المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هجاء أهل الشتم والإلحاد



هشام بن الزبير
12-30-2010, 07:38 PM
أيها الأحبة,
أهل الإلحاد طوائف وملل, ومقالات ونحل, بل كل فرد منهم ملة, ونحلة مستقلة, فليس الإلحاد مذهبا, بل هو زيغ والتباس, وطيش وانتكاس, أليس الإلحاد مستنقعا آسنا, تطفو عليه جزر منتنة؟ فكل ملحد جزيرة عائمة, ولست أستثني منهم أحدا, خلا الجاهل صريع الشبهة, مادام عن الحق بحاثا, فمثل هذا عسى أن يهديه الهادي, فيتبع سبيل الرشاد., وسيما صرعى الشبهات من أهل الإلحاد, أنهم يسألون ثم ينصتون, ويتفكرون ولا يكابرون, فهؤلاء أحرى بالمحاورة من غيرهم, من كل غوي ذرب اللسان, شتام طعان نمام, فهؤلاء أحط من السائمة, وذلك أصل في مذهبهم, أو ليس لهم إلى القرود انتساب؟ أما وقد ظلموا القرود إذ انتسبوا إليها, فما الذي يضيرهم إن هجوتهم؟ وليس يحدوني التشفي, ولست أروم الانتصار لنفسي, إنما ضاق صدري بأغيلمة أغمار, يحيون نهارهم حياة النفاق في كنف المسلمين , ثم يحورون بالليل إلى جحورهم, فيبحرون منها بحواسيبهم, إلى كُنُف قسسهم ورهبانهم, ليشتموا هنالك ديننا, وليتنقصوا كتابنا, متترسين بالشاشات, فهؤلاء أريد بكلماتي, وأقفيتهم أبغي بصفعاتي. ولست أريد من يحاوروننا بروية وحلم من أهل الكياسة والعلم, فلكل مقام مقال.
فليكن هذا الركن فضاء أنفس فيه عن بعض ما يعتلج في صدري وما يجول في فكري, فرب كلام أمضى من حسام, ورب بنان أنكى من سنان.



أيا مهلا أُهَيْل الإلحاد, أولي الشك والزيغ والعناد,
أيا مهلا نسل أبي جهل, فأمركم لدينا ذو بهْل,

إني أبصرتكم فأنكرتكم,
وقلّبْتكم فقليتكم,
وخبرتكم فخَرَبْتكم,
وبَرَيْتكم فكسرتكم,
وبارزتكم فبززتكم,

فما وجدت فيكم رشيدا, ولا رأيت بنيانا مَشيدا,
بل أويتم إلى جحر خرِب, معْ كل زنديق جَرَب 1,
فبلساننا الدهر لنهجونكم, وبه ما حيينا لنَلْحونّكم,

فأنتم سادرون في ظُلَم, بُهْم حوالك كالحُمَم,
تخَبّطون تخبط العشواء, وتراكضون تراكض الغشواء 2,

فإن أعش فلأفلقن هامكم, بيراعي ولأنقضن كلامكم,
ولأحملن لِكريمكم مُرّ الردى, ولأشمتن بكم كل العدى,
ولأفرقن ببناني جمعكم, ولأجعلن مناي دوما قمعكم,
وإن أزدكم فلست بجائر, وما أنا عن العدل بحائر,
فإن أهجكم فلكي أذُبّ ذبابكم, عن ديننا ولأشفي ذبابكم 3,
ولأقطعن بأحرفي لسانكم, ولأمرغن بها طغيانكم,

فعواؤكم قد دنس الآفاق, بفحش كل فاجر أفّاق,
فلأبرينكم برْيا,
ولأفرينكم فرْيا,
ولأصلينكم صلْيا,
ولأذرونكم ذريا,
حتى تغدوا كأمس الدابر, أو كأهل الزمان الغابر؟

فإن يكن فيكم من فتى, يبغي أمّه ثُكلا فهلا أتى,
كيما يرى بأم عينه, أنا مفصحون عن شينه,
فإن يجئ في رفقة فذاك, فإنا شجى وغصة إنا قذاك,

