المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لو كنت نصرانياً لألحدت !



الفارس مفروس
01-04-2011, 10:50 PM
لا شك أن الفترة المظلمة في حياة الغرب والممتدة من مرحلة القرون الوسطي وحتى مطلع القرن الثامن عشر في قد أبرزت العديد من الأفكار المضادة للدين ، نظراً لتميز هذه المرحلة بأحداث تمخضت عن نتائج أشبه بالقطيعة الممتدة عبر الزمن بين العلم والدين ، وبين الحضارة الدنيوية ومقتضيات الإيمان الديني ، فقد كانت تصف بكل دقة حالة من الشرود العقدي والتخاصم مع المنطق باسم الدين ، وبالنفور من الإستحقاقات المترتبة على قناعات مفقودة لا ترسُخ إلا بنزع الإنسان من سياق القدرة على الفهم والبحث عن أجوبة منطقية لسؤالات مشروعة. علاقة الإنسان بالإله قد بدأت في الإندثار في تلك المرحلة ، ليتفرغ الإنسان بعدها لتحصيل علوم الدينا وبناء الحضارة القائمة على أنقاض الدين ، بعد أن نزع عن كاهله عبء الدين بصورته المسيحية الموغلة في التصادم مع كيانه وعقله ومكوناته.

عقيدة النصارى بلغت من السذاجة مبلغاً عجيباً ، فهى قد بنيت على أسس تنقض وسائل التحصيل المعرفي ابتداءً ، وتزيل الإنسان بأكمله من منظومة التفاعل العقلي مع هذا الدين تاركة له مساحة كبيرة من العاطفة المؤدلجة والتي لا تخضع لأى ضابط عقلي ، ولا تترك له إلا حيز ضيق في الإختيار ، بين قبول لبناء عقدي مهلهل الأركان قد ملئ بالعديد من علامات الإستفهام ، يطلب منه بشكل ايماني ملزم أن يعتنق مجموعة من المتنافرات العقلية والمتضادات الحسية كشرط وحيد للمغفرة والخلود في النعيم الأبدي ، وبين الرفض الكامل دون توضيح أو بيان. فالمؤمن النصراني مطالب بأن يعتقد دون تفسير ، بأن الإله الخالق كان يعاني منذ خلق آدم من صراع مبدؤه (الحاجة) للإتيان برد فعل ملائم لخطيئة آدم الأولى ، وكأن خلق آدم قد (أوجد) للإله النصراني إشكالية كبرى والبسه رداء الحيرة كما تنص على ذلك أدبيات المسيحية في القديم والحديث ، وهو اثبات الصراع الذاتي لصفات الإله وإراداته بين حتمية القصاص وحبه للمغفرة ! ولما كان هذا الصراع حادثاً مستجداً على إله النصارى فقد استغرق في تدويره بين جنبات الحلول طيلة قرون طويلة بحثاً عن الحل (الأنسب) للجمع بين (الحاجتين) ، فعقيدة النصارى لا ترى بأساً في تسيير كل أعمال الإله على نحو يرتبط بحاجته للفعل من خلقه ، وحاجته لرد الفعل من نفسه ، وحاجته لإستقرار الأمر على نحو يحقق به صفاته المتعاركة ، وهذه الحاجة تزيد الأمر إلتباساً خاصة إن كانت في حق (إله) موصوف بالقدرة والعلم ، لأن مفهوم الإله يجب ألا يحمل في وصفه تعارضاً بين صفاته على نحو يفضي إلى الحيرة والتردد بهذا التصور الساذج ، ولا أن تحوله الحوادث المستجدة إلى (حائرٍ) يستجدي الحلول من خلقه ، فالتصور المطروح يتنافى مع أبسط التصورات العقلية عن مفهوم الإله الكامل.

ثم إن إشكالية التعارض بين الإرادات والصفات الذاتية لهذا الإله (أجبرته) بشكل حقيقي على اللجؤ لحلول قد بدا فيها مقهوراً ساقته مقصلة الضرورة إلى سخافة لم يعرفها التاريخ قبل هذا. فقد تعددت حاجات الإله النصراني للدرجة التي اضطر فيها للتحول إلى (ناسوت) انساني بكامل نقائصه البشرية لكي يفهم ويشعر بمعاناة المخلوق الذي أصابه بالحيرة بعد أن خلقه ليحبه ويكرمه فغذا به يصيبه بصداع لا شفاء منه إلا بأن يترك ملكوته ويتلبس بناسوت المخلوق. الإشكالية الجديدة المترتبة على هذا الفعل (الإلهي) أنه أثبت من جهة أخرى قدرة منزوعة الأثر لهذا الإله ، وألبسه تاجاً من الجهل بخفايا المخلوقات التي من المفترض أنه قد خلقها بيديه ، فبعد أن أرهقه المخلوق تكيراً وحيرة ، إذا به يثبت له الجهل بالصنعة والغياب التام عن علمه بمن خلق ، فظهر الإله في علاقته مع الإنسان وكأن المخلوق قد خلقه إله آخر غيره فإذا الإله يجهل معاناته وشعوره ونقائص المخلوق بمعزل معرفي تام ، وغياب أبدي للقدرة على فهم هذا المخلوق للدرجة التي جعلته (يضطر) للهبوط من علياء ألوهيته إلى حضيض بشرية هذا الكائن ، ليشم دنسه ويلمس عيوبه بأدوات حسية قد خلقها لهذا الغرض ،و كأن الإله لا يقدر على الإحاطة بمن خلق علماً إلا بأدوات حسية كالشم واللمس. ثم ياليت حاجته قد وقفت عند عتبة المعرفة المكتسبة والتي كانت مسبوقة بجهل ، بل تعدت (حكمته) هذه العتبة لتختار من بين كافة الأحاسيس الإنسانية والمشاعر البشرية إلا تلك التي تعبر عن الضعف والمذلة والمهانة لتتذوقها وتتلبس بها ، ثم إنه تمادى في سبر غور الثقوب البشرية السوداء .. فاختار من بين مشاعر الإنكسار البشري ما كان مصحوباً بالإهانة ، وتسلط العدو ، واليأس من النصرة ، والتماهي في الشعور بالذنب المفرط ، وتأنيب الضمير الإلهي ، واستحضار رغبته اللحوحة في العفو مع فقدانه القدرة لاصطدام تلك الرغبة مع صفة أخرى اكتشف فجأة أنه يملكها وهى وجوب العدل والقصاص ممن ارتكب الخطيئة الأولى. وهو إذ لم ينس الخطيئة الأولى لأنه فيما يبدو قد جرى تصويره في أدبيات النصارى على أنه مفعم بالإنفعالات الشخصية التي يتصف بها البشر ، ومنها أنه قد يطغى عليه احساسه بأمر على إدراكه لأمور أخرى ، وأن يرهقه الجمع بين صفتين يملكهما على نحو تتجلى فيه القدرة ، فنرى أنه لم يقدر على تصور أي سيناريو أبسط من هذا للجمع بين صفاته المتنافرة ، فلم يقدر إلا على إهانة نفسه ، وأن يمسح بكرامة ابنه أقدام أعدائه ويرفعه على صليب تنكيلاً وتعذيباً ، في مشهد عبثي يدل على حيرة الإله النصراني في التعامل مع هذا الموقف المحير الذي فرضه عليه المخلوق الإنسان فرضاً بخطيئة كانت خارج حسابات الإله !!

(الإله) من المفترض أنه يملك ملكوت السموات والأرض ، يقدر ولا يعجزه شئ ، ويخلق أعداءه قبل أولياءه ، إلا أنه في أعلى أدبيات العقائد النصرانية ظهر وكأنه قد ربط نفسه في تسلسل مازوخي غريب ، مشرب بالجهل ومحفوف بالمغامرة في كل خطوة من خطوات تنفيذ (مخطط) العفو ، وربما كان العنصر المفقود في هذه الحبكة الدرامية الشاذة هو عنصر الحذر والتشويق .. وهو أمر كنا ننتظره من كتبة الكتاب المقدس لكي تكتمل كافة مثالب البشرية في كينونة الإله العاجز. والحقيقة في أبسط صورها أن الأوصاف التي وُصف بها هذا الإله ، وتفسيرها لم يكن إلا محاكاة فاشلة لمفهوم (الحاجة الإنسانية) فخرج الأمر بشئ يشبه (الحاجة الإلهية) ، وهو أمر يبدو لكل متفحص ليس إلا وصفاً دقيقاً وعميقاً لبشرية ناقصة معبأة بالشوائب ، وليست إلا رسماً لإنسان حقيقي يجهل ويمتحن ويطارد ويعذب و يقدر عليه أعداؤه ويصلبوه ويرفعوه دون مقاموة منه ، دون تقديم التفسير العقلي المناسب عن سبب كون هذا الكائن الموصوف إلهاً يجبر على أهانة نفسه ، فلو افترضنا أن خطيئة آدم كانت بمثابة (الإهانة) للخالق ، فإنه قد ألزم نفسه في طريقة حصول العفو وتحقيق المغفرة بناقض ما يصبو إليه ، إذ أنه عرّض نفسه (طواعية هذه المرة) لإهانة جديدة ليتسنى له أن يغفر الإهانة الأولى ، وجثا على ركبتيه وزحف على بطنه تنكيلاً بنفسه رغبة في العفو عن مخلوقه ! ..فإن لم يكن هذا العبث هو التناقض الذي تنفر منه العقول فما هو إذن !!

عناصر الصورة التي رسمت عبر قرون عديدة لإله يحتاج لخلقه ويتوعدهم بالعذاب إن هم لم يعينوه في مهتمه ، فيحققوا له ما أراد ويؤمنوا بعذابه لنفسه فداءً لأرواحهم من عذابه لهم ، فهو يعذب نفسه كي يؤمن خلقه بعفوه ومن لم يؤمن سيعذبه بنفسه ، هذه الحلزونيات اللامنطقية تملؤ عقول المفكرين بالإحباط ، خاصة إن كانت تلك العقائد تروج في كل أرض على أنها مبهمات متبوعة بالكف عن السؤال ، عقائد ينقصها العديد من الربط المنطقي لا تجد له تفسيراً عند أحد ، لا في كتاب مقدس ولا عند عالم لاهوتي ولا قسيس يقود الصلوات ، ولئن فكر شيطان في أن يرسم للإله صورة غاية في القبح في عقول البعض لما استطاع أن يرسم شيئاً أكثر بشاعة وأعلى تناقضاً من عقيدة النصارى ، ولا يقدر على أن يخدعك بتصور يستطيع أن يقدح فيه بهذا الإله أكثر مما فعله الإله بنفسه في نفسه ، طواعية ودون الحاجة لتخطيط من عدوه وخصومه.

ومن الطبيعي أن جمهور النصاري المفكرين والمثقفين منهم خاصة قد عانوا كثيراً من هذا التارث الصادم لعقولهم وملكاتهم الفكرية ، فإذا أراد واحد منهم أن يعقد اختباراً عقلياً نقدياً لمحاور هذا الدين وللأسس التي يقوم عليها ومتطلبات العقيدة المطروحة فإنه لا يقدر على تمرير هذا الفيلم الكارتوني دون رفض لبعض أصوله أو فروعه البارزة ، ودون الدوران حول محور الغامض غير المفسر ، والمتناقض غير المعتبر ، والمبالغة التي لا تقبل ، واقتراف الأمور التي لا يرتضيها البشري لخاصة نفسه وأبنائه ، فضلاً عن أن يتبناها إله كامل موصوف بالجلال كوسيلة وحيدة تفتق عنها ذهنه ولم يملك أن يتصور غيرها ، ولم يقدر على توقيع رحمته ومغفرته إلا من خلال الزحف على بطنه أمام خلقه ، فإن الإنسان لا يرضى أن يمكّن عدوه من نفسه فضلاً عن أهله وولده ، حتى وإن كان ظاهر القول فيه أنه قد يفعل ذلك لضرورة أو حاجة قصوى خارجة عن حدود قدرته قاهرة لذاته وإرادته ولا يملك سواها لتحقيق مأربه أو لدفع الضر عن نفسه وأهله ، فإن كان ذلك أمر قد يتصور حدوثه في المخلوق الذي لا يملك ، وتحقق في الكائن البشري محدود القدرة خاوي الإرادة ، فكيف يعقل ذلك من الخالق الأعظم ، ممن خلق عدوه وحبيبه ، ممن يقدر على تسيير الامور كيفما يشاء ، ومن لا تقهره الحاجة ولا تخرق الضرورة ناموسه. فلا يقول عاقل أن أي انسان لو استطاع أن يتجنب فداء نفسه وإهانة ولده وتعرضه للسخرية والبطش ، خاصة إن كان عدوه أقل منه قدرة وقوة ، بأن يفعل شيئاً آخر ، ويختار القهر لذاته على أي اختيار آخر أبسط من ذلك وأحفظ لكرامته وأكثر صيانة لهيبته ودون الزج بابنه في معركة يهان فيها ويحقر دون طائل من فعل التعذيب ، فالمثير للدهشة أن التعذيب والإهانة التي لحقت بالإله النصراني كانت أمراً (ضرورياً) مطلوباً لذاته مقصود الحدوث لتحقق العفو والغفران ، فلو كان الغفران هو المطلوب لذاته لتحقق دون الحاجة لقصة الصلب والفداء ، فكيف لا يقبل الإنسان أن يحل اشكالاته ويقضى حاجته بأقل كلفة معنوية ومادية إن توفر له ذلك بحسب قدرته ، ويرضى بما هو أعظم شناعة من ذلك رغم أن المطلوب تحقيقه في الحالتين واحد لا اختلاف فيه ..وهو تحقيق العفو والمغفرة ، في الوقت الذي يرضاه الإله النصراني لنفسه وولده ، ويفضل العذاب على يد أعدائه راجياً اياهم أن يطلبوا منه العفو عنهم فيما بعد بعد أن يعود لملكوته ! كيف يستقيم لدى كل ذي عقل أن أعفو عمن أملك أمره بيدي بأن أقوم طواعية بتمليكه أمري ؟ كيف يمكن تمرير فكرة مركبة التعقيد ومليئة بالدهشة في ترك الإله شغله وتدبيره وملكوته ليتفرغ لواحد من خلقه .. صغير لا يذكر في بحر ملكوته .. هو أقرب إلى اللا شئ إذا ما قورن بعظمة الكون وما فيه من آيات ، وياليت التفرغ كان تفرغ إحاطة من منطلق القدرة ، أو تفرغ تدبير ينطلق من العلم ، أو تفرغ قضاء نابع من السيطرة على مجريات الأمور ، معبر عن التفاوت الهائل بين حجم الخالق والمخلوق ، بل كان تفرغ (مغامرة) يفتقر إلى إعداد وتضحية لا تبرير لها من عقل أو منطق إن توفر البديل الذي لا يحتاج لمثل هذه التضحية ، محفوف بالإنكسار الذي لا يعقل وجوده في إله كامل الصفات ، ليخرج علينا بإعلان مفاده محصلة ساذجة ، قد تحقق معها مطلوب يفتقر إلى التفسير ويخلو من الوجاهة ، بأن حصل المطلوب وقد غفرت لكم !

عقدية النصارى لم تحترم عقل القارئ اللبيب ، وصدمته بكم هائل من المبهمات التي لا تقبل التفسير والمتناقضات التي تقبل الجمع ، ووضعت خطوطاً حمراء أكثر كثيراً من تلك الخضراء ، ودعت جمهور المتدينين إلى تغليق العقول وشجب السؤال ووأد مادة التفكر ، وهى مجموعة من القوادح التي تطالب الإنسان بألا يفكر في الحدث ، ثم تترك خياله ليسرح به في منطقة ما وراء الحوادث كيفما يشاء دون ضابط ، لذا تجد أن كل نصرانى يملك رؤية ذاتية نابعة من تصوره الشخصي لهذا الدين ، وكل منهم يمثل رؤية قائمة بذاتها في تصوره لدينه وعقيدته ، ولا إلزام لرؤية على غيرها !

حين رأى نصارى الغرب في قرون الظلام الأوروبي أن فرارهم من التناقض لا يؤدي بهم إلى شئ ، فلا مأوى من عقل يربط ويفسر ويفهم ، ولا ملجأ من نص محكم يجيب على التساؤلات دون حيرة ، وإنما مساحة شاسعة من الفراغ بعد هذه العقائد المطروحة تترك صاحبها بين أمرين ، إما الإستمرار في الإيمان بدافع عاطفي ، يستفز مشاعر المعتنق لهذا الدين ويستدر ايمانه بتهييج مشاعره ، وذلك بحديث عن الفداء والعفو وصورة الإله المطارد المصلوب الذي أتانا لينصرنا ويعفو عنا فخذله أعداؤه وعذبوه ، وهي صورة ولا شك تجعل أولئك الذين يفكرون بعاطفتهم يُستدرجون بعفوية إلى تبني هذه العقيدة وسكب الدموع مع الباكين دون مرور على عقل أو فهم. أما أولئك الذين يملكون عقلاً فكان من الطبيعيفي ظل الإنتصار للعقل والمنطق أن يفروا من تلك العقائد ، والمتابع يرى أن أدبيات الإلحاد التي انتشرت بدءً من القرن الثامن عشر حتى وقتنا هذا كانت تعبر بدقة عن هذه الإشكالية ، حتى تولدت الأجيال التي لم تعقد مثل هذه المقارنات ولم تكن في حاجة إليها ابتداءً ، بل توارثوا الكفر بها والسخرية من مكوناتها بشكل كبير ، وربما الإكتفاء بانتماء صوري للكنيسة لا يفرز عملاً ولا يقوم على قناعة.

