المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المقامة المصرية.



عساف
01-04-2011, 10:41 PM
المقـامَــة المصريّـــة




( كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (25) وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (26) وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ )





يا مصر كل حديث كنت أحفظه
جرت دموعي على أعتاب داركمو
نسيته عند أهل التل والدارِ
يا مصر كل الهوى في نيلك الجارِ


يا مصر ، أنتِ كوكبة العصر ، وكتيبة النصر ، وإيوان القصر ، أنتِ أم الحضارة ، ورائدة المهارة ، ومنطلق الجدارة ، وبيت الإمارة ، ومقر السفارة ، ومهبط الوزارة .
من أين نبدأ يا مصر الكلام ، وكيف نلقي عليكِ السلام ، قبل وقفة الاحترام ، لأن في عينيكِ الأيام ، والأعلام ، والأقلام ، والأعوام .
يا مصر أنتِ صاحبة القبول والجاه ، كم من قلب فيكِ شجاه ما شجاه ، ونحن جئنا ببضاعة مزجاة .

سارت إلى مصر أحلامي وأشواقي

وهلَّ دمعي فصرت الشارب الساقي

وفي ضلوعـي أحـاديـث مرتلة

ومصـر غايـة آمالي وترياقـي


يا ركب المحبين أينما حللتم وارتحلتم ، وذهبتم وأقبلتم ، اهبطوا مصر فإن لكم ما سألتم . يا أرض العز ، يا قاهرة المعز ، يا بلاد العِلم والقطن والبز .
سلام عليكِ يا أرض النيل ، ويا أم الجيل ، الحب لكِ أرض والجمال سقف ، والمجد لكِ وقف ، ويا داخل مصر منك ألف ، ما أحسن الجفن والجيد والكف ، التقى الطيب والكافور في مصر ، لما التقى أبو الطيب وكافور في القصر ، قبل أن يدخل جوهر الصقلي مصر كان عبداً مملوكاً ، فلما دخلها صار يحكم ملوكاً .

أرض إذا ما جئتها متقلبـاً

في محنة ردتك شهمـاً سيّـداً

وإذا دهاك الهم قبل دخولها

فدخلتها صافحت سعداً سرمداً

قل للأخيار المكرمين ، الوافدين إليها مغرمين ، والقادمين عليها مسلمين ، ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين .
في مصر تعانقت القلوب ، وتصافح المحب والمحبوب ، والتقى يوسف بيعقوب ، فصفق الدهر ليوسف منشداً ، وغنى الزمان له مغرّداً ، وخروا له سجداً .
في مصر ترعرع الشعر ، وسال القلم البليغ بالسحر ، فكان الفضاء لكتاب مصر صفحة بيضاء ، يكتب كل ما يشاء ، فصارت العقول في ذهول ، من روعة المنقول والمعقول ، وأذعنت القلوب في قبول ، ترحب بالشاعر المصقع ، والقلم المبدع ، والرأي المقنع .

دخلنا مصر والأشواق تتلى
جمال يسلب الألباب حتـى
وكل الأرض أنسام وطلُ
كأن القتل فيها يستحـلُّ


في مصر القافية السائرة ، والجملة الساحرة ، والمقالة الآسرة ، والفكرة العاطرة ، عالم من الجنود ، والبنود ، والوفود .
دنيا للقادة ، والسادة أهل الإفادة ، والإجادة ، والرفادة ، ديوان للكتاب ، والحساب ، والأصحاب ، والأحباب .
محراب للعباد ، والزهاد ، والأمجاد ، والرواد ، علماء ،وحكماء ، وكرماء ، وحلماء وشعراء ، وأدباء ، وأطباء ، وخطباء ، ونجباء ، وأذكياء ، وأولياء ، وأصفياء ، وأوفياء .
هنا الدهر يكتب من ذكرياته فنوناً ، هنا التأريخ يبث من صدره شجوناً ، هنا الجمال يسكب من إنائه فنوناً ، هنا خطا الزمان تتسارع ، والحضارات تتصارع ، والأهرام تقص علينا خبر الأيام ، وأحاديث الأقوام ، وما فعلته الأعوام :

أين الذي الهَرَمان من بنيانه
تتخلف الآثار عن أصحابها
ما يومه ما ذِكْره ما المصرعُ
يوماً ويدركها الفنـاء فتتبـعُ