أتيتم في ناديكم بالُمحال, فلنرينكم أنا أهل الِمحال,
فإن تكفروا بربنا وكتابه, فدونكم يا بهْت فآتوا بمثله,
فإن لمْ فبوءوا بالهوان, أو ايذنوا بغارة عوان,
أو ايتونا غدا بخطيبكم, فكأن قد ظفرتم بطبيبكم,

فخزيا لكم ولإلحادكم, والعز لمن انبرى لجِلادكم,
في كل أرض منهم فرسان, بكَرِّهم ثيابكم دِرْسان,
فلهم في ناديهم سلام, وإن أنا لهــم إلا غلام,

وصل اللهم على سيد العباد, مذل أهل الشرك والإلحاد,
والحمد لله الحميد وحده, إذ صيرني بمنه عبده.



-------------------------------
1. الجَرَب: من الرجال القصير الخبّ.
2. الغشواء: الفرس.
3. الذباب: الجنون.

براءة
12-30-2010, 11:33 PM
بارك الله فيكم
وانتم أهل لذلك

نور الدين الدمشقي
12-31-2010, 06:37 AM
بارك الله فيك ونفع بك

عبدالله السعيدان
01-02-2011, 02:29 AM
بارك الله فيك ونفع بك

وهم أهون من أن تهجووهم

وهل يعمل السيف في الهباء ؟

سددك الله وأيدك وثبتنا وإياك على طاعته

هشام بن الزبير
01-03-2011, 11:03 PM
إخواني,
براءة و سترينجر وعبد الله السعيدان بارك الله فيكم.

هشام بن الزبير
01-04-2011, 12:01 AM
هذه كلمات كنت كتبتها في غير هذا الموضع, رأيت أن ألحقها بهذا الموضوع لما بينهما من المناسبة؟


ملأ أفراخ الإلحاد الناطقون بالضاد فضاء عالم مبناه على الإفتراض,
ملئوه تصويتا وضجيجا, وحملوه زندقة وكفرا وكل ذلك يدعون فكرا,
وحشوه إفكا وبهتانا ونقنقنة, يحسبونها لغيهم علوما منمقة,

ويا ليتهم عدلوا عن لساننا إلى رطانة العجم,
فلساننا عربي مبين,
يعز علينا أن تحاك بألفاظه السامية أسمال الإلحاد البالية,
ونستنكف أن تسبى حروفه الراقية لترقيع ثياب الزور العلمانية,
كما تانف الحرة أن ترفل في حلل يهود,
وتأبى وقد وعت سورة النور والنساء,
أن تنتكس فتغدو أمة لشياطين الأزياء,

فهلا مخبر عنا رؤوس القوم,
أنا نخيرهم بين لغات العجم,
فلينطقوا كدأب الفرنسيس بالغمغمه,
ونحوها كحال الإنجليز بالزمزمه,
كيلا تتدنس لغتنا الموحده,
بلحون تلك العقول الملحده,

فما ظنكم يا معشر الإخوان,
بلغة جلت الحق في بيان,
وشرفت بالسنة والقرآن؟

خبروهم عنا فإنا,
قد التمسناهم فما وجدنا
لهم أثرا ولا عينا,
التمسناهم في أرجاء البلاد,
فلم نجد لهم رسما بين العباد,
وإن تعجب فاعجب لقوم قامت بهم أسواق الكلام,
طعنا في دين الله وكفرا بالمعاد,
بلا برهان بل بمحض الهوى والعناد,
نسمع في كل حدب وصوب ضلالهم,
ولسنا نرى أعيانهم,
يتبجحون علينا بفكرهم سادرين في كفرهم,
يطاعنوننا من وراء جدر الكلام متترسين باسوار عالم من أرقام,
فما بالهم يستاسدون ولا يظهرون, ويستكنون ثم لا يسكتون,
ما بالهم يستترون ومنا بأمواج الشبكة يستجنون؟
أوليسوا بشرا يؤنسون؟
أم إنهم شياطين جن في إهاب إنس يتنكرون؟

ما بالهم لا ابا لهم في ديننا يطعنون ثم في الميدان لا يثبتون؟
ملئوا "اليوتيوب" و"البالتوك" و"الفيس بوك",
أبحروا بسفن الوهم على مداد السراب فحسبوه بحرا يموج,
دبجوا كلامهم بفتات سدنة الأوثان ومستشرقة العلوج,
فغدوا همزة وصل جاهلية خلت وجاهلية آخر الأزمان,
خيط حقير ينظم الكفر الحديث والقديم في عقد الإلحاد الزنيم,