حين ترى في إشكاليات الملحدين العرب ، المسلمين منهم على وجه الخصوص ، قضايا مطروحة في كتاباتهم مثل (إشكالية العقل) والتنافر المعرفي بين الدين والعلم ، فاعلم أنه ملحد ناقل عن غيره ولا يملك قضية ذاتية نابعة من تصادم بين ما يعتنق وبين ما يراه صواباً ، بل هو جاهل بدينه أولاً ولا يعرف عنه شيئاً ، ثم هو قرأ قصاصات متناثرة من هنا وهناك ، فعقد لها محاكمة عاجلة مستخدماً في ذلك أدوات وأدلة إلحادية صدرت عن إشكاليات مغايرة ، قد يبدو فيها منطقياً أن يقابل العقل والعلم بخرافات الدين النصراني في الغرب عموماً ، أما مع التمحيص لدعوى تنافر الإسلام مع العقل والعلم فلا ترى أن أدواته يمكن اسقاطها على الإسلام بأى وجه من وجوه النقد.

عبدالله السعيدان
01-05-2011, 05:12 AM
جزاك الله خيراً وبارك عليك

لقد أتيت بما كان في نفسي وقصر عنه لفظي ..


العجب يا أخي الكريم أن تسمع بمن يتنصر من المسلمين من أبناء جزيرة العرب !!

ولو قلت ألحدوا لاستمرئت على مضض لأن الإلحاد إنما هو شكّ وحالة نفسية وليس ديانة

لكن أن يتنصروا !!
فيا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك !

وعنوانك بليغ مصيبٌ كبد الوصف !

فبحق ما أرى للنصراني من الإلحاد مناصاً !!

يندمج ربه في ابن ربه
ثم يصلب ابن ربه الذي هو ربه !
إذن الحاصل أن ربه صُلب !

فلا رب له !


نسأل الله أن يعافينا ويحسن ختامنا

ويكتب أجرك

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
01-05-2011, 05:36 AM
أما أولئك الذين يملكون عقلاً فكان من الطبيعي في ظل الإنتصار للعقل والمنطق أن يفروا من تلك العقائد
لو فهمت هذه العبارة جيدا لفهم سبب الإلحاد تماماً في الغرب الكافر

براءة
01-05-2011, 05:43 PM
جزاك الله الخير

عبدالله الشهري
01-07-2011, 07:30 AM
وهذا هو عين ما قرره شيخ الإسلام في غير موضع من كتبه مثل كتاب (الفتوى الحموية الكبرى) وغيره ، فقد نص على أن بقاء الناس على العقل أهدى وأصوب لهم من اعتمادهم على فهم محرّف للوحي.وقد أعاد هذا المعنى الألماني المسلم مراد هوفمان في كتاب (Religion on the Rise) ، ص 12 ، وبين هنالك أن علماء التنوير لم يكونوا ملاحدة بالمعنى الاعتباطي وإنما ثوار على تحريف وتزوير الكنيسة. و خير شاهد على كلامك من العصر الحديث الملحد ريتشارد دوكنز، فقد ذكر في كتابه (The God Delusion) أنه سيقتصر في تبريره للإلحاد على نقد النصرانية بشكل خاص.

أدناكم عِلما
01-07-2011, 01:54 PM
بارك الله فيك ولك
وأنا لو كنت نصرانيا لاسلمت :-)

يحيى
01-07-2011, 08:23 PM
بارك الله فيك ولك
وأنا لو كنت نصرانيا لاسلمت :-)
أنت فعلا ذكي أخي أعلانا علما. :)):

@@الفارس مفروس
الأستاذ الفاضل, نشكرك على الموضوع و جعله الله في ميزان حسناتك يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

أخي أنا أختلف معك جملة و تفصيلا في إستنتاجك هذا, فلا يمكن عقلا أن ينتقل الإنسان من الأعلى إلى الأدنى أو من الأفضل إلى المفضول, لماذا؟ عندما نريد أن نقرأ أي مقولة/فكرة هرمية فنحن في الحقيقة لا يمكن أن ننقضها أو ننتقدها بطريقة تجريدية عكسية (من الأعلى إلى الأسفل, و الأسفل هو الأساس, صحيح؟), بل المنهج الصحيح هو نقد هذه الفكرة أو المقولة بتجريد بنائي أي نبدأ من أساس البناء, إذ أن أساس العقائد الربوبية كلها بما في ذلك النصرانية هو الإيمان بالرب, أليس كذلك؟ إذن لا يمكن أن تترك النصرانية لتصبح ملحدا, ممكن تترك النصرانية لتبحث عن ما هو أفضل, لكن أن تختار الإلحاد؟؟ لا لا, غير ممكن!!

الإلحاد يا أخي موقف نفسي, أو سخط على الظروف التي تنتجها البيئة الاقتصادسوسيوسياسية و هذا السخط في حد ذاته هو سبب الصراع الذي كان قائما بين التنويريين و النصرانية, في الحقيقة بين التنويريين و النصرانية المؤسساتية (الكنائسية), و إذا نظرت بشكل موضوعي إلى تلك الانتقادات التي تسمى بالعقلانية و المنطقية فأغلبها إشكالات موجودة في عقول التنويريين ليس إلا.

ممكن نجد بعض التناقضات في النصرانية لكن لا تجدها في أساس النصرانية, قد تجدها في أعلى البناء و هذا ممكن, لكن النصراني العاقل لا يترك عقيدته هذه إلا إذا جاءه ما هو أفضل بدءا من الأساس, لماذا؟ هناك دائما إحتمال أن تكون تلك التناقضات في رأس الإنسان, و بما أن النصراني آمن بالرب و بحاجة البشرية إلى رسالة ربانية ثم -و الأهم- من الأفضل عقلا أن تأخذ "دعوى كبيرة جدا" بحجم ما تدعيه النصرانية من وجود الملكوت بعد الموت بجدية لأنه هناك إحتمال أن يتحقق ذلك و ثم أنت لا تخسر أي شيء إن لم يتحقق. النصراني العاقل إذن لا يترك الإيمان ليعتنق الإلحاد حتى و لو كان يقتنع بالتناقضات التي يجدها في عقيدته بشرط أن لا تكون في الأساس و أساس هذه العقيدة أفضل من أساس الإلحاد.

الخلاصة: النصراني العاقل لا يترك إيمانه النصراني ليعتنق الإلحاد, لكن عقله هذا لا يكتمل إلا إذا آمن بأنه ممكن أن يكون على خطأ, و أن يؤمن بإمكانية وجود معتقد أفضل, إما داخل النصرانية من الفرق أكثر توحيدا أو في دين آخر, فإذا فعل النصراني هذا فهو شخص عاقل و من وجهة نظري الشخصية الإسلامية يكون قد وصل إلى نصف الحقيقة لأنه شخص منفتح و يبحث عن الحقيقة و ليس هناك تناقض بين الحقيقة و البحث عن الحقيقة لأن الحقيقة كاليقيين مراتب و درجات.

و أخيرا, أقول من يريد فعلا أن ينتقد النصرانية فليترك القز و اللزق من "المفكرين" الاوروبيين في انتقادهم للنصرانية -تلك الانتقادات التي تتظاهر بالمنطق و العقلنة- ثم يركز على نقد النصرانية:
1) من داخل ما تبقى من كتبهم و فيها الكثير ينقض التثليث مثلا ..
2) في حوارات لإثبات صحة ما عندهم من المنقولات ..
3) في شرح عقيدة الإسلام لهم ..
و هذا هو الطريق الصحيح, أما 'التنمنطق' فلو تقابل أحد هؤلاء مع نصراني فيلسوف منطقي متمرس فسيلعب و يدور بكل محاولاته التمنطقية و العقلانوية كريشة في مهب الريح.

memainzin
01-08-2011, 11:08 AM
عنوان الموضوع ملفت ومستغرب ولم أستطع بلعه !
وتسائلت
ولو كنت بوذيا
ولوكنت مجوسيا
ولوكنت يهوديا
ولوكنت ملحدا
ولو كنت أى من ذلك لأسلمت
كما قال أخى أدناكم علما
ولو كنت نصرانيا لأسلمت
إن الدين عند الله الإسلام !!
وجزاكم الله خيرا أساتذتنا الكرام

elmorsy
01-10-2011, 12:33 PM
تحيه طيبه الى كل الزملاء الكرام:emrose:
انا ارى ما طرحه الزميل العزيز ..موضوعى الى حد كبير ..الى انه لايمكن ان يكون المبرر للألحاد
ولى رأى مغاير للزملاء الكرام الذين عقبوا..وذلك سأوضحه فى السطور القادمه..الزملاء من وجهه نظرى(هونوا الامر كثيراً)
من السهل على اى انسان اذا لم يعيش التجربه ولم يعيش فى تبعياتها من حيره ان ...لا يستشعر الامر على حقيقته

البعض ..ظهر فى مظهر (غير واقعى)..بأنه لو كان نصرانى سوف يدخل الاسلام بعد ان يترك المسيحيه(هكذا بكل سهوله!)

وانا اقول لك (بسيطه)..وليست صعبه..اذا كنت تريد ان تعرف هل المسيحى عندما يجد دينه (غير عقلانى)..سيذهب الى الاسلام
ما عليك ان تفعله ان توقف اى انسان (مسيحى) فى اى مكان..وتسأله عن الاسلام..ستجد (الصوره عنده مشوهه الى ابعد حد من الممكن ان تتخيله)
فواقع الامر (اصعب ) من ما يصوره بعض الزملاء الكرام ...
ومن لم يعيش التجربه من السهل عليه ان يتصور الامور (ببساطه )وكأن الامر (اشبه )..بالتنقلات الشتويه..للاعبى كره القدم:):!..
فى حقيقه الامر ان الكثير من المسيحين فى الغرب والشرق ايضاً...تربوا وترعرعوا على (مفاهيم مضاده للأسلام)...ومفاهيم فى اغلبيتها مغلوطه..) كل شىء عن الاسلام عنده (مشوه) لايعرف عنه سوى ما يمليه عليه (آباء الكنيسه)...

وهذا ما دفع الغرب الى وضع الاديان جميعها فى (نفس البوطقه الخرافيه) بجانب ديانتهم الاصليه
لأنهم لايعرفون عن الاسلام سوى ما هو (اسواء) من ما يعرفونه عن المسيحيه
واكيد ما فعلوه هذا خطاء ..وليس مبرراً لألحادهم..ولكن الكثير منهم ذهب به عقله الى غياهب الشك والسفوسطائيه
والقليل جداً الذى نجا من هذه (المتاهه)....بل يمكن عدهم على الاصابع..وعلى رأسهم (ديكارت)
إلا انه وقع فى خطاء ايضاً بالرغم من ايمانه بوجود (الله)..وهو من القلائل الذين انقذهم عقلهم من دوامه السوفسطائيه
لكنه آمن فى النهايه بصوره (إله)..(خلق الكون وقطع علاقته معه)..خلق العالم وتركه!..اى ان عقله ايضاً وقع فى متاهات لا حصر لها
..وعلى الجانب الآخر تجد من سار على نهج اليونانين ..واعاد احياء فلسفتهم الماديه
فمنهم من ذهب الى الشك الكلى المطلق ....كـــ(هيوم..) والشك الجزئى(باسكال)
ومنهم من الحد وذهب الى عباده الماده ....وعلى ذلك فأن من يغفل القدر الكبير فى ما فعلته المسيحيه من (جنون عقلاء اوروبا)!
وشتات عقلهم !..فهو يهون الامر كثيراً..
فأن ما فعلته المسيحيه (بمن يُفكر) ويتعقل الامور...هو امر شديد وليس بهين كما صوره بعض الزملاء الاعزاء
والتاريخ والواقع والتجربه هى ما تجعلنى اقول بما قلته سابقاً..مع ان ايضاً ليس هذا مبررأ لأن يعبد الانسان نفسه والماده
لكن ليس كل الناس سيكون عقله مثل عقل (ديكارت)..وحتى ديكارت نفسه بأنقطاعه عن الوحى قد صار به الامر الى (انكار الاديان!)..والى إلها سلبياً!
هذا ديكارت نفسه ..الذى سمى بمؤسس (العقلانيه الحديثه) والفلاسفه المؤمنون يقولون عليه انه من اعاد للعقل قيمته فى اوروبا
فما بالك بعوامهم!
ولكن ديكارت فعل المعقول فى البدايه فى (اثبات الخالق) ..ولم يكن مثل غيره تقوده اهوائه الى النكران والالحاد
وهذا الذى يؤخذ على الغرب المسيحى اتجاهه الى الالحاد والى (اللاعقلانيه).. وتركه (العقلانيه)وعدم محاولته البحث عن الدين الحق.....

هذه وجهه نظرى فى الامر برمته

شكراً لكم كثيراً

مع كل الود:emrose:

أدناكم عِلما
01-10-2011, 01:18 PM
الى الزميل elmorsy
كلامك هنا ينطبق على الجهلة من الناس والغافلين ولا ينطبق على من يبحث عن الحق لان الباحث الحقيقي لا ينظر الى ما يقوله الناس وانما يُجرب بنفسه ويُعمل عقله ثم بعد ذلك يقرر بعد فحص وتمعن وتدبر فاول رجل فعل ذلك في عهد النبي صلى الله عليه وسلم هو الطفيل بن عمرو الدوسي رضي الله عنه الذي حذرته قريش من سماع الرسول الكريم حتى لا يتاثر بكلامه وفي بادئ الامر سمع لهم ووضع القطن في اذنيه ولكن عندما اعمل عقله ازال القطن وسمع القول فاسلم ما اريد اقوله ان الناس اصناف واجناس منهم اللّبيب ومنهم الجاهل ومنهم الغافل ومنهم المعاند وغير ذلك فلا يصِح ان نضعهم في خانة واحدة ونجد ذلك في كثير من الامثال التي حدثت مع غربيون اسلموا فقد كانت صورة الاسلام مُشوهة عندهم الى درجة السكر ومع ذلك عندما اعملوا عقولهم اسلموا ونبذوا ما كانوا عليه وراء ظهورهم والاخوة الكرام هنا عندما يختاروا الاسلام على غيره انما يقصدون الاختيار النابع عن التعقل والتدبر والفهم وليس اختيارا عبثيا صُدفيا كاتباع الداروينية الإمّعيين اذا قالت لهم نظريتهم كذا وكذا انصاعوا لها دون بحث ولا تفكر ولا تمحيص واذا خالفت رأيها في الغد اقلعوا عمّا كانوا عليه في الامس دون سؤال عن الاسباب وهذا هو الفرق بين اصحاب البحث والتنقيب وبين الامعيين

elmorsy
01-10-2011, 01:23 PM
اى ان الامر ليس كما صوره البعض اشبه بالاتنقلات الشتويه للاعبى كره القدم !

وايضا يبدو عليك يا زميلى انك لم تنتبه الى هذه الفقره

وهذا الذى يؤخذ على الغرب المسيحى اتجاهه الى الالحاد والى (اللاعقلانيه).. وتركه (العقلانيه)وعدم محاولته البحث عن الدين الحق.....

تحيه طيبه زميلى العزيز
اذن انت تتفق معى ان الامر يجب ان يبنى على يقين عقلى نتيجه للبحث والتنقيب..وهذا ليس كما صوره البعض من سهوله!...

