المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إشارات سريعة تعليقاً على الأحداث في العالم الإسلامي



abd_allah_ehab
02-18-2011, 02:26 AM
الحمد لله الذى أتم النعم , ورزق العباد الإخلاص والهمم , حمداً يفوق كل حمدٍ , حمد الذاكرين , بذل الخاشعين المخبتين لله رب السموات والأراضين .
وصلى الله على النبى محمد , من جاهد للدين القويم وأرشد بدلالة الهدى الناس أجمعين وهدى الله به عباده الموحدين .
هذه الفتنة التى مرت بها مصر والتى يمر بها العالم الإسلامى لا تقف عند حد إنتهاء التظاهر وخروج السلطة من يد إنسان لتكون مع يد آخر , بل المسألة أعمق من ذلك , لتصل بنا إلى درجة الخوف من القادم المجهول , هذه اللحظة التخبطية التى يسير فيها كثيرُ من الناس بين المؤيد تارة والمنقلب إلى معارض ثم مؤيد , الماشى فيها أفضل من المسرع , ولذا أَرَدْتُ تَسْطِيْرُ كلماتٍ لعلها توضح شيئاً وأحسب أنها لن تفيد كثيراً لقلة الزاد , ولغزارة ما عند العباد من الموضوعات , وهى إشارات سريعة تعليقاً على الأحداث .

أولاً : تنام عينك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنم.

لما جار الحاكم على رعيته , وسلب أقواتهم وما لهم , ولما عم الفساد وضرب بجذوره فى كل بقعة وفى كل شبر حتى طبع على قلوب العباد هذه الصورة الكربونية من الظلم والفساد والطغيان , ثار الناس على الحاكم الظالم , وخرج الناس كجيش عرمرم يسير بخطوات حثيثة نحو تغير ما كان يحلم به جنى قبل الأناسى , ومن قبل حرم الله الظلم , ولكن الحاكم والحكام لم يسمعواْ , لا تحسبن الله غافلاً عنك يا ضعيف , ليس للظالم نصير ولا حميم يطاع فى يوم الندامة , اللعنة على من ظلم , رفض السموات والأرض والجبال للأمانة وقبولها الأنسان إنه كان ظلوماً جهولاً , وغيرها من المعانى القرآنية الربانية التى فيها الوعيد الشديد ولكن لا يرجع هؤلاء الحكام إلى ما قال الله ربما لعدم قرآئتهم للقرآن وهى أدهى وأمر .
ينادى وازع الإيمان فى قلب الحاكم أن الظلم حرام فاتقى الله فلا يعود , الظلم ظلمات يا أخيى فلا ينصرف , اتقى دعوة المظلوم فليس بينها بين الله حجاب ,تنام عينك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنم , وإذا بالحاكم مصر بل أقسم بالله ووالله وتالله أنه لمن الظالمين , فلما كان أذن الله تعالى للعباد أن يقومواْ على قلب رجل واحد ولكن الله ألف بين قلوبهم , وما يعلم جنود ربك إلا هو.
أيا أيها الحاكم , لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً فالظلم ترجع عقباه إلى الندم.
وهذا الذى سخر من سؤال حول شباب الفيس بوك والأحزاب يعلم الآن ثمن السخرية.

ثانياً :اتقواْ فتنةً لا تصيبنهم خاصةً.

هذه الفتنة العارمة التى رأينها فى الفترة السابقة من تظاهرات سلمية ما كان الغرض منها إلا إيصال كلمةً حق عند سلطان جائر كما يقولون ومع ما تمخض منها من منافع للناس إلا أن الفتنة أصابت الصالحين قبل المفسدين , فكم من مسكين لم يفقه من دينه شئ قتل وسفك دمه , وكم من بيت آمن روع ولم ينم , وكم من رجل طرد من عمله , ومن من سرقات واسعة ومواجهات دامية ومقدرات رسمت على وجوه الأبرياء وما كان ذنبهم ؟ وما كان هدفهم ؟ فأتت الفتنة فأخذت الصالحين قبل الطالحين وهى كذاك .

ثالثاً :وشهدواْ على أنفسهم .

هؤلاءِ الذينَ أشارواْ بأصابعهم على الحكامِ إنكمْ لظالمونَ , شهدواْ على أنفسهم بالظلم , فالله جل جلاله يولى الظالم على الظالم وهى سنة الله تعالى التى لا تتبدل .
دقق أيها الناظر فى أحوال الرعية قبل الراعى , إذا رأيت الشباب يقبلون الفتيات فى الطرقات وما من منكرٍ , ورأيت الشيخ الهرم ينظر إلى النساء غير مستحٍ , ورأيت النساء الكاسيات العاريات المائلات المميلات التاركات شعورهن والصادات عن سبيل الحق وما أبوها بواعظٍ , ورأيتَ الربا متفشياً , والكذبَ مدوياً ,ونقضُ العهودِ والوعودِ ملبياً , وسمعتَ عن مليوناتٍ تنفقُ على السافلاتِ الساقطاتِ الرقصاتِ المطرباتِ مهراً وصداقاً جائزاً , ورأيت مفتياً يحل حراماً بيناً , فقل عندها وما ظلمنا الحكام ولكن ظلمنا أنفسنا فحق علينا قول ربنا ويمكرون .

رابعاً : إن الله كان بكم رحيماً .