قوم أئمتهم أعداء المرسلين وضُلال المتفلسفين وعتاة الجبارين,
قوم اقلامهم رماح وبنات أفكارهم من سفاح وصحفهم معاول وألسنتهم مناجل,
ألسنتهم آلة الحصاد, حصاد علقم الكفر وحنظل النفاق,
يحصدون زرع أسلافهم من أعداء النبيئين من لدن قوم العبد الشكور نوح,
ثم يخزنون تلك الغلال الخمجة في تلك الحواسيب والعقول النتنة,
فتراهم منها يبذرون بذر الكفر وينثرون سماد الجهل في كل موقع وناد,
وهم في كفرهم عالة على من قد سبق,

لا تسقط من أبي الجهالة قط لقمة فتبلغ الأرض,
بل تنتهي في في الملحد العصراني المتنور وبئس القرار,
أو تقع بين فكي العلماني العقلاني المتحرر فيا حبذا لها من دار,
فتنزلق اللقمة اللزجة بعد ألف عام في ثغر كريه منظره منتن ريحه,
كأنه نكهة الأسود, وتتلاقاها اسنان علاها القلح,
فما أشبه ثغر الأبعد بالجحر,
كيفلا وهو موطن الدخان ومنبت الكفر بالرحمن؟

تقع اللقمة الإلحادية من يد ابي جهل في فم أبي الإلحاد,
فلا ينفك سليل بني علمان يجترها الأيام والشهور والأعوام,
ثم يلبس عليها من حلل الألفاظ وشواذ العبارات كل غريب ومستنكر,
وينثر عليها من علوم اليونان كِلمة أو كِلمتين,
ويوشيها بنظرية أو نظريتين,
ثم ينشرها في أقبية الضلال وصحائف الخبال ومواقع الجدال فتبلغ الآفاق,
ينشرها وهو يحسب أنه ظفر بما به يفحم أهل الإيمان,
وما درى لغيه ولجهله أن الورى قد ضجروا من لوكه ممجوج الكلام,
ولسان حال ذوي الأحلام:
هاتوا فض فوكم غيرها فهذه منذ أحقاب قد سمعتم جوابها,

وأبشروا بشر فإن غدا قريب,
يأتيكم بما به وليدكم يشيب,
فاليوم إفك عاد وإرم تجترون,
وغدا بالزقوم والغسلين معهم تتنعمون,
أوليس العدل والحال أنكم على بعد الزمان متوافقون,
أن تلحقوا بهم في المعاد ولو بعد حين؟
فتأنسوا بمن هم في الكفر أولياء نعمتكم,
فتخبروهم أنكم ما خذلتم بعدهم الملة وما بدلتم النحلة,
بل حملتم الكفر من مجالس الناس إلى فضاء فسيح يغشاه أهل الأرض,

أبشروا فإن أمامكم الدهور والأحقاب في عالم يتوقف فيه الزمان ويموت في الموت,
لتخبروهم كيف نقلتم فكر ابي جهل من الأودية المقفرة والشعاب,
إلى عالم حواضره ليست من لبن ولا تراب,
بل هي سراب في سراب,
حواضره "اليوتيوب" و"البالتوك" و"الفيس بوك",
وأنا لكم زعيم, أنكم ستدعون في أرجاء تلك المجالس ثبورا كثيرا,
في حجر أمكم الهاوية التي يأكل بعضها بعضا من الغيظ,
وأن سيبقى لكم ولأشياعكم في ثنايا الخلود فسحة ومتسع,
ليلعن بضكم بعضا وليتبرأ آخركم من أولكم,
كما كنتم تلعنون في منتدياتكم أهل الإيمان وتتبرأون من ملة الرحمن,

هنالك يا أهل التقطيب والعبوس,
ستسألون شربة تدفع عن حلوقكم اليبوس
يا من نشأتم على رنين الكؤوس,
يومها تغدو شربة ماء غاية مناكم ثم منها تحرمون,

