طارق منينة
01-03-2011, 07:52 PM
الجاسوس الإسرائيلي و تفجير كنيسة الاسكندرية
طارق منينة
الإثنين 3 يناير 2011
لقد هزني الانفجار الذي وقع في مدينة الاسكندرية في نهاية عام 2010م في احدى الكنائس الارثوذكسية في منطقة سيدي بشر هزا شديدا، خصوصا ان النصارى كانوا يستقبلون عاما جديدا ويحتفلون به في ظل سماحة الاسلام ورعاية الشعب المصري المتسامح، وذلك ارجع ذاكرتي الى ماكانت فعلته بعض التنظيمات المصرية بقتل حارس الكنيسة المسلم وسرقة سلاحه وكنا قد اعترضنا على هذا العنف المرفوض، والآن في هذا العمل البشع سقطت ضحايا ابرياء مسلمين ومسيحيين داخل وخارج معبد مسيحي" كنيسة القديسين" ،الأصل فيه ان يُحفظ لا ان يُفجر.. واغلب الظن ان وراء هذا العمل المرفوض شرعا اصابع خارجية استغلت الاحداث واستفادت منها –وكلمة استغلال استخدمها المحلل الكبير والخبير الأمني العميد صفوت الزيات- وغطت على جرائمها بأعمال تخريبية في مصر.
ويبدو والله اعلم ان الموساد اراد التغطية على قضية جاسوسه المصري بعملية خاطفة وسريعة بهذه الضخامة –ولها مثيلاتها في العراق وغيرها- فقام بالعملية الاجرامية ، ذلك ان فضيحة الجاسوس الجديد جاءت في توقيت كان جهاز الموساد يحتفي بنتائج عملياته في لبنان وذلك بتنصيب رئيسه الجديد-قائد تلك العمليات- تفاخرا واحتفاء فأصابته العملية المصرية القاهرة بخيبة امل واحبطت الفرحة المؤقتة لجهاز يعيد حساباته على ايقاع استغلال التكنولوجيا التجسسية في اختراق البلاد الاسلامية واجهزتها الكبرى ، وهي عملية ارتبطت ايضا بالكشف عن قدره الموساد الضعيفة بالقياس مع قدرة جهاز الامن المصري في الوصول لأعماق الصين وشرق آسيا في مراقبة ظلال اشباح الموساد الخفية.
وهذه الضربة القاصمة للموساد خصوصا مع تولي رئاسته مسؤول العمليات التجسسية على شبكات الاجهزة الخلوية في لبنان مايعطي اشارة ان ماقدر عليه في لبنان لم يستطيعه في مصر واحبط سحره وانتفاخه الفارغ.(في المذكرات الخاصة لرأفت الهجان ذكر انه كشف لجهاز الأمن المصري عمليات وتفجيرات قامت بها الموساد في مصر والتي كان بعضها يُنسب للاخوان)
قد يكون العمل الاجرامي من فعل تنظيم ناشيء من تنظيمات العنف المرفوضة من كافة القوى والجماعات الاسلامية كالاخوان والمدارس السلفية المختلفة وجماعة انصار السنة والجمعية الشرعية فان كان الأمر كذلك (وقد اشارت وزارة الداخلية المصرية الى ان الحادث عمل تنظيم يستخدم العنف وسيلة قد يكون له صلة بتنظيم القاعدة او يستلهم افعاله) فنحن نبرأ الى الله من أمثال هذه التنظيمات التي تستخدم العنف في مصر وسيلة ومنهجا، فحدنا الحوار ونقد النقد وتنبيه الدولة لا القتل وتفجير المباني والآمنين في بلاد المسلمين.
اننا كمسلمين موكلون بحماية اهل الكتاب في بلاد الاسلام حتى ان الامام ابن حزم قال بان من قُتل من المسلمين في الدفاع عن اهل الكتاب اذا غلب على ناحيتهم عدو خارجي هو من الشهداء، ذلك اننا معنيون في الدولة الاسلامية بحماية كل من فيها.
ان منهجنا في التعامل مع قضية التعايش مع اهل الكتاب معروف ولايخالف ماعليه الأمة من البر بهم والاحسان اليهم ولايمنع ذلك من اقامة حوار معهم أو الأخذ بالجانب النقدي الكتابي ردا على آراء كنسية مفتراة عن الاسلام او المسلمين او مفتريات كهنوتية سخيفة ومضحكة. ان غرضنا اصلاح الافكار والاوضاع الخاطئة.. فمن المستشار طارق البشري والدكتور عمارة والعوا وغيرهم الى كافة النقاد كانت ومازالت غايتنا هي الاصلاح وارجاع الامور الى نصابها وارجاع الكنيسة الى طبيعتها الوطنية وتحرير الأسيرات.
