المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أحداث مصر: آلام وآمال



هشام بن الزبير
01-31-2011, 12:37 AM
أيها الأحبة, إن الأحداث الجارية بمصر وقبلها بتونس, توالت كالطوفان الهادر, واختلف أهل الإسلام في حكمهم عليها, وفي الترجيح بين مفاسدها ومصالحها. وإني أحببت أن أذكر بعض ما خطر لي من الفوائد التي حصلت فعلا أو يرتجى حصولها بسبب هذا الزلزال العجيب, وحبذا لو أضاف كل منكم ما يظهر له:
- شباب الأمة ينبض بالحياة والعزم والإيمان رغم عقود من التغريب والتعليم العلماني.
- هذا الشباب لم ينتظر حزبا ولا جماعة ولا مؤسسة, بل أخذ زمام المبادرة بنفسه.
- كما أنه صمد أمام طوفان جارف من الإغراء وتزيين الباطل والفواحش باسم الفن والثقافة ومواكبة العصر.
- ثم إنه جمع بين إتقانه لاستعمال وسائل الإتصال الحديثة وبين قدر من الإرتباط بدينه والتطلع للتحرر من الظلم.
- أثبتت الأحداث أن القبضة الأمنية للأنظمة المتجبرة لا تنجح في سوق الناس وإذلالهم بقدر ما يصنع الترهيب والتخويف ذلك, لذلك لما خلع الناس لباس الخوف, انكسر نظام القمع.
- أثبتت الأحداث أن الشعب المسلم يتحلى بقدر عال من المسئولية ومن مكارم الأخلاق حيث تولى الناس أمورهم بأنفسهم
و ذاذوا عن ديارهم وأموالهم وأعراضهم.
- كما تبين أن الأمة ,رغم تشتيت العلمانيين لها وتقطيعهم لأوصالها واختلاقهم للخلافات بين أبنائها, لا تزال تشعر أنها جسد واحد, كما رأينا من تفاعل المسلمين من كل الأقطار مع ما يجري.
- كما ظهر الوجه القبيح للحكام المتجبرين الذي يقتلون وينهبون ويستعينون بالمجرمين والمفسدين في الأرض.
- وظهر أن الشرطة هي راعية الجريمة وليست من يحاربها.
- وظهر أن هذه الحكومات ليست عميلة فقط, بل إن العدو يحرص عليها كما يحرص أحدنا على بيته وأهله, فالقوم بعضهم أولياء بعض, ينصرون بعضهم بعضا, ويلجئون إلى بعضهم بعضا في الملمات.
- ظهر أن المساجد في ديار الإسلام لا تزال بمنزلة القلب من الجسد, رغم أن الطغاة قد أثقلوها بالقيود طيلة عهود.
- ظهر أن الغرب يشعر بالرعب من رجوع المسلمين إلى الإحتكام إلى دينهم.
- ظهر خطأ من يعتقد أن الحرب التي تدور رحاها منذ سنوات, حرب على فئة متطرفة من المسلمين, فإن أهل الإسلام ما سلكوا سبيلا لإسترداد عزتهم إلا حوربوا ونكل بهم, وبيان ذلك أن بعضهم سلك سبيل السياسة والإنتخابات, وبعضهم حمل السلاح, وهؤلاء الشباب خرجوا عزّلا لا يحملون إلا إيمانهم, يهتفون بحلمهم بالحرية, فكان نصيب الجميع التقتيل والتنكيل.
-ومن هذا يظهر أن العدو الكافر لا يريد لنا إلا حالا واحدة: حال الذل والعبودية تحت قهر أوليائه من العلمانيين من بني جلدتنا. فماذا نحن فاعلون؟
- ظهر من الأحداث أن وسائل الإعلام سلاح فتاك, فبها يسعى العدو اليوم لخداع المسلمين والكفار على حد سواء, فيثبطوننا ويرهبون العجم منا.
- كما ظهر نفاق وكذب الغرب بما لا مزيد عليه, فعلى العقلاء ألا ينخدعوا بعدها بأي شعار غربي مهما كان.
- وظهر أن الغرب قد أفلس أخلاقيا وسياسيا, حتى إن قادته يتخبطون في تعاملهم مع ما يجري.
- كما ظهر أن كلام المحللين والخبراء والدول لا قيمة ولا حقيقة له, فإن الأمة إذا أرادت النهوض, فلن يوقفها أحد بإذن الله.
- الشباب تحرك بطريقة فطرية, لكن أثر العلماء والدعاة لا يخفى, لهذا ركز الإعلام الغربي على صور المصلين الذين يفترشون الطرقات.
- هذه الأحداث تعطي للأمة جرعة من الأمل, خصوصا بعد مأساة العراق والمؤامرة الدنيئة للكفار على السودان, فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا فاذلهم الله في تونس وفي مصر أتم الله لنا فيهما النصر.
- الشباب وضع رؤوس الغرب في مأزق لا يدرون منه مخرجا: فإن هم نصروا الطاغية, بان كذبهم, وإن هم نصروا الشعوب الثائرة, ذهب سلطانهم.
- أثبتت الأحداث أن العلمانيين مجرد أصوات عالية وتصريحات صحافية, وأن لا وجود حقيقي لهم في أوساط الناس بخلاف أهل الإسلام, فإن أثرهم باد في كل بيت.
- أخشى ما يخشاه الغرب أن تنتقل العدوى إلى البلاد المسلمة الأخرى, فيسقط عملاؤهم.
- وقد خطر لي مثال أفسر به سرعة انتقال عدوى ثورة شباب تونس إلى مصر وهو: يشبه الأمر قوما يطاردهم العدو من خلفهم, يقتّلهم وينكل بهم, حتى اضطرهم إلى نهر هادر, وكلما حاول منهم أفراد أن ينجوا بعبور ذلك النهر غرقوا, فتهيب من خلفهم من اقتحامه, وظلوا على ذلك زمانا, حتى قيض الله لهم فتيانا ذوي عزم وحزم اقتحموا اللجة, وبلغوا بر الأمان, فلما أبصرهم من خلفهم قويت بذلك قلوبهم, فسرعان ما تتابعوا جميعهم يقطعون النهر وينجون من عدوهم....

أمَة الرحمن
01-31-2011, 12:45 AM
أثبتت الأحداث أن القبضة الأمنية للأنظمة المتجبرة لا تنجح في سوق الناس وإذلالهم بقدر ما يصنع الترهيب والتخويف ذلك, لذلك لما خلع الناس لباس الخوف, انكسر نظام القمع.

صدقت و رب الكعبة.

المصيبة أن معارضي الثورة لا يستوعبون أنه لو تراجع المصريون الآن فسيعودون إلى نفس حالة الخوف و الضعف و الذل و الخزي التي قيّدتهم طوال عقود طويلة.

مفاسد التراجع عن الثورة الآن أضعاف مفاسد الإستمرار فيها.

