المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العبودية لله سبيل الحرية



a7med89
01-27-2011, 03:26 PM
د. يوسف القرضاوي

العبودية الخالصة لله هي -في واقع الأمر- عين الحرية، وسبيل السيادة الحقيقية، فهي– وحدها- التي تُعتِق القلب من رِقِّ المخلوقين، وتُحرره من الذُّل والخضوع لكل ما سِوى الله من أنواع الآلهة و الطَّوَاغيتِ التي تَستعبِدُ الناس وتَسترِقُّهم أشدَّ ما يكون الاسترقاق والاستعباد، وإنْ ظهروا ـ صورةً و شكلاً ـ بمظهر السادة الأحرار!

ذلك أن في قلب الإنسان حاجة ذاتية إلى رب، إلى إلهٍ، إلى معبود، يَتعلَّق به، ويَسعى إليه، ويَعمل على رضاه، فإذا لم يَكن هذا المعبود هو الله الواحد الأحد، تَخَبَّط في عبادة آلِهةٍ شتى وأربابٍ أُخَرَ، مما يرى وما لا يرى، وممن يَعقِل، وما لا يَعقل، ومما هو موجود وما ليس بموجود، إلا في الوَهْمِ و الخيال.

وليس أشرف للإنسان العاقل من أن يَعبد مَن خَلقه فسَوَّاه فعَدَّلَه، ويَطرَح عبادة كل ما سواه ومن سِواه.

وليس أجلب لسعادته وسلام ضميره من تَوجيه هَمِّه إلى إلهٍ واحدٍ يَخُصُّه بالخضوع والحب، فلا تَتَوَزَّع قلبَه الآلهةُ والأرباب المُزيَّفون (ضَربَ اللهُ مثلاً رَجلاً فيه شُركاءُ مُتشاكِسُونَ ورجلاً سَلَمًا لرجلٍ هل يَستويانِ مثلاً)؟ (الزمر: 29).

فالعبد السالم لسيد واحدٍ قد استَراح؛ إذْ عَرف ما يُرضي سيِّدَه فادَّاه بارتياح وانشِرَاح، أما العبد الذي يَملِكُه شركاء متشاكسون يأمره أحدُهم بعكس ما يأمره غيره، فما أتْعَسَه وما أشقاه!!

يقول ابن تيمية:

(وكل مَن استَكبر عن عبادة إلهٍ لابُدَّ أن يَعبد غيره؛ فإنَّ الإنسان حَسَّاس يَتحرك بالإرادة، وقد ثَبتَ في الصحيح عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال: (أصدق الأسماء حارثٌ وهَمَّامٌ) فالحارث: الكاسِب الفاعل، والهمَّام: فعال من الهَمِّ، والهَمُّ أول الإرادة، فالإنسان له إرادة دائمًا، وكل إرادة فلابد لها من مُراد تَنتهي إليه، فلابد لكل عبد من مراد محبوب هو مُنتهى حُبِّه وإرادته (http://www.onislam.net/arabic/fiqh-a-tazkia/faith-reflections/128212-2011-01-27-10-37-43.html)

لمتابعة باقى الموضوع (http://www.onislam.net/arabic/fiqh-a-tazkia/faith-reflections/128212-2011-01-27-10-37-43.html)

المصدر
موقع اون اسلام (http://www.onislam.net/arabic)