زينب من المغرب
01-24-2011, 02:53 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
..............
ـ يبدو هذا الحذاء من النوع الغالي… يا إلهي لا أدري ما نوع الرجال الذي يجلس بالداخل… علي أن أدخل إليهم بسرعة وهذه الصينية الثقيلة في يدي, هل كان على أمي أن تملأها إلى هذا الحد وهي تعلم أنني سأنزل بها السلالم؟؟ ايه كم من الضغط نتحمل في مثل هذه الظروف.
ـ السلام عليكم ومرحبا بكم.
بذلة وربطة عنق, هل نحن في اجتماع عمل؟ ألا تملك جلبابا مغربيا لهذه المناسبة؟؟… لو أحرجني أحدهم بطلب صب الشاي في الكؤوس سيغمى علي، فلن أتحمل ثقل هذا الإبريق حتى أملأ لهذا الجمع الغفير.... ياله من إحراج وأنا تحت فحص هذه العيون التي لا تريد أن تغض الطرف إلا بعد أن تكون وضعت على الصورة آخر اللمسات.
ـ كيف حالك؟؟ كيف كان اليوم في المدرسة؟؟
مقدمة بعيدة جدا.
ـ الحمد لله ، الإحتكاك بالفطرة على صفائها وبداية اكتسابها للمعارف شيء رغم ما يحمله من متاعب ومخاطر لكنه غاية في الجمال وأنت تستمع إلى سؤال بريء من هنا وتعليق ساذج من هناك واستنتاج فطري من هنالك.
مبتسما: أجل، إنه الخط ذو السهمين من الجهتين تعليم وتعلم لا ينفصلان ففي الوقت الذي نعطي معرفة جافة نتعلم من الأطفال دروسا حياتية ضخمة.
(يبدو أننا نتحدث نفس اللغة)
مستطردا: لكن لا خوف على جيل أنت مدرسته.
(ما هذا المدح السابق لأوانه)
ـ جزاك الله خيرا، نسأل الله أن يجعلنا خيرا مما تظنون ويغفر لنا ما لا تعلمون. أمام النزيف المتدني في الأخلاق والتربية يصعب عليك ضبط الأمر، وكأنك تقاوم العاصفة بمظلة.
ـ ربما، لكن الوضع تحسن مؤخرا مع ظهور الفضائيات والدعاة بكثرة، بدأ الوعي يسود الناس بمختلف طبقاتها. يبدو وكأن العلماء تنبهوا مؤخرا إلى بعض الحواجز التي تقف بينهم وبين الطبقات الأمية (أو التي حاربتها دون أن تنفض عن ظهرها كل غبارها) فخرجوا بدروس الوعظ والإرشاد من مجرد الإقتصار على حياة السابقين إلى الإبحار في حياة الناس ومعالجتها بقاعدة إسلامية مع مراعاة الحداثة.
(قد نلخص نصك هذا في عبارة حداثية يعرفها رواد الوهم: آب دايت- ميزأجوغ-)
جميل جدا هذا النحو في الحديث رغم أنه يستقصي معظم الحضور من المشاركة لكن مادام المعنيين بالأمر في خضمه فليقنع البقية بالمتابعة كأنهم أمام أداة الإعلام التي توهم الناس بأنها منهم وإليهم وهم لم يتجاوزوا معها دور التلقي.
ـ لكن أعتقد كمشاهدة للساحة قبل وبعد البرامج "الإستعجالية" التي عمد إليها بعض الدعاة يبدو لي الوضع أصبح أسوأ مما كان عليه للأسف... ولكن قبلا وددت أن أعرف رأيك في دعاة كعمرو خالد ومصطفى حسني وطارق سويدان... واللائحة لا تخفى عليك.
عادة بعض الرجال ,حين يطلب منهم إبداء الرأي, أن يعدلوا في الجلسة قبل الحديث ولا أدري لماذا؟
_ بإختصار شديد حملوا هم الدعوة واستفادوا من تجارب الآخر مهما كانت ديانته واستطاعوا أن يصلوا إلى طبقات عميقة في المجتمع ليعرفوه بدينه الذي لم يكن يعرف منه إلا الإسم.
