المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرد على رواية غادة كربلاء



الراية
12-21-2010, 10:01 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوانى الأعزاء
كنت أقرأ رواية غادة الكاميليا التى تحكى وقائع استشهاد سيدنا الحسين وتوقفتنى بعض النقاد التى سردها الكاتب واحببت ان استوضحها من حضراتكم
1-هل حقا قتل معاوية حجر بن عدى لانه رفض ان يلعن علي؟
2- هل أمر معاوية اصحابه واتباعه بلعن سيدنا على بن ابى طالب؟
3-هل حقا كان الزبير يطمع فى الخلافة وانه شجع الحسين للخروج من المدينة كى يظفر بالخلافة من بعده؟
4-هل حقا الحسين برسولنا الكريم فى المنام وفى هذه الرؤيا أمره بالخروج ؟

هذا ما استوقفنى واحببت ان اعرف الاجابة الصحيحة على هذه الأسئلة من حضراتكم
وشكرا

حسن المرسى
12-21-2010, 04:32 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
حياك الله أخى الراية ..
لعلك تقصد غادة كربلاء ....ز وهى رواية لجرجى زيدان كاتب ومؤلف نصرانى لبنانى
ومؤسس مجلة الهلال ... وله روايات عربية تاريخية ..
ولست تقصد غادة الكاميليا .. وهى رواية ادبية عالمية لألكسندر دوما
لكن قبل الرد على المواضيع المثارة فالتاريخ الاسلامى يؤخذ من مصادره الصحيحة ..
والاخبار الثابتة تاريخيا بأسانيد صحيحة
لأن تاريخ الفتنة قد شوه بالروايات الموضوعة على اية حال
ومن افضل الكتب فى ذلك
تحقيق مواقف الصحابة فى الفتنة من روايات الامام الطبرى والمؤرخين
وهو كتاب للدكتور أمحزون
وبالنسبة للاستفسارات
فعلى قدر علمى أجيب
ويفيدك الاخوة ان شاء الله


1-هل حقا قتل معاوية حجر بن عدى لانه رفض ان يلعن علي؟
كون معاوية رضى الله عنه قتل حجراً فهذا ثابت تاريخياً ....
وكونه قتله لعدم لعنه علياً فلا يثبت ..
ذكر ابن العربي في العواصم بأن الأصل في قتل الإمام ، أنه قَتْلٌ بالحق فمن ادعى أنه بالظلم فعليه الدليل ، و لكن حجراً فيما يقال : رأى من زياد أموراً منكرة ، حيث أن زياد بن أبيه كان في خلافة علي والياً من ولاته ، و كان حجر بن عدي من أولياء زياد و أنصاره ، و لم يكن ينكر عليه شيئاً ، فلما صار من ولاة معاوية صار ينكر عليه مدفوعاً بعاطفة التحزب و التشيع ، و كان حجر يفعل مثل ذلك مع من تولى الكوفة لمعاوية قبل زياد ، فقام حجر و حصب زياد و هو يخطب على المنبر ، حيث أن زياد قد أطال في الخطبة فقام حجر و نادى : الصلاة ! فمضى زياد في خطبته فحصبه حجر و حصبه آخرون معه و أراد أن يقيم الخلق للفتنة ، فكتب زياد إلى معاوية يشكو بغي حجر على أميره في بيت الله ، وعدّ ذلك من الفساد في الأرض ، فلمعاوية العذر ، و قد كلمته عائشة في أمره حين حج ، فقال لها : دعيني و حجراً حتى نلتقي عند الله ، و أنتم معشر المسلمين أولى أن تدعوهما حتى يقفا بين يدي الله مع صاحبهما العدل الأمين المصطفى المكين . انظر هذا الخبر بالتفصيل في العواصم من القواصم لابن العربي (ص 219-220) بتحقيق محب الدين الخطيب و تخريج محمود الإستانبولي مع توثيق مركز السنة .

