المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الزم بينك فانه فتنة دهماااااااااااااااااااااء



طالب العفو
01-27-2011, 04:55 PM
يا اهل مصر
لزوم البيت في وقت الفتنة
حق لا يقدر عليه الا الرجال
اما انصاف الرجال
او الرجال بلا عقول
او الفحول المتاولون يخرجون لها عالمين انهم خاسرون خاسرون
لانهم سيبنون تحقيقهم للمصالح المرجوة علي دماء المسلمين

الرجوع الرجوع الي اقوال العلماء من اهل البلد
ان الخروج في هذه المظاهرات الغير سلمية انما هو من الاثم
ولا يجر مصلحة
ولن يدفع ما خرجت من اجله
بل سياتي بحاكم اكثر ولاء للغرب من مبارك
ليعلم القارئ انا نبرا من مبارك واعوانه ومن علي شاكلتهم
ولو كانت لنا شوكة لخلعناه و من معه
لكن العاقل يري ان ما يحدث انما هو شر محض
نسال الله السلامة

نرجو من الاخوة مريدي الحق تجنب المظاهرات
وتجنب المساجد التي يمكن ان تكون عندها تجمعات بعض المتحمسين من المسلمين

هشام بن الزبير
01-27-2011, 05:10 PM
اللهم احفظ مصر وأهل مصر واحقن دمائهم وول أمورهم خيارهم.

طالب العفو
01-27-2011, 05:23 PM
امين وكل بلاد المسلمين

طالب العفو
01-27-2011, 06:00 PM
نرجو من الاخوة نقل تعليقات العلماء المعتبرين حول ما يحدث

وان يثبتوا عند الفتنة

لان التهور في الفتنة شر محض

طالب العفو
01-27-2011, 07:36 PM
للرفع

طارق منينة
01-28-2011, 09:29 PM
ان شاء الله يكون خير
وان شاء الله بعد فرار الطاغية ومن حوله واستقرار الامور نرى خيرا وفتوحات مع طبعا امور مخالفة وهذا موجود بطبيعة الحال

نور الدين الدمشقي
01-28-2011, 10:14 PM
يا استاذي طلب العفو...عفا الله عنك....ما الحكاية؟ الا يجوز التظاهر السلمي؟ عن اية فتنة تتكلم؟ لماذا يبقى الناس في البيت بدلا من التشجيع على مقاومة الظلم في البلد؟؟؟؟
انا جاهل اخي فهمني؟

مسلمة84
01-29-2011, 01:07 AM
يا دعاة المظاهرات: الله الله في دماء المسلمين في مصر !!



بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله ومن اتبع هداه،
أما بعد، فإن الشعب المصري يَمر هذه الأيام بفتن تَموج كموج البحر؛ ومن هذه الفتن الـهادرة فتنة هؤلاء المتظاهرين من حزب الإخوان المفسدين وغيرهم من الحزبيين والشبـاب الـمخدوع الذين خرجوا رجالاً وركبانًا رافعين رايات الـمطالبة بالإصلاح، ودفع المظالم زعموا!!


* فأقول لِـهؤلاء الـمتظاهرين:
أولاً: لو بَحثنا معكم أمر الإصلاح الذي تطالبون به؛ هل هو الإصلاح الشرعي القائم على الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح من الصحابة والتابعين لَهم بإحسان؟

والجواب: لا بل هي طلبات قائمة على الْمُناورات السياسية، والألاعيب الحزبية ومنازعة الأمر أهله؛ من أجل الصراع على خطف السلطة من الحكَّام القائمين؛ فهو صراع على المناصب والسلطات.
وحتى لو كانت مطالب الإصلاح موافقة للشرع الحكيم، فليس أبدًا من الشرع أن تتم المطالبة بهذه الإصلاحات بهذه الطريقة الهمجية المسماة بالمظاهرات، إنما يكون هذا بالسبيل الشرعي المتمثل في مناصحة من ولاَّه الله الأمر قدرًا من أصحاب القوة والسلطان، مع الدعاء لهم بالصلاح والتوفيق والهدى، والصبر عليهم مع جمع كلمة المسلمين والقضاء على أسباب الفتن، وهذا التناصح يكون عن طريق المشافهة معهم لمن عنده القدرة على الاتصال عليهم، أو عن طريق المراسلة ونحوها.

ومن أراد أن يلتزم بحديث: "أفضل الجهاد كلمة حقٍّ عند سلطان جائر"، فليطبق الحديث –إن كان شجاعًا كما يدَّعي- وليذهب –وحده –لا متترسًا بالآخرين- إلى رئيس الجمهورية أو إلى الوزير الفلاني، وليقل كلمة الحقِّ عنده ناصحًا إياه ومبينًا له الحكم الشرعي في أفعاله.


ثم أنا أسأل دعاة المظاهرات سؤالاً صريحًا:
هل ظهرت أي ثمرة لِهذه المظاهرات؟ وهل تَم الإصلاح المزعوم؟ فيا دعاة المظاهرات والتحريش: إنكم تجرون جري الوحوش للتمكن من السلطة؟ وسلكتم كثيرًا من السبل المخالفة للشرع لتحقيق هذا الغرض الدنيوي، وتسببتم في قتل الكثير من الأبرياء وتشريد العشرات من الأُسَر؛ بسبب صنائعكم؟ فهل وجدتم طوال تاريخكم الحافل بالدماء أي ثمرة مرجوة من هذه الأفاعيل؟ أم أنكم من البدء وحتى الآن تـحصدون حنظلاً وفتنًا، وأضعتم ثمرة شباب المسلمين بلا فائدة، فهلاَّ تعلَّمتم من تـجـاربكم السـابقة إن كـنتم تفقهون أم عـلى قلوب أقـفالـها؟!

أما طرق مسامعكم أبدًا نصوص السنة الصحيحة التي تحرم الخروج على الحكَّام بالقول أو الفعل، وتأمر بالصبر على جورهم كما جاء في الصحيحين: عن ابن عَبَّاس رضي الله عنه عن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: "من رأى من أميره شيئًا يكرهه فليصبر عليه، فإنه من فارق الجماعة شبرًا، فماتَ إلا مات ميتة جاهلية".

وفِي لفظ: "فإنه من خرج من السلطان شبرًا فمات مات ميتة جاهلية"؛ فأمر بالصبر ولم يأمر بالمظاهرات والاحتجاجات، ونَحوه قوله صلى الله عليه وسلم: "من ولي عليه وال فرآهُ يأتي شيئًا من معصية الله، فليكره ما يأتي من معصية الله، ولا يَنْزعنَّ يدًا من طاعة".

وقوله صلى الله عليه وسلم لَمَّا ذكر له أن الولاة والأئمة يهتدونَ بغير هديه ولا يستنونَ بسنته، فسأله حذيفة: كيف أصنعُ يا رَسُول الله، إن أدركت ذَلِكَ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: "تسمعُ وتُطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع"؛ فأمره بطاعة أميره -أي الحاكم أو الرئيس- ولو في أشد حالات الظلم وهي أن يُضرب ويُسلب ماله؛ ولَم يرشده إلى تنظيم مظاهرة مع إخوانه المظلومين يطالبون فيها بحقوقهم السياسية المهضومة.

وقال صلى الله عليه وسلم: "من أراد أن ينصح لسلطان بأمر، فلا يُبد له علانية، ولكن يأخذ بيده، فيخلو به، فإن قبل منه، فذاك، وإلا كَانَ قد أدَّى الَّذِي عليه له" ( ).

فماذا أنتم قائلون في هذه الأحاديث؟!


هل هذه الأحاديث دعوة إلى الإرجاء والعمالة المحرمة للحكَّام؟!
أم أنها دعوة إلى الإصلاح الذي يرضاه الله سبحانه، لا الذي يرضاهم الخوارج والبغاة المتظاهرين؟!
أم أنكم ستريحون أنفسكم وتقولون إن هذه الأحاديث لا تصلح للواقع المعاصر، فإن قلتموها فقد وافقتكم مَن تحاربون من الأحزاب اللادينية المعارضة لكم التي تعتذر أيضًا عن عدم تطبيق بعض الأحكام الشرعية بسبب ضغوط الواقع المعاصر وعدم مواكبتها للعصر بزعمهم؛ فصرتم أنتم وهم سواء في التنكر للسُّنَّة؟!

فإن كنتم دعاة إلى الإسلام بزعمكم يلزمكم التزام هذه النصوص النبوية في دعوتكم وإلا كنتم كسائر الأحزاب التي لا تنتمي إلى الإسلام، وتضع برنامج حزبها وفقًا للسياسات التي تحقق لها المصالح السياسية في زعمها، فلو قلتم نحن لسنا حزبًا إسلاميًّا لأرحتم المخدوعين من الشباب من اللهث ورائكم تحت رايات كاذبة؛ لكنكم خدعتم الشباب بهذه الهتافات التي خلطتم فيها بين كلمة التوحيد "لا إله إلا الله" وبين المطالبة بالإصلاح الدستوري الديمقراطي!!


فألبستم النحل الغربية الفاسدة لباس الإسلام تحت زعم المطالبة بتطبيق الإسلام!! ووالله إن الإسلام الحق برئ من هذه الأفعال.
فإن قلتم: ماذا نصنع بدماء من قتل ظلمًا على أيدي الحاكم الحالي وأعوانه، نحو سيد بلال؟

فأقول: وماذا تصنعون أنتم في دماء من تسببتم في قتله في هذه المظاهرات سواء من الهمج التابعين لكم أم من رجال الشرطة الذين خرجوا لتأدية مهمتهم في حماية المواطنين من السلب والنهب إذا استفحل شركم؟

فإن كانت فتنة مقتل سيد بلال على أيدي ضابط متهور أو جاهل أثارت حفيظتكم، فمن باب أولى إن كنتم صادقين أن يثير حفيظتكم عواقب خروجكم الغوغائي هذا، والتي ألخصها لكم فيما يلي:

أولاً: إذا سقط النظام الأمني والحكومة المسيطرة على زمام الأمور، وصار الأمر فوضى، ألا تخشون أن تقع أزمة الأمور فيمن هو أضل سبيلاً من خنازير اليهود وأحلاسهم أو حثالة الروافض الشيعة الملاعين نحو أتباع حسن نصر الزنديق الذي يكفِّر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وهو متأهب لمثل هذه اللحظة حتى يحقِّق حلم الخميني الفاجر –عليه لعنة الله- في إقامة الدولة الشيعية على أنقاض هذه الحكومات الحالية، وإزالة السنة من كل بلاد الإسلام بل إزالة مكة والمدينة من الوجود كما صرَّح بهذا الموسوي في كتابه "لله ثم للتاريخ"، وقد تحقَّق جزء من خطتهم الخمسينية على أرض العراق، والآن يتأهبون لاستمراراها على أرض مصر والسعودية لا مكّنهم الله سبحانه.


ثانيًا: هل مقتل سيد بلال يشفع لكم في أن تضيعوا الأمن والأمان في مصر بهذا التخريب والإفساد في الأرض عن طريق هذه الحرائق التي قام بها بعض أتباعكم في المباني والجهات الحكومية أو مراكز الشرطة، والله سبحانه يقول: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَام.وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللهُ لاَ يُحِبُّ الْفَسَاد.وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ}؟!


ثالثًا: فتنة سيد بلال وأشباهه فتن خاصة، أما فتنتكم فهي فتنة عامة، ولكم الأسوة في إمام السنة أحمد بن حنبل –رحمه الله-، حيث سأله أبو الحارث كما في السنة للخلاَّل (89): في أمر كان حدث في بغداد، وهمَّ قوم بالخروج قلت: يا أبا عبد الله ما تقول في الخروج مع هؤلاء القوم؟ فأنكر ذلك عليهم وجعل يقول: "سبحان الله الدماء الدماء، لا أرى ذلك ولا آمر به، الصبر على ما نحن فيه خير من الفتنة يُسفك فيها الدماء ويستباح فيها الأموال وينتهك فيها المحارم، أما علمت ما كان الناس فيه -يعني أيام الفتنة-".


قلت: والناس اليوم أليس هم في فتنة يا أبا عبد الله؟ قال: "وإن كان فإنما هي فتنة خاصة، فإذا وقع السيف عمَّت الفتنة وانقطعت السبل، الصبر على هذا ويسلم لك دينك خير لك"، ورأيته ينكر الخروج على الأئمة وقال: الدماء لا أرى ذلك ولا آمر به.

وفي طبقات ابن أبي يعلى (1/144) في ترجمة حنبل بن إسحق -ابن عم الإمام أحمد-: "قال حنبل: اجتمع فقهاء بغداد إلى أبي عبد الله في ولاية الواثق، وشاوروه في ترك الرضا بإمرته وسلطانه فقال لهم: عليكم بالنُّكرة في قلوبكم ولا تخلعوا يدًا من طاعة ولا تشقوا عصَا المسلمين، ولا تسفكوا دماءكم ودماء المسلمين، وذكر الحديث عن النبي $: "إن ضربك فاصبر؛ فأمر بالصبر". اهـ

قلت: والواثق هو ابن المعتصم سار على نهج أبيه وعمه في القول بخلق القرآن، وأن الله لا يُرى في الآخرة، وامتحن الناس على ذلك، وقتل أحمد بن نصر الخزاعي -رحمه الله- أحد أصحاب أحمد-، ومع هذا لم يأمر أحمد بالخروج عليه، أو الثورة على ظلمه؛ وذلك حفظًا لدماء المسلمين.


وأنتم تزعمون أن قادتكم ومنظريكم أصحاب دراية واسعة بالتاريخ الإسلامي وعندهم قدرات فائقة على استخراج العبر من هذا التاريخ والتي بها يحددون كيفية التعامل مع القوى الخارجية والداخلية على حد تعبيراتكم؛ فإن كنتم صادقين فيما زعمتم فسوف أقدم لكم الآن واقعة تاريخية أليمة اهتزت لها أرجاء الدولة الإسلامية حتى تخرجوا لنا منها العبر التي تنفعنا في الأحداث المعاصرة؛ هذه الواقعة هي وقعة الحرة، وقد سرد الحافظ -رحِمَه الله- ملخص أحداثها في "الفتح" (8/651) فقال: "كانت وقعة الحرة في سنة ثلاث وستين وسببها أن أهل المدينة خلعوا بيعة يزيد بن معاوية لما بلغهم ما يتعمده من الفساد، فأمَّر الأنصار عليهم عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر، وأمَّر المهاجرون عليهم عبدالله بن مطيع العدوي، وأرسل إليهم يزيد بن معاوية مسلم بن عقبة المري في جيش كثير فهزمهم واستباحوا المدينة وقتلوا ابن حنظلة، وقُتِل من الأنصار شيء كثير جدًّا، وكان أنس يومئذ بالبصرة فبلغه ذلك، فحزن على من أصيب من الأنصار؛ فكتب إليه زيد بن أرقم -وكان يومئذ بالكوفة- يسليه، ومحصِّل ذلك أن الذي يصير إلى مغفرة الله لا يشتد الحزن عليه فكان ذلك تعزية لأنس". اهـ


* أقول: سوف أساعدكم على استخراج الدروس من هذه الوقعة الأليمة، ثم نرى ما هـو جوابكم؟

فأقول أولاً: العاقبة الأليمة للخروج بالقوة على الحاكم الممكن، الذي ما حدث في زمن من الأزمان منذ عثمان رضي الله عنه إلى وقتنا هذا إلا وترتب عليه استباحة الدماء والأعراض.
فإذا قلتم: نحن ما أردنا الخروج على الحاكم، نحن فقط نطالبه بالإصلاح؛ فأقول: كذبتم؛ بل لقد خرجتم خروج الهمج الرعاع أتباع كل ناعق تهتفون بهذه الهتافات الحماسية التي خلطتموها بترديد كلمة التوحيد، وهذه العبارات هي تصريح واضح منكم بنزع اليد من طاعة الحاكم الممكَّن -سدده الله ووفقه- وتهييج الغوغاء والعامة على الخروج الجماعي للإطاحة بحكومته، ولَم يبق عليكم إلا أن تحولوا أروقة مصر إلى برك من الدماء باسم الجهاد؛ وإن دين الإسلام والسلف بريئون براءة تامة من جهادكم المزعوم.

فهلاَّ اتعظتم بهذه الواقعة التي قُتِل فيها الأفاضل بسبب هذه الغوغائية في التعامل مع الحكَّام؛ أم تريدون يوم حرة آخر بمصر؛ أو لم يكفكم ما فعلتم بشباب مصر من قبل وإلى الآن؟!

أو لَم يكفكم ما فعلتم بشباب أفغانستان؟!

هلاَّ اتعظتم بِحال أهل العراق، أم تريدون استجلاب قوى الكفر إلى مصر بزعم التوفيق بين أبنائها؛ لأنهم لا يستطيعون جَمع كلمتهم؟ اعقلوا وتدَّبروا وانبذوا هذه العاطفة الخارجية الحماسية التي تحرق أصحابها قبل أن تحرق غيرها.

ألَم تتعظوا من أحداث الجزائر الأخيرة من مآسي وعظائم بسبب هذه المظاهرات والانتخابات ومنازعة الأمر أهله؟! فقد خرج آلاف أمثالكم في الجزائر يطالبون بالإصلاح الدستوري باسم الإسلام، ثم لَم تَمر الأيام إلا وكشفوا عن وجوههم الكالحة فأخذوا يقتلون أهل الإسلام، ويبقرون البطون ويشجون الرءوس تحت مظلة المطالبة بتحكيم الشريعة؛ مستنين بأجدادهم من الخوارج الذين خرجوا على علي ط ثم قتلوه تَحت نفس المظلة وهي المطالبة بحكم الله( ).

واحتجاجكم بالتغيير الذي حدث في تونس مؤخرًا، هو من باب تعلُّق الغريق بالقشة، فإن هذا الرئيس التونسي –الجائر- كان وجوده مع جوره رحمة لأهل تونس في عصمة دمائهم وأموالهم وأعراضهم، فلمَّا خرج السفهاء بهذه الهمجية، ماذا كانت النتيجة؟ النتيجة يخبركم عنها أهل تونس: قتل عشرات الأبرياء، ونهبت الأموال، وانتهكت الأعراض، فمن يحمل مظالم هؤلاء؟!
هل تريدون أن لا يأمن أحد على نفسه وأهله وماله؟!


وفي سبيل مَن تفعلون هذا: في سبيل ناس مأجورين –عملاء لأمريكا واليهود وإيران- يريدون أن يتخذوا أجسادكم وأموالكم جسرًا يصلون عليه إلى السلطة، ثم يرمونكم للكلاب تنهشكم ولن تنالوا منهم أحمر ولا أصفر؟!
ثانيًا: ما وصلنا أبدًا بإسناد صحيح ولا ضعيف أن ابن عمر وغيره من الصحابة والتابعين في هــذا الـوقت قد خـرجوا في مظاهرات أو قاموا بعمل اعتصامات أو وزعوا منشورات مطالبين بالإصلاح أو مطالبين بـحق الدماء التي أهدرت في يوم الحرة.
فهـل الصحابة وأئمة التابعين لَم يكونوا من فقهاء الـواقع أمثالكم أم أنهم كانوا جبناء وأنتم الشجعان، أم أنهم ليس عندهم الوعي السياسى المتمثل في هذه المناورات السياسية التي يجيدها الكفار أحسن منكم؟!

والظاهر لكل مستبصر بالكتاب والسنة أنكم لا تسيرون في طرائقكم على كتاب أو سنة أو هدي الصحابة والسلف الصالح -الذين تتمسحون بهم لإضفاء الشرعية على جرائمكم- إنما تسيرون على ما سنَّه لكم زعيمكم الأول ذو الخويصرة التميمي الذي -إن صح التعبير- هو أول من ثار على إمام المسلمين في وقته رافعًا أيضًا مثلكم راية المطالبة بالإصلاح والعدل؛ لأنه يزعم أن سيد العدول صلى الله عليه وسلم لَم يعدل في قسمته للغنائم، فقال له هذه الكلمة القبيحة: "اعدل يا محمد فإنك لا تعدل".


وأذكِّركم أيضًا أنكم استجلبتم الشعب المصري المسكين منذ ما يقرب من ثمانين عامًا للخروج على حاكم مصر في هذا الوقت، ألا وهو الملك فاروق رحمه الله، فماذا كانت حصيلة هذا الخروج، هل تم الإصلاح المنشود؟ والجواب: لا بل إن بعض مراسم الشريعة التي كانت قائمة زال كثير منها؟ فنقص المعروف وزاد المنكر.

ثم مرت السنوات ولم يستفد هؤلاء من هذه المآسي؛ فاستدرجوا لاغتيال السادات -رحمه الله-، فماذا كانت النتيجة؟ هل تَم تطبيق الشريعــة والقضاء عـلى مظاهر الشرك والوثنية، وصور الفسق والفجور التي غزت بلدنا منذ أمد؟ أم أن الأمور قد تحولت إلى الأسوأ وترتب على هذا الخروج أن قدَّمتم آلاف الشباب المصري قربانًا لهذا الخروج الآثم بغير ثمرة؛ فدفعتم الثمن نقدًا وحصدتم الخيبة والهلاك نسيئة.

وكذلك الآن يجرون في هذه المظاهرات في تأييد رجل يريد أن يلغي المادة الثانية من الدستور، والتي تنص على أن الشريعة الإٍسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع، وأن الدين الرسمي للدولة هو الإسلام !!
أتريدون أن تقضوا على البقية الباقية من الإسلام في هذا البلد؟!

أتظنون أن عملاء أمريكا واليهود الذين يهيجونكم للخروج في هذه المظاهرات هم الذين سوف يرفعون عنكم المظالم ويطبقون فيكم شرع الله سبحانه؟!


* وقد سئل سَمـاحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز-رحـمه الله-: فِي شـعبـان سنة (1412’) بِمدينة جدة:
* هل الـمظاهرات الرجالية والنسائية ضد الـحكَّام والولاة تُعتبر وسيلة من وسائل الدعوة؟
* وهل من يَموت فيها يُعتبر شهيدًا أو فِي سبيل الله؟
فأجابَ -رحـمه الله-: "لا أرى المظاهرات النسائية والرجالية من العلاج، ولكن أنا أرى أنَّها من أسباب الفتن، ومن أسباب الشرور، ومن أسباب بغض الناس، والتعدي عَلَى بعض الناس بغير حق، ولكن الأسباب الشرعية: المكاتبة، والنصيحة، والدعوة إلى الخير بالطرق الشرعية، شرحها أهل العلم، وشرحها أصحاب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وأتباعه بإحسان، بالمكاتبة، والمشافهة مع الأمير ومع السلطان، والاتصال به، ومناصحته والمكاتبة له، دون التشهير عَلَى المنابر بأنه فعل كذا، وصار منه كذا، والله المستعان".

وَقَالَ -رحـمه الله- في معرض رده عَلَى الشيخ: عبد الرَّحْـمَن عبد الـخالق:
"سادسًا: ذكرتُم فِي كتابكم (فصول من السياسة الشرعية) (ص31-32) أن من أساليب النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي الدعوة التظاهرات (أي: المظاهرة)؛ ولا أعلم نصًّا فِي هذا الْمَعْنى، فأرجو الإفادة عمن ذكر ذَلِكَ؟ وبأي كتاب وجدتـم ذَلِكَ؟
فإن لَم يكن لكم فِي ذَلِكَ مستند، فالواجب الرجوع عن ذَلِكَ، لأني لا أعلمُ فِي شيء من النصوص ما يدل عَلَى ذَلِكَ، ولَمَّا قــد علم من المفـاسد الكثيرة فِي استعمال المظاهرات، فإن صـحَّ فيها نص فلابد مـن إيضاح مـا جـاء به النص إيضاحًا كاملاً حتَّى لا يتعلق به المفسدون بِمظاهراتِهم الباطلة.

والله المسئول أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالِح، أن يُصلح قلوبنا وأعمالنا جَميعًا، وأن يجعلنا من الهداة المهتدين، إنه جواد كريم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته( ).
* وقال -رَحِـمَهُ اللهُ- فِي رسالة أخرى:
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الابن المكرم صاحب الفضيلة الشيخ: عبد الرَّحْمَن بن عبد الخالق -وفقه الله لما فيه رضاه ونصر به دينه آمين-.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته أمَّا بعد:
فقد وصلني كتابكم الكريم، وسرني كثيرًا ما تضمنه من الموافقة عَلَى ما أوصيتكم به، فأسأل الله أن يزيدكم من التوفيق، ويَجعلنا وإياكم من الهداة المهتدين، إنه جواد كريم.
وما ذكرتم حول المظاهرة فقد فهمته وعلمت ضعف سند الرواية بذلك كما ذكرتم؛ لأن مدارها عَلَى إسحاق بن أبي فروة وهو لا يحتج به، ولو صحت الرواية فإن هذا فِي أول الإسلام قبل الهجرة وقبل كمال الشريعة.
ولا يـخفى أن العمـدة فِي الأمر والنهي وسائر أمور الدين عَلَى ما استقرت به الشريعة بعد الـهجرة.
أمَّا ما يتعلق بالجمعة والأعياد ونَحو ذَلِكَ من الاجتماعات الَّتِي قد يدعو إليها النَّبِي صلى الله عليه وسلم كصلاة الكسوف وصلاة الاستسقاء، فكل ذَلِكَ من باب إظهار شعائر الإسلام، وليس له تعلق بالمظاهرات كما لا يخفى.
وأسأل الله أن يَمنحني وإياكم وسائر إخواننا المزيد من العلم النافع والعمل به، وأن يُصلح قلوبنا وأعمالنا جَميعًا، وأن يعيذنا وإياكم وسائر المسلمين من مضلات الفتن ونزغات الشيطان، إنه خير مسئول.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته( ).


يا شباب الإسلام اتقوا الله فِي أنفسكم وأهليكم وذويكم، وانفضوا أيديكم من هذه الأحزاب المضلة، والزموا غرز أهل العلم السائرين على سبيل السلف الصالح -حقًّا- في مصر وغيرها، ففي لزوم غرزهم الأمن والأمان لكم في الدنيا والآخرة -إن شاء الله-، وكونوا عقلاء بالاتعاظ مما ذكرت لكم من مَخازي هؤلاء المفسدين ومن سار على شاكلتهم تحت أسماء عدة براقة { أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ}.
حسبنا الله ونعم الوكيل، وإنا لله وأنا إليه راجعون.

اللهم إن أردت بقومنا فتنة فاقبضنا إليك غير خزايا ولا مفتونين.
وصلى اللهم على محمد وعلى آله وسلم.

وكتب
أبو عبدالأعلى
خالد بن محمد بن عثمان المصري
ليلة الجمعة 24 صفر 1432

مسلمة84
01-29-2011, 01:49 AM
إخوتاه ..هذا ليس موضوعنا ! واضح أن هناك اختلافا ليس المنتدى مكان النقاش فيه
الشريط لنقل كلام أهل العلم في الأحداث القائمة .
وأنتم تسيرون بنا لإغلاقه والله المستعان !

وسأحذف هذه المشاركة أيضاً ، وحبذا لو تحذفين مشاركتك الأخيرة أختي أمة الرحمن :emrose:

mupmdown
01-29-2011, 01:52 AM
إخوتاه ..هذا ليس موضوعنا ! واضح أن هناك اختلافا ليس المنتدى مكان النقاش فيه
الشريط لنقل كلام أهل العلم في الأحداث القائمة .
وأنتم تسيرون بنا لإغلاقه والله المستعان !

:emrose:

هده أقوال أهل العلم و ليس المتعصبين الدين لا أدري في أي عالم و أي مصر يعيشون :
http://www.youtube.com/watch?v=QRtspOuprXI

عياض
01-29-2011, 02:34 AM
و كأنكم تتكلمون عن عثمان بن عفان او المأمون الذين أغنوا الناس و ضربت بهم الأمثال في العدل ..و كأنكم تتحدثون عن الخروج بالسيف و العنف مع ان الأمر انما هو تظاهر سلمي سبق اليه اهل الحرة مع من هم افضل حالا ..الذي يتكلم عنه العلماء هو الخروج برفع السيف اما الانكار باللسان و القلب ما أجمع عليه أحد...و كلمة من لم يرد الخروج في هذه الأحداث و لزوم البيت هو اجتهاد منه لمصلحة لا اجماع عليها اذ حتى الخروج بالسيف ليس مجمعا عليه فكيف بالخروج سلميا ودون حتى سيف من خشب...فكيف ان لم يكن الخروج في فتنة يقاتل المسلم فيها المسلم كماهو وصف الحديث...و من يخالفونهم لهم اجتهادهم ان لم يكن اصح...فالتحجير على الناس الى هذه الدرجة لا أصل له في الكتاب و لا السنة...و كما لا ينكر حق هؤلاء في لزوم بيوتهم لا ينكر حق من خرج ...

tarek1
01-29-2011, 08:31 AM
هده أقوال أهل العلم و ليس المتعصبين الدين لا أدري في أي عالم و أي مصر يعيشون :
http://www.youtube.com/watch?v=qrtspouprxi

بارك الله فيك اخي
الاستاذ عياض حتى الخروج بالسيف الم يقل عمر بن الخطاب اذا رايتم مني اعوجاجا فقوموه بالسيف ؟
هل نحن افقه من الصحابة حتى نحرم ما حللوه؟

ARmaDA
01-29-2011, 01:20 PM
اولا اقول للاخوة في الادارة لماذا تم حذف تعليقي بالامس وشكرا
وبالنسبة للاخت مسلم 84 أسألك سؤال واحد فقط وهو رد على كل ما نقلتيه
هل مات سيدنا الحسين رضي الله عنه ميتت الجاهلية !!!!! لخروجه على ولي الامر
وهل من مات في الفتنة خروجا على سيدنا عثمان رضي الله عنه ومن ثم سيدنا علي رضي الله عنه من سائر الصحابه
ماتوا ميتت الجاهلية!!!!!!!!!!!!!!
برجاء الاجابة على ضوء ماذكرتي من ادلة شرعية

اللهم عليك بالظالمين

مستفيد..
01-29-2011, 01:46 PM
إنا لله وإنا إليه راجعون..
عندما أرى العلمانيين يتظاهرون رافضين الظلم والفساد وأرى أهل الإسلام يدعون المسلمين للإختباء.. فلا أقول إلا إنا لله وإنا إليه راجعون
أين زبير بن العوام أين عبد الرحمن بن عوف أين الرجال التي لا تعرف الخوف ..فحق إذن للعلمانيين أن يُطالبوا بالحكم بعد نصرهم..
أُناس تتحدث عن فتنة..بالله عليكم أي فتة في محاربة أعداء الله لإقامة شرع الله ولا حول ولا قوة إلا بالله..
هذا من أسباب نكسة هذه الأمة ولن يغير الله حالنا ما دمنا ندعو للإختباء ..فهل دمائنا أشرف من تلك التي أريقت !!!
أناس تدعو للإختباء بحجة أن من سيأتي سيكون مثل مبارك!! هل هذا هو حسن ظننا بالله !!!..
سبحان الله متى تفهم هذه الأمة أن الإسلام ليس بتلاوة الآيات على المنابر..وإنما النصر لن يتحقق إلا بعد تشييع الجنائز إلى المقابر..
هكذا علمتنا غزوة أحد..هكذا علمتنا غزوة بدر..والنصر قادم بإذن الله..
الله معكم يا رجال مصر الأحرار..يا من تجوبون الشوارع..ولكل من يُساعد ولو بدعوة خير...

