المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إعلان كيف تحاور ملحدا ًأو لا أدري ؟؟



إلى حب الله
01-02-2011, 04:58 PM
كيف تحاور ملحدا ًأو لا أدري ؟؟......
--------

بقلم أبو حب الله ..
AboHobElah@gmail.com

1)) محاولة استشفاف السبب الرئيسي للإلحاد ..
2)) التزام الأدب التام .. والتبسيط الشديد في الحوار ..
3)) التأكد من عدم إصابة الملحد بوسواس مرضي ..
4)) استخدام الحُجج المنطقية والأدلة العقلية في التفنيد ..
5)) استخدام الأمثلة البسيطة للرد على الشبهات وتفنيدها ..
6)) عدم نسيان الجانب الروحي والنفسي في الحوار ..
7)) مراعاة حال الملحد من العلم والانفعال ..
---------
بسم الله وبه نستعين ..
--
الإخوة الكرام ...
من واقع ما تعلمته واستفدته من حواراتي العديدة مع الملحدين
واللا أدريين :
استنتجت أنهم : واحد من اثنين ...
------
إما أنه مصدوم في الدين بسبب موقف معين من المواقف التي
مرت به : جعلته يظن سوءا ًبالدين أو بالمتدينين ..
------
وإما أنه صاحب شبهة فعلا ً: تم انتقالها إليه من الكتب الفلسفية ..
أو من الإعلام .. أو من النت .. أو من رفاق السوء ...
سواء شبهة في الدين لم يعرف لها جوابا ً..
أو سواء شبهة في مسائل خلق الكون والإنسان وما شابهها ..
وخصوصا ًعند إلباس هذه الشبهة لبسة الثقافة أو تزيينها بزينة
العلم في الظاهر : فتخدع كل مَن كان ليس راسخا ًفي العلم أو
الإيمان ............
---------------
وأما أكثر هؤلاء تأثرا ًبالحوار : ورجوعا ًإلى الحق :
فهو الملحد المصدوم في الدين بموقف من المواقف .. وأيضا ً:
الملحد الذي يبحث عن الحق والإجابة .. وليس الجدال العقيم
والانتصار للنفس والهوى والرأي : حتى ولو كان مُخطئا ً....
-------
وذلك لأن فطرة الإيمان بالله عز وجل :
هي فطرة ثابتة في كل إنسان .. قد زرعها الله تعالى في نفوسنا
جميعا ً: لتكون حُجة ًعلينا جنبا ًإلى جنب مع حُجة إرسال الرسل ..
فبها عرف الإنسان معاني الخير والشر .. ومعاني التقوى والفجور ..
" وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا .. فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ..
قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا .. وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا " الشمس 7 : 10 ..
بل ...
ويجمع الله تعالى إلى نداء الفطرة : الاستدلال العقلي أيضا ً
الذي يؤيد تلك الفطرة : حتى ينطق كل ذلك بلسان الحال قائلا ً:
" أَفِي اللّهِ شَكٌّ ؟!!.. فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ " ؟!!!!!!!!..
إبراهيم 10 ...
------------
ومن هنا ...
فقد رأيت أن أكتب هذه الرسالة القصيرة المختصرة المتواضعة
في أهم النقاط الأساسية التي يجب التركيز عليها في الحوار مع
ملحد أو لا أدري ... والله تعالى من وراء القصد ..
(ملحوظة : إذا ذكرت الملحد وحده : فأنا أعني به كذلك اللا أدري ..
والعكس غير صحيح) ..
-----------------
1))
محاولة استشفاف السبب الرئيسي للإلحاد ..
-----------
فذلك يوفر بلا شك : الكثير من الوقت والجهد في الحوار ..
كما يعمل على حصر تركيز الحوار في بضع نقاط قد تكون بسيطة :
بدلا ًمن التطرق لنقاط أخرى كثيرة فرعية : لم يكن المُلحد بحاجة
للحديث عنها أو تفنيدها له أصلا ً!!...
(فقد تكون المشكلة كما قلنا : هي سوء فهم لمسألة ما .. أو شبهة
دينية أو علمية معينة : يزول إلحاده بمجرد إزالة الشبهة والرد
عليها !!.. كأن يكون الملحد مثلا ًقد حكم على الدين كله :
بفتوى أو معلومة خاطئة .. أو حتى بموقفٍ واحدٍ خاطيءٍ أو مُشين
لبعض المسلمين : فنبين له ساعتها حكم الدين الصواب فيه ..
أو يكون قد درس هذه الشبهة ضمن الدراسات الفلسفية الأدبية
الإلحادية التي أفسدوا بها عقول ملايين الشباب المسلم !!.. أو
حتى قد تكون الشبهة هي نتاج فيلم أو مسلسل : أو حتى مشهد
مُعين فيه : حيث يبث الملحدين أفكارهم الخبيثة في هذه الأشياء
بصورة مباشرة صريحة أو غير مباشرة .. كأفكار الكون الذي
يسير بانتظام كالساعة : من غير صانع !!.. أو فكرة العوالم
الموازية !!.. أو حتى يكون قد تأثر بتلك الموجات الإعلامية
الضالة التي تـُصور للناس أن الإلحاد : هو قمة الثقافة !!!!!..
وأن الإيمان بوجود إله : هو قمة التخلف !!.. أو يكون ملحدا ً
ممَن أفرزتهم الديانات المُحرفة أو الوثنية التي لا مكان للفطرة
السليمة فيها ...... إلخ) ...
فالإلحاد وحده يا إخواني :
لا يُصيب الإنسان الطبيعي من تلقاء نفسه !.. لأنه وكما قلنا :
أن الإيمان بالله عز وجل : هو من الفطرة الأساسية التي يُولد
عليها كل إنسان !.. يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم :
" ما من مولود : إلا يُولد على الفطرة " ...
رواه البخاري ومسلم وغيرهما ...
وهذا ما لاحظه غير المسلمين أنفسهم من أصالته في الإنسان !
يقول دكتور جاستين باريت Dr Justin Barrett :
وهو باحث في الأنثروبولوجيا و العقل :
" إن الدين : أو الإيمان بالله بشكل خاص : هو حاجة فطرية
ضرورية !!.. بحيث أنك لو تركت الأطفال بدون تلقينهم إلحادا ً:
فسوف يؤمنون بالله الخالق : بسبب الشعور الطفولي الفطري :
بالسببية والغائية (أي وجود غاية من خلق الكون والإنسان) "
young people have a predisposition to believe in
a supreme being >> because they assume that
everything in the world was created with a purpose.