وأما قضاء معاوية رضي الله عنه في حجر رضي الله عنه وأصحابه ، فإنه لم يقتلهم على الفور ، ولم يطلب منهم البراءة من علي رضي الله عنه كما تزعم بعض الروايات الشيعية ، انظر : تاريخ الطبري (5/256- 257 و 275 ) . بل استخار الله سبحانه وتعالى فيهم ، واستشار أهل مشورته ، ثم كان حكمه فيهم ..
وكونه قتله متأولا .. فهذا ثابت ...
في رواية عنه صلى الله عليه وسلم : ( أنه ستكون هنات – أي فتن – وهنات ، فمن أراد أن يفرق أمره هذه الأمة وهي جميع ، فاضربوا بالسيف كائناً من كان ) . صحيح مسلم بشرح النووي ( 12 / 241 ) .
وموقفنا من هذه الحادثة .. موقف أم المؤمنين عائشة..
موقف أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها من مقتل حجر رضي الله عنه ..

أخرج ابن عساكر في تاريخه ( 12/230 ) بسنده إلى ابن أبي مليكة قال : إن معاوية جاء يستأذن على عائشة ، فأبت أن تأذن له ، فخرج غلام لها يقال له ذكوان قال : ويحك أدخلني على عائشة فإنها قد غضبت علي ، فلم يزل بها غلامها حتى أذنت له ، وكان أطوع مني عندها ، فلما دخل عليها قال : أمتاه فيما وجدت عليّ يرحمك الله ؟ قالت : .. وجدت عليك في شأن حجر وأصحابه أنك قتلتهم . فقال لها : .. وأما حجر وأصحابه فإني تخوفت أمراً وخشيت فتنة تكون ، تهراق فيها الدماء ، وتستحل فيها المحارم ، وأنت تخافيني ، دعيني والله يفعل بي ما يشاء . قالت : تركتك والله ، تركتك والله ، تركتك والله .

وبالإسناد نفسه أخرج ابن عساكر في تاريخيه ( 12/ 229 ) : لما قدم معاوية دخل على عائشة ، فقالت : أقتلت حجراً ؟ قال : يا أم المؤمنين ، إني وجدت قتل رجل في صلاح الناس خير من استحيائه في فسادهم .

2- هل أمر معاوية اصحابه واتباعه بلعن سيدنا على بن ابى طالب؟
لا يصح فى ذلك أثر .. بصريح العبارة
وإنما ذكر ذلك الشيعة فى رواياتهم ولا تثبت بطريق صحيح
وما ذكر فى كتب أهل السنة من آثار فهى مشتبهة ولا تدل على ذلك أيضا
بل الصحيح عدم ذلك وهذا الظن فى الصحابة وهم من نقلوا قول النبى صلى الله عليه وسلم : من لعن مؤمناً فهو كقتله . صحيح البخاري
وإن أردت التفصيل
فهذا رابط ..http://www.al-shaaba.net/vb/showthread.php?t=7585
وإن كان التاريخ قد شهد وجود النواصب الذين ناصبوا عليا عليه السلام وال بيته العداء
وقد قضى على بدعتهم والحمد لله ... فى زمان امير المؤمنين عمر بن عبد العزيز

3-هل حقا كان الزبير يطمع فى الخلافة وانه شجع الحسين للخروج من المدينة كى يظفر بالخلافة من بعده؟
لعلك تقصدإبن الزبير عبد الله
وأظن والله أعلم أن العمدة فى هذا القول ما قرأته فى سير أعلام النبلاء.. من قول ابن عباس لابن الزبير
يالك من قنبرة بمعمر خلا لك الجو فبيضى واصفرى .. تركت ابا عبد الله يذهب للعراق وخلا لك الحجاز ..
وأظن أن هذا والله اعلم من باب الخلاف .. فقد كان هناك من يؤيد الحسين فى خروجه كأبن الزبير وعبد الله بن عمرو
ومنهم من كان يرى الا يخرج كأبن عباس .. رضى الله عن الجميع
أما القول بأن ابن الزبير شجع الحسين ليخرج فيقتل فيخلوا له الظفر بالخلافة فهو من باب الرجم بالغيب والطعن فى النيات والله أعلم
وإن كان هذا الكلام لا يخلو من نقد ايضاً ولا ادرى ما صحتها التاريخية لكن فيما أخرجه ابن أبي شيبة بإسناد حسن قال : لقي عبد الله بن الزبير الحسين بن علي بمكة فقال : يا أبا عبد الله بلغني أنك تريد العراق ، قال : أجل ، فلا تفعل ، فإنهم قتلة أبيك ، الطاعنين بطن أخيك ، وإن أتيتهم قتلوك . المصنف (7/477) .
وهذا الاثر يثبت انه لم يشجع الحسين على الخروج
..... لكن الظن بالصحابة الا يسلم بعضهم بعضا الى الموت من أجل دنيا فهم خيار الخلق والله المستعان