ـ كالممثلين والمغنيين وعارضات الأزياء وهلم جرى
ـ والأميين وربات البيوت والعجزة والشباب الغافل واللائحة طويلة.
لم يخب حدسي، لقد استشعرت نوع إعجاب بهذه الشخصيات
ـ لكن لا أدري لماذا انطفأت الكاميرات بعد أن بدأت الطبقات التي وصلها الإشعاع من هؤلاء بالتراجع, وأخذت تعود إلى نقطة الصفر, وكأن الزاد كان هشا وضعيفا. أمن ضعف في الإسلام(وحاشا) أم الخطة الإستعجالية كانت ناقصة؟؟
لقد تفجرت عن هذا النمط من الدعوة بما فيه (شفتي ربنا بيحبنا قد إيه ده بيدلعنا وعيزنا.... إلى فجر طاقتك الداخلية ونريد صنع القادة... مرورا عبر حلقات فك الخداع الذي مورس على الشباب الغافل وذلك بنقله من وهم إلى نصف الوهم.. ) طبقة هشة وتافهة وضعيفة أمام هواها وكأني بها قد تَعَلََّمَتْ بعض الأعذار لسيئاتها. جل الذين أنجبتهم هذه الدعوة تراجعوا والشيء الوحيد الذي بقي فيهم ثابتا هو إتباع زي الداعية أو جمهوره( وهو في النساء أوضح من الرجال). لا أجد سوى رؤوسا ملأت بالحكايا عن التائبين لا يستطيعون بلورتها إلا في أحاديث السمر, وثقافة المماطلة لا بل وتلقينها للناس ، فانظر إلى المحجبات العاريات فبعد أن كان يصيبها الإحراج حين الحديث في مجمع عن الحجاب أصبحت ترفع رأسها, كيف لا؟ وهي ترى في نفسها متحجبة. صحيح ليس علي أن أركز على المظاهر ولكن هذا ما أنتجته هذه الحملات، فالسؤال الذي كان ولا زال لا يغادر مخيلتي هو :هل شبابنا محتاج -حتى توصل إليه بنود الإسلام- أن تلبس آخر صرعات الموضى و »تعال هنا أشرحلك البدعة لأول مرة حتى لا تنخدع؟؟ «
أعلم، لست أهلا لنقد هؤلاء لكن يحق للعامي مثلي أن يصرخ بنتيجة ما يعايشه ويطالب بمن هم أكفأ أو كُفُّوا.
ايه ماهذا لقد سهوت عن الجلسة.
ـ ما رأيك في التعارف قبل الزواج؟
ـ شرط إجتناب مواطن الشبهة
ـ التعارف قبل الزواج من أهم أسباب نجاح العلاقة الزوجية فيما بعد؟
ـ أكيد
ـ تبدو لي هذه القضية الفصل بين هؤلاء الذين تحدثنا عنهم والشيوخ الحقيقيين. فبينما قام الآخرون بتوسيع لائحة الإختلاط بين الرجال والنساء وإدخال مظاهر إثارة جديدة وفتح أعين الناس على مواطن الضعف عند الطرفين ثم تُرِكَ هؤلاء للتخبط بين انجذابه لهواه وبين ما يعتقده ( دون أن يكون له جزم في ذلك) محرما, فأصبح فقيه نفسه واستفتى عقله الذي كان قاموس الحلال والحرام فيه لا يتعدى بضع صفحات فأنتج ملتزمين«نيو لوك» ولك في الشارع تفصيل قولي. وإما نوعا آخر منذ السلف إلى الخلف الماض على نفس النهج لم نجد إلا عملا دؤوبا على إغناء القاموس حتى يتزود الإنسان بالمناعة الكافية لصد ما يتكالب فيه الشيطان وهواه.
ـ للأسف هما نوعان لكن نحتاج إلى ثالث بينهما يوازن ويعادل الدفة دون إغفال الجانب الحيواني في الإنسان.
كنت بحاجة إلى هذه التسمية -التي أكرهها- لأتذكر مقالا قرأته قبل أيام لا بل قرأته خلال أيام محاولة فهم ما يرمي إليه الكاتب من خلال فقرات ذكرتني بأحد روايات "محمد عز الدين التازي" شكلا لا مضمونا. وكأن صاحب المقال كان يريد حلا لكن لم أعرف لمن؟ هل للقادر على الباءة أم للذي عليه الصبر مستعينا بالصوم. فكانت المناداة بحل إسلامي مع مراعاة الجانب الحيواني.