هنا سحق الطغيان ، ومزق جنود الشيطان ، ودمر فرعون وهامان ، وأحرقت وثيقة الزور والبهتان ، وارتفعت ملة الرحمان .
هنا عمرو بن العاص ، رحب به العوام والخواص ، وفر الظلم في قدومه وغاص ، هنا تكتب الدموع على الخدود رسائل الأموات إلى الأحياء ، وخطاب الأرض المفتوح إلى السماء ، وهنا تلتقي الظلماء والضياء ، والظمأ والماء ، والصفاء والوفاء ، ويتعانق الضحك والبكاء ، والفراق واللقاء ، لتصبح الحياة في مصر مهرجاناً لآلاف الصور والمشاهد ، والذكريات مساجد ، ومعابد ، ومعاهد ، وجامعات ، وكليات ، وشركات ، وأمسيات ، ومحاضرات ، وندوات ، ولقاءات ، ومحاورات ، ومعاهدات .

دار هي الأرض إلا أنهـا بلد

فيها الزمان وفيها الشمس والقمرُ

تجمّع الدهر في أرجائها جذلاً

والغيث داعبها والنهر والشجرُ


صباح الخير يا أرض الكنانة ، وناصرة الديانة ، وحاملة التأريخ بأمانة ، وحافظة عهد الإسلام في صيانة ، وراعية الجمال في رزانة . أدب خلاّب ، وجمال سلاّب ، وسحر جذّاب ، وذكاء وثّاب ، وظل مستطاب ، وأمانٍ عذاب ، نهر يتدفّق ، وحسن يترفّـق ، ودموع تترقرق ، وزهور تتفتق ، وأكمام تتشقق ، ومقاصد تتحقق ، وجد الإسلام فيكم يا أهل مصر أعيادَه ، كنتم يوم الفتوح أجناده ، وكنتم مدده عام الرمادة ، وأحرقتم العدوان الثلاثي وأسياده ، وحطمتم خط بارليف وعتاده ، وكنتم يوم العبور آساده وقواده . فتفضلوا الشكر والإشادة ، وخذوا من القلب حبه ووداده :

ثمن المجد دم جُدْنا به
فاسألوا كيف دفعنا الثمنا


منكم أمير الشعراء ، وكبير البلغاء ، وشيخ الفصحاء ، وسيد الخطباء ، وأستاذ النجباء ، وأكبر الأطباء . يسلك العقل في مصر سبيله ، ويحفظ الفؤاد من مصر نيله ، وتعيد الذاكرة في مصر قصة ألف ليلة وليلة .
في مصر لطف الهواء ، وطيب الغذاء ، ونفع الدواء ، وصفاء الماء .

النيل مائي وفي أرض الكنانة ما
فيهـا الحضـارة والأمجاد ماثلة
يشجي من الحب والأشواق تزدانُ
علم وفهم وإسلام وإيمانُ


سلام على مصر في الآخرين ، لأنها كانت خزانة المسلمين ، ومدد المجاهدين ، وسلة الخبز للجائعين ، ومقبرة المستعمرين ، أهلك الله أعداءها ثم قال :  فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمْ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ  .
بوركتِ يا أرض السنابل ، ويا روض الجداول ، ويا بلاد الخمائل ، لكِ في قلوبنا من الحب رسائل ، ومن الود مسائل :

من لقلب حل جرعاء الحمى

ضاع مني هل له ردّ عليّ

فاسألـوا سكان مصر إنـه

حل فيهم فليعد طوعاً إليّ


لله أنت يا مصر ، بَنُوك أهل سعة في الحفظ ، وفصاحة في اللفظ ، منهم سادات القرّاء ، وأئمة الفقهاء .
إذا قرأ منهم القاريء كلام الباري ، تكاد تميد السواري ، وينسكب مع ندى صوته الدمع الجاري .
وإذا خطب فيهم الخطيب ، بذاك الكلام العجيب ، سمعت البكاء والنحيب .
مصر بلد الحديث المحبّر ، والحرف المسطر ، والروض المعطر .
سقاها الله الغيث المدرار ، وحماها من الأخطار ، وصانها من لوثة الأشرار .



الدكتور: عائض القرني.

ريم 1400
01-09-2011, 01:45 AM
بصراحه يعجبني الشعب المصري في عدة نواحي منها أنه شعب مكافح محب للعمل والمرأة في مصر ماشاء الله :thumbup:متعلمة ومكافه وقوية تحية للنساء مصر الرائدات 000000000000000
ولا بعد أزيدك من الشعر بيت لسانهم حلو :hearts: