المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ابن القيم -رحمه الله- يقصف أوكار المعطلة .. بخمسة أسئلة !!



مالك مناع
09-13-2005, 03:30 PM
ابن قيم الجوزية - رحمه الله - يطرح خمسة أسئلة على من ينفي "علو الرب"



--------------------------------


وسل المعطل عن مسائل خمسة
تردي قواعده من الأركان
قل للمعطل هل تقول إلهنا ال
معبود حقا خارج الأذهان
فإذا نفى هذا فذاك معطل
للرب حقا بالغ الكفران
وإذا أقر به فسله ثانياً
أتراه غير جميع ذي الأكوان
فإذا نفى هذا وقال بأن
هو عينها ما ها هنا غيران
فقد ارتدى بالاتحاد مصرحا
بالكفر جاحد ربه الرحمن
حاشا النصارى أن يكونوا مثله
وهم الحمير وعابدوا الصلبان
هم خصصوه بالمسيح وأمه
وأولاء ما صانوه عن حيوان
وإذا أقر بأنه غيـر الورى
عبد ومعبود هما شيئان
فاسأله هل هذا الورى في ذاته
أم ذاته فيه هنا أمران
فإذا أقر بواحد من ذينك ال
أمرين قبَّل خده النصراني
ويقول أهلا بالذي هو مثلنا
خشداشنا وحبيبنا الحقاني
وإذا نفى الأمرين فاسأله
إذا هل ذاته استغنت عن الأكوان
فلذاك قام بنفسه أم قام بال
أعيان كالأعراض والألوان
فإذا أقر وقال بل هو قائم
بالنفس فاسأله وقل ذاتان
بالنفس قائمتان أخبرني هما
مثلان أو ضدان أو غيران
وعلى التقادير الثلاث فإنه
لولا التباين لم يكن شيئان
ضدين أو مثلين أو غيرين كانا
بل هما لا شك متحدان
فلذاك قلنا إنكم باب لمن
بالاتحاد يقول بل بابان
نقطتم لهم وهم خطوا على
نقط لكم كمعلم الصبيان


من قصيدته المشهورة "النونية".

رحمه الله

الجندى
09-13-2005, 03:35 PM
ليتك تضيفها أخى إلى موضوع قصائد فى العقيدة والتوحيد

مالك مناع
09-13-2005, 03:45 PM
لم أنتبه أخي الحبيب إلى هذا الرابط إلا الآن فمعذرةً إليك :emrose:

وعندما تصفحته وجدتها أيضاً هناك فمعذرة أخرى :emrose: :emrose:


كيف أضيفها أخي الحبيب ؟؟ بالنص أم بوضع الرابط هناك؟؟

ولو رأت الإدارة حذف الموضوع ما دام هو موجود في الرابط .. فلا بأس ..

المهم أن تبقى أوكار المعطلة مقصوفة من أسئلة ابن القيم الخمسة!!

بالجندي أو بمالك ..

المهم أن تبقى مقصوفة !

وجزاكم الله خيراً :emrose:

داعية التوحيد
09-14-2005, 03:10 AM
بارك الله فيك اخي مانع واستمر الله يرضى عليك

مالك مناع
09-26-2005, 11:18 AM
لبيان من هم المعطلة الذين قصفهم ابن القيم بأسئلته الخمسة نورد:


طريقة أهل السنة في توحيد أسماء الله وصفاته

ويمكن تلخيصها في ثلاثة أمور رئيسة، هي:

الأول: طريقتهم في الإثبات: وهي إثبات ما أثبته الله لنفسه في كتابه، أو على لسان رسوله { من غير تحريف، ولا تعطيل، ومن غير تكييف، ولا تمثيل، فيؤمنون بأن جميع ما ثبت في النصوص الشرعية من صفات الله تعالى أنها صفات حقيقية تليق بجلال الله تعالى، وأنها لا تماثل صفات المخلوقين. ويؤمنون كذلك بجميع أسماء الله تعالى الثابتة في النصوص الشرعية، ويؤمنون بأن كل اسم يتضمن صفة لله تعالى، فاسم "العزيز" يتضمن صفة العزة لله تعالى، واسم "القوي" يتضمن صفة القوة له سبحانه، وهكذا بقية الأسماء.

وكل ما ثبت لله تعالى من الصفات فهي صفات كمال يحمد عليها، ويثنى بها عليه، وليس فيها نقص بوجه من الوجوه، بل هي ثابتة له على أكمل وجه.