هشام بن الزبير
01-31-2011, 07:41 PM
بارك الله فيك أمة الرحمن,

استأنف ما بدأت به, وأدعو من أحب أن يشاركني, فأقول ومن العبر مما يجري:

- أن الحدود والسدود القائمة بين أبناء الأمة لا حقيقة لها, فإذا زال الطواغيت الجاثمون على صدورنا زالت معهم حدودهم وعادت أمة الإسلام جسدا واحدا.
- وأن مطلب الأمة هو الإسلام لا سواه من المذاهب البشرية, لهذا يشعر العدو وأولياؤه بالرعب والحيرة, ولن يكتحلوا بنوم حتى يجهضوا هذه الهبة المباركة والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
- وأن تفتيت الأمة لم يجر يوما بيد النصارى أو اليهود, فهم أحقر من ذلك, بل بأيدي أوليائهم من المنافقين من بني جلدتنا, لهذا تراهم يستميتون في الدفاع عن هاته الرمّة النتنة التي غدت كالفزاعة, فالأبعد ينخره المرض والهرم ثم لا يستقيل من خدمة أسياده من اليهود.
- وأن الذي جرى نذير شؤم على اليهود لأن الأقصى على مرمى حجر من أبناء الكنانة, فمهما تمادى أحفاد القرود في الخيالات والأحلام, فلن يظفروا ,إن شاء الله, بأفجر وأعتى وأظلم من هذا الطاغية عجل الله هلاكه.
- وأن الأمة التي تفنن أبناؤها فضلا عن أعدائها في التنقيص منها ونعتها بأبشع النعوت, لم تتقاتل ولم يفن بعضها بعضا, لغياب الشرط والحرس, بل إن الذي حصل عكس ذلك, فأعوان الظلمة شرعوا في بث الفتنة, وأبناء الأمة أخذوا زمام الأمر وحفظوا الأنفس والأموال والأعراض.
- وأن لن ينصح أحد على وجه البسيطة لهذه الأمة خلا أبنائها, فهذا الذي يحصل فتح بكل المقاييس, ففي تونس من قبل وفي مصر الآن, شهدنا, ولله الحمد, أول خطوة من خطوات العزم والحزم والشهامة, رجال كفروا بأوهام الشرعية الدولية, والسلام الدولي, وأممهم المتحدة, وما أشبه ذلك من الخيالات التي فعلت في الأمة فعل الحشيش عقودا متطاولة.
- وأن أهل الإسلام قوم لا يعرفون اليأس, فإن الذي أصابهم منذ سقوط الخلافة كفيل بمحق كل أمة سواهم, فسبحان من ألهمهم الصبر.
- وأن الخلاف بين المشايخ والدعاة ورجال الإسلام في مسائل السياسة الشرعية, ينبغي أن يظل في دائرة الخلاف السائغ, فإن فضل أهل العلم لا ينكر, فالحذر من بخسهم حقهم, فإن لهم أياما قادمة, سيعلم فيها عامة المسلمين فضلهم وسبقهم.
- وأن الأمة يجب أن تشق من الآن طريقها متوكلة على ربها, فلو تم هذا الأمر, فلْيعلم أهل الأرض أن لا فضل لأحد منهم علينا, فيمنّ علينا بديمقراطيته أو شرعيته, بل نتشاور ونتناصح ونعزم ونتوكل على الله ربنا.
- وأن الوسائل الحديثة التي سعى المنافقون لحربنا بها, كانت بفضل الله آلة من آلات النصر.
- وأن الدعاء من أنكى الأسلحة في العدو, فمهما نظرنا في جهود من قاموا لتغيير الظلم العظيم القائم في بلادهم, فإننا نوقن أن ربنا استجاب لدعاء المظلومين والمعذبين والأسارى الذين نكل بهم الطاغية الفاجر.
- وأن الليل مهما طال فإن الله جعل نور الفجر له ناسخا, فأبشروا يا أهل الإسلام وأصدقوا الله يصدقكم....

هشام بن الزبير
01-31-2011, 09:59 PM
- ومما قد يستفاد من الأحداث أن الوصول نحو دولة الإسلام محفوف بالمخاطر والمؤامرات الشيطانية التي يحيكها الأعداء ليل نهار.
- كما أنه لا يشترط أن تكون الحركة إسلامية المنشإ والشعارات حتى يتم السير نحو هذه الغاية, فالشعوب مسلمة ولله الحمد, فكلما تحررت من عبودية الطغاة, كلما أتيح لها أن تعود إلى شريعة ربها.
- الغرب والأنظمة الدائرة في فلكه كانت تركز على نشر الإباحية والرذيلة بين العامة, وعلى التنكيل بالخاصة من أبناء الأمة, لهذا كانت قومة جماهير المسلمين لدحر الظلم أمرا محيرا لساسة العالم, فالمفروض أن هذه الشعوب قد روضت تمام الترويض, فما الذي جرى يا ترى؟
- من أعظم المصائب أن يكون عامة الأمة بهذه القوة وهذا التصميم, ثم لا يقوم من الخاصة من يقود السفينة حتى تجني الأمة الثمار, أم أن شيئا ما فاتني؟ فإن كان الأمر كما يبدو من غياب من يقود هذه الحركة المباركة من أهل العلم والفضل, فإن هذا مما لا نكاد نجد له تفسيرا....

هشام بن الزبير
01-31-2011, 10:08 PM
معذرة للتطويل, لكن الوقائع المتتالية تدع أحدنا عاجزا, لا يدري كيف ينصر إخوانه, فعسى أن نكتب كلمة ينفع الله بها نفسا مسلمة ويكتب الله لنا بها الرضوان.
- ربما أفادتنا الأحداث أن على المشايخ وطلبة العلم أن يفتحوا من الآن باب النظر والإجتهاد في مسائل السياسة الشرعية وأحكام الراعي والرعية, وأحكام الولاية والعزل, وبيان حكم من يسفك دماء المسلمين وينهب أموالهم وينتهك أعراضهم, ثم هو مع ذلك موال للعدو...

هشام بن الزبير
01-31-2011, 10:19 PM
- قال العلماء: بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين, وخطة العدو الآن المراهنة على قلة صبر المسلمين, إنهم يترقبون فراغ صبرهم, لهذا وجب تذكير إخواننا بفضل الصبر وما يرجى منه من الثواب دنيا وأخرى.
- ينبغي تذكير إخواننا بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم الذي رمته العرب عن قوس واحدة ثم نصره الله لإستعصامه بالقرآن العزيز, فإن أهل الأرض اليوم قد خذلوا إخواننا في مصر, فنسأل الله أن يثبتهم وأن يلهمهم رشدهم.
- ينبغي توثيق كل ما جرى, فقد رأينا أن طاغية مصر سلك نفس السبل الشيطانية التي سلكها قبله شين العابثين, من تقتيل ونهب وترويع وحرق للمباني والمستشفيات واستغلال لسيارات الإسعاف لغرض الإجرام, ونشر الشائعات وغير ذلك.
- فإن هذا كله لو دون وثق سينفع من شاء الله من عباده, لو ابتلي بمثل ما يجري الآن....

هشام بن الزبير
01-31-2011, 10:25 PM
- اثبتت الأحداث وزن أمة الإسلام ورهبة العدو من نهوضها, فإن الغرب كله يترقب ويتوجس خيفة من تمام هذا الأمر, وهذا يدل على أنهم لا يعولون كثيرا على الضعف الحالي للمسلمين, لأنهم يعلمون أنه ضعف طارئ سرعان ما يزول إن زالت أسبابه, ومن أعظمها حكام الجور الذين هم غلمانه وحلفاؤه.
- لا يختلف كثير من حكام بلاد الإسلام عن طاغية مصر, لذا لا تسمع منهم إلا همسا, بل إن بعضهم صرح باستنكاره لما يجري, دون أن يذكر المئات من القتلى والجرحى الذي نُكّل بهم ظلما وعدوانا...

هشام بن الزبير
01-31-2011, 10:29 PM
- من آيات الله فيما يجري أن عيون العدو وآذانه لم يشعروا بهذا الأمر كيف تم, ولم يفهموا كيف حدث طفرة واحدة, لم يكد أحد يرى مقدماتها, فساسة اليهود قالوا بعد أحداث تونس في ثقة, إن مصر مختلفة, إن مصر مستقرة, وهم الآن يتجرعون الغصص, ويضربون أخماسا في أسداس, ويتوقعون أياما سوداء, لسقوط حليفهم الأكبر, ويدهم اليمنى, وخادمهم المطيع.

هشام بن الزبير
01-31-2011, 10:39 PM
- بينت الأحداث الجارية, أن حرص العدو على استعباد أهل مصر, سببه استقراء التاريخ ومعرفتهم بما لهذا القطر من وزن في أرض الإسلام, لهذا فمن لطف الله وتدبيره أن تبدأ هذه الأحداث في تونس ثم تنتقل إلى مصر.
- كما تبين أن دويلة اليهود عجل الله انفراطها لن تطيب لها الحياة إلى جنب دولة مصرية ذات سلطان ومنعة....

