المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حل التعارض الموهوم : بين النقل والنقل ، أو بين النقل والعقل



أبو القـاسم
01-02-2011, 06:05 AM
قال الله جل ثناؤه" أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا "
يقول الإمام الكبير ابن خزيمة رحمه الله : (لا أعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثين صحيحين متضادين، فمن كان عنده فليأتني لأؤلف بينهما ) بل لا يتأتى أن يتعارض العقل السليم مع النص القويم وفي ذلك يقول إمام المنقول والمعقول ابن تيمية رحمه الله تعالى ,في تحفته الفريدة "درء التعارض" : (لا يجوز أن يتعارض العقل الصريح والسمع الصحيح، وإنما يظن تعارضهما من غلط في مدلولهما أو مدلول أحدهما ... والسمع الصحيح هو القول الصادق من المعصوم الذي لا يجوز أن يكون في خبره كذب لا عمدا ولا خطأ، والمعقول الصحيح هو ما كان ثابتا أو منتفيا في نفس الأمر، لا بحسب إدراك شخص معين، وما كان ثابتا أو منتفيا في نفس الأمر لا يجوز أن يخبر عنه الصادق بنقيض ذلك، بل من شهد الكائنات على ما هي عليه وجدها مطابقة لخبر الصادق، كما قال تعالى: "سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد" فأخبر أنه سيريهم من الآيات العيانية المشهودة لهم ما يبين لهم أن القرآن حق)
وحتى لا تكون سلسلة قد يعرض عارض يحجزني عن إتمامها فأقع في الملامة ,رأيت أن أجعلها مبنية على ورود الإشكال المظنون من الإخوة السائلين
الذين يؤمنون ألا تعارض يقينا لإيمانهم بالله سبحانه ولكن يودون حل التعارض المدعى ,أو من غير المسلمين الذين يزعمون ذلك
سواء كان تعارضا موهوما بين آيتين أوحديثين أو آية وحديث أو حتى بين نقل وعقل ..على أن الجواب سيكون مختصرا للغاية ,ولكن فيه الغنية لمن عنده مسحة عقل أو مسكة فهم أو أثارة من علم وقد انبعثت في هذا عن يقيني بأن الإسلام هو الدين الحق الوحيد ولم أصدر فيه عن ثقة بنفسي ولكن عن حسن ظن تام بالله عز وجل ,والله المستعان وعليه التكلان

الشهاب العابر
01-02-2011, 07:06 AM
وفقك الله، وسدد بالحق خطاك

ابن النبلاء
01-02-2011, 12:28 PM
بارك الله فيك واجزل لك الاجر شيخنا الكريم ابا القاسم المقدسي
س\ اذا تعارض قوله صلى الله عليه وسلم مع فعله يقدم القول على الفعل لاحتمال الخصوصية
على ماذا استندوا في هذه القاعدة؟مع ذكر الامثلة التى تخصه من سائر الناس
مثال ذلك عدم استدبارواستقبال القبلة ببول او غائط وبين فعله حينما رقى ابن عمر بيت حفصة رضي الله عنها وعن ابيهافراى النبي صلى الله عليه وسلم....
واذا قلنا احتمال اليست هناك قاعدة اذا تطرق الاحتمال سقط الاستدلال
اما ان الامر برمته قد اشتبه علي ؟

أبو القـاسم
01-02-2011, 05:54 PM
حياكم الله أخي الحبيب فارس الجموح وشكر الله للفاضل الحبيب الشهاب العابر ولك بمثل ما دعوت
إذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بشيء أو نهى عنه وفعل خلافه فليس ذلك دالا على الخصوصية إلا أن يدل الدليل على أنه خاص به
مثاله=حديث عبدالله بن عمر(وعائشة أم المؤمنين) رضي الله عنهم: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال قالوا : إنك تواصل، قال: إني لست كهيئتكم إني أطعم وأسقى,فهذا مثال دلت المخالفة فيه على الخصوصية
وقد تدل المخالفة على قصد بيان النبي صلى الله عليه وسلم ان أمره كان للاستحباب لا للوجوب, وقد يكون نسخاً
وقد لا يكون هناك تخالف أصلا بحيث يمكن الجمع على نحو يتفطن له طائفة من الفقهاء
فإاذ تعذر الجمع ولم يثبت النسخ صير إلى الترجيح بالقرائن المحتفة ,وفي مثالك قد جمع بعض العلماء بأن النهي محمول على ما كان في الفضاء دون البنيان ..وهذه مسائل اجتهادية تحتمل غير وجه والعبرة فيها بقوة الدليل
أما قولك:إذا تطرق الاحتمال بطل الاستدلال ,الصحيح أن يقال:صعف الاستدلال لا بطل,وذلك بحسب درجة الاحتمال فقد يكون ضعيفا لا أثر له وقد يتعاظم فيسقط الاستدلال
والله أعلم

ابن النبلاء
01-02-2011, 06:32 PM
شيخنا ابا القاسم المقدسي شكرا لك على ماتفضلت به من البيان والتوضيح
اليس حمل النهي على الفضاء دون البنيان لاتقوم به الحجة اذان الواقعة هنا ليش تشريعا بل حصلت (عن طريق الصدفة )ان صح العتبير واقصد عندما رقى ابن عمر بيت حفصة رضي الله عنها
اليس هذا الحديث ضمن الخصوصية اذا لوكان الامر كماذكراعلاه من انه في الفضاء دون البنيان لبينه النبي صلى الله عليه وسلم (اعذروني على التعبير )بطريقة اخرى غير مافهم من حديث ابن عمر والتى تدل على واقعة لايفهم منها ماذكراعلاه
والذي في نفسي ان النبي صلى الله عليه وسلم لما كان اتق الناس واعلم الناس بالله تعذر في حقه امتهان القبلة وهذا سمعته من احد طلبة العلم ونسيت ان اساله فهل سبقه احد بذلك؟
وعذرا ان اكثرت عليك

أبو القـاسم
01-02-2011, 06:45 PM
بارك الله فيكم ونفع بكم
هذا غير صحيح..مع العلم أن كلامي هنا ليس في مقام الترجيح لأي الأقوال أقرب للصواب
ولكن من يقول بهذا القول لا يوافقك على ما تقول لأن بعض الصحابة فهم هذا من النبي صلى الله عليه وسلم
ولأن طبيعة البنيان لايستغرب معها الترخص في مثل ذلك ..فلا يقاس عليها ما كان فيه سعة كالفضاء
نعم من يقول بأن النهي يدل على الكراهة قد يتعقب بنحو كلامك على اعتبار أن الأصل في قضاء الحاجة الاستتار
فلا يظهر في فعله قصد التشريع للكراهة وهذا يختلف عن التفريق بين البنيان والفضاء
أما الخصوصية فبعيدة..لأن تنزيه القبلة عن ذلك أولى من يمتثله :رسول الله(ص), فكيف تكون الخصوصية له
قاضية بعمل ما هو دون الأكمل من جهة التعبد؟! آمل أن يكون اتضح الكلام
والله يرعاك

ابن النبلاء
01-02-2011, 07:54 PM
شكرا لك وبارك الله فيك
ذكرت ان بعض الصحابة رضوان الله على الجميع فهم ان النهي في الصحراء دون البنيان هنا انتهت المسالة فهم اعلم الناس باقواله وافعاله صلى الله عليه وسلم ولايمكن ان اتقدم بفهم اخر غير الذي فهموه ولن اخذ بقول من بعدهم كائنا من كان مع الاحتفاظ بجلالة قدر العلماء الاجلاء
ولكن من هم الصحابة الذين فهموا مقصود النبي صلى الله عليه وسلم ان النهي يتناول الصحراء دون البنيان

أبو القـاسم
01-02-2011, 08:13 PM
جزاك الله خيرا على جوابك الحكيم الكريم الدال على توقير الصحابة
منهم مثلا العباس عم الرسول صلى الله عليه وسلم وفقيه الإسلام عبدالله بن عمر رضي الله عنهما
والعلماء اختلفوا في هذه المسألة على أقوال :
-التفريق بين الصحراء والبنيان
-أنها حرام في كليهما
-أنها مباحة في كليهما(واحتجوا بأن التحريم انتسخ)
-أنها مكروهة مطلقاً
-تحريم الاستقبال في الفضاء والبنيان وإباحة الاستدبار فيهما
ولكل أدلته ..وليس هذا محل الترجيح
والله أعلم

عياض
01-02-2011, 08:41 PM
مشروع عملي جيد شيخنا الكريم..أحسن ما فيه الشجاعة في منازلة الخصم مباشرة حتى يقضي الأعجل...متابع لكم

اخت مسلمة
01-02-2011, 09:04 PM
موضوع طيب جداً , وفقكم الله وبارك فيكم
متابعـــــــة ..

أبو القـاسم
01-04-2011, 08:11 PM
يتحير المرء بين الواجب العرفي في شكر من يستحق وبين عدم التسبب في رفع الموضوع فيؤثر هذا بتنزيل مواضيع إخوانه
فإذا لم تشكر ربما عدك بعضهم جافا وإذا رددت كان في هذا إحياء موضوعك على حساب الآخرين دون داع قوي
شكر الله لكم إخوتي على كل حال ورضي عنكم أجمعين

عساف
01-04-2011, 08:24 PM
موضوعك هذا في خانة "ارفع تؤجر" بارك الله فيكم وأثابكم.

عابرة سبيل2
01-05-2011, 12:09 AM
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل أبا القاسم ...
أتمنى منك أن تزيل التعارض المتوَّهم في هتين الآيتين :
قوله تعالى: {أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ}. وقوله: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ}
ففي الأولى تدل على أن بعض الأقوام قتلوا رسلهم ، أما الثانية يستدل منها أن رسل الله منصورون غالبون ..
فكيف يجمع بينهما ؟
وفقكم الله وسددكم وثبت على الحق خطاكم ...

أبو القـاسم
01-05-2011, 12:30 AM
بارك الله فيك أخي المكرم الفاضل عساف على حسن ظنك وجزاك خيرا
أحسنت ,أحسن الله إليك أختي عابرة سبيل..وسكوتي عن قول بعض الإخوة "شيخ" لايعني الإقرار!
سؤال جيد..وقد كفى العلامة الشنقيطي نور الله قبره المؤنة فبين (أن الرسل قسمان :قسم أمروا بالقتال في سبيل الله وقسم أمروا بالصبر والكف عن الناس,فالذين أمروا بالقتال وعدهم الله بالنصر والغلبة في الآيات المذكورة ,والذين أرموا بالكف والصبر هم الذين قتلوا ليزيد الله رفع درجاتهم)
قلت :وهذا جمع ظاهر حسن لمن اطلع على سير بعض الأنبياء وعرف تاريخهم وتابع سياقات القران , وقد جمع الله لنبينا صلى الله عليه وسلم بين الأمر بالصبر في البدء , ثم أمره بالقتال وانتصر له وظهر دينه ومكن لعباده في الأرض وتحقق وعده المذكور ولله الحمد
ووجه آخر في الجمع:أن المقتول على أيدي الكفار بسبب رسالته ودعوته= شهيد ,والشهادة إحدى الحسنيين..وهي في عرف الشارع وفي حس المؤمن نصر حقيقي ,بل حتى في القوانين الوضعية يمجدون من يموت في سبيل مبادئه حتى وإن كانت هدامة باطلة ويجعلونه رمزا منتصراً
ولهذا قال الله تعالى "ومن يقاتل في سبيل الله فيقتَل أو يغلِب" ولم يقل :فيغلَب او يغلِب ,لأنه الشهيد ليس مغلوبا في عين الله سبحانه وتعالى
بما أعد الله له من دار الكرامة وبما يكون من آثار شهادته في إحياء أناس يسيرون على دربه ويتمثلون منهجه
والله أعلم

ابن السنة
01-05-2011, 12:52 AM
للـــرفــع
للـــتحــدى

عابرة سبيل2
01-05-2011, 03:04 PM
جزاكم الله خيرا على الإجابة ...
لي سؤال آخر إذا سمحتم ..
كيف يجمع بين آيتي ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) و ( وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم )؟

أبو القـاسم
01-05-2011, 03:40 PM
الجمع في هذا ميسور ولله الحمد..
فالآية الأولى تدل على ما يدل عليه قوله تعالى"كل نفس بما كسبت رهينة" أي أن الأصل هو أن المرء محاسب عن عمله هو..لا كما يقول النصارى بتوريث الخطيئة الأصلية على حد زعمهم
ولكن من كان عمله سببا في إضلال غيره فهذا عمله أيضا لأنه هو المتسبب في ذلك كمن فتح دارا للسينما فكل من يحضرها ويتلوث بمشاهدة الأفلام يحمل صاحب الدار وزره إذ كان خليقا بذلك لأنه أضل غيره ..وهذا عمله هو وليس ناقضا لقوله "ولا تزر وازرة وزر أخرى" لأن الوزر في سن الطريقة السيئة هو من يتحمله بداهة كما في قوله تعالى (ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون)
وفي صحيح مسلم من حديث جرير البجلي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعدهم من غير أن ينقص من أجورهم شيء ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء)
أرجو أن تكون اتضحت الصورة
والله الموفق

عابرة سبيل2
01-16-2011, 05:49 PM
السلام عليكم ورحمة الله .. بارك الله فيكم على التوضيح السابق
ولي سؤال جديد لو تسمحون ..
{وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ} .
{وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ}.
الإشكال عندي هو : أليست الكتابية مشركة فلم أحل الله الزواج بها ؟

عابرة سبيل2
01-16-2011, 05:58 PM
كيف نجمع بين ... ؟
{لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيّ}
{وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ} ، {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ}

والله يحفظكم

عياض
01-16-2011, 05:58 PM
متابع لابداع السائل و المسؤول :):

أبو القـاسم
01-16-2011, 06:17 PM
السلام عليكم ورحمة الله .. بارك الله فيكم على التوضيح السابق
ولي سؤال جديد لو تسمحون ..
{وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ} .
{وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ}.
الإشكال عندي هو : أليست الكتابية مشركة فلم أحل الله الزواج بها ؟

شكر الله لك أختي الفاضلة عابرة سبيل على أسئلتك القيمة,وللشيخ الحبيب عياض على حضوره..
---
هذا يسمى في الأصول تقديم الخاص على العام ..وهو مبدأ معروف في بدائه الخطاب,كما لو قال المعلم لتلاميذه : لايخرجن منكم أحد حتى آتي,ثم يلتفت ويقول:تعال يا خالد,فهل يصح ان يعترض عليه بالتعارض فيقال:كيف يقول لا يخرج منكم أحد..ثم يسمح لخالد؟
ولو أن خالدا امتنع محتجاً بالعام لكان سفيهاً غير قائم بموجب الامتثال والأدب.وهذا من هذه البابة, فالمشركون على الأصل يشمل أهل الكتاب, فهذا حكم عام بعدم حل الزواج منهم .ثم خصص طائفة منهم بحكم خاص ..وله نظائر كثيرة في الشرع وفي كلام الناس

أبو القـاسم
01-16-2011, 06:35 PM
كيف نجمع بين ... ؟
{لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيّ}
{وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ} ، {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ}

والله يحفظكم

كان هذا مما أثاره القادياني في حواره مع الشيخ عياض..والجمع يسير ولله الحمد ,وهو فرع عن فهم الكلام
الإكراه :أن تأطر الناس على الدخول في الإسلام وتحملهم عليه قسرا..بخلاف شرعة القتال فإنما شرعها الله لحكم بالغة
منها:تحطيم العوائق الحائلة دون بلوغ الدعوة الإسلامية العالمية "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"..وبقليل من التأمل لا يخلو الأمر من احتمالين:
-إما أن يبقى المسلمون في مهدهم الذي فيه رُبوا..وهذا متناقض مع عالمية الرسالة المحمدية
-وإما ان ينطلقوا في الآفاق لنشر الدين..وحين يفعلون ذلك ,فإن أمم الكفر لا تدعهم ,فوجب قتالهم
مع تخييرهم قبل ذلك بين
-الإسلام..
-البقاء على الكفر ودفع الجزية مقابل حقوق وضمانات ,لأن السيادة الإسلامية هي وحدها الكفيلة بتحقيق مطلب شيوع البلاغ وإتاحة الحرية الفكرية في اختيار السبيل وتحقيق العدالة الاجتماعية
-فإن أبوا فالقتال..
أما الخيار الأول..فهو دعوة لا قهر
وأما الثاني..فليس فيه قهر على التدين بالإسلام ولكن جزية مقابل أمان وغيره مع إقرارهم على مقدراتهم وتجارتهم المشروعة وعبادتهم في صوامعهم
وأما الثالث..فليس قهرا أيضا..إذ لا يكون كذلك حتى يقال:إما أن تسلم وإما أن نقتلك..وهذا غير واقع
بل القتال مشروع لما تقدم من تأسيس مبدأ ان تكون كلمة الله هي العليا لأن الأرض أرضه وقد قضى أنه يرثها عباده الصالحون
بخلاف ما لو كان السائس للديار على ملة كفرية فإنه سيحجزهم عن دعوة الحق التي أرادها الله سبحانه
مع أن الإسلام في هذه السيادة يكفل الحرية الدينية الشخصية
والفتنة عن الدين أكبر من القتل كما قرر الله جل ثناؤه في كتابه العزيز
وقد شبهت هذا من قبل بأرض يسيطر عليها ثلة مصابة بوباء ,فجاء فريق طبي لعلاجهم فأبوا..وهم مع هذا ينقلون العدوى لغيرهم ويحولون دونهم ودون أسباب الشفاء..فحينئذ ينبغي قمع هذه الفئة المهيمنة ,حتى يتمكن من أراد الدواء من تحصيله
وتتمة الآية المسؤول عنها"قد تبين الرشد من الغي" يعني أن طريق الحق واضح لا حاجة فيه لإكراه
والله الموفق

عقل تائه
01-21-2011, 11:57 PM
عندما أقرأ آيات مثل (و قل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر) [الكهف 29] أفهم منها أن المشيئة للإنسان في أن يختار بين الإيمان و الكفر، لكن عندما أقرأ آيات مثل (إن هو إلا ذكر للعالمين * لمن شاء منكم أن يستقيم * و ما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين) [التكوير 27-29] أفهم بأن تلك المشيئة هي لله، أفيدونا في ذلك.
كملاحظة إن لم تخنّي الذاكرة أذكر أيام المدارس أنه تعلمنا أن المشيئتين موجودتان لكن مشيئة الإنسان تابعة لمشيئة الله، إن كان كذلك فلمَ الحديث عن مشيئة الإنسان إن كان كله بمشيئة الله؟

أبو القـاسم
01-22-2011, 12:49 AM
الحمد لله وبعد..مرحباً بك وأحياك الله باليقين والتقوى..
-أول شيء :لابد أن تعلم أن عجز العقل عن تصور بعض الغيبيات ,لايعني بطلانها..وما كان متعلقاً بأفعال الله تعالى وبالقدَر هو على رأس هرم هذه الأشياء ,وكما أن العين لا ترى الأشياء الدقيقة والبعيدة..فكذلك العقل له نطاق يعمل فيه ولا يمكنه تجاوزه, وهذه الحقيقة يسلم بها كل عاقل..وكان من رحمة الله أنه أدلى بهذا البيان الذي يشبه تعليمات الكتالوج الذي ترفقه الشركة المصنعة مع الجهاز المستعمل ,فمعرفة حقائق هذه المسائل كمعرفة لماذا يخلقنا وهو غني عنا..أو فهم سر القدر ونحو ذلك..كله مما يندرج تحت قول الله تعالى "ولا تقف ما ليس لك به علم " ,ثم إن الله نبه إلى الاحتراز من القول عليه بغير علم فقال"قل إنما حرم ربي الفواحش ماظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله مالم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله مالا تعلمون"..فجعل مرتبة القول عليه بغير فوق منزلة الشرك ,ثم بين أن سبيل الشيطان هو حمل الإنسان على ذلك فقال"إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله مالا تعلمون"..
-ثانيا:إذا علمت هذا..فإنه يكفي في الجواب عن ذلك بيان مذاهب الطوائف في هذا:
*فطائفة قالت لا مشيئة للعبد مطلقاً بل هو كالريشة في مهب الريح,وحينئذ لا حاجة للعمل..
*قابلها طائفة أخرى نفت مشيئة الله المسبقة..وقالت الانسان هو الخالق لعمله
ولا شك أن القول الأول باطل..فنحن ندرك بالحس أن هناك مشيئة وإرادة للعبد, تحمله على الترجيح واختيار ما يهوى
كما يلزم منه اتهام الله بالظلم-تعالى وتقدس- ..وهو ممتنع شرعاً ,كما يلزم منه الطعن في حكمة الله جل ثناؤه وهذا مخالف للشرع والعقل معاً..ومن وجه مناقضته الحكمة أن سلب العبد مشيئة يختار فيها بين الخير والشر لايحصل به انمياز المؤمنين عن الكافرين والطائعين عن العصاة..
وكذلك القول الثاني باطل ..بدلالة الشرع والعقل..فإن القول بأن الكون خارج عن مشيئة الله ..يناقض التوحيد والإيمان ..كما أن تناسق الكون وإبداعه يشهد بخلافه ..ولابد من طرد القاعدة وإلا كان تحكّماً
فلم يبق إلا قول أهل السنة الوسط بين النقيضين :وهو أن للعبد مشيئة اختيارية ..والله نفسه هو من شاء أن يكون للعبد مشيئة..ولو شاء لسلبه ذلك..فأنت ترى أن الملائكة لايعصون الله ما أمرهم..
ومن باب تقريب الصورة فحسب ,ولله المثل الأعلى: هذا معلم قال لتلاميذه أنا آذن لكم أن تدرسوا وآذن لكم أن تلعبوا..
فحين يختار التلميذ اللعب هذه مشيئته وهي مندرجة تحت مشيئة المعلم..إذ لو شاء لمنعهم من اللعب.أما قول الله تعالى "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" فهذه سيقت مساق التهديد..وليس المراد التخيير بين طرفين مستساغين
كما لو قلت :اشرب ماء أو عصيراً..بل هو من قبيل قول الأب لابنه:قد عرفت الحق فاختر سبيل النجاح أو الفشل!
وأظن أن هذا القدر من الجواب يكفي كل عاقل..لأن الدلائل القائمة على إثبات صحة الإسلام..لا ينقضها عدم فهم بعض الجزئيات
فحيث ثبت أن الإسلام هو الحق وجب تصديق مافيه برمته..ومما ورد فيه "ولا يظلم ربك أحداً" وكذلك"وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله .."..والله أعلم
والله الموفق للحق

عابرة سبيل2
03-11-2011, 06:24 AM
كيف يمكننا أن نجمع بين ... ؟
حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : " ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة ؟ قالوا : بلى ، قال : إصلاح ذات البين "
و
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل قال شعبة قال " أفضل العمل الصلاة لوقتها وبر الوالدين والجهاد " أو في الحديث الآخر : "أفضل العمل الصلاة لوقتها ، و الجهاد في سبيل الله"

وجزاكم الله خيرا

أبو القـاسم
03-11-2011, 10:17 AM
حياكم الله أختي المباركة إن شاء الله تعالى..وهاك مختصراً مفيداً يقرب الأمر إن شاء الله تعالى ,سؤالكم جيد للغاية ..سددكم الله وباركم فيكم
-الحديث الأول حديث أبي الدرداء رضي الله عنه أخرجه الترمذي بسند صحيح , وغيره والمقصود بأفضلية إصلاح ذات البين على الصلاة والصيام والصدقة ..أي نوافل هذه العبادات لا فرائضها وقيل غير هذا,وأما الثاني فحديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه في الصحيحين وسؤاله عن أفضل الأعمال نسبيا لا مطلقاً للذين هم في الإسلام فكأن التقدير إذن :مِن أفضل الأعمال أو نحو ذلك ..ومعناه أن لزوم إقامة صلوات الفريضة (خلا العشاء) على أول وقتها أفضل من بر الوالدين في الجملة..والبر أفضل من الجهاد الكفائي(وهو الذي إذا أداه من قامت بهم الكفاية سقط الوجوب عن البقية فالنظر هنا :هل تحقق المقصد بصرف النظر عن الفاعل كصلاة الجنازة مثلا) لا العيني(وهو الذي يتعين على كل احد فالنظر باعتبار الفاعل كالصوات الخمس)..فإذا تعارض أمرهما لولدهما بالمكث مع جهاد تعين عليه في دفع عدو صائل, قدّم داعي الجهاد على طاعتهما في الجملة ,
وثم حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله سئل أي العمل أفضل ؟ فقال :إيمان بالله ورسوله ,قيل ثم ماذا ؟ قال :الجهاد في سبيل الله قيل ثم ماذا؟ قال:حج مبرور" وهو مخرج في الصحيحين..فهذا سؤال عن أي الأعمال أفضل مطلقاً فلذلك قال:إيمان بالله ورسوله..والملحظ هنا أنه لم يذكر البر ولا الصلاة, وقدم الجهاد على الحج يعني الجهاد العيني على الحج مطلقاً أو الجهاد الكفائي على الحج التطوعي,لأن نفع الجهاد متعد وهو ردء لمجموع الأمة,قال الإمام ابن تيمية : (والأمر بالجهاد ، وذكر فضائله في الكتاب والسنة ، أكثر من أن يحصر ، ولهذا كان أفضل ما تطوع به الإنسان ، وكان باتفاق العلماء أفضل من الحج والعمرة ، ومن الصلاة التطوع ، والصوم التطوع ، كما دل عليه الكتاب والسنة ، حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم : " رأس الأمر الإسلام ، وعموده الصلاة ، وذروة سنامه الجهاد ") وهنالك ملمح آخر فقد ورد القِران بين الإيمان بالله والحج غير موضع من القُران العظيم كقول الله تعالى"إنما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وانفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون " وقوله "أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله.." وذلك لأن الجهاد من أصدق شيء في البرهان على صحة استقرار الإيمان .
-وروى البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : دلني على عمل يعدل الجهاد . قال : لا أجده . ثم قال : هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك ، فتقوم ولا تفتر ، وتصوم ولا تفطر ؟ قال : ومن يستطيع ذلك ؟!..وذلك لما في الجهاد من مخاطرة بالنفس وأذى وجراح وإعلاء لراية الدين فجنسه مقدم على جنس الحج,ولمس الرسول (ص) من حال السائل ما فهم منه أنه يعني العدل النسبي فهو مؤمن مقيم على الفرائض ..فأفتاه وبين له أن جهاده يكافيء ما لو بقي يصلي بلا فتور ويصوم بلا فطور ..فدل على أن العدل(أعني قوله يعدل) المسؤول عنه هنا بين نوافل الطاعات وكان الجواب بتقديم جنس الجهاد على كل ذلك
وفي حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قيل : يا رسول الله أي الناس أفضل ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مؤمن يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله . قالوا : ثم من ؟ قال : مؤمن في شعب من الشعاب يتّقي الله ، ويدع الناس من شرّه . رواه الشيخان
وكذا حديث البخاري عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت : يا رسول الله نرى الجهاد أفضل العمل ، أفلا نجاهد ؟ قال : لا, لكنّ أفضل الجهاد حج مبرور . فهذا يخص النساء أن جهادهن هو الحج , لحديث عائشة نفسها رضي الله عنها قالت : استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم في الجهاد ، فقال : جهادكن الحج , وهذه بشرى لأخواتنا النساء أن لهن جهادا من نوع خاص هو الحج فلا يأسين إذ لم يكنّ ممن كلفن بالجهاد في الأصل إلا عند الضرورة
والحاصل أن اختلاف هذه الجوابات من رسول الله ليس من التعارض في شيء وإنما هو من باب مراعاة حال السائل وما يناسبه ونوع السؤال والظرف المحتف به فهي أشبه بالادوية التي تناسب حال السائل فيوصف لكلٍ ما يناسبه, كما لوجاءك شخص يستنصحك وقال ما أفضل ما توصيني به..ربما قلت له:الذكر..وآخر يقال له قيام الليل..وثالث :التقوى..إلخ ,فإن فهمت من سؤاله أنه يسأل عن الأفضلية المطلقة قلت:الإيمان بالله..وهكذا, قال الحافظ ابن حجر : (ومحصل ما أجاب به العلماء عن هذا الحديث وغيره مما اختلفت فيه الأجوبة بأنه أفضل الأعمال أن الجواب اختلف لاختلاف أحوال السائلين بأن أعلم كل قوم بما يحتاجون إليه , أو بما لهم فيه رغبة , أو بما هو لائق بهم , أو كان الاختلاف باختلاف الأوقات بأن يكون العمل في ذلك الوقت أفضل منه في غيره..)
والله أعلم

التواضع سيصون العالم
03-11-2011, 10:42 PM
بارك الله في جهودك
لدي سؤال لو سمحت
كيف يمكن إزالة التناقض المتوهم بين
ان الله خارج حدود المكان
وبين الآية التي تقول "وتجلى ربك للجبل" أي ظهر له,فتحدد بذلك داخل المكان
و جزاك الله خيرا

أبو القـاسم
03-11-2011, 11:39 PM
ليست الآية هكذا .."فلماتجلى ربُّهُ للجبلِ جعله دكّاً" وهنا أمور:-
طلب موسى عليه الصلاة والسلام أن يرى ربه دليل أن ذلك غير ممتنع وأن الله تعالى يُرى ..وهذه أعظم نعمة وأبهى حلية من حِلى أهل الإسلام يوم القيامة كما في قوله تعالى "وجوه يومئذ ناضرة *إلى ربها ناظرة" وهذا ما عليه أهل السنة بلا خلاف قط, وخالف اهل البدع والإلحاد عن معاني آيات الله تعالى الجلية
-والجلاء الظهور..فكونه تقدس وتبارك ظهر للجبل يعني انكشاف الحجاب عن الله تعالى وصار كالمنظور للجبل وحده فاندكّ الجبل..ولا تعلق لهذا بالمكان..على أن نفي المكان عن الله مطلقا غلط..بل يقال إذا كان المقصود تنزه الله عن أن يحويه مكان فنعم فإذا قصد به أنه عز وجل فوق السماوات وفوق جميع خلقه فهذا معنى صحيح..ولايمكن للعقل أن يكيف ذلك..ولذا قال السلف بلا كيف
والله أعلم

التواضع سيصون العالم
03-12-2011, 12:31 AM
بارك الله فيك
:)):فهمت واقتنعت
اوعتذر عن الخطأ في الأية

أبو القـاسم
03-12-2011, 01:32 AM
وفيك بارك أيها الأخ الحبيب جعلني الله وإياك من أهل التواضع

صالح الصين
03-12-2011, 02:13 AM
أبو القاسم المقدسي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الإخوة الاعزاء

هل يجوز ان مسمي بإسم أبو القاسم ؟ لقد نهي الرسول الله في الحديث الشريف

ارجو اجابتكم

أخوكم صالح في الصين

عبدالله الشهري
03-20-2011, 10:58 AM
جزاك الله خيرا. لعمري قد تصديت لموقف عظيم، بعنوان جسور.
أعانك الله على القيام بحقه.