طارق منينة
01-29-2011, 02:06 PM
ليس كل الاسلاميين من اعتزل او اختبئ او فضل تجنب فتنة بحسب ظنه المخلص وحماية الدعوة ولكن من الاسلاميين من كتب وشارك وانا عن نفسي شاركت ليلة امس واشارك اليوم بوقت كامل في هذه المعركة فانا فهمت ابن تيمية كما كان وكما كان يفكر وينظر ولذلك اقاتل معه ومع الشعب على كل اتجاه وبطريقة مباشرة وهنا عن طريق منتدى التوحيد
فنحن ندعو الى الثورة النظيفة خصوصا اننا راينا مكنة وقوة في الشعب وارهاصات في الاوضاع المحلية والقومية والدولية
فنحن مشاركون ونثبت الكترونيا شهادتنا ومشاركتنا
وليس ذلك بعد القبض على الرئيس وانما قبل يوم الجمعة
فقد جازفنا بكل مانملكه لمساندة ثورة شعبية اسلامية ان شاء الله
ونسأل الله ان يكون من خلال ذلك فتح علينا وعلى الأمة ودحرا للعلمانيين والليبراليين او تحجيم لهم ومراغمة صاعقة لهم.

طارق منينة
01-29-2011, 02:43 PM
ايضا الشيخ حافظ سلامة يخوض المعركة مع السويس وكلمته في قناة الجزيرة منذ دقائق كانت حاسمة وايجابية

أحمد فتحي الموحد
01-29-2011, 02:54 PM
الجزيرة تعرض جثامين الشهداء الذين اغتالتهم قوات القمع و البلطجة...

أمَة الرحمن
01-29-2011, 02:59 PM
قال رئيس رابطة علماء الشريعة بدول مجلس التعاون الخليجي فضيلة الدكتور "عجيل النشمي" :

إن الزجَّ بالشريعة وعلمائها في ميدان الطاعة المطلقة، والترهيب بالخروج على الحكام مطلقا، وهو يظهر العلماء بصورة المخذلين ،والمثبطين، والمجملين لوجه الظلم وأعوان الظالمين، وموقعهم على مر التاريخ هو نصرة المظلومين ، وغياث المستضعفين، ورأس الحربة في مواجهة الظالمين، وكانوا نصرة للفقراء والمستضعفين، وهم اليوم في التاريخ الحديث قادة ثورات التحرر الوطني من الاستعمار، وهم الذين أعلنوا الخروج عليه وما استكانوا حتى خرج مخذولا بقوة السلاح، والله أعلم.

لذلك نقول لأمتنا الخارجين على الظلم على وفق ذلك :

- اخرجوا فلن تكونوا أبدا نملا. فالنمل وحده هو الذي قبل من النملة نصيحتها بدخول الجحور خشية أن يحطمها جيوش الغارين .

إنه لولا ما فرض علينا من المطاردات التي ألجأت من ألجات منا لمفارقة الأوطان، وتضييقٍ ألزم البيوت، وأسنان تقدمت، وعظام على الزمان والنازلات قد وهنت ، لولا هذا لرأيتمونا في الطليعة ومقدمة الركب ، نأمر بالمعروف، وننهى عن المنكر، درءا للشرور التي استفحلت والتي من شأنها أن تدع الديار بلا قع.

- فليخرج كل قادر ليسمع الظالمين صوته، وليبرئ ذمته أمام الله تعالى الذي لا يقبل عذرا من مُخَذِّلٍ أو متخاذل في مثل تلك المواقف ، حيث قال جل جلاله ( إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فألئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا) النساء 97: 99.

- اخرجوا لتعذروا أولا إلى الله ، ثم لتعذروا ثانيا إلى العالم الذي يستشرفكم اليوم، ثم لتعذروا ثالثا إلى التاريخ الذي لا يغفل ولا يتغافل.

- اخرجوا على نية الأخذ على يد الظالم قبل أن يخرج غيركم ممن لا يرقبون فيكم إلا ولا ذمة من ملاحدة وشيوعيين .

- اخرجوا فدخول الجحور غير جائز لغير النمل

- اخرجوا وانفروا على وعد الله لكم ،وتصديقا به، وإيمانا برسوله صلى الله عليه وسلم، رسوله الذي قال" إذا رأيت أمتي تهاب أن تقول للظالم يا ظالم فقد تُوُدِّع منهم"

* انفروا وأنتم موقنون بصدق موعود الله لكم بأنه ( سيهزم الجمع ويولون الدبر)

- انفروا على أمر الله تعالى لمن كان في مثل حالكم ( ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين)

- اخرجوا وانفروا، فماذا تنظرون وماذا تؤملون، بعد أن نزفت الكرامة، واستبيحت المحارم، واسترخصت الدماء، وانتهكت الأعراض، وزورت الإرادة، وكذب القادة، وتحروا الكذب تحريا كانوا فيه عند الله من الكاذبين ، ماذا تنتظرون بعد أن نطق فيكم الرويبضة ، وسيق الأبرياء إلى السجون، وطورد العلماء والمفكرون كل مُطرَّد، وخُوِّن الأمين، وائتمن الخائن، وصار فينا المعروف منكرا، والمنكر معروفا ، حتى حُرِمت الأمة من خيراتها وأقواتها وكنوزها ، فسرق ذلك كله استرخاصا واستهانة ليمد به اليهود، إعانة لهم على جرائمهم في المسلمين المستضعفين في غزة والضفة وعرب 48 وغيرهم، وذلك بعد أن حوصر المستضعفون منهم ، وبعد أن أحيط بهم بأيدي الظالمين منا مجاملة منهم للمجرمين.

- انفروا واخرجوا قبل أن يلعنكم التاريخ وتكونوا من الهالكين.

-اخرجوا وانفروا لترموا بها في وجوه المجرمين: (وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا) .

-( قل جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد)

اخرجوا لتتلوا على مسامع هؤلاء الذي طال عليهم الأمد بصوت مجلجل ، راعد آخذ متوعد قول الله تعالى في أمثالهم ( واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد)

(ألا لعنة الله على الظالمين * الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا) ألا لعنة الله على عمائم السوء التي خانت وقبلت أن تكون في حزب الهالكين

في سبيل الله
01-29-2011, 03:31 PM
اعوذ بالله من الظلم..

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ قُتَيْبَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ , قَالَ : حَدَّثَنَا الْمُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ الْجُمَحِيِّ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : " يَا كَعْبُ بْنَ عُجْرَةَ أَعَاذَكَ اللَّهُ مِنْ إِمَارَةِ السُّفَهَاءِ . قَالَ : وَمَا إِمَارَةُ السُّفَهَاءِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : أُمَرَاءُ يَكُونُونَ بَعْدِي فَمَنْ أَتَى أَبْوَابَهُمْ فَصَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَأُولَئِكَ لَيْسُوا مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُمْ ، وَلا يَرِدُوا عَلَى حَوْضِي ، وَمَنْ لَمْ يَأْتِ أَبْوَابَهُمْ وَلَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ , فَأُولَئِكَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ وَسَيَرِدُونَ عَلَى حَوْضِي ، يَا كَعْبُ بْنَ عُجْرَةَ لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ النَّارُ أَوْلَى بِهِ ، يَا كَعْبُ الصَّلاةُ قُرْبَانٌ , أَوْ قَالَ بُرْهَانٌ ، الصَّوْمُ جُنَّةٌ ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ ، يَا كَعْبُ بْنَ عُجْرَةَ النَّاسُ غَادِيَانِ : فَغَادٍ فِي فِكَاكِ رَقَبَتِهِ فَمُعْتِقُهَا ، وَغَادٍ فِي هَلاكِ رَقَبَتِهِ فَمُوبِقُهَا " .

اللهم عليك بالظالمين

عياض
01-29-2011, 03:57 PM
كفوا عن علماء الاسكندرية رحمكم الله...فما اختبؤوا و ما قالوا ما قالوا خوفا و موافقهم الشجاعة معروفة و آخرها في اخواتنا الاسيرات و هم تحملوا غضب النظام وحدهم تقريبا...و لكن يجب ان نتعلم جميعا احترام الاجتهادات داخل قواطع الاسلام و حسن ادارة اختلافاتنا خاصة في مثل هذه اللحظات...هذه الطائفة من العلماء هي طائفة تجعل البناء العلمي و الأخلاقي و الاجتماعي اولوية اولوياتها..و لهذا لها نظرة بحسب اهدافها الشرعية لكي تصدر فتواها هذه...و هي مصلحة ايضا معتبرة من الشرع...و كذلك مخالفوهم رأوا المصلحة في الخروج دون عنف و دون فوضى و هو الضابط الذي منع من منع من علماء المسلمين بسببه المظاهرات..فهؤلاء لهم اجتهادهم بأن التغيير ممكن بأقل عدد من الضحايا وهو وجه معتبر ايضا من الشرع..و كان الأولى بنا جميعا طلبة علم و عوام و محبين ان نكون متشبعين بهذا الفقه و نعرف ان الله انما جعل شرعه وواقعه متنوعا هكذا حتى يستوعب اوجه المصالح المضطربة في هذه المقامات...و بدل ان نهاجم هؤلاء و هؤلاء كما يفعل بعضهم في المنتديات ممن نعرف شنشنتهم و عملهم مع بعض الدوائر...فليس من شيم من يحمل هم أمته في قلبه صامتا ...واولى شيء يفعله العامي في اختلاف العلماء في تقدير المصالح ان يدعو لهم جميعا في هذه اللحظة الحاسمة سواء من خرج من العوام و العلماء او من لزم بيته...و لم شملهم
أما رفع السيف فهو مذموم في اوقات الفتن و الثورات بنص النبي صلى الله عليه و سلم...و بنص كلامه صلى الله عليه و سلم فيه اشارة انه ان رفع السيف في امتنا فلن ينتج الا السيف و مزيدا من الدماء...و لم تبحه نصوص النبي صلى الله علسه وسلم الا في حالات مخصوصة تظهر فيها المصلحة و انعدام مفشدة الدماء ظهورا بينا...و لهذا كادت ان تجمع كلمة العلماء على ترك السيف و الاقتصار على الانكار السلمي باللسان و القلب...

مسلمة84
01-29-2011, 04:09 PM
هده أقوال أهل العلم و ليس المتعصبين الدين لا أدري في أي عالم و أي مصر يعيشون :
http://www.youtube.com/watch?v=qrtspouprxi

أخي الفاضل ، من تصفهم بالمتعصبين هم على أثر العلماء الربانيين كأمثال ابن باز والعثيمين وغيرهم رحمهم الله وعلى أثر سلف الأمة الصالح .


و كأنكم تتكلمون عن عثمان بن عفان او المأمون الذين أغنوا الناس و ضربت بهم الأمثال في العدل ..و كأنكم تتحدثون عن الخروج بالسيف و العنف مع ان الأمر انما هو تظاهر سلمي سبق اليه اهل الحرة مع من هم افضل حالا ..الذي يتكلم عنه العلماء هو الخروج برفع السيف اما الانكار باللسان و القلب ما أجمع عليه أحد...و كلمة من لم يرد الخروج في هذه الأحداث و لزوم البيت هو اجتهاد منه لمصلحة لا اجماع عليها اذ حتى الخروج بالسيف ليس مجمعا عليه فكيف بالخروج سلميا ودون حتى سيف من خشب...فكيف ان لم يكن الخروج في فتنة يقاتل المسلم فيها المسلم كماهو وصف الحديث...و من يخالفونهم لهم اجتهادهم ان لم يكن اصح...فالتحجير على الناس الى هذه الدرجة لا أصل له في الكتاب و لا السنة...و كما لا ينكر حق هؤلاء في لزوم بيوتهم لا ينكر حق من خرج ...
أستاذنا الفاضل ، الخروج محرم سواء كان الحاكم عادلا أم ظالما ، والمظاهرات تشبه بالكفار وطريقة غير شرعية للتغيير ، وليس للأمر علاقة بالسلامة فالشرع قد أمر بإهلاك النفس لأجل مصلحة أعظم وهي الدين وهذا في الجهاد الشرعي ، بل يتعلق بالمشروعية من عدمها ، وبالاتباع من الابتداع ، ومن لزم بيته فلا ينكر عليه وهو باقٍ على الأصل وهو فعل السلف وهديهم وقت الفتن ، والإنكار على من جاء بالجديد وسعى فيها ..

اولا اقول للاخوة في الادارة لماذا تم حذف تعليقي بالامس وشكرا
وبالنسبة للاخت مسلم 84 أسألك سؤال واحد فقط وهو رد على كل ما نقلتيه
هل مات سيدنا الحسين رضي الله عنه ميتت الجاهلية !!!!! لخروجه على ولي الامر
وهل من مات في الفتنة خروجا على سيدنا عثمان رضي الله عنه ومن ثم سيدنا علي رضي الله عنه من سائر الصحابه
ماتوا ميتت الجاهلية!!!!!!!!!!!!!!
برجاء الاجابة على ضوء ماذكرتي من ادلة شرعية

اللهم عليك بالظالمين
أخي / أختي ...تلك دماء تلك دماء طهر الله منها أيدينا فلا نخضب بها ألستنا ..
والعمل على الأدلة ، عندنا أحاديث فلنعملها !
واللهم عليك بالظالمين ..آمين !

مستفيد..
01-29-2011, 04:15 PM
والمظاهرات تشبه بالكفار وطريقة غير شرعية للتغيير
أرجو التوضيح..لم أفهم هذه..

مسلمة84
01-29-2011, 04:18 PM
الأجوبة لسماحة الشيخ ابن باز رحمه الله

سؤال : سماحة الشيخ , هناك من يرى أن اقتراف بعض الحكام للمعاصي والكبائر موجب للخروج عليهم ومحاولة التغيير وإن ترتب عليه ضرر للمسلمين في البلد , والأحداث التي يعاني منها عالمنا الإسلامي كثيرة , فما رأي سماحتكم ؟

الجواب : بسم الله الرحمن الرحيم , الحمد لله رب العالمين , وصلى الله على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه , أما بعد :

فقد قال الله عز وجل : (( ياأيها الذين ءامنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا )) - النساء 59 -

فهذه الآية نص في وجوب طاعة أولي الأمر وهم الأمراء والعلماء وقد جاءت السنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تبين أن هذه الطاعة لازمة , وهي فريضة في المعروف .

والنصوص من السنة تبين المعنى , وتفيد بأن المراد : طاعتهم بالمعروف , فيجب على المسلمين طاعة ولاة الأمور في المعروف لا في المعاصي , فإذا أمروا بالمعصية فلا يطاعون في المعصية , لكن لا يجوز الخروج عليهم بأسبابها لقوله صلى الله عليه وسلم : ( ألا من ولي عليه وال , فرآه يأتي شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله , ولا ينزعن يدا من طاعة ) , ( ومن خرج من الطاعة , وفارق الجماعة, فمات , مات ميتة جاهلية ) وقال صلى الله عليه وسلم :( على المرء السمع والطاعة فيما أحب وكره , إلا أن يؤمر بمعصية , فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة )


وسأله الصحابة - لما ذكر أنه سيكون أمراء تعرفون منهم وتنكرون - قالوا : فما تأمرونا ؟ قال : ( أدوا إليهم حقهم وسلوا الله حقكم ) .

قال عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - : " بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا , وعسرنا ويسرنا , وأثرَة علينا , وأن لا ننازع الأمر أهله " , وقال :" إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان " .

فهذا يدل على أنهم لا يجوز لهم منازعة ولاة الأمور ولا الخروج عليهم إلا أن يروا كفرا بواحا عندهم من الله فيه برهان , وما ذاك إلا لأن الخروج على ولاة الأمور يسبب فسادا كبيرا , وشرا عظيما , فيختل به الأمن , وتضيع الحقوق , ولا يتيسر ردع الظالم ولا نصر المظلوم , وتختل السبل ولا تأمن , فيترتب على الخروج على ولاة الأمر فساد عظيم وشر كبير , إلا إذا رأى المسلمون كفرا بواحا عندهم من الله فيه برهان , فلا بأس أن يخرجوا على هذا السلطان لإزالته إذا كان عندهم قدرة , أما إذا لم يكن عندهم قدرة , فلا يخرجوا , أو كان الخروج يسبب شرا أكثر فليس لهم الخروج , رعاية للمصالح العامة , والقاعدة الشرعية المجمع عليها ( أنه لا يجوز إزالة الشر بما هو أشر منه , بل يجب درء الشر بما يزيله ويخففه ) .

وأما درء الشر بشر أكثر فلا يجوز بإجماع المسلمين , فإذا كانت هذه الطائفة التي تريد إزالة هذا السلطان الذي فعل كفرا بواحا وعندهم قدرة تزيله بها , وتضع إماما صالحا طيبا , من دون أن يترتب على هذا فساد كبير على المسلمين وشر أعظم من شر هذا السلطان فلا بأس .


أما إذا كان الخروج يترتب عليه فساد واختلال الأمن وظلم الناس واغتيال من لا يستحق الإغتيال , إلى غير هذا من الفساد العظيم , فهذا لا يجوز , بل يجب الصبر والسمع والطاعة في المعروف ومناصحة ولاة الأمور والدعوة لهم بالخير , والإجتهاد في تخفيف الشر وتقليله وتكثير الخير , هذا هو الطريق السوي الذي يجب أن يسلك لأن في ذلك مصالح للمسلمين عامة , ولأن في ذلك تقليل الشر وتكثير الخير , ولأن في ذلك حفظ الأمن وسلامة المسلمين من شر أكثر , نسأل الله للجميع التوفيق والهداية .

سؤال : سماحة الوالد : نعلم أن هذا الكلام أصل من أصول أهل السنة والجماعة ولكن هناك للأسف من أبناء أهل السنة والجماعة من يرى هذا فكرا انهزاميا , وفيه شيء من التخاذل , وقد قيل هذا الكلام , لذلك يدعون الشباب إلى تبني العنف في التغيير ؟

الجواب : هذا غلط من قائله وقلة فهم لأنهم ما فهموا السنة ولا عرفوها كما ينبغي , وإنما تحملهم الحماسة والغيرة لإزالة المنكر على أن يقعوا فيما يخالف الشرع كما وقعت الخوارج والمعتزلة , حملهم حب نصر الحق أو الغيرة للحق , حملهم ذلك على أن وقعوا في الباطل حتى كفروا المسلمين بالمعاصي , أو خلدوهم في النار بالمعاصي كما تفعل المعتزلة .

فالخوارج كفروا بالمعاصي وخلدوا العصاة في النار , والمعتزلة وافقوهم في العاقبة وأنهم في النار مخلدون فيها , ولكن قالوا : إنهم في الدنيا في منزلة بين المنزلتين , وكله ضلال .

والذي عليه أهل السنة هو الحق , أن العاصي لا يكفر بمعصيته ما لم يستحلها , فإذا زنا لا يكفر , وإذا سرق لا يكفر , وإذ شرب الخمر لا يكفر ولكن يكون عاصيا ضعيف الإيمان فاسقا , تقام عليه الحدود , ولا يكفر بذلك إلا استحل المعصية وقال إنها حلال , وما قاله الخوارج في هذا باطل , وتكفيرهم للناس باطل , ولهذا قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم :( أنهم يمرقون من الإسلام ثم لا يعودون فيه ) ( يقاتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان ) , هذه حال الخوارج بسبب غلوهم وجهلهم وضلالهم . فلا يليق بالشباب ولا غير الشباب أن يقلدوا الخوارج والمعتزلة , بل يجب أن يسيروا على مذهب أهل السنة والجماعة على مقتضى الأدلة الشرعية , فيقفون مع النصوص كما جاءت , وليس لهم الخروج على السلطان من أجل معصية أو معاص وقعت منه , بل عليهم المناصحة والمكاتبة والمشافهة بالطرق الطيبة الحكيمة , بالجدال بالتي هي أحسن حتى ينجحوا , وحتى يقل الشر أو يزول ويكثر الخير .

هكذا جاءت النصوص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , والله عز وجل يقول : (( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لأنفضوا من حولك )) - آل عمران 159 -

فالواجب على الغيورين لله وعلى دعاة الهدى أن يلتزموا بحدود الشرع , وأن يناصحوا من ولاهم الله الأمور بالكلام الطيب والحكمة والأسلوب الحسن , حتى يكثر الخير ويقل الشر , وحتى يكثر الدعاة إلى الله , وحتى ينشطوا في دعوتهم بالتي هي أحسن لا بالعنف والشدة , ويناصحوا من ولاهم الله بشتى الطرق الطيبة السليمة , مع الدعاء لهم في ظهر الغيب : أن الله يهديهم , ويوفقهم , ويعينهم على الخير , وأن الله يعينهم على ترك المعاصي التي يفعلونها , وعلى إقامة الحق , هكذا يدعو الله ويضرع إليه : أن يهدي الله ولاة الأمور , وأن يعينهم عل ترك الباطل , وعلى إقامة الحق بالأسلوب الحسن بالتي هي أحسن , وهكذا مع إخوانه الغيورين ينصحهم ويعظهم ويذكرهم حتى ينشطوا في الدعوة بالتي هي أحسن لا بالعنف والشدة , وبهذا يكثر الخير ويقل الشر , ويهدي الله ولاة الأمور للخير والاستقامة عليه , وتكون العاقبة حميدة للجميع .

سؤال : لو افترضنا أن هناك خروجا شرعيا لدى جماعة من الجماعات , هل هذا يبرر قتل أعوان هذا الحاكم وكل من يعمل في حكومته مثل الشرطة والأمن وغيرهم ؟ .

الجواب : سبق أن أخبرتك أنه لا يجوز الخروج على السلطان إلا بشرطين :
أحدهما : وجود كفر بواح عندهم فيه من الله برهان .
والثاني : القدرة على إزالة الحاكم إزالة لا يترتب عليها شر أكبر , وبدون ذلك لا يجوز .


سؤال : يظن البعض من الشباب أن مجافاة الكفار ممن هم مستوطنون في البلاد الإسلامية أو من الوافدين من الشرع , ولذلك البعض يستحل قتلهم وسلبهم إذا رأوا منهم ما ينكرون ؟ .

الجواب : لا يجوز قتل الكافر المستأمن الذي أدخلته الدولة آمنا , ولا قتل العصاة , ولا التعدي عليهم بل يحالون للحكم الشرعي , هذه مسائل يحكم فيها بالحكم الشرعي .



سؤال : وإذا لم توجد محاكم شرعية ؟ .

الجواب : إذا لم توجد محاكم شرعية فالنصيحة فقط , النصيحة لولاة الأمور , وتوجيههم للخير والتعاون معهم حتى يحكموا شرع الله , أما أن الآمر والناهي يمد يده أو يقتل أو يضرب فلا يجوز , لكن يتعاون مع ولاة الأمور بالتي هي أحسن , حتى يحكموا شرع الله في عباد الله , وإلا فواجبه النصح , وواجبه التوجيه إلى الخير , وواجبه إنكار المنكر بالتي هي أحسن , هذا هو واجبه , قال الله تعالى (( فاتقوا الله ما استطعتم )) - التغابن 16 - ولأن إنكاره باليد بالقتل أو الضرب يترتب عليه شر أكثر , وفساد أعظم بلا شك ولا ريب لكل من سبَر هذه الأمور وعرفها .



سؤال : هل من منهج السلف نقد الولاة من فوق المنابر وما منهج السلف في نصح الولاة ؟

الجواب : ليس من منهج السلف التشهير بعيوب الولاة وذكر ذلك على المنابر , لأن ذلك يفضي إلى الفوضى وعدم السمع والطاعة في المعروف , ويفضي إلى الخوض الذي يضر ولا ينفع , ولكن الطريقة المتبعة عند السلف : النصيحة فيما بينهم وبين السلطان , والكتابة إليه أو الإتصال بالعلماء الذين يتصلون به حتى يوجه إلى الخير , وإنكار المنكر يكون من دون ذكر الفاعل فينكر الزنا وينكر الخمر وينكر الربا من دون ذكر من فعله , ويكفي إنكار المعاصي والتحذير منها من غير أن يذكر أن فلانا يفعلها لا حاكم ولا غير حاكم , ولما وقعت الفتنة في عهد عثمان رضي الله عنه قال بعض الناس لأسامة بن زيد رضي الله عنه :( ألا تكلم عثمان ؟) فقال :( إنكم ترون أني لا أكلمه إلا أسمعكم , إني لأكلمه فيما بيني وبينه دون أن افتتح أمرا لا أحب أن أكون أول من افتتحه ) .

ولما فتحوا الشر في زمان عثمان رضي الله عنه وأنكروا على عثمان جهرة تمت الفتنة والقتال والفساد الذي لا يزال الناس في آثاره إلى اليوم , حتى حصلت الفتنة بين علي ومعاوية , وقتل عثمان بأسباب ذلك , وقتل جمع كثير من الصحابة وغيرهم بأسباب الإنكار العلني وذكر العيوب علنا , حتى أبغض الناس ولي أمرهم وقتلوه , نسأل الله العافية .

---------
المصدر : فتاوى الأئمة في النوازل المدلهمة

عياض
01-29-2011, 04:30 PM
أستاذنا الفاضل ، الخروج محرم سواء كان الحاكم عادلا أم ظالما ، والمظاهرات تشبه بالكفار وطريقة غير شرعية للتغيير ، وليس للأمر علاقة بالسلامة فالشرع قد أمر بإهلاك النفس لأجل مصلحة أعظم وهي الدين وهذا في الجهاد الشرعي ، بل يتعلق بالمشروعية من عدمها ، وبالاتباع من الابتداع ، ومن لزم بيته فلا ينكر عليه وهو باقٍ على الأصل وهو فعل السلف وهديهم وقت الفتن ، والإنكار على من جاء بالجديد وسعى فيها ..
هل عندك ابن باز و ابن عثيمين و الألباني هم كل علماء الأمة؟؟ هم من خيرة علماء الأمة لكن هل قولهم اجماع؟؟؟ مع أنه خالفهم من علماء مصر و المغرب و العراق من هم مثلهم او افضل منهم عند من يتبعهم فمن ألزم الناس بقول علماء دون غيرهم؟؟
ثم هل المظاهرات دائماخروج؟؟ ام ان الخروج على الحاكم لا يكون الا برد البيعة و رفع السيف؟؟ و الخلاف بين العلماء في مناط الخروج على الحكام معروف..بل لم يجعل بعضهم حتى نقض البيعة او عدم المبايعة من الخروج حتى يخرج بالسيف..و يكفي مثال سعيد بن المسيب اخد الفقهاء السبعة في الاسلام الذي لم يجعل في عنقه بيعة لبني أمية من الظلمة...
اما الابتداع...فهل المظاهرات فيها نية القربة؟؟؟ كنا نعيب على الصوفية تمييع صفة البدعة و تمطيطها على ما الأصل فيه الاباحة ...فصرنا نحن الآن نأتي فعلهم دفاعا عمن نعرف...فالزموا قولا واحدا..اما ان البدعة تشمل كل امور الحياة و اما ان تقصروها..
أما السلف فمن قال ان احدا من السلف انكرها كانكاركم ان لم يكن فيها سيف و دماء؟؟ و مظاهرات في عهد عثمان و عهد علي و عهد معاوية و عهد يزيد خرجت فيها المظاهرات و فيها من الصحابة فمن دونهم فهل انكر احدهم المظاهرة لنفسها؟؟؟ و ان قدر ان احدهم انكرها فقد أقرها غيره من الصحابة و التابعين..و لا أحد يعيب على العلماء ان ينكرها لكن ينكر عليه التحجير على من خالفه وادعاء الاجماع فيما ليس فيه اجماع...و لو شئنا ان نسرد من تاريخ العلماء المالكية و الشافعية عبر التاريخ الذين خرجوا في مظاهرات سلمية قبل ان يولد هؤلاء العلماء لما انتهينا....
أما الانكار على من لزم بيته فهذا ما قلته...ان لا ينكر عليهم اجتهادهم بل يسعى للاستفادة منه...و لكن ايضا القائلون بحرمة المظاهرات لا ينكرون على الآخرين بدعوى اجماع كاذب و يحجرون عليهم بل و يصلون الى اتهامهم و نبزهم في نواياهم مما هو قطعا من دواعي الفرقة...و هم لم يخرجوا بالحديد بل مازالوا يقولون انهم يتظاهرون بالسلم دون نزع يد من طاعة و لا فوضى و لا سيف..فماذا يراد بعد؟؟؟ ان يسبحوا بحمد الظالم و يعدموا ما في قلوبهم من ذرة الايمان؟؟
ثم هؤلاء المحجرين...سلمنا لهم بالغاء المظاهرات ...أين انكارهم باللسان...اين انكارهم بالقلب...لا يحرضوا على احد بشخصعه...لكن لتبرؤوا من الظلم الذي شمل الأمة كلها ...كما فعل الصحابة و التابعون الذين يدعون سلوك سبيلهم...بل ما رأينا منهم الا المدح وراء المدح...فدعوة العلماء المجيزين للائتلاف معهم و التنزل اليهم لهو منقبة لهم مع ما اظهروه من الذل الذي نعرفه جميعا

مسلمة84
01-29-2011, 04:30 PM
الأخ " في سبيل الله " ، الحديث الذي ذكرتموه ليس فيه جواز الخروج ولا جواز المظاهرات!!

عياض
01-29-2011, 04:38 PM
لأخ " في سبيل الله " ، الحديث الذي ذكرتموه ليس فيه جواز الخروج ولا جواز المظاهرات!!
بل فيه جواز الخروج و استدل به من العلماء على جواز الخروج من هم افضل من ابن باز و من القرضاوي و من كل علماء عصرنا..فلم هذا التحجير و قلة استيعاب المخالف بطريقة جازمة ؟؟ الا قلتم حسب رأيكم ليس فيه كذا؟؟ و قد نهى النبي صلى الله عليه و سلم ان ينسب الرجل رأيه الى كتاب الله لعله لا يوافق حكم الله في المسألة فيحجر على غيره ؟؟

أبو القـاسم
01-29-2011, 04:46 PM
أعجب ممن يقول بتحريم المظاهرات مع وضوح الحقائق اليوم فهذا لا يخلو من اجتراء على الله تعالى ويتضمن الاستخفاف بمشاعر الأمة من شعوبنا المضهدة وهواستخفاف بالعقول أيضاً..وليتنا نتكلم بعلم وعدل ,نعم لايجوز الاعتداء على الممتلكات ونحو ذلك
لكن أصل المظاهرة وسيلةً للتعبير عن إرادة التغيير هي من قبيل المشروع المسكوت عنه.. بل يدل على حيوية الشعب وأنه مايزال هناك بقية من ضمير حي وهي مندرجة تحت الأمر بالمعروف النهي عن المنكر ونحوها من المعاني النبيلة بحسب ما يقوم في نفوس أصحابها من نيات..وأما الفتاوى المنقولة بخلاف ذلك فمع احترامنا الشديد لبعض قائليها إلا أنها معزولة عن واقعنا ولا يجوز اجتراراها في كل حين ..إنما تصح مع أمراء مسلمين قائمين بأمر الله في الجملة..لا مع من باعوا دينهم وأوطانهم..وبعض المشايخ قالوا ذلك في ظروف خبّئت عنهم فيها الحقيقة..فأفتوا بحسب مبلغهم من العلم فلا ينبغي أن يعتمد قولهم دليلاً وهو رأي خاص بهم لايبلغ أن يكون رأي الجمهور فضلا عن أن يعد إجماعا ,..والله الموفق

مسلمة84
01-29-2011, 05:17 PM
هل عندك ابن باز و ابن عثيمين و الألباني هم كل علماء الأمة؟؟ هم من خيرة علماء الأمة لكن هل قولهم اجماع؟؟؟ مع أنه خالفهم من علماء مصر و المغرب و العراق من هم مثلهم او افضل منهم عند من يتبعهم فمن ألزم الناس بقول علماء دون غيرهم؟؟

شيخي الفاضل ..هل سنفتح موضوعاً جديدا عن حجية الإجماع ؟ ! وما حاجتنا إلى الإجماع وقد تكلم خيرة علماء الأمة كما تفضلتم واستدلوا بالدليل ؟ مع التنويه إلى أني لست لأهلا لمثل هذه المناقشات إنما أنا ناقلة لما أراه صحيحا وقد جررت إلى الرد جرّاً .

إذا كنتم تطلبون إجماعاً ظنيا ، فسأقول - فيما أعلم - أجمع علماء السنة المعتبرون في هذا العصر على أن المظاهرات وسيلة دخيلة على المسلمين وأنها غير جائزة ، وفتاواهم مبثوثة في الشبكة لمن أراد الاطلاع عليها ، ومع إجماعهم هناك النصوص الناهية عن الخروج والمحذرة من الفتن والسعي فيها ومن التشبه بالكفار . ويضاف إليه أصول كثيرة في الشرع كدرء المفاسد أولى من جلب المصالح ، وسد الذرائع ..وأنا أطلب من الإخوة الأعضاء أن يأتينا واحد منهم بما يرجح لنا أن الأمور ستؤول إلى صلاح وخير قطعا أو غالبا أو على الأقل إلى وضع أحسن ..واللهم سلم سلم !

وبما أن الاجماع الظني لن يرفع خلافاً ، فالمعتبر إجماع الصحابة أو دليل شرعي صحيح صريح فسأكرر قول شيخنا ابن باز رحمه الله الوارد في مشاركتي الأولى : وَقَالَ -رحـمه الله- في معرض رده عَلَى الشيخ: عبد الرَّحْـمَن عبد الـخالق:
"سادسًا: ذكرتُم فِي كتابكم (فصول من السياسة الشرعية) (ص31-32) أن من أساليب النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي الدعوة التظاهرات (أي: المظاهرة)؛ ولا أعلم نصًّا فِي هذا الْمَعْنى، فأرجو الإفادة عمن ذكر ذَلِكَ؟ وبأي كتاب وجدتـم ذَلِكَ؟
فإن لَم يكن لكم فِي ذَلِكَ مستند، فالواجب الرجوع عن ذَلِكَ، لأني لا أعلمُ فِي شيء من النصوص ما يدل عَلَى ذَلِكَ، ولَمَّا قــد علم من المفـاسد الكثيرة فِي استعمال المظاهرات، فإن صـحَّ فيها نص فلابد مـن إيضاح مـا جـاء به النص إيضاحًا كاملاً حتَّى لا يتعلق به المفسدون بِمظاهراتِهم الباطلة.



أما الانكار على من لزم بيته فهذا ما قلته...ان لا ينكر عليهم اجتهادهم بل يسعى للاستفادة منه...و لكن ايضا القائلون بحرمة المظاهرات لا ينكرون على الآخرين بدعوى اجماع كاذب و يحجرون عليهم بل و يصلون الى اتهامهم و نبزهم في نواياهم مما هو قطعا من دواعي الفرقة...و هم لم يخرجوا بالحديد بل مازالوا يقولون انهم يتظاهرون بالسلم دون نزع يد من طاعة و لا فوضى و لا سيف..فماذا يراد بعد؟؟؟ ان يسبحوا بحمد الظالم و يعدموا ما في قلوبهم من ذرة الايمان؟؟
يطلبون تنحيه ويخالفون النظُم ولم ينزعوا يداً من طاعة بعد ؟! ولا فوضى ؟؟ وأفترض: أنه إن تمكنت يد خفية من تزويدهم بالسلاح فهل تضمنون أنه لن تسفك دماء غير التي سفكت من غير سيوف !!



ثم هؤلاء المحجرين...سلمنا لهم بالغاء المظاهرات ...أين انكارهم باللسان...اين انكارهم بالقلب...لا يحرضوا على احد بشخصعه...لكن لتبرؤوا من الظلم الذي شمل الأمة كلها ...كما فعل الصحابة و التابعون الذين يدعون سلوك سبيلهم...بل ما رأينا منهم الا المدح وراء المدح...

باللسان موجود - وإن غفل عنه - في كلامهم أمواتهم وأحيائهم ، موجود في دروسهم وخطبهم ؛ يدعون إلى المعروف وينهون عن المنكر ولم يستثنوا من ذلك حاكما ولا محكوما ، ويدعون بالتوفيق والرشاد لعموم الامة ويخصون الحكام بالذكر ويلحون على الله عز وجل في ذلك .
اما بالقلب فلا سبيل إلى معرفتي به ولا إلى معرفة ما يدور بقلوب المتظاهرين ولا من يحرضهم والله المستعان .


فدعوة العلماء المجيزين للائتلاف معهم و التنزل اليهم لهو منقبة لهم مع ما اظهروه من الذل الذي نعرفه جميعا
هذا كلام لا يرد عليه مع احترامي الشديد .

طارق منينة
01-29-2011, 05:19 PM
لأجوبة لسماحة الشيخ ابن باز رحمه الله

سؤال : سماحة الشيخ , هناك من يرى أن اقتراف بعض الحكام للمعاصي والكبائر موجب للخروج عليهم ومحاولة التغيير
فتوى الشيخ في بعض المعاصي اما رفض الشريعة وحمل الناس على غيرها فهو الكفر البواح


إلا إذا رأى المسلمون كفرا بواحا عندهم من الله فيه برهان , فلا بأس أن يخرجوا على هذا السلطان لإزالته إذا كان عندهم قدرة , أما إذا لم يكن عندهم قدرة , فلا يخرجوا , أو كان الخروج يسبب شرا أكثر فليس لهم الخروج , رعاية للمصالح العامة , والقاعدة الشرعية المجمع عليها ( أنه لا يجوز إزالة الشر بما هو أشر منه , بل يجب درء الشر بما يزيله ويخففه ) .
وأما درء الشر بشر أكثر فلا يجوز بإجماع المسلمين , فإذا كانت هذه الطائفة التي تريد إزالة هذا السلطان الذي فعل كفرا بواحا وعندهم قدرة تزيله بها , وتضع إماما صالحا طيبا , من دون أن يترتب على هذا فساد كبير على المسلمين وشر أعظم من شر هذا السلطان فلا بأس .

فالمصريون الآن عندهم القوة الا ترونها؟!!!

طارق منينة
01-29-2011, 05:31 PM
ولاخي عياض-توضيح

ليس كل الاسلاميين من اعتزل او اختبئ او فضل تجنب فتنة بحسب ظنه المخلص وحماية الدعوة ولكن من الاسلاميين من كتب وشارك وانا عن نفسي شاركت ليلة امس واشارك اليوم بوقت كامل في هذه المعركة فانا فهمت ابن تيمية كما كان وكما كان يفكر وينظر ولذلك اقاتل معه ومع الشعب على كل اتجاه وبطريقة مباشرة وهنا عن طريق منتدى التوحيد
فنحن ندعو الى الثورة النظيفة خصوصا اننا راينا مكنة وقوة في الشعب وارهاصات في الاوضاع المحلية والقومية والدولية
فنحن مشاركون ونثبت الكترونيا شهادتنا ومشاركتنا
وليس ذلك بعد القبض على الرئيس وانما قبل يوم الجمعة
فقد جازفنا بكل مانملكه لمساندة ثورة شعبية اسلامية ان شاء الله
ونسأل الله ان يكون من خلال ذلك فتح علينا وعلى الأمة ودحرا للعلمانيين والليبراليين او تحجيم لهم ومراغمة صاعقة لهم.
ارجو قراءة ما لونه احمر
وعن نفسي فلم اقلل من قيمة الاخوة في الاسكندرية بل قلت ايضا


يختلف الموقف لان عندهم الارادة الكاملة للخروج لكن لها موانع شرعية على الاقل بالنسبة لهم، كما انهم يتفادون ضربات امنية قاصمة قد تقضي على الدعوة؟
هل هذا موقف مشابه لمواقف اخوانية قديمة؟
وهل في التاريخ الاسلامي كان هذا هو حال سلف الامة ، اي الاعتزال وليس قيادة الجماهير؟
هل هي ثورة بطون ، ليس فيها من مطالب العدل والشريعة شيء؟
هل عند الشباب قوة ومكنة ولذلك رجحوا الخروج بينما الدعوة السلفية او بعض قياداتها رأت ان الافضل والاقوم والاحرص على الدعوة هو الانتظار حتي يقضي الرب امرا كان مفعولا؟
عن نفسي لامانع من هذا الموقف فليس المطلوب من الجميع المشاركة بكل ماعنده؟
لكن هل يُعاتب غيرهم ممن فضل التظاهر لازالة النظام الفاسد؟

عياض
01-29-2011, 05:31 PM
إذا كنتم تطلبون إجماعاً ظنيا ، فسأقول - فيما أعلم - أجمع علماء السنة المعتبرون في هذا العصر
و فيم كنا نتكلم؟.؟؟ أم كنت تظنين اني اكلمك عن علماء من الخوارج او حتى من المعتزلة و الزيدية و الأشاعرة مع ان قولهم معتبر في الاجماع الفقهي و لا حجة لمن قصره بأمر الاعتقادات و لم يعرف من عمل الأمة لا قديما و لا حديثا هذا دون ان نتكلم عن فروع مذاهب اهل السنة من الشافعية و المالكية و الظاهرية و الحنفية في كل بلدان اهل الاسلام الذين خالفوا هذا الرأي من متأخري الحنابلة المذكورين ...مع اني كنت اكلمك عن علماء من اهل السنة يعتقدون باعتقاد الامام احمد ...و مع ذلك قالوا بخلاف قول ابن باز و العثيمين والألباني بل يكاد يكون هؤلاء من طبقتهم الوحيدون الذين افتوا بتحريمها في مقابل علماء اهل السنة الآخرين ..الا ان كنت ترين قصر اهل السنة على هؤلاء المشايخ الثلاثة و تلامذتهم و من ناصرهم..فلا اجماع هنا لا ظني و لا حتى شكي...و كله من تلبيس من قال يوما انه لو وجد قولا قال به ابن باز و الألباني و العثيمين فلا يجاوزه الى غيره و يعده اجماعا... و هذا شأنه لكن لا ينسب الى دين الله ما ليس فيه من الزام الناس بما يراه...

أبو القـاسم
01-29-2011, 05:36 PM
أتحفظ على الاعتداد برأي الزيدية ونحوهم في خرم الإجماع ..بل الصواب أنه لا يعتد برأيهم في الخلاف الفقهي ,والحجة قائمة على ذلك وبيّنة ولله الحمد..وأرجو ألا يتشعب الموضوع بالخروج عن أصله ووجهته
والله الموفق

عياض
01-29-2011, 05:37 PM
وما حاجتنا إلى الإجماع وقد تكلم خيرة علماء الأمة كما تفضلتم واستدلوا بالدليل ؟
عجيب و الله هذه التربية العلمية المتلغلغلة فينا...كيف ما جاجتنا الى الاجماع؟؟؟ و هل الاجماع زينة من الزينة لا حاجة اليها؟؟ ان كان الناس لم يروا لقول عمر و ابي بكر و عثمان حجة ان خالفهم غيرهم...مهما استدلوا بدليل حتى يكون على ذلك اجماع...و تقولين اي حاجة للاجماع؟؟؟ يا أختي نهي ان يدخل الرجل الى الفقه و طلبه ان لم يعلم اختلاف الناس..حتى لا نفقد هذه الخصلة في طلاب العلم و العوام من التزام الجماعة و احترام الرأي المخالف الذي لا اجماع عليه و لا نضيق على بعضنا كما قال الامام احمد في ادعاء الاجماع و ما ادراه ان لم يخالف احد؟؟ و بسبب فقدان هذه الخصلة ذهب بعض من نعرف جميعا الى امتحان الناس بموافقة ابن باز و الألباني و العثيمين و فرقوا اهل السنة و من وراءهم المسلمين شر ممزق بسبب هذا الضيق في الأفق...

أبو القـاسم
01-29-2011, 05:42 PM
عجيب و الله هذه التربية العلمية المتلغلغلة فينا...كيف ما جاجتنا الى الاجماع؟؟؟ و هل الاجماع زينة من الزينة لا حاجة اليها؟؟ ان كان الناس لم يروا لقول عمر و ابي بكر و عثمان حجة ان خالفهم غيرهم...مهما استدلوا بدليل حتى يكون على ذلك اجماع...و تقولين اي حاجة للاجماع؟؟؟ يا أختي نهي ان يدخل الرجل الى الفقه و طلبه ان لم يعلم اختلاف الناس..حتى لا نفقد هذه الخصلة في طلاب العلم و العوام من التزام الجماعة و احترام الرأي المخالف الذي لا اجماع عليه و لا نضيق على بعضنا كما قال الامام احمد في ادعاء الاجماع و ما ادراه ان لم يخالف احد؟؟ و بسبب فقدان هذه الخصلة ذهب بعض من نعرف جميعا الى امتحان الناس بموافقة ابن باز و الألباني و العثيمين و فرقوا اهل السنة و من وراءهم المسلمين شر ممزق بسبب هذا الضيق في الأفق...

أحسنت أحسن الله إليك, وينظر مقال الشيخ حامد العلي

عياض
01-29-2011, 05:43 PM
ومع إجماعهم هناك النصوص الناهية عن الخروج والمحذرة من الفتن والسعي فيها ومن التشبه بالكفار . ويضاف إليه أصول كثيرة في الشرع كدرء المفاسد أولى من جلب المصالح ، وسد الذرائع .
هذا هو نفس محل النزاع بين هؤلاء العلماء و مخالفيهم ..فكيف يستدل بنفس محل النزاع عليه و يصادر على المطلوب؟؟ المخالفون من الصحابة و التابعين و من بعدهم من الفقهاء ممن يخالف هذا الرأي يستدل بالنصوص المعارض للنصوص الأخرى و تعيين مناط الفتنة و معنى الخروج و مناطه و بحسب ذلك يتكلمون عن وسائل دفع المفاسد و سد الذرائع بحسبها ...فكل هذا مختلف فيه فكيف يستدل بالخلاف لمحاولة افادة ما يفيده الاجماع؟ظ و فوق ذلك ان اجاز لهم هذا الترجيح فهذا حقهم بل و حقهم الانكار ايضا على من خالفهم و حق من تبعهم ان يأتم بقولهم دون ان يدخل العوام و يحرضوا للانكار على المخالف مما علم من ارتباط الانكار في مسألة بفقهها بل يترك الانكار للعلماء بينهم و بين بعض..لا كما يفعل جهلة من نعرف من الأقوام من تحريش العوام على العلماء و لو كانت حجتهم قوية لواجهوا الاجتهاد بالاجتهاد و تركوا التبديع و التفسيق و التحريش الا فيما كان من اصول الاسلام المجمع عليها...لكن المنكر هو التحجير و رفع الخلاف و ادعاء الاجماع الكاذب...

مسلمة84
01-29-2011, 05:51 PM
لست أقصر شيئاً ..وأنا في انتظار الفوائد شاكرة لكم ، ومع أسماء الحنابلة القائلين بجواز المظاهرات والأدلة على ذلك ( أو الإحالة ) ، إذا سمحتم وجه الاستدلال بالحديث الذي ذكره الأخ " في سبيل الله " كذلك : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : " يَا كَعْبُ بْنَ عُجْرَةَ أَعَاذَكَ اللَّهُ مِنْ إِمَارَةِ السُّفَهَاءِ . قَالَ : وَمَا إِمَارَةُ السُّفَهَاءِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : أُمَرَاءُ يَكُونُونَ بَعْدِي فَمَنْ أَتَى أَبْوَابَهُمْ فَصَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَأُولَئِكَ لَيْسُوا مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُمْ ، وَلا يَرِدُوا عَلَى حَوْضِي ، وَمَنْ لَمْ يَأْتِ أَبْوَابَهُمْ وَلَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ , فَأُولَئِكَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ وَسَيَرِدُونَ عَلَى حَوْضِي ، يَا كَعْبُ بْنَ عُجْرَةَ لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ النَّارُ أَوْلَى بِهِ ، يَا كَعْبُ الصَّلاةُ قُرْبَانٌ , أَوْ قَالَ بُرْهَانٌ ، الصَّوْمُ جُنَّةٌ ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ ، يَا كَعْبُ بْنَ عُجْرَةَ النَّاسُ غَادِيَانِ : فَغَادٍ فِي فِكَاكِ رَقَبَتِهِ فَمُعْتِقُهَا ، وَغَادٍ فِي هَلاكِ رَقَبَتِهِ فَمُوبِقُهَا " .

الأستاذان الفاضلان "متروي" و " طارق منينة " يرون أنه خروج على حاكم كافر وبحسب فهمي ليس هذا رأي الأستاذ عياض ولا كثير من الناس هنا ، فلا أدري هل اتُّفق في الوسيلة ( الخروج والمظاهرات ) واختلفت النوايا و الأهداف ( حاكم ظالم / كافر / غلاء أسعار ..إلخ ) !!

ملاحظة : أنا لست عميلة لمبارك ، فلاتعاملوني على هذا الأساس ، وإن سقط ولو بطريقة غير شرعية وسيكون ذلك من قدر الله ، فسأشعر بالفرح لكنه سيغطي على ذلك حزن وخوف ما هو قادم ..وأرجو الله أن يحفظ أخواننا في مصر ويوفقهم لما يحبــه ويرضــاه .


عجيب و الله هذه التربية العلمية المتلغلغلة فينا...كيف ما جاجتنا الى الاجماع؟؟؟ و هل الاجماع زينة من الزينة لا حاجة اليها؟؟ ان كان الناس لم يروا لقول عمر و ابي بكر و عثمان حجة ان خالفهم غيرهم...مهما استدلوا بدليل حتى يكون على ذلك اجماع...و تقولين اي حاجة للاجماع؟؟؟

ليس المدار على الأقوال ، وكلامي لا يدل على العكس ، العبرة بالدليل ولا إجماع قطعي بعد إجماع الصحابة ! وطلبنا منكم الدليل استفهاما واستيضاحا فلم أجد إلا هذه اللهجة الحادة التي لا أعرف لها سببا !! كان يكفيكم الاستدلال لقولكم بأحد الادلة التي ترون أنها تجعل الخلاف معتبرا .

وقبل قليل ذكر العلماء الذين أوردت أسماءهم على سبيل الذكر لا الحصر بما لا ينبغي مع أن الخلاف معتبر ! ..والله المستعان

عياض
01-29-2011, 05:56 PM
وبما أن الاجماع الظني لن يرفع خلافاً ، فالمعتبر إجماع الصحابة أو دليل شرعي صحيح صريح فسأكرر قول شيخنا ابن باز رحمه الله الوارد في مشاركتي الأولى : وَقَالَ -رحـمه الله- في معرض رده عَلَى الشيخ: عبد الرَّحْـمَن عبد الـخالق:
"سادسًا: ذكرتُم فِي كتابكم (فصول من السياسة الشرعية) (ص31-32) أن من أساليب النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي الدعوة التظاهرات (أي: المظاهرة)؛ ولا أعلم نصًّا فِي هذا الْمَعْنى، فأرجو الإفادة عمن ذكر ذَلِكَ؟ وبأي كتاب وجدتـم ذَلِكَ؟
فإن لَم يكن لكم فِي ذَلِكَ مستند، فالواجب الرجوع عن ذَلِكَ، لأني لا أعلمُ فِي شيء من النصوص ما يدل عَلَى ذَلِكَ، ولَمَّا قــد علم من المفـاسد الكثيرة فِي استعمال المظاهرات، فإن صـحَّ فيها نص فلابد مـن إيضاح مـا جـاء به النص إيضاحًا كاملاً حتَّى لا يتعلق به المفسدون بِمظاهراتِهم الباطلة.
هذا رأيه رحمه الله و لا ينكر فضله و علمه الا أحمق لم يعرف مقام العلماء و الزهاد...لكن علمنا ممن هو افضل منه انه حتى مع انعدام النص و الاجماع في خصوص المسائل فالمسألة على اصل الاباجة ...و من ادعى التحريم هو المطالب بالدليل ...و ما قاله رحمه الله من المفاسد ليست في محل النزاع و لا من صورته...فمخالفه يحرم ايضا المظاهرات المشتملة على الفساد...و هو اوفق لأصله لأنه المباحات تحرم ان افضت الى حرام و لكن لا يعني انها في ذاتها محرمة ...و يخالفونه في ان المظاهرات دائما فسادها اكثر من خيرها بدليل الوافع المشاهد في التاريخ القديم و الحديث...و طوال التاريخ الاسلامي خرجت مظاهرات قادها علماء من ايام الحرة الى ايام الفاطميين الى ايام الموحدين و كان على رؤوسها علماء اكبر علما من المعاصرين و لم يدع احدهم الاجماع على تحريمها ..و قد رام المخالفون السعي ما امكنهم الى نقض كون المسألة من العادات التي الأصل فيها الاباحة فما اتوا بشيء و كل كلامهم في سد الذرائع و غفلوا ان حجة سد الذرائع اقرار ضمني منهم من ان نفس المظاهرات مباح...فالحرام لذاته لا يدخل في هذه القاعدة.. و مع ذلك فالمسألة ليس في اجتهاد الشيخ و لا من تبعه..بل لهم كل الحق ان يقولوا بقولهم بل و لهم كل الحق ان ينكروا على من خالفهم...لكن المنكر من ضعاف العقول من اتباعهم ممن يتجرؤون على الله و يدعون الاجماع الكاذب و يمنعون مخالفيهم من حقهم الشرعي المضمون في الاختلاف...

عياض
01-29-2011, 06:04 PM
وقبل قليل ذكر العلماء الذين أوردت أسماءهم على سبيل الذكر لا الحصر بما لا ينبغي مع أن الخلاف معتبر !
وهذا انا معك ضده...فاللحمة و الائتلاف خاصة في هذه الأوقات اهم المطالب....و كف الناس لسانهم عن علمائهم الذين هم فعلا احق بلقب اولياء الأمور...و لنتعلم جميعا ادارة الاختلاف بيننا و احترام العالم منا و ان خالفناه و اتبعنا عالما غيره بل و ان انكر عليه العالم الذي نتبعه...
اما كلامك عن ان الاجماع هو اجماع الصحابة فهذا ضدك...و يبدو انك ظاهرية :)): فالاعتراف بان الاجماع الوحيد المعتبر هو اجماع الصحابة اقرار بأن كل الأقوال بعدهم في المباحات مما لم يحك فيه اجماعهم على تحريمه هو باق على اصله و يحق فيه الاختلاف ...و يدلك على هذا ان اخواننا الظاهرية القائلون بهذا الأصل و ان قال به بعض الحنابلة لكن ليس بمعتمد المذهب عند متأخريهم ...هم من اشد القائلين بجواز الخروج في مسألتنا هذه ...و اشد المنكرين على مدعي الاجماع فيها...

عساف
01-29-2011, 06:05 PM
بما ان المظاهرات بدأت بالفعل وهذا ماكنت لا اتمناه فان الضرر الحاصل من ايقافها الان جليل جدا. ولا خيار سوى الاستمرار

طارق منينة
01-29-2011, 06:21 PM
حمل الناس على غير شريعة الرحمن وجعل غيرها هو الحاكم في حياة بلد ما او امة هو الكفر البواح
وهو الحكم بغير ماانزل الله لانه تنحية للشريعة واستبدال غيرها بها وحمل الناس على التحاكم الى قوانين الكفر
وهذا يختلف عن عمل شخص مسلم يحكم هواه في امور كالمعاصي او الرشوة او اخذها
فرق واضح وكبير
ومسألتنا ليست هذه فقط وانما القدرة على الخروج كما في نص العلامة بن باز رحمه الله

مسلمة84
01-29-2011, 06:28 PM
الأصل في الإشياء الإبـاحة ..
1 - المظاهرات التي نتحدث عنها الان ليست لزيادة الأجور مثلا ..بل هي لمنازعة الأمر أهله ، يعني حقيقة هذه المظاهرات نزع يد من طاعة وخروج على الحاكم الحالي ومطالبة بحاكم آخر ..هذه واحدة .
2 - على ماذا نبني عندما نتظاهر ؟ هل لتحكيم شرع الله فتصير قربة إلى الله فتكون محدثة لأنه لا دليل عليها ، وماحدث خلال التاريخ الإسلامي فليس حجة والعبرة بنص أو إجماع . أم أنها لمجرد تحسين الأوضاع الاقتصادية ورفع الظلم يعني " هدف دنيوي ( ومن يقرأ مشاركات الأعضاء يجد أنهم يختلفون في الهدف من هذه الوسيلة وإن اتفقوا عليها وهم من النخبة كما يقال فما بالي بالعامة )

3- المظاهرات فيها فساد : اختلاط و نهب وتعد على ممتلكات الغير وسفك دماء ، حرمة واحد هذه الدماء أعظم عند الله من حرمة الكعبة !
4 - لنقل إن هذه المفاسد هينة في مقابل المصلحة المتوخاة قتترجح عليها ، فهل هي قطعية أو يغلب على ظن عقلاء - ولن أقول علماء لأنه ماعاد لهم حاجة ! - الأمة أنها راجحة ؟؟ والتساؤل من وجهين :

-الأول : هل فعلا ستؤدي إلى عزل النظام الحاكم ؟ أم أنه من الممكن أن تتدخل أياد أخرى لحماية مصالحها ...إلى آخره من الاحتمالات
-الثاني: هل ما بعده خير أم شر منه ؟ مسلم ظالم ، مسلم عادل ، نصراني أو قادياني أو علماني أو ...

بل ووجه ثالث : هل سيقبل الشعب (بأغلبيته ولتناسى الأقليات ومن قد يتدخل لضمان حقوقها ) بحكم إسلامي؟؟

5 - أين نذهب بأقوال خيرة علماء الأمة المعاصرين في المظاهرات و أساليب التغيير المحدثة ؟ وقد أمرنا بسؤال أهل الذكر والرجوع إلى من يستنبطه منهم ؟ !

هل نبقى على الأصل : الإبــاحة ؟ أفتونا مأجورين

سليلة الغرباء
01-29-2011, 06:29 PM
لا حول ولا قوة إلا بالله

فعلا الوضع عند مشاهدته وتحليله فاجعة للشعب المسكين الضحية الذي يظهر في كل صورة هو من يدفع الثمن
والحاكم متشبث بالكرسي ، قابض وعاض على سلطانه وملكه كأن الملك بيده وله

لا اعتبار لدماء تراق من الابرياء
لا اعتبار لمساكين داستهم الاقدام

لا اعتبار لحق هو أصلا نُصِّب لأجله من طرف من خرجوا اليوم يصيحون كفانا انهزاما ، فسادا ، رشوة ، قهر وفقر وحقرة ،،،وكونهم قالوا نريد أن نكون ونعرف كلمة الكرامة والعدل على أرض واقعنا لأنها أصبحت خيال بتعاقب أمثالهم على الحكم

أمر مؤسف أن لا ينتبه هذا لما ينتظره بل بدأ يسير عليه إلى مزبلة التاريخ هو وغيره من العملاء الجبناء المستعدين لتوجيه سلاحهم لتدمير شعوبهم

ولا حول ولا قوة إلا بالله

ليس لنا إلا الدعاء من هنا ونحن نرى لعبة العض على السلطان من قبل ولي الأمر الذي لم يرعى الله في رعيته وبين الصورة المتكررة في كل بلاد عربية هذه تشبه الأخرى ,,,,,

الله يستر على الشعب المسكين نسأله الرحمة للموتى والمغفرة والشفاء للجرحى والحرية لطالبين الحرية و أن يعجل بهلاك كل طاغية ويرينا فيهم نصره للضعفاء

طارق منينة
01-29-2011, 06:33 PM
أين نذهب بأقوال خيرة علماء الأمة المعاصرين في المظاهرات و أساليب التغيير المحدثة ؟ وقد أمرنا بسؤال أهل الذكر والرجوع إلى من يستنبطه منهم ؟ !
اختي الكريمة مسلمة
هناك علماء خيرون ايضا يرون خلاف ذلك فالامر ليس قطعي ولافيه اجماع

أمَة الرحمن
01-29-2011, 06:38 PM
يعني حقيقة هذه المظاهرات نزع يد من طاعة وخروج على الحاكم الحالي ومطالبة بحاكم آخر

لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق!!!

و هل هنالك معصية أعظم من تعطيل شريعة الله؟؟؟

أمَة الرحمن
01-29-2011, 06:41 PM
على ماذا نبني عندما نتظاهر ؟ هل لتحكيم شرع الله فتصير قربة إلى الله فتكون محدثة لأنه لا دليل عليها ، وماحدث خلال التاريخ الإسلامي فليس حجة والعبرة بنص أو إجماع . أم أنها لمجرد تحسين الأوضاع الاقتصادية ورفع الظلم يعني " هدف دنيوي

أصبح رفع الظلم "هدف دنيوي"؟!

