هشام بن الزبير
02-11-2011, 06:08 PM
الحمد لله النصير الولي, فهو بدعاء المظلوم حفي, وبيده كل رشد وغي, وإليه كل نشر وطي, ربنا ورب كل شيء, من طاشت العقول في درْك حكمته, وطارت القلوب في رياض محبته, الذي خلق فحكم, وأوحى فأحكم, خلق للشقاوة قوما فهم عن غيهم لا ينتهون, وأعد للسعادة خلقا فهم إليها منتهون, و أنزل علينا كتابا لا يمحوه الماء, نمشي به على الأرض بنور السماء, قص علينا فيه أحسن القصص, كخبر موسى وفرعون في القصص, ومحنة بني يعقوب وعتو فرعون, وعزة الجبار إذ أراد أن يمنّ, فأذل فرعون بالقويّ الكليم, ذلكم تقدير العزيز الحليم, لنعلم أنه فعال لما يريد, وألا نغتر بكل عتلّ مَريد, فلكل ظلوم منهم أجل, كذا قضى ربنا في الأزل, فيا كسير صبرا صبرا, فكأن قد جُبرت جبرا, ويا مظلوم أبشر ابشر, بزوال الغشوم الأشر, فها قد زال ضيم وإصر, عن الخلان من أهل مصر, فبشرى لكم بشرى لكم, وبنصركم طوبى لكم, بصبركم كسرتم صنم اليهود, وجددتم مع المجد العهود, فدمتم للدين فرسانه, ياصناديد الكنانة.
فرعونكم غوى وما ارعوى, وأنذرتموه ولويتموه فما انعوى, طمّ عليه بحر من فتيانكم, له هدير من خيار فرسانكم, فلم يحفل ولم يعبأ بهم, بل وبّش أوباشه لحربهم, فواعجبا لخاتم الفراعين, يدعى طيارا ثم يغير بالبراذين, فتجرع الذليل مر الكؤوس, وهشمت صروحه الفؤوس, وأنكرت الأرض فعاله الرعناء, وألقيت له في أرجائها البغضاء, عتل جبار غويّ زنيم, جواظ جاف سفاح لئيم, أحيا فينا ذكرى فرعون, وغدا لليهود مثل البرذون, يفري بسيفه الأحرار, ويرفع بحزبه الكفار, وجرأ علينا عبّاد الصليب, وخان أقصانا السليب, وأرجع المؤمنات للكفار, ولم يعبأ بأمر الجبار, وسلخ الأبرار في المسالخ, وملأ السجون بالمشايخ, وجوّع المسلمين بالحصار, ثم أحاطهم بجدار العار, فضجت الأرض من ظلم المارق, ومن كرب ولدان شيب المفارق, من قطعت أوصالهم بغزة, حين راموا حياة العزة, فأحرق اليهود ثَمّ أهلنا, وذبّحوا رضيعنا وكهلنا, ومن دار اللعين سعّروا نارهم, وفي جحره أعلنوا حربهم, فما رحم الزنيم جريحهم, وما أغاث يوما صريخهم, فلعائن الله عليه تترى, بما جنى وخذل المسرى.
إنهم فتية ما نكصوا إذ أوعدهم, إنهم فتية بأيديهم صنعوا غدهم, إنهم فتية صنعهم ربهم, إنهم فتية حمدنا صنيعهم, صرخوا بنا أن أفيقوا, صاحوا بنا أين الطريقُ؟ قلنا هناك لكن ثمة مهالك, قالوا إنها للمجد التليد مسالك, قلنا تبصروا إياكم والطيش, قالوا أبصرنا فبئس ذا العيش, فهبّوا أباة كالضراغم, وشادوا مجدهم فوق الجماجم, أنسيتم حزمهم يوم الجسر؟ أنسيتم صبرهم عند العسر؟ أنسيتم أهل الملاحم؟ أنسيتم أولي المراحم؟ أنسيتم كيف افترشوا التراب؟ أنسيتم كيف التحفوا السحاب؟ أنسيتم اقتسامهم كِسر الخبز؟ أنسيتم عهود الذل والعجز؟ أنسيتم كيف صفّوا للصلاة؟ أنسيتم كيف تحلوا بالأناة؟ إن تنسوا فإن التاريخ لن ينساهم, إن يخذلهم الناس فرب الناس يرعاهم.
الله أكبر قد نضجت رؤوس القوم, الله أكبر نفضنا عنا قرون النوم, الله أكبر زلزلنا عروش الظلم, الله أكبر, هزم الجمع وولى الدبر, الله أكبر اليوم مرغت في حضيض الهوان أنوف, الله أكبر استنصرناه فنصرنا, واعتصمنا به فعصمنا, وتوكلنا عليه فكفانا, الله أكبر جعل كيد الكفار في تضليل, الله أكبر اندحر وليهم الذليل, الله أكبر ولله الحمد, الحمد لله أنا من أمة هؤلاء بنوها, قاموا في وجه الظلم كالأسود, صفوا للصلاة كالأملاك, وقنتوا لرب الأرض والأفلاك: "يا رب انصرنا واحقن منا الدماء" فما اسرع ما استجاب لهم رب السماء, الله أكبر, يا أهل الملل, هذا ربنا, ينصر الضعيف ويؤمن الخائف ويقصم الجبابرة.
يا يهود هذا وليكم قد قليناه ومن كأس الذل سقيناه, وبالنمرود وفرعون وهامان ألحقناه, إنا أمة لا تموت, إنا جُنة للمستضعفين, إننا أمل الخائفين, إننا حملة النور إنا سَفرة النقاء, بقرآننا سنهدي العالمين, بقرآننا سنعز البائسين, فأعدوا للقاء, عند مشارف المسرى الحبيب, إننا قادمون, إننا عازمون, إن وعد ربنا صادق, وهذا أول الغيث الكريم فسدد اللهم رمينا وانصر جمعنا وصل اللهم على المصطفى من هاشم وعلى آله وصحبه الأكارم...
فرعونكم غوى وما ارعوى, وأنذرتموه ولويتموه فما انعوى, طمّ عليه بحر من فتيانكم, له هدير من خيار فرسانكم, فلم يحفل ولم يعبأ بهم, بل وبّش أوباشه لحربهم, فواعجبا لخاتم الفراعين, يدعى طيارا ثم يغير بالبراذين, فتجرع الذليل مر الكؤوس, وهشمت صروحه الفؤوس, وأنكرت الأرض فعاله الرعناء, وألقيت له في أرجائها البغضاء, عتل جبار غويّ زنيم, جواظ جاف سفاح لئيم, أحيا فينا ذكرى فرعون, وغدا لليهود مثل البرذون, يفري بسيفه الأحرار, ويرفع بحزبه الكفار, وجرأ علينا عبّاد الصليب, وخان أقصانا السليب, وأرجع المؤمنات للكفار, ولم يعبأ بأمر الجبار, وسلخ الأبرار في المسالخ, وملأ السجون بالمشايخ, وجوّع المسلمين بالحصار, ثم أحاطهم بجدار العار, فضجت الأرض من ظلم المارق, ومن كرب ولدان شيب المفارق, من قطعت أوصالهم بغزة, حين راموا حياة العزة, فأحرق اليهود ثَمّ أهلنا, وذبّحوا رضيعنا وكهلنا, ومن دار اللعين سعّروا نارهم, وفي جحره أعلنوا حربهم, فما رحم الزنيم جريحهم, وما أغاث يوما صريخهم, فلعائن الله عليه تترى, بما جنى وخذل المسرى.
إنهم فتية ما نكصوا إذ أوعدهم, إنهم فتية بأيديهم صنعوا غدهم, إنهم فتية صنعهم ربهم, إنهم فتية حمدنا صنيعهم, صرخوا بنا أن أفيقوا, صاحوا بنا أين الطريقُ؟ قلنا هناك لكن ثمة مهالك, قالوا إنها للمجد التليد مسالك, قلنا تبصروا إياكم والطيش, قالوا أبصرنا فبئس ذا العيش, فهبّوا أباة كالضراغم, وشادوا مجدهم فوق الجماجم, أنسيتم حزمهم يوم الجسر؟ أنسيتم صبرهم عند العسر؟ أنسيتم أهل الملاحم؟ أنسيتم أولي المراحم؟ أنسيتم كيف افترشوا التراب؟ أنسيتم كيف التحفوا السحاب؟ أنسيتم اقتسامهم كِسر الخبز؟ أنسيتم عهود الذل والعجز؟ أنسيتم كيف صفّوا للصلاة؟ أنسيتم كيف تحلوا بالأناة؟ إن تنسوا فإن التاريخ لن ينساهم, إن يخذلهم الناس فرب الناس يرعاهم.
الله أكبر قد نضجت رؤوس القوم, الله أكبر نفضنا عنا قرون النوم, الله أكبر زلزلنا عروش الظلم, الله أكبر, هزم الجمع وولى الدبر, الله أكبر اليوم مرغت في حضيض الهوان أنوف, الله أكبر استنصرناه فنصرنا, واعتصمنا به فعصمنا, وتوكلنا عليه فكفانا, الله أكبر جعل كيد الكفار في تضليل, الله أكبر اندحر وليهم الذليل, الله أكبر ولله الحمد, الحمد لله أنا من أمة هؤلاء بنوها, قاموا في وجه الظلم كالأسود, صفوا للصلاة كالأملاك, وقنتوا لرب الأرض والأفلاك: "يا رب انصرنا واحقن منا الدماء" فما اسرع ما استجاب لهم رب السماء, الله أكبر, يا أهل الملل, هذا ربنا, ينصر الضعيف ويؤمن الخائف ويقصم الجبابرة.
يا يهود هذا وليكم قد قليناه ومن كأس الذل سقيناه, وبالنمرود وفرعون وهامان ألحقناه, إنا أمة لا تموت, إنا جُنة للمستضعفين, إننا أمل الخائفين, إننا حملة النور إنا سَفرة النقاء, بقرآننا سنهدي العالمين, بقرآننا سنعز البائسين, فأعدوا للقاء, عند مشارف المسرى الحبيب, إننا قادمون, إننا عازمون, إن وعد ربنا صادق, وهذا أول الغيث الكريم فسدد اللهم رمينا وانصر جمعنا وصل اللهم على المصطفى من هاشم وعلى آله وصحبه الأكارم...