فارجعوا البصر كرة فانظروا,
ماذا اجتنيتم من شوك الإلحاد من ثمر؟
كم صددتم عن سبيل الهدى فهل بززتم أهل الإيمان والديانة؟
أم هل ظهرتم عليهم بالحجة؟
أم هل عميتم عن أهل الإسلام المحجة؟
أم إنكم ظللتم كالشياه العائرة في منتدياتكم المفقرة وفي منتدياتكم الكالحة؟

فهلموا لا أبا لكم فنافحوا عن كفركم أو كفوا عنا رجيعكم,
واكسروا أقلامكم فما نرى بها غناء لكم,
إنا تأملنا أقوالكم فما وجدناها أقوى لكم, بل هي أوهى لكم,
ونظرنا افعالكم فالفيناها أفعى لكم,
أفعى رقشاء بألوان إلحادكم,
لا يبرح سمها الزعاف يرتد إليكم,
وليس نفثها يضيرنا أو يضرنا,
فبأيدينا من آي ربنا أرجى ترياق,
هو الشفاء هو الهدى هو كلام من فطر الأرض والسبع الطباق,

إلحادكم لو تبصرون به الشيطان قد أوحى لكم,
بكيده تتخبطون في أوحالكم,
تتخبطون ما بقيتم أو تنزعوا عنكم رداء الكبر و تبرأوا من مقالة الكفر,
وتعودوا إلى من منه قبل قد فررتم,
ففروا إلى الله فما من الله مفر,
إليه الرجعى وإليه المنتهى وإليه المستقر,
فشدوا إليه المطايا واسترشدوا في سيركم بهدي خير البشر,
من عليه الله صلى والأملاك وكل مؤمن,
فصلوا عليه طرا وسلموا,
عسى العيون منا برؤياه تقر.

هشام بن الزبير
01-04-2011, 07:00 PM
حمدا لله على اللسان العربي, فبه فقهنا آيات الكتاب والحكمة, وبه دعونا الخلق إلى دين الرحمة, وبه نناضل عنه وننافح, فتعالوا ننثر من كنانة العربية سهام الكلام, لنضعها في نحر مذهب أهل الظلام, فإني بصرت بالإلحاد فوجدته عجوزا شمطاء بيضاء المِشْفرين. ورأيت الملاحدة أيتاما, لا أم ولا أب لهم ولا ولي, رأيتهم تعلّقوا ليأسهم من ربهم شمطاءَ متصابيةً, غرتهم ببهرج الأصباغ بعد أن شابت الأصداغ, فبئست المرضعة. وبئس بنوها المناكيد وقد التصقوا بها التصاق الخنانيص بأمها, فذكروني بقول كعب:

كأن أوْب ذراعيها وقد عرِقت ***** وقد تلفّع بالقور العساقيل
أوب يديْ فاقدٍ شمطاءَ مُعْوِلة ***** ناحت وجاوبها نُكْد مثاكيل

هلموا بنا نتجول في القاموس, نتخير منه من الألفاظ ما يترجم حقيقة الإلحاد ويكشف عن وجهه الذميم. فإني أصدقكم القول أن القوم يبغضون العربية, وهي تبغضهم, هي تحمل الإسلام وتنطق عنه, وتفصح بالإيمان وتدل عليه, فكيف لا يبغضونها وكيف لا تبغضهم؟ وإني ألزم كل ملحد أن يعدل عن اللسان العربي إلى ألسن الأعاجم, فإن العربية تأنف من حمل الزندقة بل تحمل عليها وتنسف بنيانها من القواعد كلما تهيأ لها من أبنائها البررة من يمتطي فرس البيان.