هشام بن الزبير
01-31-2011, 10:44 PM
- بينت الأحداث أن الشباب المسلم في غاية الحزم والعزم والفطنة: فقد نظموا احتجاجهم, وحموا أهليهم وأنفسهم, وقاموا بنقل الأخبار وتصميم المواقع وتدبير كل ما يخدم غايتهم, أوليس هؤلاء أحرى بالقيادة من قوم يسخرون المجرمين وقطاع الطرق لترويع الآمنين؟ ....

هشام بن الزبير
01-31-2011, 10:49 PM
- مما يجدر التنبيه إليه أيضا أن من لم يكن مع إخوانه بنفسه, فلا أقل من أن يؤازرهم بما يستطيع:
- فيخلص لهم في الدعاء ويتحرى أوقات الإجابة والأماكن الفاضلة.
- وينصح لهم بقلبه ولسانه.
- ويستعمل في ذلك كل الوسائل المشروعة, من وسائل اتصالات وصحف ومجلات وملصقات...
- ويسعى في ردم هوة الخلاف كلما وجدت: خصوصا حين تثار قضية غياب كثير من المشايخ والدعاة, فيلتمس لهم العذر ويذكر إخوانه أن هذا إن شاء الله مما يجب تأجيل النظر فيه ريثما تنجلي هذه الغمة, توفيرا للجهد وتقوية للصف....

هشام بن الزبير
01-31-2011, 10:53 PM
- كما يجب الحذر من النصارى أشد الحذر, فطغيانهم كان من أسباب تطور الأحداث إلى ما نرى, فلا بد من مراقبة ما يكون منهم فإنهم لا يألوننا خبالا وودوا ما عنتنا.
- كما يجب الحذر من الإشاعات والتثبيط فإن هذا من أشد الأسلحة فتكا, وقد بين لنا ربنا في سورة الحجرات موقف المسلم من الأخبار ومنهجه في تلقيها...

هشام بن الزبير
01-31-2011, 10:58 PM
- كما ينبغي استثمار الأحداث في بث روح الثقة في الله ورجاء ما عنده في الأمة, وتذكيرها بعزتها وبأن النصر حليفها مهما طال الزمن, فالناس أحوج إلى هذا كله في زمان الفتن والإضطرابات...

هشام بن الزبير
01-31-2011, 11:03 PM
- ومما قد يستفاد من هذه الأحداث أن الأمة ينبغي أن تعود إلى ربط العلم بالعمل, فإن أعظم ما ابتلينا به, الإنفصام الشديد بين عقيدتنا وعملنا, بين شريعتنا وحياتنا, فلا بد من ربط العلم بالعمل, وقرن الإيمان بالجهد, فإن هذا الشباب ما خرج إلا لشعوره بالخذلان, فقد خذله أهل السياسة والإقتصاد, فكان ما رأينا...

هشام بن الزبير
01-31-2011, 11:08 PM
- من العلم النافع في مثل هاته المواقف التذكير بالبشارات الربانية لمن اتقى الله وصبر على طاعته, فنبينا صلى الله عليه وسلم بشر أصحابه بأعظم بشارات النصر والتمكين وهم في أشد أحوال الإستضعاف, كم روى اصحاب السير في غزوة الخندق.
ومن ذلك قوله بأبي هو وأمي "لسراقة بن مالك كيف بك إذا لبست سوارى كسرى قال فلما أتى عمر بسوارى كسرى ومنطقته وتاجه دعا سراقة بن مالك فألبسه إياهما وكان سراقة رجلا أزب كثير شعر الساعدين وقال له ارفع يديك فقال الله أكبر الحمد لله الذي سلبهما كسرى ابن هرمز الذي كان يقول أنا رب الناس وألبسهما سراقة بن مالك بن جعشم أعرابي رجل من بني مدلج ورفع بها عمر صوته." رواه ابن عبد البر في الإصابة.
...

هشام بن الزبير
01-31-2011, 11:21 PM
- من قارن اهتمامات شباب مصر هاته الأيام باهتمامات شباب أمريكا وأوربا, علم عظيم الفرق بيننا وبينهم, وعلم أننا نملك المقومات لنقيم دولة الإسلام من جديد, نفس الأمر يقال لو نظرنا إلى نشاط الشباب المسلم على الإنترنت, فإنهم حقا شامة بين أقرانهم.
- وقد أشادت كثير من صحف الغرب برقي هذا الشباب وبنضجه, فلا بد لنا أن نشجعه بالكلمة الطيبة وبالنصيحة الحكيمة, فإنا ضيعنا كثيرا من الفرص لتقصيرنا في مؤازرة بعضنا بعضا, ولسكوتنا عن تشجيع المحسن وعن تنبيه المخطئ, ألم يقل نبينا صلى الله عليه وسلم: "نعم الرجل عبد الله لو كان يقوم من الليل."؟ رواه البخاري.

هشام بن الزبير
01-31-2011, 11:26 PM
- ومن حكمة هؤلاء الشباب وفطنتهم, أنهم أحسنوا التصرف أول نزول الجيش, فعرفوا له فضله, ورحبوا به.
- ثم إن هذا الجيش نفسه وإن نشأ في كنف الطاغية, فإن رجاله من المسلمين, وبهذا نعلم خطأ إخواننا الذين غلوا في حكمهم على طوائف من المسلمين.
- إذن هذا الشباب الطيب رزق فطنة وروية, فلو أخذ العلماء بأيديه وصنعوه على موائد القرآن فليكونن له شأن أي شأن...

هشام بن الزبير
01-31-2011, 11:31 PM
- مما ينبغي لشباب الإسلام أن يشرع فيه, التواصل المثمر بين أفراده من شتى البلاد, فهذه الوسائل الحديثة قد سهلت الإتصال, فلا بد من تجاوز مرحلة التهييج التي انتهجها الطغاة, إذ ألبوا بعض المسلمين على بعض بسبب الكرة والنعرات الجاهلية, فبدلا من ذلك على أبناء الإسلام أن يتعاونوا ويتناصحوا بما ينفع أمتهم وبما يحقق وحدتها وعزتها.
- فهل نقول إن طرفا من ذلك قد تحقق بين شباب تونس وشباب مصر؟
....

هشام بن الزبير
01-31-2011, 11:37 PM
- مما يلاحظ أيضا على هذا الشباب الطيب, أنه لم ينجر إلى العنف رغم أن الطاغية قد خطط لذلك كما بينته الوثائق المتسربة.
- والأهم من ذلك أنه لم يرفع شعارات أكبر منه, بل اكتفى برأس القضايا التي من أجلها قام: "الشعب يريد إسقاط النظام".
- تصوروا لو سُمع منه -كما كان يحصل دوما- "الموت لإسرائيل" "تسقط أمريكا" "نريد الخلافة"....وهكذا, ماذا تظنون الغرب سيفعل بمثل هاته الشعارات التي لا تسمن ولا تغني من جوع, إنه سيطير بها فرحا, وسيهدم بسببها كل الآمال التي لا زلنا نعلقها على هذه الحركة المباركة.

هشام بن الزبير
01-31-2011, 11:52 PM
- أشد ما يرعب الغرب فيما يجري هو علمه أن هذه النزعة للتحرر والإنعتاق من قهر الطواغيت المتسلطين لن تتوقف حتى تعم كل بلاد الإسلام.
- لهذا فهم في حيص بيص, فمهما قلبوا وجوه الرأي فإنهم في ورطة لا يعلمون منها مخرجا ويحاصرهم سؤال لا يحيرون له جوابا: ماذا لو أقدمنا على قطع الطريق على هذا الشعب المسلم الذي استيقظ لتوه من نوم طويل؟ لعل قيامنا بذلك يشعل المنطقة بأسرها. فالمعضلة أنهم سواء أقدموا أم أحجموا, لا يرون طريقا لإرجاع هؤلاء الملايين إلى قفص العبودية...

