المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التفاعل مع آيات الله البيّنات



عبدالله السعيدان
01-03-2011, 06:01 AM
الحمد لله الذي تقدّس عن نقص اليهود ووصف التثليثيين
وتعالى عن نفي الملاحدة وإثبات الحلوليين
له الحمد كما يحب ويرضى أبداً أبداً أحداً أحداً
والصلاة والسلام على صفوة أنبيائه المجتبين ورسله المصطفين
محمد صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آل بيته الطاهرين وصحابته الغر الميامين
ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
وعنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين

أما بعد

فإن لآيات الله عز وجل طمأنينةً في القلوب وراحةً في النفوس

وإن الكون كله ليتفاعل مع إيقاع حركاتها و مواقع سكناتها

ولا أبلغ من وصف الوليد بن المغيرة يوم قال

إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أسفله لمغدق وإن أعلاه لمثمر وإنه يعلو ولا يعلى عليه

فهذه شهادة ملحد به على روعه رصفه وبلاغة وصفه

وإن التحدي بإتيان مثله ما زال قائماً ولن يزال ما قام به المتهجدون وقاتل تحت لوائه المجاهدون

فلماذا هذه المكابرة عند قراءته وتدبر معانيه ؟!

ولماذا هذا العمى عن وضوح آياته والصمم عن بيّنات مفرداته ؟!

ولا أتكلم عن آيات الإعجاز العلمي

لأنه إعجازٌ كله من الحمد إلى الناس !

وإن الذي يبهر في القرآن العظيم وهو ما أشار إليه ذلك الملحد الهالك الوليد بن المغيرة يوم قال وإن عليه لطلاوة

طلاوة الصدق والحق
تتجلى على كل حرف من حروفه فلا تجد ألفاظ البشر المتشككة في نظامه الحكيم ! بل الجزم القطعي وهنا إبهارُ وعلوٌّ على كل كلام سواه !

فقدرة الكاتب المخلوق على ما يبلغه من إجادة لا ترتقي إلى أن يجرأ على القطع في حقائق الغيب

بل إن النفوس البشرية لتتجسر هذه الذورة وإن حدث و تجشمها مجرموهم
فإنه لا يخفي عن عين الأديب الأريب مما في الخرافة من ركاكة تأليف وهشاشة تغليف وتعارض الإفتتاح مع تناسق الختام !

وبصمة الزيف التي يتذوقها لسان الضمير لا تخفى !


وإنك يوم تقف عند القرآن فستجده قولاً مفرّغاً من كل إحساس بشريّ و شعور إنسانيّ

ويستحيل أن يقول الإنسان كلاماً لا تجد أثر إنسانيته فيه !

فكيف إن كان قائل هذا الكلام هو الحق تبارك وتعالى ؟!

من الآيات التي لا تدع مجالاً للشك أنه لا يمكن أن يقولها أحدٌ مهما عزّ وعلا وبلغ في الفصاحة العُلى غير الحيّ القيّوم

هي قوله تعالى

ما اتخذ الله من ولدٍ وما كان معه من إله إذاً لذهب كل إلهٍ بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عمّا يصفون * عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون


والذي يجعلك تسبح الله كثيراً وأنت تقرأ هذه الآية أو غيرها من البيّنات

في درجة التنزيه العظمى لذات الخالق تبارك وتعالى و أسمائه وصفاته

فالملحد أياً كانت ملته يوم يفتري ويقول أن هذا القرآن هو مفترىً من النبي صلى الله عليه وسلم
ليحج نفسه بنفسه !

لماذا ؟

لأن الذي يفتري على الله العظيم ما كان يضره لو لم ينزّه صفات من لا يؤمن به حقيقةً أو أن يلحق به صفةً من صفات النصارى أو غيرهم من الوثنين ؟

فلماذا كل هذا التنزيه المطلق والتبجيل المطلق والإثبات المتوالي في كل سورةٍ من سور هذا القرآن العظيم ؟!


إن من يزعم ويقول أن هذا القرآن مفترىً من عند غير الله فعلى ظنه أن يعتقد أن من افتراه لابد أن يكون ملحداً لأنه من البديهة أن يكون غير مبالٍ بغضب الله الشديد عليه !

والحقيقة تقول غير ذلك !


لكنهم لو أحسنوا الإنصاب إلى لذيذ بيناته وتمعّنوا في أنوار محكماته لما بعدت بهم الشُقّة حتى مجَّهم الزمان وأهله !!


ولكنه الكبر واتباع الهوى حتى ىعمي صاحبه فيكبه على وجهه في النار والعياذ بالله



أرجو أن تضيفوا على هذه المشاركة ما فتح الله به عليكم من جليّ الآيات القرآنية التي تختص بالصفات الربّانية المطلقة

وكتب الله لنا ولكم الأجر وختم لنا ولكم بالتوحيد

عساف
01-03-2011, 02:34 PM
جزاك الله خيرا أخي عبد الله

عبدالله السعيدان
01-04-2011, 05:23 PM
جزاك الله خيرا أخي عبد الله

وجزاك أخي عساف على مرورك وجهودك بورك فيك

عبدالله السعيدان
01-04-2011, 08:56 PM
من الآيات البيّنات التي تزيد القلب إيماناً وكل آية كذلك صفتها

هذه الآية الكريمة من سورة النساء في الحديث عن موقف أهل الكتاب من روح الله عيسى بن مريم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام

" وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم
وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما *
وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا* "

روى الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال
: لينزلن ابن مريم حكما عدلا فليقتلن الدجال وليقتلن الخنزير وليكسرن الصليب
وتكون السجدة واحدة لله رب العالمين ،
ثم قال أبو هريرة : واقرأوا إن شئتم
"وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته "
قال أبو هريرة : قبل موت عيسى ؛ يعيدها ثلاث مرات "

إن المرء ليستحيي أن يفترض بين يدي كلام ربه ويورد فيه جدلاً أنه ليس من عنده
لكنه تأسٍّ بقوله تعالى " ولو كان من عند غير الله لوجودوا فيه اختلافاً كثيراً "

هذه الآية التي أوردتها من سورة النساء
تفصل في الخلاف الذي قام بين أهل الكتاب في عيسى بن مريم عليه السلام
وتمعنوا في أسلوب الفصل القطعي أو التأكيد العلميّ اليقيني لواقعة اختلف فيها
ثم تورد خبراً غيبياً سيقع لا محالة بالأسلوب القطعي نفسه !
ولم يكن النبأ الغيبي بمنأىً عن تناسق الآية
بل جاء معطوفاً عليها متمماً لها مكمّلاً لجوانبها

والبشر عند الفصل في مسائل الخلاف لا يستخدمون الأسلوب الأدبي في عرض حقيقة علمية
لكن القرآن العظيم يأتي بالحقائق العلمية والتي يتفاعل معها العقل
في أسلوب بلاغي مبهر يتفاعل معه القلب !

فلهذا يتأثر القاريء ويجد هذا الشعور الإيماني الجاري بين الجسد والروح
كجريان اللبن بين الفرث والدم !

وقد قال أحدهم - وإن كان قوله شططاً - لكنه تعبير بفهمه وثقافته
يوم وصف القرآن فقال : جمع بين بلاغة شكسبير ودقة نيوتن ! ويستحيل على البشر الجمع بين هذين الأسلوبين دون الوقوع في الزلل

هذه قطرة من بحر
وذرة من مجرّة

ولازلت لما تثروننا به مما فتح الله به عليكم منتظراً ..