الثاني: طريقتهم في النفي: نفي ما نفاه الله عن نفسه في كتابه، أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من صفات النقص، مع اعتقادهم ثبوت كمال ضد الصفة المنفية عنه جل وعلا.

وكل ما نفاه الله تعالى عن نفسه فهي صفات نقص، تنافي كماله الواجب، فجميع صفات النقص ممتنعة على الله تعالى لوجوب كماله.
وما نفاه الله عن نفسه فالمراد به انتفاء تلك الصفة المنفية وإثبات كمال ضدها، وذلك أن النفي لا يدل على الكمال إلا إذا كان
متضمناً لصفة ثبوتية يحمد عليها، فإن مجرد النفي قد يكون سببه العجز فيكون نقصاً، كما في قول الشاعر:


قبيلة لا يغدرون بذمة
ولا يظلمون الناس حبة خردل

وقد يكون سببه عدم القابلية فلا يقتضي مدحاً، كما لو قلت: الجدار لا يظلم.

إذا تبين هذا فمما نفى الله عن نفسه "الظلم"، والمراد به انتفاء الظلم عن الله مع ثبوت كمال ضده له تعالى، وهو "العدل"، ونفى عن نفسه "اللغوب" وهو التعب والإعياء، والمراد نفي اللغوب مع ثبوت كمال ضده، وهو "القوة"، وهكذا بقية ما نفاه الله تعالى عن نفسه.

الثالث: طريقتهم فيما لم يرد نفيه ولا إثباته مما تنازع الناس فيه، كالجسم، والحيز، والجهة ونحو ذلك، فطريقتهم فيه التوقف في لفظه، فلا يثبتونه ولا ينفونه؛ لعدم وروده، وأما معناه فيستفصلون عنه، فإن أريد به باطل ينزه الله عنه ردوه، وإن أريد به حق لا يمتنع على الله قبلوه.

وهذه الطريقة هي الطريقة الواجبة، وهي القول الوسط بين أهل التعطيل، وأهل التمثيل، وقد دل على وجوبها وصحتها العقل، والسمع:

فأما العقل فوجه دلالته: أن تفصيل القول فيما يجب ويجوز ويمتنع على الله تعالى لايدرك إلا بالسمع؛ لأنه من أمر الغيب الذي لا يحيط به الإنسان علماً فوجب اتباع السمع في ذلك، بإثبات ما أثبته، ونفي ما نفاه، والسكوت عما سكت عنه.

وأما السمع: فمن أدلته قوله تعالى: "ولله الأسماء الحسنى" فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون 180 {الأعراف: 180}، وقوله: ليس كمثله شيء وهو السميع البصير 11 {الشورى: 11}، وقوله: ولا تقف ما ليس لك به علم 36 {الإسراء:36}.

فالآية الأولى: دلت على وجوب الإثبات من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تمثيل، لأن هذه الأمور الثلاثة من الإلحاد.

والآية الثانية: دلت على وجوب نفي التمثيل مع وجوب الإثبات.

والآية الثالثة: دلت على وجوب نفي التكييف، وعلى وجوب التوقف فيما لم يرد إثباته أو نفيه.

ومما ينبغي التنبيه عليه هنا أن أهل السنة والجماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم يؤمنون بأن جميع صفات الله جل وعلا الثابتة في الكتاب والسنة صفات حقيقية، لا مجازية.

وقد نقل الحافظ ابن عبدالبر الأندلسي المالكي المولود سنة (368هـ) إجماع أهل السنة على ذلك ، وذكر غير واحد من المتقدمين إجماع السلف على ذلك، فالسلف يعتقدون أن الظاهر المتبادر من لفظ الصفة معنى حق يليق بجلال الله تعالى، فيثبتون المعنى الذي يدل عليه لفظ الصفة الوارد في الكتاب أو السنة ؛ لأن الله تعالى خاطب عباده في كتابه بلسان عربي مبين، والنبي صلى الله عليه وسلم خاطب أمته بألفاظ عربية صريحة، فوجب إثبات المعنى الحقيقي الذي يدل عليه اللفظ الوارد في القرآن أو السنة في لغة العرب، وهذا هو مقتضى الإيمان بهما ومقتضى الانقياد لما جاء فيهما.

وبهذا يعلم بطلان مذهب المفوضة الذين يقولون: نؤمن بالصفات الواردة في النصوص، لكن لا نثبت المعنى الذي يدل عليه لفظ الصفة، وإنما نفوض علم معناه إلى الله تعالى، وهذا مذهب حادث بعد القرون المفضلة ، والسلف بريئون منه، فقد تواترت الأقوال عن السلف بإثبات معاني الصفات، وتفويضهم الكيفية إلى علم الله عز وجل .

فتبين مما سبق أن عقيدة أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته إجمالاً هي: الإيمان بجميع ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات، وإثباتها له سبحانه على الوجه اللائق بجلاله وعظمته، وعدم التعرض لشيء من ذلك بتحريف أو تعطيل أو تكييف أو تمثيل، ونفي ما نفاه الله تعالى عن نفسه أو نفاه عنه رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، واعتقاد كمال ضده له سبحانه وتعالى، مع اعتقاد أن جميع صفاته تعالى صفات حقيقية لا تماثل صفات المخلوقين.

والتحريف معناه: تغيير النص لفظاً، أو معنيً، والتغيير اللفظي قد يتغير معه المعنى، وقد لا يتغير. فهذه ثلاثة أقسام:

1- تحريف لفظي يتغير معه المعنى: كتحريف بعضهم قوله تعالى: وكلم الله موسى" تكليما 164 {النساء: 164}بنصب لفظ الجلالة ليكون التكليم من موسى (9).

2- وتحريف لفظي لا يتغير معه المعنى: كفتح الدال من قوله تعالى: الحمد لله رب العالمين 2 {الفاتحة: 2}، وهذا في الغالب لا يقع إلا من جاهل؛ إذ ليس فيه غرض مقصود لفاعله غالباً.

3- تحريف معنوي: وهو صرف اللفظ عن ظاهره بلا دليل، كتحريف معنى اليدين المضافتين إلى الله إلى القوة أو النعمة، وتحريف معنى الاستواء إلى الاستيلاء، وتحريف معنى الضحك إلى الثواب، وغير ذلك، كما فعل الأشاعرة وغيرهم. وهذا من الإلحاد في أسماء الله وآياته، فيتأولون نصوص الصفات على غير تأويلها، ويدعون فيها صرف اللفظ عن الاحتمال الراجح إلى الاحتمال المرجوح بغير دليل، سوى آرائهم الكاسدة وشبههم الفاسدة التي ظنوها بينات، وإنما هي في واقع الأمر جهالات وضلالات، فتأويلهم لنصوص الصفات حقيقته تحريف لكلام الله وكلام رسوله عن مواضعه، وكذب وافتراء على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم ، فإن التأويل الصحيح هو الذي يوافق ما جاء في الكتاب والسنة، وما خالف ذلك باطل، فإن كل تأويل لم يدل عليه دليل من السياق ولا معه قرينة تقتضيه فهذا لا يقصده الهادي المبين بكلامه؛ إذ لو قصده لحفَّ به قرائن تدل على المعنى المخالف لظاهره حتى لا يوقع السامع في اللبس والخطأ، فإن الله أنزل كلامه بياناً وهدى، فإذا أراد به خلاف ظاهره ولم يلحق به قرائن تدل على المعنى الذي يتبادر غيره إلى فهم كل أحد لم يكن بياناً ولا هدى. فالتأويل إخبار بمراد المتكلم لا إنشاء فإذا قيل: "معنى اللفظ كذا وكذا" كان إخباراً بالذي عنى المتكلم وأراده بكلامه، فإن لم يكن الخبر مطابقاً كان كذباً عليه.


والتعطيل معناه: إنكار ما يجب لله تعالى من الأسماء والصفات، أو إنكار بعضها.
فهو نوعان:
1- تعطيل كلي: كتعطيل الجهمية الذين ينكرون الأسماء والصفات.

2- تعطيل جزئي: كتعطيل الأشعرية الذين ينكرون بعض الصفات ويؤولونها، ويثبتون بعض الصفات.

وأول من عرف بالتعطيل من هذه الأمة هو الجعد بن درهم، وكل من جاء بعده من المعطلة فهو مقلد له متأس به في كل ما جاء به من التعطيل أو في بعضه.

والتكييف معناه: حكاية كيفية الصفة، كقول القائل: كيفية يد الله كذا وكذا، وكيفية نزوله إلى السماء الدنيا كذا وكذا.
وقد يقيد أو يقرن هذه الكيفية بمماثل فيقول مثلاً: نزول الله تعالى كيفيته كنزول المطر - تعالى الله عن ذلك - فيجمع بين التكييف والتمثيل.

ومعنى التمثيل: إثبات مثيل للشيء، كأن يقول: يد الله مثل يد الإنسان، تعالى الله عن ذلك .


والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ..