المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يا ملوك الطوائف:إني أرى رؤوسا...



هشام بن الزبير
02-18-2011, 09:54 AM
الحمد لله الذي نفى شين القيروان بمزيد عزها وأظهر بشائر زين فتوتها, الذي قهر متفرعن مصر في ميدان نصرها وتحريرها, فغدت لعدوها قاهرة منصورة, فيالها من عبرة وذكرى للعابدين وياله من زمان مبارك يبشر بدنو الفتح المبين. انتفض المِصران فارتعش الطغاة كالفئران, وتحسس المظلومون آثار القيود والأغلال, ورمقوا بأبصارهم أجناد السجان, ورنت قلوبهم إلى نسف الأسوار, فتخوف القوم ما أصاب ذينك الفاجرين الذين صارا من أحاديث الزمان ومن أقاصيص العربان. وكلهم مترقب يتوجس, يتلفت حذِرا ويتحسس, وماذا عسى يصنع الظالم بالرعية وقد بلغ من الطغيان منتهاه, وهو منذ ألزق ظهره بكرسي الملك عليها يتجسس؟ كأني بخطيب الثوار قد أشرف على ديار العرب بعينين كالجمر حمراوين, يخترق بناظريه عروش ملوك الطوائف متوعدا في فصاحة الحجاج:

"يا أغيلمة العرب, ويل لكم من شر قد اقترب, ياما أنذرتكم فأعرضتم, وياما عذلتكم فما ارعويتم, ياشيبا متصابين, يا شيوخا متغابين, أما أنذركم الشيب؟ أما زال عنكم الريب؟ يامن بلغتم الثمانين, وكنزتم الملايين, عُمّرتم ودياركم خرّبتم, ووُلّيتم وعن الحق ولّيتم والعدو تولّيتم, وأُمهلتم وكل مكر جرّبتم, لبستم للعدو المسوح وزينة الأفراح, و لبستم لنا المكائد والدروع والسلاح, عانقتم أئمة النصارى واليهود, ونقضتم ما في الكتاب من عهود, فاسمعوا أو لا تسمعوا: إني أرى عروشا قد أكلتها الأرضة وتضعضعت, وإني نافخ عليها نفخات متواليات, فإذا هي هباء, فأبشروا فكأنكم فارقتم الملك وبذخه, وقد شهدتم في تونس ومصر سلخه, فهلا اتعظتم؟ قد حان لأمتي منكم الفصام, فأبشروا غدا بشر فطام, يامن سكنتم القصور وخذلتم الثغور, لست أدري لعل أكثركم يموت غما وكمدا, ويفارق رياشه ومجونه وعسسه غدا, لتنفجر أحلام ملكه في رأسه جلطة, ليعلم أن استعباده للأحرار غلطة, فيا أصحاب السفاهة والفهاهة, أبصروا أصيحابكم كيف انخلعوا من عز سامق إلى ذل الفنادق, ومن سرير الملك إلى سرير المرض والهلك."

استمع أقران العجوزين المخلوعين إلى هذا أو بعضه أو نحو منه فكادت قلوبهم تنخلع, واضطربوا وتحيروا وتدافعوا كأنهم حمر مستنفرة, فهاهو الأحمق المطاع يتشحط في غيه كالمجنون, وقد قذفته الأقدار بنذر زوال ملكه واندثار أمره, فأرسل في البلاد جلاديه كالمأفون, ياله من سفيه تتقاذفه الأوهام ولا يفيق من الأحلام, وهل نفع التنكيل قرناءك حتى ينفعك؟ ليس لمتفرعن إذ حُم عليه القضاء من مهرب, ليس له بر يقيه ولا بحر, فليس للمظلومين من مطلب, إلا أن يزول ويرحل كما يزول الليل وينجلي ظلام الظلم, فمتى يعي بقية ملوك الطوائف الدرس وقد اصطفوا صفا يتحسسون رقابهم؟ يا أهل الشام بشركم الله بيوم لرؤوس البغي هشّام, فإن أمتي ترنو إلى نُصير وتراه يشب ويشتد حتى يغدو نصرا...

طارق منينة
02-18-2011, 10:08 AM
يجب نشر هذا النص في المواقع المختلفة فهو نص ادبي من اجود النصوص التي سجلت تاريخ زوال ملك طواغيت القرن ال20!
ساحاول وضعه في مدونتي باسم الاخ هشام ابن الزبير-تم وضعه ولله الحمد-- فنحن لانكتب في هذا المجال للكتابة انما لاقامة العدل وحد الحرابة
http://tarek1963.maktoobblog.com/1597759/%d9%8a%d8%a7-%d9%85%d9%84%d9%88%d9%83-%d8%a7%d9%84%d8%b7%d9%88%d8%a7%d8%a6%d9%81%d8%a5%d 9%86%d9%8a-%d8%a3%d8%b1%d9%89-%d8%b1%d8%a4%d9%88%d8%b3%d8%a7%d9%83%d8%aa%d8%a8%d 9%87-%d8%a7%d9%84%d8%a7/