المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال من يمسك صرح فرعون كيلا يسقط؟



هشام بن الزبير
02-06-2011, 12:40 PM
منذ إسقاط الخلافة وسيف البغي مصلت في وجه أمة الإسلام, يحمله مسخ من بني جلدتنا سخرهم الكفار لإستعبادنا باسم العروبة والوطنية والعلمانية. هؤلاء الذين تسلموا مفاتيح دار الإسلام بعد عملية جراحية معقدة لإستئصال روح الإسلام, أسماها الصليبيون بالإستعمار. ثم أوهمونا أنهم ولوا الأدبار, وأنا رجعنا كما كنا في عداد الأحرار. إذ غدت لنا بدل الخلافة دول, وعواصم, وأعلام, وأناشيد وطنية, ودساتير, ونخوة وطنية. حسبنا أنا أرباب الدار, لكن هيهات, لقد حملونا على اقتفاء آثار اليهود والنصارى حملا, وعبّدونا لأهوائهم وقوانينهم قسرا, وأطرونا على باطلهم أطرا. ولما ظهر فينا من يدعو إلى الله, وينصر الشريعة ساموه الخسف وسلطوا عليه صنوف العذاب. حينها استيقن العقلاء أن أمرنا بأيدي عدونا, وأن تلك الدويلات ألفاظ لا معاني لها, وخيالات لا حقائق لها.

ثم توالت علينا المحن ينسجها عبّاد الصليب من وراء حجاب, ثم يلقيها علينا ولاتهم من بني جلدتنا. صرنا لا نسمع من إخواننا إلا أنينهم وشخب دمائهم, هكذا سمعنا عن فلسطين والبوسنة والشيشان والعراق وتكرستان وتايلند وبورما ونيجريا وغيرها. استفردونا بعدما قطعوا أوصالنا بالحدود, وكبلونا بالقيود.
وحين قام الشباب أخيرا على حين غرة من شياطين المخبرين وأمراء الجلادين, وأبصرنا تظلمهم تحت رايات شتى, علمنا أنها ليست القومة الموعودة, لإنتشال الأمة بيد الشرع من هوة التيه السحيقة, ولكفّ طغيان الأهواء والضلال عنها, لكنا قلنا شيء خير من لا شيء, وتوهمنا أملا يشرق من مرأى فرعون يغرق.

خرج الناس وأنكروا الظلم الجاثم على صدورنا, وسعوا في خلع الظّلمة, ولم يرهبهم أوباشهم ولا سياطهم. تجمعوا وأجمعوا أنها ساعة رحيل الفرعون, فلماذا لم يرحل؟ من الذي يمسك بنيان البغي كيلا يندك؟ إن معشار ما صنعه هؤلاء الفتية كفيل بأن يزيل أية حكومة مهما كان أمرها, إن الأمر محير. فهل من سبيل لفك هذا اللغز وإزالة هاته الحيرة؟

حين تهاوى صنم تونس, تعالت كلمات من ساسة الغرب يهودا ونصارى: "إن مصر غير تونس!" لكننا لم نأبه لها, وحين رأينا عزم الشباب ظننا القوم قد أخطأوا التقدير. لكن الذي ينظر إلى تماسك هذا الحكم الفرعوني رغم انكسار شرطته, وذهاب هيبته يضطر اضطرارا إلى تدبر تلكم الكلمات: لقد كانت تحذيرا وتنبيها لما نراه اليوم ولا نكاد نصدقه. إن القوم سخروا كل شياطينهم ودهاتهم ليجنبوا أنفسهم طامة كبرى اسمها: خروج مصر عن سلطانهم. إننا لن نفهم حقيقة ما يجري دون تدقيق النظر فيما يتلفظ به شياطين ساسة الغرب, فإليكم طرفا من كلماتهم التي كانت تعقبها في كل مرة أفعال خَدمهم تصديقا وتطبيقا, فالقوم بعضهم أولياء بعض:

الثلاثاء 25 يناير: أعلنت هيلاري كلينتون في تصريح مطمئن لحاكم مصر: إن الولايات المتحدة تعتبر ان "الحكومة المصرية مستقرة" رغم الاحتجاجات التي تدعو الى تنحي الرئيس المصري حسني مبارك.

الأربعاء 26 يناير: واشنطن تدعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس, وتدعو الحكومة المصرية لتحقيق إصلاحات سياسة واقتصادية واجتماعية.

السبت 29 يناير: رئيس وزراء الصهاينة يصرح أن على بلاده التحلي "بالمسؤولية وضبط النفس" تجاه الاحداث في مصر وأنها "تريد حماية السلام مع مصر والاستقرار في المنطقة".

أجرى أوباما اتصالات هاتفية بعدة زعماء أكد فيها تأييده لانتقال سلس للسلطة في مصر إلى حكومة تحقق تطلعات الشعب المصري.

دويلة الصهاينة تقول إنها تتابع بقلق بالغ ما يجري في مصر، ورئيس حكومتها يصدر قرارا بمنع الوزراء من التعليق على ما يجري هناك.

الأحد 30 يناير: رئيس الحكومة الصهيونية يقول إنه يتابع التطورات في مصر "بقلق وترقب"، ويخشى من احتمال تولي حكومة اسلامية متشددة زمام الامور في القاهرة. ويناشد الغرب بإلزام أي حكومة مصرية مقبلة باحترام معاهدة السلام معها.

الإثنين 31 يناير: أوباما يؤكد انه أبلغ مبارك بوجوب ان تبدأ عملية انتقال السلطة الآن ويهنئ الجيش المصري على ضبط النفس خلال الأزمة.

الثلاثاء 1 فبراير: مايك مولن رئيس هيئة الأركان الامريكية المشتركة يعلن عن "ثقته" في قدرة الجيش المصري على توفير الأمن في البلاد بما في ذلك أمن قناة السويس الاستراتيجية وسط الاضطرابات التي تشهدها مصر.

قال المتحدث باسم الخارجية فيليب كراولي: "نأمل ان تؤدي الحكومة المقبلة في مصر دورا بناء في عملية السلام".

قال رئيس الحكومة الصهيونية: "سيكون هناك صراع في مصر بين من يؤيدون الديموقراطية ومن يريدون الاسلام الراديكالي".

المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيليب كراولي يقول: "نحن على تواصل بشكل يومي مع قيادات الجيش ووزارة الدفاع. الجيش يلعب دورا بناءا لضمان الاستقرار ، الأربعاء كان يوما سيئا لمصر ، واليوم الجيش عدل أداءه و تعامل مع الأحداث على الأرض".

السبت 5 فبراير: صرح المبعوث الأمريكي فرانك ويزنر أن من الواجب أن يبقى الرئيس مبارك في منصبه حتى يتم تنفيذ الإصلاحات المطلوبة، بشرط أن يسبق ذلك إجماع وطني حول الشروط اللازمة لتنفيذ الخطوة المقبلة. لكن سرعان ما بادر الامريكيون إلى التبرؤ من هذا التصريح.

فما رأيكم, ألا تعد هذه التصريحات هي الرسائل التي يتلقفها حكام مصر وجيشهم في كيد وتآمر بين للحفاظ على مصالحهم, مما ينذر بأوخم العواقب لو تم لهم ما يريدون؟

متروي
02-06-2011, 09:00 PM
فلماذا لم يرحل؟ من الذي يمسك بنيان البغي كيلا يندك؟ إن معشار ما صنعه هؤلاء الفتية كفيل بأن يزيل أية حكومة مهما كان أمرها, إن الأمر محير. فهل من سبيل لفك هذا اللغز وإزالة هاته الحيرة؟


الذي يمسك بنيان البغي هم أهل الجبن من هذه الأمة فهم وحدهم من يطيل عمر الشر لا أمريكا ولا إسرائيل ولا الغرب و هؤلاء و إن كانوا يحرسون على مصالحهم إلا أن قدراتهم محدودة و لا أعرف أين ذهب التوكل على الله فلا أحد يتوكل عليه حقيقة فكل من تخاطبه يخوفك بفرعون و بأمريكا فأين رب فرعون ورب أمريكا فمادام المسلمون يعتقدون أن النصر بيد أمريكا وأنه لا راد لأمرها فلن يفلحوا إذا أبدا