ولاشك ان الفكر هو سلاح العقلاء خصوصا في امثال هذه القضايا الجديدة مثل تلك التي اثارها الأنبا بيشوي والتي يثيرها ذكريا بطرس هذا الرجل الذي يدل ظاهره على باطنه.
ويعلم جميع من يقرأ لنا ، أننا نرفض طريقة التعامل بالعنف المسلح مع المسيحيين في بلادنا جميعا. فليس ذلك من منهج اسلامنا الذي اوصى صحابة رسول الله بالاقباط –ونحن اولاد الاقباط اسلمنا وبقى بقيتنا على دينهم –وعشنا قرونا متسامحة معا-ويجب اتباع نفس الوصية النبوية معهم-ولاأمرنا يتهديد مجتمع اهل الكتاب او قتلهم او تهديد امنهم. فالمسيحيون لم يأتوا من خارج مصر ولا نحن اتينا 73 مليون مسلم بالبارشوت من الخارج!، فكلنا مصريون. ويجب الحفاظ على حياة كريمة للجميع واقامة تعايش وتسامح راق كما كان الأمر في تاريخ الاسلام وكما اشاد العلماء الغربيون بأنه كان الوضع السائد في الاندلس وقرطبة وغيرها من بلاد الاسلام. وذلك لم يمنع عمليات النقد بين الكتابيين والعلماء المسلمين كما كان الأمر مثلا مع ميمون بن مهران اليهودي وعلماء اندلسيين.
ومهما يكن موقف الكنسية المصرية من خطفها وأسرها للأخوات المسلمات فان هذا لايؤدي باي مسلم عاقل عنده علم بشريعة الاسلام ان يقوم بعمليات مسلحة ضد الكنائس وضد من يشاركوننا العيش في وطن واحد.
نعم بيننا حوار ونقوم بنقد تخرصات كبراء وصغار يحاولون بنزق و صفاقة ورقاعة-كرقاعة ذكريا بطرس واقباط المهجر واشباههم-التحريض على الاسلام والافتراء عليه والتحريض على مصر في المحافل الدولية والاعلام الغربي ولايعني ذلك ان حوارنا معهم يصل الى حد التفجير والقتل ،فهذا مرفوض شرعا وعقلا ، أما مسألة خطف الكنيسة وكهنتها للاخوات وتعذيبهن او حبسهن فنحن نتخذ في التعامل معه طرقا مشروعة من المظاهرات-التي اتاحتها الدولة واقامها المتظاهرون بصورة حضارية- وتنبيه الدولة الى الآثار السيئة التي يمكن ان تنبني على خطف النساء من قبل الكنيسة لأننا نعلم خصائص مجتمعاتنا وتداعيات امثال تلك المخاريق الكنسية على بعض الناس، فلو اطلقت الاسيرات لما وجدنا امثال هذه المصائب التي قد يقوم بها طائش منفعل لايعلم من شريعة الاسلام شيء او جهاز خارجي متربص بالأمة يستغل الاحداث لاشاعة الفتنة او للتغطية على خيباته وسمعته المتهاوية.
لماذا لاتطلق الدولة المصرية الأسيرات من أديرة الكنيسة؟
المفترض ان الدولة المصرية هي من تطلق أسيرات الأديرة لتطفي الفتنة وتكون لها سابقة في اقرار الحرية المطلوبة وحفظ كرامة شعبها بكل فئاته وهو دور الدولة في ضمان حرية العقيدة كما هو معروف في الدستور المصري والا فانها لن تعدم قيام جهات اجنبية متربصة (تستغل) الحالة المتأزمة لتشعل فتيل الحرب في مصر المحروسة، كما انها لن تعدم فئات طائشة من الشباب المخالف لمنهج علماء الأمة في التعامل مع مثل تلك القضايا ،فئات تقوم بتهديدات او عمليات طائشة يرفضها الاسلام ونؤمن ايمانا جازما انها مخالفة لشريعة الرحمن.
سبب الأزمة الأخيرة
لكن رغم كل ذلك فينبغي ارجاع سبب الأزمة الى اصولها الخطيرة وبدايتها الأخيرة وهي : حبس الكنيسة المصرية الأرثوذكسية للأخوات المسلمات(اللأئي كن مسيحيات)واعلن انضمامهن الى الاسلام مثل السيدة وفاء قسطنطين والتي مازالت محبوسة داخل دير من الأديرة في مصر تحت سمع وعلم الحكومة المصرية كما اشار الدكتور العوا، وهناك اخوات اخريات حبستهن الكنيسة واثبتت شهادة الأخت جيهان نادر وديع، وهي واحدة ممن حبستهن الكنيسة وتعرضن للضرب ونزف الدماء ، صور من صور الارهاب والتعذيب في الاديرة فضلا عن الحبس القسري والعزل المشؤوم ، وقد ادلت بشهادتها عن حالات التعذيب التي تجري في الأديرة وانها تعرضت لبعض ماتتعرض له من اختطفتهن الكنيسة لسبب انضمامهن للاسلام او اظهار ميول له، وشهادتها مسجلة بالصوت والصورة على شبكة الانترنت وموقع اليوتوب. وقد ذكرت كلامها في مقال لي في المرصد بإسم(دليل التعذيب في الأديرة ، جيهان وشهادة موثقة.)
وقد قلت في هذا المقال مايؤكد فهمنا للاسلام في المسألة المطروحة فقلت:" قال تعالى:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" ولايمكن أن يأمر الله بذبح هذه الشعوب والقبائل وهو يدعوها بلطف الكلام وعظيم الكلم الى التعارف وقد اخبر انه اصل في الخلق "وَجَعَلْنَاكُمْ ..."فكيف ينفي الاصل وهو يأمر به؟ ومعلوم ان التاريخ اثبت صدق هذا النص ، من التسامح والعدل والاحسان والقسط ، وقد شهدت شهود من الشرق والغرب على صدق هذه الحقيقة ، نعم امر الله بقتال المشركين الذين يذلون هذه الشعوب ويقسرونها على الهوان والعبودية ،فهؤلاء الجنود حيث وجدوا في معركة مسلحة ضد الاسلام يجب قتالها دفاعا عن الاسلام والمسلمين ودفاعا عن شعوب غير مسلمة واقعة تحت نير الظلم والاضطهاد أو الضلال والاستعباد ، لكنه سبحانه جل شأنه لم يأمر بقتل الشعوب التي يمنعها الجنود الكفار من الحرية والعدل ، ويفرضون عليها العبودية والظلم ، ومعلوم ايضا ان الاسلام دعا الى ابلاغ الكافر مأمنه فكيف يأمر بقتله وهو يطلب من المؤمنين ابلاغه مأمنه بلا اي تعرض له بأذى ، قال تعالى" وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ" ويكفي تهديد الرسول لمن يؤذي ذميا بقوله:" الا من ظلم معاهدا او انتقصه او كلفه فوق طاقته او اخذ منه شيئا بغير طيب نفس ، فأنا حجيجه يوم القيامة" فاذا تعرض نصراني لاي نوع من الاذي الذي قال عنه الرسول ولم ينتصف له فيكفي ان محمد رسول الله يعلن براءته منه ، هذا هو رسول الله ودعوته للمسلمين بالعدل مع النصارى، كما قال صلى الله عليه وسلم ايضا: من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة" وقد وضعه الامام البخاري في باب الديات تحت عنوان(باب:إثم من قتل ذميا بغير ذنب.) فأذية الذمي محرمة في الاسلام وقتله يحرم من دخول الجنة وابلاغه مأمنه من وصايا القرآن فأي وصية بالإنسان الذي بقي على كفره افضل من ذلك ، وصية الرسول نفسه!!، واي حماية له بتهديد الرسول نفسه لمن خالف قوانين الحماية والهداية من اتباعه اياكانوا اعظم من هذه النصوص العظيمة الشأن في تاريخ العالم؟
ومن المعلوم ان ذلك كله لحماية الانسان وكرامة الانسان وانسانية الانسان.. وعدم ظلمة او اكراهه على شيء لايريده أو تنقصه او كلفه فوق طاقته او اخذ منه شيئا بغير طيب نفس..إلخ، وهذه الحماية المتوعد على مخالفتها داخلة في قوله تعالى:" وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا"
ولذلك نقول بصراحة ان الكنيسة المصرية التي يترأسها البابا شنودة هي سبب الأزمة ومالم تُفرج عن الأسيرات فان الأوضاع ستزداد سوء، ان حرية الاسيرات ترفع الحنق وتفوت فرصة على الارهاب الخاطيء المخالف لطبيعة شرائع هذا الدين العظيم ، دين الإسلام. كما تحمي البلاد من تربص الموساد واعماله المعروفة.
سياسة النعامة مرفوضة
ان سياسة النعامة لاتجدي وطريقة التغافل لاتنفع ، والأخذ بيد من حديد على من يظهر حقيقة الأحداث بالكتابة الموثقة يعني التعامل مع القضية بطريقة خاطئة وترك الجاني الحقيقي يستمر في المزيد من الارهاب والتسلط والقتل والحبس للنساء والرجال وكأنه قائم بأعمال دولة القانون، اما تقديم الخوف من الغرب على حقوق الاسيرات فهو مخالف لطبيعة الاشياء في بلادنا، وهي طريقة غير مجدية واضرارها راجحة( وكلنا يعلم ان تعامل الدول الغربية مع القضايا الشائكة في بلاد الاسلام كافغانستان والعراق خلقت ضحايا اعظم مماتصور العالم جميعا ، فكيف نعتمد على املاءاتهم وارهابهم وهذه نتائج تدخلاتهم في بلادنا) ومادامت الاسيرات محجوزات في الأديرة وتمارس عليهن صنوف الارهاب والتعذيب فان الأحوال لن تنصلح لأن أصل المشكلة في الحبس!، فالاصلاح يأتي من وضع كل امر في موضعه ، ورفع مؤسسة الكنيسة لتكون دولة فوق الدولة يؤدي الى فلتان في الدولة وغضب متناثر هنا وهناك او استغلال خارجي متربص بحنق.
ولذلك يجب ارجاع الكنيسة الى مكانها ومكانتها في شعبها وفي المجتمع المصري واطلاق الاسيرات وتحجيم الارهاب الذي يقوم به بعض الرهبان والقساوسة وعصابات مسيحية تقوم بقتل او تشويه جسدي لمن يسلم من المسيحيين اياكانوا ،خصوصا امثال شماس محرم بك الذي اصيب اصابات بالغة –فقد عينه مثلا-برصاص داخل بيته ، وقصته معروفة وموجودة على شبكة الانترنت بالصوت والصورة.
ماذا يجب على الكنيسة وكهنتها
يجب على قادة الكنيسة ارجاع ابناءها الى رشدهم ، والافراج عن الاسيرات وترك من يسلم يسلم ومعلوم ان المسلمين تركوا الى الآن من يدخل المسيحية في حاله-كما نقول في مصر- مع ان لهم القوة والسيادة على فعل ضد من يسلم كفعل كهنة الكنيسة مع شماس اسلم او اخت اسلمت لكنهم يعرفون من فقه الإسلام انه ليس لهم الإفتئات على الدولة وتنفيذ الاحكام على الناس فليس للأفراد مسؤولية اقامة الاحكام القانونية على الناس.
الحل الخارجي والخضوع للضغوط الملغمة
مالم تخضع الدولة المصرية قراراتها الى المنطق الداخلي وتنظر في الحلول الصحيحة التي يطلقها العقلاء امثال المستشار طارق البشري والدكتور محمد سليم العوا وامثالهما فان القضية ستعرض على الداخل والخارج على اساس انها لاحل لها اما الخضوع للحل الخارجي المتسمة جل اعماله بالمعايير المزدوجة والتسلط ومحاولة الهيمنة فانه سيسبب الاحتقان الداخلي والانفجارات الممولة من الخارج المتربص ايا كانت وجهته ، القاعدة او اسرائيل او اي جهات معنية باستمرار التوتر الذي لاينتهي الى حل عادل لجميع الاطراف.
ان مفتاح الحل هو في تحرير الدولة للاسيرات مع حفظ ماء وجه الكنيسة بطرق لاتجعلها تتفرعن ولاتعاود عمليات الاختطاف او التهديد النزق، لكن التحرير اولوية لايمكن التنازل عنها.
ان الحل في يد شنودة.. والدولة المصرية.. ومالم يقدم حل يطلق الأسيرات فان المتربصون بأمن مصر سيحاولون اللعب بالنار واستغلال الأحداث.
انه ليس هناك مبرر عقلاني لحبس الاسيرات في الاديرة ولاهناك مبرر عقلاني لتفجير في كنيسة او مسجد، ان ذلك كله يدل على جهل من يفعل ذلك وعدم معرفته لعواقب اعماله الطائشة.
ان الاسلام بريء من ذلك كله وهو يدعو للسلم والحرية المسؤولة.
وممن ذهب الى كثير مما عرضناه في مقالنا القس إكرام لمعي كما ورد في صحيفة المصريون الألكترونية
"قال القس إكرام لمعي، أحد قيادات الكنيسة الكاثوليكية لـ "المصريون"، إن الاحتقان الطائفي الذي ساد مصر خلال المرحلة وتصاعد التوتر بين الدولة والكنيسة الأرثوذكسية لعب الدور الأبرز في تهيئة الأجواء لحدوث تفجير كنيسة الإسكندرية، لافتا إلى أن "علو الصوت الطائفي داخل الكنيسة، واستفزاز قيادات كنسية للأغلبية المسلمة، وإصرار الكنيسة على احتجاز سيدات ترددت أنباء عن اعتناقهن الإسلام كلها عوامل اسهمت في حدوث التفجير" الذي لم تتبنه جهة حتى الآن.
