المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المسافة الفاصلة بين اليقين بالله..وسفسطة الطاقة



أبو القـاسم
01-21-2011, 06:23 PM
أقرب الملحدين للإيمان هو من يقول إن هناك شيئا عاقلا أو قوة عارفة أو حكيمة وراء هذا الكون ولكن لا أسميها "الله"..ولا أدري ماهي,والخلاف مع هؤلاء :لفظيٌ في حقيقته..يقابلهم فئة أخرى وهم من ينسب التناسق البديع وانتظام الكون وانسجام العلل مع معلولاتها إلى تفاعل الطاقة أوالمادة التي هي أزلية في عرفهم مع محيطها الذي تعمل في نطاقه عبر سلسلة طويلة من التطور الذاتي موغلة في القدم , مع الفرار من نسبة المعرفة والحكمة والتدبير إلى هذه المادة بأساليب ملتوية متعددة..فإن قال لهم أي مسلم :من "طوّق" الطاقة..قالوا:فمن خلق الله؟
وإذا قام الدليل على أن وراء العالم خالقا مدبرا حكيما هو الأول فلا معنى لأن يقال:من أوجده..لكن أين الدليل على أزلية المادة..وأين الدليل على وعيها وإحاطة علمها؟
وحاصل كلامهم إذن :
-رفض شيء أزلي عالم خبير حكيم..إلخ
-وقبلت عقولهم :شيئا أزلياً نشأ عنه هذا النظام عبر تراكمات من المصادفات..!
فإذا كانت عقولهم قد استوعبت مفهوم الأزلية كما نحن ..تحصل من هذا :أن النظام المحكم المتناسق إذا نسب للعشوائية والمصادفات العبثية فهو أكثر عقلانية عندهم من أن يكون وراءه أحد يدرك ما يفعله ويصنعه على عينه!..وحسبك هذا القدر في تصور السفسطة التي هم عليها...مع أن القول بأزلية المادة أو قدم العالم لا يلزم منه نفي وجود الخالق بالضرورة ..لأن بعضهم يجهد نفسه في محاولة إثبات أزلية المادة ليبني على ذلك قناعاته الإلحادية..وقد وجدنا من يقول بهذا من الفلاسفة وهو مع هذا يؤمن بوجود الله جل ثناؤه فلم يكن أرسطو مثلا وهو معلمهم الأول ينسب للطاقة أو المادة هذا الخلق والإبداع..
وعند هؤلاء القدماء كانت كل المواد متركبة من تفاعل الإسطقسات الأربعة(الماء والهواء والنار والتراب) ومع كل خطوة في تقدم الكشوف العلمية تزداد الزواية التي ينحشر فيها الملاحدة والفلاسفة الماديون ضيقاً, والغريب أنهم يسخرون بالمؤمنين لإيمانهم بـ"الميتافيزيقا" على حد وصفهم ..وكلامهم مشحون بهذه الميتافيزيقا كزعمهم أن الفكر ناشيء عن المادة وتفاعلاتها,وتدبر قول الله تعالى "ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا"
إن الإحاد في حقيقته لا علاقة له بمعطيات العلم ألبتة, وهو أقرب إلى حالة نفسية معبرة عن التحرر من أي قيمة أخلاقية وهو من جهة أخرى ردة فعل على ظروف خاصة في حقبة عصور الظلمات في أوروبا,ولهذا حين ترقب عن كثب الظروف الموضوعية التي ظهر فيها الإلحاد بوضوح تجد ذلك عياناً..ويمكن تلخيصها بثلاثة أسباب:
-التسلط الكنسي الرهيب على كل وجوه الحياة..وكانت الكنيسة برياسة البابا تمارس كل جرائمها الفظيعة باسم الرب..فحصل إسقاط نفسي على كل ما يسمى دينا..ومن ثم أسقطوا هذا الرب نفسه من تصوراتهم
-وأن الدين النصراني نفسه يحمل في عقائده بذور الشك وذلك أنه مشحون بمادة غير قليلة من التناقضات ومخالفة البديهيات والعلم..مما أفقد الثقة فيه عند الكثير..ولكن الخطأ الذي ارتكبه هؤلاء :أنهم عمموا القاعدة..وكان مقتضى العقلانية البحث عن الدين الحق ..
-صاحب ذلك ثورة علمية نتج عنها كثير من المنافع الحيوية في شتى مناحي الحياة..فقابل هؤلاء بين الدين والعلم مقابلة الضد للضد
بملاحظة آثار الطريقتين ..ونسي هؤلاء أن الحضارة الإسلامية هي من علمت هؤلاء العلم التجريبي وأسسه ,
عوداً على الأزلية..قلنا إن الملاحدة يبنون دعايهم على تقرير هذه المسألة ,ومعلوم أن الدليل لا يكون دليلا حتى تكون مقدماته صحيحة ,فمن أين لهم أن المادة أزلية؟
لو استعنا بمعادلة آينشتاين الشهيرة على اعتبار أنها قانون حديث يتعلق بالمادة والطاقة ..فهل نجد فيه مصداق ما يقوله المؤمنون أم الملاحدة؟..دعونا نرى:
الطاقة فيزيائيا = مقدار الشغل (أو العمل) المبذول , ولهذا هناك طاقة حركية وطاقة كامنة وحرارية..إلخ
فهي شيء اعتباري يحسَب وفق المعادلات أي أننا عددنا القدرة على إزاحة جسم مسافة معينة بقوة معينة=طاقة..وكان يمكن أن نسميها جهداً أو إنجازاً ..إلخ..وليس بخاف أن ماكان هذا حاله لايمكن أن ينسب له تقدير وتدبير ووعي..وهو في علم النحو يشابه المصدر..كأن تقول :الجري..الحب..اللعب..فلو قلت:الجري يفكر بمشروع تجاري..فالحل معك :أقرب مستشفى للمجانين
حسنا تقول معادلة آينشتاين:-
الطاقة= (سرعة الضوء^2 ) X (الكتلة للمادة) .........وبالإنجليزية: E=mc^2
ولو ترجمنا عن دلالتها بالكلام نقول:
إذا أردنا تحويل مقدار معين من الكتلة (كتلة جسيم مثلا) إلى ما يعادله من طاقة فإننا نمنحه سرعة الضوء ..
#أول ما يجب أن يتصف به الأزلي أن يكون قائما بذاته مستغنيا بنفسه عن أي ظروف أو عوامل خارجية تحافظ عليه أو تغيره
والحاصل هنا اننا من يتحكم في المادة وليس العكس ..فنسارع الجسيم في المفاعلات النووية إلى سرعة مقاربة لسرعة الضوء ونحصل على طاقة هائلة ..
#ثم هذا التغير للمادة من كتلة إلى طاقة هو بحد ذاته ينسف مبدأ الأزلية فيها , لأن الأزلي الذي ينسب له تطوير ذاتي لابد أن يكون على حالته الأصلية التي كان عليها فإذا اعتراه تبدل من جنس إلى جنس آخر تحت ظروف نحن من نصنعها به ..دل في القانون المذكور على أنه بعد هذه الظروف لم يعد كتلة..بل صار شيئا آخر بالكلية هو :الطاقة ..وصارت الكتلة في خبر كان ,
وهذا أمر يدركه الفلاسفة جيدا من قديم فقد استدل جالينوس على الأزلية بدوام الشمس على حالها فرد عليه أبو حامد الغزالي رحمه الله ومما قال: (لو سلم هذا-يعني أن الشمس لم تفسد ولم تذبل- وأنه لا فساد إلا بالذبول، فمن أين عرف أنه لا يعتريها الذبول؟ أما التفاته إلى الأرصاد فمحال، لأنها لا تعرف مقاديرها إلا بالتقريب) وقد ثبت ولله الحمد صحة كلام الغزالي فإن الشمس تفقد من كتلتها بما يقارب 4,5 مليار كجم في كل ثانية "والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم"
#ولو سألت أي فيزيائي ملحدا كان أو مؤمنا..هل يلزم ضرورة وحتما عقلياً أن تكون معادلة الطاقة في نظامنا هي هكذا ط=ض^2 * ك؟ ألا يمكن أن تكون شيئا آخر في نظامنا أو نظام آخر ..؟ لاشك أنه سيجيبك بالثاني إن كان يحترم عقله..والتخصيص بأن تكون المعادلة كما اكتشفها آينشتاين بغير مخصص وحكيم يراعي الخيارات :عبث لا ينسب إلى مادة لا تفهم ولا تعلم..وذلك يشبه تخصيص كوكب الأرض ليكون ملائما للحياة دون غيره من نظام المجموعة..ولولا العناية المقصودة بهذا التخصيص الغائي لجاز وجود عدد غير نهائي من العوالم كلٌ بمعادلته (وهذا ما نبه علينا أخونا المبجل الأستاذ عبد الواحد في مناظرته مع الملحدة)
أو لجاز وجود عدد هائل من الحكم المقصودة بمحض المصادفة..وكلاهما ممتنعان
#والكلام عن الضوء في معادلة آينشتاين يقود إلى الحرارة ..وقد استدل إدوارد كيسيل على نفي الأزلية بالقانون الثاني للديناميكا
وحاصله أن انتشار الطاقة يؤدي إلى التعادل بين الاختلافات الحرارية حتى تتعادل فتفنى الطاقة
الحرارية يقول كيسيل : ( فالعلوم تثبت بكل وضوح أن هذا الكون لا يمكن أن يكون أزليًّا، فهنالك انتقال حراري مستمر من الأجسام الباردة إلى الأجسام الحارة، ومعنى ذلك أن الكون يتجه إلى درجة تتساوى فيها جميع الأجسام وينضب منها معين الطاقة، وحينئذ لن تكون هناك عمليات كيميائية أو طبيعية، ولن يكون هناك أثر للحياة نفسها في هذا الكون، ولما كانت الحياة لا تزال قائمة..)
#والحيث عن معادلة آينشتاين يقود للحديث عن النسبية التي يتخذها بعضهم دليلا على التسوية بين الشك واليقين إما بسان الحال أوالمقال..فينكرون دلالة الحس والبداهة وهو منتهى السفسطة ..وجزمهم بهذا الذي يقولونه ينقض كلامهم رأساً على عقب..فمن أين لهم اليقين ومفاد كلامهم أن النسبية تعني ألا يقين..؟ إن عين الإنسان قد ترى ألوانا لايراها غيره ..مثلا كالحشرات أو بعض الحيوانات أو العكس
لكن هذه العين تدرك أنك حين تطفيء الضوء..أصبحت الأشياء خافتة..فهي إذن تقدم صورة واقعية ..لا وهمية..ولايهم كثيرا بعد ذلك طريقة التمثيل لهذه الحقائق..

أبو القـاسم
01-21-2011, 06:50 PM
أرجو من أحد المشرفين الأفاضل إلصاق الباء بلفظ الجلالة "الله" في العنوان
وتصويب ان الانتقال الحراري من الحارة إلى الباردة

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
01-22-2011, 04:40 AM
:أن النظام المحكم المتناسق إذا نسب للعشوائية والمصادفات العبثية فهو أكثر عقلانية عندهم من أن يكون وراءه أحد يدرك ما يفعله ويصنعه على عينه!..وحسبك هذا القدر في تصور السفسطة التي هم عليها

ليهنك العلم أبا قاسم ...

alqods arabia
01-23-2011, 01:52 PM
نعم شتان بين اليقين بالله و هلوسة الملحدين بالمادة , فلا يمكن لانسان عاقل ان يستمر في هذا الجنون بعد قليل من البحث و الدراسة, {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا}

مقال رائع اخ ابو القاسم جمع بين تبيان جذور هذا الجنون و هدمه من اساسه .. شكرا.

واسطة العقد
05-09-2011, 01:27 AM
جزاكم الله خيراً

عبدالله الشهري
05-09-2011, 03:32 PM
جزاك الله خيرا. إذاً خلاصة القول أن الإشكال معرفي في المقام الأول. وقد قام الفيلسوف ألفن بلانتنجا Alvin Plantinga بتطوير برهان وضعهم في مأزق، وهو: إذا كان العقل قد طورته الطبيعة لتحقيق غاية البقاء أو الاستمرار للنوع البشري، فإن هذا يعني أن أحكام العقل الأخرى ثانوية أو لا وزن لها، مثل حكم كون الفكرة "حق" من عدمها، لأن هذه الميزة لم تكن غاية للتطور. أي أن التطور أبكم أعمى لا يأبه لهذه الغاية، وبالتالي لا يمكن لأحد إطلاقاً أن يدّعي أنه يثق في أحكامه العقلية لأنها - كما تخوف من ذلك دارون نفسه - نتاج عقل تطوري من أجل بقاء النوع. وعلى الرغم من ذلك نجد اهتمام الناس بقيمة "الحق" في أحكامهم العقلية موجوداً وحاضراً بقوة، وفوق ذلك شعورهم الاضطراري بأنه يتوجب عليهم أن يثقوا في تميز عقولهم، وهذا عند الملحد والمؤمن على حد سواء.
فلا بد لكي نثق بأحكامنا العقلية التي نحكم بها على أنفسنا وعلى الناس والأشياء - لذلك ارتبك الملاحدة بخصوص أحكامهم وأفكارهم حول التطور نفسه أيثقون بها أم لا !! - أن يكون هناك كائن هو أساس كل حق، وأيضاً أساس شعورنا بأن عقولنا صالحة لإصدار أحكام صحيحة عن الأشياء، وإلا انفرط العقد بما فيه ووقعنا في هاوية لا قعر لها.

عبدالرحمن الحنبلي
05-09-2011, 03:58 PM
...مع أن القول بأزلية المادة أو قدم العالم لا يلزم منه نفي وجود الخالق -#..


ممكن توضيح لهذه الجزئيه فالقول بان الكون ازلي يتناقض مع ان لكل حادث محدث
ووجود خالق ازلي(الله) ومخلوق ازلي (الكون )متناقض عقلا ...فكيف تقول انه لايلزم منه نفي وجود خالق

أبو القـاسم
05-10-2011, 12:21 PM
ممكن توضيح لهذه الجزئيه فالقول بان الكون ازلي يتناقض مع ان لكل حادث محدث
ووجود خالق ازلي(الله) ومخلوق ازلي (الكون )متناقض عقلا ...فكيف تقول انه لايلزم منه نفي وجود خالق

أحسنت ..
قال ابن تيمية : ( أول من عرف عنه القول بقدم العالم أرسطو وكان ضالا مشركا يعبد الأصنام)
فهذا مثال واقعي يؤمن بأزلية العالم ويؤمن بإله وفق نظرة فلسفية خاصة ..والمقصود أن من يريد
إبطال وجود الله بزعمه عبر إثبات قدم المادة قد يقال له لا تلازم ..لأن القول بقدم العالم ينفي تفرد
الله تعالى بالأزلية ونفي وجوده بالكلية يتطلب قدرا زائدا ..ولكن يصح أن يجاب على هذا بأن القول بأزلية المادة
يتضمن معنى الشرك ..والشرك باطل عقلاً وفطرةً من وجوه أخرى من جهة دلالة اللزوم
..ونحن المسلمين موحدون ,نوحد الله في صفاته وأفعاله وذاته ,فلهذا لا نقول بقدم العالم
لكن نقول بحوادث لا أول لها لأن الله لا أول له
والله أعلم

عبد الغفور
05-10-2011, 12:29 PM
جزاك الله خيرا أخي الكريم أبو القاسم المقدسي


نقول بحوادث لا أول لها

هل نقول بحوادث لاأول لها ام نقول بجواز حوادث لا أول لها ؟

أبو القـاسم
05-10-2011, 12:31 PM
جزاك الله خيرا. إذاً خلاصة القول أن الإشكال معرفي في المقام الأول. وقد قام الفيلسوف ألفن بلانتنجا alvin plantinga بتطوير برهان وضعهم في مأزق، وهو: إذا كان العقل قد طورته الطبيعة لتحقيق غاية البقاء أو الاستمرار للنوع البشري، فإن هذا يعني أن أحكام العقل الأخرى ثانوية أو لا وزن لها، مثل حكم كون الفكرة "حق" من عدمها، لأن هذه الميزة لم تكن غاية للتطور. أي أن التطور أبكم أعمى لا يأبه لهذه الغاية، وبالتالي لا يمكن لأحد إطلاقاً أن يدّعي أنه يثق في أحكامه العقلية لأنها - كما تخوف من ذلك دارون نفسه - نتاج عقل تطوري من أجل بقاء النوع. وعلى الرغم من ذلك نجد اهتمام الناس بقيمة "الحق" في أحكامهم العقلية موجوداً وحاضراً بقوة، وفوق ذلك شعورهم الاضطراري بأنه يتوجب عليهم أن يثقوا في تميز عقولهم، وهذا عند الملحد والمؤمن على حد سواء.
فلا بد لكي نثق بأحكامنا العقلية التي نحكم بها على أنفسنا وعلى الناس والأشياء - لذلك ارتبك الملاحدة بخصوص أحكامهم وأفكارهم حول التطور نفسه أيثقون بها أم لا !! - أن يكون هناك كائن هو أساس كل حق، وأيضاً أساس شعورنا بأن عقولنا صالحة لإصدار أحكام صحيحة عن الأشياء، وإلا انفرط العقد بما فيه ووقعنا في هاوية لا قعر لها.
شكر الله لك المداخلة القيّمة..وبارك فيك

عبدالرحمن الحنبلي
05-10-2011, 01:05 PM
أحسنت ..
قال ابن تيمية : ( أول من عرف عنه القول بقدم العالم أرسطو وكان ضالا مشركا يعبد الأصنام)
فهذا مثال واقعي يؤمن بأزلية العالم ويؤمن بإله وفق نظرة فلسفية خاصة ..والمقصود أن من يريد
إبطال وجود الله بزعمه عبر إثبات قدم المادة قد يقال له لا تلازم ..لأن القول بقدم العالم ينفي تفرد
الله تعالى بالأزلية ونفي وجوده بالكلية يتطلب قدرا زائدا ..ولكن يصح أن يجاب على هذا بأن القول بأزلية المادة
يتضمن معنى الشرك ..والشرك باطل عقلاً وفطرةً من وجوه أخرى من جهة دلالة اللزوم
..ونحن المسلمين موحدون ,نوحد الله في صفاته وأفعاله وذاته ,فلهذا لا نقول بقدم العالم
لكن نقول بحوادث لا أول لها لأن الله لا أول له
والله أعلم


جزاكم الله خيرا على التوضيح

نور الدين الدمشقي
05-10-2011, 03:40 PM
بارك الله فيك اخي ابا القاسم....وبارك الله فيك اخي عبد الله على الاضافة القيمة.

مبتلى
05-10-2011, 05:45 PM
و لكن القول بقدم المادة يلزم إستغناء المادة عن الخالق و إن تقرر ذلك لم يعد هناك مبررا لعدم نفي الإله إذ الاستغناء عنه حادث في أصعب المطلوبات و هو الوجود من العدم فما دون ذلك هين ...
لذلك لا أقول بحوادث لا أول لها و لكن أقول : أن الله لم يزل خالقا ... و الله أعلم

أبو القـاسم
05-10-2011, 07:03 PM
ذلك لا أقول بحوادث لا أول لها و لكن أقول : أن الله لم يزل خالقا
متلازمان ..وهذه قضية دقيقة كثر فيها الخوض وأحكمها ابن تيمية رحمه الله تعالى ,وأساء فهمه أو فهمها الكثير حتى بعض علماء السنة
فقولنا بحوادث لا أول لها إنما فرعناه على كون الله لا أول له وأنه فعال لما يريد ..وصفاته أزلية مثل ذاته سبحانه وتعالى
وهذا جواب على الأخ الفاضل عبد الغفور أيضا

أبو يحيى الموحد
05-10-2011, 09:22 PM
إن الإحاد في حقيقته لا علاقة له بمعطيات العلم ألبتة, وهو أقرب إلى حالة نفسية معبرة عن التحرر من أي قيمة أخلاقية وهو من جهة أخرى ردة فعل على ظروف خاصة في حقبة عصور الظلمات في أوروبا,ولهذا حين ترقب عن كثب الظروف الموضوعية التي ظهر فيها الإلحاد بوضوح تجد ذلك عياناً >>>>>
بارك الله فيك اخي ابا القاسم

عَرَبِيّة
05-10-2011, 10:33 PM
أخي وأستاذي الفاضل ذكرتَ " الظروف الموضوعية " التي ظهر فيها الإلحاد في الغرب :
- التسلط الكنسي .
- تناقضات الديانة النصرانية .
- صاحب ذلك ثورة علمية .
وأنا أقرأها خشيت من تواجدها في عالمنا العربي " الإسلامي " أو بعض دوله .*
- التسلط الكنسي [ يُقابله ] صمت العلماء على تطاول السلاطين " ليس جميعهم " ولكن فيهم كُثُر ممن خذلونا ولا ننسى أنّ لهم تلاميذة أو معجبين صُدموا بهم .
- تناقضات النصرانية [ يُقابله ] ضحولة مناهجنا الدينية " الدراسية " وأذكر أنّ وحيد خان في كتابه - الإسلام يتحدى , شدد على ضرورة الحصانة الفكرية الدينية ضد الأفكار المخالفة للإسلام الآنية بدلاً من إغراق الطلاب بدروس الطوائف والفِرق والفرْق بين كل طائفة وأخرى بشكل مُفصّل لا تخدم الشاب في حياته المُتخمة بمختلف التيارات الفكرية المُزيّفة , أضِف أن كتاباً رائعاً كدرء التعارض يجد فيه شباب اليوم صعوبة في اللغة ذلك أنّ اللغات تتطور وتتغير فتحتاج كتب التراث الرائعة هذه إلى إعادة صياغة وعلى رأسها كتب الغزالي .
- صاحب ذلك ثورة علمية [ يُقابله ] أو امتداده الإنبهار بالحضارة الغربية وخصوصاً على المستوى العِلمي , وغياب الرؤية المستقبلية لدولٍ كثيرة.!
لا أعلم إن كنتُ أتوهم أو هو صحيحٌ فيه من ذلك ؟!


بارك الله فيكم أستاذنا المقدسي ونفع بكم .
كانت تعقيباً قيّماً أستاذنا عبد الله فبارك الله فيكم .

----------
* لا أُبرر لأحدٍ إلحاده فكل مسؤول عن عِلمه , ولكن هي مجرد رؤية لواقع مُشاهد .