إلى حب الله
03-21-2011, 01:21 PM
ما شاء الله أخي الحبيب أبا القاسم ..
ووالله لم ألتفت للموضوع إلا الأمس فقط للأسف ..
ربما لقلة تجوالي بين مواضيع المنتدى (وأنا في هذا مُقصرٌ جدا ً) ..
وأتمنى أن تعاود تنشيط الموضوع مرة ًأخرى بمشاركاتك ...
ولو لم يأتك أحدٌ بتناقض : لأتيتك أنا بعشرة ........... :ANSmile:
أعني بالطبع على صورة سؤال وجواب لتنشيط ذلك الركن الهام من الدين ..
وهو إزالة اللبس الذي قد يعتري فهم الناس لبعض نصوص القرآن والسنة ..
----
وبالنسبة للأخ صالح الصين :
فإنه لما كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم منزلة ًمن التوقير : ليست لأحدٍ
غيره : ولا يجوز بحال تعديها من مسلم ولا مسلمة :
فقد جاء أكثر من تعليم ٍفي القرآن والسُـنة : يترجم ذلك المعنى عمليا ً.....
فنهى الله تعالى عن نداء النبي كما يُنادي بعضنا بعضا ً(أي يقول يا محمد هكذا :
بغير توقير من ذكر النبوة أو الرسالة) .. كما نهى أيضا ًعن علو صوت المسلمين
على صوته صلى الله عليه وسلم ..
وأخيرا ًوليس آخرا ً: نهى رسول الله عن أن يتكنى أحدٌ بكنيته (أبا القاسم) ..
ولذلك قصة كما جاء عند ابن ماجة واللفظ له وفي الصحيحين عن أنس ٍقال :
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبقيع : فنادى رجلٌ رجلا ً: يا أبا القاسم !
فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم : فقال (أي الرجل) : إني لم أعنك (أي
لم أقصدك أنت بالنداء) .. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تسموا باسمي :
ولا تكنوا بكنيتي " ....
وعلى هذا : فقد ذهب جمعٌ من العلماء أن النهي : إنما كان في حياة النبي فقط ..
وأما بعد موته : فقد زال السبب ..
ويكفي أن كنية أخينا أبي القاسم تـُذكرنا بكنية النبي : فأنعم بها وبه من أخ ٍكريم ..

والله تعالى أعلى وأعلم ..

عابرة سبيل2
03-21-2011, 07:56 PM
بارك الله فيك شيخنا الفاضل
سؤالي الجديد : كيف نجمع بين هتين الآيتين الكريمتين ... ؟
الأولى : " وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله "
والثانية : " ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك "

أبو القـاسم
03-21-2011, 08:38 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الإخوة الاعزاء

هل يجوز ان مسمي بإسم أبو القاسم ؟ لقد نهي الرسول الله في الحديث الشريف

ارجو اجابتكم

أخوكم صالح في الصين
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
شكر الله لك التذكرة الكريمة..ويحسن أن أصوغ سؤالك بحيث يكون مناسبا للموضوع..
أخرج الترمذي- وقال حسن صحيح- وأبو داود وغيرهما عن علي رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله إن ولد لي من بعدك ولد أأسميه باسمك وأكنيه بكنيتك ؟ قال نعم..
وثمّ حديث الباب المعروف الذي ساقه أخونا النابه الحبيب أبو حب الله وهو مخرج في الصحيحين, فكيف الجمع؟
ومن هنا ذهب الجمهور إلى الجواز..ولهم في ذلك ثلاثة أدلة :-
1-أن حديث المنع ورد على سبب , فمقتضى التأدب مع رسول الله الا يكنى غيره بكنيته حال حياته حتى لا يقع اللبس حال المناداة به بين أن يكون المقصود رسول الله أو غيره كما في قصة الحديث
2-حديث علي الآنف ذكره فقد دل على ما سبق ودل عند آخرين على النسخ(وقد سمى ابنه ابن الحنفية محمدا وكناه بأبي القاسم , وهو العالم التابعي المشهور)
3-وأن جماعة من السلف كنوا أولادهم بهذا دون نكير من أحد وحسبك بأبي بكر الصديق وجعفر بن أبي طالب -وغيرهما- فكل واحد منهما له ابن سمي محمداً وكني أبا القاسم,
وللعلم فللعلماء في هذه المسالة ثلاثة أقوال رئيسة:-
-المنع مطلقا
-المنع متوجه للجمع بين الاسم والكنية
-المنع حال حياته والإباحة بعد موته صلى الله عليه وسلم..
والحاصل أن هذا القول هو ما أميل إليه وهو الراجح إن شاء الله تعالى , لاسيما وقد تكنى بأبي القاسم جماعة من السلف :من الصحابة فمن بعدهم ..
والله يتولاني وإياكم برحمته

أبو القـاسم
03-21-2011, 09:01 PM
بارك الله فيك شيخنا الفاضل
سؤالي الجديد : كيف نجمع بين هتين الآيتين الكريمتين ... ؟
الأولى : " وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله "
والثانية : " ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك "

سؤال جميل كالعادة حفظكم الله ..وهو مما اشتمل عليه كتاب العلامة الشنقيطي "دفع إيهام الاضطراب"
أما الأولى: فهذا حكاية قول المشركين وأنهم إذا أصابهم خير نسبوه إلى الله وإذا أصابهم ما يسوؤهم جعلوه من شؤم الرسول(ص) عليهم !
ويشبه قوله تعالى في فرعون وآله"وإن تصبهم سيئة يطّيروا بموسى ومن معه" يعني يتشاءمون
فبين الله أن الله مقدرٌ لجميع ذلك..
وأما الثانية فمعناها أن ما يصيب الإنسان من سوء فبسببه هو, على حد قوله عز وجل"وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير" وقوله "ما أصابك من حسنة فمن الله" فلأن الله تعالى هو الكريم المتفضل بكل خير وحسنة
والحمدلله رب العالمين

أبو المظفر السناري
03-21-2011, 09:18 PM
حقا موضوع جيد. لكن قلَّ من اضطلع بأعبائه من المتأخرين. ولعل محاولة أخينا أبي القاسم - هنا - تؤتي ثمارها بمتابعة الإخوان لها إن شاء الله.

هشام بن الزبير
03-21-2011, 11:25 PM
شيخنا الحبيب أبا القاسم:
يقول الله عز وجل: {فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَاماً فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُّكْراً} (الكهف 74)
وروى البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة: "ما من مولود إلا يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه ، أو ينصرانه ، أو يمجسانه ، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء ، هل تحسون فيها من جدعاء ، ثم يقول : { فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم }"

وموضع الإشكال هو التعارض المتوهم بين قتل الخضر للغلام الذي وجده يلهو مع الصبيان, وبين قول النبي صلى الله عليه وسلم : كل مولود يولد على الفطرة.

بارك الله فيك ونفع بك.

أبو القـاسم
03-22-2011, 12:03 AM
شيخنا الحبيب أبا القاسم:
يقول الله عز وجل: {فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَاماً فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُّكْراً} (الكهف 74)
وروى البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة: "ما من مولود إلا يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه ، أو ينصرانه ، أو يمجسانه ، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء ، هل تحسون فيها من جدعاء ، ثم يقول : { فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم }"

وموضع الإشكال هو التعارض المتوهم بين قتل الخضر للغلام الذي وجده يلهو مع الصبيان, وبين قول النبي صلى الله عليه وسلم : كل مولود يولد على الفطرة.

بارك الله فيك ونفع بك.
حياكم الله وبياكم حبيبي الشيخ هشام..
هذه مسألة تعد من شبهات المرجفين الطاعنين في الإسلام وأجود ما يقال فيها والله أعلم :
-ليس في الآية أنه دون حد التكليف , بل فيها تسميته غلاماً وقد تطلق في لغة العرب على البالغ ,قال ابن الأعرابي:يقال فلان غلام الناس وإن كان كهلاً , وقيل الغلام من حين أن يولد إلى أن يشيب * وهذا عليه شواهد من كلام العرب , وكذلك يفيده أصل اشتقاق الكلمة, فالغلمة هيجان الشهوة , ولا تهيج إلا ممن قد بلغ
-وعلى فرض أنه لم يبلغ فلا غرابة أن حد التكليف في تلك الشريعة كان في سن معينة دون البلوغ ,فهذه المسائل الجزئية مما تختلف فيه الشرائع"لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا"
-ويدل على ما سبق عبارة موسى عليه السلام فقال "أقتلت نفسا زكية بغير نفس" ولم يقل مثلاً :"أقتلت نفساً لم تبلغ الحنث "
وهذا يليق به أن يكون المقتول ممن بلغ حد التكليف على أقل احتمال , لأن قوله "بغير نفس" يعني أن هذا الغلام لم يقتل حتى يستحق القتل, والصغير ليس ممن يقام عليه الحد حتى لو قتل, فعلِم أنه مكلف مؤاخذ
-وأما قول الخضر عليه السلام** "فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا" وهو مالم تسأل عنه,فليس من باب إيقاع العقوبة على شيء لم يقع كما قد يتوهمه السامع بل معناه أن قتله بأمر الله دفعا لشره عن أبويه وقد ثبت كفره , كالمرتد المستحق للقتل
والله أعلم
------
*انظر لسان العرب
**الراجح والله أعلم أن الخضر نبي لا مجرد رجل صالح

هشام بن الزبير
03-22-2011, 12:12 AM
بارك الله فيك أخي الحبيب على جوابك..
لكن اسمح لي بتعقيب: هل التفريق المعروف عند الفقهاء بين الصبي المميز وغير المميز مما قد يستأنس به في هذا الباب.
مثلا في قصة بن صائد الذي امتحنه النبي صلى الله عليه وسلم وهو غلام -فيما أذكر- أعني أن الإشكال المتوهم في قصة الخضر قد يزول وإن سلمنا بأن الغلام كان دون الحلم من الوجه الذي ألمحت إليه. فهل لهذا الكلام وجه في مناقشة الإشكال؟

أبو القـاسم
03-22-2011, 12:18 AM
نعم كلامك صحيح ولكن الجواب المذكور أشمل وأوجه , وقد قال العلامة ابن القيم رضي الله عنه : (قالت جماعة من العلماء إن المميزين يكلفون بالإيمان قبل الاحتلام كما قالت طائفة من أصحاب أبي حنيفة وأحمد وهو اختيار أبي الخطاب وعليه جماعة من أهل الكلام
وعلى هذا فيمكن أن يكون هذا الغلام مكلفا بالإيمان قبل البلوغ ولو لم يكن مكلفا بشرائعه فكفر الصبي المميز معتبر عند
أكثر العلماء فإذا ارتد عندهم صار مرتدا له أحكام المرتدين وإن كان لا يقتل حتى يبلغ فيثبت عليه كفره..)

unsettled
03-22-2011, 12:42 AM
((إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الأخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون))
---------
(( وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين))
((إن الدين عند الله الإسلام))

أبو القـاسم
03-22-2011, 12:47 AM
للفائدة : كلام شيخ الإسلام وتلميذه الإمام من أجود شيء في الباب, نقل عنه ابن القيم في شفاء العليل : (وهذا الغلام الذي قتله الخضر ليس في القران ما يبين أنه كان غير بالغ ولا مكلف بل قراءة ابن عباس تدل على أنه كان كافراً في الحال وتسميته غلاما لا يمنع أن يكون مكلفا قريب العهد بالصغر ويدل عليه أن موسى لم ينكر قتله لصغره بل لكونه زاكيا ولم يقتل نفسا.. لكن يقال في الحديث الصحيح ما يدل على أنه كان غير بالغ من وجهين ..
-أحدهما أنه قال:فمر بصبي يلعب مع الصبيان
-الثاني أنه قال: ولو أدرك لأرهق أبويه طغيانا وكفرا ,وهذا دليل على كونه لم يدرك بعد فيقال الكلام على الآية على التقديرين فإن كان بالغا وقد كفر فقد قتل على كفره الواقع بعد البلوغ ولا إشكال وإن كان غير بالغ فلعل تلك الشريعة كان فيها التكليف قبل الاحتلام عند قوة عقل الصبي وكمال تمييزه..إلخ) والكلام طويل قد يكون دخل فيه كلام ابن القيم حيث لم يقل "انتهى" عند موضع معين

أبو القـاسم
03-22-2011, 12:58 AM
((إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الأخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون))
---------
(( وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين))
((إن الدين عند الله الإسلام))

جميل..أرجو أن تقرأ موضوع "اللهم هل بلغنا" وتجده في قسم الحوار الفكري
بخصوص سؤالك:الآية الأولى تتحدث عن مؤمني اليهود والنصارى على اعتبار أن اسم اليهود لقب على المنسوبين لموسى عليه السلام واسم النصارى لقب على المنسوبين لعيسى عليه السلام بصرف النظر عن اتباعهم من عدمه, فإن كانوا صادقين في الاتباع مؤمنين بالله تعالى محققين لما أمرتهم به رسلهم من تحقيق التوحيد والفرائض فهؤلاء مسلمون موعدون بالجنة كأتباع أي نبي
وأما الآية الثانية فسياقها واضح أن المتحدثين كانوا كفاراً فإنه وإن سماهم هودا أو يهودا , ونصارى ..فهذا باعتبار النسبة لا بما هو واقع في نفس الأمر فهم نعم ينسبون انفسهم للمسيح لكن يؤلهونه وهذا كفرهم..وكذلك اليهود كفرهم معروف
والحاصل أن كل يهودي كان في زمن عيسى عليه السلام لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا حتى يتبعه أعني المسيح عليه السلام
وكل يهودي ونصراني وغيرهما لا يقبل الله منهم ماهم عليهم بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم حتى يتبعوه لا سيما وقد بدلوا وحرفوا
فكل آية سيقت بسياق يدل على معناها
والله الموفق

ابن النبلاء
03-22-2011, 01:12 AM
بارك الله فيك ياشيخ ابا القاسم
حتى نحن العامة نطلق على من بلغ ولد وهي كلمة تطلق على الصغار غالبا ’ ان لم اكن واهما قرات مرة في كتاب قاعدة وان تزاحم عدد المفاسد يرتكب الادنى من المفاسد وضرب لها مثالا قصة الغلام

في سبيل الله
03-23-2011, 04:46 PM
الاستاذ والشيخ الفاضل ابو القاسم لو سمحت لي بسؤال.. نفع الله بعلمك

كيف لنا ان نوفق بين حديث الرسول صلى الله عليه وسلم.. "عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال : بعد أن صلى بنا رسول الله صلاة العشاء قال لنا: أتعلمون هذه الليلة؟ لن يبقى أحد ممن هو على الأرض الآن بعد 100 عام من هذه الليلة ." (صحيح البخاري) وبين وجود المسيح الدجال الى الان في جزيرة ما .. فبالتأكيد المسيح الدجال كان موجود في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الطويل

ركبوا البحر في سفينة نفرا من اصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فانكسرت بهم السفينة فركبوا خشبة طويلة؛ فأخذت تلعب بهم الريح شهراً كاملاً في البحر، فانتهوا إلى جزيرة من الجزر، فنزلوا في الجزيرة، جزيرة أظنها في بحر القلزم أو ما يواكب تركيا فنزلوا هناك تجاه بلاد الشام ، فلما نزلوا في الجزيرة وإذا بدابة أُهْلُب كثيرة الشعر لا يدرى وجهها من قفاها، فتكلمت بإذن الله، فقالت: من أنتم؟


قالوا: نحن أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- فقالوا لها: من أنتِ؟

قالت: أنا دابة، قالوا: ما خبرك؟


قالت: لا تسألوني، واذهبوا إلى هذا الدير إلى بئر مطوية هناك فاسألوا رجلاً فيها، فظنوا أنها شيطانة، فذهبوا إلى البئر الذي وصفت، فإذا هي بئر مطوية لا ماء بها، وإذا فيها رجل كأضخم الرجال جسماً، أعور العين اليمنى، كأن عينه عنبة طافية خارجة من رأسه، وإذا يداه مسلسلتان إلى عنقه مكتوف بالحديد، وإذا يداه ورجلاه قي سلاسل من الحديد لا يستطيع الوثوب، يزرم ويريد أن يتفكك، ويريد أن يشرد ويخرج من البئر ولكن الله حبسه في الحديد، فقال له الصحابة: من أنت؟ وفيهم تميم الداري أحد الصحابة، قال: أنا المسيح الدجال - نعوذ بالله من المسيح الدجال - ثم قال لهم: من أنتم؟ قالوا: نحن قوم من العرب،قال: ما خبر نخل بيسان ، -ونخل بيسان في الأردن - أتثمر؟ قالوا: نعم. قال: يوشك أن يأتي عليها زمن لا تثمر.


قال: ما خبر بحيرة طبرية -وهي قريبة من البحر الميت -؟ قال: أفيها ماء؟ قالوا: نعم فيها ماء، قال: يوشك أن يأتي عليها زمن لا يوجد فيها ماء، ما خبر عين زغر أفيها ماء؟ قالوا: نعم فيها ماء يسقون به الشجر، قال: يوشك أن يأتي زمن لا يجدون في عين زغر ماءً، ما خبر النبي الأمي أبعث؟ -أي: محمد عليه الصلاة والسلام- قالوا: نعم بعث، قال: كيف العرب له؟ قالوا: قاتلهم وقاتلوه فانتصر عليهم، قال: أما إنهم لو أطاعوه لكان خيراً لهم.


قالوا: وما خبرك أنت؟ قال: أنا المسيح الدجال أغضب غضبة فيخرجني الله من هذا المكان، فأطوف في الأرض، فلا تبقى أرض إلا هبطتها إلا مكة والمدينة ، وفي لفظ مسلم -إلا مكة وطيبة - فإن الله يحميها عني بملائكة، على أنقاب المدينة سبعون ألف ملك، مع كل ملك من الملائكة مرزبة لا أدخل المدينة ، ولا مكة .

بو عبدالله
03-23-2011, 07:05 PM
أنا أتوهم تناقض بين أن يعذب الله الكافرين في جهنم للأبد مع أنهم كفروا بالله فترة من الزمن في حياتهم وليس للأبد .

الإصبع الذهبي
03-23-2011, 09:42 PM
أبو القاسم إني أحبك في الله ... وفقنا الله وإياك

إشكالي هو :-

روى الترمذي عن عمر بن الخطاب أنه قال ( إن الدعاء موقوف بين السماء والأرض لا يصعد منه شئ حتى تصلى على نبيك"
كيف نجمع بين ذلك وبين قول الله عز وجل ( وقال ربكم إدعوني أستجب لكم ) الآية ... ونحن نرى من يدعوا الله عز وجل دون أن يصلي على الحبيب المصطفى ومع ذلك يستجيب الله الدعاء !!

جزاك الله خير

أبو القـاسم
03-23-2011, 10:13 PM
بعد إذنك أخي العزيز الفاضل "في سبيل الله" سأجيب الأخ الكريم بو عبدالله قبلك ..وإيذن لي يا بو عبدالله أن أجيبك في نقاط مركّزة
أول-أشكرك على صياغة سؤالك بهذه الطريقة المهذبة التي تدل على التأدب مع الله عز وجل حيث صدرته بقولك "أنا أتوهم"
ثانياً-واضح أنك تعاني من هذه القضية ,وأحس بأزيز الاضطراب والقلق منبعثاً بين حروفك..فأقول :هوّن عليك يا أخا الإسلام يا بو عبدالله .. ما يضيرك ألا تحل هذه القضية مادام قد ثبتت صحة دين الإسلام ؟ هب أنك سألت ألف شيخ وعالم وقال لك :لا أدري..هل يشكك هذا في صحة الدين؟! لا والله! أرح ضميرك يا أخي , وعلى رأي المصريين "اشتر دماغك"..ودعك من التفكير في أمور تحس انها فوق طاقة العقل..واستعذ بالله من الشيطان الرجيم ..وقل :آمنت بالله , فإن الشيطان يريد أن يفشل سعيك ويثخن في عقيدتك ويوهن من صلابة عود يقينك ويفت في عضد إيمانك لترتد على أعقابك معاذ الله تعالى..فلا تمكنه من نفسك بالله عليك
وتحرّ تقوية إيمانك على قاعدة "ولكن ليطمئن قلبي" بالنظر في براهين الإسلام الكثيرة ..ويمكن أن أدلك ويدلك غيري على كثير منها في كتب او مقاطع أو غيرها وستحس بروحك تحلق في سماء الإيمان كلما طالعت شيئا منها
ثالثا-يقول النبي صلى الله عليه وسلم"لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك" , فكيف هو خلوف فم مالصائم عندك؟
وبهذا تعلم أن صفات الله تعالى لا يجوز أن تقاس على ما تعهد من صفات المخلوقات..سواء كان الرحمة أو العدل أو غيرها
رابعا-الكافر يخلد في النار ولكن هو شخص قامت عليه الحجة ..فالحاصل أنه هو من اختار لنفسه هذا المصير , وقف عند هذا ولا تحاول التأمل فيما لا طاقة للعقل بتصوره, وعودا على بدء ,قل :آمنت بالله
خامسا-مسألة العدل فرع عن تصور حقيقة جريمة الكفر..ولا يعرف قدرها كما هي إلا الله تعالى رب العالمين, فمن قال إن حسبتها تكون بسني الكفر؟حتى في الدنيا لا تقاس كل الجرائم بهذه الصورة القِصاصية ,فقد يأتي ولد ويصفع أباه صفعة, فيصفعه أبوه خمس صفعات ثم مع هذا يطرده من البيت لمدة ستة أشهر , ولايلومه أحد, بل يتوجه كل الناس بالذم للولد ,إذن هذه مسألة تتعلق بمعرفة حد هذه الجريمة , والله هو الحكم فيها وليس أنا ولا أنت..وهو سبحانه لا يقررها على أحد حتى تكون بلغته الحجة ..فيكون هو الحاكم على نفسه بهذا "وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون"
سادسا-قلة من العلماء ذهب إلى أن النار تفنى بعد آماد طويلة وقولهم ضعيف,فإن لم تستطع طرد عارض الشيطان الذي يريد صرفك عن الإسلام إلا بان تأخذ بقولهم اضطراراً,فالله المستعان ..
مع العلم أن لأهل الجنة أن يعترضوا ويقولوا :عبدناك يارب ووحدناك فرزقتنا خلودا في الجنة, وكفرك هؤلاء وأشركوا بك ..فعذبتهم زمانا ثم أرحتهم! فلا تتحقق بهذا المقابلة الحقيقية بين الإيمان والكفر , ويكون كثير من الناس في مندوحة لو كفروا قائلين لن تمسنا النار إلا مدة معينة وتفنى..على حد ما قال اليهود "لن تمسنا النار إلا أياما معدودات"..
أرجو أن يكون هذا الجواب كافيا في صرف كيد الشيطان عنك..إنه سبحانه نعم المولى ونعم النصير ..وأهم نقطة عندي أن توليها اهتمامك هي رقم (2)

بو عبدالله
03-23-2011, 11:01 PM
بعد إذنك أخي العزيز الفاضل "في سبيل الله" سأجيب الأخ الكريم بو عبدالله قبلك ..وإيذن لي يا بو عبدالله أن أجيبك في نقاط مركّزة
أول-أشكرك على صياغة سؤالك بهذه الطريقة المهذبة التي تدل على التأدب مع الله عز وجل حيث صدرته بقولك "أنا أتوهم"
ثانياً-واضح أنك تعاني من هذه القضية ,وأحس بأزيز الاضطراب والقلق منبعثاً بين حروفك..فأقول :هوّن عليك يا أخا الإسلام يا بو عبدالله .. ما يضيرك ألا تحل هذه القضية مادام قد ثبتت صحة دين الإسلام ؟ هب أنك سألت ألف شيخ وعالم وقال لك :لا أدري..هل يشكك هذا في صحة الدين؟! لا والله! أرح ضميرك يا أخي , وعلى رأي المصريين "اشتر دماغك"..ودعك من التفكير في أمور تحس انها فوق طاقة العقل..واستعذ بالله من الشيطان الرجيم ..وقل :آمنت بالله , فإن الشيطان يريد أن يفشل سعيك ويثخن في عقيدتك ويوهن من صلابة عود يقينك ويفت في عضد إيمانك لترتد على أعقابك معاذ الله تعالى..فلا تمكنه من نفسك بالله عليك
وتحرّ تقوية إيمانك على قاعدة "ولكن ليطمئن قلبي" بالنظر في براهين الإسلام الكثيرة ..ويمكن أن أدلك ويدلك غيري على كثير منها في كتب او مقاطع أو غيرها وستحس بروحك تحلق في سماء الإيمان كلما طالعت شيئا منها
ثالثا-يقول النبي صلى الله عليه وسلم"لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك" , فكيف هو خلوف فم مالصائم عندك؟
وبهذا تعلم أن صفات الله تعالى لا يجوز أن تقاس على ما تعهد من صفات المخلوقات..سواء كان الرحمة أو العدل أو غيرها
رابعا-الكافر يخلد في النار ولكن هو شخص قامت عليه الحجة ..فالحاصل أنه هو من اختار لنفسه هذا المصير , وقف عند هذا ولا تحاول التأمل فيما لا طاقة للعقل بتصوره, وعودا على بدء ,قل :آمنت بالله
خامسا-مسألة العدل فرع عن تصور حقيقة جريمة الكفر..ولا يعرف قدرها كما هي إلا الله تعالى رب العالمين, فمن قال إن حسبتها تكون بسني الكفر؟حتى في الدنيا لا تقاس كل الجرائم بهذه الصورة القِصاصية ,فقد يأتي ولد ويصفع أباه صفعة, فيصفعه أبوه خمس صفعات ثم مع هذا يطرده من البيت لمدة ستة أشهر , ولايلومه أحد, بل يتوجه كل الناس بالذم للولد ,إذن هذه مسألة تتعلق بمعرفة حد هذه الجريمة , والله هو الحكم فيها وليس أنا ولا أنت..وهو سبحانه لا يقررها على أحد حتى تكون بلغته الحجة ..فيكون هو الحاكم على نفسه بهذا "وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون"
سادسا-قلة من العلماء ذهب إلى أن النار تفنى بعد آماد طويلة وقولهم ضعيف,فإن لم تستطع طرد عارض الشيطان الذي يريد صرفك عن الإسلام إلا بان تأخذ بقولهم اضطراراً,فالله المستعان ..
مع العلم أن لأهل الجنة أن يعترضوا ويقولوا :عبدناك يارب ووحدناك فرزقتنا خلودا في الجنة, وكفرك هؤلاء وأشركوا بك ..فعذبتهم زمانا ثم أرحتهم! فلا تتحقق بهذا المقابلة الحقيقية بين الإيمان والكفر , ويكون كثير من الناس في مندوحة لو كفروا قائلين لن تمسنا النار إلا مدة معينة وتفنى..على حد ما قال اليهود "لن تمسنا النار إلا أياما معدودات"..
أرجو أن يكون هذا الجواب كافيا في صرف كيد الشيطان عنك..إنه سبحانه نعم المولى ونعم النصير ..وأهم نقطة عندي أن توليها اهتمامك هي رقم (2)

اتضح الإشكال جزاك الله خير وبارك فيك . المشكلة هي في العقل وكثرة تساؤلاته وأنا لازلت أدافع هذه التساؤلات لكني ولله الحمد مؤمن بالله عز وجل .