وانتقد لمعي قيادات الكنيسة الأرثوذكسية، معتبرا أن تعاملهم مع الملف القبطي من منظور طائفي والاستماع لأصوات متطرفة في الداخل والخارجي هو من الأسباب التي أدت إلى حدوث التوتر بين الطرفين وتهيئة الساحة لمثل هذه الأعمال، مطالبا قيادات الكنيسة بالتعامل بشكل موضوعي مع الدولة والبعد عن نهج المواجهة، باعتبار أن هذا النهج لا يخدم مصالح المسلمين والأقباط في مصر."
http://www.tanseerel.com/main/articles.aspx?selected_article_no=16270
طارق منينة
الإثنين 3 يناير 2011
لقد هزني الانفجار الذي وقع في مدينة الاسكندرية في نهاية عام 2010م في احدى الكنائس الارثوذكسية في منطقة سيدي بشر هزا شديدا، خصوصا ان النصارى كانوا يستقبلون عاما جديدا ويحتفلون به في ظل سماحة الاسلام ورعاية الشعب المصري المتسامح، وذلك ارجع ذاكرتي الى ماكانت فعلته بعض التنظيمات المصرية بقتل حارس الكنيسة المسلم وسرقة سلاحه وكنا قد اعترضنا على هذا العنف المرفوض، والآن في هذا العمل البشع سقطت ضحايا ابرياء مسلمين ومسيحيين داخل وخارج معبد مسيحي" كنيسة القديسين" ،الأصل فيه ان يُحفظ لا ان يُفجر.. واغلب الظن ان وراء هذا العمل المرفوض شرعا اصابع خارجية استغلت الاحداث واستفادت منها –وكلمة استغلال استخدمها المحلل الكبير والخبير الأمني العميد صفوت الزيات- وغطت على جرائمها بأعمال تخريبية في مصر.
ويبدو والله اعلم ان الموساد اراد التغطية على قضية جاسوسه المصري بعملية خاطفة وسريعة بهذه الضخامة –ولها مثيلاتها في العراق وغيرها- فقام بالعملية الاجرامية ، ذلك ان فضيحة الجاسوس الجديد جاءت في توقيت كان جهاز الموساد يحتفي بنتائج عملياته في لبنان وذلك بتنصيب رئيسه الجديد-قائد تلك العمليات- تفاخرا واحتفاء فأصابته العملية المصرية القاهرة بخيبة امل واحبطت الفرحة المؤقتة لجهاز يعيد حساباته على ايقاع استغلال التكنولوجيا التجسسية في اختراق البلاد الاسلامية واجهزتها الكبرى ، وهي عملية ارتبطت ايضا بالكشف عن قدره الموساد الضعيفة بالقياس مع قدرة جهاز الامن المصري في الوصول لأعماق الصين وشرق آسيا في مراقبة ظلال اشباح الموساد الخفية.
وهذه الضربة القاصمة للموساد خصوصا مع تولي رئاسته مسؤول العمليات التجسسية على شبكات الاجهزة الخلوية في لبنان مايعطي اشارة ان ماقدر عليه في لبنان لم يستطيعه في مصر واحبط سحره وانتفاخه الفارغ.(في المذكرات الخاصة لرأفت الهجان ذكر انه كشف لجهاز الأمن المصري عمليات وتفجيرات قامت بها الموساد في مصر والتي كان بعضها يُنسب للاخوان)
قد يكون العمل الاجرامي من فعل تنظيم ناشيء من تنظيمات العنف المرفوضة من كافة القوى والجماعات الاسلامية كالاخوان والمدارس السلفية المختلفة وجماعة انصار السنة والجمعية الشرعية فان كان الأمر كذلك (وقد اشارت وزارة الداخلية المصرية الى ان الحادث عمل تنظيم يستخدم العنف وسيلة قد يكون له صلة بتنظيم القاعدة او يستلهم افعاله) فنحن نبرأ الى الله من أمثال هذه التنظيمات التي تستخدم العنف في مصر وسيلة ومنهجا، فحدنا الحوار ونقد النقد وتنبيه الدولة لا القتل وتفجير المباني والآمنين في بلاد المسلمين.
اننا كمسلمين موكلون بحماية اهل الكتاب في بلاد الاسلام حتى ان الامام ابن حزم قال بان من قُتل من المسلمين في الدفاع عن اهل الكتاب اذا غلب على ناحيتهم عدو خارجي هو من الشهداء، ذلك اننا معنيون في الدولة الاسلامية بحماية كل من فيها.
ان منهجنا في التعامل مع قضية التعايش مع اهل الكتاب معروف ولايخالف ماعليه الأمة من البر بهم والاحسان اليهم ولايمنع ذلك من اقامة حوار معهم أو الأخذ بالجانب النقدي الكتابي ردا على آراء كنسية مفتراة عن الاسلام او المسلمين او مفتريات كهنوتية سخيفة ومضحكة. ان غرضنا اصلاح الافكار والاوضاع الخاطئة.. فمن المستشار طارق البشري والدكتور عمارة والعوا وغيرهم الى كافة النقاد كانت ومازالت غايتنا هي الاصلاح وارجاع الامور الى نصابها وارجاع الكنيسة الى طبيعتها الوطنية وتحرير الأسيرات.
ولاشك ان الفكر هو سلاح العقلاء خصوصا في امثال هذه القضايا الجديدة مثل تلك التي اثارها الأنبا بيشوي والتي يثيرها ذكريا بطرس هذا الرجل الذي يدل ظاهره على باطنه.
