدث قارنه زمن .
و هذا من تدبره علم علم اليقين بأنه مقتضى جميع اللغات .
و كذلك شرعا كل من فعل فعلا سمي بهذا الفعل فمن أشرك مع الله غيره سمي مشركا و من ابتدع في الدين سمي مبتدعا و من شرب الخمر سمي شاربا للخمر ."(مقال الفرق بين الكفر و الشرك –منتدى أهل الحديث)
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: " فمن عبد اللَّه ليلاً ونهاراً ثم دعا نبياً أو ولياً عند قبره ، فقد اتخذ إلهين اثنين ولم يشهد أن لا إله إلا اللَّه ، لأن الإله هو المدعو ، كما يفعل المشركون اليوم عند قبر الزبير أو عبد القادر أو غيرهم، وكما يفعل قبل هذا عند قبر زيد وغيره ... " (تاريخ نجد ص341). لم يفرق الشيخ محمد رحمه الله بين الفعل و الفاعل فسماهم مشركين لقيام حقيقة الشرك فيهم بدعائهم غير الله.
وقال الشيخ أبا بطين في الدرر10/401 –402 ( نقول في تكفير المعين ظاهر الآيات والأحاديث وكلام جمهور العلماء تدل على كفر من أشرك بالله فعبد معه غيره ولم تفرق الأدلة بين المعين وغيره قال تعالى : ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ) وقال تعالى ( فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ) وهذا عام في كل واحد من المشركين )
وقال الشيخ علي الخضير فك الله أسره:
وذكر إسحاق في أول رسالة تكفير المعين أن التفريق بين القول والقائل والفعل والفاعل في الشرك الأكبر بدعة ، فقال ( وعند التحقق لا يكفرون المشرك إلا بالعموم وفيما بينهم يتورعون عن ذلك ثم دبت بدعتهم وشبهتهم حتى راجت على من هو من خواص الإخوان ).

وتأمل اخي الكريم في هذه الايات البينات المحكمات:
قال تعالى (ماكان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين )
وقال تعالى (وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ) فسماهم مشركين قبل مجيء الرسالة.
: وقال تعالى (وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ) فسماه مشركا قبل سماع الحجة.
وقال تعالى (لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة ) فسماهم مشركين قبل البينة.
و قال تعالى ( أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل )
وأباؤهم كانوا أهل فترة فعلوا الشرك فلحقهم اسمه.
وقال تعالى عن مشركي العرب (إن هي إلا أسماءٌ سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان ) وقال تعالى عن مشركي العرب (فلا تك في مرية مما يعبد هؤلاء ما يعبدون إلا كما يعبد آباؤهم من قبل ) فسمى آباءهم عابدين لغير الله قبل قيام الحجة عليهم.
وقبل ان أواصل أجمل لك اخي الكريم ما ذكرت:
الشرك اسم لا تعلق له بقيام الحجة و لكن لا يعذب الانسان الا بعد قيام الحجة.

ما معنى قيام الحجة؟
قال شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب:
فإن كان المعين لا يكفر إلا إذا قامت عليه الحجة، فمن المعلوم أن قيامها ليس معناه: أن يفهم كلام الله ورسوله، مثل فهم أبي بكر رضي الله عنه، بل إذا بلغه كلام الله ورسوله، وخلا من شيء يعذر به، فهو كافر، كما كان الكفار كلهم تقوم عليهم الحجة بالقرآن، مع قول الله: {وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أكنةأن يفقهوه } الأنعام 25وقوله: { إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ} .(الدرر السنية-كتاب حكم المرتد:69)