وهذا ما ذكرته انا فى نهايه كلامى!..واقرب مثال مثلت به هو (ديكارت)
فلا اعرف ماذا تقصد بكلامك..تسطيع قرأه كلامى مره اخرى لتفهم مقصدى!..لأن انا لم اتطرق لتبرير موقف احد بل انا اضع الامر فى موضعه الصحيح !..ان الامر يحتاج بحثاً وتنقيباً..وهذا ليس بالآمر السهل..بمعنى انى اصف وصف تحليلى(لما حدث فى اوروبا)
بحياديه..بدون تبرير ولاتهويل
لا احب ان تكون طريقه الكلام من بعض الزملاء (لمجرد الرد فقط)..ومحاوله البحث عن اى شىء يحمل مدلول خطاء فى كلام الآخر..مع انى مثلت وذكرت حقائق...ولم ابرر التبرير الذى ذكرته ولا اعرف من اين استقيته!. فرجاء التأنى..قبل وضع الرد حتى لايضيع مجهودنا فى التحاور هبائاً
شكرا لك كثيراً
خالص احترامى

إلى حب الله
01-10-2011, 01:53 PM
الأخ الكريم أدناكم علما ً..
لقد قرأت تعليق الزميل المرسي منذ ساعة تقريبا ً..
فأحببت أن أشكره على صدق كلماته .....
لأنه (((الوحيد))) في هذا المنتدى الآن : والذي يكاد ينطبق عليه هذا الموضوع
(لو كنت نصرانيا ًلألحدت) : تمام الانطباق !!!!!!..
فالرجل بالفعل كان نصرانيا ً....
ولكنه لم يستسلم أبدا ًللشبهات القاسية في عقله حول العقيدة النصرانية المحرفة ..
أو لغيرها من التناقضات واللامعقوليات في دينه ...
ولذا ...
فقد أخذ خطوة الإلحاد :
كخط (مؤقت) خارج عن الدين .................. لأنه (وبكل بساطة) :
ما زالت فطرته تنادي بوجود إله كامل عادل رحيم حكيم خبير !!!..
ولذلك قـُلت أن إلحاده كان (مؤقتا ً) .......
لأنه ما لبث (من تلقاء نفسه) : أن تركه ليقترب إلى (اللا أدرية) ............
وهي تعني ببساطة مرة أخرى عنده :
الإيمان بوجود إله ولكن :
عدم تحديد بعد : أي الديانات أو المذاهب في الأرض : هي الأصدق نسبا ًلهذا
الإله ؟؟؟...............
ولذا ..
فهو في مرحلة بحث الآن : لو يعلم الآخرون ما يـمُر به من تمحيص وتخيير وتفاضل
وقراءة : لحيّوه على مثابرته للوصول للحق بإذن الله تعالى ...
ومن هنا :
فلعلك لاحظت في تواقيعه دوما ً: الاعتراف بوجود الله عز وجل ...
وما ينقصه الآن هو فقط : اختيار أي الطرق المؤدية إليه ......................
والحمد لله : فهو قد لجأ للمسلمين يقتبس منا النور .......
والذي لن نبخل به عليه أبدا ًإن شاء الله ...
وأما الذي منعني من أن أكتب شكري له على صدق عباراته التي تعودناها منه :
فهو حتى لا يظن أني أ ُجامله أو أ ُطريه لغرض ٍما ....
والله على ما أقول شهيد ......

وأما الذي أستمتع به الآن فهو :
حُسن تدرج اختياره لصورة مُعرفه بجوار اسمه ....................:)):
فقد أعجبني تطور تلك الصور مع تطور ما يصله من نتائج وتفكير كل يوم !!!!!!!!:thumbup:
أدعو الله عز وجل أن يهديه طريق الحق : عاجلا ًغير آجل ....
وأن يُرح قلبه أخيرا ًبعد عناء السفر الطويل ........

وله مني هذه ...........:emrose:

أمَة الرحمن
01-10-2011, 02:11 PM
لو يعلم الآخرون ما يمُر به من تمحيص وتخيير وتفاضل
وقراءة : لحيوه على مثابرته للوصول للحق بإذن الله تعالى ...

و الله إنني شعرت بكل هذا من خلال كلماته التي تقطر حرارة و صدقاً و أدباً و عقلانية و مثابرة للوصول إلى الحق. و لذا سأظل أدعو له حتى يهدي الله قلبه، و سأظل أحمد ربي الذي خلقني مسلمة فتذوقت حلاوة التوحيد و الإيمان الحقيقي منذ أن وعيت على الدنيا، و سأسأله سبحانه أن يقبضني إليه غير مفتونة في ديني. و و الله صدق القائل: (إلهي ماذا خسر من وجدك؟ وماذا وجد من فقدك؟).

أدناكم عِلما
01-10-2011, 02:34 PM
ما يُعجبني بالزميل elmorsy هو صراحته التي تلازم البحث عن الحقيقة فكثير من الملحدين او اللا ادريين او غيرهم من الملل والنحل يغلب عليهم التعصب الاعمى دون بحث ولا تنقيب وهذا الصنف من الناس لا يصل مطلقا الى الحق إلاّ اذا اراد الحق لهم ذلك وهنا ارى في الزميل elmorsy مثالا يُدحض المقولة المعهودة ان الدين بالوراثة التي يُطلقها اصحاب الهوى والتعصب الاعمى والامّعيين فالزميل elmorsy وغيره ممن يبحث عن الحق والّذين وجدوه بالفعل والتزموا به اكبر دليل على ان الاسلام ليس بالوراثة كما يزعم البعض فالغرب اليوم الذي تلاطمت به امواج الالحاد وانسلاخ معظمه من النصرانية قبل ذلك أخذ مؤخرا يبحث بتعقل جدّي عن الحقيقة لانه استنفذ جميع ما لديه من شهواة دنيوية التي اراد بها الوصول الى غايته النفسية التي نسميها نحن المسلمون الروح فلم تُسعفه في شيء إلاّ لحظات سرعان ما تنقضي وهنا اريد ان انوِّه للزميل elmorsy ان الاختيار للاسلام ليس بالضرورة اختيارا فوريا دون اقتناع او تمحيص فالله يقول ويُوجِّه المؤمنون (والّذين اذا ذُكِّروا بآيات ربهم لم يخِرّوا عليها صُمّاً وعُميانا) وعندنا مقولة لا انسبها الى الرسول الكريم ( ص ) لاني لا اعلم صحة مصدرها تقول (من عبد الله على جهالة فكأنّما عصاه) فباختصار شديد من يبحث عن الحق يجده في الاسلام حتى ان اخذ منه بعض الوقت لكن في النهاية سيُسلِم ان هداه الله وصدق في النيّة

حامي الحمى
01-10-2011, 03:13 PM
اتمنى ان يكون مثل الاخ اتماكا
الذي مر بنفس تجربته
وايضا مثل الدكتور جيفري لانج الذي تحول من المسيحية الى الالحاد ثم الى الاسلام

وان يكون فيمن قال فيهم القران

لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ #
وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ # وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ # فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ


وكن على ثقة الزميل المرسي انك كلما اجتهد في البحث عن الله بصدق
فان الله سيهديك
وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ




-------------------------
قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ

أدناكم عِلما
01-10-2011, 03:54 PM
ارى والله اعلم انه باذن الله سيصل الى الحق لانه يبحث عنه ولا يمكن ان يتركه الله ضالاً إلاّ ان يهديه لانه يبحث عنه وما على المرسي إلاّ ان يقول صادقا وجّهتُ وجهي للذي فطر السماوات والارض طالبا الهداية منه مباشرة من غير واسطة فالله سميع بصير يهدي للحق من طلبه ونصيحتي للزميل ان يجلس في غرفة في بيته وحيدا من غير تأثير من احد طالبا راجيا مُوَجِّها قلبه وحواسه الى الّذي يسمع دبيب النملة السمراء في اللّيلة الظلماء على الصخرة الملساء ان يُرشِده له ويريه السبيل والطريق الّذي يوصله اليه فاذا كان الانسان اذا سُئل من ضال عن اسم شارع او مكان يُبادر ويُسارع الى ارشاد السائل فما بالك برب هذا الانسان ايترُكه في ضلاله بعد اذ سعى الى الهُدى والمعرفة والهداية ؟؟؟ حتما لا والف لا والله يقول (أُدعوني استجب لكم ) وفي الحديث القدسي (من تقرب الي باعا تقربت اليه ذراعا ومن اتاني يمشي او ماشيا اتيته هرولة) او كما قال ( ص ) واذا قال العبد المطيع ربي قال الله لبيك عبدي واذا قال العاصي او الضال ربي قال الله لبيك لبيك لبيك عبدي فبادر زميلنا المرسي حتى يفتح الله لك باب الهداية فتسعد في الدنيا والاخرة ابدا وهذه فرصة لا تُتاح للكثيرين من الناس لبُعدهم عن الله وطلبهم للدنيا الزائلة

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
01-11-2011, 04:18 AM
الإخوة الفضلاء الموضوع ظاهر وواضح !!

فكاتب المقالة غفر الله له لم يقصد ترك النصرانية والدخول في الإسلام بادئ الأمر ، وإنما قصد أن تحريف النصرانية وتناقضها مع العقل الصحيح كفيل بأن تجعل أتباعها يشكون في صحتها بل ويجزمون ببطلانها مما يعني دخولهم في نفق الإلحاد قبل معرفتهم دين الحق ، فكأنه نكاية بتلك المعتقدات الباطلة سوف يلحد ليبرهن لغيره أن الأمر لا يخرج عن كونه ألعوبة بشرية مصطنعة وأن أتباعها جهلة كالحمير ....

يحيى
01-11-2011, 08:28 AM
لا يا أخي محب أهل الحديث, أرجوك ركز معي جيدا, إن هذا الكلام الذي تقول به مجرد رأي لا ينبني على أي حقيقة معقولة مقبولة, إذا كنت تشك في النصرانية الكنائيسية لأسباب سياسية فقط فأنت أمامك فرصة لتنادي ب Sola scriptura كما فعل الاصلاحيون البروتستانت, أما إذا كنت تشك في تفاصيل النصرانية بسبب تناقضات فيها فهذا عقلاً لا يبرر تركك لكل معتقدات النصرانية خصوصيا الربوبية + الحاجة لوحي من الرب + اليوم الآخر و قس على هذا. التناقضات في النصرانية لا تبرر الإلحاد, فنحن جيمعا نعلم أن النصرانية ليست كلها باطلة من الألف إلى الياء, هناك مخرج إلى الايمان بأحد المذاهب الأخرى كذاك المذهب الآريوسي الذي كان عليه العالم الانجيلزي المشهور اسحاق نيوتن, أو غيرها. بل العقل الصحيح يحتم عليك أن تؤمن بالنصرانية رغم التناقضات التي فيها ما دام أنك لم تسمع بما هو أحسن أو لم يصلك ما هو أحسن و هذا على أساس رهان باسكال Pascal's Wager.

إذا كنت تبرر ترك النصرانية لاعتناق الالحاد لأن العقل المجرد وجد تناقضات أو أشياء غير مقبولة في بعض تعاليم النصرانية فأنت ربما قد تبرر للنصراني بقائه على النصرانية بدل إعتناق الإسلام لأن هذا النصراني بحث في القرآن فوجد فيه ((فاضربوهن)) فقام يفهم 'الضرب' هذا بعقل معوج و مشاعر أكثر إعوجاجا, ثم بعد ذلك بحث في كتابه المقدس و لم يجد (الضرب)؟؟

لا لا, ما هكذا تورد الإبل يا سعد, بل يجب أن لا ننساق وراء تبرير إلحاد الغربيين لا لشيء إلا لأننا نختلف مع النصارى, لا يا أخي, لكل مقام مقال و لا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا. ما حدث للدين الكنائسي في تاريخ الغرب يمكن أن يحدث للدين المؤسساتي الاسلامي (إن لم يكن الآن قد بدأ, و إلا فسر لي ظهور الليبيرالين في أقدس بقعة في الأرض), فسر لي كيف يُعقل أن تجد هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحيث ان السلطة تجلد و تعاقب و تسجن و الشيخ 'الناهي عن المنكر' (على حد قوله) يشرع الجلد و ""الحرابة"" بإسم الإسلام!! هل الدولة عادلة و تطبق الاسلام و تنقح مناهجها التدريسية من التحريف و الانحلال, و قنواتها الاتصالية السلكية و اللاسلكية من الشبهات, و تصفي المجتمعات من الرذائل, و تحقق كرامة الانسان بفرض الزكاة و العدل في الحكم بين الغني و الفقير بين الحاكم و المحكوم, و و .. حتى تذهب أنت كشيخ رسمي إلــــــــــــى قضاء هذه الدولة و تستكلب القضاء على رجل بإسم "الردة" و "الخروج" و "الحرابة"؟؟ الردة يا شيخ لها معنى في دولة إسلامية تسيس بالاسلام وتحقق العدالة و تنهى عن الفحشاء و المنكر و البغي, و ليس في دولة دستورها رموا فيها كلمة تسمى "الاسلام". كيف يُعقل هذا؟ طبعا سيحدث في العالم الاسلامي ما حدث في الغرب إذا كنت تعي التاريخ "و" تفهم النفس البشرية 'و' ما دام الإسلام يُسيس من طرف دولة لا تُسيس بالاسلام. هل تفهم قولي أم يجب أن أشرح لك بأمثلة؟؟ نعم سيحدث ذلك و ستظهر قاديانيات و بهائيات و ليبيراليات و عالمانيات و كل المخربات.

طيب, إذا كان الأمر كذلك, فلماذا لا يذهب هؤلاء الذين يتأذون نفسيا و يبحثوا عن الحل في الاسلام بدل الانظمة الباطلة؟؟ أي إسلام يا أخي؟؟ إن الدعوة المنتشرة كلها تبرر للسلطة مواجهة المعارضيين فقط لأنهم يحملون فكرا "آخر", فبدل أن يقوم اهل الدعوة بمساندتهم أو على الأقل السكوت و عدم التدخل, يساندون السلطة و يبررون لها, لكن إذا طالت يد السلطة أحد منهم, بكوا و هلكوا الدنيا بانتقاداتهم.. ثم أي دعوة؟؟ إن أغلبهم لا يعرف إلا التكفير و التمزيق و التبديع و التصنيف, فهل يرجى منهم خيرا؟؟

إن الحل الوحيد الذي يمكن أن يقف ضد حدوث ما حدث في الغرب هو إما العلمانية الخالصة (حتى دين الدولة: الاسلام من الدستور يحذف) و إما الإسلام الصحيح المحاور العادل الذي يعترف بحق المعارضة و التعددية الفقهية و يعمل بفقه الأولويات.

يجب أن نتعلم من التاريخ و نعمل جاهدا من أجل فهم النفس البشرية و كيف تتأذى لنفهم انقلاب الغربيين على كنائسهم, و الرجل العاقل لا يواجه الفكر إلا بالفكر و ليس بالاضطهاد و "الحرابة" و "الردة" في دولة لم تحقق لشعبها أدنى مستويات المعيشة و الكرامة, و خذ الثورة الايرانية كمثال, هذه الثورة التي قادها الاماميون الخمينيون كانوا جنبا إلى جنب مع مجاهدي خلق الماركسيين و باقي الحركات الشيوعية الأخرى, لكن الخميني تركهم يعملون في كل حرية و واجههم بالفكر فقط, لكن عندما أحس الماركسيون بضعف فكرهم و حججهم أمام قمم جبلية من المفكرين كشريعتي و المطهري و الطبطبائي و غيرهم حاولوا أن يكسبوا المعركة بالعنف فقاموا بتنفيذ عمليات عنفية ضد المفكريين الاماميين آخرها كان يحضرها أغلب المفكريين حيث انفجرت قنبلة ادت بحياة الكثير منهم و في هذه الحادثة فقد إمام ايران الحالى علي خامنئي يدهم اليمني (فهو كما تعلم له يد اصطناعية), و عندها وجد الرافضي الخميني حجة واقعية معقولة ليبرر مواجهته الماركسيين بالاسلوب الذي بدأوا به... هذا مع العلم أن المذهب الشيعي أكثر المذاهب بعدا عن الاسلام الصحيح, فكيف سيكون الحال إذا ساد الاسلام المنفتح المتسامح الذي يحقق العدالة و الاحسان و الكرامة؟؟ لاشك ان المسلمين سيكسبون المعركة بالفكر و الفكر وحده لأن المذاهب الفكرية الباطلة واهية و ضعيفة أمام الاسلام و حججه, و اعلم يا أخي أن الإسلام يسود في الحرية و يحقق الحضارة في ظل الحرية و الكرامة, و ها هي تركيا الآن خير دليل كلما كثرت الحرية عاد الناس الى الاسلام و تركوا العلمانية الاتاتوركية و انتشرت المظاهر الاسلامية و تربعت الكتب الاسلامية الدينية على قائمة المبيعات, و نفس الشيء حدث في المجتمعات التي كانت في قبضة القومية العربية..

أدناكم عِلما
01-11-2011, 11:39 AM
لا تحتاج المسئلة برمتها الى شرح مفصّل وتدقيق بالكلمات لاختيار الحاد على نصرانية او غير ذلك فالله جعل في الانسان بوصلة توصله اليه مهما كان حوله من مؤثرات ومعوِّقات وموانع من تشويه او تعتيم او تمويه وغير ذلك فالفطرة التي فطر الله الناس عليها كفيلة بان تاخذ اي انسان الى رب الاكوان لو احسن استعمالها وذَبَّ عنها شوائب وعوالق تُحيده عن نقائها ولنا في الانبياء خير مثال فابراهيم عليه السلام بحث عن الله من خلال فطرته وليس فقط من خلال عقله والرسول الكريم ( ص ) تعبّد في الغار قبل النبوة من خلال فطرته والامر كله كذلك فالانسان مهما شرّق وغرَّب بحثا عن ديانة الحق فالمحصلة والنهاية ستُوجِّهه فطرته الى الاسلام لانه دين الفطرة والعقل ولذلك نجد كثيرا ممن اسلموا واعتنقوا كل الديانات قبل الاسلام يؤكدون ان فطرتهم هي التي قادتهم اليه الا ترون كم من تشويه وتدليس يحدث في الغرب ليل نهار بلا انقطاع ورغم ذلك ينتشر الاسلام وحتى اولاءك الذين كانوا الدَّ اعدائه اصبحوا في معيّته ؟؟؟

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
01-11-2011, 05:28 PM
الأخ الفاضل يحيى وفقه الله ونضر وجهه في الدارين وزاده علما وفهما وعملا ...

أولا أخي الكريم أنا قلت ما عندي فأنت لك توجهاتك ولك رأيك ولا أحد يلومك وحبذا لو تراسل الأخ كاتب المقالة فهو أدرى ما قال وما قيل ...
أما بالنسبة لردي أعلاه ففيه إجمال مخل وردك فيه تفصيل أتفق مع بعض وأنكر بعضه ولا حرج من مناقشة الأمر بكل شفافية وفي النهاية كل يدلي برأيه ويسوق حجته والله يحفظك ويرعاك ...
أنا أخي الفاضل لم أقصد بكلامي تناقضات سياسية أو لوثرية مع الكنائس والرهبان وأشباههم ، ما عنيته هو أن التناقضات الموجودة في أصول الدين النصراني الوثني كفيلة عند كل ذي لب بجعله منسلخا من الدين جملة وتفصيلا ، وهذا الذي أتكلم عنه هو عدد قليل جدا بالنسبة لعدد سكان العالم والذي يؤمن أكثرهم بطريقة أو بأخرى بوجود إله متصرف قادر مالك رازق ..
أنت تعلم أن العلمانية مرت بمرحلتين في تطورها التاريخي ، مرحلة كانت أشبه بمبدأ التقية تظهر الموالاة للكنسية وتنتزع منها سلطانها بالتدريج ولا تتحداها ، ثم إنتقلت إلى العلمانية المنابذة والتي دعت إلى رفض الدين جملة ، وإلى الإلحاد صراحة ، وفي النهاية أصبحت العلمانية بنوعيها إما فصل الدين عن الدولة ، وإما إنكار الدين والدعوة إلى الإلحاد ..
فكما قلت بأن ردي أعلاه كان مجملا مخلا في معناه ، فتناقضات الكنيسة وتعاليمها المحرفة وبدعها المحدثة كمهزلة صكوك الغفران وتكفير الذنوب تجعل العقل الطبيعي يمجها ويسخر منها وهؤلاء أقلية بالنسبة لغيرهم كما أشار الأخ فارس كاتب الموضوع ، وكان رأيه والجواب عنده أنه لو كان نصرانيا لأتبع سبيل الإلحاد كما فعل من فعل ، وكلامه لا ينطبق على الجميع ، ولا يكون بأي حال من الأحوال في ظل معرفة نور الإسلام وتدراسه بالشكل الصحيح ، فأن تلحد إبتداء لا يعني أن تنظر في الأديان قاطبة ثم تقرر المصير مرة واحدة ، وفي ردك السابق في الصفحة الأولى قلت ما معناه أن الإلحاد يكون نتيجة ظروف وضغوط على منتهجي ذاك الحال ، وهذا حق ولكن لا يمكن أن نقيسه على الجميع ، فأنا هنا في أمريكا اللاتينة أعرف أن 90 في المائة من الناس منتسبون إلى الدين النصراني ولا يمتون إليه بأي صلة ، فتسأله أنت نصراني ، فيقول نعم ، وما علاقتك بدينك ، فيجيبك بأن منتسب وغير متدين وأكثر الناس هنا كذلك ، فهو كما قلت أن بطلان الدين لا يبرر الإلحاد ، فقد يكون عند أتباع الدين النصراني تؤيلات باطلة مقبولة تجعل من الدين صالحا بصفة إيمانهم بالله ، أما في حال مقالة الأخ فهي قضية عين حكم فيها بنفسه ، فقال لو كنت نصرانيا لألحدت ولم يرد تعميم الأمر ، يعني لم يقل لو كنا نصارى لألحدنا ، ناهيك عن معنى الإلحاد عنده وهذا ما ينبغي أن تسأله عنه ، فإن كان يعني بأحد شقي العلمانية وهو فصل الدين عن الدولة والعيش بحرية فهذا حال أكثر الناس في الغرب ، وإن كان يعني بالمعنى الأخير المذكور فهي كما قلنا حكاية عين يخبر فيها الشخص عن نفسه ولا يحق لك أن تلومه ....


فأنت ربما قد تبرر للنصراني بقائه على النصرانية بدل إعتناق الإسلام لأن هذا النصراني
قلنا بارك الله فيك أن هذا الحال يكون قبل معرفة دين الحق ، والإهتداء إليه ، والإقتباس من نوره ، فالملحد قبل إلحاده ربما يعجب بمغريات العلمانية وهو لا يعرف عن الإسلام شيئا ، فنشأته في بيت لا يقيم علاقة مع النصرانية ولا يرتبط معها كأغلب الناس هو بداية طريق الإلحاد ، فهو قد يتعلم من واقعه المحيط أن دينه مجرد تقاليد موروثة عن الأولين فيؤمن به إبتداء لأمر فطري كما تقرر وهو يجهل أي الفريقين أحق بالإتباع ، فريق ملئ بالطلاسم ، ومفعم بروح القدس المفترى ، وكثير التصادم مع العلم ، أو فريق توافرت فيه عوامل الجذب وقوة المؤثر وتنوع الدعاية ...


و إلا فسر لي ظهور الليبيرالين في أقدس بقعة في الأرض

هؤلاء أصلا يستوردون حلولا لمشاكل غير قائمة ، وإذا عليهم أن يستوردوا المشكلة أيضا ، وما يفعله هؤلاء الأراذل هو أنهم يريدون علمنة العالم الإسلامي ليتسنى لهم طرح الحل وإدراج التغيير ، وكل هذا بسبب التأثر المطلق بحضارة الغرب مع تأخر المسلمين ، فقضية هؤلاء أنهم يحضرون حلولا غربية لمشاكل غير موجودة عندنا ...


كيف يُعقل أن تجد هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحيث ان السلطة تجلد و تعاقب و تسجن و الشيخ 'الناهي عن المنكر' (على حد قوله) يشرع الجلد و ""الحرابة"" بإسم الإسلام!!
كلامك هنا لا يمت إلى الموضوع بصلة ، فالحال هنا هو خلل في تطبيق منهج وليس عطب في أصل الدين ولا أعلم ما يربيك من هذه الهيئات !!

ما حدث للدين الكنائسي في تاريخ الغرب يمكن أن يحدث للدين المؤسساتي الاسلامي
هذه عبارة أدعوك لإعادة النظر فيها ، فأنت أخ عاقل ما كان يجب أن يصدر منك مثل هذا الكلام غفر الله لنا ولك ...

يحيى
01-12-2011, 12:06 AM
(....)
هذه عبارة أدعوك لإعادة النظر فيها ، فأنت أخ عاقل ما كان يجب أن يصدر منك مثل هذا الكلام غفر الله لنا ولك ...
آمين أخي الكريم, بارك الله فيك على حرصك و نصيحتك, لكن ركز معي قليلا و لنبتعد قليلا عن العواطف بينما نقترب من الواقع; هناك فرق كبير بين النصرانية كدين و النصرانية كدين مؤسساتي كنائيسي, كما هناك فرق كبير بين الدين الاسلامي و الدين المؤسساتي الإسلامي, و الإنسان كضحية لواقع إجتماعي متدهور تتجمع في نفسه أزمات متعددة يتطلع بعدها إلى نوع من تحقيق الكرامة الذاتية و الترويح على النفس بكل شيء ممكن شرط أن يعاكس كل ما يلعب دورا في هذا الواقع و منه بلا شك الدين المؤسساتي (بغض النظر عن الدين أو الإيديولوجية) بكل مقوماته و من هذه المقومات هيئة أو رمز يقف ضد هذا الإنسان الذي يتأذى نفسيا في تحقيق هذه الكرامة الذاتية و الترويح عن النفس, فبدل أن توجه الانتقادات إلى المؤسسة من أجل إصلاح الواقع, ثم تحاور هذا الشخص (بدل أن تعزله, تكفره أو تستكلب المؤسسة عليه), تجد هذه الهيئة أو هذا الرمز يواجه هذا الإنسان الضحية و هنا تتشكل العقدة النفسية التي تنفر من كل شيء له علاقة بهذه المقومات, و الموقف هذا نفسي لا علاقة له بالفكر و لا البحث و لا الموضوعية.

بالنسبة للنصرانية في الغرب تجد علماء كبار من الكاثوليك, بل حتى الذين آذتهم الكنيسة كغاليليو لم يثوروا ضد الدين بقدر ما أثاروا ضد الدين المؤسساتي, لكن تلك التحليلات التي ترى تناقضات في النصرانية أو مناهضة النصرانية للعلم سببا في التحول عن الدين تحليلات إيديولوجية القصد منها الانتصار للعلمانية و مذاهبها الدهرية. و إذا كانت الكنيسة يوما ما عارضت مقولة علمية ما, فهي لم تعارض لأنها على دين النصرانية, بل لأن الدين المؤسساتي و هو الكنيسة يعتنق أفكارا معينة في فهم الطبيعة, و أي فكر آخر يناهض أو يعاكس هذا الفهم, هو مناهضة و معاكسة للكنيسة, و هذا حدث أيضا في تاريخنا فنجد الدين المؤسساتي سجن أحمد إبن حنبل و آذته لأنه قال بقول يخالف ما تذهب إليه المؤسسة في فهم طبيعة القرآن أمخلوق هو أم كلام, و نفس الشيء حدث مع إبن رشد و إبن حزم و كثير من علماء دين و علماء فكر في تاريخنا, فهل نقول أن الإسلام يعارض البحث العلمي لأن مؤسسة إسلامية سجنت إبن حنبل؟؟ لا, نفس الشيء نقوله في النصرانية.

أما التناقضات يا أخي, فأنا لا أنكرها, لكن أقول عندما نقارن الأسس نجد تناقضات الإلحاد في إعتقادهم في الرب و في القيمة و الغاية, أكثر بعدا عن العقل من تناقضات فرقة نصرانية معينة في فهم طبيعة الرب و اللاهوت, و بالتالي العاقل لا يمكن أن يترك النصرانية ليعتنق الإلحاد, بل يبقى على النصرانية في مذهب معين و لا يترك في النصرانية هذا المذهب حتى يجد ما هو أحسن, و لا يترك النصرانية حتى يجد ما هو أحسن من النصرانية.

فإنتقال غربي من النصرانية إلى الإلحاد بسبب دور الدين المؤسساتي الكنائسي في تدهو الواقع الاجتماعي, الامر الذي يخلق أزمات نفسية, هو موقف نفسي, و نفس الشيء الآن عندما نجد من يعلن الثورة ضد الكنيسية الكاثوليكية بسبب الشذوذ الجنيسي المنتشر بين القساوسة, أو من يتحول إلى الشيعة بسبب أن الدول السنية لم تفعل أي شيء بينما إيران و حزب الله يحققان (كذا كذا كما يصوره الإعلام), هذه مواقف نفسية, نجدها في كل إيديولوجية تُؤسس و في كل دين مُؤسس في واقع إجتماعي متدهور, مع بعض الفورق و لاشك تعود إلى طبيعة الايديولوجية و الدين. هذا التحليل النفسي غير كافي لفهم التحول كله, فنحن لا نفهم إعتناق العرب للشيوعية أو الليبيرالية أو الشعية أو غيرها من الملل الباطلة من زاوية سيكولوجية فقط, بل الجهل و الشبهات تلعب دورا مهما جدا.

أرجو أن يكون كلامي واضح و ينبغي أن نتناول الواقع بالواقعية لا بالعاطفة أخي الحبيب.

حسام الدين حامد
01-12-2011, 01:02 AM
التناقضات في النصرانية لا تبرر الإلحاد, فنحن جيمعا نعلم أن النصرانية ليست كلها باطلة من الألف إلى الياء, هناك مخرج إلى الايمان بأحد المذاهب الأخرى كذاك المذهب الآريوسي الذي كان عليه العالم الانجيلزي المشهور اسحاق نيوتن, أو غيرها.

الكلام هنا ليس عن تسويغ الإلحاد عقليًّا فيما فهمت، وإنما يضعه في الإطار الاجتماعي والنفسي والعلمي والتاريخي.. والمقال لا يعني -ضرورةً- أن الإلحاد له مسوّغ عقلي، وليس "الإلحاد" هنا هو ممثل "العقل" أمام "النصرانية".. والأمر كما قال الأخ محب أهل الحديث واضح.


بل العقل الصحيح يحتم عليك أن تؤمن بالنصرانية رغم التناقضات التي فيها ما دام أنك لم تسمع بما هو أحسن أو لم يصلك ما هو أحسن و هذا على أساس رهان باسكال Pascal's Wager.

العقل الصحيح لا يمكن أن يحتم الإيمان بملةٍ فيها متناقضات لم تثبت ربانية مصدرها رأسًا، فكيف إذا ثبت أنّها ليست ربانية؟!
وهذا هو مفصل القضية أنّه "ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافًا كثيرًا"، فعلم أن الملة الباطلة الآن ليست من عند الله، فانتفت العلة التي لأجلها صحّ اتباع هذا الدين، فيعود الأمر إلى الإيمان بالخالق وحده، وهذا هو الذي حدث فعلًا في أوربا، فلم تكن الردة بالأساس إلى الإلحاد وإن كان قد حدث، وإنما إلى الربوبية deism .. هذا هو ما يقتضيه العقل الصحيح، إذ المزايدة على القدر الثابت لا تسوغ لمجرد "رهان باسكال"، ورهان باسكال ليس دليلًا ولا مرجعًا وإنما يصح إيراده هزًّا للخامل من كوامن النفس تحت ران الغفلة..

ثمّ دونك ما حدث مع زيد بن عمرو بن نفيل الذي توقف فلم يدخل في يهودية ولا نصرانية وكان يقول (والذي نفس زيد بن عمرو بيده، ما أصبح منكم أحدٌ على دين إبراهيم غيري) وكان يقول كلمته الجميلة (اللهم لو أني أعلم أي الوجوه أحب إليك عبدتك به ولكني لا أعلمه) .. فهذا رجلٌ في الجاهلية قبل الإسلام، لم يتبع ملة النصرانية ولا اليهودية، ولا وافق قومه، وما صح عنده إلا أن يعبد الله وحده، ولا يعلم شريعة يعبد الله بها، ولا يعاصر أحدًا يعلمه أو يسبقه في هذا الشأن غيره، وهو رجلٌ قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم إنّه "يبعث يوم القيامة أمةً وحده" .. فهذا هو مقتضى القرآن والسنة والعقل الصحيح.. ولا دليل أبدًا على تجويز بقاء المرء على ملةٍ باطلة ينسبها لربه إذ قد ثبت عنده أنّها ليست من عند ربه! فضلًا عن جعل هذا البقاء حتمًا لازمًا!



إذا كنت تبرر ترك النصرانية لاعتناق الالحاد لأن العقل المجرد وجد تناقضات أو أشياء غير مقبولة في بعض تعاليم النصرانية فأنت ربما قد تبرر للنصراني بقائه على النصرانية بدل إعتناق الإسلام لأن هذا النصراني بحث في القرآن فوجد فيه ((فاضربوهن)) فقام يفهم 'الضرب' هذا بعقل معوج و مشاعر أكثر إعوجاجا, ثم بعد ذلك بحث في كتابه المقدس و لم يجد (الضرب)؟؟

وهذه تسوية بين مختلفين تمام الاختلاف!
فهل هذا الذي أوردته من كتاب الله تعالى كمثل أن الواحد والواحد والواحد هم واحد، أو كمثل أن يحار الرب فيمن يرفع خطيئة آدم، أو كمثل شجرة الخلد وشجرة المعرفة، أو كمثل استراحة اليوم السابع، أو كمثل أن يكون مقتضى عدل الإله أن يصلب من لم يذنب رفعًا لذنب غيره... هل هذه كهذه؟!! أهكذا تورد الإبل يا سعد؟! كيف يبقى المرء على ملةٍ تقر إلهًا يستحيل الإقرار به بزعم صواب عقيدة هذه الملة في الربوبية!! قد ماتت الإبل إذن يا سعدُ!



بل يجب أن لا ننساق وراء تبرير إلحاد الغربيين لا لشيء إلا لأننا نختلف مع النصارى, لا يا أخي, لكل مقام مقال و لا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا.

قلتُ قبل ذلك في غير هذا الموضوع:
(التدافع الذي حدث بين العلمانية والكنيسة في الغرب من الموضوعات التي لم تأخذ حقها بالدراسة عن كثب من قبل الباحثين، والمعول عليه فيها عند التحقيق لا يزيد على عدة كتب وبضع باحثين، والصورة التقليدية من وجود صراع مستعلن بين الكنيسة والعلمانية تمثل الكنيسة فيه الجهل والعلمانية فيه العلماء، والكنيسة الباطل والعلمانية الحق، بينما الأمر في حقيقته متشابك وينطوي على العديد من التدافعات والحيل والأحداث التي لا يمكن أن تجتمع في سياقٍ واحد، فضلًا عن السياق التقليدي المنتشر.

من ضمن ما يصلح لما طرح الدكتور هشام التمثيل عليه، ما فعله آبي سانت بيير في كتابه عن "المحمدية" حيث أورد كل الحجج التي تتوجه بنفس الدرجة للكاثوليكية، وكذلك طالب بمنح جائزة في أكاديمية العلوم الفرنسية لمن يقوم بإيراد تفسير مادي للمعجزات التي يدعيها المسلمون والبروتستانت، ولم يأتِ على ذكر الكاثوليكية .. هذه الحيلة يستعملها العلمانيون عندنا حين يهاجمون "الإسلام المتطرف" بزعمهم، ولكنك تجد الكلام أصلًا موجهًا للإسلام عمومًا، فما الخصوصية التي تفرق بين الإسلام و"الإسلام المتطرف" حين يكون الهجوم على "الالتزام بالنص" و "تقديم النقل" ؟!

كذلك نجد بوفون عالم الطبيعة الشهير، عندما أخرج الجزء الأول من كتابه "التاريخ الطبيعي العام والخاص" وبدأ يلمح فيه للأصل المشترك للأنواع، واجهته كلية اللاهوت بالسوربون، فأبدى بوفون تراجعًا في بقية الكتاب عن التصريح بالأصل المشترك، ولكنه لم يكن تراجعًا معلنًا، فتجده يعلن أن الشبه بين الحمار الوحشي والحصان لا يتعدى الحافر الصلب، وفي ذات الآن يستنتج أن التشابه بين الإنسان والحصان أكبر من الفرق بينهما!! هذا التذبذب فهمه تشارلز دارون - بسوء نية فيما يبدو لي- أن بوفون كان مترددًا بخصوص قضية الأصل المشترك، فكان تحقيق صمويل بوتلر في كتاب "التطور قديما وحديثا" أن بوفون لجأ لهذا تقية للكنيسة وللعوام بأسلوب ساخر يستشف من خلاله القارئ مقصود بوفون.. هذا نراه في كتابات العلمانيين حين يخرج أحدهم رأسه من الحفرة ليجس نبض الناس، فإن وجد ممانعة سار مع التيار، ولكن شذوذه لا يزال يظهر في لحن القول.

هناك كذلك ما ذكره الأستاذ .. أقصد الأخ الحبيب طارق منينة من إنتاج المئات من الكتب بأسماء مستعارة، ومعظم مفكري الغرب في عصر النهضة والتنوير الأوربي كانوا يبدؤون بإنتاج تحت اسم مستعار، مالم يكن متكئًا على القرب من بلاط أحد الملوك أو الملكات .. نرى ذلك الآن في كتابات الملاحدة والنصارى عند مهاجمة الإسلام، وقد مرّ عليكم من منتجات هؤلاء المجاهيل ما يغني عن ذكره.

كذلك أذكر أنّ المسؤولين في بلاط الأميرات والملكات كانوا يتعاملون مع الملكات بطريقة تجعلهن في مصاف فلتات الزمان، ولكن أحدهم وقد أورد ول ديورانت ذكره في موسوعة الحضارة ربما في المجلد المعرب باسم عصر فولتير، ولا يحضرني اسم هذا الشخص مع بعدي عن مكتبتي، المقصود أنّ هذا الرجل كان يوصي ابنه بوصايا مكتوبة خرجت بعد ذلك في صورة كتاب بعد موته، ترى مفارقة غريبة بين حاله مع الملكة وبين تشريحه لوصف المرأة وهو ينصح ابنه ويعطيه مفاتيح الدخول، وأذكر أن كلامه جميعه كان يصب في خانة زيادة العاطفة عند المرأة، وغير ذلك مما يأخذه علينا دعاة التحرير الآن ولكني لا أشك أنهم عند تعاملهم يعرفون خطأهم، يذكرنا ذلك بعادل إمام الذي طالما نادى بمواجهة أسلمة الفن، لما سئل عن سماحه لأحد بتقبيل ابنته في إطار "درامي" مقبول، رفض تمامًا، والحوار معه قد نقله الدكتور هشام وهو حوار كاشف عن هذا النفاق.

بالنسبة لجون لوك فهو أبو الليبرالية، وعندما كنت أقرأ كتابه كنت أتصور أنّه بحاجة لأحد العلمانيين عندنا ليعقد مجلسًا أسبوعيا يشرحه فيه وليكن في دار الندوة :)، دعوة جون لوك مبناها على رؤيته في فصل الدولة عن الدين، مع احتواء الجميع والتسامح معهم، وما أورده من عدم التسامح مع الملاحدة فقد قرأتُ أنّه عاد عنه بعد ذلك، ولم أتابع ذلك بعد، ولم يكن طرح جون لوك نصرانيا، فقد ردت عليه الكنيسة برسالة ألفها أحد رجالها بعنوان "نقد التسامح"، ولعل مقدمة كتاب التسامح لجون لوك المعربة فيها ذكر الكتب التي ألفت في الرد على جون لوك ومعظمها لقساوسة على ما أذكر .. وليعذر الدكتور هشام ذاكرتي إن لم يجد ذلك.

عندما نواجه دعاوى التطوريين بأسلوب علمي بحت، بل بأسلوب علمي تجريبي بحت، تجدهم يحورون دعوانا ليجعلونا نواجه العلم بالدين، تجد ذلك بعينه في المناظرة التي جرت بين صمويل ويلبرفورس وهكسلي، فقد كانت المناظرة قويةً بحق وقد أورد ويلبرفورس العديد من الحجج على التطور والأصل المشترك، تم تحوير هذه المناظرة وتشويهها لتختصر في "جدك القرد من جهة الأم أو الأب؟؟" والجواب من هكسلي "أفضل أن يكون جدي قردا على أن يكون قسيسا" .. هذه الفرقعة الإعلامية نعاني منها كذلك..

أحيانًا كان الحق مع الكنيسة ولكن كانت الآفة في سوء إدارة الخلاف، وهذا له عدة أمثلة تجدونها في الكتب التي تدافع عن تاريخ النصرانية، وفي هذه الكتب من التكلف والكذب، ولكن تجد أنّ التاريخ لا يخلو من أمورٍ كانت الكنيسة فيها على حق في مقابل مخالفها من المشتغلين بالعلم التجريبي، ولكنها خسرت الحرب لأنّها لم تحسن إدارة الخلاف..)

ولكن هذا لا يمنعني -أخي يحيى- من التعليق على قولك التالي:



ما حدث للدين الكنائسي في تاريخ الغرب يمكن أن يحدث للدين المؤسساتي الاسلامي (إن لم يكن الآن قد بدأ, و إلا فسر لي ظهور الليبيرالين في أقدس بقعة في الأرض),

أفيكون الحال في الكنيسة التي كانت لها الحكم والسلطة وخيرة الرجال والجامعات في كافة التخصصات تحت رعايتها، ورغم ذلك دمرها وأتى عليها رهطٌ من العلمانيين والربوبيين ... كحال مؤسسات تقوم على نشر الإسلام ليس لها من الحكم والسلطة والحرية والتأهيل الكثير ورغم ذلك لا يقدر عليها الإعلام المستغرب والغزو الثقافي وحملات التشويه التي لا تترفع عن كذب ولا غيره، ولا يقدر عليها فقرٌ وجهلٌ ومرض وحملات تبشير وتكفير و "قاديانيات و بهائيات و ليبيراليات و عالمانيات و كل المخربات" وغير ذلك الكثير ... أفيكون عندك - بميزان المادية أو الإيمان أو أي ميزان لا يختلف - أنّ ما حدث للكنيسة رغم خسارتها مع ما كانت عليه وما كان عليه خصومها، يمكن أن يحدث للمؤسسات الإسلامية رغم بقائها وصمود دعوتها مع ما هي عليه وما عليه خصومها؟!


فسر لي كيف يُعقل أن تجد هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحيث ان السلطة تجلد و تعاقب و تسجن و الشيخ 'الناهي عن المنكر' (على حد قوله) يشرع الجلد و ""الحرابة"" بإسم الإسلام!! هل الدولة عادلة و تطبق الاسلام و تنقح مناهجها التدريسية من التحريف و الانحلال, و قنواتها الاتصالية السلكية و اللاسلكية من الشبهات, و تصفي المجتمعات من الرذائل, و تحقق كرامة الانسان بفرض الزكاة و العدل في الحكم بين الغني و الفقير بين الحاكم و المحكوم, و و .. حتى تذهب أنت كشيخ رسمي إلــــــــــــى قضاء هذه الدولة و تستكلب القضاء على رجل بإسم "الردة" و "الخروج" و "الحرابة"؟؟ الردة يا شيخ لها معنى في دولة إسلامية تسيس بالاسلام وتحقق العدالة و تنهى عن الفحشاء و المنكر و البغي, و ليس في دولة دستورها رموا فيها كلمة تسمى "الاسلام". كيف يُعقل هذا؟ طبعا سيحدث في العالم الاسلامي ما حدث في الغرب إذا كنت تعي التاريخ "و" تفهم النفس البشرية 'و' ما دام الإسلام يُسيس من طرف دولة لا تُسيس بالاسلام.

أقول كما قلتَ (هذا الكلام الذي تقول به مجرد رأي لا ينبني على أي حقيقة معقولة مقبولة).
هيئات أمر بالمعروف ونهي عن المنكر .. وسلطة تعاقب .. وحدود .. ما المشكلة؟! لا مشكلة!
تطالب بأن "تنقح مناهجها التدريسية من التحريف و الانحلال, و قنواتها الاتصالية السلكية و اللاسلكية من الشبهات" وفي نفس الوقت تقول "الرجل العاقل لا يواجه الفكر إلا بالفكر"، فهل ترى أن "التنقيح" و "الحجب" و "التنقية" للباطل من (الفكر) أم هي من آليات واجبة على السلطان الشرعي؟؟!!
راجع نفسك يا أخي الكريم..
ليس معنى أن نعدل مع النصارى، أو ألا ننساق وراء الملاحدة، أن ندعي اليقين في مسألة لم توف حقها من الدراسة كالتدافع بين الكنيسة والعلمانية، أو أن ندعي المساواة بين مصير مؤسسات النصرانية والإسلام، أو أن نتأفف من بذل الوسع في تنفيذ الشرع بهيئةٍ تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، مع أنك لا ترفض الشرطة ولا المحاكم ولا وزارة العدل في دول العالم الثالث، مع تشابه العلة التي تعارض بها هيئة الأمر بالمعروف والردة والحرابة مع العلة التي يمكن أن ترفض بها الشرطة! أم أنك ترفض الشرط في دول العالم الثالث؟!!

هذا ما عندي بخصوص هذا الكلام .. وقد بذلت وسعي ألا أتعرض إلا للكلام .. وإن ظهر غير ذلك فغير مقصودٍ ظهوره!
وفقنا الله لما فيه رضاه.

يحيى
01-12-2011, 01:57 AM
بارك الله فيك أستاذ حسام الدين حامد
لاحظ معي, فأنا لا أدعي أن النظرية السيكولوجية في تحليل التدافع بين الكنيسة و العلمانية كافية لفهم حقيقة ما حدث, بل قلت بشكل واضح أن الشبهات و الجهل و الهوى و غير ذلك من العوامل لعبت أيضا دورا مهما فيما حصل عند الطرفين, و هذا حدث مع الدين المؤسساتي الشيوعي في الاتحاد السوفيتي, و يمكن أن يحدث مع أي دين مؤسس, في واقع إجتماعي ثقافي متدهور تعلب فيه المؤسسة الدينية دوار معينا, مع العلم بوجود فوارق كبيرة تعود لطبيعة هذا أو ذاك الدين (كما بينت أعلاه), فليس من الضروري أن يحدث ذلك بالتساوي و بنفس التفاصيل و التأثير, إلا إذا كنت تريد أن تدعي أنه لا وجود لعالمانيين في العالم الاسلامي يدعون أن بلدانهم "تطبق" الإسلام (؟؟) و أن الحالة التي هم فيها هي بسبب هذا الدين المؤسساتي, نفس الشيء مع معتنقي الملل الأخرى و الإسلام الهوياتي الثقافي. من طبيعة الحال هذا موقف نفسي !!


العقل الصحيح لا يمكن أن يحتم الإيمان بملةٍ فيها متناقضات لم تثبت ربانية مصدرها رأسًا، فكيف إذا ثبت أنّها ليست ربانية؟!
معك حق شرط أن يكون ردك هذا على كلام آخر غير ما قلت. فأنا لم أقل:
((بل العقل الصحيح يحتم عليك أن تؤمن بالنصرانية رغم التناقضات التي فيها على أساس رهان باسكال Pascal's Wager.))
بل قلت:
((بل العقل الصحيح يحتم عليك أن تؤمن بالنصرانية رغم التناقضات التي فيها ما دام أنك لم تسمع بما هو أحسن أو لم يصلك ما هو أحسن و هذا على أساس رهان باسكال Pascal's Wager.))
إذا كنت في مجتمع لا يعرف إلا النصرانية و الإلحاد, فالنصرانية أحسن.
مجتمع لا يعرف إلا نصرانية تقول ثالث ثلاثة, و نصرانية تقول الله واحد, و إلحاد, فالنصرانية الثانية أحسن.

ليس هناك مشكلة في الواحد و الواحد و الواحد واحد إذا وضعنا هذه أمام "ليس هناك رب"!!!!
لكن أن تضعها مع عقائد أخرى, فالميزان هنا يختلف!

أخي الحبيب
هناك فرق شاسع بين الربوبية deism و الحنيفية, أرجوك لا تخلط لي الأوراق. و هناك فرق بين الربوبية deism و الألوهية theism, فالألوهية ليست فيها إعتراف بالرب فقط, بل فيها نوع من الإعجاب بالرب أي فيها عبودية على مستويات مختلفة من حيث أشكال العبادة في تقديم الحمد للرب و تمجيده و تسبيحه.

و هل تجد أي عامل مشترك بين ربوبية توامس بين مثلا, و هذا الكلام (إذا صح عن زيد بن عمرو بن نفيل):


أربا واحــداً أم ألــف رب أدين إذا تقـســمت الامــور
عزلت اللات والعزى جمــيـعاً كذلك يفعل الجـلـد الـصـبور
فلا عزى أدين ولا ابنــتيها ولا صـنـمـي بني عـمـرو أزور
ولا غنما أديــن وكان ربـاً لنا في في الدهر إذ حلمي يسير
عجبت في الليــالي معـجبــاً تـوفي الأيـام يـعرفها البصير
بـأن الله قـد أفنى رجــــالا كـثـيراً كـان شــأنهم الفجور
وأبقــى آخــرين بــبر قوم فـيربـل مـنـهم الطفل الصغير
وبينا المرء يعثر ثاب يوما كـمـا تـروح الـغـصـن المطير
ولكن أعـبــد الـرحـمن ربى لـيـغـفـر ذنبي الرب الغفور
فتقوى الله ربكم احـفـظـوها متى مـا تحـفـظـوها لا تبوروا
ترى الأبرار دارهم جـنــان ولـلـكـفـار حـامـيـة سـعير
وخزي في الحياة وأن يمـوتـوا يـلاقـوا ما تضيق به الصدور

؟؟

حسام الدين حامد
01-12-2011, 02:37 AM
* بالنسبة لقضية "الإسلام المؤسساتي" فلا أعلم ما الذي تخالف تعقيبي عليك فيه تحديدًا، والأمر خارج عن صلب الموضوع فلن أطيل برصد ما يحتمل أنك تقصده ما لم تحدده لي.

* إن كان كلامك عن شيء مستحيل لا وجود له في أرض الواقع ولا في الذهن وهو أن المرء أمامه "النصرانية" أو "الإلحاد" فقط، فهذا شأنٌ آخر لا أوافق موقفك فيه كذلك، لكن دعنا من المستحيل، فالذي دخل النصرانية أمامه الإيمان بالخالق دون الإيمان بالنصرانية ولا مجال للقول بغير ذلك، فمجرد دخوله في النصرانية يعني أنّ اختيار "الإيمان بالخالق" دون النصرانية متاح أمامه، وإن كان كذلك فلا يصح أن يُدعي أن الموقف الصحيح الذي يحتّمه العقل الصحيح هو البقاء على النصرانية حتى يعرض له الأحسن، لأن الأحسن مطروح بالفعل، وهو الإيمان بخالق لم ينزل لعباده التناقضات يتعبدون بها.

* ما ذكرتُه من مقتضى العقل بعدم الزيادة على ما ثبت اعتمادًا على رهان باسكال، وما دل عليه مصير زيد بن عمرو، يبطل قولك (بل العقل الصحيح يحتم عليك أن تؤمن بالنصرانية رغم التناقضات التي فيها ما دام أنك لم تسمع بما هو أحسن أو لم يصلك ما هو أحسن)، إلا أن يكون محتملًا عندك أن يكون من لا يؤمن بأي من تعاليم النصرانية ولا بربانية كتابها وهو يؤمن بوجود إله لم ينزل ما ورد في النصرانية، أن يكون من هذا وصفه "نصرانيًّا"! أو أن يكون محتملًا عندك أن هناك في العقل أو في الخارج نصرانيا لا يتاح أمامه الإيمان بربٍّ لم ينزل تعاليم النصرانية، عند هذين الاحتمالين يصح أن تقول أني لم أرد على قولك ورددت على قول غيرك.

* ما علاقة الربوبية والألوهية والحنيفية والفرق بينهما بمعقد الحجة في كلامي!!؟ وهل لو قرأتَ مشاركتي وأنت تعلم أن الربوبية غير الألوهية غير الحنيفية ترى أنّ كلامي فيه خطأ أو لا يحتج بما بني عليه؟ ليتك تدلني على الجملة في كلامي التي يضيع معناها بعلمك أن الربوبية والألوهية والحنيفية مختلفة المعاني؟؟

* أين فهمت من كلامي أني خلطت لك الأوراق فجعلت الربوبية هي الحنيفية.. ما هي الجملة تحديدًا التي فهمت منها هذا الفهم؟؟

* قلت (فيعود الأمر إلى الإيمان بالخالق وحده ... إلى الربوبية deism) .. هل هناك مشكلة في هذا الكلام؟؟

* ذكرت أن الربوبية deism تختلف عن الألوهية theism، ثم ذكرت تعريف الألوهية، ولم تبين لي تعريف الربوبية، والفرق بين الاثنين، والمصدر في هذه التعاريف؟؟

* ربوبية توامس وإيمان زيد بن عمرو -وما أوردتُه عنه قد صححه بعضٌ من علماء الحديث، والشعر الذي أوردتَه سأعامله على أساس ثبوته فلا مشكلة فيه - المقارنة بينهما .. ما علاقتها بما أجبتُك به؟؟؟ هل قلتُ إن ربوبيي أوربا سيدخلون الجنة مثلًا أو سيبعثون أمةً وحدهم .. لأنني مادمتُ لم أقل شيئًا من ذلك فلا أجدني في حاجة للنظر في مقارنة بين ربوبية فلان وإيمان زيد..

بارك الله فيكم.

يحيى
01-12-2011, 04:50 AM
شيخنا حسام الدين حامد جزاك الله خيرا و منكم نتعلم إن شاء
و آعلم أني لا أخالفك لمجرد المخالفة فقط, بل أنا غاضب من هذا العنوان ( لو كنت نصرانياً لألحدت !) و أقول بأنه ليس هناك شيء يبرر ترك النصرانية لإعتناق الدهرية (الإلحاد, اللأدرية أو الربوبية/اللادينية). إن هذا العنوان بالنسبة لي كهذا (نجاة إبليس في الآخرة في اتباع عقيدة الأشاعرة (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=27859)) سواء بسواء, و لا ينبغي أن نمجد الإلحاد و نرفع من قيمته بل و ندعي فوق ذلك أننا نحن أيضا كنا سنترك النصرانية إلى الإلحاد!! ليس هناك أي شيء يبرر الدهرية.

أنا لا أرد على كلامك كلمة كلمة حرفا حرفا, بل أصيغ فكرة عامة عن الموضوع, و عندما أقرأ أن عربيا حنيفيا ما آتبع النصرانية و اليهودية و بقى على حنيفيته, ثم أقرأ أن أمام النصارى الإيمان بالربوبية, فهنا أتدخل و أقول لك شتان بين الربوبية الدهرية و الحنيفية, ثم لا حاجة لنا بعد ذلك لتعريف الربوبية و مذاهبها الفلسفية, و لا معرفة الفرق بين الألوهية و الربوبية, فهذا شيء تملئ به كتب مقارنة الاديان التي تتناول دراسة الربوبية و الالوهية و غير ذلك من فلسفات اللاهوت.

تقول بارك الله فيك:

فالذي دخل النصرانية أمامه الإيمان بالخالق دون الإيمان بالنصرانية ولا مجال للقول بغير ذلك، فمجرد دخوله في النصرانية يعني أنّ اختيار "الإيمان بالخالق" دون النصرانية متاح أمامه، وإن كان كذلك فلا يصح أن يُدعي أن الموقف الصحيح الذي يحتّمه العقل الصحيح هو البقاء على النصرانية حتى يعرض له الأحسن، لأن الأحسن مطروح بالفعل، وهو الإيمان بخالق لم ينزل لعباده التناقضات يتعبدون بها.
إذا تبين له التناقضات في طبيعة الرب و اللاهوت, فقد ظهر ما هو أحسن, و لا خلاف بيننا, بل هذا هو قولي, فأنا أقول يبقى على نصرانيته لا يعتنق دهرية (الحاد, لاادرية, ربوبية) ما دام لم يظهر له ما هو أحسن, أما وقد تبين له ما هو أحسن و هذا يعني قد ظهر له التناقض و هذا يستلزم نفي التأويل و نفي الجهل, ففي هذه الحالة العقل يحتم عليه أن يوحد الإله.. لكن لماذا يترك النصرانية؟ من قال هذا الكلام؟ و على أي أساس؟ يترك النصرانية يا شيخ يعني يترك (إعطاء المعنى للحياة) و يترك (تصور للحياة, و هو تصور صحيح, يتناقض مع 'إن هي إلاّ حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمعوثين') و (إعطاء معنى لقيمة أخلاقية) و (فكرة النبوة) و (فكرة الوحي: بغض النظر عن حقيقة الكتاب المقدس هل كله وحي أم لا) و (هليلويا).. الى ما هنالك من عقائد, فلماذا يترك النصرانية إلى الايمان بالخالق فقط؟؟

ولا مجال للقول بغير ذلك؟؟ يا شيخ, لا يمكن أن تكون أنت من يقول مثل هذا الكلام, إلا إذا كنتُ أنا من يسيء فهمك و هذا إحتمال أقوى من إحتمال أن تكون متعصبا تعصب شعبوي ضد النصرانية إلى حد أنك ترفع الدهرية الربوبية فوقها.

ملاحظة: دعنا من الحديث عن التناقضات, فهذا يؤدي بنا إلى نقاشين, الأول حول { أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ ٱخْتِلاَفاً كَثِيراً } و الثاني حول مفهوم اليقين, و نحن مستغنين عن هذا, و الحمد لله أننا نتفق حول الجزء الأهم في هذا الحوار و هو قولك: وليس "الإلحاد" هنا هو ممثل "العقل" أمام "النصرانية"..

تحياتي :emrose:

الفارس مفروس
01-12-2011, 08:41 AM
حياكم الله ..

تعليقات على الردود :

-- المقال بالأساس ليس موجهاً لنصرة الإلحاد على النصرانية ، ولا لعقد مقارنة (أو مقاربة) بين الإثنين حال تعسر الإيمان بالنصرانية كدين إلهي على ما ورد فيه من التناقضات المستفزة لأي عاقل. ثم إن متن المقال لم يرد فيه إشارة إلى ذلك ، بل المرتكز الأساسي لهذا المقال هو فهم حالة الفرار العقلي من عقيدة تُقدم للناس على أنها إلهية ، وأنها الدين الصحيح ، وأنها حتمية التصديق لا تقبل النقاش ، بمعنى أنها تقدم للمؤمنين بها على أنها (أكلة فسيخ متعفن) لا يمكن أن ترد ولا أن تستبدل والمتاح الوحيد هو أكلها على يقين بحلاوتها ! هذه الصدمة تولد عند العقلاء (قرفاً) من مفهوم الديانة وما يتعلق به من مقتضيات ، كما أنها تثير في نفوسهم شكوكاً (منطقية) حول فكرة وجود الإله الكامل إذا كان هذا حاله في أدبيات النصارى ، لأنه لو كان الإله النصراني موجوداً كاملاً متمتعاً بصفات الجلال ، لأعمل صفاته وأوقع أثرها بشكل أفضل دون تناقض ، وهذا الشك أفضى بالكثيرين منهم لأحد الطرق الثلاثة (باختصار) :

1- الإتجاه الأول كان لناحية النفي الكلي لوجود الإله كنتيجة ترتبت على سذاجة التصور المطروح عنه في الديانة ، والتي توارثوها طيلة عقود طويلة دون تمحيص ، فارتقى عندهم هذا الشك إلى يقين بأن الإله مجرد (فكرة) مشوهة اخترعها الإنسان ليرتق بها جهله ولينال بها حظاً دنيوياً متسلطاً على رقاب المؤمنين. وهؤلاء هم المعنيون بفكرة (العلم يرتق فجوات الإله) و (ميثولوجيا الطبيعة) و (التطور الذاتي) و (أزلية الكون) وغيرهم ..

2- الإتجاه الثاني كان لناحية النفي لفكرة الإله المعبود وقبولهم لفكرة الرب الخالق دون تكاليف ، وهى قناعة تشكلت من رافدين أساسيين ، الأول نتج عن الاصطدام بفساد التبعات الدينية المتعلقة بالإيمان الإلهي المطروح في عقائد النصرانية ، والثاني نتج من تناسق طبيعي مع داعي الفطرة الإنسانية ، الداعي بحتمية وجود الخالق الذي أوجد كل شئ ، دون (ضرورة) لمقتضيات الألوهية أو لجهل بالطريق الصحيح المؤدي إليه. وقد لقي هذا النوع من (الإيمان) قبولاً مريحاً عند الأكثرية ، نظراً لأنه يقدم حلاً (توافقياً) بين رفض منطقي للعبث العقدي ، والذي لم يثبت من خلاله وجود إلهٍ معبود له شريعة وديانة تقتضي التكليف ، وبين قبول مريح مناسب للإحساس الفطري بحتمية وجود خالق أعظم ومدبر عليم لهذا الكون.

3- الإتجاه الثالث كان لناحية (التطنيش) لخوارم هذه العقيدة ، ليصبح التابعين لها معتنقون وليسوا بمؤمنين ، منتمين لها ولا يعملون بها ، يُسمون باسمها لكنهم يتجاهلون تعاليمها ، وهؤلاء هم المنحى المعاصر الذي أفرزته المواجهة بين عقيدة فاسدة وعقول لم تعد تبحث عن الحلول ، فظهرت أجيال جديدة خلال النصف قرن المنصرم لا تسأل ولا تبحث عن إجابات ، مكتفية بالموقف المعرفي السلبي من هذه العقيدة ، ورسخت هذه النزعة بتبني العديد من الوسائل الإعلامية والسينمائية هذا التيار المشكك الساخر الذي يدخل الكنيسة كواجب اجتماعي ، لا يحمل أي مضمون عقلي أو معرفي ، ودون توافق مع التعاليم الكنسية.

-- هذه الوقفات من أتباع الديانة النصرانية للرفض والتمحيص ، والبحث عن سبيل آخر ، ليست بالشئ الهين ولا بالقرار السهل إذا علمنا أن هذه العقيدة هي موروث اجتماعي وسياسي وفكري واقتصادي متشابك ، تشكلت عليه دول وقامت على أصوله تحالفات وأفرزت تعاليمه رافداً اقتصادياً عظيماً يدر على الكثيرين فتوحات مالية لا حصر لها. ثم إن البحث عن دين الحق أمر قد اختلف في تحقيقه والطرق الموصلة إليه الكثيرون ، خاصة إذا علمنا أنه في ظل الجهل ترسخت القناعات ، وشعر أهل كل فرقة أنهم في تصالح معرفي ومنطقي مع ما يعتنقون استناداً إلى عقيدة الإلحاد المفعم بالسلبية ، وكذا الحال في فكرة (اللاأدرية) الموغلة في تعميق الجهل واستئصال أدوات البحث العقلي .. والإسترخاء المبني بالكلية على فكرة مريحة للنفس والعقل فحواها (لا أدري) !

-- نحن هنا لا نستعرض مدى (صواب) أو (خطأ) الفارين من تناقض النصرانية في منهجهم البحثي عن الحق ، ولم أعقد لهم تحليلاً لقياس مدى المصداقية التي يتمتعون بها في رحلة الرفض المتبوع بالبحث ، إذ أن منهم من اكتفي بالرفض دون بحث وتلبس بحالة من السكون السلبي لملكات العقل والحس ، ومنهم من شرع في البحث بأدوات خاطئة فوصل لـ (حق) خاطئ ، ومنهم من بحث ووصل إلى الصواب ، ومع اختلافهم في محطات الوصول .. إلا أن الجميع قد اتفق في موقف الرفض العقلي بشكل متساوٍ تقريباً ، وإنما أردت أن أستعرض فقط آليات وتوجهات تولدت عن صدام قد اختلف فيه الكثيرون ، فعرضت وصفاً للحادث دون خوض في مسبباته ونتائجه ، كحادث سيارة صدمت بعض الأشخاص فنتج عن ذلك جريح وقتيل وسليم ، ولم نبحث هنا خطأ المارة المفضي للقتل ولا وعى الافراد الناجين كيف نجوا !

-- القول بأن النصرانية على عيوبها أولى بالإتباع من الإلحاد أمر يخلو من الوجاهة ، خاصة إن كانت القوادح التي تطفح بها عقائد النصارى على اختلافهم تنتمي حصراً وتقييداً للأصول والأسس التي يبني عليها الدين وليست فروعه ، تخرق وصف الإله المعبود بقادح في قدرته وآخر في علمه وثالث في علاقته بخلقه. ثم إني قد حصرت الرفض العقدي لمن كان له عقل يجبره على الفرار والتوقف والبحث ، وهذا قرار لم يقدر عليه ملايين المؤمنين بتلك العقائد نظراً لفقدان هذه الملكة وتغليب العاطفة على المنطق وتحول الخطاب الديني النصراني من لغة قمعية متسلطة في القرون المتقدمة ، إلى لغة عاطفية تستخدم المفردات المثيرة للشجن حد الإبتذال ، مما كان له أثر في استقطاب الناس بدجل وشعوذة وأساطير تجذب الحالمين. أضف إلى ذلك موقف الكنيسة المتصالح مع الغياب من مشهد (الزعامة) والقيادة للمؤمنين بها ، ورضاها بأن تنحصر تعاليمها وعقائدها في داخل أسوار الكنيسة فقط دون أثر لها في حياة الناس ، وهو مبدأ خفف كثيراً من وطأة التصادم وقدم حلاً موضعياً مسكناً للكثيرين من التابعين ن حين استعصى عليهم الجمع بين عقولهم ومقتضيات الإيمان الكنسي. أما العقلاء فكانوا بمنأى عن هذه القصة.

شكراً لكم ..
ربما أعود

أدناكم عِلما
01-12-2011, 09:54 AM
يجب دائما ان نكون حذرين في اختيار اقوالنا هنا لاهمية ومكانة المنتدى في الشبكة العنكبوتية او الاخطبوطية فاخشى ان يؤخذ العنوان في نهاية الامر بيد مُلحد سفيه فينشره بين المسلمين تعذيرا له ودعما لِإلحاده وان اختياره للالحاد كان مُبررا وطبيعيا وغير ذلك من الاعذار فانتبهوا يا اخوة وبارك الله فيكم
ارجوا ان اكون قد اصبت

حسام الدين حامد
01-12-2011, 06:01 PM
مضطر لهذه المقدمة: أشعر يا أخي أن الأمر عندك منظومتان من الآراء، إحداهما متسقة وهي التي تختارها لنفسك، والأخرى مليئة بالأفاعي والثعابين والجهالات وهي "الأخرى"، وكل من يناقشك مخالفًا فقد ارتكز إلى "الأخرى" التي في ذهنك، ولذا تقرأ ردي كأنك تتلمس جملةً من هنا لتكون "أفعى" وأخرى لتكون "تعصبًا شعبويًّا" وثالثة لتكون "خلطًا للأوراق" ورابعة لتكون "تسوية الربوبية الأوربية بالحنيفية"، ولذلك سألتك أين برهان ما استهلك نصف مشاركتك قبل الأخيرة، من "خلط الأوراق" و "التسوية المزعومة"؟؟ أين برهان هذا الذي ادعيته من كلامي؟! بل سألتك صراحةً ما علاقة هذا الذي أكل نصف مشاركتك بمعقد الحجة في كلامي؟؟ أسئلتي لها غرض فعلي ليظهر لك أنك تقرأ مشاركتي بفكرة مسبقة تضيع أية قيمة للحوار أصلًا! خذ مثلًا:

قلتُ (إن كان كلامك عن شيء مستحيل لا وجود له في أرض الواقع ولا في الذهن وهو أن المرء أمامه "النصرانية" أو "الإلحاد" فقط، فهذا شأنٌ آخر لا أوافق موقفك فيه كذلك، لكن دعنا من المستحيل، فالذي دخل النصرانية أمامه الإيمان بالخالق دون الإيمان بالنصرانية ولا مجال للقول بغير ذلك، فمجرد دخوله في النصرانية يعني أنّ اختيار "الإيمان بالخالق" دون النصرانية متاح أمامه.)

اقرأ هذه الجملة من الشمال أو من اليمين وقلبها كما تشاء، فسترى أنها رد على افتراضك ظرفٍ يكون الخيار فيه بين "الإلحاد" أو "النصرانية" فقط، فقلتُ إن هذا الظرف المفترض مستحيل في الذهن وفي الواقع، وبرهنتُ على هذا بوجود الخيار الثالث، وهو أن "الذي دخل النصرانية أمامه الإيمان بالخالق" وكررتُها "فمجرد دخوله في النصرانية يعني أنّ اختيار "الإيمان بالخالق" دون النصرانية متاح أمامه"، وهذا يدل على استحالة الظرف الذي تفترضه (ولا مجال للقول بغير ذلك).

فماذا فعلت أنت؟؟ أخذت جملة (ولا مجال للقول بغير ذلك) وحدها هكذا، وفهمتها أنّها (تعصب شعبوي ضد النصرانية إلى حد أنك ترفع الدهرية الربوبية فوقها) مع أنّ الكلام في اتجاه آخر تمامًا!

تقول (لا حاجة لنا بعد ذلك لتعريف الربوبية و مذاهبها الفلسفية, و لا معرفة الفرق بين الألوهية و الربوبية, فهذا شيء تملئ به كتب مقارنة الاديان التي تتناول دراسة الربوبية و الالوهية و غير ذلك من فلسفات اللاهوت) .. طيب مادام لا حاجة لنا فيها، لماذا تكلمت عنها أولًا؟! ولما سألتك عنها صارت لا حاجة لنا فيها.

تقول (وعندما أقرأ أن عربيا حنيفيا ما آتبع النصرانية و اليهودية و بقى على حنيفيته, ثم أقرأ أن أمام النصارى الإيمان بالربوبية, فهنا أتدخل و أقول لك شتان بين الربوبية الدهرية و الحنيفية) .. هنا تتدخل!! هنا في أي شيءٍ عندما تقرأ "ثم" تقرأ؟! سألتك سؤالًا واضحًا: أين وجدتني سويت بين الحنيفية والربوبية؟؟ السبب أنك تقرأ بفكرة مسبقة، وتفهم من كلامي ما "تتوقع" أنه كلامي.. هذا ليس حوارًا، هذا تكليفٌ لي بتسويغ كلامي وتفصيصه وتفصيله، ثم تفصيل نيتي والإشهاد عليها، وهاأنت بدأت تفصل نيتك وأنك لست تخالف لمجرد المخالفة، وأنك لست إلا غاضبًا، هل هذا مسار حوار؟! وهل سألتك عن مخالفتك أو نيتك، أم أنك تجيب على ما "تتوقع" أنه كلامي؟!

وأختم هذا بهذه الجملة من كلامك:


يترك النصرانية يا شيخ يعني يترك (إعطاء المعنى للحياة) و يترك (تصور للحياة, و هو تصور صحيح, يتناقض مع 'إن هي إلاّ حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمعوثين') و (إعطاء معنى لقيمة أخلاقية) و (فكرة النبوة) و (فكرة الوحي: بغض النظر عن حقيقة الكتاب المقدس هل كله وحي أم لا) و (هليلويا).. الى ما هنالك من عقائد, فلماذا يترك النصرانية إلى الايمان بالخالق فقط؟؟

من يؤمن بالخالق الذي له الكمال وحده - وهذا هو سبب تركه النصرانية - يؤمن بأنه لم يخلق الحياة عبثًا، وأن الحياة لها معنى، وأن الأخلاق لها معنى، وأنه يمكن أن يرسل رسلا وينزل شرائع ولكنه لا ينزل تناقضات كالتي في النصرانية، ويدعوه ويتوجه إليه، هكذا يسمى ماذا؟؟

لو كان هذا الشخص يسمى نصرانيًّا في عقل أي واحد من بني آدم فأنت محق في سؤالك "لماذا يترك النصرانية؟"!
لو كان هذا الشخص لا يسمى نصرانيًّا في العقل الصحيح فأنت مخطئ خطأ واضحًا جليًّا.

وحفاظًا على ود الأخوة، مع أداء المفترض من بيان، فأستأذنك أخي الكريم في التوقف عند هذا الحد، وفق الله الجميع لما فيه رضاه.
والسلام عليكم ورحمة الله.

يحيى
01-12-2011, 06:38 PM
مولانا الفارس المفروس
نشكرك على توضيحك و على أساس هذا التوضيح أصل إلى نتيجة أنه لو كنت نصرانيا لبحثتَ عن حقيقة المعتقدات الوراثية الكنائسية من خلال الكتاب المقدس (الإنجيل و تناخ) و ثم تبحث في وثوقية هذا الكتاب المقدس فتصل إلى نتيجة أن تبقى على إيمانك بما في هذا الكتاب و لا تحدو عنه حتى يصلك ما هو أحسن, و إعتقادك هذا بإمكانية قيام ما هو أحسن يستلزم الإيمان بإمكانية بعثة نبي آخر بكتاب أحسن (من حيث الدلالة و وثوقية النقل).

شيخنا حسام الدين حامد
الاختلاف لا يفسد للود قضية, و نحن هنا لا نختلف فالنتيجة واحدة لكن المناهج التي وصلنا من خلالها إلى هذه النتيجة متنوعة في جزء أكبر و متناقضة في جزء صغير, و أنا لا أقرأ كلامك قراءة عادية أو كقراءة النصوص القانونية و الثقافية و العلمية, فأنا هنا لا أقرأ كلامك إقتباسيا (و هذا واضح فأنا لم أدعى أنك تسوي بين الحنيفية و الربوبية) بل أقرأ كلامك إحتذائيا و هذا يتم بالإشارة لا بالإنشاء, ما معناه أنه عندما نتكلم في سياق معين فتخرج أنت من هذا السياق لتأتي بقصة رجل حنيفي بقى على حنيفيته ما آعتنق النصرانية و لا اليهودية, فهنا أنا أقوم بطرح سؤال أجيب عليه بنفسي و ما كان السؤال موجها لك أصلا و ذلك بسبب إمكانية وجود أكثر من جواب على سؤال (( و ما مناسبة إشارتك هنا إلى هذا الرجل الحنيفي في سياق كلامنا؟؟)) .. أنا لا يهمنى جوابك لأن السؤال غير مطروح عليك بادئ ذي بدء, بل أطرحه أنا و أجيب عليه بغض النظر عن الجواب الممكن, فأي جواب فيه إحتمالية الخلط (لا التساوي) بين الربوبية الدهرية و الحنيفية 'مع فارق في هذه الإحتمالات طبعا'.

قولك أن الإيمان بالخالق فقط - و هذا يحتمل القول بالربوبية الدهرية, و إلا فأتني بهذه الربوبية من واقع و تاريخ أوروبا- يتبع الإيمان بأن الرب الواحد لم يخلق الحياة عبثًا، وأن الحياة لها معنى، وأن الأخلاق لها معنى، , كلام لا صلة له بالواقع, أما إذا أضفنا قولك وأنه يمكن أن يرسل رسلا وينزل شرائع فهذا يتضمن ما أقوله و أذهب إليه أنا و هو: يبقى على نصرانيته -لا يعتنق مذهبا دهريا- حتى يصله ما هو أحسن أو يسمع ما هو أحسن (أو بتعبير القرآن: حتى يصله ما هو مصدقا لما بين يديه).


وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48)

وأنزلنا إليك -أيها الرسول- القرآن, وكل ما فيه حقّ يشهد على صدق الكتب قبله, وأنها من عند الله, مصدقًا لما فيها من صحة، ومبيِّنًا لما فيها من تحريف، ناسخًا لبعض شرائعها, فاحكم بين المحتكمين إليك من اليهود بما أنزل الله إليك في هذا القرآن, ولا تنصرف عن الحق الذي أمرك الله به إلى أهوائهم وما اعتادوه, فقد جعلنا لكل أمة شريعة, وطريقة واضحة يعملون بها. ولو شاء الله لجعل شرائعكم واحدة, ولكنه تعالى خالف بينها ليختبركم, فيظهر المطيع من العاصي, فسارعوا إلى ما هو خير لكم في الدارين بالعمل بما في القرآن, فإن مصيركم إلى الله, فيخبركم بما كنتم فيه تختلفون, ويجزي كلا بعمله.

http://www.qurancomplex.org/quran/tafseer/Tafseer.asp?l=arb&t=MOYASAR&nSora=5&nAya=48


لا حاجة للوقوف عند هذا الحد أخي الكريم, فنحن نتفق هنا جيمعا على عدم تعظيم الإلحاد و الدهرية بشكل مجمل, و يعلم الله أن في عنوان هذا الموضوع ما فيه من رفعٍ لشأن الدهرية, رفع لا يستحقه, فالدهري لا يستطيع أن ينتقد كلاما واحدا في الكتاب المقدس اليوم, و لا يستطيع أن ينتقد أي دين بغض النظر عن صحة هذا الدين و تناقضاته, لأن أساس الدهرية أساس هش.

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
01-12-2011, 07:05 PM
ثم إني قد حصرت الرفض العقدي لمن كان له عقل يجبره على الفرار والتوقف والبحث ، وهذا قرار لم يقدر عليه ملايين المؤمنين بتلك العقائد نظراً لفقدان هذه الملكة وتغليب العاطفة على المنطق

هذا هو أصل الخيط عند الأخ فارس وهي كما أسلفنا قضية عين حكم فيها بنفسه فالمقالة تسلط الضوء على هذه الفئة ...

جزى الله الإخوة جميعا على ما تكرموا بوضعه والشكر موصول لشيخنا وطبيبنا الفاضل حسام الدين بيض الله وجهه ...

الفارس مفروس
01-12-2011, 07:32 PM
الأخ (يحيى)

حقيقة لم أفهم ما هي الإشكالية المطروحة منك عبر العديد من المشاركات ، حاولت أن أفهم فلم أصل إلى شئ يمكن نظمه في شئ واحد

على أية حال يبدو أنك قرأت في ردي ما لم أكتب ، فأقول أني لم أتكلم ولا أريد أن أتكلم ولست بصدد الحوار في هذه المقالة عن رؤيتي الخاصة وتفضيلي أنا كمسلم لما ينبغي أن يفعله النصاري حال تعارض عقائدهم مع عقولهم ووصولهم لمحطة الرفض التام لما ورد فيها ، فما تقوله أنت هو من باب (المفروض) و (الينبغي) ، وقد لا أختلف معك في جزئية ضرورة البحث عن بدائل الدين المحرف رغبة في معرفة الحقيقة ، وقد وضحت في تعقيبي أن النصارى قد تفرقوا على أحوال شتى وهي الحقيقة ، فما أحاول ايصاله دون تكلف أني أتكلم عن وصف لحالة .. لا تحليل لعوامل ، فالوصف يخلو من دراسة العوامل وتقييم فاعليتها بمبدأ الصواب والخطأ ، والتحليل يبحث عن العوامل المؤدية للنتيجة ويضع تصوراً للحلول ويقيس الفعل بمقياس الصواب والخطأ ، وهذا الثاني (التحليل) لم يرد ذكره في مقالي ولا عنواني ولا ردي التوضيحي.

ثم إنه لا يمكن أن يقول عاقل بالبقاء على ديانة تنطحك في كل جزئية من جزئيات فهمك لمجرد أنك لا تجد بديلاً ، والحاصل الواقع يشهد بذلك ، فهناك مرحلة مهمة تفضي بالنصراني إلى رفض المطروح ثم التوقف ، إما للبحث (وهذا هو المفضل والمفروض) ، أو إلى ايمان سلبي مبهم ، أو إلى رفض قاطع للألوهية استناداً إلى فساد العقيدة التي لم يعرف سواها. والأخيرتان مسكونتان بالسكون السلبي والرضا بموقف (لا أعلم ولا أريد أن أعلم) ، فهذا هو وصف الواقع دون ترجيح أو قياس متعلق بالإسلام لم يأت الحديث عليه في هذا السياق

ثم إن العنوان لا يرجح ولا يؤيد صواباً وخطأ ، بل ينقل طريقة عمل لاقت رواجاً في التحول عن النصرانية الغربية طيلة قرون !

أرجو أن يكون هذا الرد سبب لزوال الإشكال والفهم ..

وشكراً

مجرّد إنسان
01-12-2011, 07:37 PM
أخي يحيى:

موقفك المذكور في قولك : "فسر لي كيف يُعقل أن تجد هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحيث ان السلطة تجلد و تعاقب و تسجن و الشيخ 'الناهي عن المنكر' (على حد قوله) يشرع الجلد و ""الحرابة"" بإسم الإسلام!! ....إلخ

هو موقفُ من عاش في الغربِ طويلاً ولا يدري بالواقع السعودي شيئاً...لا من ناحية تركيبه...ولا من ناحية طبيعة التدافع الحاصل بين الحق والباطل...ولا من ناحية الجهود الحقيقيّة الحاصلة لأهل الحق "عموماً" في الحفاظ على سفينة المجتمع....ولا من ناحية الهجمات الشرسة والتدخّل غير المعقول لخفافيش الظلام وزوّار السفارات لتسيير دفّة السفينة نحو بركان الحضارة الغربيّة بكلّ علاّتها للانصهار في بوتقتها


باختصار: موقفٌ لا يدلّ على إدراكٍ واعٍ للواقع....ولو زرتَ السعوديّة وعشتَ فيها لكان لك كلامٌ آخر

يحيى
01-12-2011, 08:24 PM
الأستاذ الفاضل الفارس المفروس
قصدي من الرد واضح فقد بينته في أول رد و في آخر رد, و الكلام واضح جدا, لا يمكن أن تتناول أي دين بغض النظر عن صحته و تناقضاته بالنقد من خلفية دهرية لأن أساس الدهرية غير معقول, فالملحد لا يستطيع و لا يحق له التفوه بكلمات مثل الخطأ و المستحيل و التناقض, و الدهري عموما لا يحق له الانتقاد, لكي ينتقد يجب أن يعطي المعنى لنقده, و هذا محال مع غياب معنى وجوده هو و معنى الحياة, و من يتصور الحياة على أنها عبثية أو على أنها وُجدت لتكون فتنتهي لا يحق له الكلام عن أي شيء.

الأستاذ المُحترم مجرّد إنسان
لا أتكلم هنا عن المملكة السعودية و لا المتابعة القضائية لناصر أبو زيد و لا منع المآذن في سويسرا, ما أقوله مجمل و يمكن تطبيقه على أي نظام إسلاميا كان أم غير إسلامي, فيمكن لك أن تضع مكان الهيئة -و أنا لم اكتب الهيئة و لا أدري ماذا حدث فقد كنت أكتب هيائيتو معرفي مونكتااااارر او شيء من هذا القبيل-, بل يمكن أن تضع "دين الدولة الاسلام, العلمانية", "الامر بالمعروف", "إمارة المومنين", "دولة الحق و القانون" .. أو أي شيء, المهم إستغلال هوية الشعب السيوسيوثقافية. مثلا سويسرا تدعي الديموقراطية و من ضمن الديموقراطية حرية الفكر (تتبعها حرية التدين) فيحق للشعب أن يحكم شرط أن لا يتعارض مع أسس الديموقراطية, لكن الدولة قامت بإستغلال هوية الشعب لتصدر حكما بمنع المآذن ما يتعارض مع تطبيق الديموقراطية, و نفس الشيء نقوله في الحكم على الناس بالتكفير و الخروج و الحرابة و غير ذلك من المصطلحات في دولة لا تحكم أصلا بالاسلام و لا تحقق أدنى مستويات المعيشة و الكرامة و التحضر!!

لا أريد الكلام عن دولة إسلامية معينة, أتكلم عن الدين المؤسساتي (إسلاما كان ام نصرانية, علمانية, شيوعية ..) الذي يستغل هوية الشعب السوسيوثقافية و هي هوية إسلامية المعالم بلا شك في الدول الاسلامية, لضرب أي معارض للمؤسسة بإسم هذا الإنتماء الهوياتي.

معك حق فأنا لا يحق لي أن أتكلم عن المملكة العربية السعودية, فأنا لا أعرف عنها شيئا في الداخل و لا أعرف شيئا عن الصراع الدائر بينهم, لكن إذا كنت تبحث عن رأي إنسان عارف بأحوالهم و يرى أن ما يحدث يُنفر من الإسلام, فدونك هذا الرجل (http://www.youtube.com/watch?v=eAzX6D3GKmY&feature=related).

أنا لا أعرف هل يصح كلامه أو لا يصح, فهذا لا يهمني في شيء, أنا أتكلم هنا بشكل عام و مجمل:
1) هوية الشعب السيوسيوثقافية
2) تحقق مقتضيات الهوية (1) في الواقع الإجتماعي
3) المعارضة [من الشعب: لا ترى حصول (2)]
4) المؤسسة تستخدم (1) لضرب (3) في حين تغيب (2).

هذا ممكن يحدث مع أي دولة و نسبية تحقيق العدالة ممكن عندما يكون هناك تناسق بين (2) و (1) و هذه القاعدة هي الشرح الأمثل لكلام أحد الأئمة (( اللَّهُ يَنْصُرُ الدَّوْلَةَ الْعَادِلَةَ وَإِنْ كَانَتْ كَافِرَةً -لا 4- وَلَا يَنْصُرُ الدَّوْلَةَ الظَّالِمَةَ وَإِنْ كَانَتْ مُؤْمِنَةً -4-)).


و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

ابو يوسف المصرى
01-13-2011, 12:24 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الإحصاءات تؤكد الفكرة الأساسية التى طرحها الأستاذ الفاضل (الفارس مفروس)

فهناك اعتراف رسمى لشنودة الثانى يقول فيه ان 80% من الملحدين كانوا فى الأصل نصارى

مجرّد إنسان
01-13-2011, 10:01 AM
أخي الحبيب يحي...تحيّة طيّبة وبعد:

لربما لا تعلم أنه قد قرّر لي الطبيب أخيراً لبس النظّارات الطبّية....ولعلي وهمتُ في تقويلك ما لم تقله..وأنك بالفعل لم تتحدث عن السعوديّة

دعني ألبس النظّارة....ثواني من فضلك....أها: دعنا نعاود النظر مرّةً أخرى...فماذا أجد؟؟



فسر لي كيف يُعقل أن تجد هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحيث ان السلطة تجلد و تعاقب و تسجن و الشيخ 'الناهي عن المنكر' (على حد قوله) يشرع الجلد و ""الحرابة"" بإسم الإسلام!! ....

لا توجد في الكرة الأرضيّة بل ولا في مجرّة درب التبانة دولة لديها "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" سوى السعودية!!!