-------
كما أنه يُراعى في حال وجود أكثر من شبهة :
أن يبدأ المحاور بالرد على الشبهات التي يملك تفنيدها بقوة
واقتدار أولا ً.. فذلك بمثابة الإعلان عن نفسه وقوة حُجته أمام
الملحد .. ويؤدي لاحترام مُبكر : يضبط أدب الحوار فيما بعد ..
كما يُفضل البدء بالشبهات التي تتعلق بوجود الله تعالى والإيمان
به أولا ً.. ثم يأت من بعد ذلك الرد على باقي الشبهات ..
-----------------
2))
التزام الأدب التام في الحوار ... والتبسيط الشديد في العبارات
والجمل والمعاني على قدر المستطاع ..
----------
وذلك لأن معظم هؤلاء الملحدين (وخصوصا ًاللا أدريين) الذين
يهتمون بالحوار ويأتون له : هم ضحايا والله !.. وليسوا مثل :
شياطين الإلحاد الذين : يعرفون الحق : ويُكابرون عنه !!!..
أو شياطين الإلحاد الذين يعملون جاهدين على : اختلاق الشبهات
تلو الشبهات في طريق المؤمنين كل يوم !!......
أو يبحثون عن (المناظرات) التي قد تعطيهم بعض الشعور بالحق !
فهؤلاء هم الشياطين في جسمان بشر كما وصفهم رسولنا الكريم
صلى الله عليه وسلم : دعاة ٌعلى أبواب جهنم : مَن أجابهم :
قذفوه فيها !!... وأما غيرهم :
فيُرجى الصبر معهم .. والتحلم عليهم لأقصى حد .. فوالله : إنّ
ما حدث لهم من إلحاد من بعد إيمان : إلا كسحابة أو غيامة قد
غطت نور شمس النهار : وسوف تنجلي إن عاجلا ًأو آجلا ً!!!..
حتى أن أكثرهم بعدما فاق لإنسانيته ولإيمانه من جديد :
كان يطلب منا (إذا كان الحوار كتابة ًمثلا ً) :
أن نمحو كل ما كتب من أكاذيب وافتراءات وتجديفات على الله
عز وجل ودينه !!!!...
فالرفق الرفق يا كل محاور .. فوالله إن من الملحدين مَن يكره
نفسه بسبب إلحاده : مثلما نكره نحن الإلحاد نفسه !!!!...
وكما قال رسولنا الكريم :
" إنّ الرّفق لا يكون في شيء : إلا زانه (أي زينه وأتى بمراده)
ولا يُـنزع من شىء : إلا شانه " رواه مسلم وغيره ..
وجاء في صحيح البخاري أيضا ًقوله أيضا ًصلى الله عليه وسلم :
" مَن يُحرَم الرفق : يُحرَم الخير " ...
------
أيضا ًمن التأدب والرفق والصدق في الحوار .. أن يُقال (لا أعلم) :
إذا ما جهلت الإجابة على سؤال الملحد أو اللا أدري !!..
فذلك يُشعره بالاطمئنان أكثر إلى أنك (لا تخدعه) .. كما أنه يُشعره
بصدقك والتزامك الديني والأخلاقي .. وأخيرا ً:
فإن الإجابة المبتورة أو عن جهل (وإن نفعت قليلا ً) : فإنها تضر
أكثر مما تنفع !!.. وتنكشف بعد فترة : ولا تخدع !!!...
-------------------
3))
التأكد مِن أن ما عند الملحد : هو فعلا ً شبهات حقيقية : وليست
وساوس مَرضية (كمرض الوسواس القهري) !!..
------------
وذلك لأن بعض مَن وقع الحوار معهم : كانت مشكلاتهم هي نفسية
عصبية بالمقام الأول !!.. وبعرض العلاج النفسي والأدوية المهدئة تحت
إشراف الطبيب عليهم : بدأوا في إحراز تقدم ملحوظ في ترك هذه
الوساوس التي لم يستطيعوا إخراجها من عقولهم :
حتى بعد الرد عليها وتفنيدها لهم مرات ومرات !!!!!!!!!!!!!!!!..
--------
وأما كيفية معرفة هؤلاء وتمييزهم عن غيرهم من الملحدين ...
فإليكم علامتين بسيطتين ...
الأولى هي :
أنهم يُصرون على شبهة معينة أو بعض الشبهات التي : تم حلها
لهم بأسلوب مقنع أكثر من مرة : وهم قد اقتنعوا به في كل مرة !
ثم يعودون لنفس الأسئلة من جديد !!!..
وأما الثانية :
فهي أنه بسؤالهم عن حياتهم الشخصية : تجدهم من أكثر الناس
وسوسة ًمثلا ًفي مسألة الطهارة أو الخوف من أشياء غير محددة
أو إعادة فعل الشيء الواحد : أكثر من مرة رغما ًعنهم ... إلخ ..
-----------------
4))
وأما ما دام أن الإلحاد : يدّعي تحكيم العقل في كفره !!.. إذا ً:
فلنــُبين له خطأ ذلك العقل وتفكيره : الحُجة المنطقية بالحُجة
المنطقية .. والدليل العقلي بالدليل العقلي !!!...
--------
(وفي هذا : كلما كان لديك من العلم الديني والدنيوي الكثير :
كلما كنت أقدر على بيان بطلان شبهات الملحد وخصوصا ًتلك
التي يُلبسها أكثرهم لبسة ًعلمية : وما هي بشيء أصلا ً) ..
---------------
وتعالوا نرى معا ًبعض الأمثلة التي اعترف فيها الملحد
نفسه : بخطأ تفكيره ومنهجه العقلي واختلال منطقه !!!..
------
1...
فهناك مثلا ً: مَن كان يُحاورني مُدافعا ًعن القول بصدفة بداية
الخلق .. مُتخذا ًركيزته في ذلك ما أسماه : الذرّة الابتدائية !!...
أي :
أول ذرة تكون عنها كل هذا الكون !!..
فقلت له بكل بساطة :
وعلى أي صورة كانت هذه الذرة الابتدائية ؟!..
أي :
هل كانت على صورة ذرة الهيليوم مثلا ً؟!.. أم الهيدروجين ؟!..
أم الأكسجين ؟!.. أم الكربون ؟!.. أم اليورانيوم ؟!.. إلخ ..
أيضا ً:
كيف انبثق عنها : ذرات جميع عناصر هذا الكون : بالتدرج
في العدد الذري الذي نعرفه في جميع المواد ؟!!!..
أيضا ً:
ما هو مصدر مكونات هذه الذرة الابتدائية ؟!...
فالذرة كما نعرف ودرسنا : ليست هي أصغر شيء في الوجود !
وإنما هي فقط : أصغر مُكوِن نعرفه الآن في الوجود !!!..
إذ بداخلها :
نواة .. بها بروتونات موجبة الشحنة .. ونيترونات متعادلة
الشحنة !!.. وتدور حول نواة الذرة هذه : ألكترونات : سالبة
الشحنة !!!..