فالحجة تقوم على الخلق: بالعلم او البلاغ أو وجود دعوة قائمة أو التمكن من الوصول الى مكان الدعوة.
قال ابن حزم-رحمه الله-:فإنما أوجب النبي صلى الله عليه وسلم الأيمان به على من سمع بأمره،فكل من كان في أقاصي الجنوب و الشمال و المشرق و جزائر البحور و المغرب و أغفال الأرض من أهل الشرك فسمع بذكره صلى الله عليه و سلم ففرض عليه البحث عن حاله و أعلامه و الإيمان به-إلى أن قال و أما من بلغه ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وما جاء به ثم لا يجد في بلاده من يخبره عنه ففرض عليه الخروج عنها الى بلاد يستبرئ فيها الحقائق و لولا إخباره صلى الله عليه و سلم أنه لا نبي بعده للزمنا ذلك في كل من نسمع عنه أنه أدعى النبوة ،و لكنا قد أمنا ذلك و الحمد لله) الإحكام في أصول الأحكام(2/112)

فمن كان في بادية قريبة من دعوة الاسلام فالحجة عليه قائمة وان مات على الشرك عذب وان اراد اهل الاسلام الاغارة عليه جاز من غير سابق دعوة ولا أنذار.
قال الامام أحمد رحمه الله: وقال أحمد لا أعرف اليوم أحدا يُدعى(الترمذي - باب الدعوة قبل القتال)
قال أبن قدامة في المغني:(أما قوله من أهل الكتاب و المجوس لا يدعون قبل القتال فهو على عمومه لان الدعوة قد انتشرت و عمت فلم يبق منهم من لم تبلغه الدعوة الا نادر بعيد وأما قوله يدعى عبدة الأوثان قبل أن يحاربوا فليس بعام فان من بلغته الدعوة منهم لا يدعون وان وجد منهم من لم تبلغه الدعوة دعي قبل القتال،وكذلك ان وجد من أهل الكتاب من لم تبلغه الدعوة دعوا قبل القتال. قال أحمد:ان الدعوة قد بلغت وانتشرت ولكن إن جاز أن يكون قوم خلف الروم وخلف الترك على هذه الصفة لم يجز قتالهم قبل الدعوة……قال أحمد:كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو الى الإسلام قبل أن يحارب حتى أظهر الله الدين و علا الإسلام ولا أعرف اليوم أحد يدعى قد بلغت الدعوة كل أحد فالروم قد بلغتهم الدعوة و علموا ما يراد منهم و إنما كانت الدعوة قبل الإسلام فمن دعا فلا بأس.)المغني(10/385).


اما في المسائل الخفية التي تخفى على كثير من الناس خصوصا في زمن ظهور البدعة كبعض مسائل القضاء و القدر وبعض صفات الله عز وجل فيعذر الانسان فيها بالجهل ولا تقوم الحجة عليه الا بعد ان يفهم المسالة والتفريق بين المسائل الظاهرة و المسائل الخفية هومذهب اهل السنة قاطبة نقله عنهم شيخ الاسلام ابن تيمية و أئمة الدعوة النجدية رحمهم الله تعالى.

ملاحظة1:
اسم الكفر المتعلق بالقتل و التعذيب متعلق بقيام الحجة، ولهذا تجد في كلام ائمة الدعوة احيانا التوقف في اطلاق هذا الاسم على من تلبس بالشرك اول ايام الدعوة لان الزمن كان زمن فترة وغلبة جهل فأطلقوا عليهم اسم الشرك ووصفوهم بفعل الشرك، فلما انتشرت الدعوة الحقوا بهم اسم الكفر أيضا.
هذا وقد يطلق اسم الكفر احيانا عند العلماء ويراد به الشرك، وهذا لا تعلق له بقيام الحجة ايضا.


هذا و غالب ما ذكرت لك اخي الكريم مستفاد من كلام الشيخ علي الخضير في "الحقائق في التوحيد" فعليك بهذا المتن المهم ففيه شفاء ان شاء الله ومن فهم هذا المتن وحفظه فتحت له أبواب موصدة لفهم كلام الائمة رحمهم الله تعالى والله الموفق.

واليك روابط لكتاب الحقائق وغيره من كتب الشيخ فك الله اسره و تجد في اخر الصفحة روابط جديدة و ضعها اخي الحبيب أبو عبيدة الايوبي حفظه الله
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=666