نور الدين الدمشقي
03-23-2011, 11:04 PM
مسألة العدل فرع عن تصور حقيقة جريمة الكفر..ولا يعرف قدرها كما هي إلا الله تعالى رب العالمين
رفع الله قدرك شيخنا...واحببت ان اضيف الى هذه النقطة لمزيد من البيان اذا سمحتم لي:
الاخ الحبيب بو عبد الله: لو اردنا ان نعد للكافر كم نعمة لله قد جحدها....عرفنا ان تلك النعم لا تحد بشيء و لا تتناهى في العدد... فكل لحظة من وجود الكافر فيها نعمة من نعم الله عليه...وهو يجحدها....لذلك ترى الكافر والملحد طالما يحاول ان يصور بأن جريمة: "الكفر بالله" هينة وبسيطة....ويبدأ يعطيك الأمثلة بأن كافرا مسالما خلوقا صادقا أمينا...الخ: لكنه "لم يقتنع" وكفر بالله!! يعني كأنها مسألة بسيطة جدا وصغيرة...وهي وربي لأكبر المصائب.... بينما الله سبحانه يبين لنا عظمها فيقول: "ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك"...هذا لمن ينازع الله في ملكه ويشرك به...مع اقراره لخلقه كما فعل مشركوا قريش...ما بالك اذا بمن جحد الله وجحد وجوده..ووجوده هو قائم على وجود الله اصلا! وجحد كل نعمه عليه!!
لذلك يقول الله: "وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها......ان الانسان لظلوم كفار!!!"
فهو الظلم والكفر للنعم اللامتناهية يا اخي ما جعل الكافر يستحق البقاء في النار اللامتناهية...وهذا جانب واحد بسيط قد يستنبط...والله اعلم بما يستحق الكافر فهو العدل العادل سبحانه.
والله اعلم

مشرف 6
03-23-2011, 11:48 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

هذه الصفحة خاصة بأجوبة الأخ أبي القاسم وفقه الله عن أسئلة المسلمين ... ومن أراد الاستفسار من المخالفين فليفتح شريطا منفصلا بما يريد الاستفسار عنه ... كما وأنبه الاخوة أن نبتعد عن التشتيت قدر الإمكان بارك الله فيكم

أبو القـاسم
03-24-2011, 10:32 AM
الاستاذ والشيخ الفاضل ابو القاسم لو سمحت لي بسؤال.. نفع الله بعلمك

كيف لنا ان نوفق بين حديث الرسول صلى الله عليه وسلم.. "عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال : بعد أن صلى بنا رسول الله صلاة العشاء قال لنا: أتعلمون هذه الليلة؟ لن يبقى أحد ممن هو على الأرض الآن بعد 100 عام من هذه الليلة ." (صحيح البخاري) وبين وجود المسيح الدجال الى الان في جزيرة ما .. فبالتأكيد المسيح الدجال كان موجود في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الطويل

أحسنت أحسن الله إليك..
حديث الجساسة حديث صحيح بلا شك ,أخرجه الإمام مسلم وأحمد , وبعض المتأثرين بالمدرسة العقلانية ينكره
والجمع بين الحديثين الصحيحين بأن كلام النبي (ص) عن عدم بقاء أحد على الأرض من يوم أن ذكر ذلك إلى مئة عام ممن هو على ظهرها يومئذ : بأن الدجال ونحوه خاص مستثنى من العموم المذكور ..ألا ترى إن إبليس قد استثني أيضاً بالنص "قال أنظرني إلى يوم يبعثون" فشيطان إنسي كالدجال مستثنى أيضا بالنص كما أن شيطان الجن إبليس مستثنى بالنص,
والحمدلله رب العالمين

أبو القـاسم
03-24-2011, 11:22 AM
أبو القاسم إني أحبك في الله ... وفقنا الله وإياك

إشكالي هو :-

روى الترمذي عن عمر بن الخطاب أنه قال ( إن الدعاء موقوف بين السماء والأرض لا يصعد منه شئ حتى تصلى على نبيك"
كيف نجمع بين ذلك وبين قول الله عز وجل ( وقال ربكم إدعوني أستجب لكم ) الآية ... ونحن نرى من يدعوا الله عز وجل دون أن يصلي على الحبيب المصطفى ومع ذلك يستجيب الله الدعاء !!

جزاك الله خير
أحبك الله تعالى الذي أحببتني فيه ..وإني والله أحبك
هذا حديث موقوف على عمر رضي الله عنه أخرجه الترمذي هكذا ,قال رحمه الله :حدثنا أبو داود سليمان بن مسلم البلخي المصاحفي أخبرنا النضر بن شميل عن أبي قرة الأسدي عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب قال: إن الدعاء موقوف بين السماء والأرض لا يصعد منه شيء حتى تصلي على نبيك صلى الله عليه وسلم
فهو من طريق سعيد بن المسيب عن عمر , ومراسيله عنه صحيحة عند عامة أهل العلم وإن كان لم يسمع منه كل ما روى عنه ..لأنه كان ابن ثماني سنين في نهاية خلافة عمر رضي الله عنه , قال أبو حاتم رحمه الله : سعيد عن عمر مرسل يدخل في المسند على سبيل المجاز -يعني أنه يعد في حكم الموصول على سبيل التجوز لأن سعيدا لم يسمع كل ما راوه عن عمر ولكن عنايته بفتاوى عمر وأقضيته جعلت حديثه عنه مقبولا عند أئمة الحديث بل عامة مراسيله عن الرسول (ص) نفسه من أقوى المراسيل- لكن في إسناد الحديث أبو قرة الأسدي وهو مجهول , فالظاهر أنه ضعيف ولا ينهض لأن يتطلب الجمع بينه وبين نص صحيح فضلا عن الكتاب العزيز..وعلى فرض صحته جدلا فهذا موقوف لا يعارض به صريح القران او صحيح السنة ,إلا أن يقال :له حكم الرفع, ولا حاجة لتكلف الجمع مع ضعف أحد الدليلين على مقتضى الشرع والعقل..وليت أهل التشغيب من أغبياء الملحدين وأشباههم يتأملون قليلا , كيف حفظ الله تعالى سنة نبيه فضلا عن كتابه بتوفيق الله تعالى أهل العلم الأكابر لعلم النقد الذي يمحص من خلاله سليم المنقول وسقيمه فانماز الغث من السمين وتمت كلمة ربك في حفظ الشريعة والدين..
والله المستعان

أبو القـاسم
03-24-2011, 11:43 AM
شكر الله للشيخ الغريب على إضافته الكريمة المفيدة..ونفع بكم الإسلام وأهله

أمَة الرحمن
03-24-2011, 03:19 PM
بالنسبة لمسألة خلود الكفار في النار، يبقى أن نبيّن أن الكفار لو قُدّر لهم أن يخلدوا في الأرض لكانت نيتهم هي الكفر بالله أبداً! فهل يستحق هؤلاء أقل من الخلود في النار ما دامت نية الكفر الأبدي قد استحكمت قلوبهم و سائر أفعالهم و أقوالهم؟

و هذه النقطة الجوهرية تتّضح في قوله تعالى: ( ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون ).

أبو القـاسم
03-24-2011, 04:01 PM
شكر الله لك أختي الفاضلة الأستاذة أمة الرحمن..على إضافتك الكريمة المهمة
أود الإشارة إلى شيء أخوي لجميع الإخوة الفضلاء :
لايلزم من الجواب على السؤال أن يكون مستقصيا لكل جوانبه..
وقد أشرت في المقدمة أني سأقتصر على ما يحصل به المقصود على سبيل الاختصار بحسب ما أستشف من السائل وحاجته وطريقة سؤاله. وقد أحجم عن ذكر بعض الجوانب عمداً لأن السائل قد لا يكون أهلا لاستيعاب حقيقتها فتثير عنده إشكالات أخرى
والله يرعاكم..

صالح الصين
03-30-2011, 08:23 PM
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
شكر الله لك التذكرة الكريمة..ويحسن أن أصوغ سؤالك بحيث يكون مناسبا للموضوع..
أخرج الترمذي- وقال حسن صحيح- وأبو داود وغيرهما عن علي رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله إن ولد لي من بعدك ولد أأسميه باسمك وأكنيه بكنيتك ؟ قال نعم..
وثمّ حديث الباب المعروف الذي ساقه أخونا النابه الحبيب أبو حب الله وهو مخرج في الصحيحين, فكيف الجمع؟
ومن هنا ذهب الجمهور إلى الجواز..ولهم في ذلك ثلاثة أدلة :-
1-أن حديث المنع ورد على سبب , فمقتضى التأدب مع رسول الله الا يكنى غيره بكنيته حال حياته حتى لا يقع اللبس حال المناداة به بين أن يكون المقصود رسول الله أو غيره كما في قصة الحديث
2-حديث علي الآنف ذكره فقد دل على ما سبق ودل عند آخرين على النسخ(وقد سمى ابنه ابن الحنفية محمدا وكناه بأبي القاسم , وهو العالم التابعي المشهور)
3-وأن جماعة من السلف كنوا أولادهم بهذا دون نكير من أحد وحسبك بأبي بكر الصديق وجعفر بن أبي طالب -وغيرهما- فكل واحد منهما له ابن سمي محمداً وكني أبا القاسم,
وللعلم فللعلماء في هذه المسالة ثلاثة أقوال رئيسة:-
-المنع مطلقا
-المنع متوجه للجمع بين الاسم والكنية
-المنع حال حياته والإباحة بعد موته صلى الله عليه وسلم..
والحاصل أن هذا القول هو ما أميل إليه وهو الراجح إن شاء الله تعالى , لاسيما وقد تكنى بأبي القاسم جماعة من السلف :من الصحابة فمن بعدهم ..
والله يتولاني وإياكم برحمته

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الأخ الكريم
جزاكم الله خيرا
عذرا! انا صيني لي عدم وجود المعرفة الدينية، إذا كان عبارة الإساءة، يرجى أن تغفر لي!

أخوكم صالح

أبو القـاسم
03-30-2011, 11:01 PM
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بالعكس أخي الحبيب صالح..كلمتك أسعدتني فهي تدل على حرصك على اتباع السنة والتقيد بتعاليم الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم
فإني فخور بك وبكلامك مع العلم أن ما قلته رجحه جماعة من أكابر أهل العلم..وبالمناسبة لدي صديق صيني هو من أعز أصدقائي وكنا نسكن معاً في بيت واحد ..واسمه "إبراهيم"..بارك الله فيك ونفع بك وجزاك خير الجزاء..وأخيرا أقول لك:ني هاو ما

صالح الصين
03-31-2011, 01:46 AM
و خينغ خاو باللغة الصينية ( الحمد لله ) ني نا ؟ ( وأنت ؟ )

mohamed77
04-01-2011, 03:41 PM
جزاكم الله خيرا استاذ ابو القاسم

كنت اريد معرفه كيفيه التوفيق بين هذه الايه
مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ * ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ .

و بين وجود مثلا بعض المخلوقات بها تشوه او انسان مولود به عاهه او شئ ؟؟

أبو القـاسم
04-01-2011, 04:44 PM
سؤال جميل حقيقته : طلب الجمع بين آية قرآنية , ومسألة عقلية مدركة بالحس وهي رؤية بعض المعوقين ونحو ذلك.والجواب من وجوه:-
اولا-سياق الحديث عن خق السماوات فإن الله تعالى يقول " الذي خلق سبع سماوات طباقا ماترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصرهل ترى من فطور * ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير " وقد بين الله تعالى في موضع آخر إحكام إتقان السماء فقال : "أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج"فهذه كالتفسير لتلك
والمعنى العام :خلق السماوت طبقة فوق طبقة, وقوله : ( ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت ) أي :ليس فيه اختلاف ..والكلام عن السموات فإنه قال بعده "هل ترى من فطور" يعني من شقوق ..كما قال ابن عباس رضي الله عنهما , ولو كان ثم خلل في خلق السماوات أو العالم الفلكي من فوقنا لاضطرب الكون كله ..فالقاعدة العامة فيه مطردة بإحكام وتناسق ووفق سنن "قوانين" ربانية معلومة
ثانيا-وحتى على تعميم قوله تعالى "ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت " فهذا حق أيضاً على اعتبار أن القاعدة العامة في الخلق واحدة
فالولد يأتي من ذكر وأنثى والفم للكلام ومضغ الطعام والأذن للسمع ..والمرض نفسه له أسبابه من بكتيريا أو فطريات أو فيروسات ,والعمليات الاستقلابية في تحويل الدهون والاستفادة من البروتين إلخ كل ذلك وفق قوانين ربانية , ولا يعكر عيها وجود معوقين ونحوهم..لأن هذا ليس عرياً عن الحِكم , وسنن الله تتعاضد ولا تتعارض وتتضافر ولا تتناكر ..وهذا أمر مهم جدا في فهم الجواب
فإنك لو رأيت قصرا منيفاً مزخرفاً بديعاً شاهقا..إلا موضع لبِنَة فيه , فإنك ترجع افتقاد هذه اللبنة إلى حكمة المهندس الباني , بخلاف منهج الأغبياء فإنهم يتخذون من فقدان هذه اللبنة ذريعة لإبطال جمال القصر كله! واتهام مهندسيه بالجهل وسوء التقدير..!!
ثالثا-لو جعل الله تعالى كل المخلوقات مسلّمة من أي عيب ..لقويت عند بعضهم شبهة من يقول :هذا كله بالمصادفة لأنه على نسق متطابق, ولكن طلاقة قدرة الله تعالى وحكمته اقتضت أن يقع بعض الاستثناءات ..ليعلم أن الله على شيء قدير وأنه غير محكوم بشيء مكرر على نسق متطابق ضربة لازب, مع العلم أن الاستثناء إذا وقع لا ينقض القاعدة في كل العلوم, فكيف لو كان مقصودا لغاية ؟
وتأمل قوله تعالى "ويجعل من يشاء عقيما" والعقم في الظاهر: عيب مخالف للقانون العام الذي وضعه الله للتناسل ..ولكنه من قانون الله أيضا فهو من جعله وشاءه
رابعا-خلق بعض التشوهات الخلقية لا يفسد نظام الحياة على الأرض..بل مشتمل على الحِكم العظيمة والعبر لجليلة التي قد نعلم بعضها ونجهل جلها والأصل في نفي التفاوت في خلق الرحمن هو ما كان قاضيا بتخريب النظام الحيوي على الأرض , لأن نفي الشقوق عن السماء ورجوع البصر خاسئا وهو يشاهد الكون دليل على انتظام العالم وفق قوانين كبرى
خامسا-نفي الاختلاف وهو التفاوت , لا يتضمن نفي التشوهات الخلقية التي شاءها الله تعالى ,لأن من قانونه سبحانه يخلق بعض الأشياء على هذا النحو ..كما لو كان لدي مصنع أصنع يه عرائس , وأصنع بعضهن برجل مقطوعة عمداً لتحقيق مقصد معين يرام تحقيقه ..ففي هذا الحال جاز لصاحب المصنع أن يقول:بضاعتنا كلها محكمة جميلة ..
سادسا-قد تشتبه بعض الآيات القرانية على قليل العلم ..فأما المصاب بالمرض فإنه يجعلها دليلا ينقض بها معجزة القران أو يقيم عليها بنيانه العقدي بالباطل ..وأما أهل العلم فيردون المتشابهة للمحكم فيبين عندئذ معنى الآية ويزول الاشتباه ..
قال الله عز وجل مبينا هذه القاعدة الجليلة (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب ) وبالمثل أخي طبق هذه القاعدة في الحياة من حولك في الآيات المنظورة في الكون كما طبقتها في آيات الله المسطورة لينجلي الإشكال أو التعارض المتوهم..ولأخي الأستاذ عبدالله الشهري موضوع يتعلق بهذا فانظره مجزياً خيراً
والله أعلم

mohamed77
04-01-2011, 05:21 PM
جزاكم الله خيرا
يعنى النقص الذى قد اشاهده فى المخلوقات هو فى حقيقته له غايه و هدف و بالتالى يخرج من كونه نقص

تمام , جزاكم الله خيرا

أبو القـاسم
04-01-2011, 05:26 PM
وجزاك مثله وبارك فيك..ولعلك ترجع فتقرأ من جديد مرة أخرى بعين بصيرة لأن الجواب أشمل من اختزاله في هذا

أبو القـاسم
04-03-2011, 02:02 PM
و خينغ خاو باللغة الصينية ( الحمد لله ) ني نا ؟ ( وأنت ؟ )
خينغ خاو : )

أبو القـاسم
04-04-2011, 05:55 PM
كنت أريد أعرف رد على شبه تناقض بين ايتين (
هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (البقرة29)
أَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاء بَنَاهَا،رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا،وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا،وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا
،أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءهَا وَمَرْعَاهَا،وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (النازعات 27:32)


قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ،وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ،ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ،فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (فصلت 9:12)

{ إِنَّ رَبَّكُمْ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ (الأعراف54)

أولا: من تم خلقة الأنتهاء منه أولا
مرة السماء بعدها الأرض و المرة الأخرى العكس

ثانيا: عدد الأيام غير متطابق مهما حاولت العد (أنا):
2+4+2=8

وصلني هذا السؤال من أحد الكرام ورجحت وضع سؤاله مع الجواب لتعم الفائدة..واختصرت سؤاله بما يحقق المطلوب
الجواب بعون الله تعالى :
بخصوص سؤالك الكريم ..فإليك البيان
أولا- قول الله تعالى(( قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ *
وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ *
ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ*
ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ *
فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ))
تأمل معي جيداً بارك الله فيك ..خطوة خطوة :-
-هذه الشبهة حاصلها :أن القران متناقض كما يزعم المفترون فهو يقول تارة خلق السماوت والأرض في 6 أيام وتارة في 8 أيام..أليس كذلك ؟ ..طيب هنا تعليقات مهمة في جواب شق من سؤالك :-
1-لايوجد في القران كله أن الله عز وجل خلق العالم في 6أيام ,ثم في مكان آخر أنه خلقها في 8 أيام ..هذا غير موجود ألبتة..مثل هذا تجده فيما يسمى بالكتاب المقدس عند أهل الكتاب ..أما في القران فوالله الذي لا إله غيره لا وجود له والحمدلله على حفظ كتابه
2-الآيات في سورة فصلت مبنية على ذكر المراحل بالعد التراكمي ..فحين ذكر خلق الأرض في يومين ..أكمل كلامه عن الأرض بخلق الرواسي وتقدير الأقوات والمباركة..فكان مجموع خلق الأرض بما فيها =4 أيام كما لو قلت بنيت الطابق الأول من البناية في ستة أشهر ووضعت فيه مرفقاته اللازمة في سنة , والمعنى بضميمة البناء فالمجموع للبناء والمرافق =سنة تامة , وقد سئل العلامة الشيخ أحمد ديدات هذا السؤال من أحد الشبان فناداه وقال سأعطيك مالا:ثم أعطاه مثلا دينارا ..قال كم معك قال :دينار ,فزادها ثلاثة ,وقال كم معك ,قال :أربعة..قال فهذا معنى الآية! أي دخل الأول في الثاني ..فصفق له الناس لحسن تصرفه البديع وبديهته الحاضرة في تفهيمه الجواب
وهذا أمر مبني على فهمك للغة العرب واستعمالاتها ..بل هو وارد في غير لسان العرب
3-كون الله يذكر أنه بنى الأرض في كذا والسماء في كذا ..ليس معناه أن الله يحتاج لأيام كالمخلوقات أو أنه صرف مجهودا في ذلك ..تعالى الله عن ذلك..إنما هو بيان لتقرير ما حدث وفيه حِكَم بالغة, فيكفي أن يريد الله أو يقول كن فيكون ..سبحانه جل في علاه
-----
نأتي الآن للجمع الذي طلبته مشكورا ..يقول الله سبحانه "هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ"
وآيات النازعات تقول "أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا * رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا * وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا * وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا "
-ففي آية البقرة أن الله خلق لنا ما في الأرض قبل خلق السماء
-وفي آية النازعات أن الله دحا الأرض بعد السماء ..
والسؤال هنا :هل هناك تعارض ؟ الجواب لا ..لأن الجهة منفكة ..فدحو الأرض شيء وخلق الأرض نفسها شيء آخر آخر ,فالله قال "والأرض بعد ذلك دحاها " ولم يقل "خلقها" وإلى هذا الحد تكون الشبهة مقضياً عليها
فإن قيل : الدحو من معانيه الذي فسر بها :إخراج الأشجار ونحو ذلك مما يصلح للعيش عليها, فهل هذا يتعارض مع قوله في سورة البقرة "خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء" الجواب القطعي:لا
وذلك من وجهين :
الأول-الخلق في اللغة يأتي بمعنى التقدير كما قال زهير بن أبي سلمى :
ولأنت تفري ما خلقتَ وبعـ *** ضُ القوم يخلق ثم لا يفري
فقوله تعالى "خلق لكم ما في الأرض جميعا " يعني قدّر لكم ما في الأرض جميعاً ويشهد له قول الله تعالى في سورة فصلت "وقدر فيها أقواتها"
فالمعنى إذن:قدّر ما في الأرض من أرزاق وأقوات ثم خلق السماء ثم دحا الأرض بأن أخرج هذه الأقوات والأرزاق الصالحة لجعلها آهلة بالخلائق
اقرأ الآن الآيتين
أ-آية البقرة : "خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ"
ب-وآية النازعات فبعد أن ذكر بناء السماء قال "وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا"
الثاني-عقلا وعرفا إذا كان أصل الشيء موجودا جاز أن يعبر عن الفرع به..كما في قوله تعالى "ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة " والكلام هنا عن آدم عليه السلام ..ولم نكن خلقنا بعد ومع هذا قال خلقناكم
قال بهذين الوجهين العلامة الشنقيطي رحمه الله تعالى على تفسير الدحو بأنه إخراج الماء والمرعى
فإن فسر الدحو بأنه تكوير الأرض ونحو ذلك وهو معنى صحيح أيضا ..فلا إشكال أيضا ويكفي أن يقال فيه ما سبق تقريره أن الجهة منفكة وبهذا ترى أنه حتى على اختلاف حمل الكلمة على أكثر من معنى ليس ثم تعارض ألبتة ولله الحمد والمنة على حفظ كتابه "أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا"

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
04-04-2011, 07:08 PM
حبذا لو تخبرنا بشئ من التفصيل عن الفروقات بين أحرف القرآن والقراءات فقد اشتبهت على كثير من الناس كما قال أصحاب هذا الفن وكَثُر من أقوالهم

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
04-04-2011, 08:08 PM
لعلنا نريح الإستاذ فأحسن الله عزاءه

أبو القـاسم
04-05-2011, 03:17 PM
بارك الله فيك يا شيخ محب ..وبالمناسبة الشبهة الأخيرة بحاجة لمزيد تفصيل ولكن الجواب الموجود يحقق الكفاية
وهذا جواب الشيخ ديدات البديع على مسألة الستة والثمانية
http://www.youtube.com/watch?v=QVqXM2IfFd0

أبو القـاسم
04-06-2011, 02:31 PM
يقول الله عز وجل "فنبذناه بالعراء وهو سقيم " هذه آية الصافات..وقال في القلم "لولا أن تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء وهو مذموم"
فيظن بعض الأغرار أن بينهما تعارضا لجهلهم باللغة العربية والجهل آفة وقانا الله وإياكم ,,ولكن دواؤه العلم ,والعلم ينال بالسؤال
قيل للشعبي بم نلت هذا العلم ؟قال:بلسان سؤول وقلب عقول !
جواب التعارض الموهوم:أن (لولا ) حرف امتناع لوجود ..ولكن الامتناع مسلّط هنا على الجملة الحالية "وهو مذموم" وليس على جواب "لولا".. والتقدير :لولا أن تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء في حالة كونه مذموما..لكنه نبذ بالعراء وهو غير مذموم .. فهو نبذ بالعراء في كلا الآيتين
وهذا أمر بالمناسبة لا يحتاج علماء فكل من يفقه مباديء العربية التي في المدارس يعرفه ..فتأمل أخي المسلم كيف صدق وصف الله لهم بالجهل ..وهو إما جهل بسيط أو مركب والغالب على الملحدين وأشكالهم من الذين يسمون "لادينيين" ,النوع الثاني
مثال للتقريب :
-لولا أنك ذكرتني لصليت وأنا على غير وضوء
-أنا صليت وأنا فرح
فهل بينهما تعارض؟!
أترك الجواب لمن يفهم العربية..

Brandon
04-06-2011, 03:02 PM
لكي نكون منصفين يجب سماع رأي المتهمين
وما حكم الفاروق إلا بعد سماع الجهتين الممتخاصمتين


لولا أن تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء
فنبذناه بالعراء


جملتان كاملتان و كل ما هو بعدهما هو معطوف عليهما( وهم جمل كامله أيضا)

هو مذموم
هو سقيم

و على العموم لكل رأيه وهو حر به ولا يضار احد برأيه (وجه نظر الملحدين)
أو
من بدل دينه فقتوله (البخاري)

وما الأمر إلا أراء

أبو القـاسم
04-06-2011, 03:06 PM
"يا حبيبي روح العب مع بوجي وطمطم..فهذا مجال يمكن أن تبدع فيه
وسأخبرك بسر وبدون زعل :والله منت فاهم حاجة"
-إذا قررت أن "تستعبط" من جديد , فأجب السؤال لكي نعرف أعربي أم عجمي؟
-سؤال آخر :أليس من العيب أن "تتفلسف" في شيء لا تفهم فيه ..؟
لكن مع الأسف :شربوك الشبهة فجئت وتقيأتها هنا دون أي وعي أو فهم ولا أدب أو حياء..

Brandon
04-06-2011, 03:16 PM
"يا حبيبي روح العب مع بوجي وطمطم..فهذا مجال يمكن أن تبدع فيه
وسأخبرك بسر وبدون زعل :والله منت فاهم حاجة"

شكرا على الحوار الحضاري
المهم ألا يتحول الحوار من تقديم رأي يأخذ به أو يرفض إلى" شخصنة و سباب"

أبو القـاسم
04-06-2011, 03:36 PM
سبحان الله..وهل من الحوار الحضاري أن تضع في توقيعك آيتين بطريقة تقول فيها للناس إن القران باطل؟ تهاجم المسلمين في أعز مقدساتهم ..ثم تطلب حوارا حضاريا؟ لو كنت حضاريا لقلت بأدب :كيف نجمع بين كذا وكذا..أو هل هناك تعارض؟..إلخ..الآن دعك من هذا ..أجبني بصدق وحضارة
1-هل فهمت الجواب الذي أجبتك؟..إذا نعم اشرح ما فهمت ..وإذا لا ليس عيبا أن تقول لا..وأعيد لك الشرح
2-ماجواب السؤال الذي بالأحمر؟

Brandon
04-06-2011, 03:38 PM
ي
مثال للتقريب :
-لولا أنك ذكرتني لصليت وأنا على غير وضوء
-أنا صليت وأنا فرح
فهل بينهما تعارض؟!
أترك الجواب لمن يفهم العربية..