عياض
01-29-2011, 06:45 PM
أصل في الإشياء الإبـاحة ..
1 - المظاهرات التي نتحدث عنها الان ليست لزيادة الأجور مثلا ..بل هي لمنازعة الأمر أهله ، يعني حقيقة هذه المظاهرات نزع يد من طاعة وخروج على الحاكم الحالي ومطالبة بحاكم آخر ..هذه واحدة .
2 - على ماذا نبني عندما نتظاهر ؟ هل لتحكيم شرع الله فتصير قربة إلى الله فتكون محدثة لأنه لا دليل عليها ، وماحدث خلال التاريخ الإسلامي فليس حجة والعبرة بنص أو إجماع . أم أنها لمجرد تحسين الأوضاع الاقتصادية ورفع الظلم يعني " هدف دنيوي ( ومن يقرأ مشاركات الأعضاء يجد أنهم يختلفون في الهدف من هذه الوسيلة وإن اتفقوا عليها وهم من النخبة كما يقال فما بالي بالعامة )

3- المظاهرات فيها فساد : اختلاط و نهب وتعد على ممتلكات الغير وسفك دماء ، حرمة واحد هذه الدماء أعظم عند الله من حرمة الكعبة !
4 - لنقل إن هذه المفاسد هينة في مقابل المصلحة المتوخاة قتترجح عليها ، فهل هي قطعية أو يغلب على ظن عقلاء - ولن أقول علماء لأنه ماعاد لهم حاجة ! - الأمة أنها راجحة ؟؟ والتساؤل من وجهين :

-الأول : هل فعلا ستؤدي إلى عزل النظام الحاكم ؟ أم أنه من الممكن أن تتدخل أياد أخرى لحماية مصالحها ...إلى آخره من الاحتمالات
-الثاني: هل ما بعده خير أم شر منه ؟ مسلم ظالم ، مسلم عادل ، نصراني أو قادياني أو علماني أو ...

بل ووجه ثالث : هل سيقبل الشعب (بأغلبيته ولتناسى الأقليات ومن قد يتدخل لضمان حقوقها ) بحكم إسلامي؟؟

5 - أين نذهب بأقوال خيرة علماء الأمة المعاصرين في المظاهرات و أساليب التغيير المحدثة ؟ وقد أمرنا بسؤال أهل الذكر والرجوع إلى من يستنبطه منهم ؟ !

هل نبقى على الأصل : الإبــاحة ؟ أفتونا مأجورين
وهل كلمك أحد في هذا؟؟؟
اجنهدت بحسب كل هذه الاعتبارات التي ذكرتها..طيب؟؟ ترجح عندك أن المظاهرات ضد الحاكم الظالم حرام ؟؟ طيب؟؟ احترم الناس اجتهادك هذا...بل و احترموا حقك في الانكار على من خالف اجتهادك هذا للمصالح التي ترينها ...طيب؟؟
الآن السؤال....هل لمخالفك العالم الدارس للكتاب و السنة من اهل الذكر الحق في مخالفتك انت و مخالفة الأئمة العظام ابن باز و العثيمين و غيرهم ام ليس له الحق؟؟ هل له الحق في الانكار عليكم ايضا كما لكم انتم الحق ايضا في الانكار ام يجب ان يسكت؟؟
هذا هو محل النزاع...ان ما ذكره ابن باز و الألباني من اهل الذكر خالفهم فيه آخرون من اهل الذكر ايضا..و ما ذهب اليه الصحابة و التابعون من تحريم الخروج خالفهم فيه صحابة و تابعون ايضا...مع ان الكلام هنا عن المظاهرات التي ليس فيها خروج بسيف...و هي التي اختلف فيها...و لكن نتنزل مع ذلك و نقول الخلاف في الخروج على الظالم بالسيف موجود قديما و حديثا...فكيف بالخروج بلا سيف؟؟؟
فهذا محل النزاع...الحجر الفقهي على اجتهاد الآخرين و ان هؤلاء اهل ذكر و غيرهم ليسوا كذلك....مع ان الخلاف موجود قديما و حديثا فيما هو اشد من المظاهرات...فكيف بالمظاهرات التي يخرج فيها الناس بدون سلاح
اما قولك عن الحوادث التاريخية فنحن لا نكلمك عن الاستدلال بالتاريخ كحجة على النص في محل النزاع...بل الاستدلال على انعدام الاجماع الكاذب و انه ما زال علماء من مختلف المذاهب يفعلون هذا الذي يزعم انه محرم بالاجماع و ان مفسدته بينة و اضحة بلا خلاف.و بمثله استدل ائمة الفقه على انعدام الاجماع في امثال هذه المسائل...

متروي
01-29-2011, 06:47 PM
1 - المظاهرات التي نتحدث عنها الان ليست لزيادة الأجور مثلا ..بل هي لمنازعة الأمر أهله ، يعني حقيقة هذه المظاهرات نزع يد من طاعة وخروج على الحاكم الحالي ومطالبة بحاكم آخر ..هذه واحدة .
أولا حقيقة هذه المظاهرات هي المطالبة بالعدل و ليس نزع يد الطاعة كما تقولين فهم يطالبون بعدم التوريث صراحة و بعدم التزوير و بعدم السرقة و بعدم الظلم و بعدم الإستبداد و هم مستعدون إلى العودة إلى بيوتهم فورا إذا وجدوا ضمانات على ذلك ...
ثانيا منازعة الأمر أهله راجعي معناها عند شراح الحديث ؟؟؟ فأهله هم أهل الخير و الفضل لا الفساق و الفجار و متى كان هؤلاء أهلا للإمامة الصغرى فضلا عن الإمامة الكبرى ؟؟؟

ابن السنة
01-29-2011, 06:52 PM
يا اخوان الثورة بدأت فعلاً و الامريكان يخططون و يخططون و نحن نلزم البيوت و نترك الأمر لمعاونيهم ثم نأتى لنشتكى بعد ذلك!!!!

متروي
01-29-2011, 07:08 PM
2 - على ماذا نبني عندما نتظاهر ؟ هل لتحكيم شرع الله فتصير قربة إلى الله فتكون محدثة لأنه لا دليل عليها ، وماحدث خلال التاريخ الإسلامي فليس حجة والعبرة بنص أو إجماع . أم أنها لمجرد تحسين الأوضاع الاقتصادية ورفع الظلم يعني " هدف دنيوي ( ومن يقرأ مشاركات الأعضاء يجد أنهم يختلفون في الهدف من هذه الوسيلة وإن اتفقوا عليها وهم من النخبة كما يقال فما بالي بالعامة )

نتظاهر من اجل الحق سواء كان الحق دينيا أو دنيويا و لم يأمرنا الله عز وجل بتطليق الدنيا و بالسكوت عن حقوقنا بل أمرنا بمقاتلة من أراد أخذ مالنا و بشرنا بالشهادة على ذلك و من أخذ حقه له ان يطالب به بكل وسيلة متاحة
فكيف بهؤلاء الذين يستاثرون علينا بكل الفيء و لا يعطونا منه نقيرا ؟؟؟
و لا يوجد هدف دنيوي و هدف ديني فالمسلم المطالب بحقه اهدافه كلها دينية و إن كانت دنيوية في الظاهر و إلا فالدفاع عن العرض أيضا هدف دنيوي فمادمنا سكتنا عن المال فلنسكت أيضا عن العرض ؟؟؟


3- المظاهرات فيها فساد : اختلاط و نهب وتعد على ممتلكات الغير وسفك دماء ، حرمة واحد هذه الدماء أعظم عند الله من حرمة الكعبة !
و حرمة الدماء التي يقتلها السلطان من ثلاثين سنة في السجون و مراكز الأمن أليست أعظم من حرمة الكعبة ؟؟
ثم أليس بقاء الظلم و الإستبداد اكثر فسادا من مظاهرة فيها إختلاط هذا مع أن الإختلاط و ياللعجب يملأ الدنيا فهل كان سيظهر فقط في المظاهرات؟؟؟


4 - لنقل إن هذه المفاسد هينة في مقابل المصلحة المتوخاة قتترجح عليها ، فهل هي قطعية أو يغلب على ظن عقلاء - ولن أقول علماء لأنه ماعاد لهم حاجة ! - الأمة أنها راجحة ؟؟ والتساؤل من وجهين :
-الأول : هل فعلا ستؤدي إلى عزل النظام الحاكم ؟ أم أنه من الممكن أن تتدخل أياد أخرى لحماية مصالحها ...إلى آخره من الاحتمالات
-الثاني: هل ما بعده خير أم شر منه ؟ مسلم ظالم ، مسلم عادل ، نصراني أو قادياني أو علماني أو ...

أولا أحداث تونس ترد عليك و ثانيا مادام المفاسد و المصالح ظنية فلا يحق لعالم أن ينكر على آخر خاصة و اننا رأينا الجميع يبارك لأهل تونس زوال الطاغية الذي كان يحرم عليهم الصلاة في المسجد ؟؟؟
أما أن بعده خير أم شر فهذا من علم الغيب لكن إزالة الظلم واجب خاصة إذا دام ثلاثين سنة حتى لا أقول اكثر ؟؟؟؟


بل ووجه ثالث : هل سيقبل الشعب (بأغلبيته ولتناسى الأقليات ومن قد يتدخل لضمان حقوقها ) بحكم إسلامي؟؟
و لماذا لا يقبل الشعب حكما إسلاميا فهل جرب العرب إنتخابات حرة حقيقية حتى تحكمين فالتجربة الوحيدة التي كان فيها الإختيار حرا هي في الجزائر و فازت فيها الجبهة الإسلامية للإنقاذ بكل المقاعد في الجولة الأولى فقط ؟؟؟


5 - أين نذهب بأقوال خيرة علماء الأمة المعاصرين في المظاهرات و أساليب التغيير المحدثة ؟ وقد أمرنا بسؤال أهل الذكر والرجوع إلى من يستنبطه منهم ؟ !

أقوالهم مهما علت لن تعدو إجتهادا و لو جئتك بأقوال شيخ الإسلام إبن تيمية و إبن عبد الوهاب لا أدري ماذا ستقولين ؟؟؟؟؟؟

مسلمة84
01-29-2011, 07:20 PM
أخيتي أمة الرحمن ..الأستاذ عياض يبني قوله بالإباحة أو قوة هذا الرأي مقابل الآخر على كون هذه المظاهرات من أمور الدنيا لا الدين فلا دخل للابتداع فيها وتبقى على أصل الإباحة ، وبتمسكك أنها ليست دنيوية هدمتِ استدلاله .

ولك مني هديـة أختي الفاضلة وهي للشيخ محمد سعيــد رسلان المصري هنـا (http://www.rslan.com/vad/categories_browse.php?categories_id=58)

الاستاذ عياض ،، أجمع أهل السنة والجماعة على وجوب طاعة ولي الامر في غير معصية ما أقام الصلاة وعلى حرمة الخروج عليه ، وعلى أن كفره ليس بملزم للخروج عليه إلا عند القدرة ، وأصل من أصول أهل السنة والجماعة لزوم الجماعة وترك قتال الأئمة ، ولا عبرة بالمخالف حينئذ ..

ثم إن إن الفتوى في النوازل من اختصاص العلماء الراسخين ..ولحد الآن لم تذكروا أحدا منهم أفتى بالجواز ، ولاينبغي أن تتخذ قرارات مصيرية تمسكا بما فيه خلاف إن كان هناك خلاف أصلا ..لأنكم إلى الآن - أيضا - لم تذكروا مخالفا معتبرا ولا دليلا مناهضا ..أو تحمساً أو تقليداً أو إجابةً لدعاة فتن غاياتهم لا تعدو عن مكاسب سياسية أومتربصين بالإسلام والمسلمين .

وجزاكم الله خيراً ..

أمَة الرحمن
01-29-2011, 07:21 PM
العجيب حقاً هو كيف قزّمنا ديننا و اختزلناه في صلاة و صيام و قراءة قرآن فقط، فأصبح الدفاع عن الرزق و الكرامة و حق تقرير المصير "أهدافاً دنيوية"!! و أصبح القتال لرفع الظلم بدعة!!

و كأن شرع الله لم يقم لرفع الظلم!! و كأن حفظ الكليات الخمس (من دين و عرض و نسل و مال و عقل) ليست من مقاصد الشريعة الكبرى!!

للمرة الألف نقول: لم يخرج أحد بالسيف في وجه الحاكم الجائر!!!

لم يخرج أحد من المتظاهرون بسكين أو مسدس أو غيره، بل المظاهرات في هذه الثورة كانت سلمية، و كان من الأحرى بكِ - بدلاً من إدانة المتظاهرين الشجعان- إدانة الجيش و رجال الشرطة الذي استخدموا أبشع وسائل القمع من قتل و ضرب و رمي بالرصاص و الغازات المسيلة للدموع.

ريم 1400
01-29-2011, 07:23 PM
أخت مسلمة84 0000تذكرين أقوال علماء ما يدريك لو كانوا على قيد الحياة لكان لهم رأي آخر 0000
يصدق فيك القول ( الذي يده في النار ليس مثل الذي يده في الماء)

لو كنت تعيشين في دولة ليس فيها فقر انما افقار تبحثين عن كسرة خبز وحاكم حارب الشعب الفلسطيني ونصر اليهود !!!!!!!!
أذاق شعبة البؤس والعذاب وفوق كل هذا يحارب الاسلام والمسلمين ويوالي اليهود والنصارى الذين أعلنوا العداوة والحرب على المسلمين !!!!!!!!!!!
لو كنت فلسطينية تقفين على الحدود تحملنين طفلك بين يديك ويأمر حسني مبارك بأغلاق الحدود والسمع والطاعة لـ باراك !!!!!!!!!!!!!!
لو كنت في فلسطين تتذوقين مرارة الأحتلال واغتصاب الأعراض وأن حسني مبارك يصفق لما يفعله الأعداء بك !!!!!!!!!!!!!

أما أنك تأكلين وتشربين وتنعمين با الأمن والأمان لم تفجعي في أحد ولم تنامي يوما جائعة ولم يُؤخذ زوجك ويرمى في السجن سنين لا نهائية لأنه قال كلمة حق بدون رفع سلاح !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

الحكم الذي يقال في دولة لا يطبق في دولة أخرى ولا في جميع الحالات أتمنى أن تكون لديك هذي المعلومة يا طالبة العلم

واستغفر الله العظيم من كلمة كتبتها لا ترضي الله

في سبيل الله
01-29-2011, 07:26 PM
الاخت الفاضلة مسلمة84 .. انظري للنتائج , اذا اعتزل الحاكم منصبه هذا سيشكل خطرا كبيرا على اسرائيل , وسيحصل الكثير من التغيير .. لا نرى من هذا الحاكم الا فساد الدولة يوما بعد يوم؟ يا اختاه ارأيتي من هذا الحاكم خيرا قط؟ اريد اجابة!؟

عياض
01-29-2011, 07:29 PM
أختي الكريمة يفرحنا جميعا بلا شك دخولكن مجال العلم و محاولة الأخذ بأصوله و من يعلم ربما قريبا يصبح عندنا نساء عالمات يعتبر قولهم في الاجماع كما في الخلاف كما كان الأمر قديما :):

أخيتي أمة الرحمن ..الأستاذ عياض يبني قوله بالإباحة أو قوة هذا الرأي مقابل الآخر على كون هذه المظاهرات من أمور الدنيا لا الدين فلا دخل للابتداع فيها وتبقى على أصل الإباحة ، وبتمسكك أنها ليست دنيوية هدمتِ استدلاله
هذا خلط عندك سيدتي في معنى قاعدة الأصل في الأشياء الاباحة..و هو نفس الخلط الذي ارتكبته غلاة الصوفية و القبورية و العلمانيين من تمييع ضوابط مفهوم البدعة...و انما المقصود ان قاعدة الأصل في الأشياء الاباحة في العادات خروجها من دائرة العبادات التي ينوى بها القربة نية محضة...لا خروجها من دائرة الدين...فالدين اوسع من العبادات ..و هو شامل للمباح و المندوب و الواجب..للعادات و العبادات و لهذا بتى الأئمة الأربعة مذاهبهم على هذا الأصل من ان الأصل في العادات الاباحة و في العبادات التحريم..ووازنوا بين قواعدها العلمية في استثناءاتها المتداخلة...و هذا يدلك على الخلط الذي يقوم به المغالون في تحريم المظاهرات من قصر الدين على امر العبادات او العكس جعل اصل العبادات يشمل ايضا العادات...و كلاهما من طرفي الأمور الذميمة التي تمسك بها من جهة العلمانيون لحشر الدين في المساجد او تمسك بها غلاة القبورية في ادخال العبادات في ميدان المصالح الدنيوية و اكل اموال الناس بالباطل..

عياض
01-29-2011, 07:36 PM
الاستاذ عياض ،، أجمع أهل السنة والجماعة على وجوب طاعة ولي الامر في غير معصية ما أقام الصلاة وعلى حرمة الخروج عليه ، وعلى أن كفره ليس بملزم للخروج عليه إلا عند القدرة ، وأصل من أصول أهل السنة والجماعة لزوم الجماعة وترك قتال الأئمة ، ولا عبرة بالمخالف حينئذ
سأورد لك نصا واحدا للامام ابن حزم و هو من افراد الناقلين لمذاهب العلماء و افرادهم في معرفة الاجماع و الخلاف و على كتابه في ذلك مع تعليق شيخ الاسلام العمدة عند كثير من اهل الاسلام في حكاية الاجماعات
أورد كلامه و نقله حتى ترين ان ما نختلف فيه ألان بنفس تقدير المصالح و المفاسد بل و تقدير الفساد المترتب عليه بل و الاقتصار على الانكار دون السيف او التخريب فيه من الاختلاف ينفس حججنا الآن و ان لا اجماع في المسألة ما يدعيه الآن من يقتصر على الكتب المصنفة في الاعتقاد دون النظر الى تفاصيل الفقه
قال في الفصل و الملل


قال أبو محمد‏:‏ اتفقت الأمة كلها على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بلا خلاف من أحد منهم لقول الله تعالى ‏"‏ ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ‏"‏ ثم اختلفوا في كيفيته فذهب بعض أهل السنة من القدماء من الصحابة رضي الله عنهم فمن بعدهم وهو قول أحمد بن حنبل وغيره وهو قول سعد بن أبي وقاص وأسامة ابن زيد وابن عمر ومحمد بن مسلمة وغيرهم إلى أن الغرض من ذلك إنما هو بالقلب فقط ولا بد أو باللسان إن قدر على ذلك ولا يكون باليد ولا بسل السيوف ووضع السلاح أصلاً وهو قول أبي بكر بن كيسان الأصم وبه قال ت الروافض كلهم ولو قتلوا كلهم إلا أنها لم تر ذلك إلا ما لم يخرج الناطق فإذا خرج وجب سل السيوف حينئذ معه وإلا فلا واقتدى أهل السنة في هذا بعثمان رضي الله عنه وممن ذكرنا من الصحابة رضي الله عنهم وبمن رأى القعود منهم إلا أن جميع القائلين بهذه الم قال ة من أهل السنة إنما رأوا ذلك ما لم يكن عدلاً فإن كان عدلاً وقام عليه فاسق وجب عندهم بلا خلاف سل السيوف مع الإمام العدل وقد روينا عن ابن عمر أنه قال لا أدري من هي الفئة الباغية ولو علمنا ما سبقتني أنت ولا غيرك إلى قتالها‏.‏

قال أبو محمد‏:‏ وهذا الذي لا يظن بأولئك الصحابة رضي الله عنهم غيره وذهبت طوائف من أهل السنة وجميع المعتزلة وجميع الخوارج والزيدية إلى أن سل السيوف في الأمر المعروف والنهي عن المنكر واجب إذا لم يكن دفع المنكر إلا بذلك قالوا فإذا كان أهل الحق في عصابة يمكنهم الدفع ولا ييئسون من الظفر ففرض عليهم ذلك وإن كانوا في عدد لا يرجون لقلتهم وضعفهم بظفر كانوا في سعة من ترك التغيير باليد وهذا قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكل من معه من الصحابة وقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وطلحة والزبير وكل من كان معهم من الصحابة وقول معاوية وعمرو والنعمان بن بشير وغيرهم ممن معهم من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين وهو قول عبد الله بن الزبير ومحمد والحسن بن علي وبقية الصحابة من المهاجرين والأنصار القائمين يوم الحرة رضي الله عن جميعهم أجمعين وقول كل من أقام على الفاسق الحجاج ومن والاه من الصحابة رضي الله عن جميعهم كأنس بن مالك وكل من كان ممن ذكرنا من أفاضل التابعين كعبد الرحمن ابن أبي ليلى وسعيد بن جبير وابن البحتري الطائي وعطاء السلمي الأزدي والحسن البصري ومالك بن دينار ومسلم بن بشار وأبي الحوراء والشعبي وعبد الله بن غالب وعقبة بن عبد الغافر بن صهبان وماهان والمطرف بن المغيرة ابن شعبة وأبي المعدو حنظلة بن عبد الله وأبي سح الهنائي وطلق بن حبيب والمطرف بن عبد الله ابن السخير والنصر بن أنس وعطاء بن السائب وإبراهيم بن يزيد التيمي وأبي الحوسا وجبلة بن زحر وغيرهم ثم من بعد هؤلاء من تابعي التابعين ومن بعدهم كعبد الله بن عبد العزيز ابن عبد الله بن عمر وكعبد الله بن عمر ومحمد بن عجلان ومن خرج مع محمد بن عبد الله بن الحسن وهاشم بن بشر ومطر الوراق ومن خرج مع إبراهيم بن عبد الله وهو الذي تدل عليه أقوال الفقهاء كأبي حنيفة والحسن بن حي وشريك ومالك والشافعي وداود وأصحابهم فإن كل من ذكرنا من قديم وحديث إما ناطق بذلك في فتواه وإما فاعل لذلك بسل سيفه في إنكار ما رأوه قال أبو محمد‏:‏ احتجت الطائفة المذكورة أولاً بأحاديث فيها انقاتلهم يا رسول الله قال لا ما صلوا وفي بعضها إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم فيه من الله برهان وفي بعضها وجوب الضرب وإن ضرب ظهر أحدنا وأخذ ماله وفي بعضها فإن خشيت أن يبهرك شعاع السيف فاطرح ثوبك على وجهك وقل إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وفي بعضها كن عبد الله المقتول ولا تكن عبد الله القاتل وبقوله تعالى ‏"‏ واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قرباناً فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر ‏"‏ الآية‏.‏

قال أبو محمد‏:‏ كل هذا لا حجة لهم فيه لما قد تقصيناه غاية التقصي خبراً خبراً بأسانيدها ومعانيها في كتابنا الموسوم بالاتصال إلى فهم معرفة الخصال ونذكر منه إن شاء الله هاهنا جملاً كافية وبالله تعالى نتأيد أما أمره صلى الله عليه وسلم بالصبر على أخذ المال وضرب الظهر فإنما ذلك بلا شك إذا تولى الإمام ذلك بحق وهذا ما لا شك فيه أنه فرض علينا الصبر له وإن امتنع من ذلك بل من ضرب رقبته إن وجب عليه فهو فاسق عاص لله تعالى وإما أن كان ذلك بباطل فمعاذ الله أن يأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصبر على ذلك برهان هذا قول الله عز وجل ‏"‏ وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ‏"‏ وقد علمنا أن كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يخالف كلام ربه تعالى قال الله عز وجل ‏"‏ وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ‏"‏ و قال تعالى ‏"‏ ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً ‏"‏ فصح أن كل ما قال ه رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو وحي من عند الله عز وجل لا اختلاف فيه ولا تعارض ولا تناقض فإذا كان هذا كذلك فبيقين لا شك فيه يدري كل مسلم أن من أخذ مال مسلم أو ذمي بغير حق وضرب ظهره بغير حق إثم وعدوان وحرام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم فإذ لا شك في هذا ولا اختلاف من أحد من المسلمين فالمسلم ماله للأخذ ظلماً وظهره للضرب ظلماً وهو يقدر على الامتناع من ذلك بأي وجه أمكنه معاون لظالمه على الإثم والعدوان وهذا حرام بنص القرآن ‏"‏ وأما سائر الأحاديث التي ذكرنا وقصة ابني آدم فلا حجة في شيء منها أما قصة ابني آدم فتلك شريعة أخرى غير شريعتنا قال الله عز وجل ‏"‏ لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً ‏"‏ وأما الأحاديث فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من رأى منكم منكراً فليغيره بيده إن استطاع فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ليس وراء ذلك من الإيمان شيء وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا طاعة في معصية إنما الطاعة في الطاعة وعلى أحدكم السمع والطاعة ما لم يؤمر بمعصية فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة وإنه عليه السلام قال من قتل دون ماله فهو شهيد والمقتول دون دينه شهيد والمقتول دون مظلمة شهيد و قال عليه السلام لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليعمنكم الله بعذاب من عنده فكان ظاهر هذه الأخبار معارضاً للآخر فصح أن إحدى هاتين الجملتين ناسخة للأخرى لا يمكن غير ذلك فوجب النظر في أيهما هو الناسخ فوجدنا تلك الأحاديث التي منها النهي عن القتال موافقة لمعهود الأصل ولما كانت الحال عليه في أول الإسلام بلا شك وكانت هذه الأحاديث الأخر واردة بشريعة زايدة وهي القتال هذا ما لا شك فيه فقد صح نسخ معنى تلك الأحاديث ورفع حكمها حين نطقه عليه السلام بهذه الأخر بلا شك فمن المحال المحرم أن يؤخذ بالمنسوخ ويترك الناسخ وأن يؤخذ الشك ويترك اليقين ومن ادعى أن هذه الأخبار بعد أن كانت هي الناسخة فعادت منسوخة فقد ادعى الباطل وقفا ما لا علم له به ف قال على الله ما لم يعلم وهذا لا يحل ولو كان هذا لما أخلا الله عز وجل هذا الحكم عن دليل وبرهان يبين به رجوع المنسوخ ناسخاً لقوله تعالى في القرآن تبياناً لكل شيء وبرهان آخر وهو أن الله عز وجل قال ‏"‏ وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء ‏"‏ لم يختلف مسلمان في أن هذه الآية التي فيها فرض قتال الفئة الباغية محكمة غير منسوخة فصح أنها الحاكمة في تلك الأحاديث فما كان موافقاً لهذه الآية فهو الناسخ الثابت وما كان مخالفاً لها فهو المنسوخ المرفوع وقد ادعى قوم أن هذه الآية وهذه الأحاديث في اللصوص قال أبو محمد‏:‏ وهذا باطل متيقن لأنه قول بلا برهان وما يعجز مدع أن يدعي في تلك الأحاديث أنها في قوم دون قوم وفي زمان دون زمان والدعوى دون برهان لا تصح وتخصيص النصوص بالدعوى لا يجوز لأنه قول على الله تعالى بلا علم وقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن سائلاً سأله عن من طلب ماله بغير حق ف قال عليه السلام لا تعطه قال فإن قاتلني قال قاتله قال فإن قتلته قال إلى النار قال فإن قتلني قال فأنت في الجنة أو كلاماً هذا معناه وصح عنه عليه السلام أنه قال المسلم أخو المسلم لا يسلمه ولا يظلمه وقد صح أنه عليه السلام قال في الزكاة من سألها على وجهها فليعطها ومن سألها على غير وجهها فلا يعطها وهذا خبر ثابت رويناه من طريق الثقات عن أنس بن مالك عن أبي بكر الصديق عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا يبطل تأويل من تأول أحاديث القتال عن المال على اللصوص لا يطلبون الزكاة وإنما يطلبه السلطان فاقتصر عليه السلام معها إذا سألها على غير ما أمر به عليه السلام ولو اجتمع أهل الحق ما قاوا هم أهل الباطل نسأل الله المعونة والتوفيق‏.‏

قال أبو محمد‏:‏ وما اعترضوا به من فعل عثمان فما علم قط أنه يقتل وإنما كان يراهم يحاصرونه فقط وهم لا يرون هذا اليوم للإمام العدل بل يرون القتال معه ودونه فرضاً فلا حجة لهم في أمر عثمان رضي الله عنه و قال بعضهم إن في القيام إباحة الحريم وسفك الدماء وأخذ الأموال وهتك الأستار وانتشار الأمر ف قال لهم الآخرون كلا لأنه لا يحل لمن أمر بالمعروف ونهى عن المنكر أن يهتك حريماً ولا أن يأخذ مالاً بغير حق ولا أن يتعرض من لا يقاتله فإن فعل شيئاً من هذا فهو الذي فعل ما ينبغي أن يغير عليه وأما قتله أهل المنكر قلوا أو كثروا فهذا فرض عليه وأما قتل أهل المنكر الناس وأخذهم أموالهم وهتكهم حريمهم فهذا كله من المنكر الذي يلزم الناس تغييره وأيضاً فلو كان خوف ما ذكروا مانعاً من تغيير المنكر ومن الأمر بالمعروف لكان هذا بعينه مانعاً من جهاد أهل الحرب وهذا ما لا يقوله مسلم وإن ادعى ذلك إلى سبي النصارى نساء المسلمين وأولادهم وأخذ أموالهم وسفك دمائهم وهتك حريمهم ولا خلاف بين المسلمين في أن الجهاد واجب مع وجود هذا كله ولا فرق بين الأمرين وكل ذلك جهاد ودعاء إلى القرآن والسنة‏.‏

قال أبو محمد‏:‏ وي قال لهم ما تقولون في سلطان جعل اليهود أصحاب أمره والنصارى جنده وألزم المسلمين الجزية وحمل السيف على أطفال المسلمين وأباح المسلمات للزنا أو حمل السيف على كل من وجد من المسلمين وملك نساءهم وأطفالهم وأعلن العبث بهم وهو في كل ذلك مقر بالإسلام معلن به لا يدع الصلاة فإن قال وا لا يجوز القيام عليه قيل لهم أنه لا يدع مسلماً إلا قتله جملة وهذا أن ترك أوجب ضرورة ألا يبقى إلا هو وحده وأهل الكفر معه فإن أجازوا الصبر على هذا خالفوا الإسلام جملة وانسلخوا منه وإن قال وا بل يقام عليه ويقاتل وهو قولهم قلنا لهم فإن قتل تسعة أعشار المسلمين أو جميعهم إلا واحداً وسبي من نسائهم كذلك وأخذ من أموالهم كذلك فإن منعوا من القيام عليه تناقضوا وإن أوجبوا سألناهم عن أقل من ذلك ولا نزال نحطهم إلى أن نقف بهم على قتل مسلم واحد أو على امرأة واحدة أو على أخذ مال أو على انتهاك بشرة بظلم فإن فرقوا بين شيء من ذلك تناقضوا وتحكموا بلا دليل وهذا ما لا يجوز وإن أوجبوا إنكار كل ذلك رجعوا إلى الحق ونسألهم عمن غصب سلطانه الجائر الفاجر زوجته وابنته وابنه ليفسق بهم أو ليفسق به بنفسه أهو في سعة من إسلام نفسه وامرأته وولده وابنته للفاحشة أم فرض عليه أن يدفع من أراد ذلك منهم فإن قال وا فرض عليه إسلام نفسه وأهله أتوا بعظيمة لا يقولها مسلم وإن قال وا بل فرض عليه أن يمتنع من ذلك ويقاتل رجعوا إلى الحق ولزم ذلك كل مسلم في كل مسلم وفي المال كذلك‏.‏

قال أبو محمد‏:‏ والواجب أن وقع شيء من الجور وإن قل أن يكلم الإمام في ذلك ويمنع منه فإن امتنع وراجع الحق وأذعن للقود من البشرة أو من الأعضاء ولإقامة حد الزنا والقذف والخمر عليه فلا سبيل إلى خلعه وهو إمام كما كان لا يحل خلعه فإن امتنع من إنفاذ شيء من هذه الواجبات عليه ولم يراجع وجب خلعه وإقامة غيره ممن يقوم بالحق لقوله تعالى ‏"‏ وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ‏"‏ ولا يجوز تضييع شيء من واجبات الشرائع وبالله تعالى التوفيق‏.‏

مسلمة84
01-29-2011, 09:04 PM
أولاً هذا إجحاف في حقي أن ينسخ لي كل هذا الكلام دفعة واحدة ، فقراءته آليا تحتاج إلى وقت عدا عن تأمله ..


و انما المقصود ان قاعدة الأصل في الأشياء الاباحة في العادات خروجها من دائرة العبادات التي ينوى بها القربة نية محضة...لا خروجها من دائرة الدين...فالدين اوسع من العبادات ..و هو شامل للمباح و المندوب و الواجب..للعادات و العبادات و لهذا بتى الأئمة الأربعة مذاهبهم على هذا الأصل من ان الأصل في العادات الاباحة و في العبادات التحريم..ووازنوا بين قواعدها العلمية في استثناءاتها المتداخلة...و هذا يدلك على الخلط الذي يقوم به المغالون في تحريم المظاهرات من قصر الدين على امر العبادات او العكس جعل اصل العبادات يشمل ايضا العادات...و كلاهما من طرفي الأمور الذميمة التي تمسك بها من جهة العلمانيون لحشر الدين في المساجد او تمسك بها غلاة القبورية في ادخال العبادات في ميدان المصالح الدنيوية و اكل اموال الناس بالباطل..
ومنكم نستفيد أستاذنا ..حسناً:
المظاهرات بنية تحسين المعيشة ليست عبادة محضة ، ورفع الظلم أكثر من مباح بل هو مشروع فهو من الدين لكنه ليس عبادة محضة ، أما المظاهرات لأجل تحكيم شرع الله ونصحا للأمة ، دعوة إلى الله وسوله والوسيلة في الدعوة إلى الله توقيفية لا بد من دليل عليها فخرجت من دائرة المباحات، ..والمجال متسع لكم لتضيفوا نوايا جديدة ، إذن لم تجز المظاهرات - على قولكم- إلا على النية الأولى التي هي تحسين المعيشة ويمكن أن يضاف إليه نية رفع الظلم هذا ردا على القائلين بأنها بدعة فنقول لهم هذه من المباحات فلا ابتداع فيها ، وبقي مع ذلك على للتحريم وهي التشبه بالكفار ، فالمظاهرات من طقوسهم في حياتهم السياسية كمحكومين وهي إحدى وسائل التعبير في الديمقراطية ،
أما إن كان المتظاهرون على النية الثانية : نية الاصلاح وتحكيم الشرع فهم مطالبون بالدليل أو بفتوى من الراسخين .

وحقيقة أستاذ عياض ، مع جنوحكم إلى التأصيل المفيد ، فلا أجد ما اناقشه من رأيكم الخاص ..فمثلا التظاهر عندكم يجوز لأي شيء؟ لأنه مختلف فيه ؟

وعودة إلى النصوص المنقولة عن ابن حزم رحمه الله :

أعترف بانها كانت صادمة : ) في البداية
لكن في المثال الذي ذكره الإمام ما يحسم المسألة يقول رحمه الله :
قال لهم ما تقولون في سلطان جعل اليهود أصحاب أمره والنصارى جنده وألزم المسلمين الجزية وحمل السيف على أطفال المسلمين وأباح المسلمات للزنا أو حمل السيف على كل من وجد من المسلمين وملك نساءهم وأطفالهم وأعلن العبث بهم وهو في كل ذلك مقر بالإسلام معلن به لا يدع الصلاة فإن قال وا لا يجوز القيام عليه قيل لهم أنه لا يدع مسلماً إلا قتله جملة وهذا أن ترك أوجب ضرورة ألا يبقى إلا هو وحده وأهل الكفر معه

جعل اليهود أصحاب أمره ، وهو ما لا يستطيع أحد القطع به فقد يكون إكراها أو عجزاً ..وجعل النصارى جنده ولم يحدث ، ..حمل السيف على أطفال المسلمين ولم يحدث و لم يبح أعراض المسلمات ولم يعلن العبث بالمسلمين بعمومهم ..وهذه الأمور التي ذكرها ابن جزم ينبغي أن تجتمع حتى تتقين ضرورة هلاك المسلمين كلهم فضلا عن أن يمنعهم من ممارسة حياتهم وشعائر دينهم وهذا أيضا لم يحدث وما يحدث في البلاد من معاص أو استهانة بأمر الدين أو هضم للحقوق أو ربا أو رشوة أو سرقة أو انتهاك أعراض فليس ذنب الحاكم وحده بل هو نتيجة تشارك بينه وبين شعبه ،والضرورة التي يقصدها هي استحالة إقامة أمر الدين والدنيا ...فأين هي الضرورة للخروج ؟؟

ثم يضيف :
والواجب أن وقع شيء من الجور وإن قل أن يكلم الإمام في ذلك ويمنع منه فإن امتنع وراجع الحق وأذعن للقود من البشرة أو من الأعضاء ولإقامة حد الزنا والقذف والخمر عليه فلا سبيل إلى خلعه وهو إمام كما كان لا يحل خلعه فإن امتنع من إنفاذ شيء من هذه الواجبات عليه ولم يراجع وجب خلعه وإقامة غيره ممن يقوم بالحق لقوله تعالى ‏"‏ وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ‏"‏ ولا يجوز تضييع شيء من واجبات الشرائع وبالله تعالى التوفيق‏.‏

فأول ما ينبغي هو واجب المناصحة بشروطها المعلومة ، فمن قام بذلك من العلماء وأين هو ليقود هذه الثورة بعد أن لم تجد مناصحته ؟
ثم طبق على كل ما ذكرنا : أن المنكر لا يغير بمنكر أكبر منه ومقصود الاحتساب أو التغيير هو المصلحة فإذا اختل ذلك لم يكن جائزا ، ولعله بعد هذه المناكير التي حدثت والدماء التي سفكت سيكون البرادعي يكون خيرا !!

سلمنا أن نيات المتظاهرين كلها سليمة انهم يريدون الصلاح والإصلاح ، فماهي نوايا المحرضين من الأحزاب والتنظيمات ( ورجاء لا تقولوا لي الإخوان )..وهل سيكون الحاكم القادم واحدا من أولئك العامة ؟


و حرمة الدماء التي يقتلها السلطان من ثلاثين سنة في السجون و مراكز الأمن أليست أعظم من حرمة الكعبة ؟؟
ثم أليس بقاء الظلم و الإستبداد اكثر فسادا من مظاهرة فيها إختلاط هذا مع أن الإختلاط و ياللعجب يملأ الدنيا فهل كان سيظهر فقط في المظاهرات؟؟؟

إن كان الاختلاط خارجا عن إرادتك واضطررت إليه اضطرارا فلا تحاسب عليه ، وليس أن تختار طريقة تجعل منها شرعية وهي تنطوي على محاذير تقصدها ابتداء


أولا أحداث تونس ترد عليك و ثانيا مادام المفاسد و المصالح ظنية فلا يحق لعالم أن ينكر على آخر خاصة و اننا رأينا الجميع يبارك لأهل تونس زوال الطاغية الذي كان يحرم عليهم الصلاة في المسجد ؟؟؟
أما أن بعده خير أم شر فهذا من علم الغيب لكن إزالة الظلم واجب خاصة إذا دام ثلاثين سنة حتى لا أقول اكثر ؟؟؟؟

لكن هناك مرجحات ، وإذا تساوت المصلحة والمفسدة فدرء المفسدة أولى .وكذلك إن لم يقطع لأحدهما بالرجحان كما ذكرتم


و لماذا لا يقبل الشعب حكما إسلاميا فهل جرب العرب إنتخابات حرة حقيقية حتى تحكمين فالتجربة الوحيدة التي كان فيها الإختيار حرا هي في الجزائر و فازت فيها الجبهة الإسلامية للإنقاذ بكل المقاعد في الجولة الأولى فقط ؟؟؟

الأمر كما قلتم ..مبني على التجربة ، وقد جرب الجزائريون والعاقل من اتعظ بغيره

أيها الإخوة الأفاضل ..حاصل الأمر وإن سلمت لكم بالخلاف المعتبر - ولم أفعل بعد ولست في غنى عن الاستفادة - ظنون في ظنون ، ومجازافات ، وتعويل على الظنون وإن الظن لا يغني من الحق شيئا ، ومنابذة لأهل العلم وصد عنهم وكان الأولى الالتفاف بهم وطلب العلم الصحيح والاستنارة بآرائهم ، والناس في مصر في سعة : يصلون ويصومون ويتعلمون ويدعون إلى الله ..حتى الإخوان مسموح لهم بالنشاط إلى حد ما ...والله نرجو لإخواننا السلامة والله أعلم .

أمَة الرحمن
01-29-2011, 09:17 PM
وبالمناسبة أعمال التخريب تقوم بها الحكومة نفسها عبر دس أناس مفسدين

نعم! نفس الحركة الحقيرة التي قام بها زين الهاربين في لحظاته الأخيرة للتشبت بحكمه.

متروي
01-29-2011, 09:40 PM
الأخت الكريمة مسلمة84
أنت لا تناقشين الأدلة فالدليل عندك هو قول فلان و فلان بمعنى أنك لن تقتنعي إلا إذا قال علماءك ذلك و هذا لا يجعل الحوار مفيدا.

ثانيا ما نقله لك الاخ عياض من كلام إبن حزم المراد منه التبيين على عدم وجود إجماع على القول بعدم جواز الخروج بالسيف بدليل خروج الصحابة و التابعين و غيرهم من الصالحين و عليه يتضح خطأك في هذه المسألة.


وهذه الأمور التي ذكرها ابن جزم ينبغي أن تجتمع حتى تتقين ضرورة هلاك المسلمين كلهم فضلا عن أن يمنعهم من ممارسة حياتهم وشعائر دينهم وهذا أيضا لم يحدث

إبن حزم لم يقصد إجتماع كل تلك المصائب بدليل تنزله حتى وصل إلى الإعتداء على مسلم واحد فقط .
ولا نزال نحطهم إلى أن نقف بهم على قتل مسلم واحد أو على امرأة واحدة أو على أخذ مال أو على انتهاك بشرة بظلم فإن فرقوا بين شيء من ذلك تناقضوا وتحكموا بلا دليل وهذا ما لا يجوز وإن أوجبوا إنكار كل ذلك رجعوا إلى الحق ونسألهم عمن غصب سلطانه الجائر الفاجر زوجته وابنته وابنه ليفسق بهم أو ليفسق به بنفسه أهو في سعة من إسلام نفسه وامرأته وولده وابنته للفاحشة أم فرض عليه أن يدفع من أراد ذلك منهم فإن قال وا فرض عليه إسلام نفسه وأهله أتوا بعظيمة لا يقولها مسلم وإن قال وا بل فرض عليه أن يمتنع من ذلك ويقاتل رجعوا إلى الحق ولزم ذلك كل مسلم في كل مسلم وفي المال كذلك‏.‏


فأول ما ينبغي هو واجب المناصحة بشروطها المعلومة ، فمن قام بذلك من العلماء وأين هو ليقود هذه الثورة بعد أن لم تجد مناصحته ؟

أختي الكريمة أنت تتكلمين و كأن الحاكم عين بالأمس فهو يحكم من ثلاثين سنة فالعلماء لابد و أنهم نصحوه و إن لم ينصحوه طيلة هذه المدة أننتظرهم و ننتظره إلى يوم القيامة ؟؟؟؟


ثم طبق على كل ما ذكرنا : أن المنكر لا يغير بمنكر أكبر منه ومقصود الاحتساب أو التغيير هو المصلحة فإذا اختل ذلك لم يكن جائزا ، ولعله بعد هذه المناكير التي حدثت والدماء التي سفكت سيكون البرادعي يكون خيرا !!

هل زوال زين العابثين ليس فيه خير رغم ما حدث من تخريب وقتل ؟؟؟ و كذلك هذا الباراك فهو مستبد ظلوم أهلك الحرث و النسل و يكفي انه يريد أن يجعل البلاد و 80 مليون إنسان تركة لأبناءه يتوارثونها من بعده فإذا اضفنا إلى ذلك جرائمه بحق غزة لم تبقى له حسنة ؟؟؟
أما أن البرادعي خير منه فبعض الشر حتما اهون من بعض و يكفي أن زوال هذا الطاغية يزعزع قلوب إخوانه و قد رأى الجميع كيف اصيبوا بالرعب ؟؟؟


إن كان الاختلاط خارجا عن إرادتك واضطررت إليه اضطرارا فلا تحاسب عليه ، وليس أن تختار طريقة تجعل منها شرعية وهي تنطوي على محاذير تقصدها ابتداء

كلامي عن المظاهرات لأنك ذكرتها كفسدة للمظاهرات بجانب المصالح المتوقع حدوثها فإذا كانت المفسدة من هذا النوع بلا حصر و لا عد في المجتمع فكيف نتخوف منها فالإنسان يخرج في الشارع و هو في إختلاط و يركب وسائل النقل و هو في إختلاط و يعمل في إختلاط و الدنيا كلها إختلاط في إختلاط فإذا تعاملتي مع هذا الواقع بحذر فكذلك كلامنا في المظاهرات؟؟؟


لكن هناك مرجحات ، وإذا تساوت المصلحة والمفسدة فدرء المفسدة أولى .وكذلك إن لم يقطع لأحدهما بالرجحان كما ذكرتم

كيف تتساوى المفسدة و المصلحة فكلامنا عن تونس أما المشكلة اختي أنك ترين الظلم في عدم تحكيم الشرع فقط بينما لا تلقين بالا للظلم بمعناه الشامل فشين العابثين مجرم حرب و كذلك لامبارك و الناس تموت في سجونه و أقسامه بالتعذيب و يكفي فقط أن تنظري كيف يريد إرهاب شعبه الآن بتسليط كلابه للنهب و السلب و الترويع كما فعل سابقه في تونس فالله لا يحب الظلم مطلقا و أي تخفيف على الناس فنعمة و بركة و خير و مصلحة لا شك فيها.


الأمر كما قلتم ..مبني على التجربة ، وقد جرب الجزائريون والعاقل من اتعظ بغيره


أختي الكريمة تكلمتي على أمر و علقتي على غيره و هذا منطق غير سليم ؟؟؟؟ أنت أنكرت أن تختار الشعوب العربية الإسلام إذا أعطيت لها الحرية ثم لما أجبتك تكلمت عن القتال و لا علاقة بين الأمرين ؟؟؟


أيها الإخوة الأفاضل ..حاصل الأمر وإن سلمت لكم بالخلاف المعتبر - ولم أفعل بعد ولست في غنى عن الاستفادة - ظنون في ظنون ، ومجازافات ، وتعويل على الظنون وإن الظن لا يغني من الحق شيئا
ليس لك إلا التسليم بالخلاف أما الظنون فلأنك لا تناقشين بحججك و إنما تعتبرين نفسك دون ذلك و يمكنك أن تعرض كلامنا على اي شخص تثقين فيه من اهل العلم فيرد بالدليل لتري أية حجة له أما إذا أحالك على قول فلان و فلان و فلان فاعلمي أنه مثلك لا دليل عنده.

طارق منينة
01-29-2011, 09:56 PM
في الحقيقة اعتبر النقاش مع الاخت طيب وراقي وحوار الاخت نفسها طيب وراقي
وكلنا نتعلم ونتابع ويكفينا اننا نرى اخت مسلمة تحاور وتناقش وتقدم دليلا حتى وان كان ناقصا او خاطئا فليس منا من لايخطيء

عياض
01-29-2011, 10:02 PM
أثمن لك جهدك و اجتهادك أختنا الكريمة و أشجعك عليه ...و نعم طالبة العلم التي تجهد نفسها في فهم أصول المسائل و فروعها ثم لا تترك رأيها حتى يتبين لها الخيط الأبيض من الخيط الأسود منها..و لولا ان الوقت و الموضوع ليس مناسبا لأوردت من كلام أئمة العلم في ادب الاختلاف و المباحثة بين طلبة العلم فيما بينهم او مع شيوخهم و عدم التهيب عن مخالفة المشهور و المسلم مع الاحترام و التحلي بالمسؤولية و الولاء فقط للمقطوع به و المجمع عليه في الكتاب و السنة و ما قيس عليهما...ما يظهر به اننا لسنا ببعيد في اختلافاتنا عن ما نعيشه و التحديات التي تنتظرنا...و بالمجمل هي مجموعة في رسائل الامام الشوكاني الذي كان اكبر همه مسألة الاجتهاد و ضبطها من ان تصبح فوضى او ان تموت من العوام الى طلبة العلم وصولا الى العلماء المجتهدين

دعوة إلى الله وسوله والوسيلة في الدعوة إلى الله توقيفية لا بد من دليل عليها فخرجت من دائرة المباحات،
هنا يخالفك الناس و يخالفون شيوخك في ان الدعوة ليست كلها توقيفية...و ليست كل وسائلها توقيفية و ان منها فعلا ما يدخل في دائرة المباح ..و الا فما تفعلين هنا و هذه الوسيلة الانترنت و التلفاز بل و الطباعة هي من وسائل الدعوة ...و على أي النزاع ليس في اي القولين هو الصواب و انما منع التحجير من هذا الفريق او ذاك...و جعل الغلبة بالحجة عند الناس لا بالتشهير و المنع و التحجير

وحقيقة أستاذ عياض ، مع جنوحكم إلى التأصيل المفيد ، فلا أجد ما اناقشه من رأيكم الخاص ..فمثلا التظاهر عندكم يجوز لأي شيء؟ لأنه مختلف فيه ؟
ان لاحظت سيدتي لم يكن قصدي ابدا ابداء رأيي..و لست مؤهلا لابداء رأيي في هذه المدلهمات ..و لو سكتنا نحن الرويبضة جميعا و تركنا من افنى عمره في العلم دون ان يبيع دنياه يتكلم لانحصر الخلاف بينهم ...و يكفينا ابداء الرأي في المذاكرات دون الفتاوى الملزمة للمستفتي...
و انما كان قصدي كل الوقت ان ابين غلط بعض طلبة العلم من نقل هذه الفتاوى نقل اجماع و كأن اصحابها هم العلماء وحدهم و كأن مخالفيهم لم يكونوا يتبعون علماء أيضا ذو قدر ...و ان لا اجماع في المسألة حتى لا يرفع سلاح الترهيب و انما هو اختلاف و انكار و تناصح...و ادراة اختلافات دون الحجر بما لم ياذن به الله...
أما ما ذكرته من نص الامام ابن حزم فما زلت لا تقعين على ما يريده منك خصمك في المناظرة ...و نحن في محل نناظر فيه ذئابا ان لم تكن حريصا على تحسين مستوى ذكاءك و تبين محل النزاع و مورده أمكن للخصم الملحد التلاعب بك كيفما شاء و اظهر حقك ضعيفا بضعفك...فأحب أن نطور جميعا طرق ادارة الحوار حتى نحسم الحوار بأقل قدر من الجهد...
فنقلي لكلام ابن حزم انما كان قصدي منه نقله هو لا رأيه...فمعروف من قواعد المحدثين انه يؤخذ من الراوي صدقه دون رأيه..و ان كان لهذا استثناء في رواية الفقيه لما يحتاج اليه..لكن القاعدة هي هذه...و الامام ابن حزم حافظ ثقة من كبار الحفاظ..و مطلع ضابط مرجع حجة في اختلافات اهل الاسلام من الصحابة فمن دونهم..حتى ان كتابه الايصال حين الفه أحدث ضجة في الأندلس من جهة قيمته العلمية ..فما يورده من نقل الأقوال في المسائل يكون حجة الا ان تبين خطؤه بدليل على قاعدة خبر الثقة...و انا اختلفت معك بقولي ان لا اجماع على تحريم الخروج على الحاكم الظالم ...و سألتني الأقوال فأتيتك بنقل الامام ابن حزم و استدللت به لا برأيه...ورأيه بالمناسبة لا أوافقه عليه كلية و لا اخالفه بالكلية...لكن كان القصد النقل..نقل اختلاف الصحابة و من بعدهم على هذه المسألة ..و هي فيها سيف و عنف و دماء...فكيف بالخروج السلمي؟؟؟ فكيف ان كان التظاهر بلا خروج ؟؟ لا شك ان الاجماع عليها ابعد منالا...
و اعيد و اكرر لست هنا بقصد الترجيح..و انما فقط التنبيه الى ان لا حق لأحد الفريقين مصادرة حق الآخر في الاجتهاد بزعم الاجماع...و من تأمل و رزقه الله الحكمة علم ان كلا الاجتهادين مفيدين ان وظفا بحسن ذكاء و سياسة و ائتلاف ..فيحقق كل منهما مصلحة لا يحققها الآخر..و تقع على الربح ايما كانت النتيجة...و هذه النظرة لن تنضج فينا ان لم ينتشر هذا الحس من الاحنرام و التزام الجماعة و حسن الاختلاف فينا مع الحرص على ان لا يضيع الحق من بيننا...

أمَة الرحمن
01-29-2011, 10:02 PM
وحوار الاخت نفسها طيب وراقي

نعم، بارك الله فيها.

مسلمة84
01-29-2011, 10:26 PM
الأستاذ أبو القاسم المقدسي ..قول الشيخ ابن باز والعثيمين والفوزان والراجحي ..وأئمة بلدي من أهل السنة الموثوقين أرجح عندي من قولكم للأسف لأنهم أسبق إلى الكتاب والسنة وإلى بطون الكتب التي قد تستنبطون منها ما يلائم النوازل والتي يفترض أن يفتي فيها علماء العصر ، و مثلهم عندي لا يسأل عن أدلته لأني مقلدة في بداية الطريق ، وقد كنت قلت إني جررت إلى هذا ولم أكن أنويه ..كنت أريد مجرد النقل ! ولعل عشرات من أمثال مشاركتكم المصادرة للمطلوب لم تكن لتوقفني لأراجع نفسي كمشاركة فيها نقل الخلاف كما التي عن الإمام ابن حزم ، وجزاكم الله خيراً على النصيحة


أستاذي الفاضل متروي - ومشاركاتكم من أكثر ما أقرأه في هذا المنتدى - فرضنا أني سلمت بالخلاف ، فلم أسلم بالراجح

و يمكنك أن تعرض كلامنا على اي شخص تثقين فيه من اهل العلم فيرد بالدليل لتري أية حجة له .

وسأفعل إن شاء الله جزاكم الله خيراً


هنا يخالفك الناس و يخالفون شيوخك في ان الدعوة ليست كلها توقيفية...و ليست كل وسائلها توقيفية و ان منها فعلا ما يدخل في دائرة المباح ..و الا فما تفعلين هنا و هذه الوسيلة الانترنت و التلفاز بل و الطباعة هي من وسائل الدعوة ...و على أي النزاع ليس في اي القولين هو الصواب و انما منع التحجير من هذا الفريق او ذاك...و جعل الغلبة بالحجة عند الناس لا بالتشهير و المنع و التحجير
يقصد بوسائل الدعوة مناهج وأساليب الدعوة ، ليس هناك تعارض بين توقيفية وسائل الدعوة وبين استغلال الآلات والتطورات الحديثة لخدمتها ما أقرها الشرع

وعلى التعليقات الطيبة السارة - قرأتها للتو - أشكركم جزيل الشكر بارك الله فيكم ، وهي ما ظفرت به من هذا النقاش الطيب الذي ما تحضرت له ، معذرة على التشويش الذي قد يكون بدا في مشاركاتي ..

وقد أعود للرد إن جئت بجديد إن شاء الله تعالى ( مالم يغلق الموضوع : ) )

أبو القـاسم
01-29-2011, 10:32 PM
أختي الفاضلة..والله لستِ بأ;كثر حباً لهؤلاء العلماء مني..لكن مع الأسف هناك سوء فهم وتعصب يلتفان حول فكرك
وأدعوك لمشاهدة هذا المقطع لعله ينفعك,,
http://www.youtube.com/watch?v=aTjrInoV4i4
وحسبنا الله ونعم الوكيل

أمَة الرحمن
01-29-2011, 10:46 PM
كلمة الشيخ وجدي غنيم:

http://www.youtube.com/watch?v=95IFj-klh3g&feature=related

عياض
01-29-2011, 10:53 PM
وأئمة بلدي من أهل السنة الموثوقين أرجح عندي من قولكم للأسف لأنهم أسبق إلى الكتاب والسنة وإلى بطون الكتب التي قد تستنبطون منها ما يلائم النوازل والتي يفترض أن يفتي فيها علماء العصر ، و مثلهم عندي لا يسأل عن أدلته لأني مقلدة في بداية الطريق
و هذه هي خلاصة الموضوع...ان المقلدين من امثالنا هذا فرضهم..فكما انك انت و من لزم بيته اتبع فتاوى اهل العلم ..فكذلك من خرج يتظاهر بالسلم اتبع فتاوى اهل العلم...و أنا من جهتي لا أدعوك الى قولي لأني اصلا مثلك مقلد...و انما كنت ادعوك و احسب الأخوة كذلك..يدعونك الى الالتزام بفرض التقليد و معلوم ان المقلد ليس له ان ينكر في موارد الاجتهاد بله ان يدعي و يجزم ان قوله هو قول الكتاب و السنة و الاجماع الذي لا صواب سواه ..فان التزم كل منا بفرضه اتضح ما يمكن ان نصفه بحرية التعبير في الاسلام و حرية الاختلاف في الاسلام متوافقا مع معنى المسؤولية و رفض الظلم و الاحترام

عساف
01-29-2011, 11:01 PM
لا أدري قد تكون مداخلتي ثقيلة عليكم بعض الشيء..

الغالبية هنا تشنع على من رأى عدم الخروج في المظاهرات..
مع أنّ الأمر في النهاية يخضع لاختلاف في تقدير المفاسد والمصالح المحتملة.. وهذا أمر في علم الغيب..
فلو فشلت الثورة.. سيقول القاعد ألم أقل لكم..
ولو نجحت الثورة لوصف المنادي لها القاعد بالجبن.. مع أن الأمر كله في علم الغيب.

عياض
01-29-2011, 11:02 PM
يقصد بوسائل الدعوة مناهج وأساليب الدعوة ، ليس هناك تعارض بين توقيفية وسائل الدعوة وبين استغلال الآلات والتطورات الحديثة لخدمتها ما أقرها الشرع
بالنسبة لهذه فقط نقطة نظام للمذاكرة العلمية و تشجيع التأمل الفكري...هنا استدلال بنفس المتنازع عليه مرة أخرى...فالوسيلة ليس من المشترط فيها ان تكون جمادا او آلة..بل أي وسيلة كانت معنوية او طبيعية او انسانية او آلية...و عموم الفاظ الأمر بالدعوة يشملها بالاباحة ..فوسائل الدعوة ممكن ان تكون تقنية كالانترنت او بشرية كالرواية او الكتابة او معنوية كالجمعيات و الجماعات و المظاهرات و التنظيمات..و لا يستثنى منها الا ما صح الدليل على استثناءه..فقولك الا ما أقرها الشرع هو استدلال بنفس المتنازع عليه...اذ من ينازعونك ينازعونك في اقرار الشرع لها من عدمه...فالمنازع يقول ائتونا بدليل يجعل الأصل في الوسائل الدعوية التحريم...فتقولون لا..نحن نبيحها الا ما لم يقره الشرع..فيردون عليك نحن اصلا نتنازع في كيفية اقرار الشرع هذا...اي كيف يقره ..لهذا استثناء الوسائل التقنية هو تحكم دون دليل واضح

عياض
01-29-2011, 11:04 PM
مع أنّ الأمر في النهاية يخضع لاختلاف في تقدير المفاسد والمصالح المحتملة.. وهذا أمر في علم الغيب..
صدقت و هذا هو المطلوب...و و لو فهمنتا عن النبي صلى الله عليه و سلم في الفقه مدحه الكيس الحازم لاستغللنا هذا الاختلاف فيما يصب لصالحنا و لعلمنا ان مثل هذا الاختلاف خير لنا ان اعتصمنا بحبل الله و لم نفرط في عقد الجماعة كما امر الله ...و الا كان شرا لنا ان اصررنا على الفرقة و الخلاف

أمَة الرحمن
01-29-2011, 11:04 PM
الغالبية هنا تشنع على من رأى عدم الخروج في المظاهرات..

أخي الكريم، نحن لم نشنّع على من رفض الخروج في المظاهرات بناءً على رأيه الفقهي المعتبر (وليس بناءً على الجبن و التخاذل، فهذه قضية أخرى).

بل خلاصة الأمر كما ذكر الأخ الفاضل عياض بارك الله فيه:


و أنا من جهتي لا أدعوك الى قولي لأني اصلا مثلك مقلد...و انما كنت ادعوك و احسب الأخوة كذلك..يدعونك الى الالتزام بفرض التقليد و معلوم ان المقلد ليس له ان ينكر في موارد الاجتهاد بله ان يدعي و يجزم ان قوله هو قول الكتاب و السنة و الاجماع الذي لا صواب سواه ..

مالك مناع
01-29-2011, 11:05 PM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على إمام المرسلين .. أما بعد:

فَقَد وَرَدَ عن الصَّحّابي الجَليْل عَليّ بنِ أبي طَالبٍ ضِمْنَ وَصِيَّةٍ جَمِيْلةٍ جَليْلةٍ أدَّاهَا لأَحَدِ أصْحَابِهِ وهو كُمَيْلُ بن زِيَاد ، أنَّه قَال لَهُ مِن ضِمْنِ ما قَال ، ( النَّاسُ ثَلاثةٌ : فَعَالمٌ رَبَّانِيٌ ، وَمُتَّبِعٌ عَلى سَبِيْلِ نَجَاةٍ ، وَهَمَجٌ رَعَاعٌ أتْبَاعِ كُلِّ نَاعِقٍ ) لا يخرُجُ النَّاسُ كيفَمَا كانُوا وأيْنَمَا كانُوا عَنْ هَذهِ الأصْنَافِ الثَّلاثَةِ ، عالمٌ ربانِيٌ ، أيْ منْسُوبٌ إلى الرَّبِّ العَظيم جَلَّ جَلاله ، ويُربي النَّاسَ عَلى ذَلك ، أو مُتَّبِعٌ عَلى سَبِيْلِ نَجَاةٍ ، لَيْسَ مُقَلِّدَا ، ولا مُتَعَصِّبَاً ، ولا متحزباً ، وإنما يريد الله والدار الآخرة ، يريد الله والدار الآخرة لأنهما عنوان النجاة ، وما سوى ذاك فإلى الخسران المبين ، بقدر تخلفه عن هذا يناله من ذاك ، فمقلٌ أو مستكثرٌ ، والثالث الصنف الثالث : همجٌ رعَاعْ ، أتباعُ كلِّ ناعِقٍ ، ليس عندهم القواعد العلمية ولا الأصول الشرعية ، ولا السبل والأسس المرعية ، في إطار الشريعة الإسلامية ، وإنما يصيحون مع كل منادٍ ، ويتيهون في كل وادٍ ، همجٌ رَعَاعٌ ، ليس من علمٍ يحركهم ، ولا من شريعةٍ تدفعهم ، أتباع كل ناعقٍ ، بقدر ما كان نُعاق هذا الناعق أشداً ، وبقدر ما كان صياحه أعلى بقدر ما وجد من الأتباع أكثر ومن الأعداد أوفر ، وكل ذي عقل وكل ذي نهىً يرفض أن يكون كهذا الصنف الثالث ، وإن كان عند غلبة العواطف ، وعند ثورة الحماسات ، قد يكون منهم أو بينهم أو المقدم فيهم فليراجع نفسه وليتأمل مواضع قدميه وحركات فؤاده وتحركات لسانه ، حتى لا يكون عنده من الإثم ومن المخالفة بقدر ما عنده من التبعية والعصبية والجهل والحميَّة ، وكذلك في حال رفضه أن يكون من هذا الصنف الثالث فإنه بما آتاه الله من عقلٍ ، يعرف أنه ليس من أهل الصنف الأول ، فالصنف الأول هم العلماء الرَّبانيون ، الذين يجب على الأمة أن تتبعهم لا تعصباً وإنما تسنناً ، ولا تحزباً وإنما ثباتاً وإستقامةً على شرع الله ، وعلى كتاب الله وعلى سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإذ هو لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء فإنه يسعى جهده ويبذل وسعه في أن يكون من الوسط بين البينين ، ليس هو أهلاً لأن يكون عالماً ربانياً ويستنكف ويأنف أن يكون من الهمج الرَّعَاع ، وما أكثرهم في البلاد والأصقاع - وللأسف الشديد - ، لكن إذ قد رضي أن يكون من الصنف الوسط ، اتباعاً على سبيل نجاة فهل هذا الصنف الوسط ينال بالأماني ؟ ينال بالأحلام ؟ ينال بالرؤى والمنام ؟ لا بد له حتى أن يكون منه من بذل جهدٍ ومجاهدةِ نفسٍ ومصابرةٍ في طلب العلم وثباتٍ على أمر الله ولو كانت داخلةُ نفسه تأبى عليه في بعض الأمر إلا أن يسلك بعض السبل وأن يتبع بعض الطرق ، ولو كانت على غير هدىً من الله ، وعلى غير استقامةٍ لأمر الله ، فمثل هذا ينبغي أن يدفعه وأن يدافع نفسه عنه ، وليتذكر دائماً قول الشاعر مذكراً به نفسه وغيره :

فهذا الحق ليس به خفاء *** فدعني من بنيات الطريق

هذه كلها من بنيات الطريق ، من السبل المنعرجة والمتعرجة ، والقصيرة غير المستقيمة التي تقوم على جانبي الصراط القويم ، والنهج المستقيم ، الذي أمر الله به ليتبعه رسولَه الكريم - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين - ، وهو نفسه الذي أمر الله به وهو الذي أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - به أمته وأتباعه وأصحابه وإخوانه من بعده - صلى الله عليه وآله وسلم - ، أن تكون متبعاً على سبيل نجاة ، فإن هذا يحتاج جهاداً للنفس والله تعالى يقول { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا } [العنكبوت/69] ويقول النبي الكريم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ( المجاهد من جاهد هواه في ذات لله ) وليست مجاهدة الهوى أيها الإخوة دائماً تكون مجاهدةً للشهوات ، فقد تكون في بعض الأمر مجاهدةً للشبهات ، وهي أجل من ذلك وأعظم ببركات ودرجات ، فمن السهل أن تجاهد شهوتك إذا وفقك الله ، ولكن ليس من السهل أن تجاهد الشبهة ، التي قد ترد عليك أو إليك ، فتفتنُك وعن جادة الحق والصواب تبعدك ، هذه نقطة أساسية.

وهذا كله بين يدي التنبيه على أمر واقع ، نسمعه ويسمعنا ونعيشه ويقلقنا لا يقلقنا فقط في شأن الدنيا ، بل يقلقنا ويزعجنا ويأزُّنا في شأن الدين ، سواء بسواء ، وحتى نحكم على المستجَدات والحوادث حكما صحيحا معتبرا يجب أن يكون هذا الحكم مبنيا على التأصيل الجليل ، وعلى التدليل الجميل ، بقال الله قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، كما قال الإمام الذهبي - رحمه الله - :

العلم قـال الله قـال رسولـه *** قال الصحابة ليس بالتمويه
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة *** بين الرسول وبين رأي فقيه

فلننظر إلى ما يجري في مصر كما نظرنا إلى ما جرى قريبا في تونس ، والله حَكيم عَدْل قِسطٌ -سُبحانَه وتَعالى-.

فها هي ذي النَّتيجة في تونس: الفرار والانهيار! كما يقولون: في ليلةٍ لا قمرَ فيها!!

مَن حارب اللهَ ورسولَه؛ فإنَّ الأمرَ سيكونُ مِن جهتَين وطرَفَين.

الله -عزَّ وجلَّ- عندما ذكرَ الرِّبا؛ ماذا قال في أهلِه وفي القائِمين به؟ ﴿فأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ﴾..

فكيف الشَّأنُ بمن حاربَ الحجابَ.. بمَن حاربَ الصَّلاةَ.. بمَن حارب المسلمَ لكونِه مسلمًا.. وحاربَ المُلتحيَ لكونِه مُلتحيًا.. في قصص تُذكَر أشبه ما تكونُ بالخيال! وبعالَم المِثال! نسأل الله -تعالى- العافيةَ.

أمَّا أن ننظرَ إلى هذا الذي جرَى في خيوطٍ لا تزالُ خفيَّة، وفي ظروفٍ لا أظنُّها مجرَّد مَحلِيَّة؛ ليُصدَّر مثلُ هذا الموقف إلى بلادٍ أخرى مِن بلادِ المسلمين؛ فهذه دعوةٌ سيِّئةٌ جدًّا لإيقاع المسلمين في بحرٍ من الدِّماء!! والفتنةُ عمياء!! الذين يَحكُمون على الأمور لمجرَّد العواطف؛ قد لا يُعجِبُهم هذا الكلام؛ لكنْ: سوف يُعجبُهم -ويعجبُهم جدًّا- إذا فَقدُوا الأمنَ.

وكما قال ذلك الإمامُ من أئمة السلفِ -قديمًا-قبل أكثر مِن عشرة قُرون-: «سُلطانٌ غَشومٌ خيرٌ من فتنةٍ تَدوم».

لكنَّ السُّلطان الغشوم ليس سُلطانًا يحاربُ اللهَ ورسولَه، ليس سُلطانًا يُحارب الأحكام الشَّرعيَّة..قد يكون سُلطانًا فيه ظُلم..قد يكون سلطانًا فيه قَهر..قد يكون سُلطانًا فيه فِسق.. لكنه لا يزال عنده التَّعظيم للشَّريعة..لا يزال عنده التَّعظيم لحُرمات الله..وإن قصَّر في نفسِه، أو قصَّر في مجتمعِه؛ لكن هذا التَّقصير في النَّاحية الإيمانيَّة يُصاحبُه شيءٌ من الأمْن -ولو كان أمنًا نفسيًّا-.أمَّا أن يُفقَد الإيمان، وأن يُفقد الأمنُ النَّفسيُّ، وأن تُفقدَ لُقمةُ العَيش؛ فلا شكَّ ولا رَيب أنَّ الأمرَ سيكونُ شأنًا للهِ وباللهِ؛ فحصل ما حصل!

وهذه أمور مستجدة تكاد أمتنا لم تمر بها ولم تعرفها ، ولكن لا نزال إلى هذه الساعة نفتقد الصوت الشرعي الحر ، الذي يحكم على الأمور بدلائلها ، لا بقائلها ، بحجتها لا بنسبتها ليكون الحكم الناتج عن هذا وذاك حكما شرعيا أدنى إلى الصواب ، وأقرب إلى الحق بغير ارتياب .

وكم سمعنا من يقول مصطلح فقه الواقع ، وهو مصطلح تتصارعه فئتان : الفئة الأولى فئة الدعاة الثوريين السياسيين العاطفيين الحماسيين الذين جعلوا فقه الواقع تتبعا للأخبار السياسية ، ودراية بالأساليب الصحفية ، بين هذا وذاك تثويرا للحماسات وإطلاقا للعواطف الجامحات ، وأما الفئة الثانية فهي فئة أهل العلم الربانيين ، نعم الربانيين أنفسهم الذين فهموا فقه الواقع على تأصيل ذكره الأمام ابن القيم الجوزية في غيرما كتاب من كتبه ، فأولا فقه الواقع : ليس أمرا محصورا في السياسة وذيولها ، إنما فقه الواقع هو طريقة التصور لسائر الأمور ، حتى تكون النتيجة صحيحة وعادلة .

سواء أكانت هذه الأمور سياسية أو شرعية أو حتى مادية دنيوية ، هكذا نفهم معنى فقه الواقع الشرعي ، وهو الذي ذكره اهل العلم في كتب الإصطلاح ضمن قولهم وتأصيلهم وإصطلاحهم بقولهم : ( الحكم على الشيء فرع عن تصوره ) فنقرب بين العبارتين ، ونستلهم المعنى الصواب بين الجملتين والإصطلاحين فنقول :

فقه واقع أي أمر يعيدك على تحديد الموقف الصواب منه ، بينما لو لم تفقه هذا الواقع على وجه الحق فسيكون بعدك عن الصواب بمقدار نقص علمك به وفقهك له ، هذا هو الصواب ، وليس ذاك المعنى الممتلئ بالإثارة والتثوير ، والمضيق في حدود السياسة واهلها ، فليس الأمر كذلك البتة ، أقول هذا مقدمة أخرى بين يدي آية وحديث وأثر وقاعدة فقهية وفتوى لأهل العلم من باب قول الله { لتبيننه للناس ولا تكتمونه } [آل عمران/187] رضي من رضي ، وسخط من سخط ، واتهم من اتهم ، وطعن من طعن ، ونبز من نبز ، فإنما علاقة العبد بربه علاقة علوية ، إنما يكون فيها الصدق هو شعارا وانتصار بغض النظر عمن خالف أو وافق ، فهو قبلته وجه الله ، ونهج فؤاده سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه .

أما الآية فقول الله تبارك وتعالى { وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم } [النساء/83] كلمة المفسرين جميعا في هذه الآية متعلقة بأمرين:
الأمر الأول: أن الأمور العامة تكون من المشكلات التي لا يجوز التوسع بها ، ولا إذاعتها إلا بهذا.
الأمر الثاني وهو : أن يكون ذلك من شأن أهل الإختصاص ، من اهل العلم وهم أهل الإستنباط ، كما قال الإمام الطحاوي ، وكما قال الإمام ابن تيمية وكما قال الإمام الطبري وغيرهم من أهل العلم: ( الأمور العامة في الأمة لا يفتي فيها ولا يعطي الحكم بشأنها إلا أهل العلم الربانيون ، الذين جعلوا قبلتهم كتاب الله ، ومهجة قلوبهم سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ) فهم يريدون للأمة ولا يريدو منها ، يريدون لها الصلاح والإستقامة والسعادة والفلاح ، ولا يريدون منها أي شيء من دنياها أو دنياهم ، في قليل أو في كثير ، هذا هو الأصل الأول والنص الأول فيما نحن بصدد بيانه .

أما الثاني: فهو الحديث المروي في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله - تعالى - عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( العبادة في الهرج كهجرة إليّ ) الهرج : هو القتل والإختلاط والضطراب والفتن ، والناس في الإطار وفي هذا المضمار تطيش قلوبهم ، وتذهل عقولهم ، ولا تطمئن نفوسهم ، فيكون الواحد منهم - والحالة هذه - مع الهمج الرعاع ، ينتشر في الأصقاع ، ليس بواع ولا بمتفهم ، لأن الفتنة صعقته وضربته مما جعله يقع في الذي هو أدنى ، ولا يلتفت إلى ما هو أعلى وأهم ، هذه من إرشادات محمد - صلى الله عليه وسلم - ، رسول الإسلام ، وسيد ولد آدم ، تعليما وتنبيها وإرشادا أن في مواطن الفتنة يجب الإنشغال بالأولى والأعلى الأغلى ، وهو عبادة الرب تبارك وتعالى ، المعبود بحق سبحانه في علاه ، بدلا من الإنشغال بهذه الأمور التي تزيد الواحد بعدا عن الله فتشغله في المفضول مع وجود الفاضل ، تشغله في المفضول وهو الأصعب ، ويترك الفاضل وهو الأيسر ، تشغله في المفضول وهو البعيد عن الشرع ، وتبعده عن الفاضل وهو الذي أمر به الشرع ، العبادة في الهرج كهجرة إليّ ، فلينشغل الناس كلهم وليفعلوا ما يريدون ، وليتجمعوا كما يشاؤون ، وليثوروا كما يثورون ، لا يلفتنك ذلك عن دينك ، وعن منهج كتاب ربك ، وعن سنة نبيك - صلى الله عليه وسلم - ، وهذا وذاك من النص القراني أو الحديث النبوي لا يجعلنا نسوي بين الظلم والعدل ، أو بين الحق والباطل ، وإنما يجعلنا نضبط طريقة تفكيرنا ، وطريقة معالجتنا للأمور ، بدلا من الغوغائية التي لا تنتج إلا البلاء واللئواء ، والمصيبة تلو المصيبة ، فالشرع الحكيم ضبط العقل والقلب واللسان والجوارح ، ضبط ذلك كله بما يتناسب تماما ويتناسق تماما مع الطبيعة البشرية الإنسانية التي خلق الله الناس عليها ، وهو القائل - جل في علاه وعظم في عالي سماه - { ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير } [الملك/14] اللطيف بهم الخبير بما يصلحهم ، فبمقدار بعد أي إنسان عن المنهج الرباني الحق ، بمقدار ما يكون واقعا في الخذلان ، وبمقدار ما يكون متلبسا بالظلم والبهتان - أعاذنا الله وإياكم -.

الشرع الحكيم ضبط بين أمرين قد يظنهما البعض متناقضين وهما في الحقيقة مؤتلفان متناسقان متفقان ، أما الأصل الأول فهو : النهي الشرعي الشديد عن الخروج على الحاكم المسلم ، نتكلم عن الحاكم المسلم ، ولا نتكلم عن الحاكم الذي يحارب الحجاب ، ويحارب الأذان ، ويحارب اللحية ويحارب الإسلام ، نتكلم عم الحاكم المسلم ، ولو أنه خالف شيئا من أمر الله ، ولو أنه تلبس بشيء من الفسوق أو العصيان ، فهذا لا يخرجه من دائرة الملة بإجماع أهل السنة ، هذا هو الإطار الأول ، الإطار الثاني : الذي ظن أنه يعارض هذا الأول أن هذا الحاكم الذي أنت لا تزال تحت حكمه وفي ظل إمرته لا يجب عليك أن تحبه بسبب ما خالف فيه شرع الله ، ولا يكون عدم حبك له بابا للخروج عليه ، أو بابا للتثوير عليه ، وإنما هذا داخل في سياق قول النبي صلى الله عليه وسلم ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ) هذا الأصل الثاني الذي أشرت إليه ، والذي هو متناسق تمام التناسق مع الأصل الأول هو الذي أشار إليه رسول الإسلام عليه الصلاة والسلام ، بقوله وتأملو معي هذا الحديث النبوي الشريف ما أعجبه وما أعظمه وما أجمله وأجله ، يقول صلى الله عليه وسلم ( خير أمرائكم الذين تحبونهم ، ويحبونكم ، وتدعون لهم ، ويدعون لكم ، وشر أمرائكم ... ) مع انهم شر ومع أنكم لا تحبونهم لكن هذا وذاك ما داموا في إطار الإسلام ولو على تقصير وشيء من الفساد ، لكنهم لم يخرجوا من الملة ، ولم يمنعوا الأمة عن الصلاة ، ولم يحاربوا أحكام الإسلام ، وهم متمكنون متغلبون منفذون للأحكام فإنه قال أمرائكم ، فأثبت لهم إمرتهم عليكم ( ... وشر أمرائكم الذين لا تحبونهم ولا يحبونكم ، وتدعون عليهم ويدعون عليكم ) هذه ضوابط الفعل ، كما هي ضوابط القول ، بحيث يكون لكل إطار من هذين الإطارين مساحته ، وبحيث يكون لكل باب من هذين البابين واجهته ، لا أن نخلط ونخلط ، وان يلبس علينا ، ويدلس علينا ، وأن ننساق فوق النعاج بغير أدلة ولا احتجاج ، ولا حجج ولا منهاج ، هذا دأب الهمج الرعاع ، أما نسق أهل السنة والإتباع لطلابي النجاة ، فهم الذين ينضبطون بالأحكام الشرعية ، وبالأصول المرعية وبالقواعد الفقهية ، سواء بسواء .

أما الثالث فهو أثر في الصحيحين عن شقيق عن أسامة بن زيد قال : قيل له ألا تدخل على عثمان فتكلمه ... ) في فترة فيها شيء من الفتن وشيء من المحن وشيء من البلاء ، فتوجه بعض الناس إلى أسامة يسألونه ويطلبون منه أن يتكلم مع الأمير ، وعثمان يومئذ هو الأمير ، حتى ينظر إلى الأمور من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، قيل له ( ... ألا تدخل على عشمان فتكلمه ؟ ماذا كان جوابه : قال أترون أين أكلمه إلا أسمعكم ؟ ... ) يعني لا بد تريدون مني أن لا أكلمه إلا إذا أسمعتكم أو اخبرتكم أو أنبأتكم أو أخرجت لكم تصريحا أو بيانا ، أو إشارة أو تسجيلا ، ثم انظروا ما أجمل التعليل بهذا الوجه الجليل ( ... قال : والله لقد كلمته فيما بيني وبينه من دون أن أفتح أمرا لا أحب أن أكون أول من فتحه ) هذه أخلاق الصحابة هذه أخلاق السلف ، هذه أخلاق خيار الأمة ، هذه أخلاق المؤمنين الأولين ، العالمين العارفين الصابرين .

فأول الأمر آية ، وثانيها حديث ، وثالثها أثر من آثار السلف الصالحين ، ورابعها قاعدة من قواعد الفقه ، وقواعد الفقه تختلف عن قواعد الأصول لأن قواعد الفقه أرفق بشؤون المسلمين العملية الحياتية ، الواقعية العامة ، بينما القواعد الأصولية أقرب ما تكون إلى عقول العلماء وأنظارهم ، في التفهم والإستنباط من النص ، بينما القاعدة الفهية إنما هي مستنبطة أساسا من عموم القواعد الشرعية أو من عموم الأدلة الشرعية ، سواء في كتاب أو في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

فمما اتفق عليه أهل العلم الثقات من القواعد الأساسيات في فهم الشريعة وأصولها المنيعة قولهم : ( درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ) هذه من قواعد الفقه المحررة والمحبرة ، وقد يلتحق بها من مثلها قاعدة اخرى وفي السياق ذاته ، وهي قولهم : ( إن ارتكاب أخف الضررين هو الأصل دفعا لأكبرهما ) أمامنا ضرران لا بد أن نتنفس بأحدهما ، ليس لنا خيار ، فما هو الفعل الحق ، الفعل الحق إرتكاب اخفهما دفعا لأكبرهما وأشدهما .

القاعدة الثالثة في الباب نفسه وانطلاقا من الأصل ذاته قولهم : ( عند تزاحم المصالح تحصل المصلحة الراجحة وتترك المصلحة المرجوحة ) فلننظر الوقع الأليم الذي يكاد يودي بأمن البلاد والعباد ، والذي قد تكون بدايته أمرا هينا ، وكلاما لينا - كما يقولون - نحن نفعل مسيرة سلمية ، أو مظاهرة سلمية ، فإذا بها في أولها كذلك ، وفي آخرها على النقيض من ذلك ، فكيف إذا كانت من أولها على غير ذلك ، وقد تكون في أولها وثانيها وثالها على معنى ذلك، لكن في كل مرة تزداد الحرارة حتى تنطلق الشرارة التي تحرق الأخضر واليابس ، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ، يحسبون أنهم قائمون بالأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، لكن دون التفات لآية ، ودون انتباه لحديث ، ومن غير دراية بآثار السلف ، ودون أن يتأمل في أي من هذه القواعد الفقهية المحررة المعتبرة عند أهل العلم ، لا في قليل ولا في كثير .

قد تكون المصلحة المتوهمة آنيّة النظرة ، لكن المصلحة الراجحة الصحيحة إنما تكون في معرفة المآلات ، وفقه إدراك المآلات فقه من أعظم الفقه وأجله ، وأدقه وأرفعه ، ولا يكاد يدركه إلا الأفراد في كل زمان ومكان ، من العلماء الربانيين ، والأئمة المتفقهين ، الذين ربوا بمنهج الحق ، ولم يقبلوا عنه بدلا .

أما الخامس فهو في فتاوى أهل العلم الربانيين، فأكاد أقول لا أعرف عالما ممن عليهم مدار الفتيا في النوازل من أهل السنة وأصحاب العقيدة الصحيحة في هذا الزمان إلا على الإنكار والتشديد الشديد على هذه المظاهرات والإعتصامات والإضرابات لما عرفوا من كونها أولا أصلا غير شرعي ، وثانيا لما يترتب عليها من فساد للبلاد والعباد ، وإذا يقررون هذا ويأصلونه ، فهم في الوقت نفسه - ونحن معهم وبهم - نأبى الظلم ، ونرفض الضيم ، ولا نقبل الفساد ، لكن { وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون } [الأنعام/153] هكذا المؤمن الحق ، ينظر إلى الخط القويم والصراط المستقيم ، ولو كان أطول مسارا ، وأبعد منالا ، لكن فيه النجاة وفيه النجاح ، وفيه الفلاح ، دنيا واخرى .

فهذه أصول خمسة كلها قائمة على الناحية الشرعية ، والأصول الدينية ، ولما كان الدين إنما هو من ضمن ثمراته ومن ضمن مبادئه ومن ضمن نتائجه إصلاح الدنيا في نواحيها الإجتماعية ، فإنه قد يترتب على أمثال هذه المظاهرات من الفساد الدنيوي الإجتماعي ما الله به عليم .

من ذلك : لو فرضنا أن هذه المظاهرة أو تلك كما يقال في لغة العصر ( مظاهرة نظيفة بنية شريفة ) هل يستطيع أحد أن يأمل أو أن يأمن عفوا أن يأمن إندساس المندسين ، ودخول المخربين الذين لا يريدون للأمة بقاء صفوها ، ولا يريدون لها نقاء صفها ، فيفسدون ليصيبوا طرفين ، جهة الحاكم من طرف ، وجهة هذا المحكوم القائم بهذا الأمر من طرف آخر ، الأمر الثاني ما يترتب عليه من شغب وفوضى ، بما يجعل الامة تكاد تفقد أمانها ، والله عز وجل جعل الأمن من ثمرات الإيمان { الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون } [الأنعام/82] فبقدر ما تضيع من الأمن يكون ثمة ضياع ونقص لك من الإيمان ، وانظروا واعتبروا وتأملوا ما جرى ويجري وما هو جارٍ وواقع من هذا الشغب ومن هذه الفوضى التي عمت وطمت كثيرا من بلاد المسلمين ، ونسال الله ان يجعل العاقبة سليمة ، طيبة خيرة ، وأن يدرأ عنا وعن جميع بلاد المسلمين الفتن والمحن ما ظهر منها وما بطن .

الأمر الثالث : ما تنتجه تلكم الفوضى وما ينتجه ذاك الشغب من تحطيم لممتلكات ، سواء الخاصة والعامة ، إنسان واضع سيارته أمام بيته ، بأي حق تقذفونها أو تحرقوناها ، الإشارات المرورية الخضراء والبرتقالية والحمراء التي تسير بها السيارات ، ما الفائدة من كسرها ومن تحطيمها ، ومن ضربها ، وعلى هذا فقس ، فكيف إذا عرفنا أنه قد يكون هنالك تخريب وحرق لبعض الدور و..و..و.. غيرها من الأماكن .

أيضا من ذلك الإختلاط المحرم بين الرجال والنساء ، فنرى في المظاهرة الرجل والمرأة جنبا إلى جنب ، ورأينا وعجبنا مما رأينا أن النساء في بعض الأحيان هن اللواتي يحركن الرجال ، وهن اللواتي ينطلقن بالهتافات ، بل رأينا أن المرأة تصعد على ظهر الرجل وتلوح وتصيح ، فأي طريقة فاسدة هذه ، و ( إن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته ) كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . هذا فضلا عن استغلال أصحاب الشهوات وما أكثرهم في هذه الأوقات ، من إيقاع ما لا يتخيل في هذه المرأة التي قد تكون أمامه أو بجانبه ، أو حتى فوقه .

وكذلك أيضا من النتائج الفاسدة المفسدة لهذه الأفعال البعيدة عن الشرع ، ضعف عقيدة الولاء والبراء في النفوس ، فنرى المسلم يمشي بجانب الكافر ، الداعية الذي يقول عن نفسه إنه داعية إسلامية يضع يده بيد الشيوعي واليساري والعلماني ، والفاسق والطائع سواء ، هذا ينادي بشعاره ، وهذا ينادي بشعاره ، ولم تجمعهما إلا تلكم الغاية الفاسدة التي ليس من ورائها فائدة إلا إيقاع الأمة بمزيد من البلاء ومزيد من الفتنة ومزيد من الفساد .

ومنها كذلك : ما يحصل نتيجة المواجهة بين الطرفين من قتل وإيذاء وجرح وكسر حتى يكاد ذلك يصيب بعض الأبرياء من المارين ، بعض الأبرياء من الذين ليس لهم صله لا من قريب ولا من بعيد ، فإذا بهم يدخلون في عرس واحد ، وإذا بهم يبتلون بابتلاء واحد ، وإذا بهم يصابون جميعا بمصيبة واحدة ، فضلا عن القتل أو ما أشبه ، وسمعتم بالأمس القريب كيف حرق ذلك الرجل نفسه ، ثم زاد الطيب بلةّ أن اقتدى به مقتدون ، واهتدى بسوء فعله مهتدون ، وهم - والله - ليسوا على هدى في هذا الصنيع الشنيع ، فسمعنا عمن حرق نفسه في مصر ، في السعودية ، في اليمن ، في الجزائر ، في موريتانيا ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .

والإمام الطبري يقول ( لم يأذن الله تبارك وتعالى لأي أحد أن يقتل نفسه أبدا ) وهذا منصوص القرآن العظيم ، الله تعالى يقول { ولا تقتلوا أنفسكم } [النساء/29] ولا يقال الغاية تبرر الوسيلة ، لأن الغاية في الشرع نبيلة ، وكذلك الوسيلة يجب أن تكون نبيلة ، سواء بسواء .

هذه كلمة رأيتُ من الواجبِ أن أذكرَها، ومن الواجبِ أن أبيِّنَها، وأن أتكلَّم حولَها بما فيه ضوابط الشَّرع -بقدْر الاستِطاعة، وبقدرِ ما آتاني اللهُ-سُبحانه-مِن علمٍ بكتابِه، ومعرفةٍ بسُنَّة رسولِه الكريم-صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- على تقصيري وضعفي والله يغفر لي ويسدد أمري.

نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يذهب عنا الفتن ، ما ظهر منها وما بطن ، وأن يولينا خيرنا ، وأن يجعلنا أهلا للسنة ومن أهل السنة ، وأن يجعلنا قائمين بالحق ، هادين إلى الحق ملتزمين بالحق ، إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه ، وصلى لله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ...

__________________

متروي
01-29-2011, 11:31 PM
أما الأصل الأول فهو : النهي الشرعي الشديد عن الخروج على الحاكم المسلم ، نتكلم عن الحاكم المسلم ، ولا نتكلم عن الحاكم الذي يحارب الحجاب ، ويحارب الأذان ، ويحارب اللحية ويحارب الإسلام ، نتكلم عم الحاكم المسلم
فمالفرق بين الذي يحارب الحجاب و بين الذي ينشر العري جهارا نهارا و مالفرق بين الذي يحارب الإسلام وبين الذي يحارب حكم الله و مالفرق بين الذي يحارب اللحية و بين الذي يستحل الربا .
و ما هو تعريف الفتنة ؟؟
و من هم العلماء الربانيون ؟؟
الحق هو كما قال أخي عياض .

نور الدين الدمشقي
01-30-2011, 04:13 AM
استاذي عياض...ما زلت ازداد حبا واحتراما لفهمك واسأل الله ان يزيدك علما وعملا وقبولا.
ايها الاخوان والاخوات...كلما اتسعت ساحة المعارف...تعلم المرؤ المرونة في أمور الخلاف. اعرف بأن النوايا كلها طيبة واننا جميعا في حرقة لنصرة ديننا.
الاخت الفاضلة الكريمة المحترمة مسلمة 84 اهديك هذه:
http://www.youtube.com/watch?v=G0fG9qac2j8

مسلمة84
01-30-2011, 05:58 PM
جزاكم الله خيراً الأخ الفاضل الغريب ..نعوذ بالله من الخذلان ..فعلا ما جاء في الفيديو تقشعر له الأبدان !

لكنا نحن المسلمون أمرنا بالرجوع إلى العلماء ..ولذلك هذا تسجيل لمحدث العصر ، بقية السلف وفي الوقت نفسه فقيه الواقع وفقيه الأوليات ، المحيط علما بالمستجدات التي يعيشها المسلمون في هذا العصر ، الذي كان بين أظهرنا منذ مدة ليست بالطويلة : الإمام الألباني عليه رحمات من الله متواليات في هذا التأصيل المتين ، والتسجيل صوتي (http://www.alathar.net/home/esound/index.php?op=stit&cntid=79691) ، وقد فرغته مع شيء من الاختصار :

السؤال: ماحكم هذه المظاهرات التي يتجمع فيها كثير من الشباب والشابات يخرجون إلى الشوارع مستنكرين لبعض أفعال الطواغيت أو ما يطالب به بعض الأحزاب السياسية ؟

الجواب : أقول وبالله التوفيق الجواب على هذا السؤال يدخل في قاعدة ألا وهي قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي أخرجه أبو داوود في سننه من حديث عبد بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أو من حديث ابن عمر رضي الله عنهما الشك مني ، قال قال رسول الله : " بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله حده لا شريك له وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذل والصغار على من خالف أمري ومن تشبه بقوم فهو منهم " ، الشاهد من هذا الحديث قوله صلى الله عليه وسلم "ومن تشبه بقوم فهو منهم " فتشبه المسلم بالكافر لا يجوز في الاسلام ، وهذا التشبه له مراتب من حيث الحكم ابتداء من التحريم وأنت نازل إلى الكراهة .
وقد فصل القول في ذلك شيخ الاسلام ابن تيمية في كتابه العظيم المسمى اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم تفصيلا لا نجده عند غيره رحمه الله .