هشام بن الزبير
02-01-2011, 12:01 AM
- الفرق بين الشجاعة والتهور شعرة, ويبدو أن شباب الإسلام قد فقهوا هذا الأمر, فعلموا أن هذا الذي سعوا فيه لا يتحصل بدون ثمن, فبذلوا أرواحهم لعلمهم بقيمة ما طلبوا.
- الأمة تحتاج في فترات ضعفها إلى من يقْدم ويصبر, فقد رأينا كيف بدأت هذه الحركة قليلة العدد, ثم مازالت تنمو بثبات من افتتحوها حتى اتسعت وصارت ملء سمع العالم وبصره.
- كما أن هؤلاء الفتية حين أيقنوا بقرب الفرج لم يلتفتوا إلى عروض تحسين الأوضاع وتغيير السياسات, بل أصروا على سقوط نظام الظلم جملة, وهذا من حنكتهم...

طارق منينة
02-01-2011, 12:29 AM
احييك اخي على هذا الرابط العلمي بحق
الآن ساحاول اتابعه لانه فعلا مهم جدا

طارق منينة
02-01-2011, 12:31 AM
وارجو ان يجمع هذا في مقال او كتيب صغير يمكن نشره في الالوكة مثلا او مكتبة صيد الفوائد

هشام بن الزبير
02-01-2011, 07:54 PM
وارجو ان يجمع هذا في مقال او كتيب صغير يمكن نشره في الالوكة مثلا او مكتبة صيد الفوائد

بارك الله فيك أخي طارق, لو كان في هذا الموضوع فائدة, فحبذا لو أغناها الإخوة بما يظهر لهم من أفكار.

هشام بن الزبير
02-01-2011, 07:56 PM
- الشباب سبق الدولة والأحزاب بمراحل, وفاجأ الجميع, وفاجأ العدو قبل الصديق.
- الأمة ولود معطاء, فلا تلتفتوا لمن يثبطكم عن اتخاذ الذرية تكثيرا لسواد المسلمين, فإن الرعب قد أخرس ألسنة قادة الغرب, من فتوة وعزم أبناء الإسلام.
- ونقول لدعاة التغريب, وتحرير المرأة, ونسف الأسرة, وقطع النسل:
- من أين لنا مثل هذا الشباب الطيب لو أطعناكم؟
- من أين لنا هذا العزم وهذا الجلد؟
- من أين لنا أن نستمد الأمل وقد نخرنا اليأس؟

هشام بن الزبير
02-01-2011, 08:09 PM
علينا أن نتأمل في سيرة يوسف بن تاشفين مع ملوك الطوائف الأغمار, الذين خذلوا الملة وظاهروا الكفار, وعلينا أن نعي وجه المشابهة بينهم وبين هؤلاء الحكام المتسلطين على رقابنا, وعلينا أن نتدبر أنه لا يكفي إصلاح بعض أمرهم, بل لا بد من عزلهم, قبل أن ينزلوا جيوش الكفار بين أظهرنا, كما صنع أسلافهم حتى ضيعوا الأندلس.
أثبتت الأحداث الأخيرة أن لا بد من كسر شوكة وزارات السياط (الداخلية), لأنها طليعة الظلمة, فإذا سقطت سقطوا. وكلنا يعلم أن التعذيب والصعق بالكهرباء هو الذي أشعل الشرارة الأولى لهذه الثورة العارمة. فلا بد من أن يقول أهل العلم كلمة واضحة, وفتوى بالحق صادعة, في شأن هؤلاء الجلادين الذين يعذبون الناس.

هشام بن الزبير
02-01-2011, 09:28 PM
ومن فوائد تحرر مصر من الطغيان إن تم, كف يد ولسان النصارى الذين استأسدوا في ظل مبارك, وعودتهم إلى قدرهم الحقيقي كأقلية تحيا في بلد مسلم.
كما سنستفيد من قوة مصر المسلمة للوقوف أمام الأخطبوط الفارسي الذي تواقح حتى حاول نشر الرفض بين أهل السنة وجهر بشتم الصحابة وأمهات المؤمنين.
كما يرتجى من مصر ذات سيادة ومنعة, أن تبسط سلطانها على قناة السويس, فتمنع مرور السلاح الذي يفتك بأهل الأقصى, كخطوة أولى, ليعود البحر الأبيض شيئا فشيئا, كما كان, بحيرة إسلامية.

هشام بن الزبير
02-01-2011, 09:39 PM
مما حير العالم, قدرة الشباب المسلم على التنظيم والترتيب لهذه الأحداث المزلزلة, فقد فاقوا بحركتهم الاحزاب والجماعات المترهلة, ولعل مقولة: "من السياسة ترك السياسة" تكتسب معنى جديدا بالنظر إلى هذه الأحداث.
ولو تم هذا الأمر إلى منتهاه, فقطف أهل مصر ثمرته, واجتمعوا على من يرضونه, فلن يكون لأحد من أهل الأرض منة عليهم, بعد أن صدع الغرب رؤوسنا دهرا بمواعظه المنافقة, ودعواته الجوفاء إلى الحرية والديمقراطية, وهاهم قد خرسوا وعموا وصمّوا, ثم بدأوا يتكلمون على استحياء, وهم إلى الآن لم يتبرأوا من حليفهم الطاغية. فكفى بها فائدة أن ظهر عوار القوم وبانت للقاصي والداني طويتهم...

هشام بن الزبير
02-01-2011, 09:46 PM
ومما يرتجى من ثمرات كسر الطوق الظالم عن أهل مصر, أن تسري في الأمة دماء جديدة, بعدما يرى إخوانهم أن تجرع كأس الظلم والحيف ليس أمرا محتوما, لمن توكل على ربه وأخذ بالأسباب المشروعة, ولعل كثيرا من الطغاة, سيخفف وطأته على المسلمين سياسة وخوفا من عاقبة ظلمه.
وكلما انكسر في ديارنا ظالم, كلما زالت الحدود, وتآلفت القلوب, فعاد الناس إلى التواصل والتعارف بعد عهود من التدابر والتنافر, فأن ننزل عند إخواننا وذوي أرحامنا, أحب إلينا من أن ننزل بين أظهر الكفار, فإن أرض الإسلام واسعة, وما ضيقها إلى الجور والطغيان عجل الله بزواله...

طارق منينة
02-01-2011, 10:30 PM
وكلما انكسر في ديارنا ظالم, كلما زالت الحدود, وتآلفت القلوب, فعاد الناس إلى التواصل والتعارف بعد عهود من التدابر والتنافر, فأن ننزل عند إخواننا وذوي أرحامنا, أحب إلينا من أن ننزل بين أظهر الكفار, فإن أرض الإسلام واسعة, وما ضيقها إلى الجور والطغيان عجل الله بزواله...
بارك الله فيك اخي هشام
ولذلك ادعو من غدا ان سقط الطاغية ان يخرج شعب ليبيا لاسقاط المجنون
ثم شعب المغرب لاسقاط الملك وكل من وراءه ومعه
ثم شعب الجزائر لاسقاط بقية فرنسا
ثم في النهاية اسقاط النظام السوري

هشام بن الزبير
02-01-2011, 10:41 PM
حديث "القصعة" شخّص داءنا وأشار إلى دوائنا: الداء: الوهن أي حب الدنيا وكراهة الموت, والدواء بذل الأموال والنفوس من أجل نصرة الدين وإرضاء الرحمن. لو نظرنا إلى ثورة الشباب الجارية, وكيف لم يفتّ في عزمهم قتل من قتل منهم, فلم ينكصوا ولم يتراجعوا, فهل يمكن أن نقول إن طائفة من الأمة قد شفيت من داء الوهن؟
وقوله صلى الله عليه وسلم: "ولينزعن الله من صدرو عدوكم المهابة منكم" هل يمكن أن نلمس شيئا من عودة المهابة لنا إلى صدور عدونا, الذي أطارت الأحداث النوم عن عيونه, واستنفر دهاته وساسته؟ فما أغرب رعبهم وتخبطهم كأن المسلمين قد جيشوا الجيوش, وكل ما حصل أن جيلا من الشباب خرج أعزل من كل سلاح إلا عزمه على دحر الظلم...

