a7med89
01-13-2011, 03:38 PM
http://www.onislam.net/arabic/oimedia/onislamar/images/mainimages/arrogant.jpg
الشيخ عبد السلام البسيوني
كنا نتحدث عن المروءات، والمعالي، والسيادة وأخلاق السادة، في مقارنة بين أبناء الأصول وأبناء "الإيه" فقال صديقي مستغرقًا في ضحكة مندهشة، خذ هذه:
صادفت ذات حج رجلاً مسنًّا، قد ضلّ عن مطوّفه، وعن أهله، وعن رفاقه. وكان أميًّا، ساذج الهيئة، لا يجد حيلةً، ولا يهتدي سبيلاً.. فاحتسبت الأجر، ونويت أن أعينه على الوصول لمأمنه، وظللت أسأل وهو معي، حتى اهتدينا – بعد نحو ساعتين من العناء والعياء – إلى خيمة أهله في منى، رغم الزحام، وبُعد المسافة، وجهلي بالمكان.. فلما أوصلته ودّعته قائلاً: في أمان الله يا عمي الحاج.. مع السلامة.
فإذا به يصرخ في بلهجة متعالية حيرتني وألجمتني: أنا عمك أنت؟ ما بقي إلا أنت؟ "رح.. رح.." فألجمتني الدهشة، وانصرفت وأنا أضرب كفًّا بكف، وأستغفر الله تعالى؛ كراهية للجدال في الحج.
قلت لصاحبي: ولم العجب وأنت تعلم أن من بني البشر كائنات مسكينة أوقعتها "قلة العقل، والخيبة القوية" في اعتقاد نرجسي مرضيّ، يرون به أنهم متميزون عن سائر البشر؛ فإذا كان عباد الله مخلوقين من طين، أو من ماء مهين، فإن "البعداء" يعتقدون أنهم مخلوقون من ماء آخر: ربما من ماء زمزم، من ماء المزن، من ماء الورد، من ماء الرمان! المهم أنهم ليسوا كالناس، فلهم خصوصية في كل شيء.
لا يرد أحدهم السلام إذا ألقيت عليه السلام، وإذا ناديته لم يُعِرْك أي اهتمام، وإذا سار على الأرض – كالبشر – رفع رأسه، وجرّ ثوبه، وثنى عطفيه، وصعّر خدّه.. وإذا نطق تآكلت الحروف على لسانه، والتصقت بأسنانه، واسترخت، وتمطت، وشطحت، واغتربت..فإذا تعرض المسكين لأهون شدة، وجدت قلبه قلب طائر، وعقله عقل جاهل. (http://www.onislam.net/arabic/fiqh-a-tazkia/faith-reflections/127442-2010-12-30-10-04-37.html)
لمتابعة باقى الموضوع (http://www.onislam.net/arabic)
المصدر
موقع اون اسلام (http://www.onislam.net/arabic)
الشيخ عبد السلام البسيوني
كنا نتحدث عن المروءات، والمعالي، والسيادة وأخلاق السادة، في مقارنة بين أبناء الأصول وأبناء "الإيه" فقال صديقي مستغرقًا في ضحكة مندهشة، خذ هذه:
صادفت ذات حج رجلاً مسنًّا، قد ضلّ عن مطوّفه، وعن أهله، وعن رفاقه. وكان أميًّا، ساذج الهيئة، لا يجد حيلةً، ولا يهتدي سبيلاً.. فاحتسبت الأجر، ونويت أن أعينه على الوصول لمأمنه، وظللت أسأل وهو معي، حتى اهتدينا – بعد نحو ساعتين من العناء والعياء – إلى خيمة أهله في منى، رغم الزحام، وبُعد المسافة، وجهلي بالمكان.. فلما أوصلته ودّعته قائلاً: في أمان الله يا عمي الحاج.. مع السلامة.
فإذا به يصرخ في بلهجة متعالية حيرتني وألجمتني: أنا عمك أنت؟ ما بقي إلا أنت؟ "رح.. رح.." فألجمتني الدهشة، وانصرفت وأنا أضرب كفًّا بكف، وأستغفر الله تعالى؛ كراهية للجدال في الحج.
قلت لصاحبي: ولم العجب وأنت تعلم أن من بني البشر كائنات مسكينة أوقعتها "قلة العقل، والخيبة القوية" في اعتقاد نرجسي مرضيّ، يرون به أنهم متميزون عن سائر البشر؛ فإذا كان عباد الله مخلوقين من طين، أو من ماء مهين، فإن "البعداء" يعتقدون أنهم مخلوقون من ماء آخر: ربما من ماء زمزم، من ماء المزن، من ماء الورد، من ماء الرمان! المهم أنهم ليسوا كالناس، فلهم خصوصية في كل شيء.
لا يرد أحدهم السلام إذا ألقيت عليه السلام، وإذا ناديته لم يُعِرْك أي اهتمام، وإذا سار على الأرض – كالبشر – رفع رأسه، وجرّ ثوبه، وثنى عطفيه، وصعّر خدّه.. وإذا نطق تآكلت الحروف على لسانه، والتصقت بأسنانه، واسترخت، وتمطت، وشطحت، واغتربت..فإذا تعرض المسكين لأهون شدة، وجدت قلبه قلب طائر، وعقله عقل جاهل. (http://www.onislam.net/arabic/fiqh-a-tazkia/faith-reflections/127442-2010-12-30-10-04-37.html)
لمتابعة باقى الموضوع (http://www.onislam.net/arabic)
المصدر
موقع اون اسلام (http://www.onislam.net/arabic)