وأريد أن أنبه إلى شيء آخر ينبغي على طلاب العلم أن يتنبهوا له وأن لا يظنوا أن التشبيه هو فقط المنهي عنه فقط في الشرع فهناك شيء آخر أدق منه ألا وهو مخالفة الكفار ، التشبه بالكفار أن تفعل فعلهم ، أما مخالفة الكفار فأن تتقصد مخالفتهم فيما يفعلونه حتى لو كان هذا الفعل الصادر منهم فعلا لا يملكون التصرف فيه بخلاف ما فرض عليهم فرضا كونيا كمثل الشيب الذي هو سنة كونية لا يختلف فيه المسلم عن الكافر لأنه ليس في طوعهم ولا في إدراتهم وإنما هي سنة الله تعالى في البشر ولن تجد لسنة الله تبديلاً ، ومع ذلك فقد صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : " إن اليهود والنصارى لا يصبغون شعورهم فخالفوهم "

فقد يشترك المسلم مع الكافر في شيبه وهو مفروض عليهما لا فرق ، ولا تجد مسلما لا يشيب الا ما ندر جدا ، كما أنك لا تجد كذلك كافرا من با أولى ، فيصبح هنا اشتراك في المظهر بين المسلم وبين الكافر في أمر لا يملكانه كما قلنا آنفا ، فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتقصد مخالفة المشريكن في أن نصبغ شعورنا سواء كان الشعر لحية أو شعر رأس لماذا ؟ ليظهر الفرق بين المسلم والكافر ، فمابالكم إذا كان الكافر يتكلف عمل شيء ثم يأتي بعض المسلمين فيفعلون فعلهم ويتأثرون بأعمالهم ، هذا أشد وأنكى من المخالفة لذلك أردت التنبيه قبل أن أمضي فيما أنا في صدده من بيان الجواب ..


فإذا عرفتم الفرق بين التشبه وبين المخالفة حينئذ فالمسلم الصادق في إسلامه يحاول دائماً وأبداً ليس التشبه بالكافر بل يتقصد مخالفة الكافر ، ومن هنا نحن سننَّا وضع الساعة في اليد ، لأن العادة الكافرة وهم الذين اخترعوا هذه الساعة فإنما يضعونها في يسراهم ، فهذا مما استنبطناه من قوله عليه الصلاة السلام : "فخالفوهم"

..وكما يقول شيخ الاسلام في ذلك الكتاب : [ فقوله عليه الصلاة والسلام : فخالفوهم جملة تعليلية تشير إلى أن مخالفة الكفار مقصود للشارع الحكيم حيثما تحققت هذه المخالفة ] ولذلك نجد لهذا تطبيقا في بعض الأحكام الأخرى ولو أنها ليست في حكم الوجوب كمثل قوله عليه الصلاة والسلام : "صلوا في نعالكم وخالفوا اليهود " علماً أن الصلاة في النعال ليست فرضا ، بخلاف إعفاء اللحية فهو فرض يأثم حالقها ، أما الصلاة منتعلا فهو أمر مستحب ، إذا ثابر المسلم وواظب المسلم على إقامة الصلاة دائما وأبدا حافيا وغير منتعل فقد خالف السنة ولم يخالف اليهود المتنطعين في دينهم .

وقد جاء في بعض المعاجم من كتب السنة أن عبد الله بن مسعود رضي كان في جمع فأقيمت الصلاة وكان فيهم صاحبهم أبو موسى الأشعري فقدمه ليصلي بالناس إماما لعلم ابن مسعود بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان معجبا بقراءة أبي موسى هذا رضي الله عنه حيث قال له يوما: " لقد مررت بك البارحة يا أبا موسى فاستعمت لقراءتك " ، فقال عليه الصلاة والسلام " لقد أوتي هذا مزمارا من مزامير دوود عليه السلام" ، اما سمع هذا الثناء أبو موسى من النبي صلى الله عليه وسلم قال : يا رسول الله لو علمت ذلك لحبرته لك تحبيرا ، لمِاَ يعلم ابن مسعود رضي الله عنه رضا النبي صلى الله عليه وسلم عن قراءة أبي موسى قدمه إماما مع أن ابن مسعود ليس دون أبي موسى فضلا في القراءة بل لعله أعلى وأسمى منه في ذلك ، فقد قال النبي صلى فيه :" من أحب أن يقرأ القران غضا طريا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد ".
مع ذلك وهذا في الوقع يعطينا درسيا عمليا نحن المسلمين في آخر الزمان حيث قد نجد صحوة علمية ولكن مع الاساف لا نجد معها صحوة سلوكية أخلاقية ..

الشاهد أن ابن مسعود فيما نرى نحن هو أقرأ من أبي موسى ومع ذلك تواضع مع صاحبه وآثره فقدمه ليصلي به وبالناس الحاضرين إماماً ، الشاهد : وكان منتعلا فخلع نعليه فقال ابن مسعود له مستنكرا أشد الاستنكار : ماهذه اليهودية أفي الواد المقدس أنت ، يشير ألى قوله عليه الصلاة والسلام " صلوا في نعالكم "
إذا عرفتم هاتين الحقيقيتن : النهي عن التشبه من جهة والحض على مخالفة المشركين من جهة أخرى ، حينذاك وجب علينا أن نجتنب كل مظاهر الشرك والكفر مهما كان نوعا مادام انها تمثل تقليدا لهم ، ولكي أن نتحاشا أن يصدق علينا نحن معشر المنتمين إلى العمل بالكتاب والسنة قوله عليه الصلاة والسلام لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا حجر ضب لدخلتموه هذا خبر من النبي صلى الله عليه وسلم يتضمن تحذيرا وذلك لأن هذه الأمة كما قال عليه الصلاة في الحديث الصحيح بل الحديث المتواتر : " لا تزال طائفة من أكمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى تقوم الساعة" وفي رواية حتى "ياتي أمر الله "

إذن قد بشرنا النبي في هذا الحديث الصحيح بأن الأمة لا تزال في خير فحينما ياتي ذلك الإخبار الخطير "لتتبعن سنن من قبلكم "، ولا يعني أن كل فرد من افراد الامة سيتبع سنن الكفار إنما سيكون ذلك في هذه الأمة ، فحينما يقول لتتبعن فهو بمعنى التحذير أي إياكم ان تتبعوا سنن من قبلكم فإنه سيكون فيكم من يفعل ذلك أوقد جاء في رواية أخرى خارج الصحيحين وهي ثابتة عندي يمثّل الرسول عليه الصلاة والسلام فيها تقليد الكفار إلى درجة خطيرة لا يكاد الإنسان يصدّق بها إلا إذا كان صادقا مخلصا ثم الواقع يؤكد ذلك ، قال عليه السلام في تلك الرواية : "حتى لو كان فيهم من يأتي أمه على قارعة الطريق لكان فيكم ذلك " ...


التاريخ العصري اليوم يؤكد أن ما نبأنا النبي صلى الله عليه وسلم من اتباع بعض هذه الأمة لسنن من قبلنا قد تحقق إلى مدى بعيد ومدى بعيد جدا ، وإن كنت أعتقد ان لهذا التتبع بقية ، وقد جاء في بعض الأحاديث الثابتة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : "لا تقوم الساعة حتى يتسافد الناس تسافد الحمير " وهو الفاحشة ..هذا هو منتهى التشبه بالكفار .

إذا علمتم النهي عن التشبه والأمر المخالفة نعود الآن هذه التظاهرات التي كنا نراها باعيننا في زمن فرنسا وهي محتلة لسوريا ونسمع فيها في بلاد أخرى وهذا ما سمعناه الان في الجزائر لكن الجزائر فاقت البلاد الاخرى في هذه الضلالة وفي هذا التشبه لأننا ما كنا نرى الشابات أيضا يشتركن في التظاهرات فهذا تمام التشبه بالكفار والكافرات لأننا نرى في الصور أحيانا وفي الأخبار التي تذاع في التلفاز والراديو ونحو ذلك خروج الألوف المؤلفة من الكفار سواء كانوا أوربيين أو صينيين أو نحو ذلك ، يقولوا في التعبير الشامي وسيعجبكم ذلك : يخرجون نساء ورجالا خليط مليط ..هذا هو تمام التشبه بالكفار أن تخرج الفتيات مع الفتيان يتظاهرون .

أنا أقول شيئا آخر أن هذا التظاهر ظاهرة فيها تقليد للكفار في أساليب استنكارهم لبعض القوانين التي تفرض عليهم من حاكمهم أو إظهارا منهم لرضا بعض تلك الأحكام والقرارات أضيف شيئا آخر ألا وهو : هذه التظاهرات الأوروبية ثم التقليدية من المسلمين ليست وسيلة شرعية لإصلاح الحكم وبالتالي لاصلاح المجتمع من هنا يخطئ كل الجماعات وكل الأحزاب الاسلامية الذين لا يسلكون مسلك النبي صلى الله عليه وسلم في تغيير المجتمع ، لا يكون تغيير المجتمع بنظام اسلامي بالهتافات وبالصيحات وبالتظاهرات ، وإنما يكون ذلك على الصمت وعلى بث العلم بين المسلمين وعلى تربيتهم على هذا الاسلام حتى تؤتي هذه التريبة أكلها ولو بعد زمن بعيد ، فالوسائل التربوية في الشريعة الاسلامية تختلف كل الاختلاف عن الوسائل التربوية في الدول الكافرة ، لهذا أقول باختصار إن التظاهرات التي تقع في بعض البلاد الاسلامية أصلا هذا خروج عن طريق المسلمين وتشبه بالكافرين وقد قال رب العالمين { ومن يشاقق الرسول من بعد تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المومنين -في كل شيء- نوله جهنم وساءت مصيراً}


فتاوى جدة الشريط 12

سليلة الغرباء : بريدك لا يسمح بتلقي الرسائل الخاصة أخيتي ..

طارق منينة
01-30-2011, 06:08 PM
اختنا ان العلامة الالباني الشيخ المحبوب من الامة كلها ليس حجة في امر اجتهادي وهو شيخنا واحب الينا من اكثر اهل الارض لكن ليس عندنا معصوم في مجال الاجتهاد

أمَة الرحمن
01-30-2011, 06:12 PM
يا أختي الغالية! هذا الحديث لا فائدة منه الآن! الثورة وصلت إلى ذروتها و لا مجال أبداً للتراجع.

و ليكن في علمك أن كل علماء السلف في مصر - و كثير منهم من تلاميذ الألباني رحمه الله- يشاركون في هذه اللحظة مع الشعب في الثورة، و منهم الشيخ محمد حسان حفظه الله.

مسلمة84
01-30-2011, 06:17 PM
أستاذنا ..المسائل المهمة والخطوب المدلهمة يقول فيها خاصة الخاصة .

أختاه ..وإن لم يكن هناك مجال للتراجع فلا بأس من التذكير ، ولم لا التغيير بعد الرجوع إلى أهل الذكر طبعا ..

أمَة الرحمن
01-30-2011, 06:22 PM
المسائل المهمة والخطوب المدلهمة يقول فيها خاصة الخاصة .

و هل خاصة الخاصة في نظرك هم العلماء العِظام الألباني و بن عثيمين و بن باز فقط؟!

تلاميذ الألباني السلفيين في مصر -من علماء و طلبة العلم- يمارسون حقهم الشرعي الآن في اختيار الرأي الفقهي الأنسب لهم، فلِمَ تصرين على التشنيع عليهم يا أختي الحبيبة؟!

عياض
01-30-2011, 07:05 PM
أما مسألة خاصة الخاصة فما زلنا ننبه ان المسألة و ما هو أشد منها فيه اختلاف بين خاصة الخاصة...سواء في الأحوال العادية او في المدلهمات..و من يريد نفي هذا الاختلاف و جعل ثلاثة من شيوخ المسلمين هم الحاكمين على كل علماء المسلمين ...فهو اول المبتدعين...

نور الدين الدمشقي
01-30-2011, 10:33 PM
الاخت الطيبة المحترمة مسلمة...زادك الله علما وحرصا واخلاصا.
ما احوج بعض شيوخنا الى حرقة شبابنا ...وما احوج بعض شبابنا الى حكمة شيوخنا وعلم علمائنا مع طول الزمان ...كما مدح الامام الشافعي في صفات طالب العلم.
المظاهرة تشبه بالكفار؟ يا اختي الكريمة هذه الأحكام تدور مع حيثياتها زمانا ومكانا...وكون الشيخ غير موجود الآن ليرى احداث مصر....لا نستطيع تعميم كلامه.
ثم اطلب منك ان تبيني لي ما هو الحد الفاصل والضابط في معرفة ما هو تشبه للكفار...وما هو من باقي الأمور التي يجوز ان يكون بيننا وبينهم تشابها فيه. فهل لبس البنطال والبدلة تشبه بهم؟ ولماذا لا يكون استخدام الكمبيوتر الذين اخترعوه تشبه بهم؟؟؟ ما هو الضابط.
نقطة اخرى ايها الاخوان:
ألا ترون بأن العلماء اذا ارادوا ان يطلقوا فتوى ويطبقوا واقعا على قواعد الشرع ...في بيان حرمة شيء مثل التدخين...رجعوا الى من يثقون به من أهل الطب كي يحكموا على وجود الضرر او عدمه. افلا نقول بأن احكام المظاهرات كذلك مناطة بمكانها وزمانها وحيثياتها وآلياتها ويرجع فيها العلماء الى من يثقون به من اهل السياسة لكي يبنوا عليه فتوى شرعية؟
يعني اليوم نجح التونسيون وها نحن ذا نشاهد نجاح المصريين ...تممه الله... في ازالة ظلم واقع على امة الاسلام. وان كانت هذه المظاهرات يترتب عليها بعض المفاسد...اوليست هي اقل فسادا مما هم عليه منذ ثلاثين سنة؟ اتمنى ان اسمع كذلك من اخي عياض.

مسلمة84
01-30-2011, 11:58 PM
مشاركتي من باب المذاكرة ، ومعذرة على عدم الرد على تشنيعات أو أمور أخرى ..

الأخ الفاضل الغريب ،، جزاكم الله خيراً

لو تتأملون مرة أخرى كلام الشيخ رحمه الله ، يقول إن عدم التشبه بالكفار لا يكفي ، بل تجب المخالفة في كل شيء ، يعني متى استطعت أن تخالفهم وتستغني عن ما لا يختصون به كالأمور الفطرية الخارجة عن الطوع كالشيب ! فضلاً ما يختصون به فعليك إظهار مخالفتهم ، فالمسلم الصادق من يتحرى مخالفتهم فيما لا بأس في موافقتهم فيه إمعاناً في البراء منهم ، فمابالك بشعار من شعاراتهم وهو ما نتحدث عنه الآن " المظاهرات "

ولو رجعنا إلى سبب هذا السؤال وتاريخه ، لوجدنا أنه لا يختلف كثيرا عن ما يحدث الآن ، بل يمكننا أن نقول إن الجزائريين آنذاك كانوا أحق بالخروج والتظاهر لأن إرادتهم التي أفصحوا عنها في الانتخابات بالأغلبية الساحقة لم يؤبه لها ! والشيخ استمر على نصحه لهم بالهدوء و ترك الأساليب الغربية وغير الشرعية عموما مع اختلاف علل عدم شرعيتها (سواء تشبه ، ليس فيها نص ، ورود النهي بخصوصها.. ) حتى لو كان ذلك لتحكيم شرع الله ..

ثم إنكم تقولون :
ألا ترون بأن العلماء اذا ارادوا ان يطلقوا فتوى ويطبقوا واقعا على قواعد الشرع ...في بيان حرمة شيء مثل التدخين...رجعوا الى من يثقون به من أهل الطب كي يحكموا على وجود الضرر او عدمه. افلا نقول بأن احكام المظاهرات كذلك مناطة بمكانها وزمانها وحيثياتها وآلياتها ويرجع فيها العلماء الى من يثقون به من اهل السياسة لكي يبنوا عليه فتوى شرعية؟
يعني اليوم نجح التونسيون وها نحن ذا نشاهد نجاح المصريين ...تممه الله... في ازالة ظلم واقع على امة الاسلام. وان كانت هذه المظاهرات يترتب عليها بعض المفاسد..

كلام صحيح في مجمله ، الفتوى تختلف باختلاف الزمان والمكان ، قد يحلل المحظور عند الضرورة ، وقد نستصلح وسيلة ما قياسا على أصل شرعي مشهود له إذا حققت المقصود أو جلبت مصلحة بشروط ، وقد تحتمل مفاسد في مقابل مصالح أعظم ..وقد ..لكن من يقدّر هذا كله ومن له أهلية النظر فيه ؟؟ أليس المختص ؟
من دعا إلى ما نحن فيه من المختصين ، لا تقولوا الداعية فلان أو علان ، نريد راسخا ، أو مجمع فقهي أو توصية مؤتمر ما .. شيء كهذا مثلا ..

ربما سيقول قائل : ليس هناك من هؤلاء أحد ! فهل هذا يعني أن نستنبط الأحكام بأنفسنا ، يقال في الأصول أن المجتهد إن ضاق وقته واضطر فله أن يقلد !! هذا المجتهد ..فماذا على العامة المقلدين ابتداء ؟ ، ونحن عندنا من فتاوى " خيرة الأمة " على حد تعبير الأستاذ عياض ، وعندنا تجارب سابقة وأسباب مشابهة لهذه النوازل ، لكن من سأل ومن استفصل ؟ زعماء الأحزاب أم العلمانيون ...قادة هذه الثورة ؟
ثم إن أهل السياسة الشرعية هم أهل العلم ، أم السياسة الأخرى فمن السياسة تركها ..

تممه الله ..اللهم آمين

نور الدين الدمشقي
01-31-2011, 12:12 AM
يا اختي الكريمة شرفك الله ورفع قدرك...لم اجد جوابا على الضابط لمعنى المخالفة فضلا عن عدم التشبه. أنا اوافق على ذلك..ولكن اسأل ما ضابط هذا القول...
بالله عليك اجيبيني بوضوح: هل ترين ان ما يحصل في مصر خير وحسن ام انه فتنة وحرام وما كان يجب ان يكون؟
واوافقك على الكلام بالنسبة للرجوع للعلماء والمجامع الفقهية...وازيدك بأن الكثير منهم ومن المجامع افتوا بجواز مثل هذه المظاهرات...فهل غفل كل هؤلاء عن موضوع التشبه بالكفار يا اختاه؟
وفقك الله

متروي
01-31-2011, 12:22 AM
شاهد كلام الشيخ محمد الحسن الددو عن المظاهرات و الإضرابات
http://www.youtube.com/watch?v=yt5K-cydqQQ

عياض
01-31-2011, 12:48 AM
أخت مسلمة ما رأيك في السيد سابق هل هو عندك من الراسخين في العلم ام لا؟؟ المشكلة اننا ان أتيناكم بفقهاء و علماء من طبقة ابن باز و الألباني و غيرهما ستتهمونهما اما انهما من الاخوان او ممن يشايعهم...فنعم سيد سابق هو من خواص أصحاب البنا و لكن هل يخرجه ذلك عن الرسوح في العلم؟؟

مسلمة84
01-31-2011, 12:56 AM
الأخ الفاضل الغريب ، هل أنسخ لك كلام الألباني مرة أخرى ؟ !!

الشيخ أصل وفصل وبين معنى التشبه ومعنى المخالفة ، وبين أن المظاهرات من التشبه لأنها شعار لهم اختصوا بها وهم من استحدثها طريقة للتغيير ، وان المسلم ينبغي أن لا يكتفي بالدرجة الأولى بل أن يجاوزها إلى المخالفة فيما اختصوا به وفيما لم يفعلوا ..

أما مسألة لم يقنعك كلام الشيخ فهذه ليست مشكلتي !
أما رأيي فيما يحدث الآن ، فليس لي رأي إلا ترداد فتاوى العلماء

الغالية أمة الرحمن ، أنا لست أشنع ، انا أذاكر ، وإن كان مقتضى كلام المشائخ التشنيع فهو كذلك !!

أنتم تصبون غضبكم وقلقكم على نقولي لذا أعتقد انها آخر مشاركة لي هنا إن شاء الله .

الأستاذ عياض إن كان لكم فوائد فلسنا في غنىً ، وأعتذر عن الرد إلى وقت قريب إن شاء الله وجزاكم الله خيراً .

واللهم أصلح أحوالنا .

عياض
01-31-2011, 01:07 AM
لا أحد هنا منذ أول الأمر فيما أحسب يشنع على قول المشايخ..لكنك تأتين ما تنهين عنه أختي الكريمة...توردين كلام المشايخ المذكورين و كأنه اجماع لا يعتبر من خالفه..و تقولين انهم وحدهم الراسخين في العلم و وحدهم خاصة الخاصة و بالتالي هم اليهم وحدهم المرجع و هذا افتراء على دين الله ..فآلاف الفقهاء موجودون في أيام هذه النازلة فما ادراك بما افتوا؟؟؟ كثير منهم افتوا في المظاهرات او شاركوا فيها قبل حتى أن يولد الائمة ابن باز و الألباني و العثيمين و قبل حتى ان يتعلموا الفقه...فان كنت تدافعين عن حجتهم فهذا اختيارك و شأنك..و لكن ليس من شأنك و لا حتى من شأنهم تحجير دين الله في ثلاث فقهاء و جعل كلامهم اجماعا و جعلهم الوحيدين في الساحة ...فهذا دينه و ليس دين أحد..هذا الذي كرره لك الاخوان هنا مرة تلو الأخرى...و لا حاجة لايراد اقوال سابق و لا رشيد رضا و لا التلمساني و لا الكتاني و لا السويدي و لا ولا ولا ...لأنه من جهة بلا شك انك لم تسمعي بكثير منهم و فيهم من يسبق ائمتك وا ئمتنا زمنا او علما ...و من جهة فما دمت ترين ان قول أئمتك هو الاجماع الذي لا يحق لأحد ان يصير الى خلافه فلا جدوى...

أبو بسام
01-31-2011, 01:09 AM
المنطق هو الأخ السيامي للإسلام الملتصق به من رأسه حتى قدمه ولكن للأسف قد أعطي أبرة مخدر ولا نعلم متى يصحى
والمنطق هو اللوح الذي رسم الله عليه الدين بشتى الألوان حتى أكتملت الصورة الرائعة وبدون المنطق فالدين مجرد ألوان سائحة على الأرض
والمنطق هو الذي يفرق بيننا وبين برامج كمبيوتر مبرمجة على أقوال وأفعال سابقة ليس لها علاقة بالواقع
والمنطق هو السد الذي يحجب مياه الدين أن تغرق الناس بلا فهم بل يعطيهم الماء هويداً وبالمنطق
ونجد في هذا الزمان من هو متمسك بسين من المشايخة على أساس نظريه فقهية مرجعية مستنبطة من النصوص الصحيحة وهذا جميل جداً ولكن حينما يتعارض مع المنطق فالمنطق هو الأعلى وهو الذي يحكم هذه الأراء الفقهية حينما لا تتماشى مع الواقع حتى لو كان الاستنباط صحيحاً وهذا النظرة الفقهية لبعض علماء الرواتب هي السبب وراء تخلف الأمة تحت أمرة الصبيان في أجساد الكهول
وإذا كان الدعاء مخ العبادة فالمنطق مخ الدين والدليل أن الله عز وجل أمر رسوله بالقراءة في أو كلمة نزلت بالقرآن ولكنها قراءة الواقع والمنطق وليست قراءة الكتب الدليل أن الرسول أمي فكيف يأمره الله بالقراءة وفيه أشارة أن الدين قائم على دعائم المنطق ومتى ماسقطت هذه الدعائم فمهمتنا أن نورث لأجيالنا تراثاً قيماً لكن للأسف منزوعة منه المنطقية وتضل الدائرة تدور ونضل نحن نراوح مكاننا في هذا العالم (تخلف وقمع ) لأن المنطق تبخر من رؤوس مفتيينا ، والله المستعان

أسأل الله للأمة جمعاء الإنعتاق من شي أسمه (حاكم أو رئيس أو ملك)وأن يعجل الله لنا بالخلافة
تحياتي للأحرار بمصر الحبيبة واصلوا جهادكم السلمي والله ينصركم إن شاء الله أخوكم من السعودية أبوبسام

مسلمة84
01-31-2011, 01:30 AM
لم أدع إجماعاً ، هي مجرد نقول انتظرت منكم ما يقابلها فلم أجد إلا ما كان من الأستاذ عياض على قلّته وإجماله !

الأستاذ عياض ،، أنا لم أشنع ولم أحجر شيئا ، أنا دعوت شيء أعتقده حقا وإن لم يكن خلافه باطلا عندي لما كان عندي حقا !

هل المحاورون معنا أو المتظاهرون - أغلبهم - يعرفون أصحاب الأسماء التي ذكرتها ؟ وهل كلهم بنوا قولهم على قول عالم أو حجة راجحة ؟

أنت اخترت أن لا تدعو لما تراه راجحا ، وانا اخترت العكس ..

الرد يكون بالحجج ، وليس بمطالبتي بإيقاف النكير !

وليس هذا مني دعوة إلى مناقشة فقهية لا ! بل أنا أمارس حقي في النقل والنشر ما لا يخالف ذلك قوانين المنتدى !! هذا الشريط جعل لجمع كلام العلماء في الموضوع ، هاتوا ما عندكم إذن ولا تطالبوني بالتوقف ، وإن كنت سأتوقف ..والله المستعان .

متروي
01-31-2011, 01:33 AM
حكم المظاهرات
هذا وقد منع بعض المعاصرين استعمال هذه الوسائل العصرية التي تسمى وسائل الاحتجاج السلمي كالإضراب والاعتصام والمسيرة السلمية مطلقاً ، وقبل أن ننقد هذا الرأي الذي نراه مجانباً للصواب من جهة إطلاقه ، نذكر قاعدة اتفق عليها العلمـاء ، وحاصلها أنه لا يصح في مناهج أهل التحقيق الخوض في الأحكام الشرعية ، قبل تفصيل القول في الألقاب والأسمـاء التي تتعلق بها هذه الأحكام ، وتبيين ما كان منها من مجمل يحتمل عدة معان حتى لا تشتبه الأحكام المختلفة ، لاشتباه معاني متعلقاتها .

فعلى سبيل المثال لفظ المظاهرات ، قد حدث فيه اشتباه بسبب الإجمال ، فهو ربما أطلق وأريد به إثارة الشغب والفوضى والفساد ، وغالب ما يتبادر إلى ذهن العامة هذا المعنى ، ويطلق ويراد به أي صورة من صور التجمهر ولو لم يكن فيه غير الاعتصام في موضع معين ، ويطلق ويراد به اجتماع الناس لسماع الخطب وما يسمى هذه الأيام المهرجان الخطابي ، ويطلق ويراد به ما يسمى المسيرة السلمية وهي أن يخرج الناس يسيرون بأعداد كبيرة للاحتجاج على أمر ما أو المطالبة بأمر ما ، وقد تكون على صورة اتباع جنازة يتعمد متبعوها أن يسار بها علناً لمسافة طويلة ويحشد لاتباعها عدد كبير من المشيعين في رسالة احتجاج تتعلق بحدث اقترن بهذه الجنازة ، وكل هذه الصور قد تحدث بإذن السلطات أو بغير ذلك ، بل قد تكون بأمر السلطات ، وقد تحدث في بلاد الإسلام تحت إمامة شرعية ، وقد لا تكون كذلك ، بل تكون في أرض العدو الذي لا يمكن قتاله بالسلاح كما في فلسطين ، أو في بلاد الكفـار الذين اعتادوا على ذلك وسمحوا به مثل بلاد الغرب .

وقد تصاحبها المنكرات كاختلاط الرجال والنساء لأنها مما لا يمكن السيطرة عليها ، وقد يترتب عليها مفسدة راجحـة ، وقد يحدث الضد ، فيترتب عليها مصالح عظيمة للدعوة .

وبعضها يقصد به إثارة الشغب والفوضى ويستعمل فيها العنف – كما أشرنا- لإسقاط النظام أو إسقاط الثقة به ليؤدي إلى الثورة ضده .

وغالبها يقصد بها استحثاث وسائل الإعلام ، لاستدعاء الرأي العام العالمي أو المحلي لقضية يرى أصحابهــا أنها لا تحظى بالاهتمام المطلوب الذي يتوقع أن يؤدي إلى حلها ، وغالباً ما يحدث هذا النوع في الأنظمة التي تسمح بوسائل الاحتجاج السلمية مثل الكويت ، فقد نصت المادة 44 من دستورها على ذلك صراحة .

والمقصود أن هذه صور مختلفة جداً ولا يجوز البتة في النظر الفقهي الصحيح أن يطلق حكم واحد علــى جميع ما يحتمله اللفظ العام من الصور والمعاني مع اختلاف أحوالها، إذا كان مناط التحريم أو الإباحة يختلف باختلاف تلك الصور .

ولا أريد أن أتعرض هنا لمظاهرات العنف فإن تحريمها ما لم تكن ضد عدو في أرض حرب مثل الأرض المحتلة في فلسطين وما يشبهها ، وما في حكمها مثل الخروج على الحاكم الكافر ، وتحريمها واضح لا يحتاج إلى بيان ، وإنما المقصود مناقشــة من يحرمها مطلقاً وان كانت سلمية مقصدها إعلامي يهدف إلى ممارسة الضغط المعنوي فحسب .

هذا وقد سلك المحرِّمون لهذه الوسائل وإن كانت سلمية يسمح بها النظام ثلاث طرق :

الأولى : دخولها في عموم النصوص المحرمة للتشبه بالكفار .

الثانية : دخولها في عموم النصوص المحرمة للإحداث في الدين لأنها لم توجد في العصر الأول .

الثالثة : الاحتجاج بقاعدة سد الذرائع ، إذ هذه الوسائل ذريعة لوقوع منكر أكبر مما يراد إزالته بها غالبـا ، ومعلوم أن الحكم إنما يعلق على غالب الأحوال لأنه مثار غالب الظن الذي تنبني عليه أحكام الفروع .

أما الطريق الأولى : فالاحتجاج بها ضرب من الغفلة عند أهل التحقيق ذلك أن الوسائل والصناعات والعادات المحضــة ونحوها ، إذا عمت في الناس يفعلها المسلمون والكفار ، ولم تختص بالكفار بحيث تصير شعاراً لهم خاصة دون غيرهم ، فإنها لا تدخل في تحريم التشبه بالكفار إذ لا يتحقق فيها هذا المعنى ، ولا يصدق عليها اللفظ والمبنى .

فالوسائل – ما لم تكن محرمة بعينها أو صارت شعاراً للكفار دون سواهم – فلا بأس من الاستفادة منها في مقاصد الشريعة ، كما أفتى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في النفع الذي يفعله المسلم والكافر كالبناء والخياطة والنسيج والصناعة ونحو ذلك أنه يجوز أخذه من غير المسلم , ينظر الفتاوى 30/206 ، وذكر أنه لهذا أجاز المسلمون استعمال القوس الفارسية بعد فتح فارس في عهد عمر رضي الله عنه لأنهم وجدوها أفضل من العربية ، وكذلك كان الصحابة ومن بعدهـم من المسلمين يلبسون الملابس التي وردت من بلاد الكفار ، وقد استفادوا بعد الفتح بعض التنظيمات الإدارية من الكفار ، ينظـر التفسير الكبير لابن تيميه 7/547 ،548 وينظر أيضاً مجموع الفتاوى 31/85 .

ومعلوم أن الصناعات والتنظيمات الإدارية – على سبيل المثال – التي أنشأها غير المسلمين ، قد تصير وسائل لإنكار المنكر والدعوة إلى الله تعالى ، وفي هذا العصر تداخلت الوسائل الإدارية والمادية التي تنظم شؤون الناس بصورة لم يسبق لها مثيل ، ولا يكاد شيء منها يختص بجنس من البشر حتى يقال أنه من عمل الكفار دون المسلمين ، ولهذا تجد المانعين لمثل هذه الوسائل ( المظاهــرات السلمية ونحوها ) محتجين بأنها تشبه بالكفار لابد أن يتناقضوا تناقضاً بيناً ، فهم يستعملون من الوسائل الحادثة ما لا يعد كثـرة حتى ما ورد في أصله التحريم مثل التصوير ونحو ذلك ويجيزونه في بعض وسائل الدعوة ، بل ما يسمى فن الصحافة إنما نشأ في بلاد الكفار ثم عم في الناس ، وسائر وسائل الإعلام وفنونه التي أضحت اليوم من أهم وسائل الدعوة ، يستعملون هذه الوسائــل الحادثة التي اخترعها غير المسلمين وانتشرت فيهم قبل أن تصل إلى بلاد الإسلام ، ثّمَّ يحرمون وسائل الاحتجاج في العمـل النقابي لأنها من بلاد الكفار فتأمل هذا التناقص العجيب .

فضلاً عن استعمال بعض هؤلاء المتناقضين الذين يحرمون الشيء ، ويبيحون لأنفسهم نظيره ، النظم الإدارية التي أحدثها غير المسلمين ، حتى تنظيماتهم الدعوية وما تستدعي من نظم داخلية ، وبعض هؤلاء المتناقضين يستبيح لنفسه طلب علوم الشرع في بلاد الكفرة وفي جامعات النصارى لِيُزَكُّوُهُ في علم شريعة الإسلام !! وبعضهم لا يرى غضاضة في دراسة الشريعة بنظـام الماجستير والدكتوراه وهو في الأصل نظام أحدثه غير المسلمين ، وغيرهم يرى وجوب دخول البرلمانات التي هي أوروبية المنشـأ ، وغير ذلك من الصور ما لا يحصى ، والصواب أن هذا كله داخل فيما يباح بالبراءة الأصلية ، فإن صار وسيلة لخير أو شر دخل في قاعــدة الوسائل لها حكم المقاصد ، وإنما لم تدخل هذه الوسائل في عموم النهي عن التشبه بالكفار لأنها ليست شعاراً لهم ولا مختصـة بهم ، بل عامة في الناس يفعلها المسلم والكافر في جميع بقاع الأرض وقد صارت من جنس الصناعات ، وما كان مختصاً بهم قـــد يجوز للضرورة أو لارتكاب أخف الضررين أيضاً .

هذا مع أنه لا يسلم البتة – كما سيأتي بيانه بالأدلة والوقائع التاريخية – أن هذه الوسائل الاحتجاجية السلمية لم يعرفهـا المسلمون في تاريخهم ، بل هو خطأ محض لا يقوله من يعرف التاريخ الإسلامي، ولا من تأمل في سنن الحياة ، إذ لا معنى لاختصاص الكفار بأمر يتولد من النظام الاجتماعي نفسه , وتستدعيه نفس طبائع آدم في اجتماعهم .

الطريقة الثانية : التي اعتمد عليها من حرم المظاهرات وغيرها من الوسائل السلمية في الاحتجاج أو التعبير عن الرأي هي دخولها في عموم النصوص الناهية عن الإحداث في الدين لأنها لم تكن في العصر الأول ، ولنا مسلكان في إبطال هذه الطرق :

الأول : إبطال الحجة من رأسها ببيان أن الوسائل العصرية التي يتوصل بها إلى الدعوة وإنكار المنكرات لا تدخل في الإحداث في الدين .

الثاني : بيان أن هذه الوسائل كانت في العصور الأولى بل نص عليها بعض الأئمة ، واشتهرت ولم تنكر ، فدل على أنها ليست محدثة أصلاً .

أما المسلك الأول : فحاصله إن الإحداث في الدين يقصد به عند العلماء التقرب إلى الله تعالى بعبادة لم يشرعها ، وهـي البدع التي عَظُمَ نكِيْرُ السلف على فاعلها والتحذير منها ، حتى عدّوها أشد خطراً من الكبائر ، وهي نوعان : أصلية وهي إحداث عبادة ليست مشروعة أصلاً مثل إقامة المناحات في ذكرى موت الصالحين والمولد ونحو ذلك ، وإضافية مثل تخصيص فضل لمكان أو زمان أو هيئة في عبادة مشروعة في الأصل ، لكن بلا دليل على التخصيص مثل تعيين فضل للدعاء عند قبور الصالحين أو الذكـر الجماعي على هيئة معينة وإن كان الدعاء والذكر مشروعين بالأصل .

أما الوسائل التي يتوصل بها لأداء الواجب المطلق – وهو الذي لم يأت الشرع بتحديد كيفية أدائه على صورة مخصوصة مثل الجهاد وقيام الإمامة بإصلاح شؤون الرعية ، والدعوة إلى الله تعالى ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإحسان إلى الناس وبر الوالدين ونحو ذلك – أو التي تتعلق بالعبادة تعلق الوسائل فحسب ، فلا تدخل في الإحداث في الدين ، لأنها لا يقصد بهــا التقرب بها بخصوصها وإنما تستعمل لأداء الواجب أو غيره من باب الوسائل ، فلو تغير الزمان أو المكان تغيرت ، فهي غير مقصوده لذاتها .

وفي هذا الباب أمثلة كثيرة ، ففي أحكام الأذان مثلاً : استعمال مكبرات الصوت ورفعها على المآذن لإسماع الناس بعد أن علت الدُور وتباعدت واحتيج إلى تبليغ الصوت ، وفي الصلاة : مثل استعمال البوصلة الحديثة لمعرفة القبلة ، وكما وضعت خطوط قوسيّة مؤخراً في المسجد الحرام يستدل بها الذي لا يرى الكعبة على اتجاه القبلة لأنه يجب عليه استقبال عينها في المسجد الحـرام ، وفي الزكاة : حسابها بالوسائل العصرية وإخراجها بها مثل الخصم الحسابي بالأقساط قبل الحول شهريا تيسيراً على مخرجها ، لأنـه يجوز تعجيل إخراجها على الصحيح ، وفي الحج : مثل إنشاء الطابق الثاني في المسجد الحرام للطواف والسعي ورمي الجمرات ، وفي الجهاد : مثل وسائل الجهاد العصرية التي لم تكن على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كوسائل الاستخبارات العسكرية المتطورة والسلاح ، ونظم إدارة الجيوش ومراتب الجند ونحوها للقيام بالجهاد في أكمل صوره .

وفي باب الدعوة إلى الله تعالى : مثل استعمال الإعلام والصحافة واضطرار الدعاة أحياناً إلى استعمال الصــور لإيضاح أحوال المسلمين واستحثاث الناس لإعانتهم ، وفي طلب العلم الشرعي : مثل مسابقات تحفيظ القرآن وغيرها مما يقصد به حــث الناس على العلم الشرعي ، ومثل جعل طلب العلوم الشرعية على نظام الكليات الحديثة والطرق العصرية التي لم تعرف في العصر الأول ، وفي إنكار المنكرات : قد أفتى أجلة العلماء بجواز دخول الدعاة المجالس النيابية في البلاد التي تجعل للشعب سلطـة الرقابة على النظام ومحاسبته وتشرك الشعب في اتخاذ القرارات ، وإنما يتحقق ذلك بالتصويت والانتخابات العصرية ، وكذلك دخــول نقابات العمال واتحادات الطلبة ونحوها ، وكلها وسائل حادثة يقصد بها تحقيق مقاصد الدعوة الإسلامية ، وكذلك الوسائل العصرية في مكافحة الجريمة ، وتتبع المجرمين وكشفهم وهو من باب إنكار المنكر المأمور به شرعاً ويدخل في هذه البصمات اليدوية والوراثية وأحماض الدم وحتى الكلاب البوليسية ، وغيرها من الوسائل الحديثة في مكافحة الجريمة ، ومعلوم أن مكافحة الجريمة من إنكار المنكر ، بل ولاية الدولة كلها إنما المقصود بها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما بينا .
والأمثلة لا تحصى في هذا الباب ، وكل هذه الوسائل لم تكن في العصر الأول ، وكل ذلك لا يدخل في الإحداث في الدين ، ولا يفتي بذلك من يعرف مقاصد الشريعة ولا من يعلم قواعد الفقه وأصوله التي تنبني عليها الأحكام ، ولهذا يفرق العلماء بين ابتداع ذكر على هيئة مخصوصة لم تشرع وبأذكار مخترعة لم ترد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو السماع الصوفي ، ويجعلون كل ذلك بدعة ، وبين استعمال وسيلة السبحة لِعَد الأذكار المشروعة والواردة في السنة ، ولشيخ الإسلام فتوى مشهورة بإباحة السبحة لأنها من باب الوسائل ، وإن كان في ذلك خلاف مشهور لكن المقصود أنه لا ينكر على فاعله ، كما يفرّقون بين الزيادة على ألفاظ الأذان لأنها بدعة ، وبين استعمال المآذن العالية وسيلة لتبليغ الصوت كما في الحرمين فهو مشروع ، ويفرقون بين الزيادة على خطبتي الجمعة خطبة ثالثة أو صلاة الظهر بعدها فهما بدعتان ، وبين جعل المنبر أكثر من ثلاث درجات إن احتيــج إلى ذلك لكثرة الناس فهو مشروع وكذا أن تكون الخطبة بِلُغَةِ المصلين إذا لم يكونوا من العرب فهو مشروع مع أنه لم يفعل علـــى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم .

وحتى في باب الإمامة العظمى ينبغي التفريق بين بدعة توريثها على سبيل المثال ، وبين استعمال وسائـــل أكثر فاعلية لانتخاب وبيعة الإمام وتنظيم سلطات الدولة ، لضمان سلامة أداءها لواجباتها ، فهذه وسائل تتبع حكم مقاصدها ، وتلك - توريث الإمامة العظمى – بدعة لا تجوز إلا لدفع ضرر أكبر كخشية وقوع نزاع يفضي إلى فتنة بين المسلمين وضرب وحدة الأمة .

والمقصود أن الأمثلة لا تحصى والتفريق بين الأمرين :( البدعة المحرمة والوسائل التي لها حكم مقاصدها ) لا بد منه شرعاً وعقلاً ، بل لو حرمت كل وسيلة عصرية يتوصل بها إلى أداء ما أمر الله تعالى به أو ندب إليه ، لكان ذلك من الضلال المبين والجناية على الدين ، بل تحريم هذه الوسائل في حد ذاته بدعة شنيعة .

والقاعدة في هذا الباب أن الوسائل التي يتوصل بها إلى امتثال الشرع لا تمنع لمجرد كونها لم تكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم أو عصر السلف ، لأنها قد لا توجد لعدم المقتضى حينئذ لفعلها في عهده صلى الله عليه وسلم ، إما لأنهــا لم في ذلك الزمان أصلاً ، أو لعدم الحاجة إليها في ذلك العصر , أو لوجود مانع من ذلك , كما قال شيخ الإسلام ابن تيميـــة رحمه الله تعالى : ( وهذا باب واسع بسطناه في غير هذا الموضع وميزنا بين السنة والبدعة وبينا أن السنة هي ما قام الدليل الشرعي عليه بأنه طاعة لله ورسوله ، فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم أو فُعل على زمانه أو لم يفعله ولم يفعل على زمانه لعدم المقتضى حينئذ لفعله أو لوجود المانع منه ) مجموع الفتاوى 21/381 .

وانطلاقاً من هذا الفهم الدقيق استعمل الصحابة وعلى رأسهم عمر رضي الله عنه وسائل لم تكن على زمن التنزيل إن لم يرد فيها نص مانع ، كما أنشأ عمر الدواوين وكما جعل دية قتل الخطأ على أهل الديوان وجعلهم العاقلة بدل العصبة ، وكان فقهه رضي الله عنه قائم على هذا الفهم السديد للشريعة ، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : ( فإن جند الشام كتبوا إلى عمر رضي الله عنه : أنَّا إذا لقينا العدو ورأيناهم قد كفروا – أي : غطوا أسلحتهم بالحرير – وجدنا لذلك رعباً في قلوبنا ، فكتب إليهم عمر : وأنتم فكفروا أسلحتكم كما يكفرون أسلحتهم ) مجموع الفتاوى 28/27 ، ولم يقل عمر إنه تشبه بالكفار ولا قال لم يكن ذلك على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مع أن لبس الحرير قد ورد فيه النهي ، غير أن الفقهاء أجازوه للضـرورة في القتال ولهم قولان في لبسه لإرهاب العدو ، وإنما لم يقل عمر رضي الله ذلك لأنه من باب الوسائل وما كان كذلك لا يكون مــن الإحداث في الدين , كما أنه يباح للمصلحة الراجحة ، كرؤية المخطوبة ونحو ذلك مما عرف مواضعه في الفقه ، وكما جمع الصحابة المصحف ، وكما أمر عثمان بتحريق المصاحف إلا واحداً درء للفتنة .

وكل من جرب القضاء والفُتيا العامة ، وفي النوازل تيقن ما ذكرناه هنا، ولهذا لا يسلــــم من يحرم الوسائل العصرية للاحتجاج الجماعي بحجة أنها محدثة من تناقض أيضاً ، فتجده يجيز ما لا يحصى من وسائل الدعوة وتحصيل العلم والجهاد وغيرها مما لم يكن في العصر الأول فإذا جاء إلى هذه الوسيلة حرمها لأنها لم تكن في العصر الأول فيا للعجب .

وأما المسلك الثاني : فالتاريخ الإسلامي حافل منذ العصور الأولى بشواهد القيام الجماعي لإنكار المنكر ، والعجب كــل العجب ممن ينكر هذا مع استفاضته ، ويَدَّعِى أن السلف لم يفعلوا شيئاً منه ، ومن ذلك :

أن الإمام أحمد رحمه الله كان يفتي بأن يجتمع الناس لإنكار المنكر للتهويل والتشهير بالمنكر وأهله ، فقــد روى الخلال في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عن محمد بن أبي حرب قال : سألت أبا عبدالله عن الرجل يسمع المنكر في دار بعض جيرانه ، قال : يأمره , قلت : فإن لم يقبل ؟ قال : تجمع عليه الجيران وتهول عليه . ص50 .

وروي عن جعفر بن محمد النسائي قال : سمعت أبا عبدالله سئل عن الرجل يمر بالقوم يغنون ؟ قال : إذا ظهر له ، هــم داخل ، قلت : لكن يسمع الصوت يسمع في الطريق ، قال : هذا ظهر عليه أن ينهاهم ، ورأى أن ينكر الطبل يعني إذا سمع حسه ، قيل : مررنا بقوم وقد أشرفوا من علية لهم ، وهم يغنون فجئنا إلى صاحب الخبر فأخبرناه ، فقال : ( لم تكلموا في الموضع الذي سمعتم ؟ فقيل : لا ، قال : كان يعجبني أن تكلموا ، لعل الناس كانوا يجتمعون وكانوا يشهرون ) ص 50/51 .

ومن ذلك ما ذكره ابن الجوزي في المنتظم قال : ( واجتمع في يوم الخميس رابع عشر المحرم خلق كثير مــــن الحربية ، والنصرية ، وشارع دار الرقيق ، وباب البصرة ، والقلائين ، ونهر طابق ، بعد أن أغلقوا دكاكينهم ، وقصـدوا دار الخلافة وبين أيديهم الدعاة والقراء وهم يلعنون أهل الكرخ – أي منكرين لبدعة إظهار شتم الصحابة التي وقعت من أهل الكرخ – واجتمعوا وازدحموا على باب الغربة ، وتكلموا من غير تحفظ في القول فراسلهم الخليفة ببعض الخدم أننا قد أنكرنا ما أنكرتم ، وتقدمنا بأن لا يقع معاودة , فانصرفوا ) 16/94 .

وأما ما وقع من شيخ الإسلام ابن تيمية فكثير جداً ، فمن ذلك :

ما ذكره خادم الشيخ إبراهيم الغياني قال : ( فبلغ الشيخ أن جميع ما ذكر من البدع يتعمدها الناس عند العمود المخلق الذي داخل ( الباب الصغير ) الذي عند ( درب النافدانيين ) فشد عليه وقام واستخار الله في الخروج إلى كسره ، فحدثني أخوه الشيخ الإمام القدوة شرف الدين عبدالله بن تيمية قال : فخرجنا لكسره , فسمع الناس أن الشيخ يخرج لكسر العمود المخلق ، فاجتمع معنا خلق كثير ) ص 10 رسالة بعنوان ناحية من حياة شيخ الإسلام ابن تيمية تحقيق محب الدين الخطيب .

وشواهد التاريخ لا تحصى كثرة ، والعاقل يعلم أن مثل هذه الوسائل السلمية للاحتجاج الجماعي إنما تتولد مــن النظام الاجتماعي نفسه ، ومن كون الإنسان اجتماعياً بطبعه ، يجتمع مع بني جنسه فيما يتفقون عليه فهو أمر لا يخلو منه عصر ، ولا يحتاج إلى فكر، وإنما تدفع إليه الحاجة ، والناس إذا توافقوا تعاونوا ، فالعجب ممن يظن أن هذه الوسائل حادثة ، ومن طرائف الأخبار أن شاباً ممن اعتاد على إلغاء عقله بتقليد حزبه ، ذكر له أن جماعة من الدعاة أقاموا تجمهراً حشد له الناس في خيمة كبيرة بهدف إظهار النكير لإضعاف المنكر ، وسئل هل يجيز هذا الأمر حزبه الذي يحرم التجمهر لأنه في زعمهم تشبه بالكفار ولم يفعله السلف ، قال هذا يجوز لأنه تحت الخيمة ن فقيل له أرأيت لو أزلنا الخيمة وكان ذلك كله في العراء ، قال لا يجوز حينئذ لأنه مظاهرة ، وعش تر ما لم تر !!!

الطريقة الثالثة التي سلكها المانعون لوسائل الاحتجاج السلمي هي :

وهي قاعدة سد الذرائع ، وقالوا إن هذه الوسائل غالباً ما تفضي إلى مفاسد أرجح من المصالح التي تبتغي بها ، وقد علم من دلائل الشريعة الكثيرة حظر ما يفضي إلى المفسدة ، ويكتفى في اعتبار ذلك بغالب الأحوال إذ هي مثار غالب الظن الذي تنبني عليه الأحكام .

وهذا الطريق أسلم حجة استدل بها على المنع ، غير أن المعلوم أن الذرائع تقدر بقدرها لا أكثر من قدرهـا ، ويجب عند العمل بهذه القاعدة ، أن يتوفر أمران :

الأول: العلم بأن الوسيلة هي حقاً ذريعة إلى مفسدة تربو على المصلحة ، لا أن يكون ذلك بناء على الوهم أو ضرب من الوسوسة أو بدافع الخوف النفساني المجرد أو بناء على أحوال يختلف فيها القياس والتمثيل .

الثاني : أن لا يتجاوز بالذريعة قدرها فيؤدي إلى تحريم المباح أو تفويت مصالح شرعية محققة ، فمثلاً إذا كان الاعتصام بغير إذن السلطة يفضي إلى مفسدة راجحة ، فلا يحرم ما كان حقاً مكفولاً بحكم القانون إلا إذا أفض إلى مثل ذلك ، وقس على ذلك .

وعليه ، وبناء على ما سبق ، فإن حكم ما يسمى وسائل الاحتجاج الجماعي من مظاهرات واعتصامـــات وإضرابات ومهرجانات خطابية ومسيرات .....الخ ، أنها تنقسم إلى ثلاثــة أقسام :

القسم الأول : محرمة ، وذلك فيما لو كانت بقصد العنف المحرم – يستثنى ما يقع في أرض عدو محارب كفلسطين وغيرها ما لم يكن الضرر أعظم كما هو الحال في حكم الجهاد – أو كانت سلمية لكن يخشى إفضاؤها إلى عنف لعدم القدرة على السيطرة عليها ، أو كانت سلمية أيضاً لكنها متضمنة لما يمنع شرعاً كاختلاط محرم بين الرجال والنساء ، أو أدت إلى وقوع منكر أكبر ، أو ضرر يصيب المسلمين أو شعائر دينهم كما يفعل الملحدون الروافض في الحرم ، أو ضرر يلحق بالدعوة الإسلامية يربو علــى ما يتحقق بهذه الوسيلة من مصالح ، وغالباً ما تكون كذلك في الأنظمة التي لا تنص قوانينها على حق المواطنين في التعبير عن الاحتجاج بهذه الوسائل العصرية ، وهي في بلادنا الشرقية والعربية خاصة أكثر من غيرها .

القسم الثاني : مباحة ، وهي فيما إذا كانت السلطة تسمح بهذه الوسائل وتنظيمها للاتحادات والنقابات ونحوها فتستعمل للوصول إلى غرض مباح ، مثل زيادة الأجور أو تخفيف ساعات العمل أو الحصول على الحقوق المادية ونحو ذلك ، أو تأمــر بها الدولة لاستحثاث وسائل الإعلام لحماية مصالح مواطنيها في دولة أخرى أو إثارة قضية تخصها مثل الأسرى ونحو ذلك ، فهذه كلها مباحة ما لم تؤد إلى الوقوع في محظور كما في القسم الأول فتمنع .

القسم الثاني : مستحبة – أو واجبة بحسب الحال وما يراد تحقيقه بها - وذلك فيما إذا كان مقصدها مستحباً أو واجباً ، ومن أمثلة هذا النوع أن تكون في أرض العدو للضغط عليه للوصول إلى مصلحة شرعية للمسلمين ، كما كان فيما سمي ( مظاهرات الحجارة ) التي قصد بها الشعب الفلسطيني إثارة الرأي العالمي ضد جرائم اليهود بالمسلمين ، بغية تحريك القضيــة وفضح مكائد اليهود ، ولم يبلغنا أن أحداً من علماء المسلمين حرم تلك المظاهرات ، أو تكون للضغط على المحتل الكافر لإخراجه من البلاد كما كان يفعل المسلمون إبّان الاستعمار الذي عم البلاد الإسلامية ، أو كانت وسيلة للخروج على حاكم يجب الخروج عليه مع القدرة لظهور الكفر البواح ، وهذه فيما يخص مظاهرات العنف ، ويجب أن يراعى فيها أن لا تتعدى إلى الاعتداء على المسلمين أو تؤدي إلى ضرر عليهم راجح على مصالحها .

وأما السلمية فتدخل في هذا القسم إذا كانت في أنظمة تسمح بها وتجعلها حقاً للأفراد عبر منظمات لهم تسمى نقابات أو اتحادات ، فيسمح لهم القانون أن ينظموا إضراباً أو اعتصاماً أو مسيرة سلمية للحصول على مطالبهم فإذا كانت تلك المطالــب شرعية دعوية ، كان لهذه الوسيلة حكم مقصدها ، وهذا – أعني السماح بهذه الوسائل – قد يكون عرفاً سائداً لا قانوناً منصوصاً عليه ، فهذه كلها إذا خلت من محاذير أخرى فهي مستحبة – أو واجبة إذا لم يتم الواجب إلا بها وبحسب مقصدها – ، ولا مانع شرعاً البتة أن تستعمل لتحيق بعض أهداف الدعوة أو إنكار المنكر ، وكل ذلك ما لم تُفْضِ إلى الوقوع في منكر أكبر .

وفي هذا الباب يحصل المسلمون في بلاد الغرب – حيث تنص غالب الدساتير علــى حقوق الشعـوب باستعمال هذه الوسائل - على كثير من حقوقهم ويخففون الأذى عليهم من أعداءهم ، مستغلين هذه الوسائل المسوح بها وإذاعة وسائل الإعلام لها لإيصال صوتهم إلى العالم ، وكل ذلك مشروع ما لم يفض إلى محرم أشد ضرراً .

هذا ، وتحقيق هذه الفتوى على الواقع ، يجتهد فيه أهل كل بلد ممن له أهلية ذلك لأنهم أعرف بأحوالهـم ، ولا عجب أن يفتي بتحريم هذه الوسائل مطلقاً من ينكر وجود سلطة في العالم تسمح لموطنيها بالاحتجاج العلني عليها ، ويقول حتى لو وجدت فلا تلبث أن تبطش بهم ، غير أنه لم يعد خافياً أن وجود مثل هذه القوانين التي تعطي الشعب حق الاعتراض والنقـــد العلني كحرية الصحافة وتنظيم وسائل الاحتجاج الجماعية ونحوها ، إنما يتحقق في الأنظمة التي تقوم علي فصل السلطات ، وفيها تكون السلطـة التنفيذية ما هي إلا سلطة واحدة من الدولة والشعب يشارك فيها بقوة القانون أيضاً ، وتشاركهم في اتخــاذ القرارات – بل هي المخولة أصلاً ـ ولها حق مراقبة الحكومة وتفرض عليها الخضوع للقوانين التي منها حقوق الرعيـــة بالتعبير عن رأيهم ، فحتى لو كرهت السلطة التنفيذية الإنكار عليها فإنها لا تستطيع أن تمنع ذلك وتتجاوز صلاحياتهـا ، حتى ربما استطاع الشعب عبر ممثليه أن يغير السلطة التنفيذية ، ويأتي بغيرها ، وكل ذلك يكثـــر وجوده في حكومات العالم الغربي حيث يعيش المسلمون هناك وربما احتاجوا إلى تلك الوسائل لحماية أنفسهم ودينهم ، وتوجد في بعض البلاد الإسلامية كذلك ، هذا والواجب أن يتعرف المفتي على هذا الواقع حتى يعلم تحقق قاعدة سد الذرائع في البلاد التي أفتى لأهلها بالمنع المطلق أم لا .

هذا ، وإنه لمن المقرر في أحكام الفتوى وآدابها أن لا يقصر المفتي نظره على البلاد التي يعيش فيها فحسـب ، ويرى العالم كله من خلالها ، ويبني الفتوى على ما يراه حوله فقط ، فإن هذا من شأنه أن يجعل الفتوى تأتي بضد مقصودها ، وقد حكيت لبعض أفاضل أهل العلم ما تسمح به البيئة الكويتية – على سبيل المثال – من وسائل لإنكار المنكرات علنية تطال أعلى السلطات وتعد في الكويت كالأعراف المعتادة لكل الناس ، ما صار بهم إلى الدهشة وكأنهم لم يسمعوا بذلك قط ، وقد نبهت إلى وجوب اطلاعهم على أحوال العالم الإسلامي ، قبل تصدير الفتوى لما في ذلك من الأهمية العظمى .

وقلت لهم إننا نعلم أن نظام الحكم الإسلامي قد كفل من وسائل تحقيق العدل ومنع الظلم وكفاية الرعية وحفظ الحقوق ، وإلزام السلطة بواجباتها عبر قنوات شرعية ، ما يجعله نظاماً مميزاً ، وأنه لا يجوز استبداله بالأنظمة الغربية ، غـير أن هذا الأصـل لا يعني أن لا ينظر المفتي إلى واقع الحال وحاجة الناس إلى تخفيف الشر وتحصيل الخير ما أمكن في غياب الإمامة الإسلامية العادلة ، وأن ذلك يختلف باختلاف الأحوال والبلاد والزمان والمكان .

كما ننبه هنا أنه لا يجوز أن نغفل سد ذرائع المنكر، عندما ننظر إلى سد ذرائع الأضرار التي تترتب على إنكار المنكر ، فقد يكون المنكر منكراً إلى درجة يهون معها وقوع الأذى الجزئي في إعلان النكير على فاعليه حتى لو كانت السلطة ، فلا شيء يبيـد النعم كظلم السلطة ، وقد ورد في الحديث ( أخوف ما أخاف عليكم حيف الأئمة ) وفيه ( أخاف على أمتي الأئمة المضلين ) ولهـذا صار أعظم الجهاد الإنكار على جور السلطان ، لأن في استمراره على جوره وقوع الفســــــاد العام ، وإنما تحـل العقوبة الإلهية عند السكوت عنه كما صح في الحديث، كما أن في ترك إظهار الإنكار بالكلية خشية حصول مفاسد جزئية ، اختلاط الحـق بالباطل ، وانقلاب المعروف منكراً ، والمنكر معروفاً ، وخفاء الدين على الناس ، واندراس معالمه ، ولعمــري ، إن هذه المفاسد لا تضاهيها مفسدة ، فينبغي أن ينظر في سد هذه الذريعة أيضاً عند الترجيح ، وقد وجدنا بعض المفتين لا يعير لهذا الجانب، اهتماماً وإنما يتوجه نظره فحسب إلى منع الدعاة من إعلان النكير على شيء خوفاً عليهم ، حتى عمت المنكرات وطمت ، وصـــار ما كان يحذر منه ، قد وقع في أعظم منه ، فهذا باب مهم جداً .

أمَة الرحمن
01-31-2011, 01:38 AM
هي مجرد نقول انتظرت منكم ما يقابلها فلم أجد إلا ما كان من الأستاذ عياض على قلّته وإجماله !

!!!!!!!!!!!!!!!!!!

تفضلي إذن:

http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=16406

عياض
01-31-2011, 01:42 AM
أستاذنا ..المسائل المهمة والخطوب المدلهمة يقول فيها خاصة الخاصة .
هذا ما كنت قلتيه لي يا أختي ..و كأن من خالفك لا يعود الى خاصة الخاصة...فلو اقتصرت على ايراد كلام العلماء و ادلتهم دون التطرق الى وصفهم بأنهم الوحيدون الذين يرجع اليهم في هذه المدلهمات ...لما تكلمت معك..بل لو كان لي رأي لربما ملت الى كلام الأئمة الذين ذكرت..لكن أحب أن لا يهدر الخلاف ...و أكره الحجر و الاستبداد بالرأي..