والسؤال :
من أين أتت هذه المكونات للذرة الابتدائية ؟!!!!...
وأيهم وُجد أولا ً؟!!..
النيترونات المتعادلة ؟!!.. أم البروتونات الموجبة ؟!!.. أم
الألكترونات السالبة ؟!!!..
وأخيرا ً:
كيف يُتصور أنه من هذه الذرة الابتدائية الصغيرة : ظهرت كل
المواد المُعقدة المعروفة لدينا عشوائيا ً!!.. وأيضا ً: كل الكون المُحكم
النظام والقوانين في كل أفلاكه : سواء عن انفجار عظيم أو
غيره !!.. وأما الطامة الكبرى فهي :
إذا كان يُمكن (جدلا ً) : تصور أنه ينتج عن هذه الذرة الابتدائية :
هذا الكون المُصمت .... فالسؤال الحقيقي هو :
كيف أخرجت لنا هذه الذرة الابتدائية الحياة !!!!!!!!!!!!!!....
سواء الخلايا العضوية لتلك الأحياء (حيوان أو إنسان) : والتي
هي غاية في النظام والذكاء والاختيارية الإرادية لما يُفيدها !!!..
أو سواء في خلق الروح التي هي سر حياة الكائن الحي بأكمله !
فإذا نـُزعت منه : مات !!!!..
----------------
فلم يستطع محاوري الرد .....................
-------
2...
وهذا آخر ..
دائما ًما يضع الله تعالى في محل المُساءلة (حاشا لله) !!!!..
والحقيقة : أنه يتمرد ويعترض على قضاء الله تعالى وقدره :
من خلف ستار الإلحاد !!!..
مثلا ً: يعترض على أن الله تعالى سيُعذب بشرا ًللأبد في النار !..
وأنه : لم يساو ِبين المؤمن والكافر .. والمُسالم والسفاح القاتل المغتصب !..
فأخبرته أن الله تعالى : كما هو كامل الرحمة والمغفرة مع مَن
يستحق .. فهو كامل الجبروت والعقاب أيضا ًمع مَن يستحق !!..
فماذا في هذا !!!!..
ناهيك عن سوء أدب سؤال العبد للرب عن أفعاله : طالما أنك تؤمن
أصلا ًأنه موجود ومتصف بالقدرة والكمال والعدل !!!..
" لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ .. وَهُمْ يُسْأَلُونَ " الأنبياء 23 ..
--------
حقا ً.. غريب أمثال هذا الملحد !!!..
فهل هو يؤمن بإله ؟!.. أم لا يؤمن بإله ؟!!!!!.............
لو كان يؤمن بإله : وعرف أن هذا الإله سيُعذب وسيفعل كذا
وكذا .. وسيُعامل المُحسن بالإحسان والمسيء بما يستحق :
فعلام الاعتراض إذا ً؟!!..
وأما لو كان لا يؤمن بإله : فكان الواجب عليه أن يناقش
شبهاته في إنكار وجود إله ابتداءً : وليس شبهات : ما بعد
الاعتراف بوجود إله !!!!...
--------
فمثله : مثل مَن يُشاغب حول مسألة جبر الله لخلقه على الإيمان
أو الكفر !!!!.. فأسأله بكل بساطة : أنت الآن كافر ملحد ..
فهل يمنعك أحد ((( الآن ))) : من أن تعلن إسلامك ؟!!!!!.....
فإن قال : لا ..........
أقول له : وهكذا هي فرية جبر الله تعالى لخلقه على الكفر !!..
وإن قال متفلسفا ً: نعم ... إن الله يستطيع التحكم في قلبي .........
فأقول له :
إذا ً: أنت تؤمن بوجود الله !!.. وتستدل لنا بأنه يستطيع التحكم
في قلبك !!!!.. فما هذا النفاق والتناقض الفكري إذا ً؟!!...
فإن كنت تؤمن بوجود إله .. فالعبد المخلوق : لا يسأل ولا
يعترض على الإله الخالق !!.. وخصوصا ًوقد أخبر هذا الإله
الخالق عن نفسه بأنه : عادل .. حكيم .. خبير ........ !
فهو يصف نفسه بكمال العدل .. وأنت الذي تصفه بالظلم !..
بل : وبغير دليل منك ولا بينة معتبرة : إلا مجرد الظن بالجبر !!!!!...
فمَن نـُصدق إذا ً؟!!.. الله الخالق العليم الخبير الذي يضع كل
شيء وكل ذرة في هذا الكون في نصابها ومكانها الصحيح :
أم نصدقك أنت ؟!!!.... بل : وفي أي آرائك المغلوطة نثق :
رأيك في أنه : لا إله ؟!!.. أم رأيك في أنه : إله ظالم ؟!!!!..
----------------
فلم يستطع محاوري الرد ....................
--------
3...
وهذا ثالث ..
تعامت عينه .. وغفل قلبه .. وضل عقله :
فلم يرَ الحكمة والاتقان الكاملين في كل مخلوقات الله عز وجل :
ولم يرَ التناسب التام بين كل مخلوق أو عضو في هذا المخلوق : وبين
وظيفته التي اختارها الله تعالى له !!!..
فأخذ يناقشني في فرضية وجود المخلوقات وأعضائها : صدفة !!..
فقلت له ...
تعالَ معي نفترض فرضا ًصغيرا ً.....
حيث نفترض أننا جئنا بسيارة مرسيدس مثلا ً.. ثم قمنا بتفكيكها
إلى أجزاء صغيرة (أصغر جزء منها هو المسمار) ..
ثم وضعنا كل هذه الأجزاء في وعاء كبير مُعلق في الهواء :
ثم قمنا بإلقاء كل ذلك على الأرض مرات ومرات !!..
والآن لننظر :
كم (مليارا ً) من السنين سنحتاج من المحاولات : حتى نحصل
على تلك السيارة كاملة : وواقفة على الأرض جاهزة للسير ؟!..
فاندهش مُحاوري من هذا الفرض الغريب !!...
واندهش أكثر من هذه التجربة الأعجب !!!!!!!!!!!..
وظل يُفكر برهة ًمن الوقت للخروج من المأزق بأي شيء (لأنه
يعرف استحالة تكون السيارة بهذه الطريقة) .. فقال مُشاغبا ً:
أعتقد أنك قد بالغت بكلمة (مليار) هذه !!.. إذ أننا (رياضيا ً) لو
حصرنا عدد هذه الأجزاء : وليكن ألفين مثلا ً.. ثم قمنا بضربه
في بعضه (كما نعرف من نظرية الاحتمالات) : لحصلنا مثلا ًعلى
رقم هو : أربعة ملايين احتمال فقط للحصول على السيارة !!..