ويعلم جميع من يقرأ لنا ، أننا نرفض طريقة التعامل بالعنف المسلح مع المسيحيين في بلادنا جميعا. فليس ذلك من منهج اسلامنا الذي اوصى صحابة رسول الله بالاقباط –ونحن اولاد الاقباط اسلمنا وبقى بقيتنا على دينهم –وعشنا قرونا متسامحة معا-ويجب اتباع نفس الوصية النبوية معهم-ولاأمرنا يتهديد مجتمع اهل الكتاب او قتلهم او تهديد امنهم. فالمسيحيون لم يأتوا من خارج مصر ولا نحن اتينا 73 مليون مسلم بالبارشوت من الخارج!، فكلنا مصريون. ويجب الحفاظ على حياة كريمة للجميع واقامة تعايش وتسامح راق كما كان الأمر في تاريخ الاسلام وكما اشاد العلماء الغربيون بأنه كان الوضع السائد في الاندلس وقرطبة وغيرها من بلاد الاسلام. وذلك لم يمنع عمليات النقد بين الكتابيين والعلماء المسلمين كما كان الأمر مثلا مع ميمون بن مهران اليهودي وعلماء اندلسيين.
ومهما يكن موقف الكنسية المصرية من خطفها وأسرها للأخوات المسلمات فان هذا لايؤدي باي مسلم عاقل عنده علم بشريعة الاسلام ان يقوم بعمليات مسلحة ضد الكنائس وضد من يشاركوننا العيش في وطن واحد.
نعم بيننا حوار ونقوم بنقد تخرصات كبراء وصغار يحاولون بنزق و صفاقة ورقاعة-كرقاعة ذكريا بطرس واقباط المهجر واشباههم-التحريض على الاسلام والافتراء عليه والتحريض على مصر في المحافل الدولية والاعلام الغربي ولايعني ذلك ان حوارنا معهم يصل الى حد التفجير والقتل ،فهذا مرفوض شرعا وعقلا ، أما مسألة خطف الكنيسة وكهنتها للاخوات وتعذيبهن او حبسهن فنحن نتخذ في التعامل معه طرقا مشروعة من المظاهرات-التي اتاحتها الدولة واقامها المتظاهرون بصورة حضارية- وتنبيه الدولة الى الآثار السيئة التي يمكن ان تنبني على خطف النساء من قبل الكنيسة لأننا نعلم خصائص مجتمعاتنا وتداعيات امثال تلك المخاريق الكنسية على بعض الناس، فلو اطلقت الاسيرات لما وجدنا امثال هذه المصائب التي قد يقوم بها طائش منفعل لايعلم من شريعة الاسلام شيء او جهاز خارجي متربص بالأمة يستغل الاحداث لاشاعة الفتنة او للتغطية على خيباته وسمعته المتهاوية.
لماذا لاتطلق الدولة المصرية الأسيرات من أديرة الكنيسة؟
المفترض ان الدولة المصرية هي من تطلق أسيرات الأديرة لتطفي الفتنة وتكون لها سابقة في اقرار الحرية المطلوبة وحفظ كرامة شعبها بكل فئاته وهو دور الدولة في ضمان حرية العقيدة كما هو معروف في الدستور المصري والا فانها لن تعدم قيام جهات اجنبية متربصة (تستغل) الحالة المتأزمة لتشعل فتيل الحرب في مصر المحروسة، كما انها لن تعدم فئات طائشة من الشباب المخالف لمنهج علماء الأمة في التعامل مع مثل تلك القضايا ،فئات تقوم بتهديدات او عمليات طائشة يرفضها الاسلام ونؤمن ايمانا جازما انها مخالفة لشريعة الرحمن.
سبب الأزمة الأخيرة
لكن رغم كل ذلك فينبغي ارجاع سبب الأزمة الى اصولها الخطيرة وبدايتها الأخيرة وهي : حبس الكنيسة المصرية الأرثوذكسية للأخوات المسلمات(اللأئي كن مسيحيات)واعلن انضمامهن الى الاسلام مثل السيدة وفاء قسطنطين والتي مازالت محبوسة داخل دير من الأديرة في مصر تحت سمع وعلم الحكومة المصرية كما اشار الدكتور العوا، وهناك اخوات اخريات حبستهن الكنيسة واثبتت شهادة الأخت جيهان نادر وديع، وهي واحدة ممن حبستهن الكنيسة وتعرضن للضرب ونزف الدماء ، صور من صور الارهاب والتعذيب في الاديرة فضلا عن الحبس القسري والعزل المشؤوم ، وقد ادلت بشهادتها عن حالات التعذيب التي تجري في الأديرة وانها تعرضت لبعض ماتتعرض له من اختطفتهن الكنيسة لسبب انضمامهن للاسلام او اظهار ميول له، وشهادتها مسجلة بالصوت والصورة على شبكة الانترنت وموقع اليوتوب. وقد ذكرت كلامها في مقال لي في المرصد بإسم(دليل التعذيب في الأديرة ، جيهان وشهادة موثقة.)
