هشام بن الزبير
01-15-2011, 10:53 PM
الحمد لله مذل المستكبرين, وقاصم الجبابرة والفراعين, الذي صنع الكليم على عينه, في كنف فرعون عينه, لنعلم أن مكر الطغاة يبور, وأن ربنا هو الحليم الصبور, كما أرانا أمس لطيف قدرته, فأدال دولة الخبيث الفاجر, فرعون تونس الزنديق, الذي تزلف لأسياده العلوج بحرب التوحيد, فصرخ فيهم إني أفلحت فيما قصر عنه الأقران, لقد حلقت اللحى وأحرقت الخُمُر وجففت المنابع, فاغرق يا لكع في بحر خطئيتك, كما غرق قبل سلفك وإمامك.
إن فيما جرى عبرة وفكرة, فليل الظلم لا يدوم, ودعاء المظلوم يسمعه الحي القيوم, وسهام الليل لا تخطئ والظّلوم الغشوم ليس يدري متى يأتيه أمر الله, أبالليل أم بالنهار؟ فيا لها من عبرة لمن كان ذا قلب, تلقب بزين العابدين فغدا زين الهاربين, خرج من قصر عامر, وبذخ غامر, يجر أذيال العار, يحمل ذلته, ويداري علته, تسلل كاللص الفاسق, متلفعا بالغاسق, ليطير طوال الليل, يستجدي أرضا تقبله, فلا يرى إلا صدودا, ولا يسمع إلا مستعيذا, بل إن العلوج وقد علفوا جثته, قد عافوا رمته, وكرهوا قربه, وخفروا جواره, فاعجب لرجل خرج من سلطانه, فإذا به لا يرى إلى الريح, ولا يبصر إلا السحاب, وفؤاده هواء, ولسنا ندري كيف قلته النصارى واليهود, ثم يقبله منا أحد؟
يالها من رأس تدحرجت, ويالها من ضائقة انفرجت, يامن اقتلعت الزيتونة أو كدت, وبكل مكرك لدين الإسلام كدت, يامن أذللت الحرائر, واقترفت الجرائر, يا من أحييت ذكرى فرعون وهامان, هاهي أرض الإسلام قد نفتك, كما ينفي الكير خبث الحديد.
يا أهل تونس, يا أبناء سحنون وابن أبي زيد, ليس الشأن في ذهاب عمرو أو زيد, إنما الشأن في عز الإسلام وكسر القيد. توبوا وأخلصوا لباريكم, اسقوا الزيتونة بخالص الحبر, وأحيوا القيروان بالقرآن والذكر, فكأن قد نلتم المنى, وكأن حزتم قصب السبق, الإسلام الإسلام, لا يخدعنكم بنو عَلمان, صموا الآذان عن غير نداء الأذان, لن تأتيكم نظم البشر, بخير من هذا الذي اندحر, اعمروا المساجد, وأروا الأبعد ما يسوءه, فقد زعم أنه جفف نبع الدين, فنغصوا عليه ثمالة أيامه, كي يرى أن الإسلام ما خف وما جف, بل الذي جف مستنقع علمانيته, ومستقذر زندقته.
يا رؤوس العرب, هذه رأس منكم قد سقطت, وهذه عقد بني علمان قد انفرطت, فاعتبروا قبل أن يعتبر بكم, فكأني بأكثركم متوجسا مترقبا, يتساءل: يا ليت شعري, هل أٌمهل حتى تقلع بي الطائرة؟
تحيتي للشيخ أبي عبد الله منير المظفر التونسي الصادح بالقرآن, لئن كنت في الأسر, فعجل الله فرجك وإن كنت ميتا, فجعل الله الفردوس بيتك.
إن فيما جرى عبرة وفكرة, فليل الظلم لا يدوم, ودعاء المظلوم يسمعه الحي القيوم, وسهام الليل لا تخطئ والظّلوم الغشوم ليس يدري متى يأتيه أمر الله, أبالليل أم بالنهار؟ فيا لها من عبرة لمن كان ذا قلب, تلقب بزين العابدين فغدا زين الهاربين, خرج من قصر عامر, وبذخ غامر, يجر أذيال العار, يحمل ذلته, ويداري علته, تسلل كاللص الفاسق, متلفعا بالغاسق, ليطير طوال الليل, يستجدي أرضا تقبله, فلا يرى إلا صدودا, ولا يسمع إلا مستعيذا, بل إن العلوج وقد علفوا جثته, قد عافوا رمته, وكرهوا قربه, وخفروا جواره, فاعجب لرجل خرج من سلطانه, فإذا به لا يرى إلى الريح, ولا يبصر إلا السحاب, وفؤاده هواء, ولسنا ندري كيف قلته النصارى واليهود, ثم يقبله منا أحد؟
يالها من رأس تدحرجت, ويالها من ضائقة انفرجت, يامن اقتلعت الزيتونة أو كدت, وبكل مكرك لدين الإسلام كدت, يامن أذللت الحرائر, واقترفت الجرائر, يا من أحييت ذكرى فرعون وهامان, هاهي أرض الإسلام قد نفتك, كما ينفي الكير خبث الحديد.
يا أهل تونس, يا أبناء سحنون وابن أبي زيد, ليس الشأن في ذهاب عمرو أو زيد, إنما الشأن في عز الإسلام وكسر القيد. توبوا وأخلصوا لباريكم, اسقوا الزيتونة بخالص الحبر, وأحيوا القيروان بالقرآن والذكر, فكأن قد نلتم المنى, وكأن حزتم قصب السبق, الإسلام الإسلام, لا يخدعنكم بنو عَلمان, صموا الآذان عن غير نداء الأذان, لن تأتيكم نظم البشر, بخير من هذا الذي اندحر, اعمروا المساجد, وأروا الأبعد ما يسوءه, فقد زعم أنه جفف نبع الدين, فنغصوا عليه ثمالة أيامه, كي يرى أن الإسلام ما خف وما جف, بل الذي جف مستنقع علمانيته, ومستقذر زندقته.
يا رؤوس العرب, هذه رأس منكم قد سقطت, وهذه عقد بني علمان قد انفرطت, فاعتبروا قبل أن يعتبر بكم, فكأني بأكثركم متوجسا مترقبا, يتساءل: يا ليت شعري, هل أٌمهل حتى تقلع بي الطائرة؟
تحيتي للشيخ أبي عبد الله منير المظفر التونسي الصادح بالقرآن, لئن كنت في الأسر, فعجل الله فرجك وإن كنت ميتا, فجعل الله الفردوس بيتك.