فضحكت من سذاجة هذا الفرض الرياضي النظري ...
والذي يضحكون به على البسطاء .. وقلت له :
هذا الفرض : خطأ من ناحيتين .........
-----
الناحية الأولى :
هو أنك لم تضع في الاعتبار : نسبة التكرار في هذه الاحتمالات !
ولأ ُعطيك مثالا ًبسيطا ً..
لو أنني قذفت بقطعة نقود للأعلى : ثم سألتك : ما هي احتمالية
سقوطها مرة ًعلى وجه الصورة : أو مرة ًعلى وجه الكتابة ؟؟..
فستكون الإجابة بالطبع (ووفق احتمالاتك الرياضية النظرية) هي :
50 % لكل منهما !... أي :
مرة من كل مرتين لكل وجه للعملة ..................... حسنا ً..
هذه يُقال عليها : النتيجة (((( النظرية )))) ...
أما النتيجة (((( العملية )))) على أرض الواقع : فلا يعلمها إلا
الله عز وجل !!!!!!!!!!!!!!!!!!!...
فقد (يتكرر) سقوط قطعة النقود على وجه الصورة مثلا ً: عشرة
مرات أو أكثر : بصورة متتالية : قبل الوقوع على وجه الكتابة !..
والسؤال الآن ....
هل تتخيل من ضمن الأربعة مليون احتمال هذه : ماذا يحدث لو
تكرر منها عددٌ من الاحتمالات : بصورة متتالية أو حتى غير
متتالية : هل تتخيل : كم من الاحتمالات يُمكن أن يقفز إليه هذا
الرقم الأربعة مليون ؟!!!!!!...
هل ستستكثر حينها قولي بـ (مليارات) السنين ؟!!!!!!!!!!!!..
فسكت محاوري ولم يُجب !!!..
فقلت له :
أنت لم تسمع الجزء الأكثر تشويقا ًبعد !!.. وهو المُتعلق بالناحية
الثانية الدالة على خطأ نظرية الاحتمالات هذه في تكوين السيارة :
فضلا ًعن تكوين الإنسان الذي هو أعقد وأعقد من السيارة !!!..
-----
الناحية الثانية ...
حيث أن كل تفكير الملحدين في نظرية صدفة الخلق : ونسبة
الاحتمالات : يجعلونه وكأن هذا الكون .. أو هذا الإنسان : قد
تم رص أجزائه جنبا ًإلى جنب : من غير أي تداخل بينها !!!!..
ولذلك :
فقد سهـُل عليهم القول بالصدفة أو الاحتمالات بغير حياء علمي !!!...
بمعنى آخر للتوضيح :
لو أننا أحضرنا مسمارا ًواحدا ً(من النوع القلووظ) .. وأحضرنا
معه الصامولة الخاصة به ..
ثم ألقينا الاثنين معا ًعلى الأرض : لننتظر : كم من السنين
سيستغرق عدد الاحتمالات للحصول على : هذا المسمار ٍ: بداخل
الصامولة ؟!!!!.....................
وهنا .. بدا على مُحاوري الدهشة الشديدة : وقد بدأ يفهم ما أ ُشير
إليه !... فاستطردت قائلا ً:
بمعنى آخر أبسط وأبسط :
هل المشكلة هنا خلال كل تلك الاحتمالات : هي عددها فقط ؟!..
أم أن المشكلة الأكبر هنا : هي أننا نحتاج ((شخصا ً)) ما :
يقوم بـ ((إدخال)) وأيضا ً((لف)) المسمار القلووظ داخل صامولته ؟!
أي :
أننا بحاجة لشخص : عاقل .. مُريد .. مُدبر .. فاعل :
يقوم بهذه المهمة المُحددة : لأن المسمار القلووظ بكل بساطة :
من المستحيــــــــــــــل أن يلتف من تلقاء نفسه ويدخل صامولته :
مهما بلغت محاولاتنا لذلك : مليارات المليارات من السنين ؟!!..
أليس كذلك ؟!!!........
فإذا كان هذا هو حال مسمار قلووظ واحد وصامولته :
فكيف الحال إذا ًبكل هذه السيارة بأجزائها التي يتطلب معظمها :
تداخلا ًوتعشيقاتٍ غاية الدقة : من المستحيل القيام بها من غير
تدخل خارجي ..................!
--------------
فسكت محاوري ولم يرد أيضا ً.........
------------
وهنا : كان من المناسب جدا ًربط هذه النتيجة واستسلامه لها :
بمدى تعقيد خلق الكون : أو الإنسان على الأقل !!!!..
فقلت له :
بالله عليك ............
هل تعرف كيف تعمل عينك للإبصار ؟!..
وكيف تعمل أذنك للسمع ؟!..
وكيف يتكامل عمل الأسنان مع الريق مع البلعوم مع سد مجرى
الهواء عند البلع .. مع المعدة .. مع الأمعاء .. إلخ : هل تعرف كيف
يتكامل كل ذلك في نظام لا تدري أنت حتى عنه شيئا ً: فقط :
لبلع لقمة خبز صغيرة وهضمها والاستفادة منه ثم إخراج فضلاتها ؟!!!...
ألم يُثر ذلك في تفكيرك أي تساؤل من قبل عن :
ماذا لو كان جزء من العين أو الأذن أو الجهاز الهضمي مثلا ً:
هو سابقٌ لجزءٍ آخر !!!.. أو في غير مكانه ؟!!!..
هل كانت هذه الأجهزة البصرية والسمعية والهضمية مثلا ً: هل كانت
ساعتها ستؤدي وظيفتها التي حددها لها الله عز وجل ؟!..
فصدق الله العظيم القائل عن نفسه أنه هو :
" الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ (أي تكوينه الذي خلقه عليه) :
ثُمَّ هَدَى (أي ثم هدى كل جزء وكل عضو للعمل بوظيفته : دون
حتى تدخل من الإنسان) " طه 50 ...
والقائل عن نفسه أيضا ً:
" أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ : وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ " المُلك 14 ...
--------
فكان الواجب على الإنسان عندما يرى كل شيء في هذا الكون :
وقد حدد الله تعالى له وظيفة مُحددة يقوم بها ..
كان الواجب عليه ساعتها أن يسأل نفسه السؤال التالي :
وأنا ؟!.. ما هي وظيفتي في الحياة : والتي يُريدها الله تعالى مني ؟!..
والتي بسببها : حمل عني مشقة الانشغال بالتفكير حتى في جسدي :
أثناء الإبصار أو السمع أو الهضم أو التنفس .... إلخ ..
ليُفرغني لسبب هام وأساسي واحد ؟!..
فما هو ؟!...
-----------
وهنا يظهر قول الله عز وجل ...
" وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ : إِلَّا لِيَعْبُدُونِ " الذرايات 56 ..
---------
والعبادة هنا :
ليست الصلاة والصوم والزكاة والحج فقط .. ولكن :
هي طاعة الله عز وجل في كل ما أمر أو نهى ...
من العبادات .. إلى المعاملات .. إلى الأخلاق .. إلى الآداب .......!
-------------------------
-------------
ونواصل معا ًإخواني باقي أهم نقاط التحاور مع ملحد ...
-------------------
5))
استخدام الأمثلة البسيطة (ولا سيما من عصرنا الحديث) : للرد
على الشبهات الفكرية لدى المُلحد وتفنيدها ...
----------
وذلك لأن المثال دوما ً: هو أقرب للفهم إلى العقل البشري بجميع
طبقاته ومستويات ذكائه ....
فإن آفة كل المُفكرين والمتفلسفين الذين ألحدوا : أنهم لم يقفوا
متأدبين أمام إمكانيات هذا العقل البشري المحدودة .. ذلك العقل
الذي جعل الله قدراته هي : للاستدلال على وجود الله : وليس للتفكر
في ذات الله تعالى نفسه !!!.. فضلوا للأسف وأضلوا !!..
فعقولنا : أشبه ما تكون بسيارة نقل : لها حمولة قصوى : 2 طن
مثلا ً.. وهي التي بها تسير ..
فإذا ما حملناها نحن بـ 5 طن مثلا ً: لاختلت وتوقفت ولم تستطع السير !
ومن هنا ....
فكل ما نحاول إعطاؤه للملحد من أمثلة وتشبيهات :
هي فقط لتقريب بعض الآراء المطلقة : إلى عقله المحدود !!!...
وإليكم من ذلك : المثالين التاليين ....
--------
1...
كثيرا ًما كان يسألني لا أدريين أو ملحدين عن : أوقات زمنية لله
تعالى !!!!!!!!!!..
كان يسألوني مثلا ً:
ماذا كان يفعل الله تعالى قبل الخلق ؟!!!..
أو : ماذا كان يفعل في الفترة بين : قبل الخلق وبعد الخلق ؟!!!..
أو : كيف يكون الله قديم بلا بداية ؟!!!..
إلى آخر ما يُشبه ذلك من الأسئلة ..
--------
وكانت الإجابة : تعتمد على عدة نقاط ومفاهيم : لا يختلف عليها
اثنان اليوم ....... فكان يقف الملحد أمامها : لا يستطع جوابا ً!!!..
-------------------
النقطة الأولى :
وهي أن السؤال نفسه : لا يصح عقلا ًمن ملحدٍ يدعي العقل في
التفكير !!!!!!!!.. أتدري لماذا (هكذا كنت أسألهم) ؟!..
فيقول أحدهم متعجبا ً: لا !!.. فأقول له :
لأنه سؤال عن شهادة : بلا شاهد !!!!!!!!!!!!... وإلا :
فماذا لو سألتك الآن :
عن ماذا كنت أفعل أنا في الساعة الثامنة صباحا ًبالأمس ؟!!..
فهل ستستطيع الرد عليّ ساعتها ؟!!!..
أم أنك ستقول بكل بساطة :
أنك لم تكن معي ساعتها لتعرف ماذا كنت أفعل !!!!!!!!!.......
فسكت الملحد ولم يستطع الرد ..........
فقلت له : وكذلك الله عز وجل ....
فهل في عِلمك : أنه هناك مَن كان مع الله تعالى في تلك الأوقات
التي سألت عنها : حتى يُخبرنا بالإجابة ؟!!!!..
يقول الله عز وجل :
" مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ .. وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ ..
وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا " الكهف 51 ..
--------
النقطة الثانية :
وهي تتعلق بخطأ قياس وجود الله تعالى إلى وجودنا !!.. وخطأ
محاولة إخضاعه عز وجل (وحاشاه) : لنفس مفاهيم أفعالنا
وأعمالنا !!!!!!...
من أول السؤال عن (مَن خلق الله) !!.. (لأننا تعودنا أن كل شيء
حولنا مخلوق) .. وانتهاءً بالسؤال عن بعض أحواله ومقارنتها بأحوالنا !..
-------
وإلا : وبالله عليك :
فكيف تقيس الصنعة أحوالها : على الصانع !!!!!!!!!...
أي : لو افترضنا مثلا ًأن سيارة ًتكلمت ...
فهل من العقل أن تتعجب هي : لأنها تمشي على أربعة إطارات :
في حين يمشي صانعها (وهو الإنسان) : على قدمين ؟!!!!!..
وهل من العقل أيضا ًأن تعقد مقارنة ًبين غذائها البنزين .. وبين
غذاء الإنسان ؟!!!!!!...
والسؤال الآن :
إذا كان هذا (أي قياس أحوال الصنعة على الصانع) : لا يُستساغ
عقلا ًبين الإنسان نفسه : ومجرد سيارة !!!...
فهل يُستساغ مثل ذلك بين هذا الإنسان النكرة في هذا الكون :
وبين ربه عز وجل : خالق وباريء كل شيء ؟!!!!!!!!...
فسكت محاوري ولم يستطع الرد !!!!..
----------
النقطة الثالثة والأخيرة :
وهي مجرد إعطاء مثال للملحد : بأن الله تعالى الذي خلق المكان
والزمان : فهو خارجٌ أصلا ًعن هذا الزمان والمكان الذي نعرف !..
فكيف يكون عنده : ما نفهم نحن من القبلية والبعدية ؟!!!!...
وإليكم التوضيح .........
فكثيرٌ منا : لا يلاحظ مثلا ًاعتماد مفهوم الزمان : على المكان !!!!!.....
بمعنى ..
أن اليوم الواحد (زمان) : يعتمد على دورة واحدة بين الأرض
والشمس (مكان) !
وأن الشهر الواحد (زمان) : يعتمد على منازل القمر أمام الأرض
(مكان) !
وأن الفصول الأربعة (زمان) : تعتمد على أوضاع وميل بين الأرض
والشمس (مكان) !
وأن العام الواحد (زمان) : يعتمد على دورة كاملة بين الأرض
والشمس (مكان) !
والسؤال الآن :
عندما خلق الله تعالى هذه الأجرام السماوية : كالأرض والقمر
والشمس وسائر الكواكب والنجوم والمجرات .. إلخ :
ألم يكن خارجا ًمنفصلا ًبائنا ًعنها ؟!!!!..
أي أنه : لا يتحدد بها مثلنا نحن !!!!.. وبالتالي : لا يتحدد أيضا ً
مثلنا بالزمان الناتج عنها : وعن حركة كل منهما في فلكه !!!!!....