و إلا فسر لي ظهور الليبيرالين في أقدس بقعة في الأرض

الذي أعلمه أن أطهر بقعة على وجه الأرض تُسمّى (مع توسيع المفهوم) بلاد الحرمين!!!

فأنت هنا بدأت تُحلّل المعلومات وتمارس التحليل السياسي والفكري لواقعٍ لا تعلمُ عنه شيئاً باعترافك

وبالمناسبة: ليست هذه أوّل مرّة تتحدّث فيها عمّا لا تعرفه...كأنّي بك منذ قديم الزمان تكلّمت عن الوهابية والسلفيّة ونحوهما بحيث كوّنت قاعدتك المعلوماتيّة من غير المصادر الأصليّة (أعني من أتباعها وأرباب فكرها) والتي يتبعها كلّ باحث سيسولوجي أو كيكولوجي أو سمّها ما شئت!!!!


ما هكذا يا سعد تورد الإبل (مسكين سعد تكلّمنا عنه كثيراً في هذا الموضوع)


وأنت عندما تأتي بكلام المسعري...تُعزّز ما أقوله من عدم معرفتك بالواقع السعودي ولا حتى الخليجي...فلا تُحلّل أو تستنج أو تربط أحداثاً بأحداث وأنت لم تدخل هذا العالم لتعرفه من الداخل (طبعاً أقصد الدخول المجازي لا الحقيقي)


ولك منّي كلّ الود والتحيّة:emrose:

يحيى
01-13-2011, 01:38 PM
الأستاذ الفاضل مجرد إنسان
أسلوب بعض المسملين ممن يتكلمون بإسم الاسلام و للأسف هو السبب الذي يجعلني أقتنع بأن ما حدث في الغرب من إنقلاب على الكنيسة ممكن يحدث في العالم الإسلامي إن لم يكن قد بدأ بل إذا حاولنا أن نفهم النفس البشرية نقول: يجب أن يحدث. إبحث عن مفهوم العلمانية في اللاتينية الكنائيسية قديما و ستجد أنها مشتقة من الجهل أي الفصل بين رجل دين و رجل عامي, فإن لم تكن من الكنيسة فأنت لا يحق لك أن تتكلم في أي شيء, لا في كروية الأرض و لا عمر الأرض, أنت جاهل لأنك من العامة, و هذه الأمور من تخصص رجال الدين .. نعم هو نفسه السيناريو يتكرر, الإنسان المسلم يجب أن لا يتدخل لا في الكلام عن الواقع و ما يمكن أن يسببه هذا الواقع من أزمات نفسية .. طيب!! ممكن هذا الإنسان لا يفهم و ما وصل إليه من نتيجة تكون غير صحيحة, لماذا لا نحاوره و نبين له الصواب من الخطأ بالدليل و البرهان بدل "أنت لا تعرف, إذن لا تتكلم" أو التكفير أو التبديع أو التصنيف أو أو ؟؟؟ ..

أين تكلمت أنا عن السعودية في كلامي عن الهيئات؟؟ عندما أقول لك أنا لا أتكلم عن السعودية ثم تعود بالطبيب و النظارة و التبانة و السلفية - و كأنها حلقة قضائية لتصفية حسابات قديمة- لتقول لي أنه لا وجود لهيئة الامر بالمعروف إلا في السعودية, فأقول لك: أنا أولا لم أكن أكتب هيئة بل كتبت هيئاتيئو معرفي مونكتااااارر أو شيء من هذا القبيل و لا أدري من عدل كلامي, ثم هناك تجد "هيئات" و ليس "هيئة" و لا "الهيئة" ثم من السياق تعرف أن المعروف و المنكر هو ما تراه السلطة كذلك, ثم لا وجود لهمزة وصل بين "هيئات" و السؤال الذي يليه و هو مجرد مثال من السعودية في الحديث عن العالم الاسلامي ككل, ثم بينت بعد ذلك أنه يمكن أن تضع أي شيء مكان المعروف و المنكر, المهم أننا نتكلم عن مؤسسات تسيء إستخدام هوية الشعب السوسيوثقافية كما وضحته لك في المعادلة أعلاه.

لنعود إلى سياق كلامنا, ما حدث في الغرب من صراع بين المؤسسة الدينية و المجتمع كانت نتيجة عوامل نفسية أنتجتها طبيعة الواقع الاجتماعي الذي مارست فيه هذه المؤسسة دورا من الأدوار, و هذا ممكن يحدث في العالم الإسلامي أيضا, إن لم يكن قد بدأ, بل في بعض الحالات يجب أن يحدث, و لا مجال هنا لتقول لي أنت لا تعرف العالم الاسلامي, أنت لا تعرف, لا وجود لعالمانيين يقولون بان دولهم تطبق (؟)"الاسلام"(؟), ليس هناك ليبيراليين يرون مشاكل في تزويج الصغيرات و يلصقون هذا بالدين, ليس هناك شيوعيين يعتقدون ان الاسلام -كما تصوره وزارات الأوقاف و الصكوك الغفرانية- دين رأسمالي من درجة الاقطاعية و ليس هناك كتاب يكتبون في الجرائد و المجلات و المواقع, و المسعري لا يفهم, و الذين نسمع عنهم أخبار عندما يذهبون في سفر الى الغرب لا يفهمون, و الذي يطلبون اللجوء لا يفهمون .. طيب أخي, نحن كلنا لا نفهم, لكن أنت أخي تفهم, صحيح؟

طيب, بين لنا وجود العالمانيين وسط المسلمين, فسر لنا هذا.
1) هل كلهم وصلوا الى تلك المعتقدات عن قناعة و عن علم و فكر؟
2) هل كلهم مصابيين بجنون الشهوات و الشبهات؟
3) أم هناك جزئ مهم يعد من الأزمات النفسية التي ينتجها الواقع الاجتماعي الذي يسير على دستور فيه (دين الدولة الاسلام) ؟؟؟
ماذا ترى؟
أجبني هذه المرة بدون تصفية حسابات و ربط هذا الموضوع بكلام عن المنتخب المصري في موضوع آخر ..


وأنت عندما تأتي بكلام المسعري...
هل قرأت هذا الكلام: أنا لا أعرف هل يصح كلامه أو لا يصح, فهذا لا يهمني في شيء, أنا أتكلم هنا بشكل عام...؟؟؟ أم قرأت المسعري فقط؟؟

و هل كلام هذا الرجل عن المؤسسة الكهنوتية و هيبتها الدينية (حسب تعبيره) غير صحيح؟ أنا لا أعرف و قد قلت هذا بشكل واضح, لكن ما رأيك؟؟ هل هو أيضا يكذب؟ يزور الواقع؟ و عندما يقول أن ما يحدث يُنفر الناس من الاسلام, هل يكذب هو أيضا؟ هل يحلل بدون أن يعرف واقع المجتمع الذي يتكلم عنه؟

لندافع عن الحق, و ليس عن الانتماء المذهبي أو الوطني أو القومي أو الجغرافي أو الثقافي.
لا نستطيع أن نواجه المشكلة ما دمنا لا نعترف بها و لا نتحمل صعوبة محاولة وصفها.

عذرا أخي إن رأيت مني سوء أدب مع حضرتك.

حسام الدين حامد
01-13-2011, 04:41 PM
أخي الكريم يحيى:


نعم هو نفسه السيناريو يتكرر, الإنسان المسلم يجب أن لا يتدخل لا في الكلام عن الواقع و ما يمكن أن يسببه هذا الواقع من أزمات نفسية .. طيب!!

نعم .. هناك مشكلة عند بعض طلبة العلم إذ يكاد بعضهم يصل إلى درجة منع العامي أو الواحد من فئام المسلمين من التعليق على العالم بما يراه العامي خطأ .. وهذا خلاف مقتضى النصيحة لله ولرسوله ولعامة المسلمين وخاصتهم.

لكن... هل هذا هو الذي طلبه منك الأخ مجرد إنسان؟؟ هل طلب منك ألا تتكلم ولا تتدخل مطلقًا؟؟



ممكن هذا الإنسان لا يفهم و ما وصل إليه من نتيجة تكون غير صحيحة, لماذا لا نحاوره و نبين له الصواب من الخطأ بالدليل و البرهان بدل "أنت لا تعرف, إذن لا تتكلم" أو التكفير أو التبديع أو التصنيف أو أو ؟؟؟ ..

يا أخ يحيى اخرج قليلًا من دائرة الحوار وانظر لنفسك، تحلل وتشخص المشكلة وتقترح الحل، تطبق ذلك على بلد من البلدان، وهذا البلد لا تعرفه أنت ولم تهتم بقراءة أدبياته المتخالفة، وعندما سئلت أعطيت رابط لفيديو من عشر دقائق، في حوار تلفزيوني... فالأخ إنسان يقول لك إن التحليل لا يكون إلا عن علم بالحال، هل هذا لا يعتبر تبيانًا للصواب؟؟


لم أكن أكتب هيئة بل كتبت هيئاتيئو معرفي مونكتااااارر أو شيء من هذا القبيل

إيه ده؟؟


طيب, بين لنا وجود العالمانيين وسط المسلمين, فسر لنا هذا.
1) هل كلهم وصلوا الى تلك المعتقدات عن قناعة و عن علم و فكر؟
2) هل كلهم مصابيين بجنون الشهوات و الشبهات؟
3) أم هناك جزئ مهم يعد من الأزمات النفسية التي ينتجها الواقع الاجتماعي الذي يسير على دستور فيه (دين الدولة الاسلام) ؟؟؟
ماذا ترى؟

هذا هو الذي ظننته أخي الكريم، عندك منظومتان من الآراء، إما أن يكون مخالفك على منظومة الأفاعي والثعابين(1)، (2)، أو أن يكون على رأيك(3)، رغم أن الاختيارات لا تنحصر في هذه الثلاثة أبدًا كقسمة عقلية حتى تجعلها هي السكة التي نختار منها.

أخي الحبيب..
لم أتدخل الآن للرد ولا للسؤال .. ولكن محاولة أرجو أن تكون صادقة لترى تحميلك لكلام غيرك ما لا يحتمل والخلل الذي في منهجك في الحوار، ومثلك أهل لأن يقف على هذا الخلل بمجرد الإشارة، وحقيق بأن يصوبه أحسبك والله حسيبك.

وفقكم الله.

يحيى
01-13-2011, 05:53 PM
هذا هو الذي ظننته أخي الكريم، عندك منظومتان من الآراء، إما أن يكون مخالفك على منظومة الأفاعي والثعابين(1)، (2)، أو أن يكون على رأيك(3)، رغم أن الاختيارات لا تنحصر في هذه الثلاثة أبدًا كقسمة عقلية حتى تجعلها هي السكة التي نختار منها.
لا أخي الكريم, المشكلة هنا تحصل بسبب سوء تفاهم, فليس هناك أفاعي و لا ثعابين و لا تبانة و لا رأيى. هب أن (3) هو رأيى فهل هذا يعني أني أنا أستثني حصول 1 و 2 و ربما أكثر 4,5, .. داخل في ((ماذا ترى؟))؟؟ أين تقرأ و من أين فهمت أنني أحصر الاختيارات في ثلاثة, و من أين أستقرأت أنني أفهم ردة المسلمين و آعتناقهم مذاهب
دهرية من زاوية سيكولوجية فقط؟؟


ا أخ يحيى اخرج قليلًا من دائرة الحوار وانظر لنفسك، تحلل وتشخص المشكلة وتقترح الحل، تطبق ذلك على بلد من البلدان، وهذا البلد لا تعرفه أنت ولم تهتم بقراءة أدبياته المتخالفة، وعندما سئلت أعطيت رابط لفيديو من عشر دقائق، في حوار تلفزيوني... فالأخ إنسان يقول لك إن التحليل لا يكون إلا عن علم بالحال، هل هذا لا يعتبر تبيانًا للصواب؟؟
لا أطبق ذلك على بلد من البلدان, لا أخصص, بل عممت و ذكرت ذلك تكرارا و مرارا, لكن هناك بعض الحالات التي يقرأ فيها الإنسان ما يريد أن يقرأه لحاجة في نفس يعقوب قضاها. أنا عندما آتي بأمثلة و أقول كيف تفسر كذا ..؟ كيف تفسر كذا و كيف تفسر؟ أيعقل أن .. ؟؟ هذه أسئلة إن تم الإجابة عليها فقد خصصنا و أنزلنا القاعدة بالتخصيص على مثال مُحدد و هذا لم يحصل في كلامي, بل كلامي كله يعبر عن غياب هذا التخصيص, و الأخ عندما قرأ "هيئات" وضع همزة وصل ضرورية بينها و بين السؤال عن ظهور الليبيراليين في أقدس بقعة في الأرض, بينما الحقيقة لا تُلزم بذلك, هذا خطأ و الخطأ الثاني هو الذي تسميه أنت هنا "تطبق ذلك على بلد من البلدان" و هذا لم يحصل.

وهذا البلد لا تعرفه أنت ولم تهتم بقراءة أدبياته المتخالفة،
أنا لا أريد أن أناقش بلدا بعينه, فهذا مخالف لقوانين المنتدى, و لا أريد أن أتكلم عن زعماء عرب و شيوخ و مؤسسات كهنوتية معينة في بلدان معينة, و لذلك من الأفضل أن نترك التعليقات من قبيل "لا تعرف هذا البلد", فأنا قلت لا أعرف إحتراما لقوانين المنتدى و لا أريد أن أدخل هنا في صراع مع المذهبيين و الوطنيين من إخواننا المسلمين.


وعندما سئلت أعطيت رابط لفيديو من عشر دقائق، في حوار تلفزيوني... فالأخ إنسان يقول لك إن التحليل لا يكون إلا عن علم بالحال، هل هذا لا يعتبر تبيانًا للصواب؟؟
أنا لم أُسئل, أم تقصد أنا من سئل؟ لا أدري, على أي أنا لم أضع الفيديو لأجيب على سؤال, فالسؤال مطروح و مفتوح و إذا أجبنا عليه بدقة و بدليل فسوف نخصص و نطبق القاعدة على بلد معين, و هذا طبعا لا أريد فعله, فأنا أتكلم بشكل عام, لذلك قلت أن ما قيل في الفيديو لا يهمني هل هو كلام صحيح أم كلام خاطئ:

و هذا هو كلامي:


أنا لا أعرف هل يصح كلامه أو لا يصح, فهذا لا يهمني في شيء, أنا أتكلم هنا بشكل عام و مجمل:
1) هوية الشعب السيوسيوثقافية
2) تحقق مقتضيات الهوية (1) في الواقع الإجتماعي
3) المعارضة [من الشعب: لا ترى حصول (2)]
4) المؤسسة تستخدم (1) لضرب (3) في حين تغيب (2).

لماذا لا يهمنى؟ أنا لا أريد أن أخصص, فلا أركز هنا على الدين المؤسساتي النصراني فقط, و لا الدين المؤسساتي الاسلامي و لا أي دين آخر من الأديان الوضعية و المحرفة, فما حصل بين الكنيسة و الغربيين, يمكن أن يحصل بين أي مؤسسة دينية أخرى و الشعب حيثما وجدت نفس التفاعلات النفسية التي تحس بالتحقير و الظغط و حبس الأنفاس و كتم الأفواه في مجتمع لا يحقق أدنى مستويات العدل و المعيشة و الكرامة و التحضر.

أعتقد أننا إبتعدنا عن الموضوع قليلا !

أعتقد أنه علينا أن نهتم بالقراءة و نصرف الوقت في القراءة أكثر مما نصرفه في الرد و التفكير فيه!

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

حسام الدين حامد
01-13-2011, 10:26 PM
قال من قد سلف : ( لا ترد على أحد جواباً حتى تفهم كلامه ، فإن ذلك يصرفك عن جواب كلامه إلى غيره ، و يؤكد الجهل عليك ، و لكن افهم عنه ، فإذا فهمته فأجبه و لا تعجل بالجواب قبل الاستفهام ، و لا تستح أن تستفهم إذا لم تفهم فإن الجواب قبل الفهم حُمُق ) . [ جامع بيان العلم و فضله 1/148 ].

عملًا بهذه النصيحة، فحدة الرد وسرعته والإصرار عليه يجعلني أظن أني مش فاهم ماذا تريد، ولا فيم تختلف، كمثلك لا تدري هل سَألتَ أو سُئلت، وحيث إني مش فاهم رغم إني قرأت الرد أكثر من مرة، فيكفيني هذا القدر، وقد صدقت في حاجتنا للقراءة أكثر من الرد والتفكير فيه، بالفعل هناك مؤلفات أولى بالقراءة.

ولا تزعل أخي الكريم، فلستُ عليك بوكيل، وإنما هي محاولة لحوار ثم محاولى لتصحيح مسار حوار، وكلتاهما باء بالفشل، والعيب عندي.

وأرد على سلامك ختاماً:
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته

memainzin
01-16-2011, 11:02 AM
أستاذنا الكريم
حسام الدين حامد العيب فى العنوان
أنا واحد من عوام هذا المنتدى الكريم
لو كنت نصرانياً لألحدت !
هوسبب الإختلاف وسؤ الفهم الذى حصل !!
الأستاذ الكريم الفارس مفروس
هل يمكن تغيير هذا العنوان
لو كنت نصرانياً لألحدت !
90 %من رواد هذا المنتدى عوام ولاأدريين وملحدين وعلمانيين