و هل هذا المثال ينطبق على الأيتين؟؟؟؟؟
(لولا أن تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء
فنبذناه بالعراء)

إليك مثال من عندي أظن أنه ينطبقأكثر
لولا أنك ذكرتني لقتلته وهو مريض
أنا قتلته وهو مذموم

لذا سؤالك لا محل له في هذا النقاش
--------------------------


أترك الجواب لمن يفهم العربية..
و أنا أيضا
أخير اتفقنا

أبو القـاسم
04-06-2011, 03:48 PM
ألم أقل لك لم تفهم..وليست أول مرة تهاجم دون فهم! فهلا تعلمت وتأدبت ؟
ركز إن كنت حقاً تريد الحق..هذا الجواب يبين أنك لم تفهم
لولا أن تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء وهو مذموم
هذه الواو يا عزيزي تسمى واو الحال ..وليست واو العطف..وهي تدخل على الجملة التي لبيان الحال
مثال:جاء الولد وهو يأكل..والمعنى :جاء الولد حالة كونه يأكل ..فهذا أول خطأ عندك أنك ظننت الواو للعطف
ثانيا-فقول الله :لنبذ بالعراء وهو مذموم: يعني حالة كونه مذموما
فحين قال الله :لولا أن تداركه نعمة من ربه ................هل قال :"لنبذ بالعراء" وسكت كما في جملتك؟
الجواب :لا
وإنما قال:لنبذ بالعراء وهو مذموم :يعني لنبذ بالعراء حالة كونه مذموماً
إذن (لولا) متعلقة بالحال..وليس بالجواب
فنعمة الله التي تداركته حفظته من أن ينبذ وهو مذموم يعني حالة كونه مذموما ..فإنه نبذ وهو غير مذموم..أي حالة كونه غير مذموم
فالآية لا تنفي انه نبذ بالعراء..إنما تنفي أن يكون نبذ بالعراء في حالة كونه مذموما
هل فهمت الآن؟

أبو القـاسم
04-06-2011, 04:01 PM
هذه الواو الحالية جديدة عليك فتأمل كيف أدى جهلك بحكم الواو في النحو إلى اتهام أعظم كتاب! ..
ومزيدا من التوضيح في هذه الواو الحالية :
(يا أيها الذين آمنوا لا تَقْتُلوا الصَّيْدَ وأنتم حُرُمٌ ) : يعني لا تقتلوه حالة كونكم متلبسين بالإحرام..أو :لا تقتلوه في الحالة التي تكونون فيها محرِمين..إذن هذه واو الحال..وليست واو العطف
أكرر :تصور -إن كنت صادقا- كيف كان جهلك بحكم حرف ..حرف فقط! ..أدى لأن تعتدي على الله وكتابه والمسلمين ..وتتخذ موقفا كفريا وتضعه في توقيعك..تظن بذلك أنك تفحم المسلمين , فكيف حين تجهل أمورا أعظم..؟!
ألا تستفيد درسا من هذا ؟
أرجو ذلك

Brandon
04-06-2011, 04:13 PM
هذه الواو الحالية جديدة عليك فتأمل كيف أدى جهلك بحكم الواو في النحو إلى اتهام أعظم كتاب! ..
ومزيدا من التوضيح في هذه الواو الحالية :
(يا أيها الذين آمنوا لا تَقْتُلوا الصَّيْدَ وأنتم حُرُمٌ ) : يعني لا تقتلوه حالة كونكم متلبسين بالإحرام..أو :لا تقتلوه في الحالة التي تكونون فيها محرِمين..إذن هذه واو الحال..وليست واو العطف




هنا يمكنني أن أقول أنك جاوبت عن شبه بشكل مقنع. (وبدن إستهزاء)
فهذه واحدة لك

ولكن يكفي خطأ واحد فيه ليجعني أرفض أنه من عند الخالق
لذا سوف أعرض عليك الشبه التالية (بعد قليل)

أبو القـاسم
04-06-2011, 04:19 PM
في الواقع أجبت على التمام من أول رد !..لكن الإشكال عندك وعند كل من ياتي من هذه المواقع الإلحادية:الجهل +الغطرسة والغرور الفارغ..فلهذا نضطر أن نجيبهم..ثم نفهمهم الجواب عدة مرات!..وهذا ليس استكبارا معاذ الله..ولكن حقيقة ينبغي أن تستفيد منها ولا يحق لنا أن نجامل في الحقائق والطبيب قد يحقن المريض بإبرة ويوجعه لأجل مصلحته ..يقول مسمر وهو عالم غربي :الغربي إذا صار عالما يترك دينه أما المسلم فلا يترك دينه إلا إذا صار جاهلا!
أخيرا:أرجو ألا ترمي بشبهاتك هنا ..بل خصص لكل فرية مزعومة موضوعاً..واسأل بأدب وبطريقة استفسارية, يقول الله عز وجل "إنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ "
هذه الآية وصف دقيق لك ولكل ملحد وكافر يجادل بغير سلطان أي دون علم ولا حجة ..فتدبرها لعل الله يهديك

أبو القـاسم
04-06-2011, 04:58 PM
قلت لك افتح موضوعا جديدا ..وكأني أرى الموقع الآخر الذي تنقل منه , هذه الصفحة ليست مخصصة لهذه الترهات
ولابد أن تعتذر عن إساءتك أيضا

إسحاق
04-06-2011, 05:11 PM
أولا :جزى الله ابا القاسم خير الجزاء

ثانيا :المسالة ليست مسالة نقاط واحد يفوز والاخر يخسر
المسألة مسألة ايمان ومصير وشريعة ونار او جنة

الدين انزله الله تعالى للجميع ولا لأحد ان يتفضل على الاخر به

إذا يجب عليك ان تعترف انك اصلا لم تكن واعيا بالعربية ولا دارسا لها
هذه نقطة
النقطة الثانية يجب ان تقر انك ستسلم او تترك مانت عليه ان ثبت لك اعجاز القران اللغوي وعدم وجود اخطاء بالمرة

Brandon
04-06-2011, 05:14 PM
قلت لك افتح موضوعا جديدا ..وكأني أرى الموقع الآخر الذي تنقل منه , هذه الصفحة ليست مخصصة لهذه الترهات
ولابد أن تعتذر عن إساءتك أيضا

أعتذر عن ماذا ؟
أنا لم أسب و أمتهن أحد (عكس بعض الأفراد)

أنا قدمت الشبه
أنت قدمت الرد عليها (إذا فسرت واو حال تنتفي الشبه)
أنا أقررت لك بذلك

أين الخطأ
من منا المغرور؟!
من منا يريد الإستعلاء؟!

في سبيل الله
04-06-2011, 05:22 PM
اعرض شبهك في شريط آخر واحترم الناس ليحترموك وتأدب مع عقيدتنا واسأل واستفسر من باب ابطال الشبه وليس من باب المجادلة وستجد من يجيب على اسئلتك , بإذن الله.

كما قال اخي ابو القاسم

Brandon
04-06-2011, 05:26 PM
أولا :جزى الله ابا القاسم خير الجزاء

ثانيا :المسالة ليست مسالة نقاط واحد يفوز والاخر يخسر
المسألة مسألة ايمان ومصير وشريعة ونار او جنة

الدين انزله الله تعالى للجميع ولا لأحد ان يتفضل على الاخر به

إذا يجب عليك ان تعترف انك اصلا لم تكن واعيا بالعربية ولا دارسا لها
هذه نقطة
النقطة الثانية يجب ان تقر انك ستسلم او تترك مانت عليه ان ثبت لك اعجاز القران اللغوي وعدم وجود اخطاء بالمرة

إذا كانت الجملة تحتمل تفسيران ،هل هذا ذنب المستمع أنه فهم واحد فقط؟

ما فائدة علم التفسير إن كان يشترط على المستمع أن يكون داريا بكل شيء؟

و التفسير كان للعرب و كان يحدث أيام النبي و للعرب
(كفاك تعاليا عن الناس)

النقطة الثانية:
ألم أقر لك بالأولى؟
لماذا تشك إذن ؟!
"أنت لست عليهم بمسيطر" فلا تصبح أنت مسيطرا

Brandon
04-06-2011, 05:33 PM
اعرض شبهك في شريط آخر [color="blue"واحترم الناس ليحترموك وتأدب مع عقيدتنا واسأل واستفسر من باب ابطال الشبه وليس من باب المجادلة وستجد من يجيب على اسئلتك , بإذن الله.

كما قال اخي ابو القاسم
شكرا على التوجيه

جادلهم باللتي هي احسن

عبد الواحد
04-06-2011, 05:49 PM
هذه الواو الحالية جديدة عليك فتأمل كيف أدى جهلك بحكم الواو في النحو إلى اتهام أعظم كتاب! ..
ومزيدا من التوضيح في هذه الواو الحالية :
(يا أيها الذين آمنوا لا تَقْتُلوا الصَّيْدَ وأنتم حُرُمٌ ) : يعني لا تقتلوه حالة كونكم متلبسين بالإحرام..أو :لا تقتلوه في الحالة التي تكونون فيها محرِمين..إذن هذه واو الحال..وليست واو العطف
أكرر :تصور -إن كنت صادقا- كيف كان جهلك بحكم حرف ..حرف فقط! ..أدى لأن تعتدي على الله وكتابه والمسلمين ..وتتخذ موقفا كفريا وتضعه في توقيعك..تظن بذلك أنك تفحم المسلمين , فكيف حين تجهل أمورا أعظم..؟!
ألا تستفيد درسا من هذا ؟
أرجو ذلكجزاكم الله خيرا أستاذي أبو القاسم المقدسي.

مجرّد إنسان
04-06-2011, 08:16 PM
مرحباً بالمحاور الغائب...الأستاذ عبدالواحد....وجزى الله خيراً الأستاذ أبا القاسم على جهوده في هذا الشريط وفي غيره

معارج
04-09-2011, 05:27 PM
إذا كانت الجملة تحتمل تفسيران ،هل هذا ذنب المستمع أنه فهم واحد فقط؟

ما فائدة علم التفسير إن كان يشترط على المستمع أن يكون داريا بكل شيء؟

و التفسير كان للعرب و كان يحدث أيام النبي و للعرب



إذن ,, هل انتهى التفنيد في هذه الشبهة يا Brandon ؟
إذا انتهيت منها بالفهم فجيد ولك أن تفتح موضوعا آخر بشبهة أخرى عيّ عليك فهمها وسيرد عليك أهل العلم في هذا المنتدى
أنت فقط كن واضحاً غير مستهزئٍ بهذا الدين وسيأتيك الجواب مطرزاً بالإحترام

ابن النبلاء
04-14-2011, 09:38 PM
بارك الله في الشيخ ابي القاسم
لدي سؤال ارجو التفضل بالاجابه عليه هل النصراني واليهودى قامت عليه الحجة بمجرد السماع بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم؟

أبو القـاسم
04-14-2011, 11:52 PM
الله يبارك في عمرك لكن هذا خارج الموضوع أخي الحبيب فأستسمحك لو أجلته لمكان آخر مناسب

أبو القـاسم
04-24-2011, 01:51 AM
*****كتبت شيئا هنا وليس محله بالخطأ*******

عابرة سبيل2
04-30-2011, 11:23 AM
السلام عليكم شيخنا الفاضل ..
جئت بسؤال أتمنى أن تزيل التعارض الموهوم بين النقل والعقل فيما يقوله المعتزلة
عن خلق أفعال العباد فمن المعلوم أن الله خلق أفعال العباد .. ولكنهم يقولون
بأن هذا ليس من العدل فإذا خلق الله فعل الكافر ثم عذبه عليه يكون الله حينها
ظالما - تعالى الله عن ذلك -
وبارك الله فيكم وفي علمكم ..

أبو القـاسم
04-30-2011, 06:01 PM
السلام عليكم شيخنا الفاضل ..
جئت بسؤال أتمنى أن تزيل التعارض الموهوم بين النقل والعقل فيما يقوله المعتزلة
عن خلق أفعال العباد فمن المعلوم أن الله خلق أفعال العباد .. ولكنهم يقولون
بأن هذا ليس من العدل فإذا خلق الله فعل الكافر ثم عذبه عليه يكون الله حينها
ظالما - تعالى الله عن ذلك -
وبارك الله فيكم وفي علمكم ..
عيكم السلام ورحمة الله وبركاته..حياكم الله أستاذة عابرة سبيل ومرحبا بك
هناك قولان نقيضان :قول الجبرية وهو أن العبد مسلوب الإرادة وأن الله هو الفاعل ..
وقول القدرية المقابلة لهم من المعتزلة وغيرهم أن الإنسان هو الخالق لفعل نفسه ...
بعض المتكلمين كالأشعرية لما أرادوا التخلص من القولين الباطلين جاءوا بقول عجب ينسجم مع وسطية موهومة هي دأبهم في كثير من عقائدهم فقالوا بأن الله يخلق الفعل لكن العبد يكسب "والكسب مقارنة القدرة الحادثة للفعل من غير تأثير" على حد وصف السنوسي التلمساني ومعنى كلامه أن يقترن بإحداث الفعل قدرة من العبد لكنها من غير تأثير على الحقيقة فهي أشبه بالصورة الظاهرية فآل قولهم إلى قول الجبرية باعتراف بعض علمائهم ومنه قول التفتازاني إذ يقول : "فالإنسان مضطر في صورة المختار" أي مجبور في صورة مختار ! وقول الرازي : "وعند هذا التحقيق يظهر أن الكسب اسم بلا مسمى" والأمر عند أهل السنة والجماعة ميسر بحمد الله بأنهم قالوا إن الله هو الخالق للعبد وخلق صفاته بطبيعة الحال لأنه لا وجود لذات من غير صفات ..لكن الذي يفعل الفعل هو العبد نفسه وليس الله جل وعلا ..فإذا زنى ..فالعبد هو الزاني وهو المختار لذلك بملء إرادته وعلى هذا الأساس يعاقب ..لكن الله تعالى خلق هذا العبد وخلق صفاته ومن صفاته الفعل ,وليس الله سبحانه هو الفاعل للزنى! حاشا لله ..وللتقريب يمكن أن تصنع جهازا آليا مؤهلا للقيام بالكبس على الأشياء أيا كانت ..فجاء شخص وبرمجه للقيام بالقتل للكبس على زناد المسدس , فأنت صنعت الروبوت وصنعت معه الأهلية لأن يفعل مهاما كثيرة جدا ..وكتبت عليه تحذيرا :لا تبرمجه لعمل الشر..فجاء شخص وبرمجه..فهو المحاسب وليس الصانع الرئيس..وهذا نوع من المقاربة للفهم وليس المطابقة..أختم بقول الإمام الصدّيق الثالث ابن تيمية : ( والعباد فاعلون حقيقة ، والله خالق أفعالهم , والعبد هو المؤمن والكافر والبر والفاجر والمصلي والصائم ، وللعباد قدرة على أعمالهم ، ولهم إرادة والله خالق قدرتهم وإرادتهم )
والله أعلم

عَرَبِيّة
05-12-2011, 05:12 AM
السلام عليكم ورحمة الله ..
مبادرة مباركة وأجوبة تسُد عيْن التعارض , بارك الله فيكم ونفع بعلمكم .
أرجو إزالة الإعتراض المتوهم بين قوله تعالى { أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ } ,وَما أورده الإمام أبو داود السجستاني رحمه الله تعالى: [ باب في التجاوز في الأمر ] أي : الأخذ بالأيسر، والتسامح فيه، وعدم الأخذ بما هو شاق، حديث عائشة رضي الله عنها: (أن النبي صلى الله عليه وسلم ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً.... الحديث ) .

وأقصد من هذا فتاةٌ مسلمة في احدى دول أوروبا تريد أن تختار الأيسر لها من الحجاب " تغطية شعر الرأسِ وكشف الوجه ", ثم تذْكُر قوله تعالى { أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ } فتتذكر أنّ تغطية الوجه أفضل , فتقع في الحيرة .


قُلتُ أنّ الأيسر في وضعها هو الحجاب " تغطية الرأس وكشف الوجه " وصفاتُ ثوب العفة والإحتشام معروفة , لما يترتب على إختيار الأفضل من مشاكل تصل إلى الغرامة والسجن وفي الدين فُسحةٌ في هذا الأمر .
إنمّا العتبُ على فتاة في مجتمع يسمح لها بأن تغطي وجهها من غير مشاكل مُترتبة على الأمر فتستبدل الخيْر بالذي هو أدنى ..والله أعلم .

فما قولُكُم أستاذي في هذا خصوصاً وفي التعارض المتوهم عموماً ؟

أبو القـاسم
05-12-2011, 08:22 AM
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
هذا الحديث بارك الله فيك مخرج في الصحيحين أعني حديث عائشة رضي الله عنها (ما خير رسول الله بين أمرين..)
والمقصود بين أمرين من أمور الدنيا لا أمور الدين التي فيها نصوص ,وإلا لو كان طلب اليسر هو المرجح مطلقا
لكان التخيير بين ترك الفرائض وأدائها موجبا اختيار الأول ..وهذا يعني اختيار الكفر!
والحديث نفسه يدل على أن المقصود أمور الدنيا لأنها قالت"ما لم يكن إثما" وهل في الدين من إثم؟
والله يرعاك..

عَرَبِيّة
05-12-2011, 09:36 AM
فهمت , جزاك الله خيراً



وهل في الدين من إثم؟
أكيد الدين منزه عن هذا فهو من لدن خبيرٍ عليم , ولكن العِلّة في الإنسان نفسه .

فإن أتفقنا على أنّ الجائز هو المباح .
وأنّ المكروه هو مانُهيَ عنه نَهِي تنزيه , " يُثاب تاركه ولا يُعاقب فاعله " .
فيكون ياأستاذي السؤال كالتالي :
ماذا لو كان التخيير بين الأحوط وبين الأيسر ( في مسألة واحدة من أمور الدين ) - والأيسر مباحٌ أو مكروه - أيدخل في قوله تعالى { أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ } , أم نقول حينها { لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا } ؟
فهذا يحدث في المسائل الفقهية الخِلافية والمرء مثلي قليل علمٍ بالفقه يحتار كثيراً أيختار الأيْسر وفيها اجتهاد من عالم ثقة عُرف بعلمه فلا شيء عليه بإذن الله أم يختار الأحوط خشية الوقوع في اثم ؟
وصدقاً هذه من أعتى المسائل عليْ ومازال " باب سد الذرائع " و " فقه الأولويات" من الأمور التي أسعى إلى دراستها بتأنٍ و التوفيق بيْنها لما تسببه لي من عناء , وزيادة على هذا أخشى أن أكون فيمن يُقال عن فِعل توفيقهم تلفيقاً .!

أبو القـاسم
05-12-2011, 09:59 AM
وجزاك خير الجزاء وبارك فيك..
الأحوط ليس هو الأشد دائماً فقد يكون الأيسر كالقصر في السفر أحوط من الإتمام, وكترك التكلف عند الموسوس فالأحوط له ترك المبالغة في التطهر مثلا..إلخ, قال الإمام الجبل سفيان الثوري: (إنما العلم عندنا الرخصة من ثقة، فأما التشديد فيحسنه كل أحد) وقوله الثقة يعني أن رخصته مبنية على دليل شرعي لا على تشهٍ ولا هوى ولا اتباع الأيسر منهجاً فكرياً مطرداً في الفتوى كما نجده عند بعض المعاصرين عفا الله عنهم فربما "احتال" الفقيه على المسألة وجاء بوجه شرعي فيه سعة وتيسير دون أن يكون في ذلك إثم ولا شبهة . وإنما يتكثر من الأحوط الذي يقتضي الشدة من لا يفقه كثيراً, لأن من عرف الدليل والمناط ,كان في غنى عن الاحتياط, فالاحتياط دائر بين خفاء مرجح لأحد القولين لطبيعة المسألة لكونها مما تتجاذبها الأدلة , وبين أن يكون وجه الحق معروفا ظاهراً ثم خفي على بعض الناس فكان مفزعهم إلى الأحوط أليق بحالهم وأضبط ,ولو سألوا ثقة لكان خيرا لهم
وفي هذه المسألة خاصة -النقاب أو غطاء الوجه-لا شك أنها دائرة بين الوجوب والاستحباب ..فمن كانت ترى أنه مستحب لأجل اتباعها عالماً متبوعاً فلاشك أن الأفضل هنا لزومه لأن عمل المستحب خير من تركه ..وأداء السنة أحب إلى الله تعالى وأقرب إلى تحصيل حبه من عدمه..لكن إن وجد عوامل خارجية كأن يكون في النقاب أذى عليها حقيقي وهي تقلد إماما متبوعا يقول بأنه مستحب وفضيلة ,فلو تركته حينئذ لما يقع عليها من ضرر مع رغبتها في لبسه ,كان لها في ذلك مندوحة ولم يفتها أجر النية
والحمدلله .فكيف لو كانت تقلد إماما يرى الوجوب أو ترجح إن كان لها نظر في المسائل بأنه واجب؟
والحاصل أنه لا مدخل لهذا الحديث في أمور الدين..كما سبق بيانه
والله أعلم

إلى حب الله
05-12-2011, 10:10 AM
بارك الله فيك أخي الحبيب أبا القاسم ..
وفقك الله وأعانك على كل خير ...

عَرَبِيّة
06-03-2011, 03:09 AM
السلام عليكم ورحمة الله ..

قال ( ص ) (( لا تزال المسألة بأحدكم حتى يلقى الله وليس في وجهه مزعة لحم )).
شرح الحديث (1) : يعني لا يزال الرجل يسأل الناس- يعني يسأل المال- حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم. نسأل الله العافية.
وهذا وعيد شديدٌ يدل على تحريم كثرة السؤال من الناس، ولهذا قال العلماء: لا يحل لأحد أن يسأل شيئاًً إلا عند الضرورة، إذا اضطر الإنسان فلا بأس أن يسأل ، أما أن يسأل للأمور الكماليات لأجل أن يسابق الناس فيما يجعله في بيته، فإن هذا لا شك في تحريمه، ولا يحل له أن يأخذ ولا الزكاة حتى لو أعطيها فلا يأخذ الزكاة من أجل الكماليات التي لا يريد منها إلا أن يسابق الناس ويماريهم ، أما الشيء الضروري فلا بأس به. والله أعلم. أ.هـ.

[ أقول : فدل هذا على أن يطلب السائل مايحصل به الكفاف وفي تعريفه : هو مايحصل به سد الحاجة الضروية , وألاّ يأخذ حتى لو أُعطي مايزيد عن حاجته الضرورية ]

وفي حديث عن عُمر - رضي الله عنه قال - " إذا أعطيتم فأغنوا " (2)
والذي يظهر ليْ من الحديث هو إعطاء عطاية يتجاوز حد الكفاف فيحصل به ( الإستغناء ) من ( فأغنوا ) ومايحصل به الإستغناء في اللغة هو الكفاية وهي أقل مراتب الغِنى وتتعدى سد الحاجات الضرورية إلى مابد للإنسان منه على وجه يليق بحاله تصل إلى إقتناء الزينة والحُليْ ولكن من غير إسراف ولا تقتير .

فكيف يقبل المحتاج مايفيض عن كفافه ويصل إلى كفايته بموجب حديث عُمر وهناك منع صريح في حديث المصطفى ( ص ) ؟
وربما يستقيم حال القضية إن قُلت هل عُمر -رضي الله عنه - قصد الكِفاية أم الكفاف ؟ وكيف أفهم ذلك ( وجه الإستدلال ) ؟

وقوله تعالى { وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25) }
هل هي تضمن الكفاية أم الكفاف لطبقات المجتمع الفقيرة من ( السائل والمحروم ) ؟

بارك الله فيكم وزادكم علماً وعملاً .
-----------------
1- رياض الصالحين - المجلد الثالث - باب القناعة والعفاف والاقتصاد في المعيشة :
2- حديث موقوف .
3- سورة المعارج .
إنارة أعيها : تختلف حد الكفاية والكفاف بإختلاف المستوى الإقتصادي للمجتمع من وقت لآخر .

عبدالرحمن الحنبلي
06-03-2011, 12:51 PM
انا اتوهم التناقض بين مشيئة الله ومشيئة العبد ....ارجو من الا ستاذ ابي القاسم ان يوضح لي هنا او من خلال موضوعي

الذي وضعته على هذا الرابط


http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=31054

أبو القـاسم
06-03-2011, 02:13 PM
السلام عليكم ورحمة الله ..

قال ( ص ) (( لا تزال المسألة بأحدكم حتى يلقى الله وليس في وجهه مزعة لحم )).
شرح الحديث (1) : يعني لا يزال الرجل يسأل الناس- يعني يسأل المال- حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم. نسأل الله العافية.
وهذا وعيد شديدٌ يدل على تحريم كثرة السؤال من الناس، ولهذا قال العلماء: لا يحل لأحد أن يسأل شيئاًً إلا عند الضرورة، إذا اضطر الإنسان فلا بأس أن يسأل ، أما أن يسأل للأمور الكماليات لأجل أن يسابق الناس فيما يجعله في بيته، فإن هذا لا شك في تحريمه، ولا يحل له أن يأخذ ولا الزكاة حتى لو أعطيها فلا يأخذ الزكاة من أجل الكماليات التي لا يريد منها إلا أن يسابق الناس ويماريهم ، أما الشيء الضروري فلا بأس به. والله أعلم. أ.هـ.

[ أقول : فدل هذا على أن يطلب السائل مايحصل به الكفاف وفي تعريفه : هو مايحصل به سد الحاجة الضروية , وألاّ يأخذ حتى لو أُعطي مايزيد عن حاجته الضرورية ]

وفي حديث عن عُمر - رضي الله عنه قال - " إذا أعطيتم فأغنوا " (2)
والذي يظهر ليْ من الحديث هو إعطاء عطاية يتجاوز حد الكفاف فيحصل به ( الإستغناء ) من ( فأغنوا ) ومايحصل به الإستغناء في اللغة هو الكفاية وهي أقل مراتب الغِنى وتتعدى سد الحاجات الضرورية إلى مابد للإنسان منه على وجه يليق بحاله تصل إلى إقتناء الزينة والحُليْ ولكن من غير إسراف ولا تقتير .

فكيف يقبل المحتاج مايفيض عن كفافه ويصل إلى كفايته بموجب حديث عُمر وهناك منع صريح في حديث المصطفى ( ص ) ؟
وربما يستقيم حال القضية إن قُلت هل عُمر -رضي الله عنه - قصد الكِفاية أم الكفاف ؟ وكيف أفهم ذلك ( وجه الإستدلال ) ؟

وقوله تعالى { وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25) }
هل هي تضمن الكفاية أم الكفاف لطبقات المجتمع الفقيرة مhttp://www.eltwhed.com/vb/newreply.php?do=newreply&p=237494ن ( السائل والمحروم ) ؟

بارك الله فيكم وزادكم علماً وعملاً .
-----------------
1- رياض الصالحين - المجلد الثالث - باب القناعة والعفاف والاقتصاد في المعيشة :
2- حديث موقوف .
3- سورة المعارج .
إنارة أعيها : تختلف حد الكفاية والكفاف بإختلاف المستوى الإقتصادي للمجتمع من وقت لآخر .
وفقك الله وفقهني وفقهك ..
هذه المسألة مبنية على القدر الذي يعطاه الفقير من الزكاة وهي محل خلاف بين أهل العلم فذهب الإمام الشافعي أنه يعطى ما يكفيه عمره في حين ذهب الإمام أحمد أنه يعطى ما يكفيه العام على اعتبار أن الزكاة تجب حتى يحول الحول على المال, وذهب الإمام أبو حنيفة أنه يعطى قدرا دون النصاب ..وقيل ليس لذلك حدّ, وقيل غير ذلك ..فإذا عرفت هذا تبين أن المسألة مما تتجاذبها الأنظار لعدم النص فيها ..وقول عمر رضي الله عنه مما استدل به من ذهب للمذهب الواسع كالشافعي رحمه الله تعالى,وكلام رسول الله وعيد في المسألة دون حاجة وليس صريحا فيما ذكرت ولو كان كذلك لما اختلفوا ,ثم قول الصحابي قد يخالف الرسول (ص) لعدم بلوغه الحديث مثلا أو لاجتهاد خاص به فالأصل أن الجمع يتطلب بين أقوال الشارع نفسه كالجمع بين آية وآية أو حديث وآية أو حديث وحديث..وأرجو أن هذا القدر فيه ما يزيل الإشكال دون حاجة إلى الترجيح
والله الموفق

أبو القـاسم
06-03-2011, 02:25 PM
انا اتوهم التناقض بين مشيئة الله ومشيئة العبد ....ارجو من الا ستاذ ابي القاسم ان يوضح لي هنا او من خلال موضوعي

الذي وضعته على هذا الرابط


http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=31054

أخي العزيز الفاضل :أرجو التكرم بقراءة رد # 24
والله يرعاك

عَرَبِيّة
06-03-2011, 04:06 PM
فالأصل أن الجمع يتطلب بين أقوال الشارع نفسه كالجمع بين آية وآية أو حديث وآية أو حديث وحديث
مفهوم .



وأرجو أن هذا القدر فيه ما يزيل الإشكال دون حاجة إلى الترجيح
طيّب , أُكمل أنا المشوار .


وفقك الله وفقهني وفقهك ..
آمين آمين .

عبدالرحمن الحنبلي
06-03-2011, 05:01 PM
جزاك الله خيرا استاذي ابي القاسم المقدسي قرات الرد واستفدت منه استفاده كبيره بارك الله فيك ونفع بعلمك الاسلام والمسلمين

عبدالرحمن الحنبلي
06-04-2011, 05:01 PM
ارجو توضيح التناقض في العبارتين التاليتين

قول الملاحده ان الاسباب هي التي تفعل بنفسها؛ فلا حاجة إلى افتراض خالق لها،
قول الاشاعره فاعلية الأسباب تتناقض مع خلق الله، ظنوا أنه إذا عُزي الفعل للسبب فلا يمكن أن يعزى إلى الخالق،

أبو القـاسم
06-06-2011, 12:39 AM
طيّب , أُكمل أنا المشوار .
وهل ثم استزادة بارك الله فيك..ألم يقنعك الجواب ؟

عَرَبِيّة
06-06-2011, 02:12 AM
بارك الله فيك أستاذي , وشكر حرصك على نشر العِلم والتأكد من فِهم المعلومة .
الجواب مُقنع كوني أتفهم حقيقة وجود إختلاف بيْن العلماء فيما لم يرِد فيه دليلاً صريحاً أو سُكِت عنه و تُرِك للعقل البشري في زمانه ومكانه وهذا وبلا شك من جماليات التشريع الإسلامي الذي يُناسب كل زمان ومكان , ولكن من ناحية تطبيقية .. مثلاً إن أرادت دولة اسلامية جمع زكاة المقتدرين من شعبها , وتوزيعها بمعرفتها على المستحقين , فعلى أيْ أساس ستعتمد , الكفاية أم الكفاف ؟ وإنْ أعتمدت الكفاية على فرض أنها ترغب أن يعيش شعبها بمستوى يليق وحال الدولة وأثرياءها , فكيف يفعل حينها الفرد , يأخُذْ فيكون قد مارى بها سُكّان العالم الأوّل وأخذها لكمالياته [ فيكون خالف رأي فقهي يصِل إلى التحريم ] , أم يُمسِك فيكون قد أمسَك عن نفسه وزوجه وعياله [ فيما اختُلِف فيه ] ؟!
فأردتُ أن أبحث أكثر في المسألة لأتوصل إلى الترجيح فيها .
بصراحة لا أستوعب أن تكون الزكاة مفروضة لسد الرمق فقط .! , بل أظنها مفروضة لتحقيق التوازن الإجماعي الطبقي والتعليمي والذي لايحدث إلاّ عند حد معيّن من الكِفاية كما قُلت [ كفاية تليق بحال الدولة وأثريائها والمقتدرين فيها ] , ولكن لا أريد الإستنصار لرؤيتي و اتبع هوى النفس في هذا والعياذ بالله , بل أريد التأكُّد والتثبُّت والتحقيق .
ولذلك قُلتْ أنني سأكمل المشوار , يبدو أنّ طريق هذا السبيل طويلاً والله المستعان .

أبو القـاسم
06-06-2011, 11:34 AM
جزاك الله خيرا ..
لعل أعدل الأقوال والله أعلم وأوسطها قول الإمام أحمد رحمه الله تعالى وثم تفصيلات أخرى تتعلق بآلة المهنة وغيرها مما يجوز التزكية به لخلق فرص عمل وظيفية لهؤلاء الفقراء وانظري كلام ابن تيمية في هذا , وعن الدولة الإسلامية وما تعتمده فهذا بارك الله فيك لا يتعلق بهذه المسألة وحدها كما تعلمين ,بل عام في كل القضايا الاجتهادية السائغة الخلاف ,فإن المعتبر هنا قول أهل الحل والعقد من علماء الأمة وأهل الاختصاص وما يصنعه الأمير أو الخليفة من لجان مأمونة ذات كفاءة عالية من جهة العلم الشرعي والعلم بواقع أمتهم ,فإليهم المرجع في مثل ذلك فإذا اجتمعوا على شيء أو رجح مجموعهم في الجملة شيئا قد يصيره الأمير قانونا بحسبه,وقد تكون الدولة متبنية لمذهب فقهي معين كالمالكي أو غيره فيصدرون في قراراتهم في الغالب عن اجتهادات مالك وأصحابه ,وكل ذلك مما يسع فعله شريطة ما تقدم مع جعل الدليل هو المعول فلا يتعصبون لقول إمام بعينه وقد يقع من المرجحات الواقعية ما يجعل الراجح في زمن مرجوحا والعكس لا بمجرد ملاءمة الواقع من حيث إن الشرع تبع للمصلحة كما يزعمه الكثير اليوم بل لأن الشرع نفسه اقتضى هذا الترجيح في أمثال هذه الواقعات والمعادلة الحقة أن المصلحة تكون حيث كان الشرع..والله أعلم

عَرَبِيّة
06-10-2011, 12:57 AM
فائدة جليلة :

وقد يقع من المرجحات الواقعية ما يجعل الراجح في زمن مرجوحا والعكس لا بمجرد ملاءمة الواقع من حيث إن الشرع تبع للمصلحة كما يزعمه الكثير اليوم بل لأن الشرع نفسه اقتضى هذا الترجيح في أمثال هذه الواقعات والمعادلة الحقة أن المصلحة تكون حيث كان الشرع..والله أعلم
بارك الله فيك أستاذي , وزادك من فضله وأعطاك مما تُحِبُ كثير ,
وفرتَ كثيراً من وقتي , وأجزلتَ عطائي معرفةً .

الرحباني
08-02-2011, 04:05 AM
السلام عليكم ورحمة الله ..

أعيد سؤالي الذي افردت له موضوعا مستقلا ها هنا لعل اجد جوابا للمثال الذي ضربته ..


السلام عليكم ورحمة الله ..

سؤالي المختصر هو :

هل لا يوجد أي حديث من أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام ، يتعارض أو يتناقض مع القرآن ؟؟ كقوله عليه الصلاة والسلام (ابي وابيك في النار) ، مع قوله تعالى : (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) ؟؟

هل لا يوجد أي حديث من أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام ، يتعارض أو يتناقض مع أحاديث أخرى له ؟؟ وفي كل كتب الصحاح والسنن والمسانيد (جمع مسند) ؟؟

شكرا لكم ..

وهل لديكم مواضيع تم الرد فيها على أحاديث قيل أنها متعارضة مع القرآن أو متعارضة مع بعضها ؟؟

شكرا لكم ..

أبو القـاسم
08-02-2011, 06:01 AM
أحسنت اخي وحياك الله عز وجل , هذا الحديث أخرجه الإمام أحمد ومسلم وغيرهما من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس رضي الله عنه (أن رجلا قال يا رسول الله أين ابي ؟ قال في النار ,فلما قفى دعاه فقال :إن أبي وأباك في النار )..والجمع بينه وبين الآية الشريفة "وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا" من وجوه يكفي منهما وجهان :
أحدها: أن كونه في النار دليل على بلوغ الرسالة إليه من إرث الأنبياء السالفين ,ويدل عليه ما كانوا عليه من تعظيم إبراهيم الخليل وجملة من الشعائر ,وأنه وجد بينهم موحدون كزيد بن عمرو بن نفيل فقد لقيه النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة كما في البخاري وقال له : (إني لست آكل مما تذبحون على أنصابكم ولا آكل غلا ما ذكر اسم الله عليه وأن زيدا كان يعيب على قريش ذبائحهم..) ..فبقايا الحق التي بلغتهم وقامت عليهم الحجة بها ولاسيما أصول توحيد العبادة والتشريع والدعاء ثم تنكبوها, يجعل ما قاله الله مصدّقا فيهم ..أي واقعٌ مصداقه فيهم ..قال الحافظ النووي في شرحه على مسلم : (وفيه أن من مات في الفترة على ما كانت عليه العرب من عبادة الأوثان فهو من أهل النار, وليس هذا مؤاخذه قبل بلوغ الدعوة، فإن هؤلاء كانت قد بلغتهم دعوة إبراهيم وغيره من الأنبياء), وقد ثبت في الصحيحين أن رسول الله بين مصير عمرو الخزاعي وأنه رآه يجر قصبه في النار لأنه كان أول من سيّب السوائب وأدخل الشرك في جزيرة العرب..
والثاني:أن أهل الفترة الذين لم تبغهم دعوة رسول, مختلفٌ في حكمهم ,وأرجح الأقوال والله أعلم أن الله يرسل إليهم رسولا يوم القيامة يبلغهم الحق ويمتحنهم بهذا كأنهم في الدنيا ..وحينئذ يصدق على والد الرسول ومن يضارعه قولُ الله جل ثناؤه "وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا" , يقول الحافظ ابن كثير : (ومنهم من ذهب إلى أنهم يمتحنون يوم القيامة في العرصات ، فمن أطاع دخل الجنة وانكشف علم الله فيهم بسابق السعادة ، ومن عصى دخل النار داخرا ، وانكشف علم الله فيه بسابق الشقاوة وهذا القول يجمع بين الأدلة كلها..) ..فكما ترى سواء عددنا أبا الرسول(ص) من أهل الفترة أو ليس من أهلها , فلا منافاة ولا تعارض مع الآية الكريمة ولله الحمد

الورّاق
08-14-2011, 01:16 PM
السلام عليم ورحمة الله وبركاته ..

إلى الأخ أبوقاسم المقدسي ..


أحسنت اخي وحياك الله عز وجل , هذا الحديث أخرجه الإمام أحمد ومسلم وغيرهما من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس رضي الله عنه (أن رجلا قال يا رسول الله أين ابي ؟ قال في النار ,فلما قفى دعاه فقال :إن أبي وأباك في النار )..والجمع بينه وبين الآية الشريفة "وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا" من وجوه يكفي منهما وجهان :
أحدها: أن كونه في النار دليل على بلوغ الرسالة إليه من إرث الأنبياء السالفين ,

أنت قدمت يا أخي خيارين مختلفين وليس وجهين لشيء واحد : فقلت إما كذا ، أو كذا . أي لم تستقر على وجهة نظر واحدة ، ولم ترجّح بينهما .

إذا ما فائدة إرسال النبي محمد عليه الصلاة و السلام طالما أن الناس سيحاسبون بموجب الإرث السابق ؟ ولماذا ألغاها ونسخها الإسلام طالما أنها كافية لإدخال الناس للجنة أو النار ؟ ألم تكن تلك الأديان مندرسة ومزورة ومحرفة ؟ ومن تبعها ورفض رسالة محمد عليه الصلاة والسلام يعتبر كافراً ويدخل النار ؟ فكيف يكون الإرث السابق : مرّة يُدخِل الناس الجنة بإتّباعه ، ومرة يُدخِلهم النار بإتباعه ايضا ؟



ويدل عليه ما كانوا عليه من تعظيم إبراهيم الخليل وجملة من الشعائر ,وأنه وجد بينهم موحدون كزيد بن عمرو بن نفيل فقد لقيه النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة كما في البخاري وقال له : (إني لست آكل مما تذبحون على أنصابكم ولا آكل غلا ما ذكر اسم الله عليه وأن زيدا كان يعيب على قريش ذبائحهم..) ..فبقايا الحق التي بلغتهم وقامت عليهم الحجة بها ولاسيما أصول توحيد العبادة والتشريع والدعاء ثم تنكبوها, يجعل ما قاله الله مصدّقا فيهم ..أي واقعٌ مصداقه فيهم ..قال الحافظ النووي في شرحه على مسلم : (وفيه أن من مات في الفترة على ما كانت عليه العرب من عبادة الأوثان فهو من أهل النار, وليس هذا مؤاخذه قبل بلوغ الدعوة، فإن هؤلاء كانت قد بلغتهم دعوة إبراهيم وغيره من الأنبياء),

إذا على هذا الحال ، كل الشعوب البشرية محاسبة ، سواء وجد أنبياء أو لم يوجد ، على إعتبار أن في أسلافهم أنبياءً كنوح وآدم عليهما السلام .


وقد ثبت في الصحيحين أن رسول الله بين مصير عمرو الخزاعي وأنه رآه يجر قصبه في النار لأنه كان أول من سيّب السوائب وأدخل الشرك في جزيرة العرب..

لقد برّر الحديث سبب دخول عمرو الخزاعي للنار ، وهو إدخال الشرك ، وليس بمجرد كونه من اهل الفترة .


والثاني:أن أهل الفترة الذين لم تبغهم دعوة رسول, مختلفٌ في حكمهم ,وأرجح الأقوال والله أعلم أن الله يرسل إليهم رسولا يوم القيامة يبلغهم الحق ويمتحنهم بهذا كأنهم في الدنيا ..وحينئذ يصدق على والد الرسول ومن يضارعه قولُ الله جل ثناؤه "وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا" ,

إذا كيف يُحكَم عليهم أنهم من أهل النار أو الجنة ، طالما أن الآخرة لم تقم حتى يجري إختبارهم فيها ؟

وبموجب ما ذكرتَ أعلاه ، فإن زيداً بن عمرو بن نفيل ومن مثله وهم قلة من الأحناف فقط سيدخلون الجنة ، وبقية العرب وغير العرب من سكان الأرض في تلك الفترة كلهم في النار على اعتبار انهم لم يستجيبوا لإرث إبراهيم عليه السلام ، بما فيهم والد النبي واجداده طبعاً !

وهذا شيء من الصعب قبوله بسهولة ، لأن كفر هؤلاء ليس مثل كفر الوليد بن المغيرة وابو جهل وأمثالهما الذين رأوا الحق وأرادوا طمسه .

فلا وجه مقارنة بين الكفرين ، فأهل الفترة لم يكن عندهم دين واضح ، بينما كفار قريش كان عندهم دين واضح ، قرآن محفوظ ورسول قائم بين ظهرانيهم ، أما أهل الفترة فما لديهم سوى كتب محرّفة ، والمحرّف لا يُعتَدّ به ولا يُحاجج به . فهل من العدالة مقارنة الوضعين سواء بسواء ؟

ولهذا سمّى القرآن و الرسول عليه الصلاة والسلام تلك الفترة بالجاهلية . وقال تعالى : (وقل جاء الحق وزهق الباطل) ، فأولئك كانوا يعيشون في فترة جهل وباطل . وليست معرفة حقيقة الدين أمرٌ ميسّر لمن شاء أن يستقيم كما هو بعد الإسلام . وهؤلاء النخبة من أمثال عمرو بن زيد وورقة بن نوفل لهم قدرات وحس مرهف وثقافة وإطلاع لا يمتلكها كل الناس في الجاهلية .

وأمرمشابهة حساب الناس قبل نزول القرآن ببعد نزوله هو تقليل من شأن القرآن ورسالة الإسلام . وكأن الأمور تسير به أو بدونه !

إن آيات القرآن الكريم لا تشير إلى وجود مثل هذه الإختبارات الخاصة ، وكأنها دور ثاني ، والأحاديث ايضا لا تشير إلى مثل هذه الاختبارات . والآخرة جزاء ولا عمل ، والدنيا عمل ولا جزاء ، الدنيا هي دار العمل والاختبار ، والآخرة هي دار الجزاء . وهذا ما تشير إليه النصوص . ولم تشر إلى أنها دار إختبار تكميلية . يقول تعالى :(يومئذ يصدر الناس اشتاتا ليروا اعمالهم) ، ويقول تعالى : (يوم تبلى السرائر) .

انتهى الرد ..


من قصد مواقع زبالات الملحدين وأضرابهم لا لشيء سوى الفضول فهو مخبول ,فإن زعم أنه إنما ذهب لنصرة الدين فهو مخبولٌ مرتين ,

الله أمرنا باقتداء الأنبياء ، والأنبياء دخلوا على أعتى مواقع الكفر كبلاط فرعون ودار الندوة وبيت أصنام آزر ، فهل نقول أنهم مخبولين مرتين ؟ لأنهم ذهبوا بارجلهم إلى أماكن الكفر وإدعاء الالوهية لنصرة الدين وإعلاء كلمة الحق ؟ قال تعالى : (وجادلهم بالتي هي احسن) ، (فقولا له قولا لينا) . وهذا موجه لمن إدعى الألوهية فرعون !!

والسلام عليكم ورحمة لله وبركاته ..

أبو القـاسم
08-15-2011, 12:56 AM
أخي المكرم الوراق: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته..الإشكالات التي وضعتها ليس هذا الموضوع مكانها ..فافتح إن شئت موضوعا مستقلا..واذكر واحدًا واحدًا ..لأجيبك بإذن الله تعالى,راجيا أن تلتزم بالأدب الحواري ,فقولك مثلا:"دور ثاني"..ليس لائقا..وكل ما قلته :الرد عليه حاضر ولله الحمد
وأود أن أسألك سؤالين يسيرين :سم لي عشرة من علماء الإسلام عبر التاريخ تثق بهم وتحترمهم ..وما منزلة الصحيحين عند حضرتك ؟

أبو حمزة المصري
08-18-2011, 01:40 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
كيف حالكم شيخنا المفضال ابو القاسم المقدسى بارك الله فى عمرك وأطال
لدى سؤال .عن بسرة بنت صفوان‏:‏ ‏(‏أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال‏:‏ من مس ذكره فلا يصلي حتى يتوضأ‏)‏‏.‏

رواه الخمسة وصححه الامام احمد ويحيى بن معين والترمذي وقال البخاري‏:‏ هو أصح شيء في هذا الباب .‏ وصححه الدارقطني

وفى مسند الإمام أحمد أول مسند المدنين رضى الله عنهم أجمعين
حديث طلق بن على رضى الله عنه‏ قال ‏ ‏قال ‏ ‏حدثنا ‏ ‏حماد بن خالد ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏أيوب بن عتبة ‏ ‏عن ‏ ‏قيس بن طلق ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏قال ‏
‏سأل رجل رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أيتوضأ أحدنا إذا مس ذكره قال إنما هو ‏ ‏بضعة ‏ ‏منك أو جسدك .

وبارك الله فيك وعلمنا من علمك.

أبو القـاسم
08-18-2011, 10:24 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
كيف حالكم شيخنا المفضال ابو القاسم المقدسى بارك الله فى عمرك وأطال
لدى سؤال .عن بسرة بنت صفوان‏:‏ ‏(‏أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال‏:‏ من مس ذكره فلا يصلي حتى يتوضأ‏)‏‏.‏

رواه الخمسة وصححه الامام احمد ويحيى بن معين والترمذي وقال البخاري‏:‏ هو أصح شيء في هذا الباب .‏ وصححه الدارقطني

وفى مسند الإمام أحمد أول مسند المدنين رضى الله عنهم أجمعين
حديث طلق بن على رضى الله عنه‏ قال ‏ ‏قال ‏ ‏حدثنا ‏ ‏حماد بن خالد ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏أيوب بن عتبة ‏ ‏عن ‏ ‏قيس بن طلق ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏قال ‏
‏سأل رجل رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أيتوضأ أحدنا إذا مس ذكره قال إنما هو ‏ ‏بضعة ‏ ‏منك أو جسدك .

وبارك الله فيك وعلمنا من علمك.
أعزك الله يا مولانا أبا حمزة المصري ..وعفا عنك ,
على افتراض صحة الأثرين معا كما عليه طائفة من أكابر أهل العلم ,أعني حديث طلق وبسرة ..فالجمع بينهما
-بأن قوله صلى الله عليه وسلم "إنما هو بضعة منك" يتعلق بما لو مسه من غير شهوة ..لأنه إذا مسه حال الشهوة كأنه يكون غريبا عن جسم صاحبه ,لا بضعة منه..كاليد وسائر الأعضاء
فيحمل حديث بسرة على المس بشهوة , وحديث طلق على المس بغير شهوة ..وهذا جمع معقول ملائم للنظر
-ومن أهل العلم من رجح أن حديث طلق منسوخ ..واستدلوا بقرينة تاريخية,وممن ذهب لذلك ابن حبان فقد ترجم في صحيحه بأن قال:ذكر خبر أوهم عالمَا من الناس أنه مضاد لخبر بسرة أو معارض له..ثم قال : (خبر طلق بن علي الذي ذكرناه خبر منسوخ لأن طلق بن علي كان قدومه على النبي صلى الله عليه وسلم أول سنة من سني الهجرة حيث كان المسلمون يبنون مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة وقد روى أبو هريرة إيجاب الوضوء من مس الذكر على حسب ما ذكرناه قبل وأبو هريرة أسلم سنة سبع من الهجرة فدل ذلك على أن خبر أبي هريرة كان بعد خبر طلق بن علي بسبع سنين..)
وليس المراد هنا الترجيح ولكن بيان انتفاء التعارض الموهوم ,فلا يقتبسن أحدٌ من قولي ترجيحًا فقهيًا

أبو القـاسم
08-18-2011, 11:07 PM
لله أمرنا باقتداء الأنبياء ، والأنبياء دخلوا على أعتى مواقع الكفر كبلاط فرعون ودار الندوة وبيت أصنام آزر ، فهل نقول أنهم مخبولين مرتين ؟ لأنهم ذهبوا بارجلهم إلى أماكن الكفر وإدعاء الالوهية لنصرة الدين وإعلاء كلمة الحق ؟ قال تعالى : (وجادلهم بالتي هي احسن) ، (فقولا له قولا لينا) . وهذا موجه لمن إدعى الألوهية فرعون !!
يمكن تحويل هذا الاعتراض ليكون مناسبا للصفحة ..فيقال كيف الجمع بين أمر الله موسى عليه السلام لدعوة فرعون..وبين تحذير الشارع نفسه من مخالطة هؤلاء والاستماع لهم..إلخ؟
والجواب وفقك الله من وجوه أكتفي منها بثلاثة:
-أن موسى من أعظم العلماء الراسخين بل من أولي العزم من الرسل وأفضل وأعلى أهل زمانه علما وتقوى -فداه روحي-..وعامة المسلمين في معظمهم ليسوا من طلبة العلم فضلا عن أن يكونوا من أهله ,وموسى عليه الصلاة والسلام مع علو مقامه في سماء العلم غير أن الله أيده بالمعجزات أيضا..وقد رأينا من افتتن في دينه بسبب دخول المواقع تلك مع أن مقصده كان الدعوة,فوجب التحذير..تمسكا بالأصل الشرعي
-وأن تلك المواقع ..لا تحفظ العدالة ..بل يتآزرون على الظلم ..والشتم واللعن في أقدس المقدسات..والله تعالى يقول"وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذًا مثلهم"
-وأن موقع التوحيد وغيره ..يحقق مقصد الدعوة ولم يقم إلا من أجل ذلك ويفتح أبوابه للمناظرات والحوارات ..فمن كان في قلبه ذرة من طلبة الحق ..فليس دونه سوى أن يكتب اسم الموقع أو غيره ..فيراه ماثلا أمامه ..
إذن هم بلغتهم الدعوة حقا ,دون اشتراط التسجيل في مواقعهم الخبيثة..لأنهم يعرفون المواقع الإسلامية-كثرها الله وجوّّّّدها- وكل مواضيعهم عن الإسلام والسخرية به وبأهله والكتاب والسنة إلخ ..بخلاف فرعون ونحوه..فاقتضى الأمر ذهاب موسى عليه السلام إليه لتبليغه
-------
وأما الإشكالات فسبق بيان أن اللائق بها موضوع خاص لأن هذه صفحة ليست جدلية ..فمعلوم أني لو رددت سترد ,ثم أرد ..مما يحرف الصفحة عن مقصدها الذي من أجله فتحتها

مالك بن نبي
08-19-2011, 02:34 AM
أخي الكريم الحبيب أبا القاسم
رد جميل وموفق بأذن الله
لكن استاذنا لي إشكال يراودني دوما
هناك جمهرة من عوام المسلمين يدخلون هذه المواقع فيفتتنون بالباطل نظرا لقلة بضاعتهم في هذا المجال
ولعدم وجود او قلة الراسخون في علم الرد على المبطلين في المواقع المشبوه مما يجعل الساحة فارغة لأهل الباطل يصولون ويجولون في افتتان العامة بشبهاتهم المسمومة وهذا واقع
فما العمل ؟
ارجو من الاخوة الا يقموا بردود عاطفية توقع بين الاخوين ابا القاسم والوراق
لمن لايعرف الاخ الوراق فهو سيف بتار في الرد على الملاحدة الملاعين -لاازكي على الله احد -ارجو من الاخوة الاستفادة منه في هذا المنتدى المميز -والله ولي التوفيق -
لاتنسان أخي أبا القاسم من دعائك الصالح في هذه الايام المباركة
تحياتي للجميع ورمضان مبارك:hearts:

سمير وهبه
08-19-2011, 04:25 AM
«كل ابن آدم خطاء، وخير الخطَّائين التوّابون » .
أخرجه ابن أبي شيبة 13/187 , وأحمد 3/198, والترمذي (2499), وابن ماجه (4251) والحاكم 4/272 وقال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه , والبيهقي في شعب الإيمان 5/420 , والدارمي 2/392 , وأبو يعلى 5/301 . وعبد بن حميد 1/360
كيف يتناسب الحديث السابق مع القول بعصمة التبي

أبو القـاسم
08-19-2011, 06:38 AM
الحمد لله ..حياكم الله أخي سمير ومرحبا بسؤالك..
عصمة النبي صلى الله عليه وسلم ليس معناها أنه عليه الصلاة والسلام منزه عن جنس الخطأ والسهو بكل أنواعه, ولكن الله تعالى لا يقره على الخطأ بل يصوبه ,وفي القران بين ذلك في غير موضع ..كما في قول الله تعالى "يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك" ,"عفا الله عنك لم أذنت لهم"..إلخ..
والحديث مع هذا لا يصح , فقد تفرد به علي بن مسعدة عن الجبل: قتادة ,ولا يحتمل من مثله التفرد , ..ومن لم يعالج شيئا من علم الحديث قد لايستوعب ذلك ..,وبالنسبة للحاكم : أطبق المحدثون على تساهله الشديد في المستدرك فقوله صحيح :ليس معناه أنه صحيح بل كتابه حافل بالضعيف والمنكر والموضوع ,بل إن تنظير الحاكم نفسه يخالف تطبيقه ويرد على نفسه بنفسه..فهو لم يلتزم في كتابه هذا بقوله المحرر في كتاب معرفة علوم الحديث, قال تحت النوع السادس والعشرين: (وإنما يعلل الحديث من أوجه ليس للجرح فيها مدخل، فإن حديث المجروح ساقط واه، وعلة الحديث تكثر في أحاديث الثقات أن يحدثوا بحديث له علة ..وقال في النوع التاسع عشر : (فإذا وُجد مثل هذا الأحاديث بالأسانيد الصحيحة غير مخرجة بكتابي الإمامين البخاري ومسلم، لزم صاحب الحديث التنقير عن علته، ومذاكرة أهل المعرفة به لتظهر علته)
والحاصل أن لا نكارة في معناه ولا يتعارض مع العصمة النبوية..حتى لو كان صحيحا ,كما سبق التدليل عليه من القران العظيم نفسه
والله الموفق

أبو القـاسم
08-19-2011, 08:18 AM
هناك جمهرة من عوام المسلمين يدخلون هذه المواقع فيفتتنون بالباطل نظرا لقلة بضاعتهم في هذا المجال
ولعدم وجود او قلة الراسخون في علم الرد على المبطلين في المواقع المشبوه مما يجعل الساحة فارغة لأهل الباطل يصولون ويجولون في افتتان العامة بشبهاتهم المسمومة وهذا واقع
فما العمل ؟
بارك الله فيك أخي المكرم الحبيب مالك ..ونفع بك وجزاك خيرا ..
العمل ما تراه في توقيعي ..هجر تلك المواقع ..وكل من يعرف أن له أخا يدخلها ,فلينصحه ويعظه
وتكثير مواقع الدعوة ..والدعاية لها ..وتكثيف الجهاد الجاد على الفيس بك , وغيره .والتكامل بين المواقع الإسلامية والتعاون فيما بينها ..لعمل مشاريع كبرى محكمة ..والله أعلم

أبو حمزة المصري
08-19-2011, 11:38 AM
الشيخ أبو القاسم المقدسى .
كل ما سيبقى قوله وتسطيره أن أقول لك جزاك ربي كل خير وعرفان ورزقك رؤية الرحمن وجمعني وأياك في
أعالي الجنان وستبقى لك منى اصدق الداعوت .

سمير وهبه
08-19-2011, 11:51 AM
الحمد لله ..حياكم الله أخي سمير ومرحبا بسؤالك..
عصمة النبي صلى الله عليه وسلم ليس معناها أنه عليه الصلاة والسلام منزه عن جنس الخطأ والسهو بكل أنواعه, ولكن الله تعالى لا يقره على الخطأ بل يصوبه ,وفي القران بين ذلك في غير موضع ..كما في قول الله تعالى "يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك" ,"عفا الله عنك لم أذنت لهم"..إلخ..
والحديث مع هذا لا يصح , فقد تفرد به علي بن مسعدة عن الجبل: قتادة ,ولا يحتمل من مثله التفرد , ..ومن لم يعالج شيئا من علم الحديث قد لايستوعب ذلك ..,وبالنسبة للحاكم : أطبق المحدثون على تساهله الشديد في المستدرك فقوله صحيح :ليس معناه أنه صحيح بل كتابه حافل بالضعيف والمنكر والموضوع ,بل إن تنظير الحاكم نفسه يخالف تطبيقه ويرد على نفسه بنفسه..فهو لم يلتزم في كتابه هذا بقوله المحرر في كتاب معرفة علوم الحديث, قال تحت النوع السادس والعشرين: (وإنما يعلل الحديث من أوجه ليس للجرح فيها مدخل، فإن حديث المجروح ساقط واه، وعلة الحديث تكثر في أحاديث الثقات أن يحدثوا بحديث له علة ..وقال في النوع التاسع عشر : (فإذا وُجد مثل هذا الأحاديث بالأسانيد الصحيحة غير مخرجة بكتابي الإمامين البخاري ومسلم، لزم صاحب الحديث التنقير عن علته، ومذاكرة أهل المعرفة به لتظهر علته)
والحاصل أن لا نكارة في معناه ولا يتعارض مع العصمة النبوية..حتى لو كان صحيحا ,كما سبق التدليل عليه من القران العظيم نفسه
والله الموفق
هل آخذ كلامك بالإيمان
أم يمكنني القول بأن إجابتك غير منطقية على الاطلاق
وهات لي أنت مسألة سؤلها الرسول وكانت اجابته بهذا الحجم وهذا التضارب
الحق لا يحتاج لكلمات كثيرة لأنه الأقرب للمنطق
إن منطق ادراكنا لله و الفطرة التي فطرنا الله عليها ليس بها تناقض
أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا

أبو القـاسم
08-19-2011, 12:04 PM
هل آخذ كلامك بالإيمان
أم يمكنني القول بأن إجابتك غير منطقية على الاطلاق
وهات لي أنت مسألة سؤلها الرسول وكانت اجابته بهذا الحجم وهذا التضارب
الحق لا يحتاج لكلمات كثيرة لأنه الأقرب للمنطق
إن منطق ادراكنا لله و الفطرة التي فطرنا الله عليها ليس بها تناقض
أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا
أخي الكريم ..التضارب بسبب عدم فهمك لما تقرأ ..فإن كنت أتيت للجدال فهذا شان آخر ,وإذا جئت للفهم والتعلم فستنال ذلك إن شاء الله لو أخلصت وصدقت مع نفسك..قلت لحضرتك جوابا ملخصه :
1-الحديث لا يتضارب مع العصمة..
2- وللفائدة ذكرت أن الحديث منكر لا يصح..أي لا يثبت أن رسول الله (ص) قاله ,
وكثيرة هي الحكم العظيمة التي قالها سلفنا الصالح ..ولا تتعارض مع القران ..ولا السنة
فإذا نسب أحد قولا للرسول ولم يثبت عنه , فنقول إنه لا يصح , لكن لا يلزم أن يكون المعنى المتضمن في القول مغلوطا ..

سمير وهبه
08-19-2011, 12:39 PM
نعتني بما أردت ........ وهنا اذكرك بقصة ابو يزيد البسطامي عندما سؤل عن طهر لحيته
فماذا لو كذبت عليك وقلت لك بأني فهمت قصدك واقتنعت بعدم التعارض
تذكر قصة عبد الله بن سلام بن الحارث

أبو القـاسم
08-19-2011, 12:44 PM
سؤال يسير لو تكرمت وتلطفت : هل جوابي أزال التعارض ؟
-إن قلت نعم . فالحمد لله..ولا حاجة لمزيد جدال
-وإن قلت لا ..فبين وجه ذلك مجزيا خيرا ,مع العلم أنه حتى لو أصررت على التعارض, ذكرت لك ضعف الحديث ,فانتفى التعارض ..لأنا نقول لا يتعارض الحديث الصحيح مع القران ,

واسطة العقد
08-19-2011, 01:02 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

نعتني بما أردت ........ وهنا اذكرك بقصة ابو يزيد البسطامي عندما سؤل عن طهر لحيته
فماذا لو كذبت عليك وقلت لك بأني فهمت قصدك واقتنعت بعدم التعارض
تذكر قصة عبد الله بن سلام بن الحارث
سئلت الشيخ سؤال عن عصمة الرسول صلى الله عليه و سلم و الحديث و التعارض الذي توهمته بينهما. فبين لك الشيخ الاتي :
1 الحديث ضعيف.
2 الرسول صلى الله عليه و سلم معصوم عن الكبائر لكنه ليس معصومًا عن الأخطاء و السهوات و القرآن نفسه يقول ( يا ايها النبي لم تُحرم ما احل الله لك) و يقول ( ما كان لنبي ان يكون له اسرى حتى يثخن في الارض) عن غزوة بدر, فها هو النبي هنا اخطأ بالاجتهاد لكنه عُصم من الاستمرار بالخطأ.
و الملخص أن الحديث ضعيف و معناه على ضعفه لا يشكل ادنى تعارض, هذا ما اجابك به ابو القاسم و ان كنت ستعترض فاوضح لنا تعترض على ماذا على ضعف الحديث ام على العصمة ام على الاحاديث من الاساس .

سمير وهبه
08-19-2011, 02:26 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

سئلت الشيخ سؤال عن عصمة الرسول صلى الله عليه و سلم و الحديث و التعارض الذي توهمته بينهما. فبين لك الشيخ الاتي :
1 الحديث ضعيف.
2 الرسول صلى الله عليه و سلم معصوم عن الكبائر لكنه ليس معصومًا عن الأخطاء و السهوات و القرآن نفسه يقول ( يا ايها النبي لم تُحرم ما احل الله لك) و يقول ( ما كان لنبي ان يكون له اسرى حتى يثخن في الارض) عن غزوة بدر, فها هو النبي هنا اخطأ بالاجتهاد لكنه عُصم من الاستمرار بالخطأ.
و الملخص أن الحديث ضعيف و معناه على ضعفه لا يشكل ادنى تعارض, هذا ما اجابك به ابو القاسم و ان كنت ستعترض فاوضح لنا تعترض على ماذا على ضعف الحديث ام على العصمة ام على الاحاديث من الاساس .
أن مصدق للحديث موضوعنا للأدلة التي ذكرتموها بالإضافة ل... فوكزه موسى .. أن لن نقدر عليه ..... لم نجد له عزما ....كلها تأكد وقوع ابن آدم في الخطأ
اعترض على العصمة إلا إذا كانت كما يلي:
محمد : شخص عادي يصيب ويخطئ
النبي: يتبع تشريع الرسل من قبله وهنا لا مجال للخطأ والصواب فهو نقل عن الرسل السابقين
الرسول: ما ينطق عن الهوى ومعه شريعة جديدة "الصدق والحق المطلق"
مجمل الصفات: من عمل بمقتضاها ناله أجرها

أبو القـاسم
08-19-2011, 06:54 PM
رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم البشر , عصمه الله تعالى في تبليغ الوحي كتابا وسنة ,وإن اجتهد فعمل خلاف الأولى فالله يصوّبه كما سلف بيانه ..وقول الله تعالى"وما ينطق عن الهوى" من الأدلة على أن الله تكفل بحفظ السنة كما حفظ القران لأنه بأبي هو وأمي ونفسي كما تكلم بالقران تتكلم ببيانه وبالحكمة وبما يزكي الناس وعلمهم كل ما يتعلق بشؤون دينهم وسياسة دنياهم به ففسر القران بأقواله وأفعاله وهديه فكان من لازم عدل الله أن يحفظ لنا هذا كله ,وقد كان فنقله الصحابة كله ولله الحمد وهم كلهم مزكون من الله في إيمانهم وجهادهم وصدقهم وعدالتهم وأمانتهم ..ولم تكن وظيفته الرسالية (ص) مقتصرة على قراءة القران كأنه قاريء من القراء! "ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم" ..ومن ينكر حديثا واحدا صحيحا ثابتا بحجة أنه لم يستوعبه عقله ,ففي قلبه زغل أو في عقله خطل ..وليحذر أن يكون خصيمه رسول الله يوم القيامة..أما منكرو السنة فما هم بمسلمين ,ماهم بمسلمين ,ما هم بمسلمين

واسطة العقد
02-29-2012, 02:32 AM
كيف الجمع بين أحاديث صفات الدجال، الذي سيولد لابوين يهودين، مع حديث تميم الداري الذي ينص على أن الدجال ولد و حبس، نعوذ بالله من فتنه و نسأله الثبات، ؟

أبو القـاسم
03-02-2012, 08:21 PM
شكر الله لك أختي الفاضلة واسطة العقد على السؤال :الحديث الذي يمكن أن يوحي بتعارض عند بعضهم ,مع حديث الجساسة :هو ما صح عن رسول الله (ص) : (أرأيتكم ليلتكم هذه فإنه على رأس مئة سنة لا يبقى على وجه الأرض ممن هو عليها اليوم أحد ) من حديث ابن عمر في الصحيحين , ومفاده أنه منذ هذه الليلة :لو حسبنا مئة عام ,لن يبقى أحد حيًا ممن كان حيا يومئذ, وهذا حديث عام , يخصص بما دل عليه حديث تميم الداري رضي الله عنه في مسند الإمام أحمد وصحيح مسلم ان الدجال موثق في جزيرة , كما لو قال قائل : أحب الناس , ثم قال : لا أحب الكافرين , فهذا تخصيص من العموم ..وليس تعارضا , أما أنه سيولد لأبوين يهوديين فربما اختلط عليك خبر ابن صائد أنه من اليهود ..وفي كونه الدجال من عدمه خلاف ,فبعض الصحابة كان يحلف على أنه هو لقرائن, كعمر رضي الله عنه مثلا ..وكذلك تعلق خبر الدجال باليهود لما في صحيح مسلم عن أنس رضي الله عنه عن النبي (ص) : ( يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفا عليهم الطيالسة ) ..والله أعلم

عمرو حسن
03-11-2012, 07:36 PM
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم وسدد رميكم - كنت ابحث في التوفيق بين حديثي رسول الله صلى الله عليه وسلّم لوصف سيدنا عيسى الموحدين في البخاري فتذكر الأحاديث أنه جعد إلي الحمرة والبياض والآخر بأنّه آدم سبط - وبعد البحث وفقت جزء واحد فقط وهو أنّه سبط الرأس (مسترسل الشعر) وجعد الجسد (مكتنزه) ولكن لم أستطع التوفيق بين كونه الي الحمره والبياض وبين كونه آدم كأحسن ما أنت راء من أدم الرجال، بارك الله جهودكم.

أبو القـاسم
03-12-2012, 06:06 PM
بارك الله فيكم ..هذا جواب مختصر , لعله يفي بالغرض إن شاء الله تعالى
جاء في حديث ابن عمر رضي الله عنهما وصفه بأنه آدم , وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما أنه "إلى الحمرة والبياض" وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه ربعة أحمر , هذا مجمل ما يتعلق بسؤالك, والبيان من وجوه :
-الرواية التي تصفه بأنه أبيض وأحمر , أو إليهما تتعلق برحلة الإسراء والمعراج , وهي مقرونة بوصف إبراهيم وموسى عليهما السلام , فهي وصف له كما هو في الأصل ,بخلاف رواية ابن عمر فهي حكاية رؤيا منامية رآه فيها يطوف مقرونة بصفة الدجال فهذه التي فيه أنه آدم , فلعل الأدمة هنا تدل على ما يعتريه بسبب جهاده يوم يخرج ..والطواف سبب للتعب والإجهاد ,
-وجائز أن تكون الأدمة المقصودة هنا :هي اختلاط بياضه بشيء من الحُمرة , يدل عليه عبارة (إلى الحمرة والبياض ) أو بمعنى ميلان اللون إلى لون التراب , كما يقال :حنطي البشرة ..وهذا لايعارض البياض , باعتبار النسبة ..بدليل أنك تقول :أبيض حنطي أي أبيض فيه شيء من الميل إلى لون الحنطة, ولا تقول أبيض أسود , وكذا من كان فيه سمرة :إذا تعب أشرب وجهه حمرة .., والله الموفق

أبوأمير الحمصي
03-12-2012, 06:38 PM
قوله تعالى : وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا
وحديث: سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم يهودي من يهود بني زريق

أبو القـاسم
03-13-2012, 04:27 AM
حياك الله أخي الموقر أبا أمير الحمصي ..هذه شبهة يذكرها النصارى ومنكرو السنة وغيرهم,وحين يتصدى لهم المحامون الاستسلاميون :يزعمون أن الحديث باطل ..فلا نصروا الإسلام ولا كسروا الأصنام..
قال الله جل وعلا بعد الآية : "انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا " يعني حين شبهوك يا رسول الله بالمسحور كانوا ظالمين من جهة وعاجزين عن الإتيان بالحجة من جهة أخرى ..والرد من وجوه :
الأول -أن الحالة العارضة التي قد تعتري المرء لا يصح أن تكون وصفا لصيقا بصاحبها , كما لو مرض أحد بزكام , ثم عوفي ,فلا يسمى عند العقلاء مريضا بمثابة اللقب أو الوصف اللازم
الثاني -أنهم أرادوا بهذا الوصف اختلال ذهنه -حاشاه صلى الله عليه وسلم-بحيث يخرج عن كونه عاقلا يعرف ما يخرج من رأسه وإنما هو على حد وصفهم :كالممسوس أو المجنون الذي لا يعي ولا يعقل فكيف والحالة هذا نأخذ عنه الوحي ؟ كذا قالوا لعنهم الله ! في حين أن حديث سحره صلى الله عليه وسلم -وهو في الصحاح عن عائشة وابن عباس- قصاراه : أنه صار يخيل إليه أنه يأتي أهله ولا يأتي (كما في نص الحديث نفسه) ,ونحو ذلك ..ولا علاقة له بتبليغ الوحي ولا اقتراف المعاصي ولا خوارم المروءة ..
الثالث-أن السحر لو كان له تأثير عليه بما يوافق مزاعم الكفار لكان لاحظَ المقربون منه من أصحابه وأزواجه وانتبهوا لتغير أمره , بل لاتخذ الكفار هذه التغيرات دلائل يهدمون بها دعوته ..فإنهم كانوا يتعلقون بأدنى شبهة لو أمكنهم أن ينفذوا من خلالها ,ولهذا قال الله جل ذكره في الآية "فلا يستطيعون سبيلا "
الرابع -أنه على التسليم بأنه عليه الصلاة والسلام في مدة السحر القصيرة العارضة فعَلَ شيئا خلاف الأولى-مثلا- فإن الله جل ثناؤه :لا يقره عليه ,كما في مواقف عديدة حين ينزل الوحي معاتبا "ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض" "يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك " ..إلخ
-الخامس :أنهم وصفوه بأنه ساحر وبأنه مسحور , وهذا التناقض مبطل لكلامهم , دال على كذبهم ,فثبت أن قولهم مسحور: من جنس الدعاوى التي لا حقيقة لها فلا التفات إليها , وعندئذ بقي تمحيص معنى كونه سُحِر صلى الله عليه وسلم , ومرّ بيان معناه ,يقول العلامة ابن القيم : ( وهذا الذي قاله هؤلاء-يعني جماعة من المتكلمين- مردود عند أهل العلم ، فإن هشاما -هو ابن عروة بن الزبير -من أوثق الناس وأعلمهم ، ولم يقدح فيه أحد من الأئمة بما يوجب رد حديثه فما للمتكلمين وما لهذا الشأن ؟! ، وقد رواه غير هشام عن عائشة ، وقد اتفق أصحاب الصحيحين على تصحيح هذا الحديث ، ولم يتكلم فيه أحد من أهل الحديث بكلمة ، والقصة مشهورة عند أهل التفسير والسنن....والسحر الذي أصابه كان مرضا من الأمراض عارضًا شفاه الله منه ، ولا نقص في ذلك ولا عيب بوجه ما ، فإن المرض يجوز على الأنبياء ، وكذلك الإغماء ، فقد أغمي عليه صلى الله عليه وسلم في مرضه ، ووقع حين انفكت قدمه ، وجُحِشَ شقّه -أي خُدِش-، وهذا من البلاء الذي يزيده الله به رفعةً في درجاته ونيل كرامته وأشد الناس بلاء الأنبياء..)
السادس-أن من يحاول رد بعض السنة بدعوى العقل أو لأي نحلة يعتقدها فاته أن في القران العظيم "فإذا حبالُهم وعصيّهم يخيلُ إليه من سحْرِهم أنها تسْعى" يعني يخيل إلى موسى الرسول الكليم العظيم ,فقد وقع إذن تحت تأثير هذا النوع من السحر , مع كون الله تعالى قال : "فقال له فرعونُ إنّي لأظنّك يا مُوسى مسْحورا " فإذا رد السنة بذلك لزمه أن يرد القران بذا.. ..والحمد لله رب العالمين
فائدة: الشيعة الرافضة يرددون هذه الشبهة أيضا , وأقصر طريق للرد عليهم :في بحار الأنوار رواية فيها مثل ذلك

إلى حب الله
03-13-2012, 09:35 AM
السادس-أن من يحاول رد بعض السنة بدعوى العقل أو لأي نحلة يعتقدها فاته أن في القران العظيم "فإذا حبالُهم وعصيّهم يخيلُ إليه من سحْرِهم أنها تسْعى" يعني يخيل إلى موسى الرسول الكليم العظيم ,فقد وقع إذن تحت تأثير هذا النوع من السحر , مع كون الله تعالى قال : "فقال له فرعونُ إنّي لأظنّك يا مُوسى مسْحورا " فإذا رد السنة بذلك لزمه أن يرد القران بذا.. ..والحمد لله رب العالمين
فائدة: الشيعة الرافضة يرددون هذه الشبهة أيضا , وأقصر طريق للرد عليهم :في بحار الأنوار رواية فيها مثل ذلك

ما شاء الله أستاذنا أبا القاسم !!..
هذه الأخيرة في رأيي قاصمة الظهر لكل دعيّ !!!..
وإن كان الرد بأكمله - وعلى قصره ما شاء الله - يكتب بماء الذهب للرد على كل مخالفينه على اختلاف مشاربهم !!..

وفقك الله تعالى لكل خير .. وسدد على الحق خطاك ..
وأثابك بكل حرف تكتبه من الخير العميم الذي عنده .. اللهم آميـن ..

متابع ..

عمرو حسن
03-13-2012, 10:08 AM
جزاكم الله خيراً وبارك الله فيكم،


-وجائز أن تكون الأدمة المقصودة هنا :هي اختلاط بياضه بشيء من الحُمرة , يدل عليه عبارة (إلى الحمرة والبياض ) أو بمعنى ميلان اللون إلى لون التراب , كما يقال :حنطي البشرة ..وهذا لايعارض البياض , باعتبار النسبة ..بدليل أنك تقول :أبيض حنطي أي أبيض فيه شيء من الميل إلى لون الحنطة, ولا تقول أبيض أسود , وكذا من كان فيه سمرة :إذا تعب أشرب وجهه حمرة .., والله الموفق


هل يمكنني إستخدام هذا الوجه دون الآخر في المحاججة (مع أن الوجه الآخر هو الذي ذهب إليه البخاري) - أم ألتزم بوضع الوجهين - وخاصة أنّى وجدت عند الطبرى في شرحه حديث (موسى آدم أسحم) أنّه قال أنّ آدم تعنى إلى الحمرة والبياض وكل ما شابه حمره فهو آدم، ما أوقفني هو أن آدم في لسان العرب للإنسان تعني (الأسمر) - والدليل الذي أتيت به يؤكد شرح الطبري جزاك الله خيراً فيمكننا أن نقول لمن كان إلى الحمرة والبياض أنّه آدم وبذلك يزول أي تعارض بين نصّ الأحاديث.


جزاك الله خيرا.

أبوأمير الحمصي
03-13-2012, 10:26 AM
ما شاء الله أستاذنا أبا القاسم !!..
هذه الأخيرة في رأيي قاصمة الظهر لكل دعيّ !!!..
وإن كان الرد بأكمله - وعلى قصره ما شاء الله - يكتب بماء الذهب للرد على كل مخالفينه على اختلاف مشاربهم !!..

وفقك الله تعالى لكل خير .. وسدد على الحق خطاك ..
وأثابك بكل حرف تكتبه من الخير العميم الذي عنده .. اللهم آميـن ..

متابع ..
صدقت, و أول نقطة فائدة لطيفة جداً

أبو القـاسم
03-13-2012, 07:51 PM
جزاكم الله خيراً وبارك الله فيكم،


-وجائز أن تكون الأدمة المقصودة هنا :هي اختلاط بياضه بشيء من الحُمرة , يدل عليه عبارة (إلى الحمرة والبياض ) أو بمعنى ميلان اللون إلى لون التراب , كما يقال :حنطي البشرة ..وهذا لايعارض البياض , باعتبار النسبة ..بدليل أنك تقول :أبيض حنطي أي أبيض فيه شيء من الميل إلى لون الحنطة, ولا تقول أبيض أسود , وكذا من كان فيه سمرة :إذا تعب أشرب وجهه حمرة .., والله الموفق


هل يمكنني إستخدام هذا الوجه دون الآخر في المحاججة (مع أن الوجه الآخر هو الذي ذهب إليه البخاري) - أم ألتزم بوضع الوجهين - وخاصة أنّى وجدت عند الطبرى في شرحه حديث (موسى آدم أسحم) أنّه قال أنّ آدم تعنى إلى الحمرة والبياض وكل ما شابه حمره فهو آدم، ما أوقفني هو أن آدم في لسان العرب للإنسان تعني (الأسمر) - والدليل الذي أتيت به يؤكد شرح الطبري جزاك الله خيراً فيمكننا أن نقول لمن كان إلى الحمرة والبياض أنّه آدم وبذلك يزول أي تعارض بين نصّ الأحاديث.


جزاك الله خيرا.
الله يحييك أخي المكرم عمرو..لا مانع من تعدد الوجوه في الجواب لاسيما إذا انتفى التضاد بينها , بل هذا أبلغ في تقرير الحجة وتعزيز البرهان وبيان أن ما يورده الخصم هزيل مردود من غير وجه , ولكن باستبعاد الأقوال الضعيفة , كما انه يترجح أحيانا الاقتصار على قول واحد ..

عبدالعزيز عبدالرحمن
03-14-2012, 10:06 AM
قال تعالى { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتْ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمْ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ * هَاأَنْتُمْ أُوْلاَءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمْ الأَنَامِلَ مِنْ الغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ * إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ }.(آل عمران: 118 ـ 120).وقال لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ وقال يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله" وفي الوقت نفسه قال تعالى (إنك لا تهدي من أحببت ولكن
الله يهدي من يشاء). وقال {الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ
الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ ...الآية) وقال " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً"

أبو القـاسم
03-14-2012, 08:41 PM
حياك الله أخي عبد العزيز ..
سؤالك هذا جيد وهو مما يثيره العلمانيون وأشباههم ..وهو يتفرع عن عقيدة الولاء لله البراء من أعدائه , ومن أعداؤه سبحانه ؟ الجواب من كلام الله : "فإن الله عدو للكافرين " , وهل يتصور وجود عبد يدعي أنه يحب الله وهو مع هذا يحب من لا يحبه الله !؟ " قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين" , هذه حقيقة بيّنة بدليل أن الإنسان إذا مسّ في أحد والديه أو في عزيز من أحد أصحابه وقع في قلبه من الكراهية قدرٌ ما , فما بالك حين يكون الذي نيل جنابه :هو الله عز وجل ؟!, لكن أي حب هذا ؟ الحب على ضربين :
-تارة يكون شرعيا أو دينيا , فهذا الذي عليه تقوم رابطة الأخوة الإيمانية بين الموحدين "إنما المؤمنون إخوة "
-وتارة يكون جبليا طبعيا , يقول الحافظ ابن كثير : (وقد ثبت في الصحيحين أنها نزلت في أبي طالب عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد كان يحوطه وينصره ، ويقوم في صفه ويحبه حبا شديدا طبعيا لا شرعيا) , وهذا مثل الحب الطبعي الذي يكون بين الأم وولدها , أو نحو ذلك ..فهذا لابأس به لأن الشريعة لم تأت بما يخالف الفطر , بشرط ألا يكون مقتضاه مقدما على الحب الشرعي
وكذلك الزواج بالكتابية , يبغضها في الله زوجها المؤمن من جهة الشرع , وقد يحبها من جهة الطبع الذي فيه الميل ومحبة الإحسان إليها وما أشبه , ولهذا لما كان حدب نوح عليه السلام على ابنه فيه شبهة أن يخدش في الحب الشرعي , عاتبه الله فقال "إنه ليس من أهلك "
ولتقريب المسألة :تصور أنك معلم فكان أحد الطلاب مهملا في دراسته ,فقد تحبه من جهة أخلاقه , وتبغضه من جهة فشله , فلو أنك أحببت فيه فشله كنت بإجماع العقلاء فاشلا مثله , فالزوج قد يتعامل مع زوجه بطريقة لطيفة بحكم الميل الطبعي من الرجال للنساء ,فيرجو لها الخير ويحسن إليها ويحبها من جهة الجبلة الطبعية , ولكن هو على ذكر بكفرها فيلزم حده ولا يحبها بصفة قد يخدش حبه لله عز وجل فضلا عن أن يتعارض معه , هذا مع أن الرجل قد يكره زوجته كرها شرعيا وإن كانت الحياة مستمرة "يا أيها الذين آمنوا إن من ازواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم" , فالحذر من الأولاد مثلا يقتضي وجود عداوة , لكن كونهم أولادا قد يبقي على خيط من الميل الطبيعي ,وتبقى المحبة الشرعية شيئا آخر "يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان" ,"قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين "
ومما يدل على أن الحب من وجه قد يجتمع مع البغض باعتبار آخر هو أن الله تعالى يقول "كتب عليكم القتال وهو كره لكم " فهذا كره جبلي لأن الإنسان يكره الموت ويخاف الأذى بطبعه , لكنه سبحانه بين انتفاء الحرج في طائفة من أهل الأعذار قال "ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا.." ثم وصف حال ثلة مؤمنة من الصحابة حين يقال لهم "لا أجد ما أحملكم عليه " ,قال سبحانه واصفا شعورهم "تولوا وأعينهم تفيض من الدمع " ! فهم يحبون القتال من جهة الشرع لدرجة فيضان الدموع من شدة الحزن, ويكرهونه كأي إنسان من جهة أخرى :الجبلة

عبدالعزيز عبدالرحمن
03-15-2012, 12:09 AM
جزاك الله خير يا أبا القاسم على تفاعلك ويعلم الله عز وجل أنني لي فترة أحاول فهم هذه المسألة فهماً سديدا , ولا أبالغ إذا قلت لك أنني قرأت أكثر ماجاء في هذا الباب من أقول لأهل العلم وتفسير ونحو ذلك , وعلى ذلك فليتسع صدرك لأسئلتي :
السؤال الأول : يقول البعض أن محبة الزوجة الكتابية طبعياً جائز مع وجوب بغضها شرعاً وأنه لا منافاة في اجتماعهما كالدواء يكرهه المريض لمرارته ويحبه للنتيجة المُنتظرة من وراء تعاطيه , وكالجهاد , السؤال أليس هذا قياس مع الفارق وذلك أن القلب إذا أبغض أمر ما من وجه وأحبه من وجه آخر فلا بد من غلبة أحدهما على الآخر فلا يمكن أن يجتمعا إلا بحالة من الصراع النفسي والحرج فلذلك إذا تعاطى المريض الدواء دل ذلك على أنه ترجح لديه محبته وإذا جاهد المسلم دل ذلك على ترجيحه لمحبة الجهاد ومرضاة ربه ولكن المسلم المتزوج للكتابية كيف يرجح إن رجح بغضها فلا يمكن أن يُبقيها في عصمته وسيطلقها لا محالة وإن أحبها سيعني أنه لن يبغض ذاتها ولو دينياً بل يبغض أعمالها المخالفة للشرع وبالتالي سيصبح آثم وهذه واحدة , الثانية قد يقول قائل أن الزوجة الكتابية تُحب من وجه أخلاقها وحسن تعاملها ونحو ذلك وتُبغض من وجه آخر وهو دينها ولا منافاة بينهما أقول كان من المُمكن أن يكون هذا الكلام سليم لو كانت الجهة منفكة أي كأن تقول أحب أعمال الزوجة الكتابية التي توافق الشرع وأبغض أعمالها التي تخالف الشرع فهنا لا إشكال لكن حينما تقول أحبها وأبغضها في نفس الوقت وأنت تتكلم عن ذات واحدة معينة هنا الإشكال ولو قلت أنها محبة دينية أو طبيعية .
السؤال الثاني : لو سلمنا جدلاً بأن محبة الزوجة الكتابية طبعياً جائز مع وجوب بغضها شرعاً وأنه لا منافاة في اجتماعهما كالدواء يكرهه المريض لمرارته ويحبه للنتيجة المُنتظرة من وراء تعاطيه , وكالجهاد , السؤال : هذه المشاعر في الباطن لكن ماذا عن الهدي الظاهر في التعامل مع الزوجة الكتابية هل تُعامل بما يدل على مودات القلوب أم يحرم ذلك .
ملاحظة : أنا أطرح الأسئلة للمدارسة والمناقشة الفقهية لعلنا نستفيد من بعضنا البعض.

أبو القـاسم
03-15-2012, 01:07 AM
الحمد لله وبعد ..
مرحبا بك وشكرا على قراءتك وبارك الله فيك, لكني أخي المكرم لم أجعل هذه الصفحة للأخذ والرد ,فإن كنت تحب النقاش , فأرجو أن تجعل ذلك في رسائل خاصة , سأجيب حضرتك عما سألت باختصار
1-القياس ليس قياسا مع الفارق بحال , بل هو دقيق , بل أقول إني لأعجب ألا يأنس المرء من نفسه هذه الحقيقة , لأن الحب يختلف في طبيعته ,فحب الأم لابنها يختلف في نوعه عن حب الزوج لزوجه , كما يختلف هذا عن حب التلميذ لشيخه , إلخ والحب الجبلي أو الحب الذي يتضمن الميل نحو المرأة , يختلف في نوعه عن الحب الشرعي الذي خص به المؤمنون , ولهذا إذا وقع تعارض بين الحبين , جاءت الآيات بتقديم مقتضى الحب الشرعي عليه ومادام هذا التقديم مستمرا فهذه امارة , ولما كانت الطاعة من أعظم آيات الحب"قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله" , فأنت ترى أن من لازم حب الله تقديم محابّه ومراضيه على محابّ غيره ومراضيه ..فإذا أحب الرجل زوجه لأنها امرأة ولأنها جميلة ,ولأنها مطيعة إلخ..فهذا حب منوط بهذه الأشياء , وحيثما لم يتعارض شيء منها مع محبة الله , كان مقبولا , وفي ذات الوقت من لازم حبي لله أن أكره فيها كفرها , وكل ما يغضب الله تعالى , والكفر قطع للحبل الذي بين العبد وربه , فلا ألتقي معها في هذا الحبل بسبب قط,فذلك الكراهية الشرعية ,لكن ثم خيوط اتصال من نوع آخر ,هي المأذون بها ..أما المسلم يحب أخاه المسلم من جهة توحيده وصلاته , ويبغضه من جهة شربه الخمر ونحوه إذا كان عاصيا , فهما يلتقيان في أصل الحبل ..بخلاف الكافر بعد أن عمد إلى الحبل وقطعه , وهو حبل غليظ ليس ثم أغلظ منه , وثم خيوط دقيقة أذن الله بها , فيها سماحة التعامل اللطيف والبر والإحسان وإرادة الخير , وكل ذلك لا يمنع منه في الأصل مع الكفار المسالمين ,ومع وجود قدر من مادة مصنوعة من الحب الجبلي الذي هو من نوع آخر , ينتفي الحرج في بذل هذه المظاهر لهذا المحبوب جبليا..فحب الخير هو نفسه محبوب للمسلم شرعا , ومن حب الخير حب هداية الناس , فإذا كان الرجل يحب الخير للناس , فمن خير الخير أن يحب لزوجته الهداية , لينتفي التعارض المذكور .وهذا يقتضي أن يكون ثم خيط من الصلة بينهما ,شريطة ألا يتعدى ما يخدش في حب الله , فإذا عاملها بمقتضى هذا الخيط من الحب فكان تفاعلها حسنا منسجما مع عطائه , فتلك خصلة ,محبوبة , فيعظم حبه لها لأنه صار =حب جبلي + حب خصلة يحبها الله فيها ..وإذا صدر منها خلاف ذلك , تأثر حبه الجبلي , لان النفوس مجبولة أيضا على حب من يطاوعها وينقص منه بقدر عصيانها وعنادها ..وما بين شد وجذب , يبقى حبها الجبلي في منزلة لا تخرج عن إطار محدود تحكمه الطباع الجيلية عادة , مثل حبك الشخص الذي يسدي إليك معروفا مع كونه قد يكون سيئا , فالكافر إذا كان جارك , وأهداك هدية , يكون إنما ألقى بخيط وصال جعلك تحتفظ بعاطفة ما نحوه ..ولكنك تعلم أنه حبله مع الله مقطوع , فبغضك له يكون هو الأصل العريض ولكن طبيعتك مغروز فيها حب من يسدي إليك معروفا بقدر ما ومن نوع ما , وحبك للخير يجعلك تسعى لنصب هذا الحبل بينه وبين الله تعالى بدعوته ونصحه , وحتى مثال الدواء أغفلت فيه جانبا أنه حتى حال تناولك إياه يبقى كرهك إياه موجودا وحبك له باقيا , ألا ترى تقطيب الجبين من غير شعور حين تلامس مرارته اللسان فهذا تعبير عن الكراهية ظاهر , ومما يدلك على ما أقول :أني الآن قد أشتمك-لا سمح الله- بما يجعلك تبغضني , لكن إذا كنت منصفا , قد يسألك امرؤ عن سؤال رأيت جوابه هنا فتوجهه لهذه الصفحة , وحتى يسهل التصور :تخيل حبلا غليظا نازلا من السماء ,وقيل :كل من كان مسلما فليعتصم به , وبينما انت ممسك به وأخوك في الصين متعلق به مثلك وفي الهند وعموم المسلمين , إذا أنت خطبت نصرانية ,فهذا كأنما ألقيت إليها بخيط دقيق , سمكه لا يسع إلا لتدفق قدر معين محسوب من العواطف بحيث لا يؤدي بك أن تفلت الحبل الغليظ , وبينا انت على هذا الحال , كان قلبك مفعما بالكراهية لها من جهة كونها أبت أن تطاوع أعظم محبوب وما توليه لها من حب محدود هو نوع مركوز في الغريزة فلا تثريب عليك ساعتئذ ,ولو أنها أسلمت فإن الحرج يزول , وتصبح هي أيضا ممسكة بالحبل نفسه فتلتحمان حبا ..وإذا جاز تقريب معنى الحب بأنه نوع من أنواع الميل للآخر , فمفهوم الحب الشرعي يجعلك مائلا عنها من كل جهة فذلك البغض الشرعي أو البغض في الله, إلا جهة وجهة وحيدة مؤطرة بحدود معينة وهي كالنقطة على محيط دائرة عظيمة .
2-أما التعامل فقد قال الله تعالى "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم " والبر حسن الخلق

عبدالعزيز عبدالرحمن
03-15-2012, 09:59 AM
جزاك الله خيراً.

عبدالعزيز عبدالرحمن
03-15-2012, 10:35 AM
يا أباالقاسم إذا وصلتك رسالتي الخاصة فأخبرني لأني أرسلت لك ولا أعلم هل إرسالي صحيح أو لا.

عبدالعزيز عبدالرحمن
03-15-2012, 10:42 AM
منقول من مركز الفتوى بتصرف يسير :
فإن الدين الحق دين الله تعالى الذي بعث به أنبياءه عليهم السلام، وختمه برسالة محمد صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يتعارض أو يتناقض مع الحقائق العلمية التجريبية الثابتة ولا مع العقول الصحيحة.

لأن الدين الصحيح من عند الله تعالى خالق الكون ومن فيه وما فيه كما قال تعالى: قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ {الفرقان: 6}.

وقال تعالى: أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ {الملك: 14}.
يقول فضيلة العلامة عبد المجيد الزنداني حفظه الله: لا يمكن أن يقع تعارض بين قطعي من الوحي وقطعي من العلم التجريبي، فإن وقع في الظاهر فلابد أن هناك خللاً في اعتبار قطعية أحدهما.

وقد ألف شيخ الإسلام ابن تيمية كتابه درء تعارض العقل والنقل أو موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول وهو مطبوع في عشرة أجزاء، وقد قرر فيه أنه لا يمكن تعارض صحيح النقل مع صريح العقل، أما الدين المحرف فإنه يمكن أن يفترق مع حقائق العلم ومسائل العقل.فمتى كانت المقدمات التي استند إليها العقل صحيحة قطعية، كانت النتائج كذلك قطعية، ويستحيل أن يحصل تناقض بين قطعي وقطعي، سواء كانا سمعيين أو عقليين أو كان أحدهما سمعياً والآخر عقلياً.
فما كان من الأمور التي تعرض لها الوحي وللعقل فيها مجال، فإما أن تكون نصوص الوحي قطعية الدلالة والورود، فإن نتائج العقل لن تناقضها إلا إذا بنيت على مقدمات خاطئة، وإما أن تكون النتائج التي توصل إليها العقل قطعية لكونها مبنية على مقدمات صحيحة قطعية، فإن نصوص الوحي لن تناقضها إلا إذا لم تكن قطعية الورود أو كانت دلالتها غير قطعية، وعليه فإن القطعيّ منهما يحكم على المحتمِل. وأما ما لا مجال فيه للعقل من أمور الوحي فإن المؤمن يؤمن به وسيسلم به، قال الله تعالى: وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ [آل عمران:7].
قال الإمام الطحاوي رحمه الله في عقيدته المشهورة: ولا تثبت قدم الإسلام إلا على ظهر التسليم والإستسلام. قال شارح الطحاوية: أي لا يثبت إسلام من لم يسلم لنصوص الوحي، وينقاد إليها، ولا يعترض عليها ولا يعارضها برأيه ومعقوله وقياسه، روي عن الإمام محمد بن شهاب الزهري رحمه الله أنه قال: من الله الرسالة، ومن الرسول البلاغ، وعلينا التسليم، وهذا كلام جامع نافع، وما أحسن المثل المضروب للنقل مع العقل وهو: أن العقل مع النقل، كالعامي المقلد مع العالم المجتهد، بل هو دون ذلك بكثير، فإن العامي يمكنه أن يصير عالماً، ولا يمكن العالم أن يصير نبياً رسولاً، فإذا عرف العامي المقلد عالماً، فدل عليه عامياً آخر، ثم اختلف المفتي والدال، فإن المستفتي يجب عليه قبول قول المفتي دون الدال، فلو قال الدال، الصواب معي دون المفتي، لأني أنا الأصل في علمك بأنه مفتٍ، فإذا قدمت قوله على قولي قدحت ي الأصل الذي به عرفت أنه مفتٍ، فلزم القدح في فرعه! فيقول له المستفتي: أنت لما شهدت له بأنه مفتٍ، ودللت عليه، شهدت له بوجوب تقليده دونك، فموافقتي لك في هذا العلم المعين، لا تستلزم موافقتك في كل مسألة، وخطؤك في ما خالفت فيه المفتي الذي هو أعلم منك، لا يستلزم خطأك في علمك بأنه مفتٍ، هذا مع علمه أن ذلك المفتي قد يخطئ، والعقل يعلم أن الرسول معصوم في خبره عن الله تعالى، لا يجوز عليه الخطأ، فيجب عليه التسليم له، والانقياد لأمره. انتهى.
كما أن العقل مع الوحي كنور العين مع نور الشمس، فإن العين لا تبصر إلا مع ضوء الشمس، قال شيخ الإسلام رحمه الله: بل كما أن نور العين لا يرى إلا مع ظهور نور قدامه، فكذلك نور العقل لا يهتدي إلا إذا طلعت عليه شمس الرسالة. انتهى.
والله أعلم.

أبوأمير الحمصي
03-16-2012, 05:38 PM
قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ الْقِرَدَةُ وَالْخَنَازِيرُ هِىَ مِمَّا مُسِخَ فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يُهْلِكْ قَوْمًا أَوْ يُعَذِّبْ قَوْمًا فَيَجْعَلَ لَهُمْ نَسْلاً وَإِنَّ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ ».
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ « الْفَأْرَةُ مَسْخٌ وَآيَةُ ذَلِكَ أَنَّهُ يُوضَعُ بَيْنَ يَدَيْهَا لَبَنُ الْغَنَمِ فَتَشْرَبُهُ وَيُوضَعُ بَيْنَ يَدَيْهَا لَبَنُ الإِبِلِ فَلاَ تَذُوقُهُ ». فَقَالَ لَهُ كَعْبٌ أَسَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ أَفَأُنْزِلَتْ عَلَىَّ التَّوْرَاةُ
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « فُقِدَتْ أُمَّةٌ مِنْ بَنِى إِسْرَائِيلَ لاَ يُدْرَى مَا فَعَلَتْ وَلاَ أُرَاهَا إِلاَّ الْفَأْرَ أَلاَ تَرَوْنَهَا إِذَا وُضِعَ لَهَا أَلْبَانُ الإِبِلِ لَمْ تَشْرَبْهُ وَإِذَا وُضِعَ لَهَا أَلْبَانُ الشَّاءِ شَرِبَتْهُ ». قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ فَحَدَّثْتُ هَذَا الْحَدِيثَ كَعْبًا فَقَالَ آنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قُلْتُ نَعَمْ. قَالَ ذَلِكَ مِرَارًا.
جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ أُتِىَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِضَبٍّ فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ مِنْهُ وَقَالَ « لاَ أَدْرِى لَعَلَّهُ مِنَ الْقُرُونِ الَّتِى مُسِخَتْ ».
عَنْ أَبِى سَعِيدٍ قَالَ قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا بِأَرْضٍ مَضَبَّةٍ فَمَا تَأْمُرُنَا أَوْ فَمَا تُفْتِينَا قَالَ « ذُكِرَ لِى أَنَّ أُمَّةً مِنْ بَنِى إِسْرَائِيلَ مُسِخَتْ ». فَلَمْ يَأْمُرْ وَلَمْ يَنْهَ.
عَنْ أَبِى سَعِيدٍ أَنَّ أَعْرَابِيًّا أَتَى رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ إِنِّى فِى غَائِطٍ مَضَبَّةٍ وَإِنَّهُ عَامَّةُ طَعَامِ أَهْلِى - قَالَ - فَلَمْ يُجِبْهُ فَقُلْنَا عَاوِدْهُ. فَعَاوَدَهُ فَلَمْ يُجِبْهُ ثَلاَثًا ثُمَّ نَادَاهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِى الثَّالِثَةِ فَقَالَ « يَا أَعْرَابِىُّ إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ أَوْ غَضِبَ عَلَى سِبْطٍ مِنْ بَنِى إِسْرَائِيلَ فَمَسَخَهُمْ دَوَابَّ يَدِبُّونَ فِى الأَرْضِ فَلاَ أَدْرِى لَعَلَّ هَذَا مِنْهَا فَلَسْتُ آكُلُهَا وَلاَ أَنْهَى عَنْهَا ».
الأحاديث من صحيح الامام مُسلم

أبو القـاسم
03-17-2012, 12:10 AM
أحسن الله إليك , قول النبي (ص) لا أُراها يعني لا أظنها , والإخبار عن الظن لا كذب فيه لأنه إخبار عما يقع في النفس من تخمين, فلما رأى عليه الصلاة والسلام :المشاكلة بين مسلك الفئران في امتناعهم عن لبن الإبل وبين بني إسرائيل الذين حرم الله عليهم الإبل لحومها وألبانها ظن (ص) أن هذه القرينة من التشابه تدل على أن الفأر بقايا مسخ من بني إسرائيل ,ثم إن الله تعالى أوحى إليه بالحق فقال بصيغة الجزم "إن الله لم يجعل لمسخٍ نسلًا ولا عقبًا " من حديث ابن مسعود رضي الله عنه ..وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال في قصة التأبير "إنما ظننت ظنا فلا تؤاخذوني بالظن ولكن إذا حدثتكم عن الله شيئا فخذوا به " كما في الصحيح عن طلحة رضي الله عنه ,ولهذا جاء في الرواية الأخرى "فلا أدري لعل هذا منها " أيضا بصيغة التخمين ..

hidden truth
03-22-2012, 10:30 AM
قول النبي:
(هل تدرون كم بين السماء والأرض؟ قال قلنا الله ورسوله أعلم, قال: بينهما مسيرة خمسمائة سنة، ومن كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة سنة، وكثف كل سماء مسيرة خمسمائة سنة) [رواه الترمذي، وقال حديث حسن].


والآية :
{وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ }


على افتراض أنّ معنى "لموسعون " هو اتساع السماء ، سيقتضي اتساعها اتساع المسافة بين كل سماء وأخرى ، فهل في ذلك تناقض؟ مع التوضيح.

أبو القـاسم
03-22-2012, 11:19 AM
حياك الله تعالى وشكرا على سؤالك الكريم ..بعد حمد الله عز وجل :
الحديث -على فرض صحته- ليس فيه إشكال , لأن اتساع الكون يعني اتساع أبعاده , فهو مثل بالون رسم عليها نقاط ,ثم جعلت تنفخ , فأنت ترى أنه مع النفخ تتباعد النقاط , هب أنك وضعت بالونين أحدهما بجوف الآخر ثم جعلت تنفخ كل واحد بنفس القدر يبقى التباعد بينهما هو هو , بسبب ثبات نسبة الاتساع ..وهذا الحديث أصح شيء في معناه الموقوف على ابن مسعود رضي الله عنه , وتوجيه آخر أن يكون إخبارا عن تلك اللحظة ..

عبدالعزيز عبدالرحمن
03-22-2012, 12:08 PM
حياك الله تعالى وشكرا على سؤالك الكريم ..بعد حمد الله عز وجل :
الحديث -على فرض صحته- ليس فيه إشكال , لأن اتساع الكون يعني اتساع أبعاده , فهو مثل بالون رسم عليها نقاط ,ثم جعلت تنفخ , فأنت ترى أنه مع النفخ تتباعد النقاط , هب أنك وضعت بالونين أحدهما بجوف الآخر ثم جعلت تنفخ كل واحد بنفس القدر يبقى التباعد بينهما هو هو , بسبب ثبات نسبة الاتساع ..
جزاك الله خير على هذا التوفيق الجميل زادك الله علماً.

هيزم
03-25-2012, 02:59 PM
[ الَّذِينَ يَأكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيطَانُ مِنَ المَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُم قَالُوا إِنَّمَا البَيعُ مِثلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللهُ البَيعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءَهُ مَوعِظَةٌ مِن رَبِّهِ فَانتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمرُهُ إِلى اللهِ وَمَن عَادَ فَأُولَئِكَ أَصحَابُ النَّارِ هُم فِيهَا خَالِدُونَ ].



شيخنا الفاضل كيف نجمع بين هذه الاية التي تقول ان الذين ياكلون الربا سوف يخلدون في النار وبين ان المسلم مهما فعل ففي النهاية سيدخل الجنة اذا مات علي التوحيد.



[quote
الجواب من وجهين :
-أن قوله "ومن عاد " يعني إلى ما كان يقول قبل تحريم الربا "إنما البيع مثل الربا " فهذا استباحة لما حرم الله فيكون كافرا ..
-أو أن يكون الخلود بمعنى المكث الطويل , وهذا في اللغة وارد ..ولا يلزم أن يكون بمعنى التأبيد ..

تنبيه:حضرتك تقول مادام المسلم مات على التوحيد ففي النهاية يدخل الجنة , اخشى أن يكون هناك لبس عند حضرتك ,فما قلته نعم حق , لكن هناك نواقض للإسلام أو للتوحيد , من وقع فيها يكفر , حتى لو كان ظاهره أنه مسلم ..مادام ليس جاهلا ,[/quote]

عبدالعزيز عبدالرحمن
04-19-2012, 07:48 AM
سؤال لأخي أبا القاسم بعد التحية :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
مالفرق بين سب الدهر وسب الكفار ؟ فالأول منهي عنه والثاني جائز في موضعه , فماهو سر الفرق بينهما ؟ الرجاء التوضيح والتفصيل قدر الإمكان جزاكم الله خيراً.

عبدالعزيز عبدالرحمن
05-16-2012, 09:26 PM
http://www.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=178389

متروي
05-16-2012, 10:39 PM
طالت غيبة الشيخ أبي القاسم حفظه الله حيثما كان ..

عبدالعزيز عبدالرحمن
05-24-2012, 03:08 AM
طالت غيبة الشيخ أبي القاسم حفظه الله حيثما كان ..
أوافقك الرأي .

بحب دينى
06-08-2012, 01:07 AM
اخوتي الكرام , من كان لديه سؤال يود ان يطرحه على الاخ ابي القاسم يتعلق بالموضوع فليتقضل بإلقائه وانا اوصله للأخ ابي القاسم , فقد اعتذر عن المشاركة المباشرة ..

المَاسَّةُ قُرطبة ©™
06-08-2012, 01:40 AM
تسجيييييييييييييل مكوووووووووووث في هذا الموضوع ولي عليه اطلالة واسئلة بإذن الله شكراً للشيخ الكريم ابا القاسم
ورفع الله قدر من رفع هذا الموضوع لكي اراه.

ابو ذر الغفارى
07-05-2012, 05:18 AM
بارك الله فيك شيخنا الكريم
السؤال هو لماذا فرق الشرع بين حكم الظهار وحكم النسئ أو حكم المشركين فى البحيرة والسائبة والحام
مع أن الظهار تحريم لما أحله الله وإلزام النفس به وإلزام الغير أيضا (الزوجة)
فجعل الشرع حكمه أنه منكر من القول وزورا ولكنه معصية وليس كفرا
وأما حكم المشركين فى تحريم الدواب التى أحل لهم الله ركوبها وأكلها كان كفرا أكبر وكذلك النسىء كان كفرا أكبر

أبو القـاسم
07-05-2012, 01:53 PM
حياك الله تعالى وبارك فيك , أقول مستلمها عوني من الله عز وجل :
-قول القائل :لن أتزوج أو حرمت على نفسي أكل العسل أو أنت علي كظهر أمي أو حرام علي زيارة عمي ..إلخ هذا تحريم شخصي صناعي يلزم المرء فيه نفسه بشيء مخصوص قد يكون طاعة فيكون نذرا ( والنذر مكروه في قول الجمهور لأنه إنما يستخرج به من البخيل, وحرم إنشاءه بعض أهل العلم مغ اتفاق الجميع على وجوب الوفاء به لو كان طاعة) فهو مجرد تعهد نفسي لا يقع بمقتضاه تغيير الشرائع ,تدرك العقول بالبديهة ما بينهما من شسوع ,وأضرب مثلا للتقريب :هذا غلام في البيت قال له أبوه :تعال كل , فقال :لا آكل وقد حرمت على نفسي الثريد , هل يستوي هذا مع ما لو قال هذا الغلام لأهل البيت :قوانين الدار أنا أعطيكموها فاعملوا بها , لا بطاعة أبي , ففي الأول عقوق , وفي الثاني تمرد جامح ومنازعة فاضحة ..وهل يعذره أبوه بقوله :أنا اعتقد أنك أبي ولك واجب الطاعة لكن لا طاعة لك ! فإذا تصور الأمر مع الله عز وجل استبانت الحقيقة لاحبة ,والله يقول "أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين مالم يأذن به الله "

فهذا إذًا لون آخر يختلف جذريًا عن تشريع حكم مضاد لحكم الله تعالى من جنس القوانين التي تسن على الناس فتكون قانونا محكّما يرجع إليه بدل قانون الله تعالى فإنه قال :"فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر " وقال "فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك ..", كما فعل جنكيز خان في دستوره الياسا ,وأكفره العلماء المحققون على هذا ونقل الحافظ الموسوعي الفقيه المفسر المحدث ابن كثير إجماع أهل العلم على تكفير من سلك هذا الضرب , مع كون الياسق فيه جملة من تعاليم القرآن وشيء من التوراة وبعض الأهواء الشخصية ,فهذا هو التحاكم إلى الطاغوت الذي عابه الله تعالى على المشركين ,ولهذا نتساءل ونقول:ماذا لو جئنا بدستور الياسق وتحاكمنا إليه اليوم واعتمدناه قانونا تشريعيا للأمة بدل حكم الله ورسوله ؟ أكنتم تقولون هذه معصية فحسب ؟ سبحان الله !

يقول رحمه الله تعالى : ( فمن ترك الشرع المحكم المنزل على محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء وتحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة كَفَر، فكيف بمن تحاكم إلى الياسا وقدمها عليه ؟! من فعل ذلك كفر بإجماع المسلمين) ,وأرجو ألا يخرج خارج فيقول إن ابن كثير قال "قدمها " لأن الكلام العربي لا يستقيم إلا بهذه الكلمة وأشباهها في وصف الحقيقة والجملة قبلها تامة مبِينة , فإذا أطاع الرجل زوجه وترك طوع كلام أمه وأبيه قيل له :لماذا قدمت طاعتها على طاعة والديك , دون اشتراط أن يكون معتقدا في قلبه أن زوجه خير من أمه أو مكافئة , ومتى ما هبط الجدل إلى هذا المستوى كان مذموما وتكلفا ممقوتا يتنزه المرء عن الخوض فيه , ومن لطائف تقدير الله أن ابن كثير نفسه أجاب عن هذا فقال في تفسير قول الله تعالى "وإن أطعتموهم إنكم لمشركون " : (أي حيث عدلتم عن أمر الله وشرعه إلى قول غيره فقدمتم عليه غيره فهذا هو الشرك كما قال تعالى "اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ")

ففسر التقديم بالعدول عن التحاكم إلى الله إلى قول غيره ,وقال في بيان جلي (ينكر تعالى على من خرج عن حكم الله المُحْكَم المشتمل على كل خير، الناهي عن كل شر وعدل إلى ما سواه من الآراء والأهواء والاصطلاحات ، التي وضعها الرجال بلا مستند من شريعة الله ، كما كان أهل الجاهلية يحكمون به من الضلالات والجهالات ، مما يضعونها بآرائهم وأهوائهم ، وكما يحكم به التتار من السياسات الملكية المأخوذة عن ملكهم جنكيزخان ، الذي وضع لهم اليَساق ، وهو عبارة عن كتاب مجموع من أحكام قد اقتبسها عن شرائع شتى ، من اليهودية والنصرانية والملة الإسلامية ، وفيها كثير من الأحكام أخذها من مجرد نظره وهواه ، فصارت في بنيه شرعًا متبعًا ، يقدمونها على الحكم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم . ومن فعل ذلك منهم فهو كافر يجب قتاله ، حتى يرجع إلى حكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، فلا يحكم سواه في قليل ولا كثير..)

ويقول العلامة الإمام ابن تيمية : (وكما ذم المدعين الإيمان بالكتب كلها وهم يتركون التحاكم إلى الكتاب والسنة ويتحاكمون إلى بعض الطواغيت المعظمة من دون الله كما يصيب ذلك كثيرا ممن يدعي الإسلام وينتحله في تحاكمهم إلى مقالات الصابئة والفلاسفة أو غيرهم أو إلى سياسة بعض الملوك الخارجين عن شريعة الإسلام من ملوك التتر وغيرهم وإذا قيل لهم تعالوا إلى كتاب الله وسنة رسوله أعرضوا..) وقال رحمه الله تعالى في إشارة بليغة إلى التفريق بين النوعين :الحكم بغير ما انزل الله في واقعة , وبين التشريع : (إن الحاكم إذا كان ديّنا لكنه حكم بغير علم كان من أهل النار ..إلى أن يقول : وهذا إذا حكم في قضية معينة لشخص وأما إذا حكم حكما عاما في دين المسلمين فجعل الحق باطلا والباطل حقا والسنة بدعة والبدعة سنة والمعروف منكرا والمنكر معروفا ونهى عما أمر الله به ورسوله فهذا لون آخر ..) وقال في المنهاج مؤكدا على التفريق : (وحكام المسلمين يحكمون في الامور المعينة ولا يحكمون في الأمور الكلية ..)

وهذا معناه التفريق بين التشريعات العامة التي هي سن قوانين مخالفة لحكم الله , وبين حكم الحاكم في الوقائع بناء على نظر واجتهاد في النظر النصوص الشرعية أو قد يتبع الهوى فيها مع كون المرجعية المسنونة هي الإسلام :قال الله قال رسوله ,, فمن حكم في الأمور الكلية لايكون حاكما للمسلمين لانه خلع ربقة الدين إذ أشرك مع الله في حكمه (ولا يشرك في حكمه أحدا ), وقد قال الله تقدس وتبارك :"ألا له الخلق والأمر " فكان لسان حال المشرعين من دون الله :(ألا له الخلق ولنا الأمر !), على أن نصوص القرآن جاءت جلية في الأمر فهي مقيدة بالتولي والإعراض ونحوهما وليس فيها قيد الاعتقاد القلبي ولهذا قال ابن القيم في قول الله تعالى "يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت" وما بعده : (فجعل الإعراض عما جاء به الرسول والإلتفات إلى غيره هو حقيقة النفاق ), وكون النصوص بيّنة نطق به غير واحد من كبار أهل العلم ويزيد وضوحا فوق وضوح بتأمل أسباب النزول الصحيحة ,والأمر في هذا لو أريد له التفصيل في غاية الطول بنقل كلام أئمة الإسلام كالبخاري والطبري وابن حزم وابن القيم وابن كثير وصولا إلى الشوكاني وأحمد شاكر ومحمود شاكر ومحمد بن إبراهيم وعبد الرزاق عفيفي والشنقيطي وبكر أبو زيد وابن جبرين والمحدث عبد الله السعد والبراك وسليمان العلوان وسفر الحوالي والمحمود وغيرهم جماعة كثر في الأقدمين والمحدثين وغير واحد منهم نقل الإجماع..وأما من يشترط الاعتقاد فيلزمه أن يعمل قاعدته على كل عمل سماه الله كفرا أو شركا , فالمعصية هي التي يشترط فيها الاستحلال حتى يكون كفرا , اما ما كان شركا في نفسه فلا يقال حتى يستحل ! والمستحل للمعصية كالخمر مثلا كافر ولو لم يتعاطها أصلا , ومن اعتقد أفضيلة حكم غير الله على حكم الله أو مساواته به كان كافرا ولو حكم بالشريعة ..والله ولي التوفيق

تنبيه :أرجو يا أخي أبا ذر عدم تحويل الأمر إلى جدل , فإني اجبتك احتراما لك , وإلا فإن أردت التعليق فقد اشترطت في موضوعي هذا وغيره ألا يكون ساحة للنقاش ..ولهذا سامحني سأطلب التدخل الإشرافي مضطرا لو لم تحترم رغبتي وشرطي

ابو ذر الغفارى
07-05-2012, 02:36 PM
جزاك الله خيرا على الجواب وأحترم رغبتك ولن أورد ما عندى على الجواب لكن أسجل فقط الإختلاف مع هذا الرأى مع كامل الإحترام والود

هيزم
07-06-2012, 12:23 AM
شيخنا الفاضل كيف نجمع بين هذه الاية : ( فَإِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ ) , وبين معاتبة و تقريع الرسول صلي الله عليه وسلم لقتلي قليب بدر ، حتى قال له عمر : يا رسول الله ، ما تخاطب من قوم قد جيفوا ؟ فقال : " والذي نفسي بيده ، ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ، ولكن لا يجيبون " . وأن الميت يسمع قرع نعال المشيعين له.

أبو القـاسم
07-06-2012, 03:17 PM
كيف نجمع بين هذه الاية : ( فَإِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ ) , وبين معاتبة و تقريع الرسول صلي الله عليه وسلم لقتلي قليب بدر ، حتى قال له عمر : يا رسول الله ، ما تخاطب من قوم قد جيفوا ؟ فقال : " والذي نفسي بيده ، ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ، ولكن لا يجيبون " . وأن الميت يسمع قرع نعال المشيعين له.


حياك الله أيها الأستاذ المحترم الحبيب هيزم ..هناك غير وجه يمكن حل الإشكال البادي , من ذلك :-
1-أن المقصود بالموتى موتى القلوب أي الكفار وهذا دارج في لغة القران , كما في قول الله تعالى "أو من كان ميتا فأحييناه " أي كافرا فهديناه للإيمان ..لأن الإيمان حياة القلوب ,وموتها لكونها مطبوعًا عليها فلا يصل إليها حق يحييها فهي مغلقة بما أصابها من ران , ونظير هذه الآية قول الله تعالى "وما يستوي الأحياء ولا الأموات إن الله يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور" يعني وما انت بمسمع الموتى= وهم الكفار , وكقوله تعالى "إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله " يعني والكفار يبعثهم الله ..

2-أو يقال بأن المقصود ما انت بمسمع الموتى الذين فارقوا الحياة سماع استجابة وقبول فالذين في القبور حتى لو سمعوا الصوت لا يستجيبون ولا يستفيدون , والعرب من شأنهم أن يعبروا عن الاستجابة بالسماع , كما في قوله تعالى "ولهم آذان لا يسمعون بها " وكقول المصلي (سمع الله لمن حمده ) , ويدل عليه نفس الآية (ولا تسمع الصم الدعاء) ,والله وصف الكافرين بأنهم "صم بكم عمي فهم لا يعقلون" مع كونهم يدركون بهذه الحواس إدراكا هو من جنس إدراك البهائم كما في قول الله عز وجل (ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لايسمع إلا دعاء ونداء ) فالخراف لا تفقه من الراعي معنى ما يقول , سوى انها تسمع صوته ..فيكون المعنى أن الله ضرب مثلا للكافرين بحال موتى القبور فكلاهما يسمع الصوت دون استفادة هداية ..