فسكت محاوري أيضا ًولم يستطع الرد !!!!..
------------
2...
سؤالٌ آخر : كان يأتيني من ملحدين .. بل : ومن بعض
المسلمين أو النصارى أيضا ً!!!!..
ألا وهو :
كيف يمكننا (عقلا ًوواقعا ً) أن نتخيل : أن الله تعالى يمكنه
أن ((يرى)) و((يسمع)) كل الناس على الأرض مثلا ً:
في وقتٍ واحد ؟!!!!!!...
--------
فأما المؤمن منهم : فإنه يعرف أن هناك مناهي لا يجب عليه
تخطيها بالسؤال عن الله عز وجل و(كيف) يفعل كذا وكذا !!!......
مثل قول أئمتنا الكرام عن وصف الاستواء على العرش :
" الاستواء (أي كفعل) : معلوم .. والكيف (أي كيف يستوي الله
عز وجل على عرشه) : مجهول .. والسؤال عنه : بدعة (أي :
بدعة في دين الله : لم يُكلفنا الله تعالى بالسؤال عنها !!) " ..
----
بل ويكفي المؤمن أن أقول له (وكما كان يقول سلفنا الصالح) :
أن الذي يرزقهم في وقتٍ واحد : هو نفسه الذي يراهم
ويسمعهم في وقتٍ واحد !!!!...
حيث كان المسلم يفهم من هذا الرد : عظيم قدرة الله تعالى
الذي : ليس كمثله شيء !!!!..
حيث كان بهذا الرد : يستدل المسلم بتقريب شيءٍ ملموس
مُشاهد من ذهنه (وهو وصول الرزق للناس جميعا ًفي وقت
واحد) : على سماع الله تعالى ورؤيته أيضا ًللناس جميعا ً:
في وقتٍ واحد !!!!...
وكيف لا .......
وهو الكامل القدرة فوق ما نتخيل !!..
فهو الذي يعلم السر وأخفى من نفس كل إنسان : يتساوى
لديه عز وجل ظاهر الناس مع باطنهم ! وأولهم مع آخرهم !
وأدناهم مع أبعدهم !...
----------
ولكن مع غير المسلمين أو الملحدين للأسف :
فالإجابة تتطلب لإقناعه ماديا ً: أكثر من هذا في أحيان ٍكثيرة !!...
ولهذا .. فكنت أضرب لبعضهم المثال التالي ...
--------
كلنا يعرف الآن مثلا ً: القدرات الهائلة التي صار يمكن إضافتها
لبصر الإنسان العادي .....
فمن أشعة إكس التي ترى العظام من وراء اللحم !!.. إلى
الأشعة الحرارية أو التحت الحمراء ..... إلخ ..
ولا شك أن كل ذلك إذا أخبرت به رجلا ًمنذ قرون مثلا ً: لقال
لك أنك : مجنون !!.. أو : تتحدث عن ضرب من الخيال !!!...
والشاهد :
أنه ليس كل ما يجهل الإنسان كيفيته : يصير غير ممكنا ًأو
غير موجودا ً!!..
وها هو الهواء من أمامنا : يمتليء بملايين الأشياء الصغيرة جدا ً
التي لا نراها !!.. فسبحان مَن يتساوى في بصره الصغير والكبير !
والآن ... تعالوا نقوم باستغلال هذه المعلومات أكثر وأكثر ...
----------
كلنا يعرف اليوم : أنه بواسطة ثلاثة أقمار صناعية على الأقل :
موزعة ًحول الكرة الأرضية :
فنحن نستطيع مشاهدة أي مكان على سطح الأرض : ورؤية
تفاصيله !!.. (كما صار ذلك سهلا ًالآن مثلا ًببرنامج جوجل
إيرث الشهير .. ومن قبله : الأقمار الصناعية التجسسية) ..
والآن ...
ماذا لو أضفنا لهذه الأقمار : مجسات دقيقة للصوت المُوجه !
أي يمكننا من خلالها : ضبط سماع الصوت : على أي نقطة
من الأرض : وعلى والمسافة والارتفاع المطلوب !!!!..
أيضا ً:
ماذا لو أضفنا إمكانية الرؤية الليلية لهذه الأقمار (بالأشعة
التحت الحمراء مثلا ً) !!!.. أو استطعنا إضافة إليها الرؤية
الحرارية أو حتى بارتداد الموجات الصوتية !!!..
السؤال :
إذا افترضنا أن كل ذلك : قد تم بأجهزة فائقة التطور والقوة والدقة :
ألن نستطيع بكل ذلك أن : نـُحكم مراقبة كل ما في الأرض :
صوتا ًوصورة ً؟!!.. بل وحتى :
ما تحت الأرض نفسها وداخل المباني وباطن الجبال وما تحت
مياه البحار والأنهار والمحيطات أيضا ً؟!!!!!...
---------
حسنا ً.... والآن : ماذا لو افترضنا كائنا ًعلى شكل كـُره مُفرغة
كالبالون مثلا ً: يُحيط بكوكب الأرض من الخارج : وله من
العيون والأسماع الراصدة : ما هو أكثر بكثير من مجرد ثلاثة
أقمار صناعية !.. ولنقل مثلا ً: أن له من تلك النقاط الراصدة :
ما هو حاصل ضرب (380 درجة) في (380 درجة) أي :
(144 ألف و 400 نقطة راصدة) !!!!!...
فهل تتخيل قمة الدقة والإحاطة في الرؤية أو السماع ساعتها ؟!!..
والتي لو افترضنا مضاعفة قوتها آلاف آلاف المرات : وكلما
كبر حجم هذا الكائن : حتى ليشمل : ليس الأرض فقط .. ولا
المجموعة الشمسية فقط .. ولا حتى السماء الأولى بمجراتها
ولكن : كل هذا الكون المرئي لنا بسماواته السبع وغيره !..
فهل ستتأثر الفكرة الأساسية في شيء ؟!!..
فسكت محاوري ولم يرد : مُتعجبا ُمن هذا الفرض الغريب !
ولكنه في نفس الوقت :
كان متفهما ًلكل ما أقول : موافقا ًعليه ............
فزدته قائلا ً:
والآن ...
يتبقى إشكال محاولة تخيل : كيفية تلقي كل هذه المعلومات وتحليلها
في وقت واحد ؟؟!........
حسنا ً.........
عقل الإنسان يفعل ذلك !!!!!!!....
والكمبيوتر يفعل ذلك !!!!!!!!!!...
وأيضا ً:
عين الذبابة الشبه كروية تفعل ذلك !!!!!.. ( حيث ترى في
مجال 360 درجة تقريبا ًفي جميع الاتجاهات من أمام وخلف
ويمين ويسار في وقت واحد) : وهذا هو سر صعوبة ضربها
من أي اتجاه !!!!!!!!!!...
------------
والآن ....
كان هذا المثال فقط : هو لبيان (عقلا ًوواقعا ً) : (إمكانية)
رؤية وسماع كل مَن في الأرض وفي وقت واحد !!!.. وليس
الغرض من هذا المثال : هو إعطاء فكرة تقريبية تجسيمية
عن شكل الله تعالى (حاشا لله : وتعالى سبحانه عن تشبيه
المُشبهين) وذلك لأن الله تعالى يقول عن نفسه في القرآن :
" لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ : وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ " الشورى 11 ..
أي :
أن الإنسان مهما بلغ به من الخيال والتفكير والتشبيه :
فلن يقترب حتى من تمثيل الله تعالى بشيء نعرفه نحن بفكرنا
وعلومنا المحدودة !!!!!!!!...
والتي لا نسبة لقدراتنا فيها : مع قدراته وصفاته عز وجل !!..
فهو سميع .. ولكن : ليس كسمعنا !!!!.. وبصير .. ولكن :
ليس كبصرنا !!!!!!...
بل : وإذا كانت مخلوقاته سبحانه وتعالى : تتفاوت كثيرا ًفي
تلك القدرات والصفات (كقوة سمع بعض الحيوانات كالقط
مثلا ً!!.. وقوة بصر بعض الطيور كالصقر مثلا ً) ..
فما بالنا بالتفاوت بيننا وبين خالق الخلق كله ؟!!!!!!!!!.........
---------------
فسكت محاوري ولم يرد .........
-------------------
6))
عدم نسيان التركيز على الجانب الروحي والنفسي في الحوار
مع الملحد ...
---------
وذلك لأن الملحد : هو من أشقى البشر نفسية ًومعاناة ًروحية !
لماذا ؟!!..
لأنه يتمرد على وضعه الطبيعي (الروحي والنفسي) في الحياة :
ألا وهو الإيمان بالله عز وجل : والذي حدد له وظيفة الطاعة
والعبادة في هذه الدنيا !!!!!..
ومن هنا :
فالملحد الذي يُجهد نفسه : في الابتعاد عن الله تعالى والاعتراف به :
فهو كطبق الصيني مثلا ً: والذي رضي أن يُستخدم كشاكوش !
فيا سرعان ما ينكسر عند أول طرقة مسمار !!..
فلا هو عمل بوظيفته التي صُنع من أجلها (كطبق للطعام) ...
ولا هو الذي حافظ على نفسه من التهشم والضياع (لاستعمال
نفسه في غير ما صُنع له : وهو الشاكوش) !!!!..
والمثال لتقريب الفكرة بالطبع !!!..
---------
والشاهد :
أن الملحد : يُعاني من الأرق النفسي الشديد .. ومن العذاب
المعنوي المرير .. ومن الخوف .. ومن الشعور بالشذوذ وسط الناس !
مهما حاول إخفاء ذلك خلف ستار من :
الراحة الخادعة !!..
أو القناعة الكاذبة والرضا بالإلحاد !!..
أو السرور المُزيف !!..
(( فالنار ما زالت تحت الرماد : مهما حاول إخفائها هؤلاء )) !!!..
حتى أن بعضهم : قد يلجأ إلى الانغماس الشديد في الشهوات أو
المُلهيات : حتى يُنسي نفسه هذه الحقيقة الداخلية التي لا مفر
ولا راحة منها مادام واعيا ًمستيقظا ً!!!!!...
(وبعضهم يتعمد تغييب عقله وإلهاء نفسه : وذلك من فرط
خوفه من الله : ذلك الخوف الداخلي الذي أيضا ًلا مفر له منه)
---------
وكل هذه النقاط الروحية والنفسية :
لا يجب إغفالها في الحوار مع الملحد ....
بل : يجب محاولة التطرق معه للمعاني الروحية مثل :
الحب (كحب الوالدين أو الزوجة والأولاد) .. والحياة (كفرحة
الميلاد بمولود جديد) .. والموت (وهو حزن الفراق لإنسان
عزيز) .... إلخ ..
حيث أن كل هذه المعاني الروحية : تساعد في إيقاظ إنسانية
الملحد .. وتساعد في تذكيره بتوافق الدين معها ومعه كفطرة !
فالحب بين الرجل والمرأة : يُشجع عليه الدين في إطار الزواج !..
وكذلك حُب الأبناء : فيجمعك الله بهم بعد موتك !...
وكذلك موت الآباء أو الأعزاء : يجمعك الله بهم في الآخرة
في الجنة بإذن الله تعالى !!....
وهكذا نجد في الإيمان من الطمأنينة ما لا يجده الملحد في إلحاده !
وذلك لأن الملحد من المفترض (ووفقا ًلإلحاده) :
ألا تساوي المعاني الروحية للحياة عنده فعليا ًإلا : الرقم صفر !!!..
إذ لو أن الإنسان هو مجرد : حادث عارض في هذا الكون :
لا هدف .. لا حساب .. لا ثواب .. لا عقاب .. لا منهج .. لا أمل ..
إذا ً:
فمن المفترض أنه يتساوى عنده (نظريا ً) : الموت والحياة !..
إذا ً(وهذا السؤال كثيرا ًما كنت أوجهه للملحد) :
لماذا الخوف من الموت ؟!.. أو : لماذا لا تـُقدم على الانتحار ؟!
فلم أكن أتلقى إجابة ..........
------------
7))
وأخيرا ً: مراعاة حال الملحد أثناء الحوار من العلم والانفعال ..
----------
فبعض الملحدين : يتأثرون مثلا ًبالدلائل والتفنيدات العلمية
لشبهاتهم : أكثر من غيرها !!.. وهؤلاء : يُستحب محاورتهم
على قدر الإمكان : بما يُستشعر تأثيره فيهم ......
-------
أيضا ًبعض الملحدين : قد ينفعل في حواره : وذلك رغم تعمد
المحاور الهدوء معه ... وغالبا ًما يكون ذلك : إما عن كلمة
ثقيلة على نفسه سمعها من محاوره (وهذا خطأ من المحاور) ..
وإما أن يكون ذلك منه : علامة على استنفاد كل شبهاته :
فلم يبق له إلا علو الصوت أو حدة الخطاب !!!..
إلى غير ذلك من الأسباب التي قد تطرأ على الحوار .. وعندها :
يُستحب أيضا ًتركه لفترة ليهدأ .. ولكي يُعيد ترتيب أفكاره مرة
أخرى في ضوء كل ما دار بينكما من حوار ....
حيث كثيرٌ منهم يعود إلى رشده بعدها والحمد لله ............
إما في لحظات .. وإما في فترات .. يتحلى فيها المحاور بالصبر ..
--------
وأختم معكم ببعض النصائح ....
--------
قد يكون مفيدا ًأن تقوم بتذكيره من الحين للآخر : بعدد الشبهات
التي قمت بتفنيدها له أثناء الحوار .. مبتدئا ًمن أعلاها خطورة
أو أهمية (وهي الشبهات في وجود الله) .. وانتهاءً بما سواها :
فذلك يؤكد له الانطباع بهزيمة فكره الإلحادي بينه وبين نفسه !
فيكون أطوع بعد ذلك لقبول الحق بإذن الله ...
----
كما أن هناك من الحالات المعاندة أو الغامضة في الحوار الكتابي :
ما لا يكون حلها إلا بالحوار المباشر وجها ًلوجه إذا أمكن .. أو
حتى بالماسينجر أو برامج المحادثة الصوتية الأخرى ..
----
كما أنه من النصائح الفعالة أيضا ً: أن تنصحه بعدم الدخول إلى
مواقع الإلحاد التي تمتليء بالأكاذيب والافتراءات والشبهات
المتاهفتة : طالما أنه أضعف عقلا ًوفكرا ًوعلما ًشرعيا ًمنها ..
----
وأخيرا ً: يمكنك نصحه بكتابة كل ما ارتاح له عقله وقلبه من
تفنيدات للإلحاد واقتنع بها : أن يكتبها في ورقة : ويكتب
بجوارها أنه : قد عرف فيها الحق واطمأن به : وأنه لن يعد
للتفكير فيها مرة ًأخرى من جديد !!....
فهذا سيفيده كثيرا ًللحماية من انتكاسة مستقبلية لا قدر الله ..
مع محاولة إرشاده أيضا ًعلى أول طرق طلب العلم البسيطة
(سواء بالقراءة : لو كان يحب القراءة .. أو سماع الأشرطة
أو مشاهدة الفيديوهات لمشاهير العلماء الأفاضل .. وهكذا) ..
ولا ننسى ًقراءة القرآن : ومحاولة تجويده : وتخصيص وِرد
يومي له .. والبدء في قراءة تفسيره ..
فهو كلام الله تعالى الذي به تطمئن القلوب : قراءة ًأو سماعا ً!!..

والله تعالى من وراء القصد ... يقول عز وجل :
" إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ !!.. وَلَكِنَّ اللَّهَ : يَهْدِي مَن يَشَاء ..
وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ " القصص 56 ..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ......

elmorsy
01-02-2011, 10:13 PM
مُنتهى الحرص على الآخرين ومشاعرهم..
اخلاق عاليه ورفيعه...
لك جزيل احترامى ايها الاستاذ الكريم:emrose:
****
بالنسبه لقدره الكائنات على تركيب الصور والرؤيه..
منذ ايام كُنت اقراء عن ميكانيزم الابصار..عند (الحرباء)...لها عينان ...كل عين لها القدره على الاستداره فى جميع الاتجاهات:13:!
والغريب والعجيب والذى اثار دهشتى!..طريقه تجميع الصوره عند الحرباء (لايحدث بها اى تداخل!!)..بين جميع هذه الصور

التى تم التقاطها سواء من هذه العين ..او من العين الآخرى...او من اى جهه تلتقط منها العين الصوره..بل الصوره تكون واحده وغير متداخله عند الحرباء!..وهذه تقنيه اعلى بكثير من عين الانسان...وميكانيزم اعلى بكثير من طريقه عمل العين عند الانسان
كيف يكون الانسان اذن ارقى السلم الوظيفى للكائنات ؟؟..او ارقاها..بالرغم ان ميكانيزم الابصار عنده لايعدوا جزء بسيط من ميكانيزم الابصار
عند كائن ضئيل مثل (الحرباء)

شىء غريب ويدل على الحكمه!.مثل هذه الاشياء تجعلنى فى (ريبه وشك) فى الطراز الداروينى ..سواء القديم...الذى اسسه (داروين)
او المدرستين الجُدد (المتطفرين)...سواء تطفر بطىء ..او مفاجىء..الثلاث نماذج التطوريه..من الصعب عليها تفسير
ميكانيزم الابصار..سواء فى الانسان..او فى كائن مثل (الحرباء) !..
************
شكراً لك ايها الكريم..ولك منى كل الود:emrose:

إلى حب الله
01-02-2011, 11:11 PM
إضافة في محلها زميلي العزيز ...
ولا أستطيع الزيادة عليها بشيء إلا أن أقول :

أن الله تعالى : لم يضع الإنسان متفوقا ًفي كل المَلكات والمواهب :
فقط : ليجذب نظر الإنسان للحكمة التامة في التوافق بين كل مخلوق :
وبين ما أعده الله له من أعضاء : تناسب وظيفته ومهامه وحياته وبيئته !!!!..
وهو ما يهدم كل هذه النظريات القائلة بالتطور أو الطفرات !!..
فهذا الصقر : يرى من على بُعد ثلاثة أميال : أرنب يجري بين الأعشاب !!..
وهذه السمكة تحيا في أعما المحيطات المظلمة : لها القدرة على توليد الكهرباء والنور !!..
(أي سبقت حتى عبقرية الإنسان في العصر الحديث !!) ..
وهذا طائر يفعل كذا ..
وذاك فهد يستطيع كذا ..
وهذا .. وذاك .. وهذا .. وذاك ...
فسبحان الله رب العالمين ..................
لولا تسخيره للأنعام لنا (كالخيل والبغال والحمير والبقر والغنم والإبل) :
لما استطاع الولد الصغير أن يمشي قائدا ًجملا ًأضعاف حجمه : بحبل ٍصغير !!!..
يحدث هذا :
في حين لا يستطيع الإنسان ترويض أو السيطرة على فأر أصغر منه في الحجم أضعاف المرات !
وفي كل ذلك يقول الله عز وجل في القرآن :
" اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعَامَ لِتَرْكَبُوا مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ ..
وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ ..
وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنكِرُونَ " غافر 79 : 81 ..

ولولا مخافة الإطالة :
لذكرت لك عشرات الآيات في القرآن التي يُخبرنا فيها الله عز وجل عن تسخيره
لكل ما في السماوات والأرض لنا :
فقط : لكرامتنا عنده .. ولكي يُفرغنا لعبادته وطاعته والدعوة في سبيله ......
لأننا بإيماننا وطاعتنا كبشر (ونحن نستطيع أن نكفر وأن نعصي بما
خلقه فينا من حرية) :
فنحن عند الله عز وجل في منزلة إيمانية قد تعلو على الملائكة الذين خلقهم الله
على العبادة والطاعة ابتداءً : لا يحيدون عنها !!..

أشكرك على المداخلة الطيبة ..
هداني الله وإياك لما يُحب ويرضى ..