من ذا الذى لا يعرف حرمة الإنتحار فى شريعة الجبار , ومع ذا دخل بهذا الإنتحار النار مقاتلٌ فى سبيل الله لما لم يصبر على جرح مسه , فقتل نفسه فحكم عليه أنه من أصحاب النار , بدأت بتونس يوم أحرق نفسه ذلك الشاب المسكين فثارت هنالك الثورة ثم سموه الشهيد , وأسأل الله أن يغفر له ذنبه وأن يرحمه فكيف يكون شهيد , وإذا بنا نرى ذلك التقليد الأعمى فقد حاول واحد وآخر وثالث الموت من أجل لقيمات يقمن صلبه , فما هذا التقليد ؟ عجيب هذا ورب العبيد .

خامساً : بل انتفاضة لله رب العالمين .

فى تونس خرب الرجل الدين , وبدل شريعة الرسول الكريم , لا يصلى المصلى إلا فى مصلى واحد عند بيته , ولا يتزوج الرجل بامرأتين , وللمرأة فى الميراث كالرجل , والحجاب جريمة , فالعلمانية نهشت عند هؤلاء القوم نهشا , فجاز لهم الخروج على تلك الطاغية الطاغوت , وياحسرة على العباد , منذ خمسة وعشرين عاما من الظلم الدينى وما انتصرواْ إلا حين جاعت البطون , وتقلصت الأمعاء وياليتها كانت انتفاضة للدين , لتكون كلمة الله هى العليا .

سادساً : حكم المظاهرات والخروج على الحكام .

أما عن المظاهرات فهى ظاهرة غربية غريبة عن شريعة المسلمين , عن يهود وعن الماسون وعن العلمانية واللبرالية والشيوعية أخذواْ وما بذك من شريعة الموحدين , ما علمنا أن الرسول تظاهر بصحابة سليما أمام قريش والمشركين , والقضية كانت أسمى هى قضية التوحيد وحق الله على العبيد , لكن ما تظاهر رسول الله ولا الصحابة ولا التابعين , ما علمنا أن آية فى كتاب الله أو حديثاً لرسول الله فيها الحض على التظاهر السلمى ولا الخشن .
والخروج على الحاكم أن ترى منه كفراً بواحاً لك فيه من الله برهان , أن ينشرح بالكفر صدراً ,أن يمنع الصلاة المكتوبات , ومع ذا شرط القدرة وحساب المفاسد والمصالح , ولو جمعت الدنيا بمشارقها ومغاربها لا تساوى إراقة دم مسلم فما بال دماء المسلمين , وسل الحسن رضى الله عنه عن حق دماء المسلمين وانظر الحجاج واحمد الشيبانى , لك فيهم عبرة وعظة .

سابعاً :لا حزبية فى الإسلام.

والإسلام لا يعرف الحزبية ولا الجماعة , فلا بيعة لأمير ولا خليفة إلا الحاكم الشرعى للبلاد أخذها بالنص أو الإجماع أو القهر فهو ملزم لعموم المسلمين لا كما يدعه الأخوان المسلمين .
لقد صدع الأخوان رؤسنا من شعار الإسلام هو الحل ولما حانت الفرصة وحلم العمر قد أتى نكص هؤلاء على أعقابهم ليقولواْ أن الثورة ليست إسلامية ولن نرشح للرئاسة وندعواْ للديمراطية والحرية , بئس كلمة خرجت من فم هؤلاء , أذاً على ما خرجتم يا أبناء الحركة الإسلامية .

ثامناً : وللماء العاكر صيادون.

هذه الكنيسة التى حرمت وجرمت , وأفتت وأنفت عن الخروج للمظاهرات والتأيد للحاكم السابق وأحجمت عن هذه الثورة , خرجت بعد الأمان كعادة الجبان لتبارك الثورة وليصيد فى الماء العاكر وهو فائز على كل حال , فهذا شنودة الناقم على الثورة يغير جلده كالحرباء ليبارك ويكأنها إرادة الرب وهو منهم براء , هذه مصر دولة إسلامية بشعب مسلم كيف ينجس بحكم نصرانى أو علمانى لادينى , لا يستون .
وهذا البطرس من أبناء الأفاعى كان يريد تدخلاً أجنبياً لحل المشكلة واليوم يباركون الثورة , فليت الناس يعلمون حقيقة هؤلاء المنافقين النصارى والعلمانيين .

أخيراً : نريد حكماً إسلامياً .

نريد أن تنعم البلاد والعباد بالحكم الإسلامى بتطبيق شريعته وأحكامه وعندها يرتاح الناس جميعا , فالشعب المصرى شعب ديَّن بطبيعته ولن يرقى وينجح إلا فى ظل تطبيق الشريعة الإسلامية , لا كما ينادى العلمانيون وغيرهم أفيؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض .


تم تعديل العنوان ليناسب المحتوى.
متابعة إشرافية.

أبو دجانة الجوزي
02-19-2011, 01:44 PM
جزاك الله خيرا
كلمات تكتب بماء العيون ..
سلمت يداك أخي ..
فالامور بعواقبها ونهايتها لا ببدايتها ..
فان كان البداية لله فاعلم يقينا أن العاقبة حسنة باذن الله..
اسئل الله أن يقينا الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يثبت قلوبنا على دينه أنه ولي ذلك والقدر عليه ..

أبو مريم
02-19-2011, 02:08 PM
برجاء تغيير عنوان الموضوع

abd_allah_ehab
02-20-2011, 05:17 PM
جزاك الله خيرا لكن لما ؟