4-هل حقا الحسين برسولنا الكريم فى المنام وفى هذه الرؤيا أمره بالخروج ؟
هذا مذكور فى كتب التاريخ ..
ولا أدرى صحتها أيضا لكنها فى البداية والنهاية وفى سير اعلام النبلاء... وفيها
أن عبدالله بن جعفر كتب إلى الحسين كتاباً يحذره أهل العراق ويناشده الله إن شخص إليهم، فكتب إليه الحسين: إني رأيت رؤيا، ورأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني بأمر وأنا ماض له، ولست بمخبر بها أحداً حتى ألاقي عملي ..

عياض
12-22-2010, 03:53 AM
الانتصار لمعاوية رضي الله عنه لا يعني انه لم تكن له هنات ..فهو بشر و ما قال احد انه من المبشرين بالجنة و لا حتى انه من اكابر الصحابة فضلا عن ان يدعي العصمة له كما تدعي الروافض ذلك لخصومه..و انما المنكر تكفيره او سبه و قذفه بغير حق كما كفرته الروافض و سبته بغير حق و المسلمون وسط لا يسبونه و لا يكفرونه كما فعلت الرافضة و الخوارج و لا يدعون له العصمة او ينفوا اخطاءه و ذنوبه كما فعلت الأموية و النواصب..و الامام ابن العربي رحمه الله على قوته في الرد على الرافضة الا انه تطرف في امور في الجهة الأخرى..و بفقه هذه الوسطية تنحل غالب الاشكالات المذكورة اذ تذكرنا اننا نتكلم عن بشر لا عن انبياء قد عصموا من كبائر الذنوب..مع التنبه للتدليس في امثال هذه الاتهامات ..مثل مسألة اللعن فقد ثبت اللعن في عسكر الفريقين و في كلا الفريقين كان هناك صحابة مشهود لهم بالفضل ..و لكن الروافض تذكر فقط هذا و تعمي ذاك..و عند الله الملتقى

ابن السنة
12-22-2010, 04:28 AM
قرأت معظم سلسلة جرجى زيدان و انا صبى صغير
الكاتب صاحب أسلوب جميل و يعتمد على عناصر محببة للشباب الصغير كالرومانسية و البطولة و الشجاعة
لكن من خلال هذا تتسرب مخالفات شنيعة
فالدير هو ملاذ المساكين و المظلومين على عكس وحشية و جور المجتمع الاسلامى الخارجى
كما يعتمد على كتاب العقد الفريد و هو كتاب تاريخى و ينبغى تحرى الدقة فىما يمس الصحابة و لا يعتمد على مثل هذه الكتب و التى فى الغالب تعتمد على العاطفة و التى عادة تميل الى الانجراف و الغلو فى حب اهل البيت الاطهار ناهيك عن تمرير ذلك مُغلفاً فى اطار قصصى حالم بين الشاب الشجاع و الفتاة البدوية الجميلة
خطورة هذا النوع من الروايات تسريبها لافكار خطيرة و كأنها حقيقة و بمرور الوقت تتشابك هذه الافكار فى وجدان القارئ حتى تبنى عقيدة غير صحيحة يَصعُب تصحيحها خاصةً ان معظم قراء هذا النوع من الروايات يكون من الشباب الصغير و الذى لم يبنى عقائده الاساسية بعد

حسن المرسى
12-22-2010, 06:07 AM
خطورة هذا النوع من الروايات تسريبها لافكار خطيرة و كأنها حقيقة و بمرور الوقت تتشابك هذه الافكار فى وجدان القارئ حتى تبنى عقيدة غير صحيحة
بارك الله فيك أوجزت وأوفيت