حسن المرسى
02-02-2011, 07:36 PM
وللعلم .. الشباب فى المظاهرات مسرورين جدا بنزول الاخوة بينهم ..
ومما أعجبنى انه ما شاهدنا مدخنا فنصحناه ا استجاب
ولا سابا فوعظناه الا رضى
وكلهم يؤدون الصلاة فى قلب الشارع
والخير فيهم ان شاء الله
وللعلم رغم ان هذا بعيد الان
فالاسلاميين وان لم يكونوا فى الواجهة هم المستفيد الاكبر
فالشارع رغم عدم رفع راية اسلامية فى الميدان كله متعاطف مع الاسلاميين

براءة
02-02-2011, 09:43 PM
اسعتدتنا الله يسعدك
كم كنا محطمين من ضعف الامة وبموضوعك علمنا ان الامة منصورة بإذان الله
مدري احس مهما كتبت ماراح اقدر اعبر عن كلمة في موضوعك
جزاك الله الجنة بما اعطيتنا من أمل

هشام بن الزبير
02-02-2011, 11:44 PM
ومما ينبغي استخلاصه من هذه الأحداث من العبر, وجوب نظر الأطراف المتباينة من حَملة همّ الدين وأنصار الشريعة إلى والوسائل والآلات, بقدر نظرهم إلى المقاصد والغايات. فإن كثيرا من الخلاف يقوم في باب الوسائل على تحجير ما فيه سعة, والوقوف عند ظواهر تشغل عن حقائقها, وعند مباني تصد عن فهم معانيها. ومثال ذلك ماجرى من أمر هذه المظاهرات, فإنها وسيلة من الوسائل يلجأ إليها كل من سيم القهر وتجرع مرارة الظلم, فإنا نراها تعم الأرض ولا يختص بها قطر دون قطر ولا أمة دون أمة. ونحن نقر أنها اشتملت على كثير من المفاسد, مرجعها إلى جهل العوام بشريعة ربهم مع الحماسة والغضب, لكنها آخر حلية الشعوب العاجزة, ويا ليت شعري ماذا يصنع المظلومون إن هم حُرموا هذه الوسيلة؟ أيبقون مكبلين مكممين, يهانون ويعذبون, بل يقتلون واحدا إثر الآخر, وهم عزّل من كل سلاح, فهل يسوغ أن يؤمروا بمثل هذا؟ إن خروج الناس على هذا الشكل المزلزل لم يكن مما يقوى حاكم أو عالم على تلافيه, إنها فورة بركان ظل يغلي جوفه عقودا حتى غدا كالأتون المستعر, فبدأ يقذف بالحمم تنفيسا عما في أعماقه من قوة هائلة. إن من أمانة العلم أن يجدّ أهله في توجيه هذا الغضب العارم حتى يبصر الناس سبيلهم في لجة هذه الفتن.

هشام بن الزبير
02-03-2011, 12:46 AM
من أهم العبر التي يجدر التنويه بها ما اشار إليه استاذنا الفاضل عياض, من استقلال الشخصية المسلمة, وأنفتها الفطرية من العبودية لغير الله, لقيامها على التوحيد. ولقد كانت أحداث مصر ترجمة عملية لهذه المعاني لم يحسن كثير منا قراءتها.
فأهل الإسلام لم يلتفتوا لتثبيط شيخ الأزهر وصده لهم عن إنكار المنكر وحثه على الركون للطاغية الفاجر, ولم تجد كلماته أثرا في نفوسهم. بل إن أهل الأزهر أنفسهم وقفوا مع الناس في غضبتهم.
وقريب من ذلك التثبيط دعوة الكنيسة أتباعها إلى الخنوع واتخاذ الناس اربابا من دون الله, فأطاعها أكثرهم خوفا من الحرمان من الجنة, ومن خرج منهم مع الناس, فأعلن أنْ لا سلطة للكنيسة عليهم إلا في أمر الدين. وهذا إقرار منهم أن دينهم لا يكفل لهم التحرر دنيا وأخرى, بل يحثهم على العبودية للبشر, ولهذا تبرأ طلاب الحرية أثناء الثورات الغربية بفرنسا وإنجلترا وأمريكا من دين الكنيسة.
أما هذه الحشود الجرارة على أرض مصر فإن الإسلام والرغبة في خلع العبودية لغير الله هو المحرك الأعظم لثورتهم السلمية.

هشام بن الزبير
02-03-2011, 12:58 AM
ومما يستفاد من الأحداث الجارية أن الشباب هم قلب الأمة النابض, وأسدها الرابض, وأملها المشرق, وغدها المورق, فإن الغرب اليوم شيخ فان, والشرق فتى يافع. والغرب الهرم يفنى شيئا فشيئا ولا تتجدد حياته بدماء الشباب, فالقوم إلى نقصان, ومثلهم مثل التاجر الذي يأكل من رأس المال. أما نحن فإننا بدأنا نبصر تباشير الفجر الصادق في ثنايا عزم هذا الشباب المتوقد. فلتكن التربية والتزكية والتعليم مضمار المعركة القادمة, لأن هذا الشباب لو صقل وهذب ودرس وفقه, أهل لحمل أمانة هذا الدين إلى العالمين.

هشام بن الزبير
02-03-2011, 01:08 AM
ومن فطنة هؤلاء الفتية أنهم تصدوا لمهمة الإعلام, فلم يعولوا على وسائل غيرهم, بل اجتهدوا فاتخذوا لأنفسهم مواقع ومنابر إلكترونية, ونظموها بشكل متقن, وسخروها لتبليغ رسالتهم. وهذا يحمل بشارة مفادها أن الفساد العريض الذي يكسو عالم الإعلام اليوم, سيزول بإذن الله حين يتولى أبناء الإسلام أمره, فيحل الصدق محل الكذب, والفضيلة محل الرذيلة.

هشام بن الزبير
02-03-2011, 09:46 AM
ومن فوائد ما يجري أن طليعة شباب الأمة أزاحوا الغطاء عن تنور الجور المهلكة, ليراها القاصي والداني, والمخالف والموالي, لقد أسفر الطغيان عن سحنته الذميمة, واضطر إلى الإفصاح عن جبروته ومكره بعدما كان يستخفي به, وخرج بسيفه على الناس جهرة, بعدما كان يستفرد بطائفة منهم كل مرة, فرأى الناس أن الذي كان يذبّحهم أفذاذا لا يتورع في أن يبيدهم أجمعين, وأن الذي كان يكوي جلود الأحرار, لا يتوانى عن إحراق البلاد والعباد بالنار, وأن الظلمة غدوا في هيجانهم كالوحوش الكاسرة, يبطشون بالمسلمين كالذي يطلب الثأر.

فإن قيل وما الفائدة التي ترتجى من هذا كله, ونحن نرى الدماء تسيل والأموال تنهب, والحقوق تضيع؟ فنقول إن هؤلاء الشباب تمرسوا بأحوال لا عهد لهم بها, إذ أصبحوا يقابلون كيد طاغية يغرق, يصنع صنيع المذبوح الذي يتشحط في دمه, ويشكو حر الموت وسكرته, فيتخبط إلى آخر رمق.
إن السحر الفرعوني الذي شهدناه بالأمس, إذ قدم البغي بخيله ورجِله, وألقى عصيه وخناجره وشهبه, ليطفئ نور الحق, فرد الله كيده, وأبطل سحره, وعقر إبله وخيله.
فإن كانت مكيدته الخسيسة آخر سهم في جعبته, فإن الشباب قد كسر شوكته, ومرغ في التراب خيشومه, وأعطى لأبناء الإسلام مثالا لما يكون عليه فرعون وجنده حين يأتيهم الموج من كل جانب, فلعل أمتنا إن فقهت هذا الدرس, تكون قد حققت الأهبة وحصلت العدة, لنزال من بقي من رؤوس الجور, وتقليم ما شذ من مخالب البغي.

هشام بن الزبير
02-03-2011, 11:19 AM
ومن العبر العظيمة, أن الأمة لن تخرج من ورطتها إن لم يتهيأ لها من أبنائها من يخلع عنه لباس الخوف ويطلّق التعلق بحب الحياة, فإذا رأى عامة المسلمين صبر الخاصة وصدقهم, قويت بذلك قلوبهم واشتدت عزائمهم.
ومنها أن المحن تظهر معدن الأمة الأصيل, فتزول العداوات التي يؤججها الظلمة, فتتآلف القلوب ويتواسى الناس, كما رأينا ممن تطوعوا لعلاج الجرحى, ولإطعام الجوعى, ولإقراض الفقراء.
ومن أعظم الآيات التي تترجم لعظمة أمة الإسلام, هذه المستشفيات التي أقامها الشباب الثائر على الظلم على عجل, لإغاثة الجرحى الذين سقطوا في معارك أمس مع المجرمين وقطاع الطرق من أعوان الطاغية. إن هذه القدرة على التنظيم والإرتجال والبذل والتكيف مع الأحداث زمان الفتن, من دلائل حياة هذه الأمة التي أريد لها أن تختنق وتتلاشى وتموت ويأبى لها ربها إلا العزة والكرامة والظهور.

هشام بن الزبير
02-03-2011, 11:35 AM
ومما يستفاد من الأحداث أن الأمة تستمد روح عزتها من عقيدتها, فكلنا يرى كيف يصمد شباب أعزل, ولا يلين أمام الترغيب والترهيب, والتنكيل والتقتيل, حين لانت قناة السياسيين والإعلاميين ومن جرى مجراهم ممن لم يذوقوا طعم الإيمان واليقين. لهذا كله ينبغي أن نثق في غد الأمة مهما تكن خاتمة الأحداث الجارية, لأن زمامها لا بد أن يؤول إلى أيدي أبنائها, وليس إلى حفنة من السياسيين الذين يرضون بالفتات, ويتنازعون المصالح, فما أسرع ما ينكص هؤلاء حين ينالهم من موائد الطغاة فضلاتها, كما بدا جليا من أصواتهم المتذبذبة وآرائهم المخذلة في الأيام الماضية.

هشام بن الزبير
02-03-2011, 11:54 AM
ومن الآلام التي تنقلب آمالا لو أحسنا العمل, هذا الخلاف والجدال الذي يدور بين أبناء الإسلام الآن, فإن أهل مصر اليوم فريقان لا ثالث لهما, فريق يتوق لغد العدل والحرية ودحر الطغيان, وهؤلاء طوائف شتى, لكنهم في معظمهم يشتركون في الإنتماء للإسلام, وإن كان فيهم فلول من العلمانيين وغيرهم. وفريق ثان, قليل عَدده, عظيم مدده, شديد بطشه, هو فريق الظلمة وأعوانهم وأذنابهم.
والخلاف بين من يحملون هم الإسلام سينقلب خيرا إذا زانه الأدب والتشاور والأناة والحكمة . بل إن هذا عين ما نحتاجه في هذه الأيام العصيبة. إن الظلمة وأعوانهم زرعوا بذور الشقاق بين أبناء الأمة ليستتب لهم الأمر, ولم يدر بخلدهم يوما من الدهر أن تجتمع هذه الجموع العظيمة لخلعهم. لهذا وجب علينا أن نقطف من هذا الخلاف ثمرته, وأن نقلم أشواكه, جمعا للكلمة, وتحريا للحكمة, حتى نهزم من بنوا ملكهم على جماجمنا, وشادوا قصورهم على اشلائنا.

youssefnour
02-03-2011, 12:39 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم هشام بن الزبير
قرأت مقالتك الكريمة، وأنا اتفق معك تماما، ولكننى أيضا أحذر من الفتنة التى بدأت نيرانها تستعر.
تذكرقول الله تعالى في سورة الأنفال :
وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25)
إن الفتنة لن تصيب الذين ظلموا فقط ولكنها ستصيب كل الأطراف، والشيطان سيغذى هذه الفتنة بناء على خطته التى عرضها على الله تعالى :
قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17) الأعراف
يا أخى الكريم ورغم كل الفوائد التى كتبتها ، فأيضا هناك أضرار قد تعادل الفوائد بل قد تزيد .

مجرد مشاركة معك فى مقالتك الكريمة فتقبل مرورى

هشام بن الزبير
02-03-2011, 02:43 PM
نعم يا يوسف هداك الله إلى الحق, لهذا اسميت موضوعي: آلام وأمال.

هشام بن الزبير
02-03-2011, 08:12 PM
من العبر التي ينبغي الوقوف عندها أن حياة الدعة والسكون التي فشت بين شباب المسلمين لا تهيئهم للمثابرة في مثل هذا الأمر وعلى الصبر أمام بطش الظلمة وأعوانهم, فأكثر المسلمين اليوم لا يقوون على الدفاع عن أنفسهم وأموالهم وأعراضهم, حتى إذا تعرضوا لمثل هذه الإبادة المنظمة التي نراها, لم يجدوا سبيلا لصد العدوان. فلا بد من ترك الرفاهية, وتعويد النفس على الخشونة, وفطمها عن مألوفاتها وعاداتها.

هشام بن الزبير
02-03-2011, 08:18 PM
كما ينبغي لعلماء الأمة وعقلائها أن يبينوا للأمة ما يجب عليها حيال هذا الظلم المستطير الذي يجثم على صدرها, والذي كشر عن أنيابه وأماط اللثام عن ذميم سحنته هذه الأيام, فإن الأمة أفصحت بغضبتها هذه أنها لم تعد تقبل أن تخضع للطواغيت طائعة, وأن طائفة كبيرة منها أصبحت تتوق إلى تحقيق حريتها وانعتاقها من قيد القهر والجور. فلا بد لأهل العلم أن يصدعوا بالحق وأن يبينوا لأبناء الإسلام السبيل الأمثل لتحقيق العبودية لله وتحكيم شرعه, وخلع الأنداد, وإهانة الشرائع الملفقة التي هوت بنا إلى هذا الحضيض المهين.

هشام بن الزبير
02-03-2011, 09:28 PM
أثبتت الأحداث أن تسلط الطغاة يستند إلى تجبرهم وبطشهم من جهة, وإلى تضليلهم وتدليسهم من جهة أخرى. والغريب أن مكرهم ما زال ينطلي على عامة المسلمين. وطالما سمعنا أن الأمة سريعة النسيان. لكن الذي يجري الآن أمر لا يكاد يصدق. لقد ذبح وجرح الطاغية في أيام قلائل خلقا لا يحصيهم إلا خالقهم, ثم خرج ليكيل للناس الوعود وليوهمهم أنه تنازل لهم وأعطاهم شيئا يسيرا, ولا أدري كيف وجد من هؤلاء الذين خرجوا متظلمين من يدعو الآن إلى النكوص والقناعة بما نالوه, ويا ليت شعري أي شيء نالوا؟ لكنها السذاجة وقلة البصيرة وعدم التفكر في العواقب, فنسأل الله أن يحفظ أهل مصر وأن يزيل عنهم هذا الطاغية البغيض وبطانته وجنده وأعوانه.

هشام بن الزبير
02-03-2011, 09:42 PM
لعل الأحداث أسهمت بفضح نفاق ساسة الغرب في عقر دارهم, فإن كثيرا من الأوربيين صاروا هذه الأيام أقرب من أي زمان آخر, إلى فهم حقيقة المعضلة التي يعيشها المسلمون. فهم يرزحون تحت طواغيت يستمدون القوة والدعم والسلاح من الغرب الذي يتظاهر بالحرية والمساواة والعدل والإخاء وغيرها من المبادئ الرنانة. لهذا سمعنا كثيرا أن شباب مصر أصاب دول الغرب الكبرى بحرج شديد.
لكن السؤال الأهم هو: ماذا تبقى للمسلمين بعد أن رأى العالم وسمع أنهم يُمنعون من إزالة الظلمة وإن خرجوا بالملايين ينشدون ذلك؟ ماذا تراهم يصنعون بعدما كان من الغرب المنافق. ألا يجدر بأهل الإسلام أن يدعوا الأوهام وأن يكفروا بكل الشعارات الغربية الجوفاء؟ ألا يجدر بهم أن يعلنوها مدوية, من اليوم لسنا نريد غير الإسلام, مادمتم قد أغلقتم علينا كل المنافذ وأوصدتم دوننا كل الأبواب؟

هشام بن الزبير
02-03-2011, 10:37 PM
ظهرت حقيقة الفسقة الذين يتسمون بالفنانين لعامة الناس خلال هذه الأحداث, فإن رؤوسهم خرجوا يثبطون الناس ويزينون لهم الخنوع والذل للطاغوت, وهذا غير مستغرب, ففعلهم في الأمة زمان الرخاء أشد من الحشيش, فهم من ركائز الطغيان. فإنك تراهم يهللون للظالم ويمدحونه ويزينون له سوء عمله. إنهم أحبار آخر الزمان, تخلع عليهم الألقاب الرنانة, فيقال لأفجرهم الأستاذ القدير والفنان الموهوب تضليلا للناس. وقد خرج بعضهم خلال هذه الأحداث العصيبة ليستمر في منافحته عن البغي والطغيان. لكن المأساة هو أن الأمة لم تتعلم هذا الدرس بعد فيما يبدو, فإن الذين هجروا هذا البلاء الذي يسمونه فنا, طائفة قليلة من المسلمين, فماذا ينتظر من عامة المسلمين الذين يؤوون إلى بيوت تمتلئ بأصوات وصور وباطل الفنانين الداعين إلى الفواحش وإلى الخنوع؟

هشام بن الزبير
02-04-2011, 09:09 AM
أثبتت الأحداث أن الطواغيت يقاتلون الأمة بعصا الجور والتنكيل, كما يخادعونها بلسان الإرجاف والتثبيط والتضليل. إن شياطين الإعلام حقا شياطين, يلبسون الحق بالباطل ويبثون الأراجيف ويختلقون الإفك ليضعفوا قلوب المسلمين. وقد رأينا كيف كادت حرب الإرجاف التي قادها هؤلاء تشق صف الألوف التي بذلت الأموال والنفوس لخلع الطاغية البغيض, حليف اليهود.
إن في ذلك لعبرة, إذ صمد الشباب أمام فلول المفسدين في الأرض من أعوان الظلمة, الذين أجلبوا عليهم بأوباشهم ودوابهم, ثم كادوا ينكسرون أمام إرجافهم وإفكهم. إننا نحتاج إلى إعلام ينطق بالصدق ويتحرى العدل ويبث الأمل. فقد سئمنا أن نكون في هذا الأمر عالة على النصارى واليهود, أو على أشياعهم من بني جلدتنا من العلمانيين المنافقين.

هشام بن الزبير
02-04-2011, 11:43 AM
ومن العبر التي تستخلص من ثورة شباب مصر, أن الفراعنة يلجئون قبيل الغرق إلى شتى الحيل, فإنا نراهم الآن يسعون لاستدراج الدعاة والمشايخ لكف نار الإنكار عليهم, ولتثبيط الشباب عن المثابرة في سعيهم لخلعهم. ولسنا نشك في إخلاص مشايخنا وصدقهم, لكنا نخشى أن تنطلي عليهم ألاعيب سحرة الإعلام, ففقههم في مسائل الشريعة قد لا يؤهل بعضهم للتبصر الكامل في حقيقة ما يجري, وقد يحسنون الظن بهؤلاء الطغاة لقلة الفقه في أمور السياسة, وقد يخفى عليهم أن حقن الدماء إنما يتم بدحر هؤلاء البغاة الأنذال, وأن في بقائهم هلاكا لخلق لا يحصون من الموحدين.

إن ما يجري يحز في النفس, ليس حزنا على النفوس النفيسة التي قتلت بغير حق فحسب, بل لتباين مواقف حملة الشرع, ولغياب من يحمل اللواء بعزم وبصيرة, ولتفاقم الخلاف بين أهل الإسلام في الترجيح بين مصالح خلع هؤلاء الطَّغام, وبين مفاسد المضي في ذلك.
ما أحوجنا إلى رجل من طينة شيخ الإسلام. إذ ليس الشأن في تحصيل علوم الشريعة والقدرة على استحضار النصوص وفتاوى الأئمة, إنما الشأن في استنباط الأحكام الشرعية بحسب ما يستجد من أحوال ونوازل. وليس من الفقه أن يتلاعب دهاة السياسة الطغاة بالدعاة والمشايخ, وليس من الفقه الوقوف عند ظواهر الأمور دون النفاد إلى بواطنها.

هشام بن الزبير
02-04-2011, 04:58 PM
مهما تكن نهاية هاته الأحداث, كللها الله بالفرج, فإن على أبناء الإسلام أن يستخلصوا العبر من خسة ومكر الطاغوت, حين يستميت إبقاء لملكه.
إذن يا أبناء الإسلام:
اعتصموا بحبل الله المتين, واستشيروا العلماء العاملين, واستكثروا من الذكر والتضرع والدعاء.
انتبهوا للسجون, فإن العدو يتخذها حين البأس سلاحا ضدكم. انتبهوا للمجرمين, فإنهم الطابور الخامس للفراعنة.
انتبهوا للشرطة, فإنها تصير آلة للتخريب. نظموا أنفسكم, واحموا دياركم, وصونوا أعراضكم وأموالكم.
انتبهوا لوسائل الإعلام واحذروا الشائعات. تبينوا فإن الكلمة من أمضى أسلحة القوم.
انتبهوا لعلماء السوء وخطباء الفتنة وعبَد الطاغوت, إنهم سهام يحتفظ بها الطواغيت لساعة الجد.
انتبهوا للمستشفيات فإن الظلمة يتخذونها غرضا, ويجعلون مرافقها وأجهزتها وسيلة للتستر على جرائمهم.
انتبهوا للأحزاب المخذّلة, فإنها مثل القطط تقنع من موائد السلاطين بالفتات. احذروا النكوص بعد الإقدام, فإنه مظنة المشانق والإعدام.

هشام بن الزبير
02-05-2011, 12:54 PM
ومما دلت عليه الأحداث, ما للكلمة من أثر في كسر الطغيان. فإنا نرى الظلمة وأعوانهم لا يألون جهدا في اختلاق الأكاذيب وبث الأراجيف وتسخير منابرهم الإعلامية وخطبائهم وصحافييهم المنافقين لتضليل الناس وتثبيط عزائمهم. إن الشباب يوشك أن يكسر أكبر حلفاء اليهود بشيء واحد: بالكلمة المنطوقة والمكتوبة. لهذا تم اختراق المواقع الإلكترونية وترهيب المراسلين الصحفيين واستدراج بعض الفضلاء -ممن يثق فيهم المسلمون- للحديث, عساهم يفلحون في رد الشباب الذي خرج على أهل البغي على عقبيه, بعدما عجزت عصا البغي وجماله وبغاله وحميره عن ذلك.
لهذا وجب حث الفضلاء في الصحف والمجلات والمنتديات أن يذبوا بألسنتهم وأقلامهم عن إخوانهم. إن الباطل ما استأسد علينا إلا لخنوعنا وتخاذلنا, فينبغي أن نعوّد ألسنتا وأقلامنا الصدع بالحق و نصرة المظلوم. لا تحقرنّ كلمة تسطرها, فإن النبي صلى الله عليه وسلم -وهو المؤيد بالوحي- قال لحسان: "أهجهم, أو هاجهم وجبريل معك." (رواه البخاري).

طالب العفو
02-05-2011, 01:21 PM
اخي هشام وفقك الله
الشباب الذين اشعلوا هذه الثورة هم شباب ليبرالي علماني
ولذلك التف حولهم الشعب
ولما حاول البعض رفع المصحف او الشعارات الاسلامية
تم البطش به من قبل المتظاهرين ( المدنيين)

وشباب الاخوان هم اليد الفاعلة في هذه الثورة
هم من تعامل مع الامن ومراكز الشرطة ومراكز امن الدولة ومقار الحزب
وليس عندي ما يرتقي الي درجة الدليل في هذه القضية
ولكن الطريقة وقوة التنفيذ والاهداف المنشودة وبعض الاخبار قد تدل علي ذلك
فحولوا الاحتجاجات الي ثورة عامة قوية

انا اؤيد كل خروج علي حاكم ظالم او كافر
بالقدر الذي يجلب المصالح ويدفع مفاسد اكبر
و انت تعلم مقدار ما يتعرض له الاسلاميون في مصر من القمع والمنع وهم يعملون مع ذلك

واما من خرج فلا نؤثمه ولكن ندعوه لعدم الخروج
لان تحقيق مناط الحكم لم يكتمل
وهو ان نتائج هذه الثورة ان اكتملت كما يريدها البرادعي واعوانه
فيها الغاء لهوية البلاد الاسلامية بحيث يمكن للنصاري الترشح علي منصب الرئاسة

ولو قرأنا ما بين السطور
لوجدنا ان تواجد الاخوان والسلفيين ممن رجح لديهم الخروج
سبب قلقا شديدا لدي الاوساط السياسية والثقافية في مصر
وسبب حالة التنازل الموجودة في الشارع الان من عديد ممن يدعون بالحكماء
هي محاولة لمنع الاخوان من التمادي
حيث تفلح فزاعة الاخوان مع بعض الاطياف في مصر

هذا من الناحية الشرعية اجمالا

اما من الناحية القدرية
فجل ما قلته صحيح
وهي من امر الله وقدره
ينزع الملك ممن يشاء
والاحتجاج بالقدر والنتائج لا يصح خاصة حال الفتن
وسيكون من بركات ما حدث فرجة كبيرة علي الاسلاميين باذن الله

هشام بن الزبير
02-05-2011, 01:30 PM
أخي الكريم, لعلي تسرعت في كثير مما كتبت, ولا أكتمك أن هذه الفتن أشبه شيء بالزلزال, ولسنا ندري إلى أين نمضي, فأستغفر الله وأسأله اللطف فيما جرت به المقادير, وأن يقر عيوننا بنصرة الشريعة في أرض الإسلام وأن يرحم قتلانا وأن يشفي جرحانا وأن يحقن دماء المسلمين. اللهم فقهنا في ديننا وأصلح ذات بيننا واهدنا إلى أحسن الأقوال والأعمال والأخلاق, فإنه لا يهدي لأحسنها إلا أنت.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد.

(وبهذا أختم هذا الموضوع, أو قل هذه الكلمات المتناثرة).

هشام بن الزبير
02-11-2011, 09:50 PM
الحمد لله يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء,
كنت اختتمت الموضوع, ثم من الله علينا بالنصر فأحببت أن أشير إلى مسألة عظيمة تزيد النصر بهاء ونورا.
طالما كانت الجمعة للمسلمين عيدا, فهي يوم اجتماعهم لذكر ربهم وتلاوة كتابه والصلاة على نبيه, وهي يوم المغازي والملاحم, ثم هاهي تحمل معها بشرى سقوط رأسين من رؤوس البغي والطغيان: شين العابثين وخاتم الفراعين.
لقد شهد العالم اليوم كيف صف المتظاهرون في ميدان التحرير في منظر مهيب وأنصتوا لخطيبهم وصلوا لربهم, وقنتوا وتضرعوا, فما أعظمها من آية لمن كان له قلب, هذه من كرامات هاته الأمة: ألسنا نعتقد أن يوم الجمعة أفضل يوم طلعت فيه الشمس؟ ألسنا نلتمس الساعة التي يستجيب فيها الله لعباده, أليس وقوع النصر في هذا اليوم إشارة إلى أن أبواب السماء قد انفتحت لدعاء هؤلاء المستضعفين, أليست فرحتنا اليوم برهانا على صدق كتاب ربنا. قال مولانا الولي النصير: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) فاللهم لك الحمد.

متروي
02-12-2011, 01:21 AM
محاضرة للشيخ منير التونسي في أرض القيروان بعد تطهيرها من دنس شين الهاربين
http://www.facebook.com/video/video.php?v=1637512894916

هشام بن الزبير
02-26-2011, 08:51 AM
السبت 23/3/1432 هـ - الموافق 26/2/2011 م
قام الجيش المصري بتفريق المعتصمين بميدان التحرير أمس, ويبدو أن أمرا ما يدبر لشباب مصر, إذ استعمل الجنود العصي الكهربائية وطاردوا المتظاهرين بعد إلحاحهم على محاكمة الرئيس المخلوع وحل الحكومة الإنتقالية وجهاز الأمن المركزي.
فهل اكتملت فصول ثورة فلول النظام الفرعوني المضادة؟ يبدو أن تجربة تونس تتكرر بمصر: ثورة عارمة يفشل البطش والقتل في كسرها, فيوهم النظام الشعب بانهزامه ورضوخه لمطالب الثورة, ثم يرتب صفوفه شيئا فشيئا ليمسك زمام الأمور من جديد دون أن يكلف نفسه عناء تغيير أجهزته وموظفيه ووزرائه.
النظام الطاغوتي انحنى قليلا أمام أمواج الثورة قبل أن تصبح طوفانا يقتلعه من جذوره, فلما اطمأن أنها هدأت عاد لينشب مخالبه في البلاد وأهلها من جديد. ربما أحس القوم أن الأمر يتم لهم كما يريدون, وربما يستغنون عن المقدار الذي فقدوه من سلطتهم مؤقتا, ثم يعودون ليسيطروا على كل شيء حين تأتي الفرصة المواتية.
هل هذه المخاوف مبررة؟
هل ترون في هذه الصورة شيئا مما يوافق الواقع؟
أم أنها تهويل ومبالغة وأن الأمر ليس بهذه القتامة؟

هشام بن الزبير
02-26-2011, 11:07 PM
محمد حسنين هيكل: آن الوقت لأن يرفع الرئيس مبارك ظله عن شرم الشيخ، داعيا مبارك أن يغادرها وليكن إلى ألمانيا حتى يفرغها من تأثيرها السلبي على ثورة 25 يناير، قائلا “لابد أن نكون كرماء مع كل الذين كبروا في السن، لكن كلنا كبرنا في السن ولدينا مرض،و موقع شرم الشيخ يستغله كثيرون، دعونا لاننسى أن الوزير الإسرائيلي بن إليعاز وصف الرئيس مبارك بأنه “كنز استراتيجي لإسرائيل”…. شرم الشيخ لم تكن منتجعا.. وإنما جزء من خطة التأمين في الدولة البوليسية، ذلك لأنها مكان مفتوح يستطيع أن يخاطب الشعب منها ويسيطر عليه، كما أنها بعيد عن الكتل السكانية.. بعيدة عن تجمعات الجيش.. وعلى مقربة من القوة الأمريكية الموجودة في شمال شرم الشيخ.. بالقرب من البحر.. وتوجد فيها العديد من القوة الدولية والإقليمية الآن.. هو موقع بديع وضع عليه مبارك ظلا سياسيا”.

بقاء مبارك بشرم الشيخ أكبر نقص يشوب التغيير الذي حصل بمصر, ولا بد أن لبقائه وعدم رحيله مغزى ما, ربما لهذا السبب تم قمع المتظاهرين بالأمس لأنهم طالبوا بمحاكمته.