وبالحديث عن هذا الجانب فمعرفتي البسيطة بالحياة لا أجد فيها أن هذا السلوك يوجد عند الإنسان. وعادتنا حين يمتزج الأسود بالأبيض نسميه رماديا, وحين نمزج الأحمر بالأبيض نسميه ورديا "باهتا", فلماذا حين تمتزج علاقة جسدية مع شعور إنساني راق كالحب نُصِرُّ على تسمية الخليط بإحدى عناصره؟؟
وتجولت في المقال عدة مرات لأفهم ما المطلوب بالضبط في ظل توافر هذا الطبع الهجومي المنضبط؟ ففي الوقت الذي يرى فيه غيري أن النموذج الإقتصادي الإسلامي يحقق كبير تقدم في المدافعة أمام النموذج الغربي ـ ولا أدري أهو استنتاج بعد الأزمة الإقتصادية العالمية أم كانت هذه القناعة لديه قبلاـ فإنني أرى أن النماذج التي تنضح بها كتب السيرة ابتداء من زوجات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مرورا بالصحابيات ومن تربين على أيديهن وبمرورك عبر كل جيل تجد فيه تلك الرموز الشامخة سطرت عناوين في الإلتزام الذي لم يحتج إلى تراخيص من شيوخ زمانه ليشبع جانبه الحيواني وصولا إلى زماننا هذا فستجد أصغرنا سنا وقفت في وجه شيخ لتصحح له أن النقاب ليس بدعة.وهذه النماذج في نظري هي التي سنواجه بها الغرب إن تكرم الشيوخ بتكريسها في الأذهان واستنباط العبر من مواقفها دون حاجة ليسافر عند هذا الغرب ليدرس في جامعاته ثم يقذفنا بزبالات فكره.
وفعلا نحن نحتاج من العلماء أن ينزلوا إلى الشارع قليلا ليصححوا أخطاء غيرهم وليرقوا بمستوى الوعي إلى تلك الرموز لا ليجعلوا علامة الحداثة أن تكون النماذج المقتدى بها دائما في العالم المتخلف أخلاقا وسمعة.
ـ وماذا تنتظر من الشيوخ مثلا أن يحللوا الشات والفايسبوك والمحادثة الخاصة لكن إجتنابا لمضان الخلوة يكون ذلك في حضور الأم والأب ربما؟؟
أو ربما عليهم أن يُشرِّعوا( والوضع سيكون كذلك لأنه ليس هناك ما هو غامض في الشرع بخصوص هذا المجال حتى يحتاج إلى تحديث) الخروج والتنزه مع الشاب الراغب في الخطبة ولكن المهم أن يكون في مقهى عام أو حديقة عمومية ليس فيها أشجار تداري الحركات. ذاك هو الحل في نظرك؟؟
ـ لست أقصد ذلك لكن عليهم النزول الى الشارع قليلا حتى يتحدثوا وفق نسق التفكير السائد في الأوساط المعنية ويتخصص كل منهم بطبقة ويتعلم دروب تفكيرها.
ـ حلول سابحة لست أنكر أننا بالفعل بحاجة إلى علماء شداد ثقال يحملون همّ الدعوة فيخدمونه بروح المقاتل الشاب لا بلباس الواد المتشيك.لكن النسخ والنقل عن غيرنا( الغير مسلم) أو القول بأن إختلاف العلماء هو ما خُدِع به شبابنا وصمت الأخرس عن فضح اللعبة السياسية والقوالب الإعلامية وفخاخ المساعدات الغربية هو مجرد حركات ندرجها في لائحة ما يجب فضحه.
أتعلم، في دراسة الدوال الرياضية تعلمنا دراسة مجال تعريف الدالة والبحث عن النقاط التي تتقاطع فيها مع الصفر ونقاط الإشتقاق المساوي لصفر ودراسة كل النتائج الشاذة والنهايات قبل أن نقوم بتمثيلها على المعلم ولا تمثيل خارج حدوده. ذلك هو ما أعتقد على العلماء أن يفعلوه يجب أن يوسعوا دائرة المعرفة بالحلال والحرام ونقاط الخطر والتقاطع مع الشيطان والتعايش مع النهاية في كل لحظة وليتركوا للإنسان الحرية في وضع نقاط حياته كما يشاء بعدما توضحت له كل المواطن الباعثة للشك والريبة. فإنه لن يتيه بعدها إن شاء الله.
