هشام بن الزبير
01-24-2011, 06:19 PM
تأملت السائلين في المنتدى, فإذا هم أصناف ثلاثة:
مستفسر, ومحاور, ومتعنت.
فالمستفسر:
يطرق الباب في لطف مسلّما يطلب علم ما خفي عنه.
والمحاور:
صاحب رأي, يعرض مقالته, وينصر مذهبه و ينافح عنه.
والمتعنت:
صاحب هوى متحذلق, حشي بالشبهات إهابه, وتشربها قلبه, يأتينا بها ليسود الصحائف, وهو يرجو أن نذوق من غِبّها ماذاق. فهو ينثر شبهاته وأباطيله جملة, دون تثبت ولا روية, فتراه يرمي ثم يسدد, ويلوك ويردد, فأمثال هذا لا يخفى إلا على أضرابه, فلا علم ولا حلم, ولا فضل ولا عقل.
فللأولين نقول: نعم القوم أنتم ونعم الحِجاج, مادام له من الخلق الرفيع سياج, ووتنزه عن المراء واللجاج, فلمثلكم قام هذا المنتدى, فلكم علينا حق الضيافة والقرى, وأن نجلي الحق وننقض الفرى.
أما الثالث, وإياه أريد, فليعلم أنه لن يخفى علينا حاله وإن تلون, ولن ينطلي علينا أمره وإن تلبس بالإسلام وتسنن, فالمرء مخبوء تحت لسانه, والقلم أحد اللسانين. فإن لأهل العلم كياسة ولأهل التقوى فراسة, فاكتب ما شئت فإن الحروف ناطقة عنك, وتخّف كما شئت فإن الكلمات تدل على معدنك, وتفصح عن خبيئة نفسك.
المتعنت إنما يدخل علينا في زي السائل لينصب لنا الشراك, والمتذاكي منهم يلبس لبوس الإسلام, يأتي البيت من ظهره, ليطعن في الحق وهو آمن, يحسب بذاك أنه ظفر بمراده, وأنه سيبز أهل الإسلام, ولكن هيهات.
وآية المتعنت أنه لا يعرض نقطة للحوار بل بحرا, ولا يورد علينا مسألة بل عشرا, فإذا سئل عن شيء نكص وأعرض عن الجواب, ثم عاد ليأتى بسيل من المسائل, فإن طولب بالجواب, عمي وصمّ, وربما لجأ إلى السباب. فلا تمضي أيام حتى تئن صحائف المنتدى تحت كلكل كلامه الممجوج, وربما لم يستوف لذلك الفضلاء من المستفسرين والمحاورين حقهم, لأن "المتعنت" يستأثر بالوقت ويستغرق منا الجهد.
فيا إخواني ماذا نجني من أمثال هؤلاء غير ضياع الأوقات النفيسة فيما لا طائل تحته, إلا تشقيق الكلام, وتتبع الأوهام؟
فماذا ترون؟ هل من سبيل لإبطال كيد أهل التشغيب؟ ماذا نصنع حين يرد السؤال الذي يشتم منه التعنت والتشعيب؟ هل نتريث حتى يتصدى للجواب من هو لذلك أهل؟ فإن كثرة المجيبين على أمثال هؤلاء ينجح سعيهم.
أظن هذا الأمر من أهم المهمات, فإني أخشى لو تركنا لهؤلاء الحبل على الغارب, أن يفسدوا ما في هذا المنتدى من خير, وأرجو إن نحن قطعنا دابر هذا الشر, أن نرتقي بهذا الصرح المبارك لما فيه عز الإسلام.
والله أعلم.
مستفسر, ومحاور, ومتعنت.
فالمستفسر:
يطرق الباب في لطف مسلّما يطلب علم ما خفي عنه.
والمحاور:
صاحب رأي, يعرض مقالته, وينصر مذهبه و ينافح عنه.
والمتعنت:
صاحب هوى متحذلق, حشي بالشبهات إهابه, وتشربها قلبه, يأتينا بها ليسود الصحائف, وهو يرجو أن نذوق من غِبّها ماذاق. فهو ينثر شبهاته وأباطيله جملة, دون تثبت ولا روية, فتراه يرمي ثم يسدد, ويلوك ويردد, فأمثال هذا لا يخفى إلا على أضرابه, فلا علم ولا حلم, ولا فضل ولا عقل.
فللأولين نقول: نعم القوم أنتم ونعم الحِجاج, مادام له من الخلق الرفيع سياج, ووتنزه عن المراء واللجاج, فلمثلكم قام هذا المنتدى, فلكم علينا حق الضيافة والقرى, وأن نجلي الحق وننقض الفرى.
أما الثالث, وإياه أريد, فليعلم أنه لن يخفى علينا حاله وإن تلون, ولن ينطلي علينا أمره وإن تلبس بالإسلام وتسنن, فالمرء مخبوء تحت لسانه, والقلم أحد اللسانين. فإن لأهل العلم كياسة ولأهل التقوى فراسة, فاكتب ما شئت فإن الحروف ناطقة عنك, وتخّف كما شئت فإن الكلمات تدل على معدنك, وتفصح عن خبيئة نفسك.
المتعنت إنما يدخل علينا في زي السائل لينصب لنا الشراك, والمتذاكي منهم يلبس لبوس الإسلام, يأتي البيت من ظهره, ليطعن في الحق وهو آمن, يحسب بذاك أنه ظفر بمراده, وأنه سيبز أهل الإسلام, ولكن هيهات.
وآية المتعنت أنه لا يعرض نقطة للحوار بل بحرا, ولا يورد علينا مسألة بل عشرا, فإذا سئل عن شيء نكص وأعرض عن الجواب, ثم عاد ليأتى بسيل من المسائل, فإن طولب بالجواب, عمي وصمّ, وربما لجأ إلى السباب. فلا تمضي أيام حتى تئن صحائف المنتدى تحت كلكل كلامه الممجوج, وربما لم يستوف لذلك الفضلاء من المستفسرين والمحاورين حقهم, لأن "المتعنت" يستأثر بالوقت ويستغرق منا الجهد.
فيا إخواني ماذا نجني من أمثال هؤلاء غير ضياع الأوقات النفيسة فيما لا طائل تحته, إلا تشقيق الكلام, وتتبع الأوهام؟
فماذا ترون؟ هل من سبيل لإبطال كيد أهل التشغيب؟ ماذا نصنع حين يرد السؤال الذي يشتم منه التعنت والتشعيب؟ هل نتريث حتى يتصدى للجواب من هو لذلك أهل؟ فإن كثرة المجيبين على أمثال هؤلاء ينجح سعيهم.
أظن هذا الأمر من أهم المهمات, فإني أخشى لو تركنا لهؤلاء الحبل على الغارب, أن يفسدوا ما في هذا المنتدى من خير, وأرجو إن نحن قطعنا دابر هذا الشر, أن نرتقي بهذا الصرح المبارك لما فيه عز الإسلام.
والله أعلم.