ثم اعلم رعاك الباري أن الذين في قبورهم لايسمعون في كل حال بل في أحوال معينة دل عليها الشرع كالحديث الذي أوردته و كحديث سمع القرع الذي أشرت إليه , فإذا قيل: الأصل عدم سماعهم إلا ان يشاء الله تعالى بما استثني , فلعله يجوز أن يقال :شبه عدم سماع الكفار سماع استجابة إلا ان يشاء الله تعالى بقذف الهداية في قلوبهم( إذ لا يملك هداية التوفيق للإيمان إلا الله تعالى), بعدم سماع من في القبور أصوات الناس إلا ان يشاء الله في أحوال معينة ؟..هذا الأخير موضع بحث

هيزم
07-06-2012, 08:47 PM
ماشاء الله , جزاك الله خير شيخنا الفاضل

المعتزة بالاسلام
07-24-2012, 10:28 AM
يقول الله تعالى في كتابه العظيم ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ) و في نفس السورة ( فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ )
نفهم من الاولى ان المقصد من خلق ادم هو ان يخلف الله تعالى في الارض وفي الثانية نفهم ان نزوله الى الارض انما هو عقاب على عصيانه الله عز و جل ..
فلو تكرمتم بتوضيح هذا اللبس بارك الله لكم

أبو القـاسم
07-24-2012, 08:16 PM
أحسنت أختي المعتزة ، اعزك الله بالإسلام ، يبدو لي أنه مع مقدم شهر القران ومرورك على آي سورة البقرة ، لمع في خاطرك هذا السؤال الذي يدل على قراءة بوعي وتدبر ..والجواب بعون الله وتوفيقه من وجوه :
-لا تعارض بين ورود أكثر من سبب على محل واحد ، كقول الله تعالى (ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين ) ..فكونها زينة ورجوما للشياطين ، لا يعارض أن تكون لأسباب أخرى أيضًا من الحفاظ على نظام الكون ..(وجعلنا السماء سقفا محفوظا)

-والعليم القدير : علم وقدّّر : أن آدم عليه السلام سيكون خليفة في الأرض ، وعلم وكتب أن آدم سيعصي ..وتقدير الله ذلك لا يعني الجبر على المعصية ، بل الله (لا يظلم مثقال ذرة) ولا أدنى من ذلك (وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيمًا )

-وهذا متصور حتى في عالم المخلوقات ، وللتقريب: كأن يقول الأب : نويت أن أخرج ابني فلانًا لطلب العلم ، فهذه نية عنده ..ثم إذا عصى الابن ،عجّل بما نواه ..وجعلها مناسبة للتنفيذ..

-وأوامر الله تتفاعل ولا تتعارض ، فالله له مقصد من نزول آدم عليه السلام ، والله قضى أن من يعصي قد يعاقب..فاجتماع الأمرين أو الأمور يحدث كل يوم في أقدار الله وتصاريفه في الكون بما لا يحصى من المرات ، وتكون النتيجة على ما رأيت من شأن آدم أي دون تعارض

جُنيد الله
07-25-2012, 12:29 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
شيخنا الفاضل
كيف الجمع بين حديث"إنا أمة امية لا نكتب ولا نحسب "
مع الايات الداعية إلى القراءة و الحساب؟
مثل قوله تعالى"إقرأ بإسم ربك الذي خلق"
و أيضا قوله عز و جل"لتعلموا عدد السنين و الحساب"
بارك الله فيك

أبو القـاسم
07-25-2012, 07:36 AM
سؤال جيد يا أخي الحبيب الجنيد ..ومريح أيضا ، لأني سأنقل لك مما جاد به يراع
شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ، حيث يقول : (إنا أمة أمية " ليس هو طلبا ، فإنهم أميون قبل الشريعة كما قال الله تعالى :" هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم " وقال : "وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم" فإذا كانت هذه صفة ثابتة لهم قبل المبعث لم يكونوا مأمورين بابتدائها ، نعم قد يؤمرون بالبقاء على بعض أحكامها ، فإنا سنبيِّن أنهم لم يؤمروا أن يبقوا على ما كانوا عليه مطلقاً)

ويقول أيضا : (فلما قرن ذلك بقوله الشهر ثلاثون والشهر تسعة وعشرون بيَن أن المراد به : إنا لا نحتاج في أمر الهلال إلى كتاب ولا حساب ، إذ هو تارة كذلك ، وتارة كذلك ، والفارق بينهما هو الرؤية فقط ليس بينهما فرقٌ آخر من كتاب ولا حساب) ..

وقال أيضا : (وظهر بذلك أن الأمية المذكورة هنا صفة مدح وكمال من وجوه : من جهة الاستغناء عن الكتاب والحساب بما هو أبين منه وأظهر وهو الهلال . ومن جهة أن الكتاب والحساب هنا يدخلهما غلط . ومن جهة أن فيهما تعبا كثيرا بلا فائدة..)
فمن هذا يتبين الآتي :

1- أن كلام النبي (ص) ليس دعوة ليكون الناس أميين ..كيف وقد أمر زيد بن ثابت رضي الله عنه أن يتعلم السريانية ، وكان له كتبة للوحي ولمكاتبات الملوك وتوثيق العهود، كالخلفاء الأربعة ومعاوية رضي الله عنهم أجمعين..
2-أنه في سياق الحديث عن حكم شرعي ، ومن حكمة الشارع سبحانه وتعالى أن يسند هذه الأمور إلى أشياء بيّنة يشترك فيها عامة الناس ..لا مشقة فيها ، وكي لا تكون مرهونة بأناس مخصوصين مع قطع بذرة الخلاف المحتمل في امر مهم تحتاجه الأمة..
3-والوصف بالأمي تارة يكون وصف كمال وتارة يكون يكون وصف نقص كما أشار الإمام أبو العباس نفسه ، فهو في حق النبي(ص) وصف كمال لأنه استغنى بما علمه الله عز وجل عن أن يكون مفتقرا لتعلم الكتابة مع ما في ذلك من قطع دابر الخصوم وشبهاتهم حول نبوته عليه الصلاة والسلام ، فتكون أقطع في الثبوت وآكد في اليقين ، فلما استغنينا في معرفة دخول رمضان مثلا ، عن الاحتياج للحساب ، مع تحقيق الأجر كاملًا وعموم النفع كان هذا أكمل من هذه الحيثية ..
فإن قيل : ولكنه قال :إنا أمة أمية ..! فالجواب : أنه إخبار عن حال المبعوث فيهم في ذلك الوقت وبيان أن الله تعالى جعل حكمه منوطا بشيء محسوس ليكون مناسبا لحالهم ولمن أتى من بعدهم ، وهو مصدق بقول الله تعالى: " هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم .."...والله أعلم ..

المعتزة بالاسلام
07-25-2012, 10:25 AM
سئلتم فاجبتم فاقنعتم .. بارك الله في علمكم و جزاكم عنا كل خير

جُنيد الله
07-26-2012, 12:33 AM
ما شاء الله إجابة مُقنعة جدا
بارك الله فيكم شيخنا العزيز و زادكم ربي عِلما
و جزاك الله كل خير

معتز
08-04-2012, 04:54 PM
السلام عليكم يا شيخنا :

سأنقل بعض ضلالات الناس هنا وارجو الرد عليها بخصوص اخبار الدجال

هل الدجال أعور أم أعمى: جاء في صحيح مسلم: قال رسول الله الدجال أعور العين اليسرى جفال الشعر. وفي موضع أخر في صحيح مسلم: وإن الدجال ممسوح العين عليها ظفرة غليظة مكتوب بين عينيه كافر. وفي موضع أخر في صحيح مسلم: ألا وإن المسيح الدجال أعور العين اليمنى. (يبدو أن الدجال أعمى وليس أعورا على مذهب الجمع أولى!)

لدجال شاب قصير أم عملاق: جاء في صحيح مسلم أن رسول الله قال عنه: إنه شاب قطط، كأني أشبهه بعبد العزى بن قطن.وعند البخاري:..هذا الدجال أقرب الناس به شبها ابن قطن رجل من خزاعة. وفي رواية حنظلة:رجلا أحمر جعد الرأس. وفي رواية الطبراني أنه:آدم جعد.(فتح الباري) وفي رواية أبي داود من حديث عبادة:رجل قصير أفحج. وعند الطبراني وابن ماجه والبيهقي: فإذا هم بشيخ موثق شديد الوثاق. ورواية مسلم من حديث تميم الداري المشهور بالجساسة قال:... فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقا، وأشده وثاقا، مجموعة يداه إلى عنقه، ما بين ركبتيه إلى كعبية بالحديد.....وإني مخبركم عني إني أنا المسيح.وعند ابن كثير عن ابن عباس في حديثه عن رؤية النبي للدجال، قال:رأيته فيلمانيا أقمر هجانا، إحدى عينيه قائمة كأنها كوكب دري،وكأن شعر رأسه أغصان أشجار.(الاسراء والمعراج). تأمل هذه التناقضات ...أعظم إنسان رأيناه قط خلقا...شاب...رجل قصير...رجل أحمر(يعني ابيض)...رجل آدم(يعني أقرب للسواد)..شيخ موثق !!

لدجال يطوف بالكعبة: جاء في صحيح البخاري ومسلم أن رسول الله قال:....وأرانى الليلة عند الكعبة فى المنام.. رأيت رجلاً وراءه(أى وراء عيسى)جعدا قططاً أعور عين اليمين كأشبه من رأيت بابن قطن، واضعا يديه على منكبى رجل يطوف بالبيت، فقلت من هذا ؟ قالوا : المسيح الدجال. ولا يخفى أن رؤيا الأنبياء حق كما في قوله تعالى على لسان إبراهيم عليه السلامفلما بلغ معه السعى قال يابني إني أرى في المنام أني أذبحك). ولكن جاء في صحيح مسلم رواية عن رسول الله تناقض ذلك حيث ذكر أن رسول الله قال: لا يدخل المدينة ولا مكة. وفي رواية آخرى عند مسلم:إن الله قد حرم عليه مكة. وعند البخاري قال رسول الله:يأتي الدجال وهو محرم عليه أن يدخل نقاب المدينة.وفي رواية عند أحمد :ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة.في رواية مكة والمدينة وبيت المقدس!!

أبو القـاسم
08-04-2012, 09:15 PM
هل الدجال أعور أم أعمى: جاء في صحيح مسلم: قال رسول الله الدجال أعور العين اليسرى جفال الشعر. وفي موضع أخر في صحيح مسلم: وإن الدجال ممسوح العين عليها ظفرة غليظة مكتوب بين عينيه كافر. وفي موضع أخر في صحيح مسلم: ألا وإن المسيح الدجال أعور العين اليمنى. (يبدو أن الدجال أعمى وليس أعورا على مذهب الجمع أولى!)

قائل هذا الكلام سفيه وقح أسأل الله عز وجل أن ينكل به لتخوضه فيما لا قبل له به من أثر اتباع الناعقين دون أثارة من علم ، وسأجيب بعون الله على الجزء المقتبس الآن ..

أول شيء-معلوم عند أصحاء الأذهان أنه لا يستقيم في عقل عاقل أن يتصور وقوع تناقض جليّ كما يتراءى لهذا الناظر ثم يغفل عنه أمة من الناس عدتهم ألوف مؤلفة من أكابر أهل العلم على صفحات الزمان ، ثم يكون هو من وقع على هذا الاكتشاف المذهل ! وحينئذ تعلم أن من يأتي بهذه الأحدوثات إنما أتي من قبل جهله تارة ومن قبل كِبره وظلمه تارة أخرى ..وبيان ذلك أن هذا القائل : لو كان له طفل صغير مميز وقال له مثلا: أريد لعبة ولكن لا أريد لعبة ، لاستوجب هذا توبيخه لكونه يراه تناقض ومثله لا ينبغي ان يقع فيه ..فكيف بلغت الحماقة حدا ان يفترض أن الأمة كلها ضلت عن معرفة الوجه الحق في المسألة إلا لما أصاب عقله من لوثة فكرية ..

ثانيا-أحاديث الدجال متواترة جدا بلا شك فمن أنكره يكون مواقعا للكفر ، وإذا وقع في بعض التفاصيل اختلاف لا يحسن إلى دركه سبيلا فليس من نهج العقلاء إنكار الدجال من أصله جملة وتفصيلا ،ومثال ذلك : اختلف في اسم الصحابي الجليل حافظ الإسلام أبي هريرة رضي الله عنه فقيل عمرو وقيل عبد الرحمن وقيل غير ذلك ، ولم يدع أحد أن هذا يقتضي كونه شخصية وهمية ! ولو أعملنا منهج المعترض على الأخبار= لم يعد ثم تاريخ ولا دين ولا علم ، وفي امثاله يصح قول الله عز وجل : (بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله كذلك كذب الذين من قبلهم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين)

ثالثا-رواية أنه أعور عين اليمنى أصح ، والعاقل -مهما بلغ جهله -، حين يرى حديثا مرويا من طريق صحيح ، ومن طريق آخر أصح ووجد بينهما تعارضًا بحسب مبلغه من الفهم فإنه إذا تعذر الجمع رجح الأصح ..كما لو جاء ثقتان كلاهما يحكي له خبرا ، فقال الأول : أصاب الأعداء المجاهد في عينه اليمنى ، وقال الأخر :أصابوه في عينه اليسرى ..فلو أنه رأى الخبرين متعارضين -والحال أنهما ليسا كذلك قي حقيقة الأمر مثلا- ولم يحسن فقه الجمع فيما بلغه من طرق صحيحة ، فأضعف الإيمان و أقل العقل: أن يرجح ويقول فلان الأول :أحفظ وأنبه ، ولعل الثاني أخطأ أو غفل أو نسي أو التبس عليه إلخ ..لا انه يقول كلاكما كاذبان وهو يعلم أنهما حجج ثقات! فلو كانا متعرضين حقًا وجب المصير إلى الترجيح بالقرائن ، وما من متن فيه نكارة حقيقة إلا وكان في السند علة ، عرفها من عرفها وجهلها من جهلها ..وإذا صح الإسناد وسلم من العلل استحال أن يوجد في المتن ما يخالف صحيح النقل ولا ما يخالف سليم العقل

رابعًا- العور في اللغة ليس خاصا بفقد إحدى العينين القدرة على الإبصار ، بل هو مطلق العيب ، ومنه العَوْرة ، فإذا كانت إحدى العينين معيبة من جهة والاخرى معيبة من جهة أخرى كانت كل واحدة منهما معيبة باعتبار ، وقد بين النبي (ص) جهة العيب في كل عين ..كما قال القاضي عياض رحمه الله ( بأن تكون المطموسة والممسوحة هي العوراء الطافئة بالهمز أي التي ذهب ضوؤها وهي العين اليمنى كما في حديث ابن عمر، وتكون الجاحظة التي كأنها كوكب وكأنها نخاعة في حائط هي الطافية بلا همز وهي العين اليسرى كما جاء في الرواية الأخرى، وعلى هذا فهو أعور العين اليمنى واليسرى معا فكل واحدة منهما عوراء أي معيبة، فإن الأعور من كل شيء المعيب ، وكلا عيني الدجال معيبة فإحداهما معيبة بذهاب ضوئها حتى ذهب إدراكها، والأخرى بنتوئها )..هذا يكفي الآن إن شاء الله تعالى

والله الهادي

معتز
08-04-2012, 09:49 PM
يا سلام عليك يا شيخنا استمر بالله عليك والله انك بتنفعنا جزاك الله خير__ انظر البقية بفارغ الصبر

شكرا جزيلا على ابداعك ...اثلجت صدري

أبو القـاسم
08-05-2012, 12:06 AM
بارك الله فيكم أخي معتز ، وليعلم القاريء انه لا ينكر الدجال إلا دجال ، نبي الله صلى الله عليه وسلم مشفق على أمته وكذا كل نبي.. كلهم عليهم الصلاة والسلام أنذر قومه الدجال ، ثم يخرج من يقول : ما ثم دجال ! ، فمثله أعظم خيانة من مثل قوم جاءهم نذير عريان ثقة وقال :يا قوم :حريق! حريق !! ..فلما هموا بالنجاة بانفسهم قام فيهم مجهول ليقول : ما ثم حريق ..فإذا صدقوا الثاني وقعدوا :هلكوا جميعا ..

ولو لم يرد إلا استعاذة النبي (ص) منه في الصلاة لكفى المسلم كما في الصحيح : أن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعيذ في صلاته من فتنة الدجال إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع يقول اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر فتنة المسيح الدجال ) بل قد وردت الإشارة إليه في القرآن العظيم في قول الله تعالى "يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا" وقد اخرج الإمام مسلم تفسيرا نبويًا للآية عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي (ص) : ( ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل او كسبت في إيمانها خيرا طلوع الشمس من مغربها والدجال ودابة الأرض )

-وأما مسألة القِصَر : فمعلوم أن الطول والقصر نسبيان ، فمن يكون عظيم الخلقة في جسمه ورأسه ومنكبيه ونحره وبعيدا ما بين رجليه (أفحج) ثم يكون طوله غير متناسب مع هذه الضخامة يكون قصيرًا في عين الناظر
-وأما مسألة أحمر وآدم ، فرواية الطبراني ليست بذاك والظاهر شذوذها، لأن محمد بن مروان العقيلي فيه ضعف وقد تفرد به عن يونس بن عبيد ،قال العقيلي في حديثه المذكور : لا يتابع عليه ، وقال الطبراني : لم يرو هذا الحديث عن يونس بن عبيد إلا محمد بن مروان ، تفرد به : عمرو بن العباس . ،وعمرو فيه ضعف أيضا .. ..ومن لايفهم أصول علم الحديث كيف يجوز أن يعترض وهو جاهل ؟ وعلى فرض الصحة لهذه اللفظة : فالتوجيه أنه لا تعارض بين الأدمة والحمرة التي تكون في الوجه ..خِلقة أو لأجل التعب

معتز
08-05-2012, 01:08 AM
والله اني احبك في الله ...ماشالله عليك ..

الله يعطيك العافية وينصرك ويوفقك ويعينك على الخير كله ...

اسعدتني الله يسعدك راح الكثير وبقي الكثير راح اعطيك بعدها كم وحدة عشان تفندها وتقسم ظهر البعير

الله لا يحرمنا منك ولا يحرمك الاجر

اشكرك جزيل الشكر

أبو القـاسم
08-05-2012, 10:26 PM
أحبك الله تعالى وبارك فيك ورفع قدرك ..في الحقيقة رأيت مشاركتك قبل ان تحذف ولا ادري لم حذفتها ..وهذا تعليق على بعض ما فيها حتى لا يتوهم مغرض في المسلمين عجزًا..وأذكر انك سألت عن ابن صياد وعن الملائكة مع الدجال ، راجيا من الإخوة الكرام أن يضعوا سؤالًا واحدًا لا مجموعة متراكبة من الشبهات معًا
---------------
-بخصوص ابن صياد ، لم يقل النبي (ص) إنه الدجال ، بل كان يشك في أمره متوقفا في حاله ..وعلى كل حال رؤية الدجال موثقا كما في حديث الجساسة في صحيح مسلم ومسند الإمام أحمد وصححه البخاري أيضا ، لا ينافي هذا مطلقا لأنه حي يرزق ، فغير منكر أن يكون له أحوال ، في يوم يكون مقيدا وحين يخرج في آخر الزمان يكون مرسلا يعيث في الأرض فسادًا ، فأي غرابة أن رآه تميم الداري رضي الله عنه مقيدا ويكون له شأن آخر قبل ذلك وبعده ؟

-وأما أنه معه ملكان فهذا حديث تفرد به حشرج بن نباتة عن سعيد بن جمهان ، قال النسائي : حشرج عن سعيد بن جمهان ليس بالقوي ، وقال ابن حبان :لايجوز الاحتجاج بخبره إذا تفرد ، هذا مع أن حشرجا ثقة في الأصل لابأس به ، ولكن له ما ينكر ، كحديثه عن سعيد بن جمهان عن سفينة في بناء المسجد وفيه "هؤلاء الخلفاء بعدي" قال البخاري:لا يتابع عليه ..على أنه لو صح فليس المتن منكرا على ما يتصور المعترض لأن الملك يقول للدجال في نفس الحديث: "كذبت " ولأنه ورد في القرآن عن الملكين هارون وماروت "وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر " فذهب جماعة من كبار المفسرين كالطبري وغيره أن المراد ملكان سماويان ..والحاصل ان الدجال فتنة عظيمة ، ويجري الله تعالى على يديه الأعاجيب ..والمعصوم منه : من عصمه الله تعالى بلزوم التقوى والإيمان

معتز
08-05-2012, 11:47 PM
شكرا يا شيخ وجزاك الله خير ..الله يرفع من قدرك ويسعدك ويسعد اهلك في الدنيا والاخرة ولا حرمنا الله من علمك ...ولكن حذفتها لاني شعرت اني اثقلت عليك ونحن في شهر مبارك الواحد يتفرغ للعبادة والقيام وقراءة القرأن ...فان اثقلت عليك فانا اعتذر لك امام الكل :) ...شكرا لك يا شيخ جزيييل الشكر

عبد التواب
11-26-2012, 08:58 AM
شيخنا الفاضل
كيف نجمع بين قول الله تعالي : ( وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ )

وقوله تعالي : ( فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا )

أبو القـاسم
11-26-2012, 04:15 PM
حياكم الله يا شيخ عبد التواب ..
-الآية الأولى وقع المفعول على الرسل : أي أرسل الله الرجالَ ، وهم الرسل ، بخلاف الثانية : فالمفعول هو الروح أي المَلك ..ولم يقل أرسلنا مريمَ -عليها الرضوان والسلام -فتنبه لهذا ..لأن هناك فرقا بين قول القائل : أرسلت فلانا ،فهو إذن رسول .. وبين أن يقول أرسلت إليه كذا..كما ان اسم الوحي العام لايدل لزومًا على رسالة أو نبوة ، "وأوحينا إلى أم موسى .." وليست رسولة

أبو القـاسم
11-26-2012, 08:04 PM
هناك أخت من الله عليها بالهداية في الموقع ولله الحمد وبعد إسلامها كان مما استشكلته انزعاج النبي (ص) من نية علي رضي الله عنه الزواج ببنت أبي جهل ، وقالت : كيف تتحمل البنت شرك أبوبها ، والله يقول (ولا تزر وازرة وزر أخرى )؟ فهذا الجواب بمعونة الله عز وجل :
-------------
أولا-إنما يكون كلامك صحيحا لو أن الله تعالى يحاسبها على ذنب فعله أحد أبويها ، ، وهذا موجود في اليهودية والنصرانية ، وغير موجود في الإسلام ، فلم يقل الاسلام مثلا ان بنت ابي جهل تدخل النار لأن أباها مشرك !..أو ربما تكون المسألة بحاجة لنظر أو محل تأمل لو أن النبي قال: لا تزوجوا البنات المسلمات اللائي آباؤهن مشركون ، ولكن لم يكن شيء من ذلك ..والحمد لله..
ثانيا-القضية إذا كان لها عدة متعلقات لا يجوز اختزالها في أحد هذه المتعلقات وغض الطرف عن بقية متعلقاتها فهذا ظلم لا ينسجم مع منهج العلم ..
ثالثا -كوائن اسلام الصحابة في العصر النبوي تدل على ما قلت ، والله تعالى يقول في القران "فإن علمتموهن مؤمناتٍ فلا ترجعوهنّ الى الكفار " ولم يقل اطردوهن أو لاتزوجوهن لأنهن من آباء كافرين ، فالإسلام أمر برعاية هذه لحالات على عكس ما تقولين
رابعا-جاء في رواية للحديث (إن فاطمة مني. وإني أتخوف أن تفتن في دينها) فكان مما علل به الأمر خوفه على بنته أن تفتن في دينها ومعناه :خوفه عليه السلام أن تكون الغيرة من اجتماع هذه البنت معها سببا لوقوعها فيما لا يليق من جهة الدين ،كأن تعيرها بأن أباها كافر بباعث الغيرة فتقع في المحظور الشرعي ..لأن التعيير بذلك محرم إذ لا يجوز تعيير الشخص بما لا يد له فيه ..
خامسا-قوله عليه السلام في نفس الحديث (وإني لست أحرم حلالا ولا أحل حراما) يبطل المعنى الموهوم أن البنت تتحمل شرك أبويها ..فهذا يدل أن نكاح بنت أبي جهل حلال في الأصل
سادسا-بيانه عليه الصلاة والسلام أن السيدة فاطمة -رضوان الله عليها - بضعة منه يؤذيه ما آذاها ، أمر يعرفه عليّ رضي الله عنه ويعرفه الصحابة وقد زوجه إياها على ألا يتسبب في إيذائها بوجه من الوجوه ، فكان في حكم المشروط لأن المشروط عُرفًا كالمشروط لفظا كما حرره العلامة ابن القيم في الزاد فقال رحمه الله : (وفي ذكره صلى الله عليه وسلم صهره الآخر وثنائه عليه بأنه حدثه فصدقه ووعده فوفى له تعريض بعلي رضي الله عنه وتهييج له على الاقتداء به وهذا يشعر بأنه جرى منه وعد له بأنه لا يريبها ولا يؤذيها فهيجه على الوفاء له كما وفى له صهره الآخر ،فيؤخذ من هذا أن المشروط عرفا كالمشروط لفظا.. ) ، وحينئذ ينبغي عليه أن يوفي بالشرط لأنه لما أنكحه إياها النبي صلى الله عليه وسلم كان في حكم الشرط من قرائن الأحوال أو الأقوال ألا يؤذيها بشيء كهذا أو غيره.
سابعا-صورة المشهد أن بنت أعدى أعداء الله وبنت أشرف رسل الله معا تحت رجل واحد ، وهذا فيه مفاسد تتعلق برفع شأن فرعون تلك الأمة أبي جهل إلى مقام سامق، والأمر وإن كان مباحا في الأصل لكن خصوصية الاجتماع مع بنت سيد المرسلين تقضي بترجيح عدمه ..لو نظر إليه من أطرافه ، ومن حق الأب العاقل ان يأبى على بنته أن تكون على مساس مع قوم يعادونه أو فيهم عيب معين ..لما قد يورثه من مفاسد شتى ، فلو فرضنا مثلا أن هناك رجلا له بنت ، وتقدم لها ابن أحد الممثلين الفاجرين أو بنت أحد كبار تجار المخدرات ، لم يكن مستنكرا أن يأبى تزويجه..إذا رجح أن هذا شيء لا يليق لأن الزواج فيه ارتباط عائلة بعائلة ..فالقضية يحتف بها متعلقات وتقدر كل حالة بقدرها ..دون أن يعني هذا أن البنت تحملت وزر أبويها !..
ثامنا-ومما يدل أن الأمر ليس كما فهمته الأخت ماري أن النبي تزوج أم المؤمنين صفية بنت حيي بن أخطب رضي الله عنها ، وأبوها يهودي ..فتأملي
تاسعا-ومن اللطيف أني حدثت أمي بقول الأخت فكان جوابها حاضرًا دون تكلف : لو فعل علي رضوان الله عليه لتعاظم أبو جهل في عين نفسه ، وقال: لم تعجبه بنت محمد-(ص)- فأخذ بنتي !
عاشرا-وأيضا للنبي خصوصيات ، كإباحة زواجه من أكثر من أربعة ..فليس بمستغرب في أقل الأحوال أن يكون هذا من خصوصياته ..عليه الصلاة والسلام ..والله أعلم

عبد التواب
11-27-2012, 06:57 AM
جزاك الله خير شيخنا الفاضل
سمعت الشيخ عمر عبد الكافي في برنامج صفوة الصفوة يقول ان بعض العلماء استدل بهذه الاية ( فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا ) علي ان السيدة مريم نبية , لان الله عزوجل اوحي لها عن طريق ارسال ملَك , وروحنا علي مااظن هو جبريل عليه السلام.

أبو القـاسم
11-27-2012, 07:23 AM
وجزاك مثله وزيادة ..هذا قول ابن حزم والقرطبي..وهو فرع عن تعريف النبوة ..فمن جعل النبوة في مجرد حصول الإيحاء الإلهي كيفما اتفق دون تبليغ للناس ، فإنه قد ينصر هذا القول ، ولكن هل حقيقة النبوة هي ذلك ؟ الحق خلافه ، وجماهير أهل العلم على أنها لم تكن نبية وحكي إجماعًا ، وأما انتفاء الرسالة فهذا أبين وهو الذي في سؤالك ..والله أعلم

عبد التواب
11-27-2012, 07:30 AM
جزاك الله خير

ابنة الاسلام2
11-29-2012, 07:10 PM
السلام عليكم

كيف نوفق بين قول الله سبحانه وتعالى((ولا تنس نصيبك من الدنيا)) وبين قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :( كن في الدنيا كأنك غريب ، أو عابر سبيل )
وجزاكم الله خيرا

أبو القـاسم
11-29-2012, 07:25 PM
عليكم السلام ورحمة الله ..حياك الله يا أختي..سؤالك جيد بارك الله فيك
الغريب عن وطنه ، يكون مستوحشًا ، ونفسه غير قارّة إلى الدعة والسكون ، وعابر السبيل هو المسافر ..وكلاهما لابد أن يتزود بما يليق بحاله ..
فالغربة عن الديار لا تعني البوار ولكن تعني أن يكون قلب الإنسان معلقا بوطنه الأصلي وهو الجنة ، وعابر السبيل يأخذ من الزاد ما يحتاجه مثله لعبور السبيل ، وكذلك حال المؤمن يجعل أسمى غاياته الآخرة ..والدنيا إذن طريق إلى العليا ..وهذا تشبيه بليغ من النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو ياتفق مع قول الله تعالى (ولا تنسَ نصيبك من الدنيا ) ، لأن الدنيا وسيلة إليها ومزرعة للآخرة ولأن الانقطاع والرهبانية وفق بعض الطرائق الفلسفية ليست من الإسلام في شيء، والتعبير بـ(لا تنس ) فيه أن السالك في مسيره إلى الله قد يبالغ فيخرج عن رسم الشريعة ، فقيل له (ولا تنس نصيبك من الدنيا )