الجميع متابع في امتعاض من هذه الجلسة المملة وعلي الإستطراد.
ـ مذاق هذه الكعكة طيب يا أمي.
يا إلهي لقد إحمر وجه أمي... اي نسيت أن من قوانين أمي أن لا أقول -في حضرة الضيوف- عما تعده "لذيذ" لأن الآخر سيعتقد أننا لم نتذوقه قبل اليوم.
سأحل الوضع
ـ هذه السكاكين متى اشتريتموها تذكرني بالمسلسلات المكسيكية التي يتناول فيه الناس بالشوكة والسكين؟؟
وجه أمي يكاد ينفجر. في هذا المقام قال القدامى الصمت حكمة لا تباع بالذهب.
....................
أخيرا سأنام يا له من يوم طويل.
ـ أمي هل كنت تنادينني لم أسمعك؟؟
_ أتعلمين ماذا سمعت عنك؟؟ أنك مغرورة.
قد قيلت لي مرارا ولا زلت أراها صفة تبعث في داخلي رغبة في الإبتسام كإبتسامة فقيرة عُيِّرت بما تعير به الطبقات الأرستقراطية عامة فبدل أن تجرحها تبعث في داخلها نشوة. لماذا الغرور وأنا لم أفعل سوى فهم ما شرفني به الإسلام فرفعت به رأسي عاليا فلماذا ألام وغيري يتعمد كتمه حتى يزدري علي بأني مستضعفة و....
ـلا أملك جوابا ربما الابتسامة تكفي كرد ما رأيك؟؟
ـ وهي تهم بالخروج من الغرفة :كان الله في عون أمّ المجنون أما المجنون ففي رحمة الله الواسعة.
ـ آه صحيح أمي قبل أن تخرجي، ماذا وضعت في الكعكة كانت لذيذة جدا ؟
..............
ـ يبدو هذا الحذاء من النوع الغالي… يا إلهي لا أدري ما نوع الرجال الذي يجلس بالداخل… علي أن أدخل إليهم بسرعة وهذه الصينية الثقيلة في يدي, هل كان على أمي أن تملأها إلى هذا الحد وهي تعلم أنني سأنزل بها السلالم؟؟ ايه كم من الضغط نتحمل في مثل هذه الظروف.
ـ السلام عليكم ومرحبا بكم.
بذلة وربطة عنق, هل نحن في اجتماع عمل؟ ألا تملك جلبابا مغربيا لهذه المناسبة؟؟… لو أحرجني أحدهم بطلب صب الشاي في الكؤوس سيغمى علي، فلن أتحمل ثقل هذا الإبريق حتى أملأ لهذا الجمع الغفير.... ياله من إحراج وأنا تحت فحص هذه العيون التي لا تريد أن تغض الطرف إلا بعد أن تكون وضعت على الصورة آخر اللمسات.
ـ كيف حالك؟؟ كيف كان اليوم في المدرسة؟؟
مقدمة بعيدة جدا.
ـ الحمد لله ، الإحتكاك بالفطرة على صفائها وبداية اكتسابها للمعارف شيء رغم ما يحمله من متاعب ومخاطر لكنه غاية في الجمال وأنت تستمع إلى سؤال بريء من هنا وتعليق ساذج من هناك واستنتاج فطري من هنالك.
مبتسما: أجل، إنه الخط ذو السهمين من الجهتين تعليم وتعلم لا ينفصلان ففي الوقت الذي نعطي معرفة جافة نتعلم من الأطفال دروسا حياتية ضخمة.
(يبدو أننا نتحدث نفس اللغة)
مستطردا: لكن لا خوف على جيل أنت مدرسته.
(ما هذا المدح السابق لأوانه)
ـ جزاك الله خيرا، نسأل الله أن يجعلنا خيرا مما تظنون ويغفر لنا ما لا تعلمون. أمام النزيف المتدني في الأخلاق والتربية يصعب عليك ضبط الأمر، وكأنك تقاوم العاصفة بمظلة.