وقد قلت في هذا المقال مايؤكد فهمنا للاسلام في المسألة المطروحة فقلت:" قال تعالى:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" ولايمكن أن يأمر الله بذبح هذه الشعوب والقبائل وهو يدعوها بلطف الكلام وعظيم الكلم الى التعارف وقد اخبر انه اصل في الخلق "وَجَعَلْنَاكُمْ ..."فكيف ينفي الاصل وهو يأمر به؟ ومعلوم ان التاريخ اثبت صدق هذا النص ، من التسامح والعدل والاحسان والقسط ، وقد شهدت شهود من الشرق والغرب على صدق هذه الحقيقة ، نعم امر الله بقتال المشركين الذين يذلون هذه الشعوب ويقسرونها على الهوان والعبودية ،فهؤلاء الجنود حيث وجدوا في معركة مسلحة ضد الاسلام يجب قتالها دفاعا عن الاسلام والمسلمين ودفاعا عن شعوب غير مسلمة واقعة تحت نير الظلم والاضطهاد أو الضلال والاستعباد ، لكنه سبحانه جل شأنه لم يأمر بقتل الشعوب التي يمنعها الجنود الكفار من الحرية والعدل ، ويفرضون عليها العبودية والظلم ، ومعلوم ايضا ان الاسلام دعا الى ابلاغ الكافر مأمنه فكيف يأمر بقتله وهو يطلب من المؤمنين ابلاغه مأمنه بلا اي تعرض له بأذى ، قال تعالى" وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ" ويكفي تهديد الرسول لمن يؤذي ذميا بقوله:" الا من ظلم معاهدا او انتقصه او كلفه فوق طاقته او اخذ منه شيئا بغير طيب نفس ، فأنا حجيجه يوم القيامة" فاذا تعرض نصراني لاي نوع من الاذي الذي قال عنه الرسول ولم ينتصف له فيكفي ان محمد رسول الله يعلن براءته منه ، هذا هو رسول الله ودعوته للمسلمين بالعدل مع النصارى، كما قال صلى الله عليه وسلم ايضا: من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة" وقد وضعه الامام البخاري في باب الديات تحت عنوان(باب:إثم من قتل ذميا بغير ذنب.) فأذية الذمي محرمة في الاسلام وقتله يحرم من دخول الجنة وابلاغه مأمنه من وصايا القرآن فأي وصية بالإنسان الذي بقي على كفره افضل من ذلك ، وصية الرسول نفسه!!، واي حماية له بتهديد الرسول نفسه لمن خالف قوانين الحماية والهداية من اتباعه اياكانوا اعظم من هذه النصوص العظيمة الشأن في تاريخ العالم؟
ومن المعلوم ان ذلك كله لحماية الانسان وكرامة الانسان وانسانية الانسان.. وعدم ظلمة او اكراهه على شيء لايريده أو تنقصه او كلفه فوق طاقته او اخذ منه شيئا بغير طيب نفس..إلخ، وهذه الحماية المتوعد على مخالفتها داخلة في قوله تعالى:" وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا"
ولذلك نقول بصراحة ان الكنيسة المصرية التي يترأسها البابا شنودة هي سبب الأزمة ومالم تُفرج عن الأسيرات فان الأوضاع ستزداد سوء، ان حرية الاسيرات ترفع الحنق وتفوت فرصة على الارهاب الخاطيء المخالف لطبيعة شرائع هذا الدين العظيم ، دين الإسلام. كما تحمي البلاد من تربص الموساد واعماله المعروفة.
سياسة النعامة مرفوضة
ان سياسة النعامة لاتجدي وطريقة التغافل لاتنفع ، والأخذ بيد من حديد على من يظهر حقيقة الأحداث بالكتابة الموثقة يعني التعامل مع القضية بطريقة خاطئة وترك الجاني الحقيقي يستمر في المزيد من الارهاب والتسلط والقتل والحبس للنساء والرجال وكأنه قائم بأعمال دولة القانون، اما تقديم الخوف من الغرب على حقوق الاسيرات فهو مخالف لطبيعة الاشياء في بلادنا، وهي طريقة غير مجدية واضرارها راجحة( وكلنا يعلم ان تعامل الدول الغربية مع القضايا الشائكة في بلاد الاسلام كافغانستان والعراق خلقت ضحايا اعظم مماتصور العالم جميعا ، فكيف نعتمد على املاءاتهم وارهابهم وهذه نتائج تدخلاتهم في بلادنا) ومادامت الاسيرات محجوزات في الأديرة وتمارس عليهن صنوف الارهاب والتعذيب فان الأحوال لن تنصلح لأن أصل المشكلة في الحبس!، فالاصلاح يأتي من وضع كل امر في موضعه ، ورفع مؤسسة الكنيسة لتكون دولة فوق الدولة يؤدي الى فلتان في الدولة وغضب متناثر هنا وهناك او استغلال خارجي متربص بحنق.