شَنُعَ الإلحاد شَناعةً وشَنَعاً وشُنعاً وشُنُوعاً فهو أشنع وشنيع قَبُح، فهو قبيح. فيا لشنع منظر الإلحاد فهو شنيع وأشنع ومشَنَّع. فلنشَنِّعنه تشنيعا. وما يضيرنا أن نفعل وقد تشَنَّع القوم وبلغ الغايةَ قبحُ مذهبهم وتضاربت أراؤهم وتدابرت عقولهم. فيكفي اللبيب من شنع الإلحاد سماعه.
قال الراجز:
كـأَنَّه حِينَ بَدا تَشَنُّعُـهْ
وسالَ بعد الهَمَعانِ أَخْدَعُهْ
جأْبٌ بِأَعْلى قُنَّتَيْنِ مَرْتَعُه

فحورته ليصف الإلحاد وأهله من أولي التعنت والعناد فقلت:

كأَنَّه حِينَ بَدا تَشنُّعُـهْ******جحش بِأَعْلى تلّتين مَرْتَعُه

وفظُع الإلحاد يفظُع فظاعة فهو فظِع وفظيع. وأفظع أمره ,تناهى في الفظاعة فبلغ منتهاها فهو مُفظِع. فأهل الإلحاد ذوو الجرم المفظع أهل لكل هجو مقذع فإنا لم نر مذهبا أفظع من الإلحاد. فلفوارس التوحيد أهدي سلامي, لمن نظروا في الشرع ثم ناظروا خصومه, فبصّروا العُمي وأهدوهم علومه, ثم رموا أهل الإلحاد بالسهم الفالج, فأصابهم منه الموت الخالج, وكيف يقوم مذهب الظلمات المكفهرات لسهام النور الناصعة, من آي الكتاب والسنن المرويات؟

فكان مثلنا ومثلهم كما قال لبيد:
وهُمُ فَوارسها وهُمْ حُكَّامُـهـا******وهُمُ السُعاةُ إذا العَشيرةُ أُفظِعت

سَفُل الإلحاد يسْفُل سُفْلا وسُفولا وسُفالة وسَفالا وهو نقيض العلو. بل رُدّ الملاحدة أسفل سافلين, فلا جَرم أنهم في الحضيض الأسفل. فهم سِفْلة الناس وسقطهم, فكيف خطر ببالهم أن يذموا الإسلام وأهله, أو أن يتبجحوا علينا بعقولهم وأن يردوا كلام ربنا بأوهامهم؟ ما أحقهم بقول جرير:

أخزي الذي سمك السماء مجاشعاً *****وبنى بناءك في الحضيض الأسفل.

هشام بن الزبير
02-24-2011, 11:07 PM
أبو شريحة وما أبو شريحة؟ أبو شريحة ملحد كفور جلد, أبو شريحة قالها صريحة, قلب أبي شريحة حجر صلد.
جاء نادينا مستفسرا متسائلا: هل كنا هنا بالأمس؟ أليست ذي الحياة وهما زائلا؟ أما قلتم خُلقنا للبلاء والسؤال؟ فيا ليت شعري فيم العناء؟ هلا خُلقنا في جنة أو نار, ففيم ذا العيش يعقبه الفناء؟ وليركب فينا الرب شريحة, بها يتم الوهم لذي القريحة, لكن يقول الزنديق الوضيع مهلا, بهذا تسقط حجة العدل, فيحتج الكفور فتى وكهلا, هيا رباه وما أدراني أني في الدنيا حييت, فلعل ذكريات العمر الطويل وهم, أملته على عقلي شريحة؟

رفع الأنامل عن لوحة المفاتيح, وتبسم كهيئة الظافر أبو شريحة, تسمرت عيناه يرنو لما اجترحت يداه, ودبج للتو لكفره عنوانا فقال: هل كنا هنا بالأمس؟
طفق الملحد يرنو إلى الشاشة يترقب الجواب الذي سرعان ما جاء, تعاقب الموحدون ينقضون بنيان الهباء, وما خاب منه الرجاء, سمع أبو شريحة أن خالق الأرض والسماء رب الأرباب, وأنه الموصوف بالكمال, وأن إله الخداع والشريحة إنما هو هواه, وأن سؤاله لغو فالباري فعال لما يشاء, فرد أبو شريحة: قد خلقني ولم أشأ إذن ظلمني. فيا ليت الفاجر تكلم يوم كان نطفة من ماء, لم انتظر حتى صار بشرا يمشي وغدا من أولي السمع والأبصار؟ آلآن تتفاصح وقد كنت ماء مهينا؟ آلآن تتواقح وقد كنت قبل في الرحم رهينا؟ آلآن تخاصم ربك وغدا تغدو في قبرك سجينا؟ آلآن وأنت صحيح فكيف إذا ذقت حَيْنا؟