ـ ربما، لكن الوضع تحسن مؤخرا مع ظهور الفضائيات والدعاة بكثرة، بدأ الوعي يسود الناس بمختلف طبقاتها. يبدو وكأن العلماء تنبهوا مؤخرا إلى بعض الحواجز التي تقف بينهم وبين الطبقات الأمية (أو التي حاربتها دون أن تنفض عن ظهرها كل غبارها) فخرجوا بدروس الوعظ والإرشاد من مجرد الإقتصار على حياة السابقين إلى الإبحار في حياة الناس ومعالجتها بقاعدة إسلامية مع مراعاة الحداثة.
(قد نلخص نصك هذا في عبارة حداثية يعرفها رواد الوهم: آب دايت- ميزأجوغ-)
جميل جدا هذا النحو في الحديث رغم أنه يستقصي معظم الحضور من المشاركة لكن مادام المعنيين بالأمر في خضمه فليقنع البقية بالمتابعة كأنهم أمام أداة الإعلام التي توهم الناس بأنها منهم وإليهم وهم لم يتجاوزوا معها دور التلقي.
ـ لكن أعتقد كمشاهدة للساحة قبل وبعد البرامج "الإستعجالية" التي عمد إليها بعض الدعاة يبدو لي الوضع أصبح أسوأ مما كان عليه للأسف... ولكن قبلا وددت أن أعرف رأيك في دعاة كعمرو خالد ومصطفى حسني وطارق سويدان... واللائحة لا تخفى عليك.
عادة بعض الرجال ,حين يطلب منهم إبداء الرأي, أن يعدلوا في الجلسة قبل الحديث ولا أدري لماذا؟
_ بإختصار شديد حملوا هم الدعوة واستفادوا من تجارب الآخر مهما كانت ديانته واستطاعوا أن يصلوا إلى طبقات عميقة في المجتمع ليعرفوه بدينه الذي لم يكن يعرف منه إلا الإسم.
ـ كالممثلين والمغنيين وعارضات الأزياء وهلم جرى
ـ والأميين وربات البيوت والعجزة والشباب الغافل واللائحة طويلة.
لم يخب حدسي، لقد استشعرت نوع إعجاب بهذه الشخصيات
ـ لكن لا أدري لماذا انطفأت الكاميرات بعد أن بدأت الطبقات التي وصلها الإشعاع من هؤلاء بالتراجع, وأخذت تعود إلى نقطة الصفر, وكأن الزاد كان هشا وضعيفا. أمن ضعف في الإسلام(وحاشا) أم الخطة الإستعجالية كانت ناقصة؟؟
لقد تفجرت عن هذا النمط من الدعوة بما فيه (شفتي ربنا بيحبنا قد إيه ده بيدلعنا وعيزنا.... إلى فجر طاقتك الداخلية ونريد صنع القادة... مرورا عبر حلقات فك الخداع الذي مورس على الشباب الغافل وذلك بنقله من وهم إلى نصف الوهم.. ) طبقة هشة وتافهة وضعيفة أمام هواها وكأني بها قد تَعَلََّمَتْ بعض الأعذار لسيئاتها. جل الذين أنجبتهم هذه الدعوة تراجعوا والشيء الوحيد الذي بقي فيهم ثابتا هو إتباع زي الداعية أو جمهوره( وهو في النساء أوضح من الرجال). لا أجد سوى رؤوسا ملأت بالحكايا عن التائبين لا يستطيعون بلورتها إلا في أحاديث السمر, وثقافة المماطلة لا بل وتلقينها للناس ، فانظر إلى المحجبات العاريات فبعد أن كان يصيبها الإحراج حين الحديث في مجمع عن الحجاب أصبحت ترفع رأسها, كيف لا؟ وهي ترى في نفسها متحجبة. صحيح ليس علي أن أركز على المظاهر ولكن هذا ما أنتجته هذه الحملات، فالسؤال الذي كان ولا زال لا يغادر مخيلتي هو :هل شبابنا محتاج -حتى توصل إليه بنود الإسلام- أن تلبس آخر صرعات الموضى و »تعال هنا أشرحلك البدعة لأول مرة حتى لا تنخدع؟؟ «
أعلم، لست أهلا لنقد هؤلاء لكن يحق للعامي مثلي أن يصرخ بنتيجة ما يعايشه ويطالب بمن هم أكفأ أو كُفُّوا.
ايه ماهذا لقد سهوت عن الجلسة.
ـ ما رأيك في التعارف قبل الزواج؟
ـ شرط إجتناب مواطن الشبهة
ـ التعارف قبل الزواج من أهم أسباب نجاح العلاقة الزوجية فيما بعد؟
ـ أكيد
ـ تبدو لي هذه القضية الفصل بين هؤلاء الذين تحدثنا عنهم والشيوخ الحقيقيين. فبينما قام الآخرون بتوسيع لائحة الإختلاط بين الرجال والنساء وإدخال مظاهر إثارة جديدة وفتح أعين الناس على مواطن الضعف عند الطرفين ثم تُرِكَ هؤلاء للتخبط بين انجذابه لهواه وبين ما يعتقده ( دون أن يكون له جزم في ذلك) محرما, فأصبح فقيه نفسه واستفتى عقله الذي كان قاموس الحلال والحرام فيه لا يتعدى بضع صفحات فأنتج ملتزمين«نيو لوك» ولك في الشارع تفصيل قولي. وإما نوعا آخر منذ السلف إلى الخلف الماض على نفس النهج لم نجد إلا عملا دؤوبا على إغناء القاموس حتى يتزود الإنسان بالمناعة الكافية لصد ما يتكالب فيه الشيطان وهواه.
ـ للأسف هما نوعان لكن نحتاج إلى ثالث بينهما يوازن ويعادل الدفة دون إغفال الجانب الحيواني في الإنسان.
كنت بحاجة إلى هذه التسمية -التي أكرهها- لأتذكر مقالا قرأته قبل أيام لا بل قرأته خلال أيام محاولة فهم ما يرمي إليه الكاتب من خلال فقرات ذكرتني بأحد روايات "محمد عز الدين التازي" شكلا لا مضمونا. وكأن صاحب المقال كان يريد حلا لكن لم أعرف لمن؟ هل للقادر على الباءة أم للذي عليه الصبر مستعينا بالصوم. فكانت المناداة بحل إسلامي مع مراعاة الجانب الحيواني.
وبالحديث عن هذا الجانب فمعرفتي البسيطة بالحياة لا أجد فيها أن هذا السلوك يوجد عند الإنسان. وعادتنا حين يمتزج الأسود بالأبيض نسميه رماديا, وحين نمزج الأحمر بالأبيض نسميه ورديا "باهتا", فلماذا حين تمتزج علاقة جسدية مع شعور إنساني راق كالحب نُصِرُّ على تسمية الخليط بإحدى عناصره؟؟
وتجولت في المقال عدة مرات لأفهم ما المطلوب بالضبط في ظل توافر هذا الطبع الهجومي المنضبط؟ ففي الوقت الذي يرى فيه غيري أن النموذج الإقتصادي الإسلامي يحقق كبير تقدم في المدافعة أمام النموذج الغربي ـ ولا أدري أهو استنتاج بعد الأزمة الإقتصادية العالمية أم كانت هذه القناعة لديه قبلاـ فإنني أرى أن النماذج التي تنضح بها كتب السيرة ابتداء من زوجات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مرورا بالصحابيات ومن تربين على أيديهن وبمرورك عبر كل جيل تجد فيه تلك الرموز الشامخة سطرت عناوين في الإلتزام الذي لم يحتج إلى تراخيص من شيوخ زمانه ليشبع جانبه الحيواني وصولا إلى زماننا هذا فستجد أصغرنا سنا وقفت في وجه شيخ لتصحح له أن النقاب ليس بدعة.وهذه النماذج في نظري هي التي سنواجه بها الغرب إن تكرم الشيوخ بتكريسها في الأذهان واستنباط العبر من مواقفها دون حاجة ليسافر عند هذا الغرب ليدرس في جامعاته ثم يقذفنا بزبالات فكره.
وفعلا نحن نحتاج من العلماء أن ينزلوا إلى الشارع قليلا ليصححوا أخطاء غيرهم وليرقوا بمستوى الوعي إلى تلك الرموز لا ليجعلوا علامة الحداثة أن تكون النماذج المقتدى بها دائما في العالم المتخلف أخلاقا وسمعة.