ولذلك يجب ارجاع الكنيسة الى مكانها ومكانتها في شعبها وفي المجتمع المصري واطلاق الاسيرات وتحجيم الارهاب الذي يقوم به بعض الرهبان والقساوسة وعصابات مسيحية تقوم بقتل او تشويه جسدي لمن يسلم من المسيحيين اياكانوا ،خصوصا امثال شماس محرم بك الذي اصيب اصابات بالغة –فقد عينه مثلا-برصاص داخل بيته ، وقصته معروفة وموجودة على شبكة الانترنت بالصوت والصورة.
ماذا يجب على الكنيسة وكهنتها
يجب على قادة الكنيسة ارجاع ابناءها الى رشدهم ، والافراج عن الاسيرات وترك من يسلم يسلم ومعلوم ان المسلمين تركوا الى الآن من يدخل المسيحية في حاله-كما نقول في مصر- مع ان لهم القوة والسيادة على فعل ضد من يسلم كفعل كهنة الكنيسة مع شماس اسلم او اخت اسلمت لكنهم يعرفون من فقه الإسلام انه ليس لهم الإفتئات على الدولة وتنفيذ الاحكام على الناس فليس للأفراد مسؤولية اقامة الاحكام القانونية على الناس.
الحل الخارجي والخضوع للضغوط الملغمة
مالم تخضع الدولة المصرية قراراتها الى المنطق الداخلي وتنظر في الحلول الصحيحة التي يطلقها العقلاء امثال المستشار طارق البشري والدكتور محمد سليم العوا وامثالهما فان القضية ستعرض على الداخل والخارج على اساس انها لاحل لها اما الخضوع للحل الخارجي المتسمة جل اعماله بالمعايير المزدوجة والتسلط ومحاولة الهيمنة فانه سيسبب الاحتقان الداخلي والانفجارات الممولة من الخارج المتربص ايا كانت وجهته ، القاعدة او اسرائيل او اي جهات معنية باستمرار التوتر الذي لاينتهي الى حل عادل لجميع الاطراف.
ان مفتاح الحل هو في تحرير الدولة للاسيرات مع حفظ ماء وجه الكنيسة بطرق لاتجعلها تتفرعن ولاتعاود عمليات الاختطاف او التهديد النزق، لكن التحرير اولوية لايمكن التنازل عنها.
ان الحل في يد شنودة.. والدولة المصرية.. ومالم يقدم حل يطلق الأسيرات فان المتربصون بأمن مصر سيحاولون اللعب بالنار واستغلال الأحداث.
انه ليس هناك مبرر عقلاني لحبس الاسيرات في الاديرة ولاهناك مبرر عقلاني لتفجير في كنيسة او مسجد، ان ذلك كله يدل على جهل من يفعل ذلك وعدم معرفته لعواقب اعماله الطائشة.
ان الاسلام بريء من ذلك كله وهو يدعو للسلم والحرية المسؤولة.
وممن ذهب الى كثير مما عرضناه في مقالنا القس إكرام لمعي كما ورد في صحيفة المصريون الألكترونية
"قال القس إكرام لمعي، أحد قيادات الكنيسة الكاثوليكية لـ "المصريون"، إن الاحتقان الطائفي الذي ساد مصر خلال المرحلة وتصاعد التوتر بين الدولة والكنيسة الأرثوذكسية لعب الدور الأبرز في تهيئة الأجواء لحدوث تفجير كنيسة الإسكندرية، لافتا إلى أن "علو الصوت الطائفي داخل الكنيسة، واستفزاز قيادات كنسية للأغلبية المسلمة، وإصرار الكنيسة على احتجاز سيدات ترددت أنباء عن اعتناقهن الإسلام كلها عوامل اسهمت في حدوث التفجير" الذي لم تتبنه جهة حتى الآن.
وانتقد لمعي قيادات الكنيسة الأرثوذكسية، معتبرا أن تعاملهم مع الملف القبطي من منظور طائفي والاستماع لأصوات متطرفة في الداخل والخارجي هو من الأسباب التي أدت إلى حدوث التوتر بين الطرفين وتهيئة الساحة لمثل هذه الأعمال، مطالبا قيادات الكنيسة بالتعامل بشكل موضوعي مع الدولة والبعد عن نهج المواجهة، باعتبار أن هذا النهج لا يخدم مصالح المسلمين والأقباط في مصر."
http://www.tanseerel.com/main/articles.aspx?selected_article_no=16270