المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إعلان صورة من تاريخنا العظيم - عالم - وسلطان .......!



إلى حب الله
01-18-2011, 03:03 PM
منقول ....

إن في قصصهم لعبرة لأولي الألباب ....

السلطان الذي رُفضت شهادته !!..

نحن الآن في مدينة (بورصة) : في عهد السلطان العثماني (بايزيد الأول) ..
والملقب بـ : (الصاعقة) !!.. وهو السلطان المسلم الفاتح الكبير.. فاتح بلاد (البلغار) و(البوسنة) و(سلانيك) و(ألبانيا) ..
وهو أيضا ًالسلطان الذي سجل انتصاراً ساحقاً على الجيوش الصليبية .. والتي دعا إلى حشدها البابا (بونيفاتيوس التاسع) :
لطرد المسلمين من أوروبا .. والتي اشتركت فيها : خمس عشرة دولة أوروبية : كانت (إنجلترا) و(فرنسا) و(المجر) من بينها !
فانتصر بفضل الله عليهم جميعا ً: وذلك في المعركة التاريخية المشهورة والدامية .. معركة (نيجبولي) 1396 م ..

هذا السلطان المسلم الفاتح :
طـُلبَ منه في أحد الأيام : حضوره للإدلاء بشهادة أمام القاضي والعالم العثماني : (شمس الدين فناري) ...
فدخل السلطان المحكمة .. ووقف أمام القاضي : وقد عقد يديه أمامه : مثله مثل أي شاهد عاديّ !!..
فرفع القاضي بصره إلى السلطان بدوره .. وأخذ يتطلع إليه بنظرات لوم ٍقبل أن يقول له :

" لا يمكن قبول شهادتك !!.. فأنت لا تشهد صلاة الجماعة !!.. ومن لا يشهد صلاة الجماعة دون عذر شرعي :
يُمكن أن يكذب في شهادته " !!!..

نزلت كلمات القاضي نزول الصاعقة على رؤوس الحاضرين في المحكمة !!.. كان هذا اتهاماً كبيراً بل :
إهانة ًكبيرة ًللسلطان (بايزيد) أمام كل الحضور !!.. والذين تسمروا في أماكنهم .. وقد حبسوا أنفاسهم :
وقد تخيل بعضهم أنه ربما طار رأس القاضي بإشارة واحدة من السلطان : جزاء ما قال !!..
ولكن السلطان الفاتح : لم يقل شيئاً !!.. بل استدار وخرج من المحكمة : بكل هدوء ........!

وفي اليوم نفسه : أصدر السلطان (بايزيد) أمراً ببناء جامع : ملاصق لقصره !!.. وعندما تم تشييد الجامع :
بدأ السلطان يؤدي صلواته في الجماعة !!!..
-------
هذا ما سجله المؤرخ التركي (عثمان نزار) في كتابه : (حديقة السلاطين) !!.. والمؤلف قبل مئات السنين ..
وحقا ً...
عندما كان المسلمون يملكون أمثال هؤلاء العلماء : ملكوا أمثال هؤلاء السلاطين !...

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

د . عبدالباقى السيد
01-26-2011, 06:40 PM
بارك الله فيك أخى الحبيب
ومن جملة ما ورد بين العلماء والسلاطين ما وقع بين المنذر بن سعيد البلوطى والناصر الأندلسى بشان بناء الناصر لمدينة الزاهرة .
وأترككم لمطالعة الحوار فى بعض المصادر ومنها منتقى نفحة الأنفس لابن غالب وغيرها .

اخت مسلمة
01-27-2011, 02:39 AM
بارك الله فيكم ....


" لا يمكن قبول شهادتك !!.. فأنت لا تشهد صلاة الجماعة !!.. ومن لا يشهد صلاة الجماعة دون عذر شرعي :
يُمكن أن يكذب في شهادته " !!!..


سبحان الله ..!!!
ياترى كم عدد من لايجب أن تقبل شهادتهم اذن في زمننا هذا ...؟؟؟!!

إلى حب الله
01-27-2011, 07:32 AM
جزى الله خيرا ًأخي الدكتور عبد الباقي والأخت مسلمة على التعليق الطيب ..
والحقيقة أني عندما أحببت نقل هذا الموضوع للقراء هنا ..
كانت نيتي هي ذكر مثال (واحد) فقط من عشرات الأمثلة على مثل هذا من تاريخنا العظيم ..
وذلك :
في بيان أن تاريخ أمة الإسلام الزاخر : يكفي مؤونة كل مَن أراد أن يُعطي المسلمين القدوة الحسنة في كل
شيء .. أو أراد أن يستحثهم (حكاما ًومحكومين) على حسن السير في الدنيا بما أمر الله عز وجل ..
--------
ولكن الآن ..
وبعد أن فتح أخي الحبيب الدكتور عبد الباقي شهيتي بذكره للعالم (المُنذر بن سعيد البلوطي) وخليفة
قرطبة (الناصر) :
فأعتقد أنه من الجيد أن أواصل هذا الموضوع ببعض القصص الأخرى على فترات : تضيء للأمة أمثلة ً
شامخة ًسامية ًمن ورثة الأنبياء (وهم العلماء الربانيين) .. ومن خلفاء الله في رعية العباد في الأرض (وهم
السلاطين والخلفاء وولاة الأمور) ......
--------
ولعله من المناسب والجيد هنا : أن أبدأ بذكر الواقعة التي أشار إليها أخونا الفاضل الدكتور عبد الباقي ..
فأقول .....

إلى حب الله
01-27-2011, 08:35 AM
الخليفة الذي وعظه القاضي العالمِ من على المنبر !!...

تدور أحداث هذه الواقعة : في القرن الرابع الهجري .. في الأندلس هذه المرة ..
حيث تولى قضاء مدينة قرطبة : العالم الرباني : (المُنذر بن سعيد) رحمه الله عام 339 هـ ..
وظل في القضاء مدة الخليفة (الناصر) .. وظل فيه فترة خلافة ابنه : (الحَكم المستنصر) أيضا ً.. إلى
أن توفاه الله عز وجل عام 355 هـ ..
وحدث في وقته : أن الخليفة الناصر رحمه الله : قد انشغل انشغالا ًكبيرا ًفي بناء مدينة (الزهراء) ...
والتي بالغ كثيرا ًفي الإشراف عليها وزخرفتها وتنميقها وإتقان قصورها ..
إلى أن تخلف مرة ًعن صلاة الجُمعة في المسجد الكبير الجامع بقرطبة خلف (المُنذر بن سعيد) ..
وحزن لذلك القاضي العالم الرباني (المُنذر) .. ولا سيما أنه لم يرَ الانشغال ببناء هذه المدينة الجديدة
وزخرفتها : لم يرَ ذلك مُسوغا ًمقبولا ًلانشغال الخليفة عن صلاة الجُمعة في الجامع الكبير بالعاصمة :
لما في ذلك من أثر كبير على الرعية !!......

فلما حضر الخليفة الناصر لصلاة الجُمعة في الجامع الكبير بعد انتهائه من بناء مدينة (الزهراء) :
صعد القاضي العالم (المُنذر بن سعيد) المنبر (وكان هو إمام الجُمعة وخطيبها) ..
فذكر في بداية خطبته قول الله عز وجل :
" أتبنون بكل ريع ٍ: آية ًتعبثون ؟!.. وتتخذون مصانع : لعلكم تخلدون ؟!.. وإذا بطشتم :
بطشتم جبارين ؟!.. فاتقوا الله وأطيعون .. واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون .. أمدكم بأنعام ٍ
وبنين .. وجناتٍ وعيون .. إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم " الشعراء 128 : 135 ..

ومضى في خطبته على هذا المنوال من التذكير الخاشع .. والموعظة المؤثرة .. والقول البليغ :
حتى أثر في النفوس والقلوب .. وما زال بالناس : حتى أخذ منهم الخشوع كل مأخذ .. وحتى
ضج المسجد على سعته بالبكاء !!.. بما فيهم الخليفة الناصر نفسه .. والذي تأثر أيما تأثر بالكلمات
التي اخترقت نفسه وقلبه كالسهام الماضية ... فبكى وندم على ما فعل ...
وهذا هو ثمرة (الصدق) و(الورع) في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر : ولا سيما من عالم ٍعامل كـ
(المُنذر بن سعيد) رحمه الله ...

لحظة ........
فالقصة لم تنتهي بعد ..........!

فالخليفة الناصر (وبرغم تأثره بالخطبة البليغة) : فلم يستطع التحكم في نوازع نفسه التي أصابها ما أصابها
من التعريض الصريح لشخصه من القاضي (المُنذر) في الخطبة .. وأزعجت نفسه أن الرعية قد لاحظوا وعرفوا
ذلك أيضا ً.. فشكا ذلك لولده (الحَكم) وقال له :
والله لقد تعمدني (مُنذر) بخطبته : وما عنىَ بها غيري .. فأسرف عليّ .. وأفرط في تقريعي .. ولم يحُسن
السياسة في وعظي ..
فأقسم الخليفة الناصر على هذا : ألا يُصلي خلف (المُنذر) صلاة الجمعة مرة ًأخرى .. وصار بالفعل يُصليها
خلف (أحمد بن مطرف) صاحب الصلاة بقرطبة : وذلك بجانب الصلاة في (الزهراء) ..
وعند ذلك قال له ابنه (الحَكم) :
وما الذي يمنعك من عزل (مُنذر) عن الصلاة بك إذا كرهته ؟!...

وهنا .....
ظهرت أصالة معدن الخليفة بأخلاق الإسلام .. وغلب الدين على نوازع النفس فقال زاجرا ًلولده :

لا أ ُم لك !!.. (وهي كلمة كناية عن الاستنكار الشديد) أمِثلَ (المُنذر بن سعيد) في فضله وخيره وعلمه :
يُعزل لإرضاء نفس ٍناكبةٍ عن الرُشد : سالكةٍ غير القصد ؟!!.. هذا ما لا يكون ...
وإني لأستحيي من الله ألا أجعل بيني وبينه في صلاة الجُمعة : شفيعا ًمثل (مُنذر) في ورعه وصدقه ...
ولكن أحرجني : فأقسمت (يقصد هنا بقسمه ألا يُصلي خلفه الجُمعة) .. ولوددت أن أجد سبيلا ًإلى كفارة
يميني بمُلكي !!.. بل يُصلي بالناس حياته وحياتنا إن شاء الله تعالى .. فما أظننا نعتاض عنه أبدا ً....
انتهى ..
------------
والواقعة نجدها مسطورة ًفي كتب مثل (منتقى نفحة الأنفس) لابن غالب وغيرها كما ذكر الدكتور عبد الباقي
جزاه الله خيرا ًفي تعليقه .....
------------
ولا يسعني هنا إلا أن أقول :
ما أحوج الأمة لمثل هذه المنارات الشامخة اليوم : لتـُنير لنا ظلمات الجهل والنفاق بين العالم والسلطان !!.....
ولا يسعني أيضا ًقبل الختام :
أن أذكر أن هذا القاضي العالم الجليل (المُنذر بن سعيد) : كان شديدا ًفي الحق .. دائم النصح للخليفة في السر
والعلن .. وبرغم كونه ظاهريا ً: إلا أنه كان لا يفتي إلا بمذهب الإمام مالك رحمه الله ..
وهو العالم الذي اشتهرت قصته بين الكثيرين للأسف (من غير أن يعرفوا اسمه) : صاحب الموقف الشهير عندما
أخذ الخليفة الناصر يتباهى بين وزرائه وأقاربه وخدمه : بإسرافه في البناء والتشييد :
حيث كان ينوي بناء سقف القبيبة : قراميدَ مُغشاة ذهبا ًوفضة !!.. فسأل مَن حوله مُفتخرا ً:
" هل رأيتم أو سمعتم ملكا ًكان قبلي : فعل مثل فعلي هذا : أو قدر عليه ؟! " ..
وكان فن العمارة الأندلسي في أوجه ذلك الوقت ...
فقالوا :
" لا يا أمير المومنين .. وإنك لواحدٌ في شأنك كله .. وما سبقك إلى مُبتدعاتك هذه ملكٌ رأيناه .. ولا انتهى
إلينا خبره " !!...
ولكنه عندما التفت ليسأل القاضي (الُمنذر بن سعيد) نفس السؤال :
فلم يتمالك هذا الأخير أن بكى ثم أقبل عليه قائلا ً:
" والله يا أمير المومنين .. ما ظننت أن الشيطان لعنه الله : يبلغ منك هذا المبلغ !!.. ولا أن تـُمكنه من قلبك
هذا التمكين : مع ما آتاك الله من فضله ونعمته !!.. وفضلك به على العالمين : حتى يُنزلك منازل الكافرين ...
إلى آخر ما قاله هذا العالم الرباني القاضي .. والذي ذكر للخليفة الناصر من ضمن ما ذكر : قول الله تعالى :
" وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً (أي في الرغبة في الكفر) : لَجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ : سُقُفًا مِّن
فَضَّةٍ (أي لمزيد إغوائهم على ما اختاروه لأنفسهم من الكفر : لكي يكون حسابهم أشق من بعد التنعيم) !!..
وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ !!.. وَلِبُيُوتِهِمْ : أَبْوَابًا وَسُرُرًا : عَلَيْهَا يَتَّكِؤُونَ !!.. وَزُخْرُفًا !!.. وَإِن كُلُّ ذَلِكَ : لَمَّا
مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا .. وَالْآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ : لِلْمُتَّقِينَ " الزخرُف 33 : 35 ..
حتى انتهى أمر الخليفة الناصر أخيرا ًبهذا الوعظ الشديد : إلى أن قام بنقض ما نوى من سقف القبيبة !!!!!...

رحم الله أولئك العلماء .. وهؤلاء السلاطين ......!

مستفيد..
01-27-2011, 01:08 PM
بارك الله فيك..ما أحوج أمتنا لتعرف أن صلاح الأمراء بصلاح الفقهاء بقول كلمة الحق عند الملوك والسلاطين لا يخافون في الله لومة لائم..
جاء في كتاب العقد الفريد للأندلسي أن عمر بن عبد العزيز لما ولّي الخلافة كتب إلى الحسن بن ابي الحسن البصري أن يكتب إليه بصفة الإمام العادل..فكتب إليه الحسن رحمه الله:
" اعلم يا أمير المؤمنين أن الله جعل الإمام العادل قوام كل مائل..وقصد كل جائر وصلاح كل فاسد وقوة كل ضعيف ونَصَفَةَ كل مظلوم ومفزَعَ كل ملهوف
والإمام العادل يا أمير المؤمنين كالراعي الشفيق على إبله الرفيق بها الذي يرتاد لها أطيبَ المرعى ويذودها عن مراتع الهَلكة ويحميها من السباع ويكنُّها من أذى الحرّ والقرّ
والإمام العادل يا أمير المؤمنين كالأب الحاني على ولده..يسعى لهم صغارا ويعلمهم كبارا..يكتسب لهم في حياته ويدّخر لهم بعد مماته. والإمام العادل يا أمير المؤمنين كالأم الشفيقة البرة الرفيقة بولدها حملته كرها ووضعته كرها وربته طفلا..تسهر بسهره وتسكن بسكونه ترضعه تاره وتفطمه أخرى وتفرح بعافيته وتغتم بشكايته .
والإمام العادل يا أمير المؤمنين وصيّ اليتامى وخازن المساكين يُربي صغيرهم ويصون كبيرهم..والإمام العادل يا أمير المؤمنين كالقلب بين الجوارح : تصلح الجوارح بصلاحه وتفسد بفساده..والإمام العادل يا أمير المؤمنين هو القائم بين الله وبين عباده..يسمع كلام الله ويُسمعهم..وينظر إلى الله ويُريهم..وينقاد إلى الله ويقودهم ..
فلا تكن يا أمير المؤمنين فيما ملّكك الله عزّ وجل كعبد ائتمنه سيّده واستحفظه ماله وعباده..فبدد المال وشرّد العيال فأفقر أهله وفرّق ماله..
واعلم يا أمير المؤمنين أن الله أنزل الحدود ليزجُر بها عن الخبائث والفواحش..فكيف إذا أتاها من يليها ؟..وأن الله أنزل القصاص حياة لعباده..فكيف إذا قتلهم من يقتصّ لهم ؟
واذكر يا أمير المؤمنين الموت وما بعده..وقلة أشياعِك عنده وأنصارك عليه..فتزود له ولما بعده من الفزع الأكبر..
واعلم يا أمير المؤمنين أن لك منزلا غير منزلك الذي أنت فيه..يطول فيه ثواؤك ويُفرقك أحباؤك..يُسلمونك في قعره فريدا وحيدا..فتزود له ما يَصحَبك
‏{‏‏يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ‏}
واذكر يا أمير المؤمنين {‏‏إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ} فالأسرار ظاهرة والكتاب {لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا}
فالآن يا أمير المؤمنين وأنت في مَهَل قبل حلول الأجل وانقطاع الأمل..لا تحكم يا أمير المؤمنين بحكم الجاهلين ولا تسلك بهم سبيل الظالمين ولا تُسلط المستكبرين على المستضعفين..فإنهم لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة..فتبوء بأوزارك واوزار مع أوزارك وتحمل أثقالك وأثقالا مع أثقالك..ولا يغرّنّك الذين يتنعمون بما فيه بؤسك ويأكلون الطيبات في دنياهم بإذهاب طيباتك في آخرتك..ولا تنظرن إلى قدرتك اليوم ولكن انظر إلى قدراك غدا وانت مأسور في حبائل الموت وموقوف بين يدي الله تعالى في مجمع من الملائكة والنبيين والمرسلين وقد {‏‏ عَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ }.
إني يا أمير المؤمنين وإن لم أبلغ بعظتي ما بلغه أولو النهي من قبلي..فلم آلك شفقة ونصحا..فأنزل كتابي إليك كمداوي حبيبه يُسقيه الكريهة لما يرجو له في ذلك العافية والصحة
والسلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته "..

اخت مسلمة
01-27-2011, 09:17 PM
فأعتقد أنه من الجيد أن أواصل هذا الموضوع ببعض القصص الأخرى على فترات : تضيء للأمة أمثلة ً
شامخة ًسامية ًمن ورثة الأنبياء (وهم العلماء الربانيين) .. ومن خلفاء الله في رعية العباد في الأرض (وهم
السلاطين والخلفاء وولاة الأمور) ......

نعم أستاذنا الفاضل المفضال ,,, نرجو منكم ذلك بقوة فوالله اننا في أحوج الأوقات لقراءة هذه الصور المشرفه والكثير الكثير منا وأنا أولهم جميعاً من أكسل الخلق عن الاطلاع على تاريخنا العظيم الا فيما ندر وقدر الله , فنرجو منكم اكمال هذه السلسلة المباركة وتنويعها وفق أوقاتكم وقدراتكم ولاحرمكم الله أجر التنقيب عن درر الأمر وشموسها ... وجزى الله الدكتور الفاضل عبد الباقي خيراً أن حفز همتكم ولاحرمه الأجر والثواب وان كان هو أيضاً معني في مسألة التنقيب والكشف هذه ..وننتظر منكم أكثر بارك الله في علمكم وماتخطه أقلامكم ..

إلى حب الله
05-26-2011, 01:58 PM
نقل أدبي : مع بعض التصرف اليسير ..

خروج - من بعد دخول النصر !!!..

في مدينة (سمرقند) المعروفة .. هناك قصة شهيرة .. وغريبة في نفس الوقت (ولكنها حقيقية) : قد ذكرها غير
المسلمين أنفسهم في كتبهم وتاريخهم : قبل أن يذكرها أهل التفسير والتاريخ من المسلمين مثل : ابن كثير
والطبري والبلازري وغيرهم ...

ففي تلك الحقبة الزمنية التي أضاء العالم فيها : نورُ الإسلام :
وقف القائد الفذ المسلم الفاتح : (قتيبة بن مسلم) : والذي فتح الله على يديه بلاد ما وراء النهر في أقصى شرق
دولة الإسلام : وقف هذه المرة حائرًا لا يدري ما يفعل .. فهو على أبواب سمرقند العظيمة : ذات المراعي الخضر
والجبال الشاهقة والثروات الوافرة .. والتي رغم أنها بلاد تعبد الأوثان : إلا أنه كان لها جيشًا قويًّا يحميها ..
وتاريخها مع الغزاة : حافل ٌبالانتصارات ... وكان قتيبة يعلم ذلك ..
لقد استعصت سمرقند على الغزاة من قبله .. وها هي تقف الآن عقبةً في طريق فتوحاته نحو الصين .............!

غير أن قائدًا فذًّا كقتيبة : ما كانت لتعييه الحيل .. درس الموقع من حوله .. ثم أمر جيوشه أن تتفرق : وتتجه نحو
الجبال الشاهقة المحيطة بالمدينة .. وكـَمـِنَ المسلمون في الجبال : مختفين عن أعين أعدائهم ..
وفي الصباح وكعادتها : فتحت سمرقند أبوابها .. وبدأ الفلاحون والتجار في الخروج لحقولهم وتجارتهم .. فما راعهم
إلا وجيوش المسلمين تنحدر عليهم من الجبال : كالسيل الهادر ... تجرف في طريقها : كل شيء !!.. وحتى التقت
في وسط المدينة في ساعات : دون أن تـُراقَ لهم قطرة دم واحدة !!!...

لم يكن بوسع سمرقند ساعتها إلا الاستسلام في هذه الهجمة المفاجئة !!.. ففـرَّ قادتها وحكامها وكهنتها إلى الجبال ..
ودخل الناس بيوتهم مذعورين من (الغزاة) : حتى سيطرت جيوش المسلمين على المدينة كلها : دون أية مقاومة ..

شيئًا فشيئًا : بدأ أهل سمرقند يخرجون من بيوتهم : ويتعاملون مع الغزاة الجدد في حذر وترقب .. وما هي إلا أيام :
حتى أدركوا أن المسلمين : لا يريدون بهم الشر !!.. بل هم (غزاة : من نوع جديد إذا صح التعبير بالغزاة) !!..
يرحمون الصغير .. ويساعدون الضعيف .. ويدعون لعبادة إله واحد !!.. لا يسرقون .. ولا ينهبون .. ولا يقتلون ..
بل : ويحمون الأمن !!.. وينشرون السلام !!..
عاملهم أهل سمرقند في التجارة : فوجدوهم أمناء !!.. لا غش ولا كذب !!.. لا ظلم ولا خداع !!..
ولم يكن هذا مألوفا ًفي ذلك الزمان .. وخصوصا ًمن منتصر ٍقوي !!..

وفي أحد الأيام في السوق : قامت مشاجرة بين شاب ٍمن أهل سمرقند : وبين جندي من المسلمين (الغزاة) !!!...
فتجمع الناس في خوفٍ وترقب : ولم يشك أحدهم أن جنود المسلمين سيتجمعون من كل صوب ٍ: لـُيلقنوا الشاب
السمرقندي : درسًا لا ينساه : ليكون عبرةً لكل مَن تسول له نفسه : أن يعتدي على جندي من (الغزاة) !!..
وبالفعل :
تجمَّع الجند المسلمون .. وأحاطوا بالمشاجرة .. ووسط دهشة الجميع : اقتادوا المتخاصمين والشهود إلى القاضي !
ولم يمسوا أحدهم بأذى طوال الطريق !!!..

كان ما حدث عند القاضي : يفوق توقعات أو تخيلات جميع البلدة !!..
أوقف القاضي المسلم الجندي المسلم : بجوار الشاب الوثني سواءً بسواء بلا تمييز !!.. ثم بدأ يُحقق في الأمر بكل
نزاهة !!.. ثم أصدر حكمه أخيرا ًبالذنب : على الجندي المسلم !!!..

هل هذه هي القصة العجيبة ؟.. كلا .. إنها فقط البداية !!..

انتشر الخبر في طول المدينة وعرضها .. وهو أن لهؤلاء (الغزاة) : قضاءً عادلاً ..!
وهناك في الجبال البعيدة : وقف الشاب السمرقندي أمام كبير الكهان الوثنيين : يقص عليه القصة التي أثارت
استعجاب الجميع !!!.. وحين تأكَّد الكهان مما حدث : اتخذوا قرارًا بدا (مجنونًا) : لم يسبقهم إليه أحد !!..
لقد قرر الكهان أن :
يرسلوا بشكواهم ضد (قتيبة بن مسلم) إلى أمير المؤمنين !!!..

انطلق الجواد حاملا ًأحد شباب الكهان إلى مدينة (دمشق) : عاصمة الخلافة الإسلامية آنذاك ..
كانت أحلام النجاح تساور الكاهن الشاب في مهمته الـ (شبه مستحيلة) !!.. وأخذ يعد العدة لما قد يلاقيه
من مصاعب أو سخرية !!..

إذ كيف له أن يدخل على (أمير المؤمنين) الذي يحكم دولةً : لم يسمع التاريخ بمثلها !!.. تمتد من حدود الصين
شرقًا إلى المحيط الأطلسي غربًا !!.. كيف سيتحدث إلى هذا الملك العظيم : والذي فاق في ملكه كسرى وقيصر؟!
ماذا سيقول له : وهو يشتكي إليه أعظم قواده ؟!..
وأخيرًا : ماذا عساه أن يفعل به : وهو من أعدائه وخصوم دولته ؟!!..

لم يكن الكاهن الشاب يعلم أن (أمير المؤمنين) ذا : هو خامس الخلفاء الراشدين !!.. حفيد الفاروق رضي الله عنه
الذي ملأ الدنيا عدلاً !!.. لم يكن يعلم أنه (عمر بن عبد العزيز) .. ذاك الزاهد العابد .. التقي الورع .. والذي
سارت الركبان بقصص عدله وحكمته .. وفاضت بركات الله في عهده على أمته : حتى ما غدا بها جائعٌ ولا مسكين !
وحتى أ ُخرجت الصدقات في أيامه : فلم تجد مَن يأخذها !!..

انتهت رحلة الكاهن الشاب عند بيتٍ قديم ٍمن طين .. في حي ٍمتواضع من أحياء دمشق !!.. هاهنا قالوا له أنه سيجد :
(أمير المؤمنين) !!.. ولم يكد يصدق ذلك ..! إذ كيف لمن يملك الدنيا : أن يكون بيته في مثل هذا المكان المتواضع من
بلدته ؟!.. اقترب الكاهن الشاب من البيت : فإذا رجلٌ يُصلح جدارًا بالطين : وقد غطى الطين ثوبه ويديه .. وكلما
مر عليه أحدٌ قال : " السلام على أمير المؤمنين " !!..
فصُعق الكاهن الشاب مما رأى !!.. أهذا هو ملك الدنيا الذي خضعت له الرقاب ؟!.. إن هذا لشيءٌ عجاب !!..

وبينما هو مندهشٌ يتأمل من بعيد : إذ جاءت امرأة ٌمع ابن ٍلها : تطلب من أمير المؤمنين أن يزيد عطاءها من بيت مال
المسلمين .. وفي أثناء ذلك : مال ابنها على لعبة في يد ابن أمير المؤمنين فخطفها منه .. فلما حاول ابن الخليفة استرداد
لعبته : لطمه ابن المرأة السائلة : فسال الدم من وجهه !!.. وكأي أم : هرعت زوجة أمير المؤمنين إلى ابنها :
فضمته وضمدته ..! وانفجرت صارخةً في المرأة وطفلها ....

فهل تدرون من هي زوجة الخليفة هذه ؟!.. إنها (فاطمة بنت عبد الملك بن مروان) : ربيبة القصور والمـُلك .. والتي
أبوها وزوجها وإخوانها الأربعة : من أعظم خلفاء المسلمين !!.. فتصدقت بكل ما لديها لبيت مال المسلمين لما تزوجت
عمر !!!.. فماذا فعل (أمير المؤمنين) في هذا الموقف ؟..

نظر عمر إلى وجه المرأة وابنها الذان علاهما الرعب .. فهدأ من روعها !!.. وأخذ اللعبة من ابنه وأعطاها للصغير الفقير !
وأمر لها بزيادة العطاء !!.. ثم أخذ ابنه فقبّله وهدأه !!.. ثم التفت لزوجته التقية وقال :
" حنانيك !.. لقد روعتها وابنها !.. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" مَن روَّع مسلمًا : روَّعه الله يوم القيامة " !!.. ثم شرع (أمير المؤمنين) يُكمل إصلاح الجدار بنفسه !!!..

أحس الكاهن الشاب أنه في حلم !!!..
ولكنه لما رأى الحال هكذا : تجرأ واقترب بنفسه من أمير المؤمنين .. ولما سأله عن شأنه قال :
" سيدي .. إني صاحب مظلمة لأهل سمرقند .. جئت أشكي إليك قتيبة بن مسلم !!.. وقد علمنا عدلكم : فطمعنا أن تنصفنا !
إن قتيبة أخذنا على غـِرَّة .. وقد علمنا أنه من عاداتكم : أن تـُنذروا القوم : ثلاثة أيام : تخيرونهم فيها بين الإسلام أو الجزية
أو القتال " !!!..
فقال عمر : " إنها ليست عاداتنا .. إنه أمر الله : وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم " ..
قال الشاب : " فإن قتيبة لم يفعل ذلك " !!.. فأطرق عمر قليلاً .. ثم أمر الكاتب : فكتب رسالة ً: وختمها بختمه :
ثم دفعها للشاب وقال :
" أعط هذه لوالي سمرقند : يُرفع عنكم الظلم بإذن الله " .. ومرةً أخرى : عاد يُكمل إصلاح الجدار !!!...

فض والي سمرقند رسالة أمير المؤمنين وقرأها .. ثم قال للكاهن الشاب :
" سمعًا وطاعة لأمير المؤمنين .. لقد أمرني أن أ ُعين قاضيًا : يقضي في مظلمتكم .. وسأفعل من فوري .. وموعدنا بعد يومين ..
فاذهب يا بُني : فائتِ بالكهنة والقادة من قومك : ولهم منا الأمان " ..
ثم أرسل في طلب القائد المسلم المُحنك : قتيبة بن مسلم ...

اجتمع الناس في المسجد : حيث تعقد المحاكمة .. وجاء القاضي المسلم .. ونادى الحاجب على كبير الكهان : فتقدَّم .. ثم نادى
على قتيبة بن مسلم : فأوقفه القاضي بجوار خصمه (كما فـُعل بالجندي المسلم والسمرقندي من قبل) !!.. ثم أمر القاضي الكاهن :
أن يعرض مظلمته بلا خوف !!.. فقال :
" هذا قائدكم قتيبة بن مسلم : دخل بلادنا دون إنذار !!.. كل البلاد أعطاها خياراتٍ ثلاث : الإسلام .. أو الجزية .. أو الحرب :
أما نحن : فأخذنا بالخديعة " !!!...

التفت القاضي إلى قتيبة وقال : " ما تقول في هذه الشكوى ؟ " .. قال قتيبة :
" أصلح الله القاضي .. الحرب خدعة (جزء من حديث صحيح للنبي) .. وهذا بلد : شديد البأس .. قد كان عقبة ً: أمام الفتح ..
وقد علمتُ أننا إن اقتتلنا : سالت دماء الفريقين كالأنهر .. فهداني الله إلى هذه الخطة .. وبهذه المفاجأة : حمينا المسلمين من أذىً
عظيم .. وحقنا دماء أعدائنا !!.. نعم .. لقد فاجأناهم !!.. ولكن : أنقذناهم وعرَّفناهم الإسلام " !..

قال القاضي :
" يا قتيبة .. هل دعوتهم للإسلام أو الجزية أو الحرب ؟؟ " .. قال قتيبة : " لا .. لم نفعل .. فاجأناهم لما حدثتك به من خطرهم " !
فقال القاضي :
" يا قتيبة : لقد أقررت بنفسك .. وإذا أقرَّ المدعي عليه : انتهت المحاكمة .. يا قتيبة :
ما نصر الله هذه الأمة : إلا بالدين !!.. ومن أعظم الدين : اجتناب الغدر : وإقامة العدل !!.. والله ما خرجنا من بيوتنا : إلا جهادًا
في سبيل الله .. ما خرجنا لنملك الأرض : أو نحتل البلاد : أو نعلو فيها بغير حق " !!!..

ثم أصدر القاضي أعجب حكم ٍ: صدر في تاريخ البشرية وجيوشها وحروبها إن صح القول !!!.. قال :
" حكمتُ أن تخرج جيوش المسلمين : جميعا ًمن سمرقند - خفافا ًكما دخلوها - : خلال ثلاثة أيام !!.. ويردوا البلد إلى أهله !!..
ويعطونهم الفرصة : ليستعدوا للقتال !!.. ثم ينذرونهم ويخيرونهم بين : الإسلام أو الجزية أو الحرب .. فإن اختاروا الحرب : كان
القتال .. وذلك : تطبيقًا لشرع الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم " ...
-----
---------
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!...
----------------
--------------------
تملكت الدهشة أهل سمرقند جميعا ً: وبغلت ما لم تبلغه من قبل مع هؤلاء المسلمين وأمورهم العجيبة !!!!..
وهم يسمعون ذلك الحكم : التاريخي الخالد !.. جيشٌ غازٍ ملك البلاد واستتب له الأمر : ثم يأمرهم قاضيهم أن يرحلوا عنها لأنهم
لم يطبقوا شرع الله !!.. عجيبٌ أمر هؤلاء القوم : جـِدُّ عجيب !!..

ثم تجسدت دهشة وعجب القوم أمامهم على أرض الواقع أخيرا ً(وكأنه الحُلم : سواء في ذلك العصر : أو في كل عصر) :
وهم يرون بأعينهم جنود المسلمين : وهم يرحلون بالفعل كما أ ُمروا : خفافًا مسرعين !!.. فما انقضت الأيام الثلاثة : إلا والمدينة
خالية من أي مسلم !!!.....

فاجتمع أهل سمرقند وقادتهم وكهانهم في وسط المدينة : وهم لا يصدقون ما حدث !!.. ثم تحاوروا بينهم قائلين :

" إن قومًا هذا خـُلقهم : لهم خير بني البشر !!!.... وإن قضاءً هذا فعله : لهو العدل المطلق !!!.. وإن دينًا يأمر أتباعه بمثل هذا :
لهو الدين الحق " !!!..

ولم يطل الأمر : حتى أسلمت سمرقند عن بكرة أبيها !!!!!!!!!!!...

إنه الإسلام .. دين الله الخالد .. وهذا تاريخنا الذي سطرناه بالنور والرحمة والعدل.. يوم كنا خير أمة !!...

يوم كان القاضي قاضيا ً: يقضي بحُـكم الله ورسوله ..!
ويوم كان الحاكم حاكما ً: يحكم بشرع الله ورسوله ..!
ويوم كان القائد العسكري قائدا ً: يتصرف ويمتثل لأمر الله ورسوله وأولي الأمر الصالحين ..!

فهل من معتبر ......؟!

حسن المرسى
05-26-2011, 04:06 PM
أولئك أبائى فجئنى بمثلهم .... إذا جمعتنا ياجرير المجامع
يقول إقبال
كُنا جبالاً فى الجبال وربما .... سرنا على موج البحار بحاراً ..
بمعابد الإفرنج كان أذاننا ... . قبل الكتائب يفتح الأمصارا ..
كنا نرى الاصنام من ذهب.... فنهدمهاونهدم فوقها الكفارا..
لو كان غير المسلمين لحازها... ولصاغ منها الحلى والدينارا ..

التواضع سيصون العالم
05-27-2011, 12:54 AM
اخي أبا حب الله
والله لقد بكيت وانا أقرأ هذه القصص
كم هو جميل ديننا...كم هو عظيم شرعنا...
لكني في الآونة الأخيرة بدات أفقد الأمل في أن نعود الى ديننا ونتنسك به وبشرعه كما فعل الأقدمون
ومما يفقدني الأمل أكثر سوء فهمي لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم"لا يأتي زمان إلا و الذي بعده شر"
أرجو أن تجيبني يا اخي بأسلوبك الذي يدخل الى القلب مباشرة
و جزاك الله خيرا

إلى حب الله
05-27-2011, 02:12 AM
أولا ً:
أدعو الله عز وجل أن يجمعك مع مَن تحب من الأولين والآخرين ...
آميـــــــــن ...

ثانيا ً:
بالنسبة لعودة الأمة إلى سابق العهد :
فذلك إذا تحقق فينا كأفراد : سيتحقق على أيدينا كجماعات أخي !
والآن :
ما الذي يمنعني ويمنعك ويمنع إخواننا أو أخواتنا من الاقتداء بالسلف
الصالح : كلٌ حسب أقرب قدوة إليه ؟!!!..

الغني : يقتدي بمَن كان غنيا ًمن الصحابة : وليفعل مثلما فعل !!!!..
والقوي : كذلك ..
والشجاع : كذلك ..
والداعي الذي لديه حُسن كلام ٍومنطق ٍوقبول : كذلك ..
والعالم الذي لا يبخل بعلمه ووقته وجهده : ويخشى الله : كذلك ..
والقاضي : كذلك ..
والجندي : كذلك ..
والذي يبتليه الله بولاية أمر ٍمن الأمور : كذلك ..
والأب والأم : كذلك ..
والمعلم والمعلمة : كذلك ..
والشاب والشابة : والفتى والفتاة : كذلك ..
والتاجر والصانع والزارع والمهندس والطبيب والعامل وغيرهم : كذلك ..

فهل ترى مانعا ًأخي في تأسينا (كأفراد) : بسلف أمتنا الصالح !!!..

فإذا لم تر في ذلك مانعا ً(وكلٌ حسب استطاعته وظروف بلده وقيودها) :
فتاكد أن التغيير آتٍ أخي والله لا محالة !!!..
هذا هو وعد الحق : والذي لا ينطق إلا بالحق :

" إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ : حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ " الرعد 11..

وعندها أخي :
يتكون جيلٌ (وموجودٌ عددٌ منه الآن) : هو الذي سيرفع راية الإسلام
مع المهدي وعيسى بن مريم عليهما السلام في ملاحم النهاية !!..

فاعمل أخي أن تكون منهم ...
فإن عجزت : فاجعل إخوانك الصغار أو أبناءك أو أطفال حيك وشارعك
منهم !!!..
ووالله : قد قضيت أياما ًمعدودات في أحد المساجد أ ُعلم أطفالا ًصغارا ً
القرآن وأ ُبسطه لهم وأشرحه (وكنت آنذاك في المرحلة الجامعية) :
فوجدت أن مر السنين الطوال لم يمح ذكراي من عقولهم وقلوبهم حتى اليوم !
وأخبرني غير واحد منهم (وقد صار أطول مني قامة ً) :
كم أنه تأثر بتلك (( الأيام المعدودات )) في حياته حتى اللحظة !!!...

وسبحان الله العظيم أخي ........!

يعني (( قليل المجهود )) منا في الدعوة بإخلاص : كلٌ حسب علمه واستطاعته :
يأتي بالثمار الطيبة العظيمة التي يُبارك الله فيها عز وجل !!!..

فعلام اليأس والتقوقع والنظرة التشاؤمية التي يصد بها الشيطان المسلم
عن العمل :

" لاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ : إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ : الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ "
يوسف 87 ...

وأما بالنسبة للحديث الذي ذكرته أخي :
فهو لم يُشر بوجهٍ من الوجوه لاختفاء الخيرية من الأمة الإسلامية !!..
بل المعنى الظاهر منه هو :
أنه بمرور الزمن : تتزايد المحن التي تنصب على الأمة :
وتزداد نسبة المتخلفين في الطريق !!..
وأما أهل الحق ...
وأما أهل الخير ...
فهم في ثباتٍ أخي !!!..
لأنهم (وبكل بساطة) : متصلون بالصمد الذي لن يُضيعهم !!!..
وهم متواجدون في كل زمان ٍومكان !!..
وقد أثنى الله تعالى عليهم : وأشار إلى وصفهم وصفاتهم في قرآنه :
كما أخبرنا رسوله الكريم أيضا ًعنهم في سنته !!..
بل :
ولعظيم المحن والبلايا المتزايدة مع الأيام على أمتنا :
والتي يُمحص الله تعالى بها الفئة التي ستحمل النصر القادم :
فقد قال عنهم رسولنا الخاتم وهو يُحادث أصحابه يوما ًقائلا ً:

" يأتي على أمتي زمان : الصابر فيهم على دينه : كالقابض على الجمر " !
رواه الترمذي وصححه الألباني .. وقال أيضا ً:

" وددت أني لقيت إخواني !.. فقال أصحابه : أو ليس نحن إخوانك ؟!..
قال : أنتم أصحابي .. ولكن إخواني : الذين آمنوا بي : ولم يروني " .....
سلسلة الأحاديث الصحيحة (6/2/2888) .. وقال أيضا ًفي جزء صحيح
من حديث :

" .... فإن من ورائكم : أيام الصبر .. الصبر فيهن : مثل القبض على
الجمر !!.. للعامل فيهن : مثل أجر خمسين رجلا ًيعملون مثل عمله " ..
(مكان النقاط فقرات ضعيفة) ..
رواه ابن ماجه والترمذي وأبو داود وصححه الألباني لغيره بزيادة :
" قيل يا رسول الله : أجر خمسين رجلا ً: منا أو منهم ؟!!.. قال :
بل أجر خمسين منكم " !!!...

والمعنى :
أن في تلك الأيام : سيتضاعف أجر المسلم الملتزم بدينه وشرع ربه :
خمسين ضعفا ًليقترب من ميزان أجور الصحابة : وليس بأفضل منهم !

فلا تتشاءم أخي ....

فالخير باقيٌ من حولك : ما دام فيك أنت الخير .....!

هذه هي الدنيا ...
وأما عما قريب : فنتلاقى في يوم الخير الأكبر بإذن الله ..
يوم توفى كل نفس ما عملت ..
ويمن علينا الكريم المنان برحمته ومغفرته وتجاوزه وعفوه ومضاعفته للحسنات ..

اللهم آميـــــــن ..