ـ وماذا تنتظر من الشيوخ مثلا أن يحللوا الشات والفايسبوك والمحادثة الخاصة لكن إجتنابا لمضان الخلوة يكون ذلك في حضور الأم والأب ربما؟؟
أو ربما عليهم أن يُشرِّعوا( والوضع سيكون كذلك لأنه ليس هناك ما هو غامض في الشرع بخصوص هذا المجال حتى يحتاج إلى تحديث) الخروج والتنزه مع الشاب الراغب في الخطبة ولكن المهم أن يكون في مقهى عام أو حديقة عمومية ليس فيها أشجار تداري الحركات. ذاك هو الحل في نظرك؟؟
ـ لست أقصد ذلك لكن عليهم النزول الى الشارع قليلا حتى يتحدثوا وفق نسق التفكير السائد في الأوساط المعنية ويتخصص كل منهم بطبقة ويتعلم دروب تفكيرها.
ـ حلول سابحة لست أنكر أننا بالفعل بحاجة إلى علماء شداد ثقال يحملون همّ الدعوة فيخدمونه بروح المقاتل الشاب لا بلباس الواد المتشيك.لكن النسخ والنقل عن غيرنا( الغير مسلم) أو القول بأن إختلاف العلماء هو ما خُدِع به شبابنا وصمت الأخرس عن فضح اللعبة السياسية والقوالب الإعلامية وفخاخ المساعدات الغربية هو مجرد حركات ندرجها في لائحة ما يجب فضحه.
أتعلم، في دراسة الدوال الرياضية تعلمنا دراسة مجال تعريف الدالة والبحث عن النقاط التي تتقاطع فيها مع الصفر ونقاط الإشتقاق المساوي لصفر ودراسة كل النتائج الشاذة والنهايات قبل أن نقوم بتمثيلها على المعلم ولا تمثيل خارج حدوده. ذلك هو ما أعتقد على العلماء أن يفعلوه يجب أن يوسعوا دائرة المعرفة بالحلال والحرام ونقاط الخطر والتقاطع مع الشيطان والتعايش مع النهاية في كل لحظة وليتركوا للإنسان الحرية في وضع نقاط حياته كما يشاء بعدما توضحت له كل المواطن الباعثة للشك والريبة. فإنه لن يتيه بعدها إن شاء الله.
الجميع متابع في امتعاض من هذه الجلسة المملة وعلي الإستطراد.
ـ مذاق هذه الكعكة طيب يا أمي.
يا إلهي لقد إحمر وجه أمي... اي نسيت أن من قوانين أمي أن لا أقول -في حضرة الضيوف- عما تعده "لذيذ" لأن الآخر سيعتقد أننا لم نتذوقه قبل اليوم.
سأحل الوضع
ـ هذه السكاكين متى اشتريتموها تذكرني بالمسلسلات المكسيكية التي يتناول فيه الناس بالشوكة والسكين؟؟
وجه أمي يكاد ينفجر. في هذا المقام قال القدامى الصمت حكمة لا تباع بالذهب.
....................
أخيرا سأنام يا له من يوم طويل.
ـ أمي هل كنت تنادينني لم أسمعك؟؟
_ أتعلمين ماذا سمعت عنك؟؟ أنك مغرورة.
قد قيلت لي مرارا ولا زلت أراها صفة تبعث في داخلي رغبة في الإبتسام كإبتسامة فقيرة عُيِّرت بما تعير به الطبقات الأرستقراطية عامة فبدل أن تجرحها تبعث في داخلها نشوة. لماذا الغرور وأنا لم أفعل سوى فهم ما شرفني به الإسلام فرفعت به رأسي عاليا فلماذا ألام وغيري يتعمد كتمه حتى يزدري علي بأني مستضعفة و....
ـلا أملك جوابا ربما الابتسامة تكفي كرد ما رأيك؟؟
ـ وهي تهم بالخروج من الغرفة :كان الله في عون أمّ المجنون أما المجنون ففي رحمة الله الواسعة.
ـ آه صحيح أمي قبل أن تخرجي، ماذا وضعت في الكعكة كانت لذيذة جدا ؟